PDA

View Full Version : ... ســـــــــــلام الشـــُـــجعـان ...


Microsoft
13-12-1999, 06:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(((((((((((((((((((( سلام الشجعان ))))))))))))))))))))

لعلّ الذاكرة إذا لم تخطئ ، فإن أوّل مَن طرح هذا الشعار هو الرئيس السوري حين لقائه مع الرئيس الأمريكي ، و خطابهما المـُذاع على الهواء حينها ...
و تجدر الإشارة إلى أن القيادة السورية تتميّز عن باقي القيادات العربية بدهائها و حدّة ذكائها في انتقاء الألفاظ للخطاب السياسي ، لم يشهد التاريخ المعاصر كهذا الذي نراه منذ ثلاثين عاماً ....
حتى أن الرئيس الأمريكي فوجئ بهذا الاصطلاح حينها و ردّدَهُ أكثر من مرّة في ردّه على خطاب الجانب السوري ..

بعد هذه المقدمة ، لابدّ لي من الانتقال إلى الشطر الأوّل من هذا الشِعار البرّاق ...

((((((((((((((((((((((( السلام ))))))))))))))))))))

يا سـلام .. يا ســلام ... يا سـلام سلـّم يا سلام ...
هل سمع أحدُكم هذه الأغنية ؟
ما علينـا ...

أيّ سلام هذا ؟؟
أي سلام هذا بالله عليكم ؟!!!
أثمـَّـة شيء يُمكن أن يُدعى سلاماً في هذه الأيّام السوداء ؟
أيّ سلام بين قوي و ضعيف مُهلهَل ؟؟؟
أيّ سـلام بين تابع و متبوع ؟؟
أيّ سلام بين بائع ما لايملك ، و شاري ما لايُباع ؟؟؟
أيّ سلام بين قوّادٍ يبيع عرضـَه ،و زانٍ يدفع الثمن ...؟؟
أيّ سلام بين مَن لايملك أي قرار ، و بين مَن بيده القرار ؟؟
أيّ سـلام بين أحجار شطرنج ، و لاعب الشطرنج ؟!
أيّ سـلام بينَ نخـّاس ، و بين سيّد النخاسين ؟؟

.......................
لا تقولوا سلاماً ...
بل قولوا:
((((((((((( مسرحيّة و مُخرج و مُتفرّجون )))))))))))

و إليكم فصول المسرحيّة ببعض الإسهاب غير المُمِل ...

لعلَّـه من سُخرية القدَر ، أن أغلب المُشاركين في مؤتمر مدريد ، كانوا هم أنفسُهم في رأس المُعارضين لخطوة أنور السادات منذ محادثات الكيلو 101 إلى مأساة زيارة ـ القدس المحتلة ـ التي كانت أضخم إسفينٍ يفـُضّ بكارة الشرف العربي ....

بل كانت ـ حينها ـ جبهة الصمود و التصدّي ، و ما إلى ذلك من جبهات مُهترئة لا تصلح إلاّ أن تكون مُهزلة للاستهلاك و التخطيط للخطوة التاليَـة .

كان كثير من قادة منظمة التحرير الفلسطينية يبكون وهم ينظرون إلى السادات ينزل من سلّم الطائرة في مطار بن غوريون عبر شاشات التلفاز ...
و منهم أبو إياد و أبو عمار و أبو موسى و أبو كوسا .. و غيرهم كثير ..

كنـّا نظنّ أنهم يبكون الشرف العربيّ المهدور …

لكنَّ الأيّام أثبتت أنهم كانوا يبكون تلك الخطوة التي قام بها السادات ، و التي كانوا جميعاً يحلمون بها ، لكنهم لم يكونوا بمستطيعيها آنئذٍ للظروف المُحيطة بهم ...

قولوا لي ـ بالله عليكم ـ مَن ذا الذي يستطيع أن يقف موقِف السادات آنئذٍ من كافة قيادات البلدان العربيّة مَشرِقها و مَغربِها ؟؟؟

لا أحد ، سِوى السادات ، بعدما صارَ بطل العبور
و أيّ عبور .... !

أيّ عبورٍ مقلوب ، أجهضـَهُ بمسرحية ثغرة الدفرسوار ، و سَلوا الفريق أوّل الشاذلي ، فلديه الكثير الكثير ... ؟؟؟
و غيرها من المسرحيات كثير ...

اسـألونا نحن أيها الأخوة الكرام ، فقد عايَشـنا أحداثاَ قبل أن تـُولـَدوا ، فسنرويها لكم كما هي ، لا كما تقوله كتب التاريخ المدرسيّـة ...

