أوراد
31-03-2000, 11:08 AM
كنت أحدق فى خارطة العالم ..
أنظر إلى بحارها وجبالها ..
أغوارها وثلوجها ..
لا اصدق أن اسبانيا أسماها العرب الأندلس .. وقد إحتوت حضارة عربيه كان لها عبقا رائعا فى أيام وليال مناخها كان معتدلا أو ماطرا .. وشموعا يجتمع حولها منشدون أندلسيون ..!
اكاد وأنا أمد أصبعى فوق روما أن اصدق أن كليوبترا الجميله كانت أم ولى عهد قيصرها .. وعاشت الحب فيها .. فى قصورها فى شوارعها .. وتشاجرت مره مع زوجة قيصر قلبها .. وضحكت مره .. تسابق الزمن بين طموحاتها .. تنظر إلى البعيد لتضم روما تحت راية حكمها .. وماتت شامخة بسم أفعى ..!
أنقل عينى فوق دمشق وحلب .. لأهيم فى آثار الأمويين وفتوحاتهم وصخب الإنتصار الذى إنقطع ..!
وترتفع عينى إلى بيروت .. أتألم لذلك الجمال الجريح .. أتخيل دماء الشهداء وهى تلون الثلج ليصبح قرمزيا كالياقوت المتلألأ .. أشم رائحة( الأرجيله ) تعانق أبخرة المشويات .. أتذكر الدلعونا .. بين أشجار الأرز .. ومازل وجهها قبلة للفرح ..!
أبكى قرب فلسطين قلب أمتى العربيه .. وأتسائل هل يأتى يوما ونحج بيت المقدس .. وهل معاهدات السلام ستنجح .. بين مسلمين ويهود .. ؟!
ثم تنتقل عينى إلى البحر المتوسط الأزرق .. الذى يتأمل .. وجه وتونس والمغرب .. ويحتار فى ليبيا .. ويضحك لللإسكندريه ..ويضرب الجزائر .. فيضرب فى أدق شرايين القلب ..!
وتصعد عينى مبتسمة إلى هذا الخليج العربى الصغير .. ثم ما ألبث أن أحزن .. فليست عينى هى فقط التى تحتضنه .. ولكن هناك عيون ترقب .. وعقول تدبر وتخطط .. تريد إلتهام خيراته .. تريد أن تتسلط .. تريد قلب مياهه إلى دماء .. من أجل براميل النفط ..!
كان يمكن أن أرى كل العالم فرحا ولا أهتم .. أتذكر أننى كنت أركض فى شوارع فيينا .. وأشرب العصير فى برشلونه .. وألعب فى حدائق لندن .. وأتسلى فى الشراء بين متاجر باريس .. وأقطف زهور ليون ..وأرتعش من الفرح وأصرخ ..!
لأنه مهما كان التذكر حقيقة سنعود لواقعنا المؤلم .. ونصحو من نوبات الحلم .. أو ذاك السراب .. أو تلك الخدعة التى نمارسها ضد أنفسنا .. وهل كان من شئ أكثر هولا من أن نصحوا مرة واحدة .. ونرى كل خارطة العالم مجرد شيئ فوق منضدتنا .. مجرد خيال وذكريات ليس لها أثر .. ولس من شيئ يدل عليه ..!
ألا تشعرون بالخوف حين تحدقون إلى خارطة العالم ..؟!
لقد صارت ألوان الخارطه .. كابوسا يدق رأسى .. يحدق بى .. يجرح نصف أوردتى .. الأزرق .. الأحمر .. الأصفر .. وهذا اللون المخبوء بين الحدود .. النقط السود .. التى تفصل بين بلاد وبلاد .. تفصل بين قلوب وقلوب ..!
------------------
الإختلاف فى الرأى لايفسد للود قضيه ..!
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة أوراد يوم 31-03-2000]
أنظر إلى بحارها وجبالها ..
أغوارها وثلوجها ..
لا اصدق أن اسبانيا أسماها العرب الأندلس .. وقد إحتوت حضارة عربيه كان لها عبقا رائعا فى أيام وليال مناخها كان معتدلا أو ماطرا .. وشموعا يجتمع حولها منشدون أندلسيون ..!
اكاد وأنا أمد أصبعى فوق روما أن اصدق أن كليوبترا الجميله كانت أم ولى عهد قيصرها .. وعاشت الحب فيها .. فى قصورها فى شوارعها .. وتشاجرت مره مع زوجة قيصر قلبها .. وضحكت مره .. تسابق الزمن بين طموحاتها .. تنظر إلى البعيد لتضم روما تحت راية حكمها .. وماتت شامخة بسم أفعى ..!
أنقل عينى فوق دمشق وحلب .. لأهيم فى آثار الأمويين وفتوحاتهم وصخب الإنتصار الذى إنقطع ..!
وترتفع عينى إلى بيروت .. أتألم لذلك الجمال الجريح .. أتخيل دماء الشهداء وهى تلون الثلج ليصبح قرمزيا كالياقوت المتلألأ .. أشم رائحة( الأرجيله ) تعانق أبخرة المشويات .. أتذكر الدلعونا .. بين أشجار الأرز .. ومازل وجهها قبلة للفرح ..!
أبكى قرب فلسطين قلب أمتى العربيه .. وأتسائل هل يأتى يوما ونحج بيت المقدس .. وهل معاهدات السلام ستنجح .. بين مسلمين ويهود .. ؟!
ثم تنتقل عينى إلى البحر المتوسط الأزرق .. الذى يتأمل .. وجه وتونس والمغرب .. ويحتار فى ليبيا .. ويضحك لللإسكندريه ..ويضرب الجزائر .. فيضرب فى أدق شرايين القلب ..!
وتصعد عينى مبتسمة إلى هذا الخليج العربى الصغير .. ثم ما ألبث أن أحزن .. فليست عينى هى فقط التى تحتضنه .. ولكن هناك عيون ترقب .. وعقول تدبر وتخطط .. تريد إلتهام خيراته .. تريد أن تتسلط .. تريد قلب مياهه إلى دماء .. من أجل براميل النفط ..!
كان يمكن أن أرى كل العالم فرحا ولا أهتم .. أتذكر أننى كنت أركض فى شوارع فيينا .. وأشرب العصير فى برشلونه .. وألعب فى حدائق لندن .. وأتسلى فى الشراء بين متاجر باريس .. وأقطف زهور ليون ..وأرتعش من الفرح وأصرخ ..!
لأنه مهما كان التذكر حقيقة سنعود لواقعنا المؤلم .. ونصحو من نوبات الحلم .. أو ذاك السراب .. أو تلك الخدعة التى نمارسها ضد أنفسنا .. وهل كان من شئ أكثر هولا من أن نصحوا مرة واحدة .. ونرى كل خارطة العالم مجرد شيئ فوق منضدتنا .. مجرد خيال وذكريات ليس لها أثر .. ولس من شيئ يدل عليه ..!
ألا تشعرون بالخوف حين تحدقون إلى خارطة العالم ..؟!
لقد صارت ألوان الخارطه .. كابوسا يدق رأسى .. يحدق بى .. يجرح نصف أوردتى .. الأزرق .. الأحمر .. الأصفر .. وهذا اللون المخبوء بين الحدود .. النقط السود .. التى تفصل بين بلاد وبلاد .. تفصل بين قلوب وقلوب ..!
------------------
الإختلاف فى الرأى لايفسد للود قضيه ..!
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة أوراد يوم 31-03-2000]