View Full Version : القدس ومسجدها النشأة والتاريخ
USAMA LADEN
10-03-2007, 07:27 PM
القدس ومسجدها النشأة والتاريخ
سكن البشر مدينة القدس منذ القدم، ويؤيد ذلك ما ورد في الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه، قال: {{قلت، يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي ؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة}}، وهذا يقتضي أن هذه المنطقة قد سكنت بعد بناء المسجد فيها.
وسمي المسجد الأقصى بهذا الإسم لبُعده عن المسجد الحرام في المسافة، وقيل لبعده عن الأقذار والأدناس، وقيل لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد، وقيل هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة؛ لأنه بعيد عن مكة، وبيت المقدس أبعد منه.
وفي أواخر العصر الحجري النحاسي, أي نحو عام (3000) ق.م بدأت الهجرات السامية تتحرك من الجزيرة العربية باتجاه فلسطين ومختلف بلاد الشام ,ومن هذه الهجرات هجرات الأموريين والكنعانيين الذين سكنوا فلسطين، ومن قبائلهم اليبوسيون الذين سكنوا القدس وما حولها.
ويبدو أن اختيار القدس للسكنى من قبلهم رغم قلة مائها ووعورة أرضها؛ كان بسبب مجاورتها المنطقة التي يقع عليها المسجد الأقصى. ليجاوروا مسجدها المبارك وأرضه الطهور، وكان أحد ملوكهم وهو ملكي صادق قد اعتقد هو وجماعته بالله العلي العظيم، واتخذ من بقعة الحرم الشريف معبدًا له، وخاصة موقع الصخرة المشرفة، وهي المغارة التي بُنيت عليها قبة الصخرة فيما بعد.
وفي أثناء حكم اليبوسيين للقدس، وصل إليها سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ، وذلك في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وحل إبراهيم ضيفًا على ملكي صادق ملك اليبوسيين، وقد ولد لإبراهيم إسحاق الذي أنجب ولدين هما: عيسو ويعقوب المسمى (إسرائيل)، ثم ولد ليعقوب يوسف عليه السلام الذي بيع في مصر، ثم ارتحل والده وإخوته إليه، ومكثوا في مصر قرابة (400 ) سنة صارت لهم فيها ذرية، وأخذوا يدعون إلى دين الله عزّ وجل، فضاق بهم فرعون ذرعًا، فسامهم سوء العذاب، فاتجهت أفكار زعمائهم للنزوح إلى فلسطين، وكان ذلك بقيادة موسى عليه السلام، لكنه توفي قبل دخوله فلسطين، فخلفه فتاه يوشع عليه السلام، واستطاع أن يفتتح قسمًا من فلسطين، وذلك من الكنعانيين والفلسطينيين سنة (1230) ق.م، إلاّ أنه لم يستطع احتلال القدس من حكامها اليبوسيين؛ بسبب متانة أسوارها وبسالة أهلها .
وجاء بعده داود عليه السلام، وفتح القدس بعد حصارها حصارًا طويلاً، وقد حكم مدة 34 سنة، وبعد وفاته جاء ابنه سليمان عليه السلام، وفي عهده اتسعت رقعة الدولة كثيرًا، وحكم بشرع الله تعالى وبني المسجد (الهيكل), ودام حكمه 40 عامًا, وتوفي سنة (923) ق.م، وبعد وفاته انقسمت الدولة إلى دولتين:
*مملكة إسرائيل: وعاصمتها نابلس، وكانت فترة حكمها من 923 إلى 721ق.م.
*مملكة يهـوذا: وعاصمتها القدس، وكانت فترة حكمها من 923 إلى 581 ق.م.
وقد أنهى هذه الدولة نبوخذ نصر القائد البابلي، وأحرق مسجدها سنة 586 ق.م. إلا أن اليهود بعد تدمير دولتيهما استطاعوا العودة إلى القدس في عهد كورش الفارسي، وبنوا معبدهم، وظلوا في القدس حتى سنة 70م. عندما أثاروا الفتن والقلاقل؛ ما اضطر القائد الروماني تيطس إلى احتلال القدس وتدميرها وتدمير الهيكل, ورفع أمام المدينة لوحة كتب عليها باللغات اللاتينية واليونانية والآرامية: حرام على الجنس اليهودي السكن في هذه المدينة (أي مدينة القدس أو أورشليم ) 4 سبتمبر عام 70 م .
وهكذا انتهى دور اليهودية في التاريخ، ومُسحت آثارها في أورشليم، وأصبح بنو إسرائيل ويهوذا شعبًا منبوذًا. ويقول المؤرخون اليهود القدامى: "إن ما أصاب الشعب اليهودي سببه الأعمال الرديئة وعصيانهم لأوامر دينهم، فعاقبهم الرب، وكان العقاب شديدًا".
وانتهت صلة اليهود بفلسطين، ولم يعد لهم وجود على مدى ألف وثمانمائة سنة، ولم يعد الوجود السياسي المستقل لليهود في القدس وفلسطين إلاّ سنة 1948م, عندما احتل اليهود جزءًا من القدس وفلسطين، وفي سنة 1967م تم احتلال الجزء الباقي منها.
الأقصى وقبة الصخرة في العهد الإسلامي
========================
الأقصى المبارك تاريخ مهيب وصبر عجيب
المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة، والتي تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونمًا ويشمل قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسمى بالجامع القبلي حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة "موريا" وتعتبر الصخرة المشرفة هي أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى .
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281م ومن الشمال 310م، ومن الشرق 462م، ومن الغرب 491م. وتشكّل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين تم توسعيهما عدة مرات .
وللمسجد الأقصى أربعة عشر بابًا، منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي القدس وقد قيل عددها أربعة وقيل خمسة أبواب، منها: باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثي الواقعة في الجنوب. وأما الأبواب التي ما زالت مفتوحة فهي عشرة أبواب، هي: باب المغاربة (باب النبي)، باب السلسلة (باب داود)، باب المتوظأ (باب المطهرة)، باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر، باب الغوانمة (باب الخليل)، وكلها في الجهة الغربية. ومنها أيضًا باب العتم (باب شرف الأنبياء)، باب حطة، وباب الأسباط في الجهة الشمالية .
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة الواقعة في الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية .
المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي الذي سماه الله عز وجل لهذا المكان المبارك في القرآن الكريم في قوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
عندما فتح عمر رضي الله عنه القدس سنة 16هـ زار مكان المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، والذي كان قد أسري بالنبي إليه، حيث عرف هذا المكان عن طريق وصف الرسول صلى الله عليه وسلم له، وعن طريق جنده من أهل الشام الذين كانوا يحجون إلى القدس أيام كانوا نصارى، فوجد المكان قد تجمعت عليه الأقذار، فقام ومن معه بإزالة ما تجمع عليه، وأمر ببناء مصلى من الخشب والحجارة للمسلمين في الجهة الجنوبية منها، يتسع لثلاثة آلاف مصل، وجعل فيه سلامة بن قيصر إمامًا للصلاة.
وما إن دخلت القدس في حوزة المسلمين حتى أسلم كثير من أهلها، وأقبل المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إليها بين ساكن وزائر ومتعلم، وسكنها عدد كبير من الصحابة الكرام، واعتمر منها آخرون .
ومن مظاهر عناية المسلمين بالقدس والمسجد الأقصى، أنهم خلال عصور التاريخ لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة تتعلق بالقدس ومسجدها إلاّ سجلوها وتحدّثوا عنها وأودعوا ذلك في كتب ومؤلفات كثيرة ألفها علماء الإسلام ومؤرخوه منذ قرون إلى يومنا هذا دون توقف أو انقطاع. وفي عهد المسلمين حلّ اسم القدس وبيت المقدس محل إيليا، وحلت اللغة العربية محل اليونانية.
وفي عهد الدولة الأموية اهتم الأمويون بفلسطين والقدس، وزيادة في ذلك سك معاوية عملة سنة41 هـ، تحمل اسم إيليا .
كما جدّد المسجد الذي بناه عمر رضي الله عنه وسماه الأقصى. إلاّ أن أعظم مآثر الأمويين في القدس تجديدهم المسجد الأقصى وقبة الصخرة في الحرم الشريف.
مسجد قبة الصخرة
شرع عبد الملك بن مروان في بناء قبة حول الصخرة المشرفة الواقعة على صحن مرتفع في وسط ساحة الحرم الشريف، وذلك سنة 68هـ/688م وانتهى منها سنة 72 هـ.
وجاء بناء قبة الصخرة التي بناها عبد الملك غاية في الروعة والجمال، وتعتبر من أجمل البنايات التي عرفتها الإنسانيّة حتى اليوم، وهي مثمنة الشكل، ويبلغ طول ضلع المثمن الخارجي 20م وارتفاعه 12م، وفوق هذه الأضلاع قبة ضخمة جداً لها رقبة ترتكز على أعمدة حيث يبلغ ارتفاع القبة مع رقبتها وأضلاعها السفلية 35م.
والصخرة التي بنيت عليها القبة يبلغ ارتفاعها نحو 18متراً وعرضها 13متراً، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق بينما يتجه جانبها المرتفع نحو الغرب، وترتفع عن مستوى الأرض قرابة المتر. ويقع تحت هذه الصخرة مغارة ينزل إليها بدرج من الناحية الجنوبية، يصل إلى ساحة أبعادها (4.5م × 4م) ، ويرتفع سقفها 3م فيها فتحة اتساعها نحو المتر.
واشتهر بين الناس أن الصخرة معلقة بين السماء والأرض لا يمسكها إلا الله، إلا أن هذا الكلام غريب جداً فالصخرة ملتصقة بالأرض من جميع جوانبها وهي جزء لا ينفصل عن جسم المغارة .
ويعد البناء الذي أقامه عبد الملك بناءًا أصيلاً لم يُبنَ على أثر قديم، وقد أثبتت جميع الدراسات والاختبارات الأثرية القديمة التي أجراها مختصون على البناء خلال عمليات الصيانة والترميم على مدى الأزمان أن بناء القبة الذي بناه عبد الملك هو من إنشائه بكامل جدرانه وأساساته، وأنه بناء متجانس لا يضم أي بناء قديم، كما توهم بعضهم، يؤكد هذا أيضاً أن الصخرة التي تتضمّن مسجد سليمان عليه السلام (الهيكل) التي جاء وصفها في تلمود توماس وتلمود توسفتا ترتفع عن مستوى الأرض ثلاثة أصابع فقط، بينما الصخرة التي أقيمت عليها قبة الصخرة ترتفع على مستوى الأرض قرابة المتر.
