الصواعق المرسلة
09-06-2000, 03:48 PM
رحمك الله يا هاشم
كم كانت كلماتك مؤثرة
كم كانت كلماتك بليغة
كأنك لا زلت حيا معنا اليوم
رحمك الله رحمة واسعة
وهي تلبية لطلب الأخ الفودري
وجزاء الله الجميع خيرا
والآن الي القصيدة :
أبتاه ماذا قد يخط بناني
والحبل والجلاد ينتظرانِ
هذا الكتاب اليك من زنزانةٍ
مقرورةٍ صخريةِ الجدرانِ
لم تبقى إلا ليلةٌ أحياء بها
وأحس أن ظلامها أكفانِي
ستمر يا أبتاه لست أشك في
هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتلٌ
والذكريات تمرُ في وجداني
ويهدّني ألمي فأنشدُ راحتي
في بضع آيات من القرانِ
والنفس بين جوانحي شفافةٌ
دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أؤمن بالإله ولم
أذق إلا أخيرا لذة الأيمانِ
والصمت يقطعه رنين سلاسلٍ
عبثت بهن أصابع السجّانِ
ما بين آونةٍ تمر وأختها
يرنوا إلى بمقلتي شيطانِ
من كوة بالباب يرقب صيده
ويعولُ في أمن إلى الدورانِ
أنا لا أحس بأي حقد نحوه
ماذا جنى فتمسّه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي
لم يجد في ضمأ إلى العدوانِ
لكنه إن نام عني لحظة
ذاق العيال مُرارة الحرمانِ
فلربما وهو المُروعُ سحيةً
لو كان مثلي شامر لرثاني
أو عادَ من يجري إلى أولاده
يوماً تذكرَ صورتي فبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذةٌ بها
معنى الحياة غليظة القضبانِ
قد طال ما شارفتها متحملا
في السائرين على الأسى اليقضانِ
فأرى وجوماً كالضباب مصورا
ما في قلوب الناس من غليانِ
نفس الشعور لدى الجميع وإذ همُ
كتموا وكان الموت في إعلانِ
أو لم يكن خيراً لنفسي أنفرَ
مثل الجموع أسير في إمعانِ
ما ضرني لو قد سكتُ وكلما
غلب الأسى بالغت في الكتمانِ
هذا دمي سيسيل يجري مطفأ
ما ثار في جنبي من النيرانِ
وفؤادي الموّارُ في نبضاته
سيكف من غدهِ عن الخفقانِ
والظلم باقي لن يحطم قيده
موتي ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره
شاة إذا اجتثت من القطعانِ
هذا حديث النفس حين تشفُ عن
بشريتي وتمور بعد ثواني
وتقول لي إن الحياة لغايةٌ
أسمى من التصفيق للطغيانِ
أنفاسك الحر وإن هي أخمدت
ستظل تغمرُ أفقهم بدخانِ
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم
قسمات صبح يبتغيه الجاني
دمع السليل هناك في أغلاله
ودم الشهيد هنا سيلتقيانِ
حتى إذا ما أفعمت بهما الرُبا
لم يبقى غير تمرد الفيضانِ
ومن العواصف ما يكون هبوبها
بعد الهدوء وراحة الربّانِ
إن احتدام النار في جوف الثرى
أمر يثير حفيظة البركانِ
وتتابع القطرات ينزل بعده
سيلً يليه تدفق الطوفانِ
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا
أقوى من الجبروت والسلطانِ
أنا لست أدري هل ستذكر قصتي
أم سوف يعدوها رحى النسيانِ
أو أنني سأكون في تاريخنا
متآمراً أم هادمَ الأوثانِ
كل الذي أدريه أن تجرعي
كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في دعوتي متطلبا
غير الضياء لأُمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا
إذ هذا استخفاف بالإنسانِ
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي
يغلي دم الأحرارِ في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدُنا
