ثامر
27-03-2000, 10:43 AM
* على ضوء الشمعه الخافت.....وبين اصداء البرق الراعد....كانت صورتي تنعكس من على مرآتي القديمه ذات البرواز الذهبي القديم....وكانت ملامحي بتلك الشعيرات القليله الباقيه على رأسي.....والتي امتزج لونها بشيب كثيف كاد ان يخفي لونها الاسود الداكن..... ومنظاري الطبي العتيق الذي ترك آثاره على جانبي انفي.....كما ترك الزمان خطوطه على كل ما في حياتي الطويله.....كل ذلك زاد من كائبة المشهد....ورتابة المكان....الليله لم تكن ليله عاديه....ففي مثل هذا اليوم وقبل خمسين عاما اتيت الى هذا العالم....اتيت الى هذا المناخ الغريب....ولم اعترض حينها او اتأفف الحال المزعج.....ومضت حياتي ومضى عمري في رحلة قطاره المحدده....وفي كل محطة كنت اقف فيها اثناء رحلتي كنت ارى نماذجا عجيبة....وفي كل ليله احياها قبل منامي كنت استشعر برودة غريبه تجتاح اطرافي....ومع كل خبرة جديدة كانت تزاحم اوراق ملفاتي المشتته.....كانت الاسئلة تتبعثر امام عقلي...وهكذا سارت حياتي بنفس النهج وبنفس الطريقه....قلوب تتحير.. وجيل لم يعد يحدد طريقه....وظروف تتشابك وتتعند... وعمر تتلاحق ايامه في سرعة مكوكية مذهلة....
الى ان جاءت ليلة....دق قلبي فيها....واحببت فيها....وتعانقت اشواقي وتراقصت دقات قلبي في فرح ونشوه....امضيت اجمل ايام عمري حينها....عشت ليال ارى نجوما تتلئلا لي وحدي.....كان قمري بدرا لا يتغير له وجه....كان قلبي كتلك الورده التي تتفتح في بستاني كل ربيع..نافذة منزلي كل صباح كنت اسطرق منها النظر على بيئة الحب...ارض العشق... السماء الزرقاء الصافيه كنقاء قلبينا...اسفت حينها على ماضي القديم....تمنيت لو اني لم اضيع لحظه فيما مضى....ورغم السعادة التي كانت تحتويني الا انني كنت استشعر من بين الحين والآخر رياح الفراق تعتري سفينتي وتقترب مع دنو ايامي الآتية.....كذبت نفسي وتجاهلت الامر على انه مجرد وهم وخوف على حبيب الدرب....
حتى ان جاء يومي الموعود وافترقا قلبينا على امل لقاء....ومضى عمري باحزانه واشجانه.. لحظة الوداع كانت اصعب من ان يمحيها الزمان بلياليه وايامه....ذكرى لحظة الفراق كانت بمثابة الصفعه التي كانت توقظيني من بين الآن والآخر....كانت بمثابة السوط
الذي يسلخ جلدي كي يزيل الغبار عن ذكرى حبيبي ووحيه الملائكي الخطاف....
وهاهي ثلاثون عاما قد مضت.....قضيتها ما بين الانتظار وما بين رهبة اللقاء المرتقب.... وما بين الهلع والخوف من حبيب غادر مرفا....مسافرا....واعدا القلب برجعة قريبه وعلى غير اوان...يالاسفي... مضى عمري وانا في حسره وندم....ذاب الجليد من بين العام والعام ....شمعة حياتي الوحيدة ظلت تعارك الزمن....ظلت منيرة بالرغم عن الاحزان... الا ان طول الغياب وطول الانتظار جعلان الشمع يذوب ويبدأ في التلاشي...حينها بكيت واخذ عقلي وقلبي يتسائلان....وماذا بقي من العمر وماذا ظل من الشباب ورعونته....وياترى ماذا عن حبيبي.... هل تغير..؟؟هل تخلت عنه انوثته الفواحه....هل شق الزمن بتهدجه ورتوشه رسمة عيناه الخلابة.... وماذا عني انا اذا رأى كهلا تجاوز سنوات الصبا والشباب.....
تمنيت حينها ان لا اراه....ان لا اسمع صوته.... ان لا أقبل شفتاه....ان لا امسح دمعه...خشيت ان نلتقي ونسيئ لذكرى هوانا....خشيت ان تفقدنا الايام بريق تضحياتنا....خشيت على ليالي الانتظار ان تضيع في لحظة ، وانا من كان ينتظر كل ليلة اشراقة شمس وطلوع فجر يحي امل العودة الميت في فؤادي..فربما كان يوما جديدا كتب لي فيه ان ارى الحبيب.. ....خشيت آثار السنين ان تفرق بيني وبين اشواقي الساكنة فيه....خشيت ان افشل في اخفاء خطوات الزمن والتي ملئت اجزاء جسدي الهزيل....