وهذا يرجح أن الصخرة التي يقدسها اليهود ونام عليها داود وهو منطلق من بيت أبيه إسحاق – عليهما السلام – كما ورد في أحد كتب التصوّف اليهودية هي غير الصخرة التي بنى عليها عبد الملك قبة الصخرة، فهذه الصخرة تقع في منطقة رام الله في بلدة بيت إيل التي تسمى اليوم (بيتين)؛ بدليل أن الطائفة اليهودية الموجودة في نابلس والذين يطلق عليهم السمرة تقدس هذه الصخرة، وتقول بأن روايات التوراة عن الصخرة تعني هذه الصخرة وليست صخرة بيت المقدس، صخرة الحرم القدسي الشريف.
المسجد القبلي
أما المسجد القبلي (الجنوبي) فقد شرع في بنائه عبد الملك وأتمه ابنه الوليد، وانتهى منه حوالي سنة 90 هـ ويقع تحته بناء يتألف من رواقين بني تسوية للمسجد الأقصى المبارك، وله بابان ـ منفرد ومزدوج ـ من جهة الجنوب.
اسطبلات سليمان
كما تقع تحت الجزء الجنوبي الشرقي من ساحة المسجد الأقصى اسطبلات سليمان، ويتوصل إليها من مدخل من السور الجنوبي الذي يحيط بالحرم الشريف، عبر سلم حجري ضيق. ويجب الانتباه إلى أن هذه الاسطبلات بناء إسلامي أصيل، وتسميتها باسم سليمان نسبة إلى سليمان بن عبد الملك وليس إلى النبي سليمان عليه السلام كما يظن بعض العامة من الناس، ويدل على ذلك أن اليهود بعد احتلال القدس سنة 1967م قاموا بعدة حفريات في هذا المكان ليجدوا دليلاً يمت إلى وجودهم أو صلتهم بهذا المكان، إلاّ أنهم فشلوا في ذلك ولم يعثروا على أي دليل .
الساحة الشريفة
ويحيط بالمسجد الأقصى سور يبلغ طوله من جهة الغرب 491م، ومن الشرق 462م، ومن الشمال 321م، ومن الجنوب 283م، وارتفاعه ما بين 30 إلى 40م، وتبلغ مساحة المنطقة التي تقع ضمن السور 140.900 متراً مربعاً أي سدس مساحة القدس القديمة.
حائط البراق
هو جزء من السور الغربي لساحة الحرم الشريف طوله 50 متراً وارتفاعه نحو 20متراً، مبني من الحجارة، يتألف القسم السفلي منه من ستة مداميك، حجارتها منحوتة، ويرجع عهدها إلى أيام هرودوس، وتعلوها ثلاثة مداميك من العصر الروماني غير منحوتة، ويظن أنها من عمل هدريان، أما الطبقات العليا من حجارة الحائط فهي إسلامية، ومعظمها من عصر المماليك والعثمانيين بعد سنة 1500م.
وفي هذا الجدار ربط جبريل عليه السلام البراق أثناء رحلة الإسراء والمعراج، وتعود ملكيته للمسلمين، حتى أن عصبة الأمم المتحدة سنة 1930م ألّفت لجنة للتحقيق في ملكية حائط البراق المذكور بسبب احتجاج اليهود أنه حائط المبكى، وبعد استماع اللجنة إلى عدد ضخم من الشهود العرب واليهود أصدرت قرارها في 19 حزيران 1930م بملكية المسلمين للحائط المذكور، واعتباره جزءاً من الحرم الشريف. ويوجد حالياً في إسرائيل طائفة من المتدينين تسمى (ناتوري كارنا) تعتقد أن المبكى هو حق للمسلمين وأنهم يمتنعون عن زيارته إلى أن يسمح لهم المسلمون بذلك.
USAMA LADEN
10-03-2007, 07:52 PM
كثرت فضائل الأقصى وبيت المقدس في القرآن الكريم والسنة الشريفة، حتى إن عدد المؤلفات التي ألّفها العلماء في فضائلهما، بلغت حتى القرن الثاني عشر الهجري 49 كتابًا ورسالة على الأقل، وهذه الفضائل تدل دلالة واضحة على أهمية هذه البقعة، وتُوجب على المسلمين في شتى بقاع العالم المحافظة عليها، وعمارتها وصيانتها، وإنقاذها من أيدي أعدائها، حتى تخفق عليها راية الإسلام ـ إن شاء الله تعالى ـ خاصة في هذه الأيام التي يجثم العدو على صدرها، وينتهك حرماتها، ويعمل ليل نهار على طمس هويتها ومعالمها بالحفريات والتدمير، وبناء المستوطنات، وتزييف الحقائق والتاريخ، ومن هذه الفضائل ما يلي :
إنها أرض الأنبياء، ومسرى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعراجه، وفيها صلى النبي صلى الله عليه وسلم إمامًا بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، وأنّها قبلةُ المسلمين الأولى.
أن الله قد حباها بالبركة والقداسة، لقوله تعالى: {سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا لها بالبركة في قوله {{اللهم بارك لنا في شامنا}}, وبيت المقدس هي سرة بلاد الشام.
أن الصلاة في مسجدها أفضل من خمسمائة صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي .
كذلك هي أرض المحشر والمنشر، لما ورد أن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: {{أرض المحشر والمنشر}}.
أنها أحب إلى المسلم من الدنيا وما فيها لقوله صلى الله عليه وسلم: {{.. ولنعم المصلى، هو – أي المسجد الأقصى – وليوشكنّ أن يكون قوسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا}}.
ومن فضائلها نصح النبي بسكناها، فقد وردت أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نصح صحابته بسكنى الشام، وبيت المقدس جزء منها، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لحذيفة ومعاذ، رضي الله عنهما، وهما يستشيرانه في المنزل، فأومأ إلى الشام، ثم سألاه فأومأ إلى الشام، ثم قال: {{عليكم بالشام، فإنها صفوة بلاد الله عز وجل يسكنها خيرته من خلقه.. فإن الله تكفل لي بالشام وأهله}}.
ومن فضائلها أن أهلها طائفة الحق الظاهرين عليه، لما روى أبو أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {{لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم.. قالوا : فأين هم ؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس}}، وسيبقى أهلها كذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ، وما نراه من احتلال الأعداء لها فهي فترة وتنقضي بإذن الله تعالى، وقد احتلها الصليبيون قبل ذلك مائة عامٍ ثم زال حكمهم .
USAMA LADEN
10-03-2007, 07:54 PM
المسجد الأقصى وهيكل سليمان عليه السلام
سبق أن عرفنا أن المسجد الأقصى هو ثاني بيت وضع في الأرض للعبادة بعد المسجد الحرام، وأنه بني في عهد آدم عليه السلام، وأن كل بناء جديد له فيما بعد كان تجديدًا لهذا البناء أو إعادة له فقط .
أما ما يزعمه اليهود بأن بقعة المسجد الأقصى هي مكان الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام فلا يوجد دليل على هذه الدعوى . فكتب اليهود تدل على أن بيت الرب الذي بناه داود وسليمان عليهما السلام – يقع إما في بيت إيل – أو في جرزيم (نابلس، وأن تناقضاً قد حصل في كتبهم حول هذا الموضوع، حتى إن اليهود حتى القرن السادس عشر كانوا يصلون بجانب الباب الذهبي في الجهة الشرقية لسور الحرم الشريف على أنه حائط المبكى، وهذا يدل على أنهم لا يعرفون مكان هيكلهم أو حائط مبكاهم.
حتى إن بعض المؤرخين ذهب إلى أن الهيكل بني في موقع القلعة التي سماها الإسرائيليون بعد دخولهم القدس باسم قلعة سليمان، والتي تقع غربي القدس القديمة؛ لأنه لا يعقل أن يكون المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام بعيداً كل هذه المسافة عن القلعة، وفي هذا يقول فيليب حتّي "على أن أهم وأشهر بناء أثري فخم شيده الكنعانيون كان بلا شك هيكل سليمان، وقد صمم هذا الهيكل في الأصل ليكون معبداً تابعاً للقصر، فأصبح فيما بعد هيكلاً للعبادة اليهودية". وهذا يوحي بأن الهيكل كان تابعاً للقصر يتعبد فيه نبي الله سليمان عليه السلام .
الحفريات الأثرية
لم تثبت الحفريات الأثرية مكان الهيكل أو أنه مكان الأقصى، ففي سنة 1865م تأسست في بريطانيا مؤسسة التنقيب الفلسطينية، وركزت أعمالها على القدس لما لها من مكانة دينية، وقد كان أهم أهداف هذه المؤسسة خدمة اليهود، إلاّ أن حفريات هذه المدرسة التي بدأت منذ سنة 1865 - 1962 لم تتوصل إلى تعيين مكان الهيكل. ولنفترض جدلاً أن سليمان عليه السلام بنى الهيكل في بقعة المسجد الأقصى فليس لليهود حق يرثونه في هذه البقعة للأدلة التالية:
1) لم يبق في أرض المسجد الأقصى حجر واحد مما بناه سليمان عليه السلام؛ لأن الهيكل الذي بناه سليمان انهدم واحترق، ونقلت حجارته بعد موت سليمان بثلاثة قرون عندما غزا نبوخذ نصر مدينة القدس سنة 589ق.م. كما أن تيطوس عام 70م أحرق المعبد الذي بناه هيرودوس سنة 20 ق.م ورمى بحجارته بعيداً.
كما أن يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي توفي أواخر القرن الأول الميلادي وصف القدس فلم يذكر شيئاً عن الهيكل، وهذا يعني أن الهيكل الذي دمّره تيطوس سنة 70م لم تقم له قائمة بعد ذلك، ومنذ سنة 135م إلى الفتح الإسلامي لم يكن يسمح لليهود بالإقامة في القدس .
2) المسلمون والعرب أولى بالقدس من اليهود، فالعرب كان لهم وجود في القدس قبل اليهود بآلاف السنين، حتى إن إبراهيم عليه السلام نزل ضيفاً عليهم، ونشأ اليهود بين العرب وفي ظلهم، ثم إنه منذ الفتح الإسلامي للقدس إلى سنة 1948م لم يكن لليهود كيان مستقل في القدس، كما أن المسلمون استلموا القدس عند فتحها من الرومان، وليس من اليهود الذين كانوا ممنوعين من دخولها.
