PDA

View Full Version : الشباب العربي يتحاور بالبصق...


ثامر
09-10-1999, 10:27 PM
" إليكم جميعًا… القافلة تسير… والكلاب تعوي .
آسف لأن أبدأ رسالتي إليكم هكذا … لكنكم تستحقون ذلك … العراقيون أعظم شعب في العالم، والذي قال عنهم " جبناء " هو الجبان، وهو عميل الأمريكان والإنجليز " .
الرسالة السابقة واحدة من 161 رسالة تبادلها الشباب العربي في أحد مواقع الإنترنت، الرسائل في أغلبها تحتوي على كم غير قليل من العنف .. والصدامية .. وعدم التركيز .. فضلاً عن مصادرة رأي الآخر، إن لم يكن مصادرته شخصيًا .
وتحوي هذه الرسالة "مانشتًا" أو بيانًا يمليه مرسله كحقيقة "مطلقة" باعتبار الشعب العراقي أعظم شعب في العالم دون أن يناقش وجه " العظمة "، فضلاً عن مخالفة ما قال لأبسط قواعد النقاش العلمي، لكن الملفت أكثر من "البيان" هو ما كتبه عنوانًا للرسالة، حيث الجميع " كلاب "، وقد دخل هنا في منطقة لا هي بالعلمية، ولا هي حتى تسمح بالحوار، بل أصبح الأمر مجرد " عنف " و" صدام " من خلال سب البشر، ووصفهم بالحيوانات، والتأكيد في " متن " الرسالة على أنهم يستحقون ذلك .
وإذا كانت تلك الرسالة قد جاءت ردًا على سابقة لها تصف الشعب العراقي بأنه " جبان كباقي الشعوب العربية "، وأخرى تؤكد أنه يستحق حكومته طالما لم يقم بثورة ضدها، فإن رسالة أخرى تأتي في سياق الرد لتؤكد على أن الرغبة في الحوار ليست موجودة بالفعل، فضلاً عن أن قيامه لا يهدف سوى إلى إخراج دفعات من الكبت في أي شخص، وفي أي شيء . تقول الرسالة الأعنف :
" يا حمار، أنا أكتب بالإنجليزية، لأن الكمبيوتر يكتب هكذا، أنا عراقي وأنتم رعاة بقر وأغنام وجبناء.. يا إنجليزي يا أمريكي .. ( تفو ) عليك وعلى أشكالك " ،والمرسل هنا " يبصق " على محاوره .. !! وإذا كان المرسل قد هبط بـ " اللاحوار " إلى أسوأ أنواعه بالسب والشتم، فإنه يؤكد على سمة جديدة يستعملها الشباب العربي حين يريد النقد العنيف حيث يسب غيره قائلا: " يا إنجليزي يا أمريكي " !
ولكن إحدى الرسائل تظهر نوعًا من النضوج في السؤال حيث جاءت متسائلة : "من أنت حتى تحكم على الشعب العراقي بأنه جبان ؟!"، وهو سؤال يتصف على الأقل " بالعلمية "، لكن المرسل يعود ليأسف على هذا النوع من العرب(!) وهو هنا قد خلط بين الرأي وصاحبه .
وجاءت أكثر الرسائل سخطًا وعنفًا -من شاب اسمه على الشبكة القواسمي - قائلة : " إن من يشاهد القنوات الفضائية العربية يعرف مستقبل العرب من التفاهة التي تحتويها.. وأنا لا يشرفني الانتماء للعرب "
والقواسمي هنا يطلق بيانه الصارخ مؤكدًا المستقبل الأسود للعرب، والتفاهة الحالية، ثم يتعالى عليهما معًا خارجًا من العرب والعروبة، كأن الثقافة والحضارة مسألة اختيارية، ودلالة الرسالة هنا ترتبط بسخط وإحساس " دوني " تجاه العالم، وتقييم لا يستند على أي منهج، فهو لم يستطع الفصل بين فضائيات العرب وفضائيات حكامهم ( مثلاً )، ولم يتذكر أن عظماء لا حصر لهم على رأسهم أنبياء وعلماء وفقهاء وموسيقيون وأطباء هم بالحقيقة عرب، إن السطحية هي أساس ومنهج النظرة التقييمية لهذه الأمة، فضلاً عن كونها تطبع أغلب الأحكام التي يصدرها شباب العرب على الإنترنت، وهي نفسها فضلاً - عن القاعدة الأساسية الصدامية - جعلت شابًا آخر هو " إياد " يرى أن "سبب التخلف العربي هو " الخليج " عملاء أمريكا والإنجليز، ولم يفسر " إياد " أي خليج.. حكومات أم شعوب ؟ …الخليج جميعه أو بعضه فقط… وكيف ؟!

