PDA

View Full Version : لــزواج .. بــنـظـر فـيـلـسـوف الـقـوة


Lirmontov
06-08-2000, 03:19 AM
الـطـفـل والـزواج

*
*

لي سؤال أخصك به لأسبر أعماق روحك يا أخي:

- أنت في مقتبل العمر وتتمنى أن يكون لك زوجة وولد، ولكن قل لي هل أنت الرجل الذي يحق له هذا التمني ؟ أأنت الظافر المنتصر على نفسه، الحاكم على حواسه ، السائد على فضائله ؟ أم أن تمنيك هذا ليس إلا شهوة حيوان أو خشية منفرد أو اضطراب من قام النزاع بينه وبين نفسه.

إن ما أريده منك هو أن تتوق بانتصارك وحريتك إلى التجدد بالولد . إذ عليك أن تقيم الانصاب الى ما فوق مستواك . وهل بوسعك أن تفعل اذا لم تكن متين البنية من رأسك إلى أخمص قدميك.

ليس عليك ان ترسل سلالتك الى الامام فحسب ، بل عليك بخاصة ان ترفعها الى ما فوق . فليكن عملك في حقل الزواج منصبا الى هذه الغاية .

عليك ان توجد جسدا جوهره انقى من جوهر جسدك ليكون حركة اولى وعجلة تدور لنفسها على محورها ، فواجبك اذا انما هو ابداع من يبدع.

ما الزواج في عرفي الا اتحاد ارادتين لايجاد فرد يفوق من كانا علة وجوده . فالزواج حرمة متبادلة ترسو على احترام هذه الارادة.

ليكن هذا معنى زواجك وحقيقته، اما ما يدعوه الدخلاء الأغبياء زواجا فأمر أحار في تعريفه ، فما هو الا مسكنة روحية يتقاسمها اثنان، ودنس يتمرغ به اثنان، ولذة بائسة تتحكم في اثنين.

إن ما تدعوه عشقا انما هو جنونه يتتالى نوبة بعد نوبة حتى يجيء زواجكم خاتما هذه الحماقات بالحماقة المستقرة الكبرى . ويا ليت حب الرجل للمرأة وحب المرأة للرجل كانا اشفاقا يتبادله الهان يتألمان. ولكن هذا الحب لا يتجلى في الغالب الا تفاهما بين احساس حيوانين وما خير الحب لو تعلمون الا تخول واضطرام يف ألم وخشوع، ان هو الا المشعل ينير امامكم مسالك الاعتلاء. وسيأتي يوم يتجه فيه حبكم الى مقر ابعد وأرفع من مستقر ذاتكم. لقد بدأتم بتعلم الحب، لذلك ترتشفون الآن المرارة الطافية كالحبب على كأسه.

.
.

.
.

الـفـيـلـسـوف الألـمـانـي : فـريـدريـك نـيـتـشـه

"
"

"
"
http://www.card4you.com/art/christian/Z5900V_sm.jpg

Lirmontov
06-08-2000, 03:26 AM
.
.

أعتذر عما ورد في هذا المقطع .. من شراسه !!

ولكن جنود " الأمانة الآدبية " رفضوا خروج بعض الحروف المشاغبة !!

"
"

"
"