3) ثم إن الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام لم يكن لليهود باعتبارهم يهوداً، ولم يبنه سليمان بهدف عنصري أو طائفي أو قومي، كما لم يبنه ليخلد مجد اليهود، لأنهم شعب الله المختار كما يزعمون، لقد بنى سليمان هيكلة لعبادة الله ، بناه ليسلم فيه الناس لله رب العالمين، أي كان هيكله بيتاً للإيمان والإسلام، وهذا معناه أن الإسلام بمعناه الخاص، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الوارث لحكم سليمان؛ لأن هدف محمد عليه الصلاة والسلام أن يسلم معه الناس لله رب العالمين.
وقد ورث المسلمون فلسطين، وحققوا هدف سليمان السابق، في إسلام الناس معهم لله رب العالمين، شيدوا المساجد لتحقيق هذا الهدف، وبنوا المسجد الأقصى في بيت المقدس لتحقيق ذلك.
فنحن، المسلمين، ورثة إبراهيم وسليمان وجميع أنبياء إسرائيل بالوراثة الإيمانية، وذلك بنص القرآن الكريم: " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ". أما الوراثة النسبية فالعرب أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؛ لأن إسماعيل هو البكر لأبيه، وله الحق في ولاية العهد بعده، وهو من مواليد فلسطين بلا شك، وإسماعيل أبو العرب في المرحلة التي تلت سكناه مكة. ثم إن العيص بن إسحاق أيضاً أكبر من أخيه يعقوب (إسرائيل) لأنه ولد قبله، وتزوج العيص من أهل البلاد التي استضافته وهم العرب الكنعانيون.
ثم إن كانت المسألة مرتبطة بالنسب والتناسل فالدلائل تشير إلى أن الأغلبية الساحقة لليهود في عصرنا ليست من نسل إبراهيم عليه السلام، ذلك أن معظم اليهود هم من يهود الخزر الذين دخلوا اليهودية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين .
ثم إن القرآن الكريم يوضح مسألة إقامة سيدنا إبراهيم وذريته في شكل لا لبس فيه بقوله تعالى " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " فأي ظلم وكفر وصد عن سبيل الله وإفساد في الأرض أكبر مما فعله ويفعله بنو إسرائيل .
فرصيد الأنبياء هو رصيدنا، وتاريخهم هو تاريخنا، والشرعية التي أعطاها الله تعالى للأنبياء وأتباعهم في حكم الأرض المقدسة هي دلالة على شرعيتنا وحقنا في هذه الأرض وحكمها.
نعم لقد أعطى الله تعالى هذه الأرض لبني إسرائيل عندما كانوا مستقيمين على أمر الله، وعندما كانوا يمثلون أمة التوحيد في الأزمان الغابرة، ولا نخجل أو نتردد في ذكر هذه الحقيقة وإلاّ خالفنا صريح القرآن، من ذلك قول موسى عليه السلام لقومه كما ذكر ذلك القرآن الكريم " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ "، فلما كفروا بالله وعصوا رسله وقتلوا الأنبياء حلت عليهم لعنة الله تعالى، وتحولت شرعية حكم الأرض المقدسة إلى الأمة التي سارت على منهج الأنبياء وهي أمة الإسلام .
وعلى ذلك فبكل هذه المقاييس فإن العرب أولى بميراث إبراهيم عليه السلام من غيرهم .
USAMA LADEN
10-03-2007, 07:57 PM
هدم الأقصى عقيدة صهيومسيحية
لقد كان توطين اليهود في فلسطين خطوة تمهيدية لمعتقد قديم ورد في العهد القديم, أيّده العهد الجديد، ثم يتبع هذه الخطوة هدم الأقصى، ثم إقامة هيكل سليمان المزعوم لتكتمل حلقات العقيدة المؤدية إلى هدف مقدس بزعمهم ألا وهو عودة المسيح، هذه العقيدة صهيونية ومسيحية بروتستانتية في أحد تفسيراتها، والتي يطلق عليها اسم المسيحية الصهيونية.
وتبدأ القصة منذ عام 1880م حين تبنى الأسقف الإنجليكاني في فيينا "وليم هشلر" النظرية التي تقول إن المشروع الصهيوني هو مشروع إلهي, وإن العمل علي تحقيقه يستجيب للتعاليم التوراتية.
هناك في فيينا تعرف "هشلر" على "تيودور هرتزل" وعلى مشروعه, واستطاع أن يوظف علاقاته الدينية والدبلوماسية لترتيب لقاءات له مع القيصر الألماني ومع السلطان العثماني, لمساعدته في إقامة وطن يهودي في فلسطين. وبرغم أن تلك اللقاءات باءت بالفشل؛ فإن هشلر لم ييأس؛ فقد انتقل إلى بريطانيا حيث رتّب في عام 1905م لقاءًا لهرتزل مع "آرثر بلفور".
ومن هناك انطلقت المسيرة نحو تأمين غطاء من الشرعية الدولية للمشروع الصهيوني.
ولقد كان "لويد جورج" رئيس الحكومة البريطانية آنذاك أكثر شغفًا بالمشروع الصهيوني, وأشد حماسة له من بلفور وزير خارجيته؛ فقد ذكر "لويد جورج" في كتابين له هما "حقيقة معاهدات السلام", و"ذكريات الحرب" أن حاييم وايزمن الكيميائي الذي قدم خدماته العلمية لبريطانيا في الحرب العالمية الأولى, هوالذي فتح له عينيه علي الصهيونية, حتى أصبح أكثر صهيونية من وايزمن نفسه!؛ لذا كان الوعد الذي صدر في الثاني من نوفمبر 1917م بمنح اليهود وطنًا قوميًا في فلسطين هو النتيجة العملية لمعتقد رسخ في القلوب.
أما عن شعب فلسطين فقد نشرت وزارة الخارجية البريطانية وثائق سرية تتعلق بتوطين اليهود في فلسطين عام 1952, جاء فيها نقلاً عن مذكرة وضعها "بلفور" عام 1917م ما يأتي:
ليس في نيتنا حتى مراعاة مشاعر سكان فلسطين الحاليين, مع أن اللجنة الأمريكية تحاول استقصاءها. إن القوى الأربع الكبرى ملتزمة بالصهيونية. وسواء أكانت الصهيونية على حق أم على باطل, جيدة أم سيئة, فإنها متأصلة الجذور في التقاليد القديمة العهد, وفي الحاجات الحالية, وفي آمال المستقبل, وهي ذات أهمية تفوق بكثير رغبات وميول السبعمائة ألف عربي الذين يسكنون الآن هذه الأرض القديمة.
كان بلفور من المؤمنين بأن تأسيس وطن لليهود بفلسطين هو هدف إلهي سيمهّد الطريق أمام العودة الثانية للمسيح. وأنه مكلف بالعمل على تنفيذ هذا الهدف, وأن عليه تحقيق هذا الهدف أيًا تكن الصعوبات.
وبالطبع لم يكن العامل الديني هو السبب الوحيد وراء إصدار الوعد؛ بل كانت هناك مصالح لبريطانيا ذات بُعد استراتيجي. وقد توافق العمل على خدمة هذه المصالح ورعايتها مع هذا الإيمان الديني؛ ما أدى إلى الالتزام بالوعد وبتنفيذه. ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد في بلادهم لأراضيها.
وفي عام1902 تشكلت اللجنة الملكية لهجرة الغرباء؛ حيث استدعى هرتزل إلى لندن بترتيب من القس هشلر للإدلاء بشهادته أمام اللجنة فكان مما قال:
لاشيء يحل المشكلة سوى تحويل تيار الهجرة المتزايدة من أوروبا الشرقية. إن يهود أوروبا الشرقية لا يستطيعون أن يبقوا حيث هم فأين يذهبون؟! إذا كنتم ترون أن بقاءهم هنا ـ أي في بريطانيا ـ غير مرغوب فيه, فلابد من إيجاد مكان آخر يهاجرون إليه, دون أن تثير هجرتهم المشاكل التي تواجههم هنا. لن تبرز هذه المشاكل إذا وجد وطن لهم يتم الاعتراف به قانونيًا وطنًا يهوديًا.
هنا كان لابد بعد صدور قانون بوقف الهجرة في عام1905 من تأمين ملجأ بديل, فكان قرار بلفور بمنح فلسطين وطنًا لليهود؛ ليعطي من لا يملك إلى من لا يستحق .
تم تحقيق الشق الأصعب من الهدف, وهو إقامة "إسرائيل", وبقي هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم كمقدمة ضرورية لظهور السيد المسيح عليه السلام, ليبدأ ما يسمى لديهم بالألفية السعيدة، فيخوض معركة "هرمجدون" ضد الأشرار .
وكما كان دعم إقامة إسرائيل والتمكين لها هدف إلهي, وجزء من إرادة الرب لدى هؤلاء، فإن هدم الأقصى وإقامة الهيكل هو جزءٌ آخر من تلك الإرادة، وقد استفادت إسرائيل كثيرًا من تلك التحريفات، واستغلتها تمامًا في الحصول على الدعم المسيحي البروتستانتي، خاصة أن التابعين لتلك الأسطورة لديهم نفوذ كبير، ومنهم كثير ممن يسمون بالمحافظين الجدد، ولهم تأثير على الرؤساء الأمريكيين والكونجرس، كما أن لهم وسائل إعلام قوية، ونفوذًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا جدًا داخل الولايات المتحدة.
وعليه فإن التخطيط لهدم المسجد الأقصى ليس وليد هذه اللّحظة؛ بل هو عمليّة قديمة جديدة تتكرّر وسوف تتكرّر؛ لأنّها جزءٌ لا يتجزّأ من العقيدة الصّهيونيّة، وهي عقيدة لا تخصّ اليهود الصّهاينة وحدهم؛ بل تخصّ قطاعًا كبيرًا من المسيحيّة البروتستانتية أو المسيحيّة الصّهيونيّة؛ حيث يؤمن أتباع تلك العقيدة المزعومة أنّ من شروط عودة المسيح ووقوع معركة (هرمجدون) للقضاء على الأشرار (المسلمين تحديدًا)، وبداية ما يسمّى الألفية السعيدة ـ هدم المسجد الأقصى ـ ، وإقامة هيكل سليمان مكانه.
