USAMA LADEN
16-06-2007, 11:36 PM
مجلة المجتمع : موضوعات الغلاف
تاريخ: 02/06/2007
سب الذات الإلهية والرسول أقسى علينا من التعذيب
ضحايا جرائم دحلان عباس يتحدثون (للمجتمع):
مصاب فلسطيني
مازالت آثار الجرائم التي ارتكبتها مليشيات عباس دحلان في قطاع غزة ماثلة للعيان، بعدما تم الإفراج عن العشرات من المختطفين من مؤيدي حركة حماس الذين تعرضوا بعد الاختطاف لأصناف التعذيب، خلال التحقيق معهم في مقر إقامة الرئيس عباس في غزة، والمسمى "مقر المنتدى"، فيما أشارت مصادر أمنية "للمجتمع" إلى أنه رغم التهدئة التي تم إبرامها بين حماس وفتح إلا أن مليشيات الإعدام على اللحية والانتماء مازالت تستعد لجولة جديدة، بناءً على مطالب خارجية بضرورة خوض معركة كسر عظم مع حماس، وهو ما أكده مراسلون عسكريون إسرائيليون في الصحافة العبرية..
"المجتمع" التقت بعض ضحايا التصعيد الدحلاني الأخير..
وبعد أن روت "آسيا النمر" ابنة الشهيد الشيخ ناهض النمر طالبة بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية لحظات اعتقال والدها ثم تصفيته، قالت: "سأقف أمام الله يوم الآخرة لأطالب بحق والدي من الرئيس عباس والوفد المصري.. لم نكن نتوقع أن يكونوا بهذا الحقد الدفين والوحشية الرهيبة، سمعنا منهم كلاما سيئاً خارجاً عن عاداتنا لا يكاد يصدقه عقل؛ رغم حديثنا معهم بهدوء لاعتقادنا أنهم بشر".
وتابعت آسيا ودموع الحيرة في عينيها: "دخلوا علينا البيت بعد صلاة العصر وهم يخفون وجوههم باللثام الأسود، مسببين حالة من الرعب والخوف في قلوب الأطفال، بعد تصويب أسلحتهم الأمريكية الصنع علينا دون رحمة أو شفقة"، مضيفة باستغراب: "قالوا لنا بحقد (أنتم تقتلونا وإحنا لا)؟! وكأننا أعداء لهم".
وأشارت إلى أن العشرات من أفراد أمن الرئاسة شاهدوا جريمة اختطاف وقتل والدي بدم بارد، وهم يضحكون، دون أن يحركوا ساكناً، معربة عن أسفها لهذا الحقد الذي يسكن في قلوبهم، قائلة: "أين وصايا الرسول من حق الجيرة ونحن جيران لهم؟ سأدعو الله طول حياتي أن ينتقم منهم".
مصاب فلسطيني
سب الذات الإلهية والرسول الكريم
وفي شهادة حية أخرى، لضحية من ضحايا التعذيب يقول الشاب محسن ملتحٍ يبلغ من العمر 24 عاماً: "لست من أنصار أي تنظيم فلسطيني، لكني مسلم محافظ، كنت أمر يوم الثلاثاء 15-5-2007م بعد صلاة المغرب قرب سرايا غزة في سيارة أجرة، أوقفني نحو عشرة ملثمين مسلحين من الأمن الفلسطيني، باستثناء أحدهم مكشوف الوجه اسمه هاني سالم، يدعى جون وأجبروني على النزول من السيارة بقوة السلاح في شارع الوحدة بمدينة غزة.. اتهموني فوراً بالانتماء لحماس، لا أدري لماذا؟ ربما بسبب لحيتي"! متسائلاً: "وهل كل ذي لحية من حماس فقط"؟!
وتابع محسن: "لحظات وانهال العشرة عليّ بالضرب بأعقاب البنادق التي يحملونها واللكمات والركل وسط سيل من الشتائم والألفاظ النابية وسب الذات الإلهية، وهو ما أثارني كثيراً.
