PDA

View Full Version : إلى الأخ شعاع وبقية الأخوة


أبوعتيبة
26-02-2000, 12:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
أخي الكريم :......
السلام عليكم ورحمة الله .... وبعد :
لو سمحت لي بهذه الوقفات مع مشروع فتواك الذي رأيته وصُدمت منه - ولا حول ولا قوة إلا بالله - ، فأقول وبالله التوفيق :

الوقفة الأولى :
قولك : " و هل رأى أحدُكم رجلاً مُناسِباً في مكانهِ المناسِب ، في سائرِ البـلاد الإسلاميّة ، حتى تطمئنّ قلوبُنـا إلى كلّ مَن تربّعَ على كرسيّ الإفتاء ؟ "

أخي : هل تتحمل هذه الكلمة إذا وقفت بين يدي الله تعالى يوم القيامة وكان خصومك علماء ربانيين قدحتهم بهذه الكلمة ؟
أين سماحة العلامة وإمام أهل السنة والجماعة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان .
ألم يكن مفتياً عاماً للمملكة فكان الرجل المناسب في المكان المناسب .
ولا أريد أخي أن تقول :
ماذا قدم الشيخ للإسلام أو ماذا فعل للمسلمين المذبحين في أنحاء العالم ؟
يكفيك أن تعرف أن على كفالته في مدينة مكة فقط ، حوالى 500 طالب علم من أفريقيا ، فرحمه الله رحمة واسعة ،
واستمع إن شئت لشريط : الممتاز في سير ابن باز للشيخ عائض القرني حفظه الله تعالى .
وارجع إن شئت إلى : http://www.islamway.com/binbaz/binbaz.htm


الوقفة الثانية :
قولك : " مَن منكم رأى مُفتيّاً جافى النومُ مُقلـَتـَيهِ و أمضى ليـالِيَ يدورُ بينَ الأحياء و الحواري ، عسى أن يسمَعَ شكوى مظلومٍ في جوفِ الليل ؟
لن نراهم …
لن نراهم … "
أولاً : أخي لماذا هذا التشاؤم فالخير في هذه الأمة ماضٍ إلى قيام الساعة .
ثانياً : أنت الآن خلطت بين عمل المفتي أو العالم وبين المحتسب ،
هل جاء في التاريخ أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان يخرج إلى الأسواق ويبحث عن المظلومين ، أو الشافعي أو ابن تيمية أو أو أو .... رحمهم الله تعالى .

بينما كان أول محتسب في تاريخ الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مع ملاحظة أنه كان خليفة المسلمين .
أما الآن فللحسبة وزارة خاصة كما في المملكة تقوم بدور مهم في حفظ أمن الأمة بالقيام بهذا الركن المهم .
انظر إن شئت شريط الشيخ سفر الحوالي - حفظه الله - الحسبة في الإسلام .

الوقفة الثالثة :
قولك : " كيفَ يُفتونَ بمنعِ المرأة من قيادة السيّارة منعاً لا نقاشَ فيه …؟
لولا سألوا كلّ النساء عن الضرَر من هذا المنع ..؟
أو على الأقل :
لولا غلـّفوا فتواهم بغلاف الرحمة ، و قالوا في آخرِها : إلاّ مَن اضطرّ غيرَ باغٍ و لا عادٍ ، فلا إثمَ عليه ….؟ "

أخي الحبيب :
هل يعتبر كلامك هذا إنكاراً على من أفتى بذلك أم أنه قصور في علمهم أدى إلى الخطأ ثم الإنكار ؟؟
أخي :
اتقِ الله تعالى في ردك على العلماء وكن أكثر لباقةً وأحسن أدباً في طرح ما تراه ، وإلاّ : لماذا هذا الهجوم على العلماء واستفهامك الإنكاري وكأنك تتهمهم بأنهم أفتوا ولم ينظروا إلى مصلحة المرأة .
فلا حول ولا قوة إلا بالله .


