مرهف الاحساس
24-07-2000, 07:15 PM
صومعـة الأحـزان ..
يقال أن "الحزن لا يحتاجُ إلى معطفٍ مضاد للمطر .. إنه هطولنا السري الدائم.." ولكن في صومعة أحزاني .. أعلنها صرخـةً .. أن الحـزن هو هطولي العلني المستمر ..
بـدءاً ..
هاهي أصواتهم تعلوا وتعلوا .. وأنا هنا ؟.. لا أتأثر اطلاقاً بكل ما حولي ؟ أصبح الضجيج داخلي أعلى من صيحاتهم وعلو صراخهم .. أجلس بينهم ؟ وبجانبهم ؟ وأنا غارقٌ في صمتي ؟ .. أسترجع آلامي وأحزاني ؟ وتحيط بي غمامة سوداء على عيني وقلبي ؟ وذهني وفكري ؟ .. ما الذي أوصلني الى هذه الحالة ؟ .. من اللامبالاة بكل من حولي ..
يأتي أحدهم إليّ .. ويسألني سؤالاً عن حالي .. وأجيب عليه بنفس نبرة النفاق التي سألني بها .. وابتسم له ابتسامة صفراء مصطنعة .. أحاول أن أخرجها من بين شفتي .. أعتصرها اعتصاراً .. وكأن تلك الابتسامة اصبحت من المعجزات التي يمكن أن تحدث لي في هذا اليوم البائس ..
ما زلت أعتصر ألماً وحزناً .. وتربطني خيوط الذاكرة ببعضها .. وتتناثر أمامي الأوراق .. وأستعيد فصول أيامي .. وسنوات عمري أمامي .. من أنا ؟؟ من أكون ؟ .. لماذا يغتال الانسان في لحظات صمته ..؟ وفرحه ..؟ .
لماذا لا يهب لنا الزمن .. الا دقائق من الفرح المسروق .. ويعقبه أيامٌ وليالي من الحزن المبهمْ ..؟ .. لماذا أنا حزين ..؟ لماذا الآن ..؟ ما الذي يدور في خلدي ..؟ ما الذي أوصلني الى هذا الحزن ..؟ لماذا تحيط بي هذه الهالة وتلك الغمامة ..؟ لماذا وصلت الى مرحلةٍ أحس أنني سأغادر هذه الدنيا .. حينما وضعت رأسي على وسادتي الليلة الماضية ..؟ ... أصبحت أستغفر ربي .. وأسأله الرحمة بي .. وكأنني بُـلّغت بيوم نهايتي .. ووداعي !! ولحظات وفاتي ! ..
تهيم بي افكار كثيرة .. واشياء أكثر .. لا أحب أن أقف في هذا المكان .. ولم أفكر يوماً في أن أصل اليه .. ربما كنت أدرك أن الحزن سيطبق علي يوماً ؟ ربما توقعته .. ولكني لم أتوقعه قط أن يأتي إليّ سريعاً هكذا ..
كنت أمنّي نفسي بأيامٍ للسعادة أكثر .. بأيام للفرح أكثر .. ولذا .. أصبح الحزن عليّ مضاعفاً بضع مرات .. وكأنني أراه جاءني كقاتلٍ يطعنك من الخلف .. ويستلذ بتعذيبك .. وكأنه يقول .. أن الحزن المفاجىء أكثر ألماً .. وأكثر وقعاً على القلب.. وأشد إيلاماً ..
الحـزن ؟؟ ..
ذلك القاتل المأجور .. الذي دفعت له يوماً أجر جريمته .. كي يقتلني في اليوم الموعود .. ولكنه جاء مبكراً .. أتراه أخطأ في التوقيت ؟؟ .. أم استعجل قتلي ومارس طقوسه المعتادة كي يقبض باقي الثمن ؟؟ ..
لماذا الآن أيها الحزن ..؟ لماذا ؟؟ ..