ظننت أنني في الدانمارك، التي تطاولت على النبي الكريم وليس في غزة المسلمة، حوالي عشر دقائق من الضرب والتنكيل، حتى وصلنا إلى برج الجوهرة عند مفترق ضبيط في شارع الوحدة بمدينة غزة القريب من السرايا (مجمع الأجهزة الأمنية) وهناك كانت مشاهد الرعب، وضعوني في الطابق السفلي في البرج الذي يتمركز فوقه مسلحون تابعون لهم وتابعوا ضربي، وأمسكوا برأسي وضربوه عدة مرات في عمود أسمنت ضخم، ثم قالوا لي: انطق بالشهادتين وأعدوا سلاحهم، فأغمضت عيني وتمتمت بالشهادتين، لحظات مرعبة.. دارت في مخيلتي حينها القصص التي سمعتها من بعض الشبان ووسائل الإعلام حول ما كانوا يفعلونه بأعضاء حماس بسبب لحاهم وانتماءاتهم السياسية وكنت لا أصدقهم وأعتبرها ضمن المبالغات في سياق الاستقطاب السياسي، لكنها حقيقة الآن أمامي..".
وتابع محسن: "ضحكوا وقهقهوا من خوفي، ثم قاموا بوضع البندقية تارة في رأسي، وتارة بين فخذي وتارة خلفي، وهم يسألونني بسخرية (وين بدك نطخك؟)، وكنت في كل مرة أموت مائة مرة من الخوف".
ثم خرجوا علي بقصة جديدة، حيث أجرى أحدهم اتصالاً بجواله مع آخرين، وقال: "عليك الاعتراف بأنك عضو في مجموعة مسلحة لكتائب القسام"، وذكر لي أسماء أشخاص لا أعرفهم قال إنهم من حماس.
وقال: "بلاش نقتلك.. بدنا نغير لك صابونة" يقصد يطلق على ركبتي ثم أجبروني أن أسب وألعن والدي وإسماعيل هنية ومحمود الزهار.
بعد نحو ساعة اقتادوني إلى سرايا غزة وسط حفلة من الضرب والشتم وهم يهتفون "نحن فرقة الموت"، "نحن فرقة سميح المدهون ونبيل طموس"، ويطلقون النار في الهواء ويسبون الذات الإلهية، وسلموني هناك لسجاني حيث وضعت في زنزانة.
منذ الثلاثاء وحتى الساعة 12 ليلاً من يوم السبت التالي خضعت للتحقيق مع ضرب مبرح، ثم وضعوني في حافلة، برفقة حوالي 20 شاباً، لا أعرفهم وهم يضربوننا ويقولون لنا: "يا شيعة يا خوارج"! ونقلونا إلى مقر السفارة المصرية بغزة، حيث سلمونا لقيادات من حركة حماس عرفت منهم الدكتور خليل الحية، ثم عدت إلى منزلي.
"نتشوا" جلده وحرقوه بالسجائر
جسد لا يقوى على الحراك.. أطراف تكسوها الجبيرة البيضاء.. تظهر منها مسامير وحديد فضي ليمسكها قليلاً.. أكف اليدين والقدمين تملؤها الندبات.. الأظافر مكسرة.. أصبحت النفوس تتأثر والأجساد تقشعر من رؤية جسده المخضب بالدماء، أمر غريب! يا ترى ما هي الخطيئة التي ارتكبها لُيفعل به هكذا؟
الضحية هذه المرة إبراهيم أبو كويك (21عاماً) والذي يرقد على سرير المرض في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ولليوم الثامن.. كانت الإجابة ألا وهي اللحية التي حث رسول الله { على إعفائها.
يقول: "تم اختطافي من مكان عملي بأحد محلات صيانة الثلاجات بالقرب من دوار حيدر عبدالشافي يوم الأحد (14-5)، رغم أن صاحب العمل أكد لهم عدم صلتي بأي تنظيم، ثم توجهوا بي إلى مقرهم في أنصار". بهذه الكلمات بدأ إبراهيم وبصعوبة بالغة يروي ما حدث معه وأدى إلى إصابته.
ليتابع الحديث شقيقه، موضحاً أنهم انهالوا عليه بالضرب واللكمات وعلى جميع أنحاء الجسد حتى وصلوا إلى ذلك المكان، مشيراً إلى أنه لم يكن يعلم أن ذلك الضرب شيء لا يذكر بالنسبة لما سيلاقيه داخل المقر.
وقال: "ما إن وصلت ذلك المكان حتى وضعوني في غرفة صغيرة وباشروا معي التحقيق الذي يصاحبه الضرب المبرح والتعذيب الشديد والشتائم البذيئة".
وأضاف: "ما حدث من تعذيب لأخي لم أتوقعه يوماً ما سوى أنه يمكن أن يحدث على أيدي الغاصبين الصهاينة، فقد انهالوا على جسد أخي بخراطيم مياه تسمى (جولاني) وعلى جميع أنحاء جسده دون أن يسلم منه شيئاً".