وأضاء نورُ الشمس كل مكانِ
وأستقبل العصفور بين غصونهِ
يوماً جديداً مشرق الألوانِ
وسمعت أنغام التـفائل كرةً
تجري على فم بائع الألبانِ
وأتى يدق كما تعودَ بابنا
سيدق باب السجن جلاّدانِ
وأكون بعد هنيهةٍ متأرجحا
في الحبل مشدوداً إلى العيدانِ
ليكن عزائك أن هذا الحبلَ ما
صنعته في هذي الربوع يداني
نسجوا في بلد يشع حضارة
وتضاءُ منه مشاعل العرفانِ
أو هكذا زعموا وجئ به إلى
بلد الجريح على يد الأعوانِ
أنا لا أريدك أن تعيش محطما
في زحمة الألآم والأشجانِ
إن ابنك المصفودَ في أغلاله
قد سيق نحو الموت غير مدانِ
فذكر حكايات بأيام الصبى
قد قلتها لي عن هوى الأوطانِ
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى
تبكي شبابً ضاع في الريعانِ
وتكتّم الحسرات في أعماقها
على من تواريه عن الجيرانِ
فطلب إليها الصفح إنني
لا أبتغي منها سواء الغفرانِ
ما زال في سمعي رنين حديثها
ومقالها في رحمة وحنانِ
بُنيّ إني قد غدوت عليلة
لم يبقى لي جلد على الأحزانِ
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن
بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريّانةً
يا حسن أهل لها وأماني
والآن لا أدري لأي جوانح
ستبيت بعدي أم بأي جناني
هذا الذي سطرته لك يا أبي
بعض الذي يجري بفكرٍعامي
لكن إذا انتصر الضياءُ ومزقت
بيا للجموع سريعةُ القرصانِ
فلسوف يذكرني ويكبر همتي
من كان في بلدي حليف هواني
وإلى لقاء تحت ظل عدالة
قدسيةِ الأحكام والميزانِ
وإلى لقاء تحت ظل عدالة
قدسيةِ الأحكام والميزانِ
------------------
أنا العبد الذي أضحى حزينا
عـلـى زلاتـه قـلقا كــأيبا
كم كانت كلماتك مؤثرة
كم كانت كلماتك بليغة
كأنك لا زلت حيا معنا اليوم
رحمك الله رحمة واسعة
وهي تلبية لطلب الأخ الفودري
وجزاء الله الجميع خيرا
والآن الي القصيدة :
أبتاه ماذا قد يخط بناني
والحبل والجلاد ينتظرانِ
هذا الكتاب اليك من زنزانةٍ
مقرورةٍ صخريةِ الجدرانِ
لم تبقى إلا ليلةٌ أحياء بها
وأحس أن ظلامها أكفانِي
ستمر يا أبتاه لست أشك في
هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتلٌ
والذكريات تمرُ في وجداني
ويهدّني ألمي فأنشدُ راحتي
في بضع آيات من القرانِ
والنفس بين جوانحي شفافةٌ
دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أؤمن بالإله ولم
أذق إلا أخيرا لذة الأيمانِ
والصمت يقطعه رنين سلاسلٍ
عبثت بهن أصابع السجّانِ
ما بين آونةٍ تمر وأختها
يرنوا إلى بمقلتي شيطانِ
من كوة بالباب يرقب صيده
ويعولُ في أمن إلى الدورانِ
أنا لا أحس بأي حقد نحوه
ماذا جنى فتمسّه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي
لم يجد في ضمأ إلى العدوانِ
لكنه إن نام عني لحظة
ذاق العيال مُرارة الحرمانِ
فلربما وهو المُروعُ سحيةً
لو كان مثلي شامر لرثاني
أو عادَ من يجري إلى أولاده
يوماً تذكرَ صورتي فبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذةٌ بها
معنى الحياة غليظة القضبانِ
قد طال ما شارفتها متحملا
في السائرين على الأسى اليقضانِ
فأرى وجوماً كالضباب مصورا
ما في قلوب الناس من غليانِ
نفس الشعور لدى الجميع وإذ همُ
كتموا وكان الموت في إعلانِ
أو لم يكن خيراً لنفسي أنفرَ
