PDA

View Full Version : قصص لا تثبت : الحلقـــ(( 3 ))ــة


أبوعتيبة
22-02-2000, 09:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثانية :
من القصص المشهورة ، والحكايات المذكورة في بطون الكتب روايةً أو استشهاداً :
قصة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حينما كان يخطب ويحث على عدم المغالاة في مهور النساء ، ثم خطئته المرأة واستدلت بآية قرآنية فقال عمر رضي الله عنه مقولته المشهورة : كل أحد أفقه من عمر .
وقد استغل بعضهم هذه القصة للقدح في شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فإليك أخي هذه القصة مع كلام أهل العلم عليها سنداً ومتناً :
" قال سعيد بن منصور رحمه الله :
نا هشيم ، نا مجالد ، عن الشعبي ، قال : خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : ألا لا تغالوا في صدق النساء فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال ، ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين كتاب الله عزوجل أحق أن يتبع أو قولك ؟
قال : بل كتاب الله عزوجل فما ذلك ؟
قالت : نهيت الناس آنفاً أن يغلوا في صدق النساء ، والله عزوجل يقول في كتابه : ( وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً ) ،
فقال عمر : كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثاً ثم رجع إلى المنبر فقال للناس : إني نهيتكم أن تغالوا في صدق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له " ( سنن سعيد بن منصور 1 / 166 برقم 598 ) .
ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه البيهقي . ( السنن الكبرى 7 / 233 ) .

والحديث لا يثبت سنداً ومتناً ،
أولاً : من حيث السند :
1. الانقطاع بين عمر رضي الله عنه والشعبي ، قال البيهقي بعد أن روى هذه القصة عن إسنادها : هذا منقطع . ( السنن الكبرى : 7 / 233 )
2. مجالد بن سعيد ، ضعيف ، قال الشيخ الألباني : " قلت : ومع انقطاعه ضعيف من أجل مجالد ، وهو ابن سعيد ليس بالقوي " ( إرواء الغليل 6 / 348 ) .

وللحديث طريق أخرى :
عند عبد الرزاق في مصنفه ( 6 / 180 برقم 10420 ) :
ولكنها ضعيفة ذكر الألباني أن فيها علتان :
1. الانقطاع .
2. سوء حفظ أحد رواته . ( الإرواء 6 / 348 )

ثانياً : من حيث المتن :
فقد ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه لم يرجع عن قوله ، فقد أخرج أبو داود في سننه ( 2 / 582 ) ، والترمذي في جامعه ( 3 / 422 ) ، والنسائي في سننه ( 5 / 15 ) ، عن أبي العجفاء السلمي قال :
خطبنا عمر رحمه الله فقال :
" ألا لا تغالوا بصدق النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ما أصدق رسول الله امرأة من نسائه ولا أُصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشر أوقية " واللفظ لأبي داود .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . ( الجامع 3 / 423 )
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . ( المستدرك 2 / 176 )
وصححه الألباني . ( الإرواء 6 / 347 )
أ.هـ
والحمدلله رب العالمين ......

*******************************


------------------
أخوكم
turky@www.com