كنت أدرك أن لحظات الفراق والألم .. والحزن المضاعف ستأتي يوماً .. كنت أهييء نفسي لها .. وأستبق الأحداث أحياناً إليها .. كمنتحرٍ يتخيل يوم موته .. كان الحزن يأتيني كلما تذكرت تلك اللحظات .. ويطبق عليّ بطريقته المعتادة .. ولا يبارح قلبي الحزين خلقةً .. إلا بعد أن ينتزع كل بسمة رسمتها على شفتي في ذلك المساء .. كنت أتخيل الموت أمامي .. وأتوقع الحزن القادم لا محالة .. ولكنني لم أتوقعه الآن ..؟ لم آخذ كل احتياطاتي لحضوره .. لم ألبس الكفن الأبيض .. وحتى لم يجعل لي الفرصة لكي أغطي غرفتي بالسواد .. استعداداً لحضوره ..
أتراه ما زال شبحاً ..؟ .. وما زلتُ أعيش في الخيال ..؟ أم أن هذا الحزن المطبق المضاعف حقيقةً حاضرةً أمامي ؟؟ ..
أحاول أن أنسى .. أحاول أن أرسم أملاً جديداً .. رغم علمي أن كل آمالي الماضية قد ولت وقفلت من حيث أتت ..؟ ولكني ما زلت أحمل ذرة من تفاؤل ؟ تفاؤل حزين ... وباكي ! .. أحمله في يدي .. وأراقب ذلك الشيء .. لعله يبشرني بحضور الفرح المسروق من جديد .. كي أستيقظ من نومي .. وأعرف أن كل الذي حدث لي مجرد خيال أو حلم .. ويا له من حلمٍ مزعج !! ..
انظروا إليّ ؟!.. ما زلت أتخيل أن هذا الحزن المطبق عليّ مجرد خيال !! .. آه يا دنيا الأحزان في قلبي .. كم أنتِ لئيمة ..؟ تعرفين تماماً كيف تسرقين كل لحظات الفرح .. كل لحظات السعادة .. تمارسين ذلك بذكاء .. وباحتراف شديد ..
أقف في مواجهةٍ للذاكرة .. ؟؟ ولكن .. أتذكر ماذا ؟؟ .. وأفكر في ماذا ..؟ وهل أفرغ لي الحزن المطبق على قلبي أي لحظة واحدة للتفكير ..؟؟ .
هاهو زميلي في العمل .. يحدثني .. ويحاول التشويش على فكري .. ولكن هيهات!! .. هاهو يطلق عليَّ رصاصاتٍ من مشاكل العمل التي لا تنتهي .. ومن مشاكله مع الآخرين التي يزعجني بها كل يوم .. بقصة جديدة .. ومع أشخاصٍ آخرين .. حتى أصبح احساسي به متبلداً مع الأيام .. استمع اليه بابتسامةلا تقل بؤساً عن شقاءه .. أحاول أن ينهي كلامه اللامنتهي .. ولكنه لا يزال يتكلم ويتكلم .. أحاول أن أنتهي منه .. فكم أقلقني وجوده أمامي .. إنه لا يدع لي الفرصة حتى في الخلو بنفسي والتفكير .. أو حتى استكمال صفحةٍ من كتاب .. آخذه معي كل يوم للعمل .. وأرجع للبيت .. وهو في يدي...؟ لم أستكمل منه صفحة واحدة ..
هاهو رحل .. ورحلت كل الضوضاء معه .. تلاحقه .. وتتبع خطواته ..
وها أنا ذا أعود من جديد .. لأستكمل رسم أحزاني على الورق .. بريشة فنان مبتدىء .. لا يعرف ماذا يرسم ..؟ ولمن .؟ وعن أي شيء يرسم ..؟ .. مجرد خربشات لا تمت للفن بصلة .. لوحاتٍ للحزن مبهمة .. وغامضة .. كغموض أسباب حزني .. وقلقي .. وأنيني ..؟
أنين في داخلي يصرخ .. أتراه يستغيث ؟ أم يتألم ..؟ أم يحتضر ..؟ أحاول أن أسمعه .. لعلي أسمعه بوضوح .. ولكن مجرد سماعه لا يزيدني إلا حيرةً وقلقاً ..
أغادر مكتبي .. وأطنان من الورق تغطي سطحه وتملأ أدراجه.. لم أحرك منها ساكناً هذا الصباح .. ما عدا بضع وريقات استطعت انهاءها على مضض ..؟ أسير في الاتجاه المعاكس لذاكرتي .. وأهبط الدرج بتثاقل .. وجه شاحب ؟ وشفةٌ ترسم الحزن ولا ترسمه .. أفتح وجهي للعالم .. أقـلّب وجوه الآخرين .. كم يؤلمني افتعال تلك البسمة حينما صافحتهم في هبوطي .. وسألت عن أحوالهم على عجل..