وهكذا فنحن أمام قوى عديدة ليست إسرائيليّة فحسب, بل مسيحيّة صهيونيّة أيضًا، والأخيرة لها أتباع كثيرون؛ خاصة في أمريكا، وبريطانيا، وأستراليا، وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فإنّ هناك داخل الولايات المتحدة نفوذًا قويًّا لتلك العقيدة، وهناك كنائس تبشر بذلك، وتدعو إليه، وتجمع من رعاياها المال اللازم لتمويل عمليّة هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل، ودعم إسرائيل سياسيًّا وإعلاميًّا كجزءٍ من تحقيق شروط عودة المسيح.
كما تتمتع هذه الجماعة بنفوذٍ قويّ داخل الحزب الجمهوريّ في الولايات المتحدة، ويتعاطف معها بصورة ضخمة رموز اليمين الأمريكي المحافظ من "ديك تشيني" إلى "دونالد رامسفيلد" إلى الرئيس "بوش" ذاته، كما تمتلك تلك الجماعة قنواتٍ تلفزيونيّةً وإذاعيّةً وصحفًا، ويتبعها عددٌ كبير من القساوسة.
وهكذا, فنحن أمام تهديد جديّ مهما كان غريبًا ومتطرّفًا لهدم المسجد الأقصى... الأمر الذي يستدعي تحرّكًا شعبيًّا وحكوميًّا... عربيًّا وإسلاميًّا.
وإذا تتبعنا الخط التاريخي لمحاولات اليهود المتكررة لهدم المسجد الأقصى, وكذا الحفريات, لعلمنا مدى تغلغل هذه الفكرة في العقل الصهيونيّ المسيحيّ واليهوديّ على حدٍّ سواء، وأن المحاولة الأولى لحرق المسجد الأقصى كانت عن طريق البروتستانتي الأسترالي "مايكل روهان" .
ولا زالت محاولات هدم الأقصى واقتحامه تتمّ سنويًّا، وخاصة في الذكرى السنويّة لهدم هيكل سليمان المزعوم .
ونلاحظ هنا أنّ المؤسّسة الرسميّة الإسرائيليّة لم تطلق بعد إشارة البدء في هدم المسجد الأقصى، على أساس أنّ الظروف لم يتمّ إعدادها بعد في إطار حسابات معيّنة؛ إلا أنّ تلك المؤسّسة تطرح حاليًا فتح المسجد الأقصى لزيارة اليهود والصلاة فيه لليهود، على غرار ما يحدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل... الذي فرض عليه التقسيم الوظيفي؛ فتحول إلى جامع وكنيس معًا...
ولكن على الرغم من ذلك؛ فإن المؤسّسة الرسميّة الصّهيونيّة تقوم من وقتٍ لآخرَ بعمل ضربات وأنفاق، ومشروعات مشبوهة حول المسجد الأقصى وتحته؛ بهدف زعزعة أساساته تمهيدًا لهدمه أو سقوطه من تلقاء نفسه.
كما أنّ تلك المؤسّسة قامت بضمّ القدس رسميًّا بكاملها إلى "إسرائيل" عقب احتلالها مباشرة، وكثّفت عمليّات الاستيطان فيها وحولها، وهدم بيوت الفلسطينيّين فيها، ومضايقتهم، ودفعهم إلى ترك القدس، وتغيير الطبيعة السكانيّة للمدينة، وطمس المعالم الإسلاميّة والمسيحيّة فيها؛ بهدف تحويلها إلى الطابع اليهودي، وهذا كله في إطار هدم المسجد كمحصّلة ونتيجة ومن ثم بناء الهيكل.
وفي الإطار نفسه سمحت المؤسسة الرسمية بتأسيس ما يسمى بـ"جماعة أبناء الهيكل" ، وحصلت على ترخيص رسمي بممارسة نشاطها تحت مسمى (مؤسّسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل)، ويقوم أعضاء هذه الجماعة المشبوهة حاليًّا بجمع وإعداد المواد اللازمة الخاصّة ببناء الهيكل، وقد أعدّت الجماعة رسمًا تخطيطيًّا للهيكل المزمع إقامته مكان المسجد الأقصى.
يقول زعيم تلك الجماعة الحاخام "مناحم مكوبر": "إنّه في كل الأحوال، وتحت أي ظروف سوف يتمّ بناء الهيكل، وسوف يتمّ هدم المسجد الأقصى، وأنّه في الوقت الذي سنحصل فيه على الضّوء الأخضر سيتم بناء الهيكل خلال بضعة أشهر فقط باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجيّة، وأنّ المساجد الموجودة في تلك المنطقة - بما فيها المسجد الأقصى، وقُبّة الصخرة - هي مجرّد مجموعة من الأحجار يجب إزالتها".
لذا يجب أخذ الموضوع بمأخذ الجد من خلال التوصيات التي جاءت في نهاية هذا الملف، فقد تراوحت ردود الفعل العربية والإسلامية والفلسطينية بين ضعيفٍ ومتوسط، وصدرت بيانات استنكار دون أن يكون هناك موقف عربي إسلامي قوي لوقف هذا المخطط، ولا يمكن بداهة الاعتماد في هذا الصدد على جهود الشعب الفلسطيني، الذي يهبّ دائمًا لبذل الوسع رغم أنه أعزل من السلاح والإمكانيات .
USAMA LADEN
10-03-2007, 08:15 PM
هارمجدون "الحرب العالمية الثالثة"
قد يتساءل البعض عن هذه المعركة, وربما منّا من سمع بها ومنا من لم يسمع بها أبد ..ا
أرمجدون أو هرمجدون ..
إنها الوقعة العظيمة, والحرب النووية المدمرة .
• إنها المنازلة الاستراتيجية الضخمة .
• إنها الحرب التحالفية العالمية التي ينتظرها جميع أهل الأرض اليوم .
• إنها المواجهة الدينية السياسية .
• إنها الحرب الصليبية الجديدة .
• إنها معركة التنين "Dragon War" متعددة الأطراف .
• إنها أعنف وأشرس حروب التاريخ .
• إنها بداية النهاية .
• إنها الحرب التي يعم قبلها "السلام المشبوه" فيقول الناس: حلّ السلام حلّ الأمن .
• إنها أرمجدون أو الحرب العالمية الثالثة .
هذه الكلمة العبرية المكونة من مقطعين: "هر" بمعنى جبل، و"مجيدو" هو واد بأرض فلسطين، فهي تعني جبل مجيدو بفلسطين .
هذه الكلمة على بساطتها تعني الكثير والكثير، فهي تسيطر على عقولالمثقفين من "المسيحيين" خاصةً رؤساء أمريكا، بل تعتبر المحرك الأساس ،والموجّه الرئيس للسياسة الأمريكية والغربية المسيحية عمومًا.
يقول "رونالد ريجان" الرئيس الأسبق لأمريكا: "إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى ارمجدون" .
ويقول "جيري فولويل" زعيم الأصوليين المسيحيين: "إن ارمجدون حقيقة، إنها حقيقة مركبة، ولكن نشكر الله أنها ستكون نهاية العامة" .
والكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" تقول في كتابها "النبوءة والسياسة": "إننا نؤمن كمسيحيين أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى "أرمجدون", وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء والأموات على حدٍ سواء .
كما تفترض الكاتبة ويؤيدها في زعمها العديد من الكتّاب الغربيين، أن الكرة الأرضية سوف تنتهي تمامًا في سنة 2000م أو قريبًا منها .
إن اهتمام الغرب بهذه الكلمة أو المعركة يرجع إلى أن هذه الكلمة مذكورة في الإنجيل في أكثر من موضع؛ فهي إذن كلمة مقدسة لها معنى مقدس عندهم، ومن هنا جاء اهتمامهم بها.
أما القادة والعسكريون فتقول عنهم "جريس هالسل" في كتابها المذكور:
"ويعتبر العسكريون –خاصةً الغزاة القدماء- هذه المنطقة موقعًا استراتيجيًا، يستطيع
أي قائد يستولي عليه أن يتصدى لكل الغُزاة". وهذا السبب المذكور يكشف لنا سرّ تمكين الغرب لليهود من إقامة دولة بأرض فلسطين بوعد "بلفور" واستماتتهم في الدفاع عنهم، لأن هذه الدولة ستعتبر قاعدة عسكرية لهم في "ارمجدون"؛ لأنهم يخططون للمرحلة القادمة من المواجهات المحتومة .
إن النصارى جميعًا يعتقدون أن المسيح هو الرب المخلص ،وأنه لابد سينزل آخر الزمان ويجيء من السماء بمجرد أن تقوم حرب "أرمجدون"، ليأخذ أتباعه ويرفعهم فوق السحاب، حتى لا يعاينوا أهوال الحرب الضروس، بل يظلون فوق السحاب – كما يقولون - حتى تفرغ الحرب من القضاء على الأشرار أو بمعنى أصح "الإرهاب" .
لذلك فإنهم ينتظرون "ارمجدون"، بل ويستعجلون مجيء المسيح، ويقولون متغنيين أيها المسيح تعال، و"حبيبنا يا يسوع، تعال، آمين"، وقد تبين لنا أنهم يعتقدون أنه لن يأتي حتى يمهدوا له الأرض بالقضاء على الأمم الأخرى أو الأشرار في معركة "ارمجدون" .
وهنا ننبه على أن المقصود بحديثنا عنها ليس اللفظ أو الكلمة، وإنما المراد المدلول والمعنى, فإنها كلمة تعني الكثير بالنسبة لأصحاب العهد القديم والجديد على حد سواء، ولا نريد أن ينشغل القارئ باللفظ عن المعنى، فيعترض على مجرد كلمة "أرمجدون"، على أنها كلمة لم ترد في كتاب أو سنة, فهي عند أهل الصليب وبني إسرائيل تعني حربًا تحالفية عالمية
مدمرة، كما يرى بعضهم أنها باتت قريبة جدًا .
وهنا يبرز تساؤل مهم، ألا وهو هل ارمجدون هي الملحمة الكبرى؟
والجواب : كلا .
فالملحمة الكبرى تكون بعد أرمجدون وفي أعقابها ويمكن أن نميز أرمجدون بالآتي :
• هي حرب تحالفية عالمية يشترك فيها معظم أهل الأرض .
• الأرض الرئيسة للمعركة وادي مجيدو بفلسطين .
• هي حرب مدمرة تقضي على معظم أسلحة الدمار الشامل .