وتابع قائلاً: "قاموا بنتش اليدين بالكماشات والعمل على تكسير أصابع اليدين وأظافرها، فضلاً عن الحرق بسجائر الدخان ليدخل عليهم أحدهم، ويقول ساخراً: ما الذي فعلتموه؟ ليزيدوا في ضربه وتعذيبه".
وأكد شقيق إبراهيم أن ذلك التعذيب والضرب المبرح لم يفارقه سب الذات الإلهية وعبارات يندى لها الجبين، بالإضافة إلى الاعتداء على الشرف، مشيراً إلى أن هذا التعذيب استمر لمدة ثلاث ساعات على التوالي.
وهنا عاد إبراهيم ليكمل ما حدث معه وبصوت تخنقه الآلام ويقطعه السعال من ضيق النفس، فيقول: "قاموا بلف ذراعي إلى خلف ظهري وقيدوهما ومن ثم علقوني في السقف، وبقيت على هذه الوضعية من المغرب إلى العشاء لم يتوقف خلالها الضرب والتعذيب والشتائم لحظة واحدة حتى أغمي علي".
عباس ودحلان
وأوضح أنه وأثناء ذلك تم ضربه، ثم جاؤوا بالماء وعلى وجهه حتى استيقظ من حالة الإغماء ليكملوا مسيرة التعذيب ويقوموا بين الفينة والأخرى بشد جسده للأسفل في محاولة منهم لكسر يديه، ويقول: "كانوا أحياناً يقومون بشد جسدي، فأحس عنده بأن يديّ ستقطعان، ومازالت آثار الحبال على معصمي إلى اليوم".
وتابع إبراهيم: "أخذوني إلى السيارة ووضعوني في حقيبتها وأنا مكبل اليدين ومعصوب العينين، وقالوا سنقوم بإطلاق عدة رصاصات، ثم صمت برهة ليتذكر فيها لحظة إطلاق النار". وأضاف: "أنزلوني من حقيبة السيارة وألقوا بي للأمام وأطلقوا رصاصتين في الساق اليمنى وأربعاً في القدم اليسرى، ثم هربوا".
جدير بالذكر أن هناك العشرات من المصابين جراء التعذيب وإطلاق الرصاص الأمريكي الذي وصل لحرس الرئيس عباس وفرق الإعدام، وقد تم نقل 40 على الأقل من المصابين الملتحين للعلاج في دول الجوار لصعوبة حالتهم الصحية.
تاريخ: 02/06/2007
سب الذات الإلهية والرسول أقسى علينا من التعذيب
ضحايا جرائم دحلان عباس يتحدثون (للمجتمع):
مصاب فلسطيني
مازالت آثار الجرائم التي ارتكبتها مليشيات عباس دحلان في قطاع غزة ماثلة للعيان، بعدما تم الإفراج عن العشرات من المختطفين من مؤيدي حركة حماس الذين تعرضوا بعد الاختطاف لأصناف التعذيب، خلال التحقيق معهم في مقر إقامة الرئيس عباس في غزة، والمسمى "مقر المنتدى"، فيما أشارت مصادر أمنية "للمجتمع" إلى أنه رغم التهدئة التي تم إبرامها بين حماس وفتح إلا أن مليشيات الإعدام على اللحية والانتماء مازالت تستعد لجولة جديدة، بناءً على مطالب خارجية بضرورة خوض معركة كسر عظم مع حماس، وهو ما أكده مراسلون عسكريون إسرائيليون في الصحافة العبرية..
"المجتمع" التقت بعض ضحايا التصعيد الدحلاني الأخير..
وبعد أن روت "آسيا النمر" ابنة الشهيد الشيخ ناهض النمر طالبة بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية لحظات اعتقال والدها ثم تصفيته، قالت: "سأقف أمام الله يوم الآخرة لأطالب بحق والدي من الرئيس عباس والوفد المصري.. لم نكن نتوقع أن يكونوا بهذا الحقد الدفين والوحشية الرهيبة، سمعنا منهم كلاما سيئاً خارجاً عن عاداتنا لا يكاد يصدقه عقل؛ رغم حديثنا معهم بهدوء لاعتقادنا أنهم بشر".
وتابعت آسيا ودموع الحيرة في عينيها: "دخلوا علينا البيت بعد صلاة العصر وهم يخفون وجوههم باللثام الأسود، مسببين حالة من الرعب والخوف في قلوب الأطفال، بعد تصويب أسلحتهم الأمريكية الصنع علينا دون رحمة أو شفقة"، مضيفة باستغراب: "قالوا لنا بحقد (أنتم تقتلونا وإحنا لا)؟! وكأننا أعداء لهم".