لطالما شعرتُ بأن هبوط الدرج سهل للغاية .. ولكنني وجدته هذا الصباح ثقيلٌ جداً ؟ .. أحرك قدميّ بيديّ .. كمن يحث الخطى على الهبوط .. أخشى أن اتهاوى على وجهي .. لأقابل انكسار القلب وحريقه .. ولهيب آلامه .. وأجدد نيران الأحزان في صدري ..
أغادر المبنى .. لكي أعود إليه من جديد .. فلم يسعفني ذلك الخروج من أن أستعيد توازني واتزاني .. أعود إليه .. بذات الحزن ؟ بذات الحرقة .. بذات الاعتصار الذي يؤلم داخلي .. أعود الى مكتبي .. وأفتح أوراقي من جديد .. وأقف في مواجهة جديدة مع ذاكرتي .. فأين أنا ..؟ وأين توقفت ..؟ أقبل أيها الحزن الذي لم يبارحني لحظةً.. واستكمل نيرانك .. ولا تبقي إلا هشيماً .. لعل الرياح تذريه ذات يومٍ في صحراء أحزاني .. وأنساه .. كما حاولت مراراً أن أنسى كل تلك المرارت التي اعتصرت قلبي ذات مرة ..
لماذا أيها الحزن هجومك المفاجىء ؟ .. لماذا لم تعطي لي الفرصة كي أستقبلك بكبريائي وعنفواني .. كمناضلٍ يقف شامخاً أمام بنادق الأعداء .. بسيجارته المشتعلة .. ويفتح صدره لهم ويقول اقتلوني! .. وهو ينفث آخر أدخنة آهاته..
لماذا أتيتني في لحظة ضعفي وهواني ..؟ لحظة عشقي وانتظار جميل آمالي ...؟
..
.
.
قد تكون هذه هي البداية!! ..
لروايةٍ ما !! .
لكم كل التحية ..
مرهـف الاحساس
يقال أن "الحزن لا يحتاجُ إلى معطفٍ مضاد للمطر .. إنه هطولنا السري الدائم.." ولكن في صومعة أحزاني .. أعلنها صرخـةً .. أن الحـزن هو هطولي العلني المستمر ..
بـدءاً ..
هاهي أصواتهم تعلوا وتعلوا .. وأنا هنا ؟.. لا أتأثر اطلاقاً بكل ما حولي ؟ أصبح الضجيج داخلي أعلى من صيحاتهم وعلو صراخهم .. أجلس بينهم ؟ وبجانبهم ؟ وأنا غارقٌ في صمتي ؟ .. أسترجع آلامي وأحزاني ؟ وتحيط بي غمامة سوداء على عيني وقلبي ؟ وذهني وفكري ؟ .. ما الذي أوصلني الى هذه الحالة ؟ .. من اللامبالاة بكل من حولي ..
يأتي أحدهم إليّ .. ويسألني سؤالاً عن حالي .. وأجيب عليه بنفس نبرة النفاق التي سألني بها .. وابتسم له ابتسامة صفراء مصطنعة .. أحاول أن أخرجها من بين شفتي .. أعتصرها اعتصاراً .. وكأن تلك الابتسامة اصبحت من المعجزات التي يمكن أن تحدث لي في هذا اليوم البائس ..
ما زلت أعتصر ألماً وحزناً .. وتربطني خيوط الذاكرة ببعضها .. وتتناثر أمامي الأوراق .. وأستعيد فصول أيامي .. وسنوات عمري أمامي .. من أنا ؟؟ من أكون ؟ .. لماذا يغتال الانسان في لحظات صمته ..؟ وفرحه ..؟ .
