عبد الله المسكين
25-12-1999, 08:26 PM
رمضان طريق للتوبة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وبعد .
فإن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته وانابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه ومراجعته لتاريخه .
باب التوبه مفتوح ، وعطاء ربك ممنوح ، وفضله تعالى يغدو ويروح ، ولكن أين التائب المستغفر ؟ . قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه الغفور الرحيم } .
وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة ، وشهر السماح والعفو ، فهو زمن أغلى من كل غال وأنفس من كل نفيس .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" .
الإساءات منا كثيرة ، والعفو منه أكثر ، والخطأ منّا كبير، ورحمته أكبر ، والزلل منا عظيم ، ومغفرته أعظم :
سبحان من يعطي ونخطئ دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطيء ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا
قال تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }.
لم يصروا أبداً ، أخطأوا فاعترفوا وأذنبوا فاستغفروا ، وأساؤا فندموا فغفر الله لهم.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له" . إنها فرصة لاتتكرر أبداً ، ولا تعود إلا نادراً ، فهل من مجتهد حريص؟
ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر ، النقص طيلة السنة ، العيوب المتراكمة تصحح في رمضان .
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول : "يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم" .
من طبيعتنا الذنب ، ولكن منا من يتوب وينيب ويستغفر مولاه ، ومنا من يصر ويستمر ويكابر ، وهذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية .
أتوب إليك يارحمن مما ******* جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأشكو يا إلهي من معاص ******* أصابتني وآذتني عيوب
صح في الحديث القدسي أن الله يقول : "يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي" .
ياصائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبه النصوح ، وهذه الأيام غنيمة لنا فهل نبادر الغنيمة والفرصة ؟
وبادر بالتوبة النصوح ******* حتى احتضار وانتزاع الروح
لا تحتقر شيئاً من المآثم ******* وإنما الأعمال بالخواتم
صام معنا قوم في العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم .
فياليت شعري ما نقول وما الذي ******* نجيب به والأمر إذ ذاك أصعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ****** وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ومن علامات قبول الصائمين الصدق في التوبة، والعزم على عدم العودة ، والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل .
يقول سبحانه : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" .
متى يتوب من لم يتب في رمضان ؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان ؟
إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان ، فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام، عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح في رمضان، ونقض ما أبرم في رمضان ، فهو عمره في هدم وبناء ونقض وإبرام . قال تعالى : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } .
كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه ، وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبها وإشراق نفسهم .
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم .
ـــــــــــــــ
ثلاثون درساً للصائمين.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وبعد .
فإن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته وانابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه ومراجعته لتاريخه .
باب التوبه مفتوح ، وعطاء ربك ممنوح ، وفضله تعالى يغدو ويروح ، ولكن أين التائب المستغفر ؟ . قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه الغفور الرحيم } .
وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة ، وشهر السماح والعفو ، فهو زمن أغلى من كل غال وأنفس من كل نفيس .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" .
الإساءات منا كثيرة ، والعفو منه أكثر ، والخطأ منّا كبير، ورحمته أكبر ، والزلل منا عظيم ، ومغفرته أعظم :
سبحان من يعطي ونخطئ دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطيء ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا
قال تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }.
لم يصروا أبداً ، أخطأوا فاعترفوا وأذنبوا فاستغفروا ، وأساؤا فندموا فغفر الله لهم.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له" . إنها فرصة لاتتكرر أبداً ، ولا تعود إلا نادراً ، فهل من مجتهد حريص؟
ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر ، النقص طيلة السنة ، العيوب المتراكمة تصحح في رمضان .
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول : "يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم" .
من طبيعتنا الذنب ، ولكن منا من يتوب وينيب ويستغفر مولاه ، ومنا من يصر ويستمر ويكابر ، وهذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية .
أتوب إليك يارحمن مما ******* جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأشكو يا إلهي من معاص ******* أصابتني وآذتني عيوب
صح في الحديث القدسي أن الله يقول : "يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي" .
ياصائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبه النصوح ، وهذه الأيام غنيمة لنا فهل نبادر الغنيمة والفرصة ؟
وبادر بالتوبة النصوح ******* حتى احتضار وانتزاع الروح
لا تحتقر شيئاً من المآثم ******* وإنما الأعمال بالخواتم
صام معنا قوم في العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم .
فياليت شعري ما نقول وما الذي ******* نجيب به والأمر إذ ذاك أصعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ****** وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ومن علامات قبول الصائمين الصدق في التوبة، والعزم على عدم العودة ، والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل .
يقول سبحانه : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" .
متى يتوب من لم يتب في رمضان ؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان ؟
إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان ، فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام، عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح في رمضان، ونقض ما أبرم في رمضان ، فهو عمره في هدم وبناء ونقض وإبرام . قال تعالى : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } .
كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه ، وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبها وإشراق نفسهم .
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم .
ـــــــــــــــ
ثلاثون درساً للصائمين.