الوقفة الرابعة :
قلت : " ما حالُ تلكَ الابنة الوحيدة لأَِبيها الأرمل – مثلاً – حين تراهُ يعاني من نوبةٍ في القلب ، و تريد أن تأخذه إلى المشفى أو على الأقل أن تهرع إلى أقرب صيدلية لشراء حقنة و تعود ..؟ "

أخي : أنا لا أعارضك في هذه الضرورة الملحة والحاجة الماسة ولكن هذه الصورة التي ذكرتها لا تخلو من حالتين :
1. أنها من الصور النادرة ، والنادر لا حكم له ، فهل كل النساء أو أغلبهن لهن مثل هذه الحالة ؟ ، ثم هل هي مقطوعة من كل الأقارب والجيران ،
2. على فرض أن هذه الصورة منتشرة ألم تسمع بقاعدة :
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
نعم قيادة تلك الفتاة المضطرة فيها مصلحة ، ولكن ألا يوجد فيها مفسدة ؟
نعم يوجد فيها مفاسد عظيمة - سوف يأتي ذكرها إن شاء الله - في آخر المبحث .

ثم : ألا يوجد أي طريقة أخرى لمثل هذه الحالة إلا بقيادة السيارة ، هب أنها لا تعرف أن تقود ، ألا يوجد لديها أقارب ألا يوجد لديها جيران صالحون ، أم أن كل من حولها شرير يتربص بها ، حتى تسقط بيده .


الوقفة الخامسة :
قلت : " فسيوقفها شباب الهيئة و تبدأ التحقيقات "
هل هذه الكلمة لديها تفسير لديك يا أخ حنفي ؟؟؟؟


الوقفة السادسة :
قلت : " كيفَ يجيز العلماء وجود سائق خاص أجنبي للأسرة كي ينقل بناتها إلى المدرسة أو المعهد …؟
باللهِ عليكم ، هل يستوي هذا و ذاك …؟
لن أ ُجيب ….
و ليَسـتَفتِ كلّ منكم قلبَـه ، و لـَو أفتَوك …
و لـَو أفتـوكَ …
و لـَو أفتــَوك … "

أولاً : هل هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم أفتوا بجواز الركوب مع السائق الأجنبي هكذا وبدون أي ضوابط ؟؟
إذا كان الجواب : نعم ، فمن هم ؟
وإذا كان الجواب : لا ، فما هي الضوابط ؟

منها أخي : عدم الخلوة ، الحجاب ، المحرم ، الحاجة والضرورة .
ولك أن تبحث في فتاوى العلماء المعتبرين وتنظر ماذا قالوا عن السائق الأجنبي ؟

ثانياً : السائق وقيادة المرأة كل منهما شر وبلاء - وسوف أذكر ذلك بالتفصيل بعد قليل إن شاء الله - ، وكل فيه ضرر وشر .
ثالثاً : هل نستفتي قلوبنا إذا جاءت فتوى من عالم عامل ورباني ولكنها خالفت أهوائنا ؟
لو فتحنا هذا الباب : وهو فتوى القلوب لقال من شاء بما شاء .
ثم قولك " ولو أفتوك ...." وكررتها : هل هذه الكلمة على إطلاقها لكل أحدٍ أفتاك ؟؟ والله المستعان .


الوقفة السابعة :
ولنا وقفة عند مشروع فتواك وتلك الشروط التي وضعتها :
قلت :
" 1 – لكلّ امرأة مسلمة الحقّ في قيادة السيّارة بإذن والِدِها أو زوجها أو مَن قامَ مقامَهـُما ممّن ملَكَ حقّ القـوامَـة "
لو لم يكن لها أحد وكانت مقطوعة من شجرة - كما يقال - أو كان أبوها شيخ كبير - كما ذكرت أنت - فمن له الحق في إعطائها حق القيادة ؟؟!!

ثم لو أذن لها ولي أمرها - إن وُجد - بكشف وجهها عند القيادة خوفاً عليها هل نمنعه ؟
وإذا لم يأذن لها بينما زميلاتها يقدن سيارتهن بحرية فماذا يكون موقفها من ولي أمرها ؟؟
ثم من يمنعها لو ذهبت مع صديقتها - التي أذن لها وليها - حيث شاءت .
ثم ثم ثم .......الخ

قلت :
" 2 – تنـال كل امرأة مسلمة – تجتاز بنجاح امتحان سياقة السيارة – رخصة سياقة سيارة خاصّـة ، ويستلم تلكَ الرخصـَة وليّ أمرها ، مالِك حقّ القوامـة ، و يحتفِظ بها لديه ، و هو المسؤول – أمام الله و السلطات – عن أي سوء تصرّف من جرّاء هذه الأمانة "

