PDA

View Full Version : **..** الدرس السابع عشر ..(..محبة الله تعظم في رمضان..)**..**


عبد الله المسكين
25-12-1999, 09:13 AM
محبة الله عز وجل تعظم في رمضان
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد
فإن امتثال أمر الله عز وجل بصيام شهر رمضان تزيد من محبة الله عز وجل في قلب الصائم . وأولياء الله عز وجل يحبون ربهم تبارك وتعالى حباً عظيماً [يحبهم ويحبونه ] وليس العجب من قوله [ يحبونه] فإنه سبحانه المنعم المتفضل ، لكن العجب من قوله [ يحبهم ] يخلقهم ويرزقهم ويعافيهم ثم يحبهم .
ولمحبة الله عز وجل عشرات علامات من فعلها فقد أحب الله حقيقةً لا ادعاءً .
أولها : محبة كلامه الذي تكلم به وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحياً .
والشوق إلى تلاوة هذا الكلام وتدبره والأنس به، وإصلاح القلب بتعاليمه وتسريح الطرف في رياضه والسهر به في جنح الليالي وحنادس الظلام، والعمل بمقتضاه وتحكيمه في كل شئون الحياة .
ثانيها : محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعه وكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم واعتقاد عصمته واتخاذه أسوة . صلى الله عليه وسلم .{ لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} . والعمل بسنتة بدون تحرج ولا تهيب ولا تذبذب. { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } .
ثالثها : الغيرة على محارم الله ن والذب عن حدود الله أن تنتهك، والغضب عند إهانة شيء من شعائر الإسلام ، والتحرق على هذا الدين ، والتألم لواقعه بين أهل البدع والمجاهدة بالقلب واللسان واليد ما أمكن لنصر شرع وتمكين دين الله في الأرض .
رابعها : التشرف بولاية الله تعالى والحرص على نيل هذه الولاية، وصف الله أولياءه فقال : { ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون } . وقال سبحانه : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } .
خامسها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النفس والنفيس في ذلك فهو قطب رحى الإسلام وسياجه وترسه الذي يحتمى به { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } .
وتزيد هذه الصفة إشراقاً في شهر رمضان، ويبذل الصائمون الصادقون نصيحتهم ودعوتهم لعبادة الله محسنين الأجر من الله تبارك وتعالى .
سادسها : الاجتماع با لصالحين وحب الأخيار والأنس بمجالسة أولياء الله وسماع حديثهم والشوق إلى لقائهم وزياتهم والدعاء لهم ، والذب عن أعراضهم ، وذكر محاسهم ونفعهم بما يستطاع فالله عز وجل يقول : { إنما المؤمنون إخوة}.
ويقول : { واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا } .
سابعها : التقرب إلى الله بالنوافل والتواصل إلى مرضاته بالأعمال الصالحة صلاة وصياماً وصدقة وحجا وعمرة وتلاوة وذكراً وبراً وصلة إلى غيرها من الأعمال . قال سبحانه : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا عابدين } . ويقول سبحانه في الحديث القدسي الصحيح : ( وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) .
ثامنها : تقديم حب الآخرة الباقية على الدنيا الفانية والتهيؤ للقاء الله عز وجل، والتزود ليوم الميعاد وإعداد العدة لذاك الرحيل المرتقب .
تزود للذي لابد منه ******* إن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم ******* لهم زاد وأنت بغير زاد
تاسعها : التوبة النصوح وترك المعاصي والمخالفات والإعراض عن اللاهين اللاعبين من أهل الانحراف والفجور فإن مجالسهم حمى دائمة وسم زعاف وداء مستمر { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلالمتقين } . ويقول عليه الصلاة في الصحيح : ( المرء يحشر مع من أحب ) .
عاشرها : تمني الشهادة في سبيل الله وارتقاب ذاك اليوم الذي تقدم النفس فيه خالصة لله وبيع النفس والمال والولد من الله وعدم العودة في هذا البيع العظيم والصفقة الرابحة .
قال سبحانه : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون } . الآية .
اللهم زدنا لك محبة، وفيما عندك رغبة، وإليك إنابة ، إنك على كل شيء قدير.

ـــــــــــــــ
ثلاثون درساً (عائض القرني)