PDA

View Full Version : أحي ٌ .. والداك ؟؟


سيف التوحيد
07-02-2000, 07:46 AM
أحي والداك ؟
إنها والله لمن أعظم النعم ..
ومن أجل المنن ..
أن تكبر في كنف والديك .. وأن تمتع بهما ..
وقد كبرا ..
فلم يبق سوى برك .. وبعض وفاءك .. للكثير مما بذلاه لك في صغرك ....
بر الوالدين ..
عبادة .. وأي عبادة ..
قال تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً " ....
قال الحسين بن علي رضي الله عنهما .. لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من أف لحرمه !!
وقد أثنى الله على نبيه يحي عليه السلام بقوله .. " وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً " .. وعلى عيسى عليه السلام لخدمة والدته .. واعتزازه ببرها .. " وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً " ...
وحين أغلظ والد نبينا إبراهيم عليه السلام له القول حين دعاه للحق .. لم يكن سوى أن قابله بلين الكلام .. وجميل الخطاب .. " قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن تنته لأرجمنك واهجرني ملياً .. قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا "
وتأمل .. كيف أن الله عز وجل .. قرن بر الوالدين بتوحيده .. وعقوقهما بالإشراك به .. وهل ثمة ذنب كالشرك .. فكيف بقرينه في كتاب الله .. " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً " ..
وقد فاضت نصوص الوحيين .. من كتاب الله تعالى .. وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على لزوم هذه العبادة العظيمة .. وإنها لعبادة وأي عبادة ..
وانظر بعين البصيرة إلى هذه الشذرات النبوية .. " سأل ابن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. أي العمل أحب إلى الله .. فقال له صلى الله عليه وسلم : الصلاة على وقتها .. قلت ثم أي .. قال : بر الوالدين .. متفق عليه ... وحين سأله الرجل من أحق الناس بحسن صحابتي قال له ثلاثاً .. أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك .. ثم أدناك أدناك .. " وقال صلى الله عليه وسلم .. " رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة . رواه مسلم .. وحين أقبل إليه رجل فقال له : أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى قال : فهل لك من والديك أحد حي ؟ قال نعم : بل كلاهما ؟؟ قال : فتبتغي الأجر من الله تعالى ؟ قال نعم : قال : فارجع إلى والديك ، فأحسن صحبتهما . متفق عليه .
وفي المقابل .. أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر عياذا بالله .. وثبت من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة قاطع " متفق عليه .. قال سفيان يعني : قاطع رحم .. وإن أعظم الرحم بلا شك .. من كانا سببا في وجودك ..
وحسبنا .. أن دعوة منهما مرسلة .. لا تعرف طريقاً للرد .. كما قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات لا ترد .. دعوة الوالد .. ودعوة الصائم .. ودعوة المسافر ..
ولهذا حرص أسلافنا الكرام .. على التشبث بهذه الصفة السامية النبيلة .. وذلكم الوفاء الصادق ..
قال أنس بن النضر : استقت أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي .. فذهب فجاءها بشربة .. فوجدها قد ذهب بها النوم .. فثبت بالشربة عند رأسها حتى أصبح !!
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يلي حمل أمه إلى المرفق وينزلها عنه .. وكانت مكفوفة كبيرة السن !
ولما رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة .. فقال يا ابن عمر .. أتراني قد جازيتها .. ؟ قال : و لا بطلقة من طلقاتها ولكن قد أحسنت .. والله يثيبك على القليل كثيراً ..
وقال مجاهد : لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده عنه إذا ضربه .. ومن شد النظر إلى والديه فلم يبرهما .. ومن أدخل عليهما حزناً فقد عقهما ..
ولقد نامت أم ظبيان الثوري ليلة وفي صدرها عليه شيء .. فقام على رجليه يكره أن يوقظها .. ويكره أن يقعد حتى إذا ضعف جاء غلامان من غلمانه .. فمن زال معتمداً عليهما حتى استيقظت !!
هذا ابن محيريز .. يقول : من مشى بين يدي أبيه فقد عقه .. إلا أن يمشي فيميط له الأذى عن طريقه .. ومن دعا أباه باسمه فقد عقه !!
وكان حيوة بن شريح فقيه المسلمين يقعد في حلقته يعلم الناس .. فتقول له أمه : قم فألق الشعير للدجاج .. فيقول ويترك الدرس .. ويفعل ما أرادت أمه ..
إنها العبادة الحقة ..
ولذا قال محمد بن المنكدر في المفاضلة .. بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي !! وما أحب أن ليلتي بليلته !!!
وهذا حجر بن الأدبر بلغ به البر بأمه أن كان يلمس فراشها .. ويتهم غلظ يده .. فيتقلب عليه على ظهره .. فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها ..
وهذا ابن عون .. نادته أمه فأجابها .. فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين !!
وكان الزبير بن هشام باراً بأبيه ... ورقى يوماً سطح داره في القيظ الشديد .. فأتي بماء بارد فذاقه فلما وجد برده لم يشربه وأرسله إلى أبيه ..
ومن العجائب التي مرت بي من حال السلف في برهم بوالديهم .. تلكم القصة العظيمة التي تطيش لها العقول .. وتتحير منها الألباب .. ما ذكره ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار ..
عن المأمون قال : لم أر أحداً أبر من الفضل بن يحيى بأبيه ..
كان يحيى لا يتوضأ إلا بماء مسخن ..
وهما في السجن !! .. وقد منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة ..
فما كان من الفضل حين نام أبوه إلا أن تناول قمقما كان يسخن فيه الماء .. فملأه ثم أدناه من نار المصباح .. فلم يزل كذلك قائماً وهو في يده حتى الصباح !!
ولم فطن السجان ! منع من الاستصباح في الليلة القابلة ..
فما كان من الفضل .. إلى أن ملأ القمقم ماء ..
ثم أخذه معه في فراشه ..
وألصقه بأحشائه حتى أصبح وقد فتر الماء !!!
وصدق الله ..
( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده ) ..
وللحديث بقية مع العقوق وصوره ..
غفر الله لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ..
سيف التوحيد ،،،،،

روضه
07-02-2000, 08:05 AM
الله يجزيك خير الجزاء اخى الكريم سيف التوحيد .......

وأشكرك على ما تقدمه لنا من مواضيع قيمه

وأسال الله تعالى لوالديه الصحه والعافيه

عابر99
07-02-2000, 04:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

بارك الله فيك أخي سيف التوحيد وغفر لك على هذا الموضوع القيم والفائدة الجليلة :