PDA

View Full Version : * أعلام مختارة - 1 - *


reg
22-01-2000, 05:56 PM

صدى الحق
22-01-2000, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أُقدم بين يديكم هذه المشاركة التي أسئل الله أن ينفعنا بها ، وهي تشتمل على سيرة الأنبياء والصحابة والتابعين والسلف الصالح ومن علماء هذه الأمة الإسلامية .

===============

إبراهيم ( عليه السلام ) :
هو نبي الله : إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالح ابن أرفخشذ بن سام بن نوح .

ولد ـ عليه السلام ـ ببابل ، وتزوج ( سارة ) ، وهاجر مع والده ، وزوجه ، وابن أخيه لوط ـ عليه السلام ـ إلى حراَّن ، ثم بعد وفاة والده ارتحلوا إلى بلاد بيت المقدس.

كان قوم إبراهيم ـ عليه السلام ـ كفارا مشركين ، يعبدون الكواكب والأصنام ، سوى إبراهيم وامرأته وابن أخيه لوط ـ عليهما السلام ـ ؛ قال تعالى : ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ) [ الأنبياء : 51 ] ، وقوله تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين ) [ النحل : 120 ].

هداه الله تعالى للإسلام ، واصطفاه للنبوة ؛ قال تعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ، قال إني جاعلك للناس إماما ) [ البقرة : من الآية 124 ] ، وقال تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ، ولقد اصطفيناه في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين . إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) [ البقرة : 130 ، 131 ).

دعوة إبراهيم ـ عليه السلام ـ هي دعوة إلى الإسلام ، وهو توحيد الله عزوجل ، وإفراده بالعبادة ، وكان أول دعوته لأبيه ، قال تعالى : (واذكر في الكتاب إبراهيم ، إنه كان صديقا نبيا . إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يـبصر ولا يغني عنك شيئا . يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا . يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا . يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا )[ مريم : 45 ]، وقال تعالى : (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتخذ أصناما ءالهة ، إني أراك وقومك في ضلال مبين )[ الأنعام : 74 ].

ثم دعا قومه كافة ، قال تعالى : (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين . إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون . قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين . قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين. قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين. قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين. وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين. فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون. قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين. قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم. قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون. قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم. قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون. فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون. ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون)[الأنبياء :51 ـ 67 ].

وكان ـ عليه السلام ـ يستعمل في دعوته إياهم الحجج المنطقية والعقلية كما في الآيات السابقة ، وكما في قوله تعالى http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ، فلما جن عليه الليل رأى كوكبا ، قال هذا ربي ، فلما أفل قال لا أحب الأفلين . فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي ، فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين . فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر ، فلما أفلت قال يا قوم إني ربيء مما تشركون . إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين . وحاجه قومه ، قال أتحاجوني في الله وقد هدان ، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا ، وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون . وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينـزل به عليكم سلطانا ، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ، نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم )[ الأنعام : 75 ـ 83 ].

وقال لهم أيضا ، كما أخبر الله تعالى عنه : ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا . إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ) [ العنكبوت : 16 ـ 17 ] ، وقوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ إبراهيم . إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون . قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين . قال هل يسمعونكم إذ تدعون . أو ينفعونكم أو يضرون . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون . قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين . الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين . والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين )[ الشعراء : 69 ـ 82 ].

إلا أنهم تمادوا في كفرهم وألقوه في النار ، فنجاه الله منها بمعجزة كبيرة ؛ حيث أصبحت النار بردا عليه وسلاما ؛ قال تعالى http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين . قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين )[ الأنبياء : 68 ـ 70 ]، وقال تعالى : ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون )[ العنكبوت : 24 ]، وقوله عزوجل : ( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم . فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ) [ الصافات : 96 ـ98 ].

ولم يكتف ـ عليه السلام ـ بدعوة العوام فحسب، بل أقام الحجة حتى على الخواص ، ومنهم الملك الذي كان يحكم قومه؛ إذ وقعت بينهما مناظرة قوية، ذكرها القرآن الكريم: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك، إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت. قال أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين )[ البقرة : 285 ].