عايَشـنا نشأة منظمة التحرير ...
و عايشنا هزيمة 1967 ...
و عايشنا حرب الاستنزاف ...
و عايشنا تولّي السادات حـُكم مصر ، فـ باع كلّ شيء ، و ضاعت كل أرصدة الدولة المصريّة هباءً منثوراً بين سمسار و آخر و تراكمت الديون ، حتى جاع سكان مصر ، و تمّ ترويضهم بأحكام الطوارئ و زوّار الفجر إلى أن وجدناهم يُهلـّلون بزيارة السادات و خطبته في كنيسيت بني إسرائيل ، و هم نائمون على وسادة من حرير وُعوده بالرخاء الذي يحمله السلام ....
............

هل ذهبَ أحدُكم للاستفتاء لاختيار رئيس لاِتحاد الجمهوريات العربيّة ؟؟
بل هل يذكر أحدكم هذه المُهزِلة ؟
حيث اتفقت القيادة السورية و المصرية و الليبية على الاتحاد ، و توحيد الراية ؟؟
لقد ذهبَ كثيرون إلى الاستفتاء مَبهورين بهذه المسرحيّة المُهزلة ، و لكنها كانت سراباً يُداعبُ أجفانَ العُربان المتوافدين إلى ذاكَ الاِستفتاء ...
و فاز السادات حينها برئاسة (((((( اتحاد الجمهوريات العربيّة )))))))) ...

ثم نسينا هذا الاتحاد و لم نذكـُرهُ إلاّ حين قرّرَت " جبهة الصمود و التصدّي " ( بعضوية كل من العراق و سوريا و ليبيا و الجزائر و منظمة التحرير و اليمن ) عزل السادات من رئاسة اتحاد الجمهوريات العربيّة ...!!

فـعادت راية ليبيا و سوريا إلى ماكانتا عليه قبل الاتحاد ، فيما بقيَت راية مصر تحمل سِمَة ذاكَ الاِتحاد المِسخ ...

فالسادات يأبى إلاّ أن يُحطم حتى الأحلام ، و يجعلها " مسخرَة " بلهجة الشارع المصري !

و اللهِ ، لو قام عبد الناصر بزيارة القدس لـَ ما نجى منها رغم بطش زبانيَته ، لأنه لم يكن يتمتع بدهاء السادات و عِبادته للغرب...
و كثيرون يذكرون جلوس السادات أمامَ أحد المثالين الإسبان كي يصنع له تمثالاً مُطابقـاً لِملامِح وجهه الذي يطفح نوراً و إيماناً ..

سيقول قائل ، و لكن السادات أيضـاً لم يَنجُ منها …
فـ أقول : كفاكَ سذاجة أخي الكريم ، فلم يُسمَح باغتيال السادات ـ و أمامَ المـَلأ ـ إلاّ بعد أن صارَت اتفاقيّتـَا كامب ديفيد واقعاً محسوساً لا يمكن تغييره ، إلاّ في حال واحدة فقط ...
و هي السادات نفسه ...

أجل ، و أقولها بإيمان لا يتزعزع ، إن السادات ـ وحده ـ كانَ يستطيع نقض اتفاقيّتـَي كامب ديفيد ، فهو مشهور بتقلـّباته المُفاجئة ، و خير دليل على ذلك ، طرده الخبراء الروس بين ليلة و ضـُحاها ... بل وسحبه لوفد المفاوضات أكثر من مرّة برئاسة بطرس غالي حينها ...

لم يترك الرئيس الأمريكي ـ في تاريخ الرئاسة الأمريكيّة ـ مهامَّهُ لنائبه و يتفرّغ لقضيّة ـ خارجيّةٍ مَحض ـ إلاّ مرة واحدة ، و هي حين ذهب السادات إلى أمريكا و التقى بالرئيس كارتر ، الذي أوكَلَ مهام الرئاسة إلى نائبه ، و انتجعَ مع ضيفه السادات في منتجع ديفيد للحيلولة دون ضياع هذه الفرصة التي لن تتكرّر ، إذا ما عنَّ على بال السادات و قام بنقضِها ...

و بعدها ...
كان سحب البساط ـ من تحت قدَمَي السادات ـ هو الضمان الوحيد لبقاء هاتين الاتفاقيّتَين ، كي لا ينقضهما ...

و كانت حادثة المنصّـة ...
فبزوال السادات تصبح الاتفاقية أمراً واقعـاً ، و لا يُلام خلـَفـُهُ عليها لأنه لم يقم أصـلاً بتوقيعها ..
و في نفس الوقت تنخفض درجات احتمال نقض المعاهدة إلى الصفر ..
و هكذا كان ...
و كفى الله المؤمنين .

و لن ننسى أن المسخرَة الأخرى " الجامعة العربيّة " انتقلت إلى تونس نتيجة لمقاطعة الدول العربيّة للسادات و توجّهاته الخيانيّة ..

