tameem
06-01-2000, 04:42 PM
( ماذا يقول الشعر ..؟! )
جرح على جرح تهز كياني
وتمد لي لهباََ من الأحزان
خط من الألم المبرح ساخن
يجري من الأقصى إلى الشيشان
ويضم كوسوفا التي اكتملت بها
مأساة هذا العصر في البلقان
ويضم بامير التي شهدت بما
شهد المدى من حسرة الأفغان
ويثير الف قضية وقضية
رحلت بأمتنا إلى الطوفان
يا صرخة الألم التي اشتعلت
على شفتي الجريح كألسن النيران
يا أدمع الثكلى التي رسمت
لنا في مقلتيها حسرة الوجدان
يا ألف باكية وألف يتيمة
يا ألف هاربة .. بلا عنوان
يا ألف شيخ في انحناء ظهورهم
خبرٌ .. يحدثنا عن الطغيان
يا ألف مئذنة.. توقف نبضها
يا ألف محراب .. بلا أركان
يا ألف طفل قارئ أمسوا بلا
كتب .. ولا نسـخ من القرآن
يا ألف مسلمة شربن تعاسة
ولبسن ثوب مذلة .. وهـوان
يا ألف دار ما يزال ركامها
يلقي عن المأسـاة ألف بيان
يا ألف ألف قذيفة روسية
رسمت .. ملامح وحشة الإنسان
يا ألف مؤتمر على أوراقها
جثم انتهاك .. شريعة الرحمن
ماذا يقول الشعر كيف أصوغه
أتصاغ شعراََ.. ثورة البركان
أتصاغ شعراََ أدمع تجري كما
يجري لهيب النار في الأجفان
ماذا يقول الشعر دمع حروفه
يجـري كشلالٍ .. على الأوزان
ويكاد يغرق كل ما يلقاه من
لفظٍ .. ومن معنى ومن ألحان
يا ألف مليون.. كأن قلوبهم
صارت..بلا نبض .. ولا خـفقان
أسـفي عليكم..أمة.. مسروقة
من وعـيها.. مختلة الميزان
كُشفت لها خطط العدو ولم تزل
تسعى إليه .. ذليلة الأذعان
يا من تسائلني عن الريح التي
هـبت عواصفها.. على الأوطان
وعن الجحافل ماتريد جيوشها
من هذه الغارات في الشيشان
أوما لهم دين يرقق أنفساََ
جبلت على الإلحاد والكفران
لا تسأليني عن ديانة أمة
لم تبقِ للإنجـيل.. فضل بيان
هي حرفته لكي تنال مكانة
مرموقة.. في دولة الرومان
ما دينهم إلا بقايا من سنا
دين المسيح.. وظلمة اليونان
مزجت بأهواء الرجال وأصبحت
دينا .. يحقق رغـبة الرهـبان
دينا تلبّس بالأساطير التي
تفضي بصاحبها .. إلى الهذيان
أرأيت دينا صافياََ يحيا على
أرجوحـة .. صنعـت من الصلبان
أو بعد هذا تطلبين عدالة
ممن يشوه.. صـورة .. الأديان
ما الروس .. إلا صـورة
مشؤمة .. سـبكت على النكران
هم أول الوجهين والغرب الذي
يستمرئ التضليل.. وجه ثاني
آلاف قتلى المسلمين كأنما
هـم في حقول تجارب الفئران
والغرب يرسم كل يوم خطة
لرعاية الحشرات.. والديدان
إعلامه .. يقتات من أخبارنا
ويبثها .. مصحوبة بأغـاني
يا غرب يا قلباََ أمات شعوره
لهباََ من الأحقاد.. و الأظغان ؟
ما بال مجلس خوفكم لا ينطوي
إلا على التضليل.. والبهتان ؟
ما باله يلقى مصائب أمتي
وجراحها بالصمت..والخذلان ؟
أين القوانين التي برزت لنا
في أرض تيمور وفي السودان ؟
أو ليس في الشيشان جرح نازف
أو ما لكم فيها شهود عيان ؟
ما ذنب طفل مزقت أعضائه
وغداََ قعيداََ.. ماله قدمان ؟
ما ذنب وجه يتيمة أضحى بلا
ثغر تصوغ جماله.. الشفتان ؟
ما ذنبها صارت بغير حقيبة
وبلا يد يمنى .. وغير لسانِ ؟
ما ذنب مسلمة تحطم قلبها
لما رأت في الأفق ليل دخان ؟
فقدت رفيق حياتها وصغارها