مثل الجموع أسير في إمعانِ
ما ضرني لو قد سكتُ وكلما
غلب الأسى بالغت في الكتمانِ
هذا دمي سيسيل يجري مطفأ
ما ثار في جنبي من النيرانِ
وفؤادي الموّارُ في نبضاته
سيكف من غدهِ عن الخفقانِ
والظلم باقي لن يحطم قيده
موتي ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره
شاة إذا اجتثت من القطعانِ
هذا حديث النفس حين تشفُ عن
بشريتي وتمور بعد ثواني
وتقول لي إن الحياة لغايةٌ
أسمى من التصفيق للطغيانِ
أنفاسك الحر وإن هي أخمدت
ستظل تغمرُ أفقهم بدخانِ
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم
قسمات صبح يبتغيه الجاني
دمع السليل هناك في أغلاله
ودم الشهيد هنا سيلتقيانِ
حتى إذا ما أفعمت بهما الرُبا
لم يبقى غير تمرد الفيضانِ
ومن العواصف ما يكون هبوبها
بعد الهدوء وراحة الربّانِ
إن احتدام النار في جوف الثرى
أمر يثير حفيظة البركانِ
وتتابع القطرات ينزل بعده
سيلً يليه تدفق الطوفانِ
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا
أقوى من الجبروت والسلطانِ
أنا لست أدري هل ستذكر قصتي
أم سوف يعدوها رحى النسيانِ
أو أنني سأكون في تاريخنا
متآمراً أم هادمَ الأوثانِ
كل الذي أدريه أن تجرعي
كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في دعوتي متطلبا
غير الضياء لأُمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا
إذ هذا استخفاف بالإنسانِ
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي
يغلي دم الأحرارِ في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدُنا
وأضاء نورُ الشمس كل مكانِ
وأستقبل العصفور بين غصونهِ
يوماً جديداً مشرق الألوانِ
وسمعت أنغام التـفائل كرةً
تجري على فم بائع الألبانِ
وأتى يدق كما تعودَ بابنا
سيدق باب السجن جلاّدانِ
وأكون بعد هنيهةٍ متأرجحا
في الحبل مشدوداً إلى العيدانِ
ليكن عزائك أن هذا الحبلَ ما
صنعته في هذي الربوع يداني
نسجوا في بلد يشع حضارة
وتضاءُ منه مشاعل العرفانِ
أو هكذا زعموا وجئ به إلى
بلد الجريح على يد الأعوانِ
أنا لا أريدك أن تعيش محطما
في زحمة الألآم والأشجانِ
إن ابنك المصفودَ في أغلاله
قد سيق نحو الموت غير مدانِ
فذكر حكايات بأيام الصبى
قد قلتها لي عن هوى الأوطانِ
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى
تبكي شبابً ضاع في الريعانِ
وتكتّم الحسرات في أعماقها
على من تواريه عن الجيرانِ
فطلب إليها الصفح إنني
لا أبتغي منها سواء الغفرانِ
ما زال في سمعي رنين حديثها
ومقالها في رحمة وحنانِ
بُنيّ إني قد غدوت عليلة
لم يبقى لي جلد على الأحزانِ
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن
بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريّانةً
يا حسن أهل لها وأماني
والآن لا أدري لأي جوانح
ستبيت بعدي أم بأي جناني
هذا الذي سطرته لك يا أبي
بعض الذي يجري بفكرٍعامي
لكن إذا انتصر الضياءُ ومزقت
بيا للجموع سريعةُ القرصانِ
فلسوف يذكرني ويكبر همتي
من كان في بلدي حليف هواني
وإلى لقاء تحت ظل عدالة
قدسيةِ الأحكام والميزانِ
وإلى لقاء تحت ظل عدالة
قدسيةِ الأحكام والميزانِ
------------------
أنا العبد الذي أضحى حزينا
عـلـى زلاتـه قـلقا كــأيبا