لقد صدّقَ السادت حين قال : إن حرب العبور هي آخر حرب بين العرب و إسرائيل ...
و فعلها و رحلَ غير مأسوفٍ عليه ...

فـ مع تكريس هاتين الاتفاقيّتين خسرت البلاد العربيّة أكبر جيش تحسب له الدولة العنصريّة الصهيونيّة أيّما حساب ...
و تحوّل هذا الجيش إلى حدود ليبيا و لا بأسَ بالإعمار و بعض المناورات ...

فيما اختلت موازين القوى بشكل لم تكن تحلم به الدولة الصهيونيّة ، وهي تضحك من مسرحيّات مؤتمر قمة بغداد و جبهة الصمود و التصدّي [ أو التحدّي ] و غيرها من المهازل التي لا تصلح إلاّ للأطفال ...
و لبنان يحترق ...
و حرب الصحراء في أقصى المغرب تستعر ..
و تشاد و ليبيا أيضـاً ...
و الأكراد في شمال العراق ..
و اليمنـَين ...
و جنوب السودان ...
و غيرها ...

إلى أن سقط عرش الطاووس في طهران مُفسِحاً المجال لآِيات الله ، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ هذا المسرح الكبير الذي يُدعى الوطن العربيّ .
فيظهر الشاه المهزوم في ضيافة السادات ، فيما تبدأ قادسيّة صدّام في البوابة الشرقيّة ....

كان مجلس قيادة الثورة العراقي يدرس قرار إعلان العراق دولة علمانيّة ، و لكنّ ظهور آيات الله في طهران ، ساهم في تأخير هذا القرار ، ليتحوّل الرئيس العراقي إلى سعد بن أبي وقاص القرن العشرين ....

فيا لمهزلة الشارع العربيّ كيف تتحوّل الألوان بين ليلة و ضحاها من أسود إلى أبيض ، و الناس يُصَفِـّقون ....
و هكذا أسهم الرئيس المُهيب بكل فخر في تدمير جيشَي العراق و إيران في حرب طاحنة لا هوادة فيها إلاّ إنهاكهما كي ترضى أمريكا و ربيبتـُها في تل أبيب ...

و فوراً بدأت مسرحيّة مجلس التعاون الخليجي تتبلور وسط دخان حرب القادسيّة ...

و تستورد الرياض طائرات أواكس لأَِوّل مرّة ، و حين تستنكر الإذاعة الصهيونية هذا ، تأتي التبريرات السعوديّة بأنَّ طائرات أواكس ليسَت مُوجهة ضدّ إسرائيل ...

و طبعاً يُقرّر مجلس التعاون الخليجي دعم صدّام ، طالمـا يُساهم هذا في انشغاله خميني عنهم إلى حين ....
و مصر معزولة سياسيّاً عن العالم العربيّ ....

و تتوجه الأوامر إلى بعض العملاء في سوريا لإشعال الجبهة الداخليّة في كافة المحافظات لتتحول المدن السوريّة إلى مُعتقلات جماعيّة و تُزالُ أحياء عن بُكرة أبيها بالمدافع و الدبابات و الطائرات السورية الأبيّة ...
حتى الأعراض صارت مُستباحة لِلأنذالِ من قوّات الجيش السوري ...

و اللهِ ، إنَّ الصلاة صارت ـ في يوم من الأيام ـ تهمة في بلاد الشام ...

و الأردن أيضـاً لم تسلم من الفتنة و لكن عبدَ الملك حسين لم يتوانَ عن إثبات أنه أهلٌ للسيطرة على الأمور ...

و كأنّ أمريكا تقول لكافـّة القيادات العربيّة :
أثبت أنكَ تستطيع لجم الشارع في بلدك ، فستبقى حينها رئيسـاً أو أميراً أو مليكاً أو سُلطاناً ....
و إلاّ فالبديل جاهز وقتما نشاء ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

و حين رأى الفلسطينيّون أن البلدان العربيّة صارت في واد ، و قضيتهم في واد آخر ، بدأ أطفال الحجارة في رسم أكبر ملحمة عرفها التاريخ الحديث ...
بل لعلَّني أكادُ أجزمُ أ

13-12-1999, 06:07 AM

13-12-1999, 06:07 AM

reg
13-12-1999, 06:07 AM

[جامبوجت
14-12-1999, 06:32 AM
إلى الأمام يا زُعماء الذُل سيروا فبركة بارك تمحاكم
اللهم لا تؤذخنا على ما فعل السُفهاءُ منا يا رب العالمين

[جامبوجت
14-12-1999, 06:39 AM
الحبيب / MICROSOFT
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
رمضان كريم يا أخي .
بوركت . بوركت . هذه هي قيادتنا المنقادة مثل الخـ. والبقـ.