سيف التوحيد
26-03-2000, 09:51 AM
--------------------------------------------------------------------------------
الصمت يخيم أرجاء المكان ..
أصوات كلاب الليل .. تقطع على الصمت فرصة البقاء الطويل !
الهزيع الأخير من الليل يلملم أوراقه ايذانا بالرحيل
وهو لا يزال يخبئ رأسه المثقل بالهم بين مرفقيه المسترخيتن على ركبتيه ..
ثم أخذه النشيج إلى حيث لا يدري كم من الوقت مضى وهو على تلك الحال ..
أي خطيئة اقترفها حتى يصيبه كل هذا العناء ؟؟
لم يلبث أن قال لنفسه موبخاً ..
هذا جزاؤك حين تركت لنفسك حبل العاطفة على الغارب .. ؟
تحامل على نفسه ..
وقام يجر خطواته أو هي تجره .. فالأمر واحد حين تنتابه مثل هذه الأزمات الروحية ..
تناول قلمه المستوفز لسكب حنينه إليها ..
وأخذ يكتب لها الرسالة الأخيرة :
( إلى القريب البعيد ..
أيها المسافر إلى مدينة الصمت ..
ها أنا أسكب آخر القطرات من نزيف السحر ..على ضوء القمر المتعب ..
نعم .. إني أناجيك بصوت لا يسمعه سواك .. ولغة هي بعض سحر عينيك ..
لم آتيك معتذراً .. أو معاتباً ..
فإني لو بذلت لك ما تبقى من عمري .. لبقيت مخطئاً لم أعرف بعد قدرك ..
كيف لا .. وأنت الميلاد الجديد .. والحياة الهانئة ..
ولست معاتباً .. لأنني وبكل بساطة لا أستحقك !
عرفت بعدك طبائع الأضداد العجيبة ..
أدركت معنى حنو قلبك .. حين رأيت قسوة الأفئدة من حولي ..
وتيقنت طهر ذاتك .. حين لاحت أعلام الخيانة في الأفق ..
كل شيء بعدك عدم ..
ليت شعري ..
بأي أمر أصف ما أجده في نفسي وقد تأبى على الكلمات ..
أم كيف أعبر عن زفرات نفس مذبوحة شوقاً إليك ..
أرجوك .. ارفق بي ..
كثير - من هذا - على قلبي البائس .. )
نظر إلى أحرفه بعين المشفق .. هم بشنق الكلمات ..
لكنه أدار وجهه ملتفتاً إلى الوراء
حيث تسللت أمه المريضة والتي كانت تراقب الموقف عن بعد .. وقد اغرورقت عيناها بالدمع الهتون ..
يا بني : هون على نفسك ..
أي شيء أصابك .. هل أرهقتك معي لهذا الحد !!!!
كلا كلا يا أماه ..
ألقى بنفسه عليها واشتد نحيبه .. وأمه تسكته وكأنه لم يزل طفلاً مدللاً لم يشب على البكاء ..
قطع صوتها المتهدج هذاالموقف الدامي : الله معك يا بني ! ..
أحس ببعض الاطمئنان ..
لم يزد على أن قال : ونعم بالله .. ونعم بالله .
ــــ
سيف التوحيد ،،
------------------
لو كان لي قلبان عشت بواحدٍ .. وتركت آخر في هواك يعذب ُ
الصمت يخيم أرجاء المكان ..
أصوات كلاب الليل .. تقطع على الصمت فرصة البقاء الطويل !
الهزيع الأخير من الليل يلملم أوراقه ايذانا بالرحيل
وهو لا يزال يخبئ رأسه المثقل بالهم بين مرفقيه المسترخيتن على ركبتيه ..
ثم أخذه النشيج إلى حيث لا يدري كم من الوقت مضى وهو على تلك الحال ..
أي خطيئة اقترفها حتى يصيبه كل هذا العناء ؟؟
لم يلبث أن قال لنفسه موبخاً ..
هذا جزاؤك حين تركت لنفسك حبل العاطفة على الغارب .. ؟
تحامل على نفسه ..
وقام يجر خطواته أو هي تجره .. فالأمر واحد حين تنتابه مثل هذه الأزمات الروحية ..
تناول قلمه المستوفز لسكب حنينه إليها ..
وأخذ يكتب لها الرسالة الأخيرة :
( إلى القريب البعيد ..
أيها المسافر إلى مدينة الصمت ..
ها أنا أسكب آخر القطرات من نزيف السحر ..على ضوء القمر المتعب ..
نعم .. إني أناجيك بصوت لا يسمعه سواك .. ولغة هي بعض سحر عينيك ..
لم آتيك معتذراً .. أو معاتباً ..
فإني لو بذلت لك ما تبقى من عمري .. لبقيت مخطئاً لم أعرف بعد قدرك ..
كيف لا .. وأنت الميلاد الجديد .. والحياة الهانئة ..
ولست معاتباً .. لأنني وبكل بساطة لا أستحقك !
عرفت بعدك طبائع الأضداد العجيبة ..
أدركت معنى حنو قلبك .. حين رأيت قسوة الأفئدة من حولي ..
وتيقنت طهر ذاتك .. حين لاحت أعلام الخيانة في الأفق ..
كل شيء بعدك عدم ..
ليت شعري ..
بأي أمر أصف ما أجده في نفسي وقد تأبى على الكلمات ..
أم كيف أعبر عن زفرات نفس مذبوحة شوقاً إليك ..
أرجوك .. ارفق بي ..
كثير - من هذا - على قلبي البائس .. )
نظر إلى أحرفه بعين المشفق .. هم بشنق الكلمات ..
لكنه أدار وجهه ملتفتاً إلى الوراء
حيث تسللت أمه المريضة والتي كانت تراقب الموقف عن بعد .. وقد اغرورقت عيناها بالدمع الهتون ..
يا بني : هون على نفسك ..
أي شيء أصابك .. هل أرهقتك معي لهذا الحد !!!!
كلا كلا يا أماه ..
ألقى بنفسه عليها واشتد نحيبه .. وأمه تسكته وكأنه لم يزل طفلاً مدللاً لم يشب على البكاء ..
قطع صوتها المتهدج هذاالموقف الدامي : الله معك يا بني ! ..
أحس ببعض الاطمئنان ..
لم يزد على أن قال : ونعم بالله .. ونعم بالله .
ــــ
سيف التوحيد ،،
------------------
لو كان لي قلبان عشت بواحدٍ .. وتركت آخر في هواك يعذب ُ