وأشارت إلى أن العشرات من أفراد أمن الرئاسة شاهدوا جريمة اختطاف وقتل والدي بدم بارد، وهم يضحكون، دون أن يحركوا ساكناً، معربة عن أسفها لهذا الحقد الذي يسكن في قلوبهم، قائلة: "أين وصايا الرسول من حق الجيرة ونحن جيران لهم؟ سأدعو الله طول حياتي أن ينتقم منهم".
مصاب فلسطيني
سب الذات الإلهية والرسول الكريم
وفي شهادة حية أخرى، لضحية من ضحايا التعذيب يقول الشاب محسن ملتحٍ يبلغ من العمر 24 عاماً: "لست من أنصار أي تنظيم فلسطيني، لكني مسلم محافظ، كنت أمر يوم الثلاثاء 15-5-2007م بعد صلاة المغرب قرب سرايا غزة في سيارة أجرة، أوقفني نحو عشرة ملثمين مسلحين من الأمن الفلسطيني، باستثناء أحدهم مكشوف الوجه اسمه هاني سالم، يدعى جون وأجبروني على النزول من السيارة بقوة السلاح في شارع الوحدة بمدينة غزة.. اتهموني فوراً بالانتماء لحماس، لا أدري لماذا؟ ربما بسبب لحيتي"! متسائلاً: "وهل كل ذي لحية من حماس فقط"؟!
وتابع محسن: "لحظات وانهال العشرة عليّ بالضرب بأعقاب البنادق التي يحملونها واللكمات والركل وسط سيل من الشتائم والألفاظ النابية وسب الذات الإلهية، وهو ما أثارني كثيراً.
ظننت أنني في الدانمارك، التي تطاولت على النبي الكريم وليس في غزة المسلمة، حوالي عشر دقائق من الضرب والتنكيل، حتى وصلنا إلى برج الجوهرة عند مفترق ضبيط في شارع الوحدة بمدينة غزة القريب من السرايا (مجمع الأجهزة الأمنية) وهناك كانت مشاهد الرعب، وضعوني في الطابق السفلي في البرج الذي يتمركز فوقه مسلحون تابعون لهم وتابعوا ضربي، وأمسكوا برأسي وضربوه عدة مرات في عمود أسمنت ضخم، ثم قالوا لي: انطق بالشهادتين وأعدوا سلاحهم، فأغمضت عيني وتمتمت بالشهادتين، لحظات مرعبة.. دارت في مخيلتي حينها القصص التي سمعتها من بعض الشبان ووسائل الإعلام حول ما كانوا يفعلونه بأعضاء حماس بسبب لحاهم وانتماءاتهم السياسية وكنت لا أصدقهم وأعتبرها ضمن المبالغات في سياق الاستقطاب السياسي، لكنها حقيقة الآن أمامي..".
وتابع محسن: "ضحكوا وقهقهوا من خوفي، ثم قاموا بوضع البندقية تارة في رأسي، وتارة بين فخذي وتارة خلفي، وهم يسألونني بسخرية (وين بدك نطخك؟)، وكنت في كل مرة أموت مائة مرة من الخوف".
ثم خرجوا علي بقصة جديدة، حيث أجرى أحدهم اتصالاً بجواله مع آخرين، وقال: "عليك الاعتراف بأنك عضو في مجموعة مسلحة لكتائب القسام"، وذكر لي أسماء أشخاص لا أعرفهم قال إنهم من حماس.
وقال: "بلاش نقتلك.. بدنا نغير لك صابونة" يقصد يطلق على ركبتي ثم أجبروني أن أسب وألعن والدي وإسماعيل هنية ومحمود الزهار.
بعد نحو ساعة اقتادوني إلى سرايا غزة وسط حفلة من الضرب والشتم وهم يهتفون "نحن فرقة الموت"، "نحن فرقة سميح المدهون ونبيل طموس"، ويطلقون النار في الهواء ويسبون الذات الإلهية، وسلموني هناك لسجاني حيث وضعت في زنزانة.
منذ الثلاثاء وحتى الساعة 12 ليلاً من يوم السبت التالي خضعت للتحقيق مع ضرب مبرح، ثم وضعوني في حافلة، برفقة حوالي 20 شاباً، لا أعرفهم وهم يضربوننا ويقولون لنا: "يا شيعة يا خوارج"! ونقلونا إلى مقر السفارة المصرية بغزة، حيث سلمونا لقيادات من حركة حماس عرفت منهم الدكتور خليل الحية، ثم عدت إلى منزلي.
