F15
01-12-1999, 12:27 PM
أيامٌ وأشهر مضت من عمر الزمن وأنا أتذكر ذلك اللقاء العفوي الذي وطّدَ عرى صداقتنا فيما بعد .. ولاكن للأسف فالفراق يحتم على قلبي الحزن الدائم .. قلبي الذي كثيراً ما تعذب من فراق الأحبة .. قلبٌ مسكين .. قلبٌ رقيق المشاعر .. ابيضٌ كبياض الثلج .. قلبٌ محب .. صادق .. رحيم .. متعاطف مع أبناء جلدته .. لا يرضى بمعاناة غيرة .. همه الأكبر أن تكون سعادتهم قبل سعادته .. كبريائه ترفض أن تستجدي إلا بخالقه .. قلبٌ لا يملك إلا الدعاء له تعالى أن يهبه قلباً حنوناً يشعره بالأمان متى ما انزلقت ستائر أسراره عن فمه .. لا اله إلا الله .. قرّب المحب وأدناه .. وبلغه مُناه .. من طلبه أعطاه .. ومن لاذ بحماهُ حماه .. (( قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )) .. فمن ذا الذي دعاه فلم يجبه !! .. ومن ذا الذي سأله فلم يعطه !! .. أم من ذا الذي أناخ ببابه فنحّاه !! .. ومن ذا الذي رجاه فقطع رجاه !! .. هو الفضل ومنه الفضل .. وهو الجواد ومنه الجود .. وهو الكريم ومنه الكرم .. سبحانه وتعالى .. نذنب ونعصي .. ونخطئ ونسيء .. ثمَّ نأوي إليه .. فمن لي سواك يــا ربي !؟ .. من لي سواك !؟ .. قلبٌ يدعوكَ أن تهبهُ من يهدهد الطفل في أعماقه … ويقتسم معه رغيف الحزن وماء الحلم .. قلبٌ يهتم على الأقل به .. قلبٌ يحبه ويسمعه بصدق .. يلتصق به كالتصاق الورقة بالغصن .. ويلتقي به كالتقاء الوردةِ بحبات المطر .. يبوح له بكل شيء … فأشباح الوحدة تطارده في كل مكان .. فمن له بعدك غير ذلك القلب وغير تلك اليد الحانية التي تمسح دمعه إذا بكى .. دموعٌ تخفف مرارة البدع والحرمان .. وتُشعر بالأمان والحنان .. دموعٌ من القلب تسري .. وعلى الخدين تجري .. لتعلن فك أسري .. دموعٌ تعزف لحنا مُراً على الخدين .. دموعٌ تنجلي بها ظلمة الليل الحزين .. وظلام السنين .. وذكرياتُ وأحزانُ ماضيٍ أليم .. ومن له غير ذلك الصدر الذي يحتضنه إذا اشتكى ..فلا ترده خائباً ..
يـــا رب .. كم بيني وبينك من الأسرار وهتك الأستار .. لا كنَّ عزائي أنني احبك .. ( بيني وبينك جسر حبٍ خالدِ .. أرنو إليك بمقلةٍ مكسورةٍ فيها من " العبرااااااتِ " أصدقُ شاهدِ .. يا ربُ أوهنَ قلبيَ الشاكي الأسى .. يا رب ماجت بالأنين قصائدي .. وجهت نحوك يا مهيمنُ دعوةً مشفوعةً مني برهبةِ ساجدِ ).."1" ..
كل هذه الأماني و الأحلام دارت في مخيلته .. لكنني حاولت جاهداً إبعادها عنه .. وحاولت أن ازرع الأمل فيه واسقيه بدموعي عله يثمر بالشفاء .. لا كن النعاس قد غلبه ونام على وسادة الرجاء ..
وتناثرت أشلاؤه في كل مكان .. ولكنني أدركت بعدها أن تجميعه مرة أخرى من المحال ..
فخيوط أمله تقطعت .. وشمس حياته اختفت .. رغم أنه يرى حلمه أمامه " دائماً " على أرض الواقع ولا كنه يقف عاجزا عن فعل شيء .. فمن ذا يذيب أحزانه المتجمدة .. ومن ذا يضيء الطريق أمامه .. فتضاعفت غصة " حزني " في الحياة .. " قلبي يشتكي .. وعقلي يشتكي .. وعيني تشتكي .. يا الهي .. من بقي ليشتكي " .. فتكالبت عليّ قيود الوحدة والآم ….
( القلب محترقٌ .. والدمع مستبقُ .. والكرب مجتمعٌ .. والصبر مفترقُ .. كيف القرارُ على من لا قرار له .. مما جناه الهوى والشوق والقلقُ .. يــــا ربِ إن كان شئٌ فيه لي فرجٌ فأمنن عليّ به " مادام بي رمقُ " ) .. "2" ..
ومع هذا كله يجد قلبي نفسه أمام ألمٍ لا يقل ألماً عن ما بداخله من هموم وآلام .. يجد نفسه أمام فراقٍ ووداعٍ مع من يحب .. مع من عاشوا معه للأسف أحزانه .. فهو لئيمٌ حقير لم يرضى إلا أن تعيشوا معه الحزن .. ولم يترك مكان للفرح .. لا كن هوَ معذور .. صدقوني معذور .. فلقد أعطته الحياة الألم أكثر من السعادة .. قتلت في داخله الأمل .. التفاؤل … فآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من الوداع .. وما أصعب أن يودع المرء حـبـه الـكـبـيـر .. في رحلة قد لا يطول غيابه فيها عن محبيه ، انه الشعور بالقلق والإحساس بهاجس الخوف من عاديات الليالي ومن المستقبل المخيف بكل تقلباته ومصائبه وغموضه ..!!