في ليلة .. دموية العدوان
ما ذنبها فقدت منابع حبها
وأمام عينيها قضى الأبوان
ما ذنب أم حينما انكشف الدجى
وجدت.. بقايا مقلة وبنان
ورأت حذاء واحداََ وظفيرة
محروقة .. ودماََ على الجدران
ويداََ قد انفصلت عن الجسد
الذي نسفته قنبلة العدو الجاني
وبقية من معصم الزوج الذي
ضـم الصغار .. بلهفة وحنان
ورأت شظايا قذائف مجرم
شهدت .. بما افترته كف جبان
يا غرب من مات الضمير فإنما
موت الضمير.. علامة الخسران
يا ألف مليون بكيت لأنني
أبصرتكم.. في الأرض دون مكان
ولأنني أبصرت بعض رجالكم
يتلذذون .. بطاعة.. الشيطان
يتسلقون جدار .. كل إثارة
ويحسّنون .. قبائح.. العصيان
ولأنني أبصرت.. بعض نسائكم
يلقين شرع الله.. باسـتهجان
من حولهن النبع يصفو ماؤه
وبه .. تتم سـعادة الظمآن
وكؤوسهن .. مليئة بطحالب
وعقولهن .. سريعة.. الذوبان
ولأنني أبصرت ظبيتنا التي
هربت.. تمد يداََ إلى الثعبان
وتعيش وهم تحرر.. وهي التي
وضعت يديها .. في يد السجان
ولأنني يا ألف مليون.. أرى
عين الشموخ.. بكت على الفرسان
وبكت على صهوات خيل إبائنا
لم تحمل الأبطال في الميدان
يا ألف مليون بكيت وإنما
أبكي .. لأن ضياعكم .. أبكاني
ماذا يقول الشعر في العصر الذي
يقتات من ألمي.. ومن أشجاني
يا ألف مليون.. حبال مشاعري
موصولة .. بالخالق.. الديان
أنا لست أيأس من مصائبنا التي
تذكي لهيب الحزن..في وجداني
أنا ما يأست إذا بكيت لما أرى
من وطأة الأحداث في الشيشان
فلربما كان الدخول إلى العلى
والمجـد .. من بوابة الأحـزان
( عبدالرحمن صالح العشماوي )
جرح على جرح تهز كياني
وتمد لي لهباََ من الأحزان
خط من الألم المبرح ساخن
يجري من الأقصى إلى الشيشان
ويضم كوسوفا التي اكتملت بها
مأساة هذا العصر في البلقان
ويضم بامير التي شهدت بما
شهد المدى من حسرة الأفغان
ويثير الف قضية وقضية
رحلت بأمتنا إلى الطوفان
يا صرخة الألم التي اشتعلت
على شفتي الجريح كألسن النيران
يا أدمع الثكلى التي رسمت
لنا في مقلتيها حسرة الوجدان
يا ألف باكية وألف يتيمة
يا ألف هاربة .. بلا عنوان
يا ألف شيخ في انحناء ظهورهم
خبرٌ .. يحدثنا عن الطغيان
يا ألف مئذنة.. توقف نبضها
يا ألف محراب .. بلا أركان
يا ألف طفل قارئ أمسوا بلا
كتب .. ولا نسـخ من القرآن
يا ألف مسلمة شربن تعاسة
ولبسن ثوب مذلة .. وهـوان
يا ألف دار ما يزال ركامها
يلقي عن المأسـاة ألف بيان
يا ألف ألف قذيفة روسية
رسمت .. ملامح وحشة الإنسان
يا ألف مؤتمر على أوراقها
جثم انتهاك .. شريعة الرحمن
ماذا يقول الشعر كيف أصوغه
أتصاغ شعراََ.. ثورة البركان
أتصاغ شعراََ أدمع تجري كما
يجري لهيب النار في الأجفان
ماذا يقول الشعر دمع حروفه
يجـري كشلالٍ .. على الأوزان
ويكاد يغرق كل ما يلقاه من
لفظٍ .. ومن معنى ومن ألحان
يا ألف مليون.. كأن قلوبهم
صارت..بلا نبض .. ولا خـفقان
أسـفي عليكم..أمة.. مسروقة
من وعـيها.. مختلة الميزان
كُشفت لها خطط العدو ولم تزل
تسعى إليه .. ذليلة الأذعان
يا من تسائلني عن الريح التي
هـبت عواصفها.. على الأوطان
وعن الجحافل ماتريد جيوشها