وحرصا منه ـ عليه السلام ـ على استمرارية الإسلام وصى أبناءه وذريته بالالتزام به ، قال تعالى: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)[ البقرة 132 ]، وقوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون . إلا الذي فطرني فإنه سيهدين . وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون )[ الزخرف : 26ـ 28].

أيد الله تعالى نبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ بمعجزات ، منها : أنه جعل النار التي ألقاه فيها قومه بردا وسلاما ، وكذلك أن الله تعالى رزقه ولدين وكان هو وزوجته في سن اليأس من الولادة ؛ قال تعالى : ( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب . قالت يا ويلتى ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب .قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) [ هود : 70 ـ 73 ] ، وقال تعالى : ( ونبئهم عن ضيف إبراهيم . إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما. قال إنا منكم وجلون . قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم . قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون . قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين . قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) [ الحجر : 51 ـ 56 ]، فلم ينسه الفرح بالأولاد أن يحمد الله تعالى ، فقال : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ) [ إبراهيم : 39 ].

وامتحنه الله تعالى ، فأمره في المنام بذبح ابنه إسماعيل ـ عليه السلام ـ ، فنجح في الامتحان نجاحا باهرا ، وبرهن على أن حبه لله تعالى وامتثال أوامره أعظم من حب الولد ؛ قال تعالى : ( فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين . إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم ) [ الصافات : 99 ـ107 ].

لقد وصف الله تعالى إبراهيم ـ عليه السلام ـ بأوصاف عظيمة ، وأخلاق كريمة ؛ فقال عزوجل : ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) [ هود : 75 ] ، وقال : ( سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين ) [ الصافات : 108 ـ 111 ] ، وقال تعالى : ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ) [ مريم : 41 ] ، وقال عزوجل : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين . شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) [ النحل : 120 ـ 121 ] ، وقله : ( وإن من شيعته لإبراهيم . إذ جاء ربه بقلب سليم ) [ الصافات : 83 ، 84 ] ، وقوله : ( وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم: 37 ] .. وجعله خليله : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) [ النساء : من الآية 125 ].

لقد أكرم الله تعالى هذا النبي العظيم لما كان منه من امتثال أوامر الله ، فوهب الله له الذرية الصالحة ، وجعل فيهم النبوة ، ورفع قدره وأعلى شأنه في الدنيا ، وثم هو في الآخرة من الصالحين الذين يفوزون برضوان الله تعالى ، قال تعالى : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [ العنكبوت : 27 ].

كما شرفه ربه ببناء الكعبة المشرفة التي حج إليها كافة الأنبياء والرسل ، والتي هي قبلة المسلمين إلى قيام الساعة ؛ قال تعالى http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) [ البقرة : 127

=
23-01-2000, 11:01 PM
السلام عليكم ....

شكرا صدى الحق على هذا المعلومات ...

فاجانا الدكتور الكبيسي .. بلفظ الوالد غير عن لفظ اب !!

و منها علمت من جيون جزاها الله خير ان اب ابراهيم ازر الذي ذكر في القران

هو عمه و ليس والده ..

كانت له دعوه ... ليوم القيامه ...((( ولا تخزني يوم يبعثون )))

ممكن تشرحها !!!!!؟؟؟

صدى الحق
24-01-2000, 10:47 AM
حياك الله إختي =

إن شاء الله تعالى وهذا هو الشرح :-

زبدة التفسير

(ولا تخزنى يوم يبعثون) أي: لا تفضحني على رءوس الأشهاد بمعاقبتي، أولا تعذبني يوم القيامة. وأخرج البخاري وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: رب إنك وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقول: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فإذا هو بذيخ متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار. والذيخ: هو الذكر من الضباع، فكأنه حول آزر إلى صورة ذيخ.


------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

=
24-01-2000, 04:01 PM
صدى الحق ..

شكرا كثير ...

تاكدت من شيء .. ما كنت متاكدة منه http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif

جزاك الله كل خير

http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif

صدى الحق
03-09-2000, 08:14 PM
وجزاك الله خيراً إختي ، وأتمنى أن أرى مشاركاتك معنا عما قريب .