لماذا لا يهب لنا الزمن .. الا دقائق من الفرح المسروق .. ويعقبه أيامٌ وليالي من الحزن المبهمْ ..؟ .. لماذا أنا حزين ..؟ لماذا الآن ..؟ ما الذي يدور في خلدي ..؟ ما الذي أوصلني الى هذا الحزن ..؟ لماذا تحيط بي هذه الهالة وتلك الغمامة ..؟ لماذا وصلت الى مرحلةٍ أحس أنني سأغادر هذه الدنيا .. حينما وضعت رأسي على وسادتي الليلة الماضية ..؟ ... أصبحت أستغفر ربي .. وأسأله الرحمة بي .. وكأنني بُـلّغت بيوم نهايتي .. ووداعي !! ولحظات وفاتي ! ..
تهيم بي افكار كثيرة .. واشياء أكثر .. لا أحب أن أقف في هذا المكان .. ولم أفكر يوماً في أن أصل اليه .. ربما كنت أدرك أن الحزن سيطبق علي يوماً ؟ ربما توقعته .. ولكني لم أتوقعه قط أن يأتي إليّ سريعاً هكذا ..
كنت أمنّي نفسي بأيامٍ للسعادة أكثر .. بأيام للفرح أكثر .. ولذا .. أصبح الحزن عليّ مضاعفاً بضع مرات .. وكأنني أراه جاءني كقاتلٍ يطعنك من الخلف .. ويستلذ بتعذيبك .. وكأنه يقول .. أن الحزن المفاجىء أكثر ألماً .. وأكثر وقعاً على القلب.. وأشد إيلاماً ..
الحـزن ؟؟ ..
ذلك القاتل المأجور .. الذي دفعت له يوماً أجر جريمته .. كي يقتلني في اليوم الموعود .. ولكنه جاء مبكراً .. أتراه أخطأ في التوقيت ؟؟ .. أم استعجل قتلي ومارس طقوسه المعتادة كي يقبض باقي الثمن ؟؟ ..
لماذا الآن أيها الحزن ..؟ لماذا ؟؟ ..
كنت أدرك أن لحظات الفراق والألم .. والحزن المضاعف ستأتي يوماً .. كنت أهييء نفسي لها .. وأستبق الأحداث أحياناً إليها .. كمنتحرٍ يتخيل يوم موته .. كان الحزن يأتيني كلما تذكرت تلك اللحظات .. ويطبق عليّ بطريقته المعتادة .. ولا يبارح قلبي الحزين خلقةً .. إلا بعد أن ينتزع كل بسمة رسمتها على شفتي في ذلك المساء .. كنت أتخيل الموت أمامي .. وأتوقع الحزن القادم لا محالة .. ولكنني لم أتوقعه الآن ..؟ لم آخذ كل احتياطاتي لحضوره .. لم ألبس الكفن الأبيض .. وحتى لم يجعل لي الفرصة لكي أغطي غرفتي بالسواد .. استعداداً لحضوره ..
أتراه ما زال شبحاً ..؟ .. وما زلتُ أعيش في الخيال ..؟ أم أن هذا الحزن المطبق المضاعف حقيقةً حاضرةً أمامي ؟؟ ..
أحاول أن أنسى .. أحاول أن أرسم أملاً جديداً .. رغم علمي أن كل آمالي الماضية قد ولت وقفلت من حيث أتت ..؟ ولكني ما زلت أحمل ذرة من تفاؤل ؟ تفاؤل حزين ... وباكي ! .. أحمله في يدي .. وأراقب ذلك الشيء .. لعله يبشرني بحضور الفرح المسروق من جديد .. كي أستيقظ من نومي .. وأعرف أن كل الذي حدث لي مجرد خيال أو حلم .. ويا له من حلمٍ مزعج !! ..
انظروا إليّ ؟!.. ما زلت أتخيل أن هذا الحزن المطبق عليّ مجرد خيال !! .. آه يا دنيا الأحزان في قلبي .. كم أنتِ لئيمة ..؟ تعرفين تماماً كيف تسرقين كل لحظات الفرح .. كل لحظات السعادة .. تمارسين ذلك بذكاء .. وباحتراف شديد ..
أقف في مواجهةٍ للذاكرة .. ؟؟ ولكن .. أتذكر ماذا ؟؟ .. وأفكر في ماذا ..؟ وهل أفرغ لي الحزن المطبق على قلبي أي لحظة واحدة للتفكير ..؟؟ .