• وهي تمهيد للملحمة الكبرى إذ يستعين الروم (أمريكا و أوروبا) بالمسلمين للقضاء
على الشر(الصين وروسيا وإيران ومن معهم) . ويتم لهم ما أرادوا, ثم يشحذوا
سيوفهم للقضاء على المسلمين في الملحمة الكبرى والتي تتميز بالآتي:
• تكون بعد أرمجدون العالمية وفي أعقابها.
• هي لقاء مباشر بين الغرب الصليبي والمسلمين .
• تكون في سوريا, وتحديدًا في مكان بالقرب من دمشق .
• يكون قائد المسلمين فيها المهدي عليه السلام.
• هي حرب بالخيل والسيوف .
• مدتها أربعة أيام .
• النصر في النهاية فيها للمسلمين.
• ونقول إن ثمة حربين ستقعان: أرمجدون ويليها الملحمة الكبرى ويكون النصر في الأولى
للروم والمسلمين على عدوهم, أو بمعنى أصح كما جاء في بعض الروايات أنه عدو لهم –أي للروم- وهم المعسكر الشرقي (الصين و روسيا و إيران ومن معهم) ويكون النصر في الثانية ـ وهي الملحمة الكبرى ـ للمسلمين على الروم .
ويمكننا القول بأن الحربين حرب واحدة في جولات، إذ إن الروم بعد رجوعهم ورجوعنا
معهم منتصرين يرجعون إلى بلادهم وفي نيتهم الغدر بنا .
فهي حرب واحدة طويلة في جولتين, بل جولات بدأت بضرب العراق وتنتهي بالملحمة
الكبرى، ولعل ذلك يفسر ذكرهم أرمجدون فقط دون الملحمة على أنها حرب واحدة
طويلة، يدخل في مرحلتها الأخيرة الملحمة الكبرى .
USAMA LADEN
10-03-2007, 08:31 PM
تاريخ الاعتداءات على الأقصى السليب
للحرم القدسي تاريخ طويل مع الاعتداءات الإسرائيلية منذ احتلال القدس الشرقية في عام 1967، وصل إلى ذروته في عام 1969، عندما أقدم سائح صهيوني على إحراق المسجد الأقصى؛ ما أدى إلى تدمير منبر صلاح الدين، الذي تم استبداله أخيراً.
وأول الاعتداءات على الأقصى بدأ قبل الاحتلال، وبالتحديد في السادس عشر من يوليه عام 1948، عندما قصفت المجموعات الصهيونية المسجد وساحاته بخمس وخمسين قنبلة.
ومن المعروف أن اليهود يهتمون جدًا بالتواريخ التي لها ذكرى معينة لديهم، وتاريخ 21/8 يعني شيئًا مهمًا في التاريخ اليهودي، وهو تاريخ تدمير الهيكل، ولهذا أرادوا أن يكون نفس التاريخ هو تاريخ حريق المسجد الأقصى المبارك؛ فقد شب حريق في صباح 21/8/1969 بعد أن أدى المصلون صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك وفرغ المكان من المصلين، وكان في ثلاثة مواضع:
الأول: في مسجد عمر الواقع في الزاوية الجنوبية للمسجد الأقصى، والذي كان يرمز إلى المسجد الأول الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما استلم مفاتيح القدس من بطريك البيزنطيين صفرونيوس الدمشقي، ثم هدمت الزلازل ذلك المسجد قبل عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذي بنى مكانه مسجداً جديداً اكتمل سنة 692م.
الثاني: في منبر صلاح الدين الأيوبي والمحراب، بهدف حرق عنوان النصر الذي أحرزه القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من الصليبيين سنة 1187م.
الثالث: في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار، ويصعب الوصول إليها من الداخل بدون استعمال سلم عالٍ؛ الأمر الذي لم يكن متوفرًا لدى دنيس روهان. وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل؛ مما يدل على أن هناك أفرادًا آخرين ساعدوا روهان من الجهة الغربية في الخارج، حيث كانت تحت إشراف الإسرائيليين بعد أن هدموا حارة المغاربة وسيطروا على بوابة المغاربة.
كان الإسرائيليون يعتقدون أن الحريق في المواقع الثلاثة سوف يتصل بعضه مع بعض ويدمر الواجهة الجنوبية للمسجد كليًا، ومن ثم يمتد شمالاً ليأتي على جميع المسجد، إلا أنهم لم يكونوا محظوظين تمامًا؛ لأن النار في خارج النافذة العلوية قد انطفأت بذاتها دون أن يطفئها أحد؛ لسبب بسيط وهو عدم وجود عامل مساعد على الحريق بين هذه النافذة ووسط الجدار الجنوبي للمسجد؛ لأن مادة النافذة حجرية والجدار الجنوبي من الغرب إلى الوسط كله من الحجر. ولذلك لم يحترق وسط الواجهة الجنوبية والجهة الشرقية، ثم امتدت النار شمالاً وحرقت ما مساحته حوالي 1500 متر مربع من أصل مجموع مساحة مبنى المسجد الأقصى البالغة 4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد.
وفي يوم إحراق المسجد قطع الإسرائيليون في بلدية القدس الماء عن المسجد الأقصى المبارك لكي لا يستعمله المواطنون في إطفاء الحريق ، كما أن سيارات الإطفاء الإسرائيلية من بلدية القدس حضرت متأخرة بعد أن أطفأ الأهالي المقدسيون جميع النيران، ولم تفعل شيئًا، بل جاءت لكي تصورها وكالات التلفزيون والصحافة العالمية لإيهامهم أنها أدت واجبها. وقد ساعد في إطفاء النار سيارات الإطفاء العربية التي وصلت من الخليل ورام الله.
وقد تم تصوير عملية الإطفاء التي قام بها الشباب المقدسيون الذين استعانوا بالبراميل ونقلوا المياه يدويًا من الآبار الموجودة في ساحات الحرم القدسي الشريف، وأخرجوا السجاد المحترق إلى الساحات الخارجية، وجمع القطع الصغيرة التي بقيت من الحريق من آثار منبر صلاح الدين الأيوبي. وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف.
أما زعيم العصابة التي نفذت الحريق "دنيس روهان" فقد حكمت عليه السلطات الإسرائيلية بالجنون وبالنفي إلى بلاده أستراليا، ولم تسجنه ولم تعاقبه بأي شيء آخر، أما باقي العصابة التي ساعدت روهان من الخارج ، وأخرجته بعد الحريق وحافظت عليه من غضب الأهالي المقدسيين، فبقيت مجهولة ولم ينلها أي عقاب.
وعليه فإن هذا الحريق قد تم عن قصد وتعمد وسبق إصرار من الإسرائيليين وخطط له على النطاق الرسمي الإسرائيلي في سنتين متتاليتين 1968 ، 1969 واشترك فيه أكثر من شخص واحد.
وفيما يلي أهم الأجزاء التي أحرقت داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك:
1- منبر صلاح الدين الذي يعتبر قطعة نادرة مصنوعة من قطع خشبية معشق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة. وكان يرمز إلى انتصار القائد صلاح الدين ودخوله القدس، وبإحراقه أراد الإسرائيليون إحراق هذا الرمز. وكان هذا المنبر قد صنعه نور الدين زنكي وحفظه في مكان اسمه الحلوية في حلب الشهباء في سوريا ونقله صلاح الدين إلى القدس في عام 1187م.
2- مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفتح القدس.
3- محراب زكريا المجاور لمسجد عمر.
4- مقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا.
5- ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
6- عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.
7- القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جمع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.
8- المحراب الرخامي الملون.
9- الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها.
10- ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجص لمنع دخول الأشعة المباشرة إلى داخل المسجد.
11- جميع السجاد العجمي.
12- مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.
13- الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.
ولقد بلغ عدد الاعتداءات الفعلية المنفذة ضد المسجد 66 اعتداءً كانت الجهات الحكومية للاحتلال مسؤولة عن 51.5% منها، فيما بلغ عدد التصريحات العدائية الرسمية والسياسية ضد المسجد 15 تصريحاً، ناهيك عن التكرارات الكثيرة لفحوى هذه التصريحات.
USAMA LADEN
10-03-2007, 08:33 PM
ماذا يفعل اليهود في الأقصى؟
بدأ جهاز الإعمار الفني الإسرائيلي بالحفريات إلى أن وصل إلى الطبقة الصخرية على عمق حوالي تسعة أمتار تحت أرضية المسجد الأقصى المبارك.
وشاهد الإسرائيليون أن هذه الحفريات لم يظهر فيها أي أثر مزعوم للهيكل، وإلا كانوا قد أقاموا الدنيا . وتم إعادة إنشاء الجزء المحترق والمهدوم من المسجد باستعمال الخرسانة المسلحة في القواعد والأعمدة والأسقف.
وخلال عملية الحفريات تم اكتشاف خندق يصل من وسط السور الجنوبي إلى داخل المسجد الأقصى. وكان قد حفره الإسرائيليون سراً قبل إحراق المسجد الأقصى من الجهة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بهدف التفتيش على آثار الهيكل.
ويقال في القانون إن اللص دائمًا يترك وراءه أثرًا صغيراً يدل عليه. وفي هذه الحالة كان الأثر بعض نقاط من الشمع سقطت على الأرضية الترابية للخندق المحفور، وكانت جديدة العهد؛ مما يدل على أن الإسرائيليين قد دخلوا في هذا الخندق قبل مدة.
وفي عام 1980، ألقي القبض على مجموعة يهودية متطرفة وبحوزتها كميات كبيرة من المتفجرات كانت تنوي نسف المسجد الأقصى.
وفي عاميْ 1982 و1983 اكتشف حراس الأقصى طردين مشبوهين يحتويان على متفجرات موقوتة.
وفي عام 1984، حاولت مجموعة من اليهود الدخول إلى المسجد الأقصى، وهي تحمل ثلاث قنابل يدوية وست حقائب من المتفجرات في محاولة لنسف المسجد.
وتعرض الأقصى أيضاً في عام 1986 لمحاولة جديدة لاستهدافه، حيث أقلع طيار في سلاح الجو الإسرائيلي بطائرته وعلى متنها عدد من الصواريخ مستهدفاً المسجد الأقصى، لكن محاولته باءت بالفشل.
كما تعرض المسجد لمجازر إسرائيلية عديدة، كان أبرزها في أكتوبر عام 1990، عندما قتلت قوات الاحتلال 23 مصلياً أثناء تصديهم لمحاولة وضع حجر الأساس لهيكل سليمان المزعوم.