"نتشوا" جلده وحرقوه بالسجائر
جسد لا يقوى على الحراك.. أطراف تكسوها الجبيرة البيضاء.. تظهر منها مسامير وحديد فضي ليمسكها قليلاً.. أكف اليدين والقدمين تملؤها الندبات.. الأظافر مكسرة.. أصبحت النفوس تتأثر والأجساد تقشعر من رؤية جسده المخضب بالدماء، أمر غريب! يا ترى ما هي الخطيئة التي ارتكبها لُيفعل به هكذا؟
الضحية هذه المرة إبراهيم أبو كويك (21عاماً) والذي يرقد على سرير المرض في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ولليوم الثامن.. كانت الإجابة ألا وهي اللحية التي حث رسول الله { على إعفائها.
يقول: "تم اختطافي من مكان عملي بأحد محلات صيانة الثلاجات بالقرب من دوار حيدر عبدالشافي يوم الأحد (14-5)، رغم أن صاحب العمل أكد لهم عدم صلتي بأي تنظيم، ثم توجهوا بي إلى مقرهم في أنصار". بهذه الكلمات بدأ إبراهيم وبصعوبة بالغة يروي ما حدث معه وأدى إلى إصابته.
ليتابع الحديث شقيقه، موضحاً أنهم انهالوا عليه بالضرب واللكمات وعلى جميع أنحاء الجسد حتى وصلوا إلى ذلك المكان، مشيراً إلى أنه لم يكن يعلم أن ذلك الضرب شيء لا يذكر بالنسبة لما سيلاقيه داخل المقر.
وقال: "ما إن وصلت ذلك المكان حتى وضعوني في غرفة صغيرة وباشروا معي التحقيق الذي يصاحبه الضرب المبرح والتعذيب الشديد والشتائم البذيئة".
وأضاف: "ما حدث من تعذيب لأخي لم أتوقعه يوماً ما سوى أنه يمكن أن يحدث على أيدي الغاصبين الصهاينة، فقد انهالوا على جسد أخي بخراطيم مياه تسمى (جولاني) وعلى جميع أنحاء جسده دون أن يسلم منه شيئاً".
وتابع قائلاً: "قاموا بنتش اليدين بالكماشات والعمل على تكسير أصابع اليدين وأظافرها، فضلاً عن الحرق بسجائر الدخان ليدخل عليهم أحدهم، ويقول ساخراً: ما الذي فعلتموه؟ ليزيدوا في ضربه وتعذيبه".
وأكد شقيق إبراهيم أن ذلك التعذيب والضرب المبرح لم يفارقه سب الذات الإلهية وعبارات يندى لها الجبين، بالإضافة إلى الاعتداء على الشرف، مشيراً إلى أن هذا التعذيب استمر لمدة ثلاث ساعات على التوالي.
وهنا عاد إبراهيم ليكمل ما حدث معه وبصوت تخنقه الآلام ويقطعه السعال من ضيق النفس، فيقول: "قاموا بلف ذراعي إلى خلف ظهري وقيدوهما ومن ثم علقوني في السقف، وبقيت على هذه الوضعية من المغرب إلى العشاء لم يتوقف خلالها الضرب والتعذيب والشتائم لحظة واحدة حتى أغمي علي".
عباس ودحلان
وأوضح أنه وأثناء ذلك تم ضربه، ثم جاؤوا بالماء وعلى وجهه حتى استيقظ من حالة الإغماء ليكملوا مسيرة التعذيب ويقوموا بين الفينة والأخرى بشد جسده للأسفل في محاولة منهم لكسر يديه، ويقول: "كانوا أحياناً يقومون بشد جسدي، فأحس عنده بأن يديّ ستقطعان، ومازالت آثار الحبال على معصمي إلى اليوم".
وتابع إبراهيم: "أخذوني إلى السيارة ووضعوني في حقيبتها وأنا مكبل اليدين ومعصوب العينين، وقالوا سنقوم بإطلاق عدة رصاصات، ثم صمت برهة ليتذكر فيها لحظة إطلاق النار". وأضاف: "أنزلوني من حقيبة السيارة وألقوا بي للأمام وأطلقوا رصاصتين في الساق اليمنى وأربعاً في القدم اليسرى، ثم هربوا".
جدير بالذكر أن هناك العشرات من المصابين جراء التعذيب وإطلاق الرصاص الأمريكي الذي وصل لحرس الرئيس عباس وفرق الإعدام، وقد تم نقل 40 على الأقل من المصابين الملتحين للعلاج في دول الجوار لصعوبة حالتهم الصحية.