هاهو زميلي في العمل .. يحدثني .. ويحاول التشويش على فكري .. ولكن هيهات!! .. هاهو يطلق عليَّ رصاصاتٍ من مشاكل العمل التي لا تنتهي .. ومن مشاكله مع الآخرين التي يزعجني بها كل يوم .. بقصة جديدة .. ومع أشخاصٍ آخرين .. حتى أصبح احساسي به متبلداً مع الأيام .. استمع اليه بابتسامةلا تقل بؤساً عن شقاءه .. أحاول أن ينهي كلامه اللامنتهي .. ولكنه لا يزال يتكلم ويتكلم .. أحاول أن أنتهي منه .. فكم أقلقني وجوده أمامي .. إنه لا يدع لي الفرصة حتى في الخلو بنفسي والتفكير .. أو حتى استكمال صفحةٍ من كتاب .. آخذه معي كل يوم للعمل .. وأرجع للبيت .. وهو في يدي...؟ لم أستكمل منه صفحة واحدة ..
هاهو رحل .. ورحلت كل الضوضاء معه .. تلاحقه .. وتتبع خطواته ..
وها أنا ذا أعود من جديد .. لأستكمل رسم أحزاني على الورق .. بريشة فنان مبتدىء .. لا يعرف ماذا يرسم ..؟ ولمن .؟ وعن أي شيء يرسم ..؟ .. مجرد خربشات لا تمت للفن بصلة .. لوحاتٍ للحزن مبهمة .. وغامضة .. كغموض أسباب حزني .. وقلقي .. وأنيني ..؟
أنين في داخلي يصرخ .. أتراه يستغيث ؟ أم يتألم ..؟ أم يحتضر ..؟ أحاول أن أسمعه .. لعلي أسمعه بوضوح .. ولكن مجرد سماعه لا يزيدني إلا حيرةً وقلقاً ..
أغادر مكتبي .. وأطنان من الورق تغطي سطحه وتملأ أدراجه.. لم أحرك منها ساكناً هذا الصباح .. ما عدا بضع وريقات استطعت انهاءها على مضض ..؟ أسير في الاتجاه المعاكس لذاكرتي .. وأهبط الدرج بتثاقل .. وجه شاحب ؟ وشفةٌ ترسم الحزن ولا ترسمه .. أفتح وجهي للعالم .. أقـلّب وجوه الآخرين .. كم يؤلمني افتعال تلك البسمة حينما صافحتهم في هبوطي .. وسألت عن أحوالهم على عجل..
لطالما شعرتُ بأن هبوط الدرج سهل للغاية .. ولكنني وجدته هذا الصباح ثقيلٌ جداً ؟ .. أحرك قدميّ بيديّ .. كمن يحث الخطى على الهبوط .. أخشى أن اتهاوى على وجهي .. لأقابل انكسار القلب وحريقه .. ولهيب آلامه .. وأجدد نيران الأحزان في صدري ..
أغادر المبنى .. لكي أعود إليه من جديد .. فلم يسعفني ذلك الخروج من أن أستعيد توازني واتزاني .. أعود إليه .. بذات الحزن ؟ بذات الحرقة .. بذات الاعتصار الذي يؤلم داخلي .. أعود الى مكتبي .. وأفتح أوراقي من جديد .. وأقف في مواجهة جديدة مع ذاكرتي .. فأين أنا ..؟ وأين توقفت ..؟ أقبل أيها الحزن الذي لم يبارحني لحظةً.. واستكمل نيرانك .. ولا تبقي إلا هشيماً .. لعل الرياح تذريه ذات يومٍ في صحراء أحزاني .. وأنساه .. كما حاولت مراراً أن أنسى كل تلك المرارت التي اعتصرت قلبي ذات مرة ..
لماذا أيها الحزن هجومك المفاجىء ؟ .. لماذا لم تعطي لي الفرصة كي أستقبلك بكبريائي وعنفواني .. كمناضلٍ يقف شامخاً أمام بنادق الأعداء .. بسيجارته المشتعلة .. ويفتح صدره لهم ويقول اقتلوني! .. وهو ينفث آخر أدخنة آهاته..
لماذا أتيتني في لحظة ضعفي وهواني ..؟ لحظة عشقي وانتظار جميل آمالي ...؟
..
.
.
قد تكون هذه هي البداية!! ..
لروايةٍ ما !! .
لكم كل التحية ..
مرهـف الاحساس