وتفجرت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الهالك آرييل شارون بتدنيس المسجد الأقصى في 28 سبتمبر عام 2000.
وقد باشر اليهود الحفر تحت المسجد الأقصى المبارك بعد احتلالهم للقدس الشرقية بما فيها المسجد القدسي الشريف سنة 1967م بعد انتصارهم على الجيوش العربية في حرب 5 يونيو من نفس العام، وتسوِّغ بعض الجهات العاملة في هذا الحقل أعمالها الحفرية هذه بأنها تقوم بأعمال تنقيب عادية تهدف إلى الاستفادة العلمية ودراسة التاريخ لا أكثر.
وقد تمت الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى على عدة مراحل
المرحلة الأولى: وتم البدء فيها مع نهاية عام 1967م وبداية عام 1968م؛ حيث تركز العمل في هذه المرحلة في جنوبي المسجد الأقصى المبارك بطول 70 متراً من أسفل الحائط الجنوبي والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية وأبنية جامع النساء. وكان عمق هذه الحفريات 14 متراً. ومن الواضح أن هذه الحفريات قد أحدثت تصدعات وتشققات للأبنية المذكورة.
المرحلة الثانية: وبدأ العمل بها سنة 1969م وهي استكمال للمرحلة الأولى، ويذكر أنها بدأت من نقطة انتهاء المرحلة الأولى، وقد اتجهت هذه الحفريات شمالاً حتى وصلت باب المغاربة مروراً بأربع عشرة بناية منها مركز الإمام الشافعي، ووصل طول هذه الحفريات إلى 80 متراً، وقد أحدثت هذه الحفريات في هذه المرحلة تصدعات بجميع الأبنية التي مرت من تحتها، وقامت إسرائيل بنفس العام بجرفها جميعاً وإجلاء سكانها.
المرحلة الثالثة: وتمت في الفترة من 1970م - 1974م، وتوقفت عام 1974م، ثم استؤنف العمل بها سنة 1975م، ولا زالت مستمرة. ويمتد العمل في هذه المرحلة من مكان تحت المحكمة الشرعية القديمة (المدرسة التنكزية) وتتجه شمالاً مروراً بأسفل 5 أبواب من أبواب الحرم القدسي الشريف وهي: باب السلسلة، باب المطهرة، باب القطانين، باب الحديد، وباب علاء الدين البصري. إضافة إلى مجموعة من الأبنية الدينية والأثرية والسكنية منها 4 مساجد وسوق القطانين ومئذنة قايتباي.
وتسببت هذه الحفريات في هذه المرحلة بتصدع الأبنية المذكورة إضافة إلى المدرسة الجوهرية ورباط الكرد والجامع العثماني، وبلغ عمق هذه الحفريات من 10 - 14 متراً.
المرحلة الرابعة: وبدأ العمل بها سنة 1973م، وانتهى سنة 1974م؛ حيث اقتربت الحفريات في هذه المرحلة إلى الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ووصل عمق هذه الحفريات إلى ما يقارب 13 متراً.
المرحلة الخامسة: وبدأ العمل بها سنة 1974م؛ حيث توسعت الحفريات تحت الحائط الغربي للمسجد الأقصى إضافة إلى تركزها خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل القسم الجنوبي للمسجد الأقصى وسور الحرم القدسي، وقد امتدت هذه الحفريات إلى شرق الحرم، وبلغ طولها 80 متراً.
ومن الجدير ذكره أن المرحلتين الرابعة والخامسة أدتا إلى اختراق الحائط الجنوبي والدخول عبره إلى الأروقة السفلية للمسجد الأقصى المبارك (وذلك في يوليو سنة 1974م) في أربعة مواقع وهي:
أسفل مسجد عمر والجناح الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى.
أسفل محراب المسجد الأقصى بعمق 20 متراً إلى الداخل.
أسفل الأروقة الجنوبية الشرقية للأقصى.
ولا شك أن هذه الحفريات بدأت تهدد السور والمسجد الأقصى المبارك بخطر الانهيار
المرحلة السادسة: شرع العمل في هذه المرحلة سنة 1975م، وبدأت أعمال الحفريات تتركز في مكان في منتصف سور البلدة القديمة وسور الحرم القدسي الشريف، وهذا المكان يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية لسور البلدة القديمة.
ويذكر أن اليهود قد قاموا في سبيل إتمام عملهم هذا بمصادرة الأراضي الملاصقة لمقبرة إسلامية هناك، كما أن هذه الحفريات لا زالت تهدد الكثير من المقابر الإسلامية التي تعتبر من أقدم المقابر الإسلامية في القدس، والتي تحوي رفات الصحابيين: عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، والعديد من رجال العلم.
المرحلة السابعة: ويرجح أنها بدأت سنة 1977م، وكانت عبارة عن مشروع تعميق ساحة البراق الملاصقة للحائط الغربي للأقصى، ووصل عمق الحفريات في هذه المرحلة إلى 9 أمتار، وقد كانت هذه الساحة حتى عام 1967م تضم 200 عقار، ولكن الدولة العبرية قامت بجرفها خلال عشر سنوات (1967م - 1977م)، ومن الواضح أن هذه الحفريات خطر حقيقي للعديد من الأبنية مثل: عمارة المدرسة التنكزية، عمارة المكتبة الخالدية، مسجد وزاوية أبو مدين الغوث، 35 بناية يقطنها ما لا يقل عن 200 مواطن.
المرحلة الثامنة: يذكر أن العمل قد بدأ بها سنة 1967م خلف جدران المسجد الأقصى الجنوبية، وحملت شعار: "كشف مقابر ملوك إسرائيل في مملكة يهودا"، ولا شك أن أخطاراً عديدة تحدق بهذه الجدران.
المرحلة التاسعة: وفي هذه الفترة أعيد فتح نفق وارن (على اسم الإنجليزي وارن الذي اكتشف النفق سنة 1880م)، ويقع ما بين باب السلسلة وباب القطانين، وقد اقتربت الحفريات الصهيونية في هذه المرحلة إلى الحائط الغربي، وتوغلت أسفل الحرم على طول 25 متراً شرقاً وبعرض 6 أمتار ووصلت إلى "سبيل قايتباي".
وقد أدت هذه الحفريات كما أشير في تقرير المهندسين سنة 1981م إلى تصدع الأروقة الغربية الواقعة بين باب السلسلة وباب القطانين.
المرحلة العاشرة: يشار إلى أن هذه المرحلة قد بدأت بالتوغل تحت أرضية المسجد الأقصى المبارك والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم. ويذكر أن الصهاينة قد ركزوا عملهم في هذه المرحلة تحت باحات الحرم القدسي الشريف؛ حيث إنهم بدؤوا بتفريغ الأتربة من تحت كل باحات الحرم القدسي الشريف، ولعل هذه الحفريات هي من أخطر المراحل؛ لأنها تقع مباشرة تحت باحات الحرم وخصوصاً تحت الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وقد بدأ يظهر آثار ذلك؛ حيث أخذت بعض الشقوق تظهر جلياً للعيان في قطع الرخام في قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
ولقد سخّرت الإدارة "الإسرائيلية" كافة أجهزتها الرسمية للقيام بأعمال أساسية على طريق تحقيق السيطرة على المسجد الأقصى بكل شكلٍ ممكن، فخلقت فيه ومن حوله "مجالاً أمنياً إليكترونياً" قائماً على شبكة من الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية والمجسات الحرارية التي تسمح بمراقبة دقيقة ومحكمة للمسجد ومحيطه، وأعدت قوة تدخل سريع لتنفيذ المهام داخله، وحاولت التدخل في مسؤولية ترميم وإصلاح أبنية المسجد التي هي منوطة حصراً بدائرة الأوقاف في القدس، وأتمت أعمالاً إنشائية لوصل ساحة البراق (المبكى)، مكان تعبّد اليهود، بالمسجد مباشرة من خلال جسر يصلها بباب المغاربة (باب الرسول عليه الصلاة والسلام)، وافتتحت مواقع سياحية لزيارة الجمهور (الإسرائيلي) في الحفريات أسفل المسجد الأقصى. من جهتها عملت المنظمات الاستيطانية بدعم وتغطية حكومية، وبالتناغم والتكامل مع دور المؤسسة الرسمية على تثبيت "الحق اليهودي" في الصلاة وإقامة الطقوس في الأقصى، فدعت إلى اقتحامات متكررة للمسجد، ونجحت في تنفيذ اقتحامات جماعية مصغرة في غير الأوقات المعلنة.
ويعد العام 2005 عاماً حاسماً للقدس والمسجد الأقصى بكل المقاييس، وبدا الاتجاه خلاله واضحاً تماماً: خلق كل ما من شأنه تحقيق سيطرة "إسرائيلية" أمنية وبلدية كاملة على المسجد الأقصى، بحيث تؤول أعمال الإعمار والترميم داخل المسجد لليهود بعد أن كانت منوطة حصراً بالأوقاف الإسلامية كما تقتضي اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الأمم المتحدة، من خلال استمرار منع الأوقاف من القيام بأعمال الترميم، وتثبيت حق اليهود في أداء الطقوس الجماعية، وصولاً إلى وضع يُحوّله إلى مكان عبادة مشترك لليهود والمسلمين، حيث عملت المؤسسة "الإسرائيلية" والجماعات اليهودية المتطرفة بشكل متكامل ومتناغم لتحقيق هذه الغاية.
كما يمهد اليهود لوصل باب المغاربة غربي المسجد بساحة البراق (المبكى) حيث يؤدي اليهود طقوسهم الدينية، من خلال إنشاء جسر بينهما بعد انهيار الجسر القديم الذي يصل باب المغاربة في المسجد بباب المغاربة في سور المدينة خلال عاصفة ثلجية في 15 ـ 2 -2004 نتيجة الحفريات تحته ومنع إسناده أو ترميمه.
وتم افتتاح مواقع زيارة للجمهور في الأنفاق أسفل المسجد الأقصى بإشراف الحكومة ولأول مرة منذ احتلال المسجد، وبرعاية رئيس الدولة موشيه كتساف شخصياً.
واستمر منع أهل قطاع غزة من دخول المسجد الأقصى بشكل قطعي، ومنع أهل الضفة الغربية من دخوله إلا بتصريح خاص، ومنع كل من هو دون الـ45 من سكان القدس من دخوله في صلوات الجمع وفترات "التوتر" التي تشمل محاولات الاقتحام، وتكثيف هذه الإجراءات وتشديدها؛ مما يقلل فرص التواجد الإسلامي داخل المسجد.