هنا ملاحظتان على هذا الشرط :
1. من الذي سوف يختبر المرأة في نيل رخصة القيادة ، رجال أم نساء ؟
بالطبع نساء : فهذا يلزم وجود شرطيات وهذا يلزم الخروج للشوارع وهذا يلزم الكشف ولبس الزي العسكري وهذا يلزم .....الخ .
2. ألاحظ تكرار ذكرك لولي أمر المرأة ، ماذا لو كان أبوها أو ولي أمرها يحتاج لمن يراقبه ؟
أو كان ممن يرى بالتطور وبالحرية - المزعومة - فما هو العمل ؟؟

قلت :
" 3 – لا حاجة طبعاً لذكر ضرورة الحجاب أثناء قيادة المرأة للسيارة فهذا أمر معروف .. "
ما رأيك بهذا الخبر الذي نُشر في صحيفة الشرق الأوسط يوم الإثنين 5 / 3 /1419 هـ :
" أن إدارة مرور في إحدى الدول المجاورة سنت قانوناً يمنع النساء المنقبات من قيادة السيارات ، وقالت الصحيفة : أن الإدارة العامة للمرور التابعة لوزارة الداخلية سنت القانون الجديد بقصد تجنب تخفي بعض النساء أو الرجال تحت النقاب للقيام بأعمال مخالفة للقانون ، ومنهم فئة صغار السن من الشباب غير المسموح لهم باستصدار رخص قيادة السيارات حيث يتخفون بزي المنقبات ويقومون بقيادة السيارة مما يؤدي إلى أضرار بالغير في الشارع " أ.هـ

ياترى ما رأي صاحب مشروع الفتوى في هذه الضرورة البالغة ، وهل سوف يغلفها بغلاف الرحمة وينزع الحجاب ويقول : فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ؟؟!!!!

قلت :
" 4 – يُعاقب كلّ مَن حاولَ مُعاكسة أو تعقـُب أو إزعاج سائقة سيّارة ، بالعقوبات المنصوص عليها …. "
أخي الحبيب :
ماذا لو أن المرأة هي التي أرادت معاكسة الشباب أو الإزعاج في الطريق فما هو الحل ؟؟
أو كن هؤلاء النسوة طُعم لذئاب بشرية يصطادون بها كما يشاؤون ، هذه قصة تبين خطر قيادة المرأة للسيارة أورده الشيخ أحمد القطان حفظه الله في شريط له ، :
كانت امرأة تقود سيارتها فتعطلت في أثناء الطريق ، فجاءتها امرأتان بسيارتهما وعرضا عليها المساعدة وقالا : تعالي نوصلك إلى بيتك ، فركبت المرأة المسكين معهما ، فانطلقتا نحو مزرعة ، وأنزلوا المرأة وبدأوا في إقناعها بالفاحشة وأنها أمر بسيط وحرية شخصية ، وأُصيبت المرأة بالذهول والخوف ، وعندها خرج ذلك الذئب البشري يتلهف على الفريسة الجديدة ،
ولكن ما إن رآها حتى عرف أنها امرأة جاره فغطى وجهه ، وأمر المرأتين بإرجاعها إلى بيتها ، ماذا كانت النتيجة :
أصيبت المرأة بحالة نفسية وأُدخلت العناية المركزة ولا يدري أحد ما مصيرها .
أخي :
هذا مثال من أمثلة وقصة من قصص نسأل الله أن يحمي بنات المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

قلت :
" فأقول :
و ما يُدريني ، أو يُدري المُفتي - أيّدَهُ الله – أن هناكَ في المقابل مليون برقيّة تطالب النساء فيها بالسماح بسياقة السيّارة ، و لكن السلطان رمى تلكَ البرقيّات في سلـّة المُهمَلات ..؟ "

أخي : لو كان كلامك وظنك في محله لظهرت هذه البرقيات المطالبة بالقيادة ، والدليل على ذلك :
ظهور تلك المطالبة في برقية أرسلها نساء منسلخات عن الحياء إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمي

reg
26-02-2000, 12:04 PM