PDA

View Full Version : **..** الرابع والعشرون ..(..هموم العالم الإسلامي في رمضان ..)**..**


عبد الله المسكين
02-01-2000, 02:52 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .
فيقول الله عز وجل : { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني } . وقال سبحانه : { إنما المؤمنون إخوة } .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر" .
المسلمون يعيشون هذا الشهر وهم في مآس وأزمات .
شيوعية حمراء تأكل الأخضر واليابس تسحق المسلمين بالحديد والنار وتغرس الإلحاد في قلوب الأجيال تبث أفكارها في عالم الاقتصاد والمال والنظريات العلمية.
والرأسمالية تطفح بالشهوات فهي تكيد للعالم الإسلامي بالغزو الفكري وسيلتها في ذلك المرأة والكأس ومفاتن الحياة من لهو وترف وترفيه محرم ومجون وإغراء .
وعلمانية تدعو إلى الفصل بين الدين والدنيا وإقصاء الإسلام عن مسرح الحياة بحجة أن الدين يفرق بين الشعوب ، والعلمانية فكر ملحد كافر لا يقر الديانات كلها ولا يرضى بالإسلام جملة وتفصيلاً في شئون الحياة .
وماسونية أنتجها اليهود جاءت لهدم الأديان بما فيها الإسلام وهي في ظاهرها تدعو لتوحيد الأجناس ولها وسائل وطقوس وشارات وأحزاب وهي سرية العمل عالمية التأثير صهيونية النشأة .
العالم الإسلامي اليوم مثخن بالجراج :
سُلبت منه فلسطين، والمسجد الأقصى في الأسر ، والشيوخ والنساء والأطفال يذبحون صباح مساء، ولن يعيد فلسطين إلى بلاد المسلمين إلا الإسلام بغضبة عمر بن الخطاب ، وإقدام صلاح الدين وصدق ابن تيمية.
دمرت أفغانستان وشرد شعبها وسحقت مدنها وهدمت مساجدها بدبابات أعداء الله الحمر آلاف اللاجئين لا يجدون مسكناً ولا خبزاً ولا ماء ولا كساء وحرب الإسلامية والشيوعية لا تزال إلى اليوم والمعارك حامية الوطيس بين حزب الله وحزب الشيطان .
ولايات الإسلام في روسيا مثل أذربيجان وأزبكان وتركستان تشكو الظلم والإبادة والتشريد والمجاعة فهل من ناصر .
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم ******** وأنتم يا عباد الله إخوان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ******** إن كان في القلب إسلام وإيمان
المرأة المسلمة تحارب في حجابها وسترها وعرضها ودينها وعفافها .
الشباب يفتنون بوسائل الهدم وإغراءات الشياطين وملذات الهوى .
التنصير يجوب العالم الإسلامي شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .
فرقة بين المسلمين إلا من رحم ربك ، وهذه الفرقة توهن الصف وتفرق الكلمة وتفت في العضد .
فما هو موقف المسلم من ذلك ؟ لعله أن يتذكر إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغربها .
إن المطلوب من المسلم أن يعيش لهذه القضايا الكبرى بمشاعره بماله بدعائه بتوعية إخوانه المسلمين أمام هذه الأخطار بجمع كلمة المسلمين ليكونوا صفاً واحداً ولا تنازعوا فتفشلوا بإخبار الناس بهذه المصائب التي يعيشها العالم الإسلامي لتكون هي قضايا الساعة ولا يحتقر المسلم نفسه ففي كل مسلم خير .
والمطلوب من المسلم أن يجاهد إن تمكن وانتفت المعاذير ، أن يجاهد بنفسه وماله، وإلا بماله يساند إخوانه بدرهمه وديناره لنصرة الإسلام .
وان يكثر من الدعاء في أدبار الصلوات وفي السحر وساعات القبول للمسلمين بالنصر والتمكين في الأرض .
وأن يدعو إلى تقوى الله عز وجل فما أصبنا به من كوارث ومصائب ودواهي إلا بذنوبنا وتقصيرنا { أو لما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا ، قل هو من عند أنفسكم} .
تعودت الأمة الإسلامية أن تعيش رمضان انتصارات وفتوحات لكنها في السنوات الأخيرة لما ضعغت في حمل الرسالة وانغمست في الدنيا أصبحت تعيش رمضان هماً وحزناً وتقتيلاً وتشريداً وإبادة .
ولكن إذ عدنا إلى الله نصرنا { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } . { وما النصر إلا من عند الله } . { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } .
اللهم إنا نسألك نصرك الذي وعدتنا ، اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .


ــــــــــــ
ثلاثون درساً للصائمين (عائض القرني)