وما زالت المنظمات الاستيطانية تعمل على تثبيت "الحق" اليهودي في الصلاة وإقامة الطقوس الجماعية داخل المسجد حيث أعلنت تلك المنظمات وعلى رأسها جماعتا "رفافاه" و"أمناء جبل الهيكل" عن محاولات اقتحام متكررة على رأس كل شهر يهودي لإقامة صلاة داخل المسجد، واستُنفرت الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" لمنع هذه الاقتحامات؛ خوفاً من صدامات، خصوصاً خلال فترة الانسحاب من غزة، فعملت على منع اليهود والمسلمين على السواء من الوصول للمسجد، وتشكل نتيجة لهذا "رأي عام إسرائيلي" ضاغط لحسم مسألة حق اليهود في المسجد الأقصى، أو "جبل الهيكل" كما يسمونه.
ولا زالت هذه المحاولات تمثل بالونات اختبار لرد الفعل الفلسطيني وإمكانية استيعابه، ورد الفعل العربي والإسلامي والدولي كذلك، كما تسببت في استنفار الجماهير الفلسطينية بشكل دائم لهذه القضية على أمل أن تصل إلى إرهاقها.
وبكل وضوح فإن ما يحدث إنما هو تمهيد لفرض حل يقسم بموجبه المسجد بين اليهود والمسلمين، وتتولى سلطة الاحتلال تحقيق هذه الصيغة والحفاظ عليها، وقد حُملت هذه الصيغة إلى الإدارة الأمريكية في 10 ـ 4 - 2005 ضمن خطة الفصل الشاملة التي عرضت على الرئيس الأمريكي خلال تلك الزيارة؛ تمهيداً للانسحاب الأحادي من قطاع غزة، لكن لم يتم إعلان أية تفاصيل عنها عقب اللقاء.
ولقد شكلت الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان منحنى استراتيجياً أخَّرَ ـ بكل تأكيد ـ فَرضَ هذه الصيغة، وقوَّض دعائم خطة الفصل التي طرحها رئيس الوزراء إيهود أولمرت في بداية ولايته؛ لأنها مع التطورات التي سبقتها في غزة سحبت أية شرعية منطقية أو عملية لفكرة الانسحاب الأحادي، وفرضت على المستوى السياسي "الإسرائيلي" البحث عن رؤية استراتيجية بديلة لحسم الصراع ستشكل التحدي الأبرز للساسة الصهاينة في المرحلة المقبلة.
الاحتمال الأكبر على أي حال أن هذا التشخيص سيستثني المسجد الأقصى والقدس؛ لأن مسألة السيطرة عليهما والحق فيهما هي مسألة اتفاق لدى كل أطياف السياسة الصهيونية، وبالتالي ستعود الخطوات العملية لإنجاز السيطرة على القدس والمسجد الأقصى في شكلها النهائي المقبول "إسرائيلياً" كحل دائم إلى الواجهة بمجرد مرور سُحُب تداعيات الحرب على لبنان، وسنكون أمام ما تسميه "إسرائيل بـ"الاستحقاق" مرة أخرى؛ وهو تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.
USAMA LADEN
10-03-2007, 08:37 PM
تحركات المخلصين واستنكارات المخذلين
أ ـ فلسطينيو 1948 :
يشكل فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948 حائط الدفاع الأساس عن المسجد الأقصى، وكونهم يحملون الهويات (الإسرائيلية) يُمكّنهم من التحرك بحرية أكبر من بقية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، ويُمكّنهم من دخول القدس والمسجد الأقصى بحرية أكبر، وتقوم مؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية بالجهد الأكبر في رصد التحركات (الإسرائيلية) التي تستهدف المسجد الأقصى، وفي تأمين تواجد المصلين داخل المسجد الأقصى على مدار العام، وفي مختلف الأوقات من خلال برامج وحملات متنوعة، وهذا الجهد يشكل في الفترة الحالية الحاجز الأول أمام تطبيق المخطط (الإسرائيلي) لتقسيم المسجد، وكان السببَ الحقيقي لاعتقال الشيخ رائد صلاح, وعدد من قيادات الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948، في محاولة من دولة الاحتلال للتخلص من هذا الـ"عائق".
أهالي القدس شكّلوا حاجز الصد الثاني للدفاع عن المسجد، وهم رغم التضييق والعوائق والحواجز والمنع من دخول المسجد لمن هم دون سن الـ45؛ يتمكنون في كل مرة يدعون فيها من التوافد عليه بأعداد كبيرة, وبشتى الطرق والوسائل, إلى جانب أهلهم من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948. جهد المقدسيين في الدفاع عن المسجد الأقصى اتخذ شكل الوحدة الإسلامية-المسيحية لسكان المدينة، فقد شاركت القيادات المسيحية الشعبية والكنسية في جهود حماية المسجد, ودعا الأب عطا الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة في 17-6-2005, إلى تشكيل جبهة وطنية إسلامية مسيحية للدفاع عن الأقصى الشريف.
ب ـ فلسطينيو 1967:
الحظر المفروض على دخول القدس عمومًا والمسجد الأقصى خصوصًا, منع أي مشاركة مباشرة لفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في حماية المسجد، لكن هذا لم يمنع تفاعل الجماهير الفلسطينية هناك, مع الاعتداءات المتكررة والدعوات لاقتحام المسجد التي كانت تُواجَه بمظاهراتٍ غاضبة, وإضرابات ومواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة عام 1967.
جـ ـ القوى والفصائل الفلسطينية:
ساهمت الفصائل الفلسطينية بالجهد الأكبر في التفاعل مع التهديدات للأقصى في الأراضي المحتلة عام 1967، وشكلت الرافعة الأساس لتحريك الجمهور، وتمكّن بعض قياداتها من المساهمة مباشرة في التصدي لمحاولات الاقتحام، فعلى سبيل المثال, تمكّن الشيخ حسن يوسف القيادي في حركة "حماس" من دخول المسجد متنكرًا في 10-4-2005. لكن هذه الجهود والهبّات على أية حال لا ترتقي إلى مواجهة خطة مُحكمة, كالتي تعمل دولة الاحتلال على تحقيقها، خصوصًا وأننا اليوم أمام استحقاقات تنفيذ, ولسنا أمام دعوات أو رؤى بعيدة الأمد، والتصدي لمخطط تقسيم المسجد الأقصى بحاجة إلى استراتيجية فلسطينية موحدة ومشتركة لمواجهة الأحداث، خصوصًا وأننا أمام قضية تشكّل موقع اتفاق بين كل الأطياف السياسية الفلسطينية.
د ـ موقف السلطة الفلسطينية:
تعددت استجابات السلطة الوطنية الفلسطينية للاعتداءات المتكررة للمسجد الأقصى، وتراوحت بين الشجب والاستنكار، ودعوة المجتمع الدولي والدول والمنظمات العربية والإسلامية للتدخل، ورصد الحقائق وعرضها على مختلف المستويات سواء على مستوى الدول, أو على مستوى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، أو من خلال الترتيب لعدد من الوفود ليشملوا القدس في زياراتهم للسلطة؛ ليطلعوا عن كثب على الأوضاع الخطيرة فيها، لكنها كلها بقيت جهودًا دون المستوى المطلوب لمواجهة الحدث، خصوصًا وأن اتفاقية أوسلو التي قامت السلطة بموجبها تحظر على السلطة ممارسة أي عمل أو نشاط سيادي داخل الحدود البلدية التي أعلنها الاحتلال للمدينة، حتى أن طواقم الإحصاءات العامة ممنوعة من دخول المدينة وممارسة أي عمل فيها، ويبدو أن أيدي السلطة الفلسطينية كُبلت أكثر بعد اعتقال وزير شئون القدس المهندس "خالد أبو عرفة", وعدد من نواب القدس في المجلس التشريعي عن حركة "حماس", وسحب بطاقاتهم الزرقاء كسكان فلسطينيين في القدس، ومنعهم بالتالي من حق الإقامة في المدينة أو حتى دخولها إلا بتصريح رسمي (إسرائيلي)، وهو ما يعني بلغة أخرى أن السلطة الوطنية الفلسطينية بحاجة للعمل بكل طاقتها على إيجاد آفاق جديدة ومبتكرة للعمل في القدس، ولإحداث اختراقات في قدرتها على التواجد والعمل والتأثير داخل القدس، ولوضع خطة واضحة للتصدي لخطة تقسيم المسجد تستعيد فيها المبادرة وتخرج من دائرة رد الفعل على الفعل (الإسرائيلي)، والتي تُعد الخطوة الأولى فيها عدم الاعتراف بـ"إسرائيل" أو بأحد من الاتفاقات المبرمة معها.
هـ ـ الموقف الرسمي العربي:
المواقف العربية عمومًا لم تتعدَّ حد أخذ العلم بالتطورات والاعتداءات، والتحذير من خطورة الأوضاع, ومن أن التعرض للمسجد الأقصى من شأنه أن يفجّر الأوضاع في المنطقة، وهو موقفٌ ليس له أي معنى عملي, وليس له أي واقع على دولة الاحتلال التي لا تحتاج لمن يُذكّرها بأن ما تُخطط له "خطير".
الموقف الأكثر تأثيرًا على مصير المسجد الأقصى من بين كل المواقف العربية, هو موقف الحكومة الأردنية لأنها بحكم القانون الدولي الوصية على المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى إذ كانت هي الجهة الوصية عليه قبل الاحتلال، وهو أمر تم تثبيته في معاهدة وادي عربة للسلام بين الطرفين الأردني و(الإسرائيلي)، إذ طلبت الحكومة الأردنية تثبيت الرعاية الهاشمية والدور التاريخي للأردن في الأماكن المقدسة، وهذا ما تم في البند الثاني من المادة التاسعة من المعاهدة الذي يقول: "وبهذا الخصوص وبما يتماشى مع إعلان واشنطن، تحترم (إسرائيل ) الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستولي (إسرائيل) أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن".