وتتسع دائرة الخوف وتكثر الآهات وتزداد مساحة الخوف مع وداع من نوع آخر لمن " نــــــــحـــــــب " وذلك حين تكون الرحلة أبدية والسفر نهائيا وانتظار العودة مستحيلا ً وغير ممكن ..! فإذا بالخوف والقلق والآهات تتحول إلى انكسار..إلى تغيير كامل في حياتك ومزاجك..!!
فها أنا اودعكم اخوتي في رحلةٍ قد يطول أو لا يطول غيابي فيها وربما تكون هذه الرحلة أبديه والسفر نهائيا واحتمال العودة مستحيلا وغير ممكن فلا أحد يضمن عمره سواء أنا أو أنتم فإن كانت هكذا .. وعزَّ الملتقى بعد اليوم في دنيانا الفانية ، فإن رحمة ربي قادرة على أن تجمعنا معاً في عالم أرحب ودنيا أفضل وحياة هي الخير كل الخير لكم ولي إن شاء الله .. أتمنى أن لا تكون كذلك وأن نلتقي مرةً أخرى على الخير هنا في سوالف في المكان الذي جمعنا وشرفني بمعرفتكم جميعاً …
فــــــــــــــإلـــــى الـــــــلـــقـــــاء …
"1" و "2".. من اختياري .. والحقيقة لا اعرف المصدر .. عذراً ..
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة F15 يوم 02-12-1999]
يـــا رب .. كم بيني وبينك من الأسرار وهتك الأستار .. لا كنَّ عزائي أنني احبك .. ( بيني وبينك جسر حبٍ خالدِ .. أرنو إليك بمقلةٍ مكسورةٍ فيها من " العبرااااااتِ " أصدقُ شاهدِ .. يا ربُ أوهنَ قلبيَ الشاكي الأسى .. يا رب ماجت بالأنين قصائدي .. وجهت نحوك يا مهيمنُ دعوةً مشفوعةً مني برهبةِ ساجدِ ).."1" ..
كل هذه الأماني و الأحلام دارت في مخيلته .. لكنني حاولت جاهداً إبعادها عنه .. وحاولت أن ازرع الأمل فيه واسقيه بدموعي عله يثمر بالشفاء .. لا كن النعاس قد غلبه ونام على وسادة الرجاء ..
وتناثرت أشلاؤه في كل مكان .. ولكنني أدركت بعدها أن تجميعه مرة أخرى من المحال ..
فخيوط أمله تقطعت .. وشمس حياته اختفت .. رغم أنه يرى حلمه أمامه " دائماً " على أرض الواقع ولا كنه يقف عاجزا عن فعل شيء .. فمن ذا يذيب أحزانه المتجمدة .. ومن ذا يضيء الطريق أمامه .. فتضاعفت غصة " حزني " في الحياة .. " قلبي يشتكي .. وعقلي يشتكي .. وعيني تشتكي .. يا الهي .. من بقي ليشتكي " .. فتكالبت عليّ قيود الوحدة والآم ….
( القلب محترقٌ .. والدمع مستبقُ .. والكرب مجتمعٌ .. والصبر مفترقُ .. كيف القرارُ على من لا قرار له .. مما جناه الهوى والشوق والقلقُ .. يــــا ربِ إن كان شئٌ فيه لي فرجٌ فأمنن عليّ به " مادام بي رمقُ " ) .. "2" ..
ومع هذا كله يجد قلبي نفسه أمام ألمٍ لا يقل ألماً عن ما بداخله من هموم وآلام .. يجد نفسه أمام فراقٍ ووداعٍ مع من يحب .. مع من عاشوا معه للأسف أحزانه .. فهو لئيمٌ حقير لم يرضى إلا أن تعيشوا معه الحزن .. ولم يترك مكان للفرح .. لا كن هوَ معذور .. صدقوني معذور .. فلقد أعطته الحياة الألم أكثر من السعادة .. قتلت في داخله الأمل .. التفاؤل … فآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من الوداع .. وما أصعب أن يودع المرء حـبـه الـكـبـيـر .. في رحلة قد لا يطول غيابه فيها عن محبيه ، انه الشعور بالقلق والإحساس بهاجس الخوف من عاديات الليالي ومن المستقبل المخيف بكل تقلباته ومصائبه وغموضه ..!!
وتتسع دائرة الخوف وتكثر الآهات وتزداد مساحة الخوف مع وداع من نوع آخر لمن " نــــــــحـــــــب " وذلك حين تكون الرحلة أبدية والسفر نهائيا وانتظار العودة مستحيلا ً وغير ممكن ..! فإذا بالخوف والقلق والآهات تتحول إلى انكسار..إلى تغيير كامل في حياتك ومزاجك..!!
فها أنا اودعكم اخوتي في رحلةٍ قد يطول أو لا يطول غيابي فيها وربما تكون هذه الرحلة أبديه والسفر نهائيا واحتمال العودة مستحيلا وغير ممكن فلا أحد يضمن عمره سواء أنا أو أنتم فإن كانت هكذا .. وعزَّ الملتقى بعد اليوم في دنيانا الفانية ، فإن رحمة ربي قادرة على أن تجمعنا معاً في عالم أرحب ودنيا أفضل وحياة هي الخير كل الخير لكم ولي إن شاء الله .. أتمنى أن لا تكون كذلك وأن نلتقي مرةً أخرى على الخير هنا في سوالف في المكان الذي جمعنا وشرفني بمعرفتكم جميعاً …
فــــــــــــــإلـــــى الـــــــلـــقـــــاء …
"1" و "2".. من اختياري .. والحقيقة لا اعرف المصدر .. عذراً ..
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة F15 يوم 02-12-1999]