الجميع يصمت إلا أنا
العنوان السابق هو شعار ذلك المعجب بالمطرب الخليجي " محمد عبده " يطلقه مطالبًا الجميع باعتباره -أي محمد عبده - هو المطرب العربي الوحيد، وأن من لا يقرر ذلك فهو لا يفهم في الأغنية، وعليه أن يسكت !
ويؤكد آخر أن " الأغنية المصرية قد سقطت في التفاهة والتكرار، واللبنانية في طريقها إلى ذلك… إذن تبقى الخليجية "، وتبدو الرسالة السابقة بحاجة إلى تحليل نفسي، فضلا عن التحليل لآليات الحوار، " فالعسف الذهني " هو الطريقة المستعملة في العثور على "مكان خاص على القمة" لصاحب الرأي، فما كان منه إلا أن صادر على منافسيه "المصري واللبناني"، وجلس مكانهما عاصبًا عينيه ومصادرًا كل آخر !!
ويحاول صديق جديد أن يطرح الغناء والإعجاب به باعتباره " مسألة ذوق "، وهو يتذوق العراقي كاظم الساهر، والمصرية أنغام، ويعجب بهما… فتأتيه رسالة واضحة تطلب منه الصمت " ما دام لا يفهم في الغناء " .
إنه الغياب للتربية الديموقراطية أو أي إحساس بها، هو الطابع الذي ساد النقاش عن المعركة القديمة الجديدة بين أشكال الشعر المختلفة بين قديم وحديث، ويضاف إليها الإحساس بأن ثمة مؤامرة، وحتى لو كانت هناك مؤامرة بالفعل فإن الجميع يعتمد عليها وعلى وجودها مؤكدًا أن العدو سوف يصل إلى ما يريد، أو قد وصل بالفعل بعد أن صار الجميع يخطئون في اللغة، حتى الشعراء وهي القضية التي أثيرت بشكل واسع في " نادي الأصدقاء " رغم اتساع مساحة الترفيه فيه، لكن الأخطاء اللغوية والكتابة بالإنجليزية نالت كمية من النقد ( الرقيق ) لا بأس به .
رسائل أصدقاء الموقع مرآة لشباب العرب - المهتمين بالإنترنت - فقدر ما تحمل من هموم يشعرون بها، تحمل ملامح أزمتهم سواء في طرق التفكير أو الحوار…وتعيد أزمتهم الواضحة إلى " أحادية الرؤية " التي تؤدي أو تنبع من ضيق الأفق وفرض الرأي على الآخر، وعدم القبول بالمخالفة أو المخالف . إنها أزمة ثقافة الشارع العربي وشباب العرب الذين يملكون الإجابات جميعها ولا يحتاجون لطرح الأسئلة !!

رسالة (نقلا عن المنتدى الإسلامي )
بقلم الأستاذ أسامة صفار

السندباد المصرى
12-10-1999, 12:51 PM
أخى الفاضل
زار أحد كبار الأطباء العالميين دولة عربية وسألوه: ماذا ينقصنا لنكون على المستوى العالمى فى الطب؟ فقال: أنت لا تنقصكم أخر الأبحاث فأطباؤكم لا يتركون مؤتمرا عالميا، وكذلك لا تنقصكم الأجهزة الحديثة فأنتم تشترون أحدث الأجهزة قبل أن تنتشر فى أوربا، ولكن ينقصكم (روح الفريق) وروح الفريق هى أن تعمل فى مجموعة تؤدى واجبك ثم تبحث عن حقوقك وكل على ثغر وإن نجحنا نجحنا جميعا وإن فشلنا فجميعا أيضا وينسى الإنسان نفسه فى سبيل هدف أسمى.
أخى الكريم.. إنها أزمة تربية فنحن العرب قوم عاطفيون لا نعرف كيف نعيش (معا) إلا فى المحن وأحيانا لا تكفى المحن لتوحيدنا، وقد اعتدنا أن يكون أحدنا غالبا أو مغلوبا، ظالما أو مظلوما. "ومن لا يظلم الناس يظلم" ولا ثالث لهما أما أن يؤدى كل واجبه ويبحث عن حقوقه فلم نعتدها، ونحن كذلك فى حوارنا وفى أماكن عملنا وحتى فى بيوتنا أما أن يقهر الرجل زوجته أو تقهره، لا وسطية فأنت إما أن تحب فلانا أو تبغضه، ولا نعرف الحلول الوسط وقد أجاز أهل العلم ارتكاب أخف الضررين ودرء المفسدة الأكبر وكل هذه حلول وسط تمنع النزاع.

أما عن أسباب المرض فهى أكبر من أن يتسع لها المجال، وقد تسمح الأيام بالعودة إليها.