لا تعود يا حبيب العمر...لا تعود فقد هرمت وشخت....نبضات قلبي اصبها الوهن...وفترت ولم تعد قادرة على بذل الجهد السخي الذي كانت تبذله في الماضي....حتى مشاعري وحرارتي لم تعد قادرة على اعطاء الاوامر لاطرافي لان تتحرك وتنفعل مع همساتك ولفتاتك الفاتنه....لا تعود الي قلبي....غادر...او ابقى في مكانك وانساني....وتذكر فقط ذكرى ايام صبانا....ولا تحاول اعادة الماضي....فما ذهب لن يعود....وما ضاع لن يرجع....فلكل زمن رجاله....ولكل عهد محبيه وعشاقه الحيارى....فدع الآتي يأخذ مكانه وهكذا هي الحياة لن تسمح لنا ان نأخذ زماننا وازمان غيرنا....
ثـــــامر
في الإربعاء 26-6-1993م
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة ثامر يوم 27-03-2000]
الى ان جاءت ليلة....دق قلبي فيها....واحببت فيها....وتعانقت اشواقي وتراقصت دقات قلبي في فرح ونشوه....امضيت اجمل ايام عمري حينها....عشت ليال ارى نجوما تتلئلا لي وحدي.....كان قمري بدرا لا يتغير له وجه....كان قلبي كتلك الورده التي تتفتح في بستاني كل ربيع..نافذة منزلي كل صباح كنت اسطرق منها النظر على بيئة الحب...ارض العشق... السماء الزرقاء الصافيه كنقاء قلبينا...اسفت حينها على ماضي القديم....تمنيت لو اني لم اضيع لحظه فيما مضى....ورغم السعادة التي كانت تحتويني الا انني كنت استشعر من بين الحين والآخر رياح الفراق تعتري سفينتي وتقترب مع دنو ايامي الآتية.....كذبت نفسي وتجاهلت الامر على انه مجرد وهم وخوف على حبيب الدرب....
حتى ان جاء يومي الموعود وافترقا قلبينا على امل لقاء....ومضى عمري باحزانه واشجانه.. لحظة الوداع كانت اصعب من ان يمحيها الزمان بلياليه وايامه....ذكرى لحظة الفراق كانت بمثابة الصفعه التي كانت توقظيني من بين الآن والآخر....كانت بمثابة السوط
الذي يسلخ جلدي كي يزيل الغبار عن ذكرى حبيبي ووحيه الملائكي الخطاف....
وهاهي ثلاثون عاما قد مضت.....قضيتها ما بين الانتظار وما بين رهبة اللقاء المرتقب.... وما بين الهلع والخوف من حبيب غادر مرفا....مسافرا....واعدا القلب برجعة قريبه وعلى غير اوان...يالاسفي... مضى عمري وانا في حسره وندم....ذاب الجليد من بين العام والعام ....شمعة حياتي الوحيدة ظلت تعارك الزمن....ظلت منيرة بالرغم عن الاحزان... الا ان طول الغياب وطول الانتظار جعلان الشمع يذوب ويبدأ في التلاشي...حينها بكيت واخذ عقلي وقلبي يتسائلان....وماذا بقي من العمر وماذا ظل من الشباب ورعونته....وياترى ماذا عن حبيبي.... هل تغير..؟؟هل تخلت عنه انوثته الفواحه....هل شق الزمن بتهدجه ورتوشه رسمة عيناه الخلابة.... وماذا عني انا اذا رأى كهلا تجاوز سنوات الصبا والشباب.....
تمنيت حينها ان لا اراه....ان لا اسمع صوته.... ان لا أقبل شفتاه....ان لا امسح دمعه...خشيت ان نلتقي ونسيئ لذكرى هوانا....خشيت ان تفقدنا الايام بريق تضحياتنا....خشيت على ليالي الانتظار ان تضيع في لحظة ، وانا من كان ينتظر كل ليلة اشراقة شمس وطلوع فجر يحي امل العودة الميت في فؤادي..فربما كان يوما جديدا كتب لي فيه ان ارى الحبيب.. ....خشيت آثار السنين ان تفرق بيني وبين اشواقي الساكنة فيه....خشيت ان افشل في اخفاء خطوات الزمن والتي ملئت اجزاء جسدي الهزيل....
لا تعود يا حبيب العمر...لا تعود فقد هرمت وشخت....نبضات قلبي اصبها الوهن...وفترت ولم تعد قادرة على بذل الجهد السخي الذي كانت تبذله في الماضي....حتى مشاعري وحرارتي لم تعد قادرة على اعطاء الاوامر لاطرافي لان تتحرك وتنفعل مع همساتك ولفتاتك الفاتنه....لا تعود الي قلبي....غادر...او ابقى في مكانك وانساني....وتذكر فقط ذكرى ايام صبانا....ولا تحاول اعادة الماضي....فما ذهب لن يعود....وما ضاع لن يرجع....فلكل زمن رجاله....ولكل عهد محبيه وعشاقه الحيارى....فدع الآتي يأخذ مكانه وهكذا هي الحياة لن تسمح لنا ان نأخذ زماننا وازمان غيرنا....
ثـــــامر
في الإربعاء 26-6-1993م
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة ثامر يوم 27-03-2000]