من هذه الغارات في الشيشان
أوما لهم دين يرقق أنفساََ
جبلت على الإلحاد والكفران
لا تسأليني عن ديانة أمة
لم تبقِ للإنجـيل.. فضل بيان
هي حرفته لكي تنال مكانة
مرموقة.. في دولة الرومان
ما دينهم إلا بقايا من سنا
دين المسيح.. وظلمة اليونان
مزجت بأهواء الرجال وأصبحت
دينا .. يحقق رغـبة الرهـبان
دينا تلبّس بالأساطير التي
تفضي بصاحبها .. إلى الهذيان
أرأيت دينا صافياََ يحيا على
أرجوحـة .. صنعـت من الصلبان
أو بعد هذا تطلبين عدالة
ممن يشوه.. صـورة .. الأديان
ما الروس .. إلا صـورة
مشؤمة .. سـبكت على النكران
هم أول الوجهين والغرب الذي
يستمرئ التضليل.. وجه ثاني
آلاف قتلى المسلمين كأنما
هـم في حقول تجارب الفئران
والغرب يرسم كل يوم خطة
لرعاية الحشرات.. والديدان
إعلامه .. يقتات من أخبارنا
ويبثها .. مصحوبة بأغـاني
يا غرب يا قلباََ أمات شعوره
لهباََ من الأحقاد.. و الأظغان ؟
ما بال مجلس خوفكم لا ينطوي
إلا على التضليل.. والبهتان ؟
ما باله يلقى مصائب أمتي
وجراحها بالصمت..والخذلان ؟
أين القوانين التي برزت لنا
في أرض تيمور وفي السودان ؟
أو ليس في الشيشان جرح نازف
أو ما لكم فيها شهود عيان ؟
ما ذنب طفل مزقت أعضائه
وغداََ قعيداََ.. ماله قدمان ؟
ما ذنب وجه يتيمة أضحى بلا
ثغر تصوغ جماله.. الشفتان ؟
ما ذنبها صارت بغير حقيبة
وبلا يد يمنى .. وغير لسانِ ؟
ما ذنب مسلمة تحطم قلبها
لما رأت في الأفق ليل دخان ؟
فقدت رفيق حياتها وصغارها
في ليلة .. دموية العدوان
ما ذنبها فقدت منابع حبها
وأمام عينيها قضى الأبوان
ما ذنب أم حينما انكشف الدجى
وجدت.. بقايا مقلة وبنان
ورأت حذاء واحداََ وظفيرة
محروقة .. ودماََ على الجدران
ويداََ قد انفصلت عن الجسد
الذي نسفته قنبلة العدو الجاني
وبقية من معصم الزوج الذي
ضـم الصغار .. بلهفة وحنان
ورأت شظايا قذائف مجرم
شهدت .. بما افترته كف جبان
يا غرب من مات الضمير فإنما
موت الضمير.. علامة الخسران
يا ألف مليون بكيت لأنني
أبصرتكم.. في الأرض دون مكان
ولأنني أبصرت بعض رجالكم
يتلذذون .. بطاعة.. الشيطان
يتسلقون جدار .. كل إثارة
ويحسّنون .. قبائح.. العصيان
ولأنني أبصرت.. بعض نسائكم
يلقين شرع الله.. باسـتهجان
من حولهن النبع يصفو ماؤه
وبه .. تتم سـعادة الظمآن
وكؤوسهن .. مليئة بطحالب
وعقولهن .. سريعة.. الذوبان
ولأنني أبصرت ظبيتنا التي
هربت.. تمد يداََ إلى الثعبان
وتعيش وهم تحرر.. وهي التي
وضعت يديها .. في يد السجان
ولأنني يا ألف مليون.. أرى
عين الشموخ.. بكت على الفرسان
وبكت على صهوات خيل إبائنا
لم تحمل الأبطال في الميدان
يا ألف مليون بكيت وإنما
أبكي .. لأن ضياعكم .. أبكاني
ماذا يقول الشعر في العصر الذي
يقتات من ألمي.. ومن أشجاني
يا ألف مليون.. حبال مشاعري
موصولة .. بالخالق.. الديان
أنا لست أيأس من مصائبنا التي
تذكي لهيب الحزن..في وجداني
أنا ما يأست إذا بكيت لما أرى
من وطأة الأحداث في الشيشان
فلربما كان الدخول إلى العلى
والمجـد .. من بوابة الأحـزان
( عبدالرحمن صالح العشماوي )