ومع هذا الإصرار الأردني على تثبيت هذا الدور في المسئولية عن المسجد الأقصى، اقتصر دور الحكومة الأردنية على تحذير حكومة الاحتلال من المساس بالأقصى، ومطالبتها بوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى من خلال رسالة حملها سفيرها في تل أبيب، إضافة لإيفاد المهندس رائف نجم، نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى في 1-9 -2005 للاطلاع على وضع المسجد بعد إقامة المجال الأمني الإليكتروني فيه ومن حوله، والرد على لسان وزير الأوقاف "عبد السلام العبادي" في 20-11 -2005 على الإعلان (الإسرائيلي) بأن أجزاءً من سور المسجد الأقصى آيلةٌ للسقوط, وتستدعي الترميم الفوري، وأخيرًا الإعلان في 26-7-2006 عن إتمام بناء نسخة من منبر صلاح الدين الأيوبي, الذي أُحرق عام 1969، وكلها تحركات لا ترقى إلى مستوى المسئولية التي طلبتها الحكومة الأردنية لنفسها عن الأماكن المقدسة، في مواجهة تحدٍّ يتعلق بسلب المسلمين حقهم الحصري في مسجدهم المقدس، وليس عن منع ترميم أو تضييق على إصلاحات كما كان الأمر سابقًا.
و ـ الموقف الدولي:
التحركات الدولية الإيجابية تجاه المسجد الأقصى جاءت في معظمها في شكل زيارات تضامنية للمسجد الأقصى، للاطلاع على الأوضاع فيه، مثل زيارة وزير الخارجية التركي "عبد الله غل" في 5-1-2005، وزيارة المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأمريكية جون كيري في 12-1-2005, والسفير التركي للمسجد في 25-5-2005، وزيارة وفد برلماني تركي في 22-10-2005.
زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في 28-4-2005 اقتصرت على حائط البراق ضمن زيارة رسمية لدولة الاحتلال، أما زيارة عقيلة الرئيس الأمريكي لورا بوش للمسجد في 22-5-2005 فكانت مثيرة للجدل رغم أنها كانت بالتنسيق مع دائرة الأوقاف المشرفة على المسجد، وحذّرت عدة جهات من احتمال أن تحمل هذه الزيارة أي إيحاء باعتراف بالسيادة (الإسرائيلية) على المسجد.
بعيدًا عن الزيارات, كان أخذ العلم والاطلاع الصامت والتحذير من إشعال المنطقة هي ردود الأفعال الأساسية، لكن التطور الأبرز بقي في الخفاء, ولم تظهر تفاصيله، إذ لم تصرح الإدارة الأمريكية بأي موقف تجاه فكرة التقسيم التي طرحت ضمن الخطة التفصيلية للانفصال الأحادي, التي عرضها رئيس وزراء الاحتلال "أريئيل شارون" على الرئيس الأمريكي "جورج بوش" في زيارته في 10-4-2005، وتوحي المواقف الأخرى المعلنة حول القدس عقب هذا اللقاء بأن شارون حصل على موافقة ضمنية، ولو متحفظة، على مبدأ تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
USAMA LADEN
10-03-2007, 08:41 PM
تعالوا بنا نتواصى
أمام هذا التشخيص الذي مر بنا من حال المسجد الأقصى ومدينة القدس بعد الاحتلال الصهيوني، وهذا التهديد المصيري الذي يحيط بالمسجد الأقصى، فإن كل المهتمين والمعنيين مطالبون بتغيير جذري في أدوارهم تجاه المسجد الأقصى، وفي الطريقة التي يؤدون بها هذه الأدوار، وليس الأمر مجرد كلام يقرأ أو يقال ولكنها توصيات يوجبها الحاضر الذي نشهده جميعًا، ولن نحسن العمل ما لم نحسن التواصي والتناصح، وأول ما نبدأ به هو الجماهير الفلسطينية التي حملت ولا زالت تحمل العبء الثقيل على أكتافها.
توصيات للجماهير الفلسطينية:
لقد كانت الجماهير الفلسطينية رأس الحربة في حماية المسجد الأقصى من الاعتداءات بكل ما تستطيع، ونحن نقف لهذه التضحيات إكباراً وإجلالاً، ونشد على يد هذه الجماهير لما بذلت وتبذل من جهد، لكننا نوجه هنا رسالتين هامتين:
1- رسالة لأهلنا في الأرض المحتلة عام 1948 لنحذرهم من احتمال بدء المؤسسة "الإسرائيلية" بتقييد قدرتهم على دخول القدس والتوافد للمسجد الأقصى، تمهيداً لتحديد طريقة دخول المسجد وتنظيمها بين اليهود والمسلمين سواء حملوا هويات "إسرائيلية" أم لم يحملوا.
2- ورسالة لأهلنا في الأرض المحتلة عام 1967 الذين حملت الفترة الماضية الكثير من الأحداث والتغيرات من حولهم، ألا يسمحوا لأية قضية أن تشغلهم عن القضية الأساس التي انطلقوا من أجلها في انتفاضة الأقصى، وأعطوا العالم فيها أروع أمثلة للصبر والتصدي.
توصيات للقوى والفصائل الفلسطينية:
رغم الدور الرائد للفصائل الفلسطينية في التفاعل مع التهديدات ضد المسجد الأقصى، إلا أن المسجد اليوم أمام تهديدٍ لا يجدي معه التفاعل العفوي، والمسؤولية تملي أن تتبنى هذه الفصائل استراتيجية مشتركة لحماية المسجد الأقصى والتعامل مع الخطة العملية الرامية إلى تقسيمه في المستقبل القريب. إن القدس والمسجد الأقصى شكّلا العنوان الأساس في ميثاق وبرنامج كل الفصائل، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون المسجد الأقصى نقطة الحد الأدنى من الاتفاق، ونقطة الإجماع التي يهون من أجلها أي خلاف.
توصيات للسلطة الفلسطينية:
لقد حكمت الصيغة المؤسِسَة للسلطة الفلسطينية بالشلل على هذه السلطة تجاه كل ما يختص بالقدس من مواضيع، ولهذا اضطرت السلطة منذ نشأتها لدعم المؤسسات والمنظمات الأهلية داخل القدس كبديل لحرمانها من حق العمل والتواجد هناك، لكن هذه المحاولة انتهت إلى إغلاق دولة الاحتلال معظم هذه المؤسسات حتى تحرم السلطة من أية قدرة من التأثير في وضع القدس، وزاد الأمر سوءاً باعتقال ممثلي فصيل الأغلبية في السلطة وحرمانهم من الدخول أو الإقامة في القدس. إن قيادة السلطة الفلسطينية مطالبة أمام هذا الواقع بالعمل على استحداث بدائل خلاقة تمكنها من العمل في القدس، والتدخل بالقدر الممكن لحماية المسجد الأقصى، وبإحداث اختراقات في هذا المجال حتى لو كانت بطرق غير تقليدية بمفهوم العمل الحكومي والبيروقراطي.
كما أن تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الفصائل الفلسطينية فرصة طيبة يمكن من خلالها فك هذا الحصار المحيط بالسلطة هناك والنفاذ إلى ما فيه حماية المقدسات .
توصيات للحكومة الأردنية:
لقد كانت الحكومة الأردنية هي من بادر منذ العام 1948 إلى طلب الوصاية على المقدسات الإسلامية، وحرصت على أن تنسب لها هذه الوصاية والرعاية، وهي الآن بالفعل كذلك بموجب القانون الدولي، وبموجب بند اشترطته لنفسها في معاهدة وادي عربة التي وقعتها مع حكومة الاحتلال.
إننا نؤكد هنا أن خدمة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فترة تشكل فيها هذه المقدسات عنوان الصراع وقلبه هي مسؤولية تُرتّب على صاحبها العمل الدؤوب، وامتلاك المبادرة واستفراغ كل جهد لحماية هذه المقدسات، أكثر مما هي مصدر تشريف ومكانة.
على هذا الأساس فإننا ندعو الحكومة الأردنية لتحمل مسئوليتها تجاه القدس بمناهضة أي تغيير يجريه الاحتلال في القدس، كما نحثها على تعبئة أجهزتها ومؤسساتها ووسائل التأثير السياسي والدبلوماسي والضغط المباشر وغير المباشر في مواجهة هذا التحدي المصيري، وإلا فلتعلن إحالة هذه المسؤولية لمن يستطيع، ذلك أن المهمات اليوم أصبحت بكل تأكيد أكبر من إنجاز بعض الإصلاحات والترميمات والمشاريع الإعمارية.
توصيات للحكومات العربية:
تتعامل الحكومات العربية مع قضية المسجد الأقصى وكأنه مسألة داخلية في دولة شقيقة، في تنصلٍ واضحٍ من المسؤولية التي تُحمّل كاملةً وفق هذا الموقف على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.
إن الحكومات العربية إن لم تكن قادرة على تحرير المسجد الأقصى، فهي قادرة على حماية وضعه من التفاقم وتملك الإمكانات اللازمة لذلك، وأمام عجزها عن الأولى فلا أقل من أن تقوم بالثانية.
إن الحكومات العربية مطالبة بالتحرك على أساس استراتيجية واضحة لتحقيق هدف واضح بعيداً عن العموميات الضبابية: منع تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، ومنع أي جهدٍ يؤدي لذلك.
وبعد مطالبتنا للحكومة الأردنية الاضطلاع بأعباء المسؤولية التي طلبت لنفسها، فإننا ندعو الحكومات العربية إلى دعمها ومساندتها في أداء هذا الواجب التاريخي، وعدم التعامل من جديد مع القضية وكأنها شأن أردني أو فلسطيني داخلي.
توصيات للجماهير العربية والجهات العاملة للقدس:
إن وجود الاحتلال يعوق بلا شك أي تدخل مباشر لكل من هو خارج فلسطين في أي شأن من شؤون المسجد الأقصى، لكن هذه الحقيقة لا تنفي المسؤولية التاريخية المنوطة بالقوى والأحزاب والمؤسسات العربية والإسلامية؛ كونها تمثل البقية الباقية من الحياة في هذه الأمة، وهي أمام هذا الواقع مطالبة بأدوار ثلاثة:
1- تكريس جهد دائم لنصرة المدافعين عن الأقصى، وخصوصاً أهلنا في مدينة القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948، ورفد جهدهم الرائد في حماية المسجد الأقصى بكل ما يحتاجه من موارد مالية ودعم لوجستي ومعنوي واحتضان وتواصل.
2- التخطيط والتحضير لحملات وتحركات تتناسب مع تهديدات خطيرة وحقيقية سيتعرض لها المسجد الأقصى خلال المرحلة القادمة، وإخراج هذه التحركات بشكل يدفع الحكومات للتدخل من أجل المسجد بكل شكل ممكن وتحت أي ضغط دولي متوقع، ويوجه رسالة واضحة للعالم ولحكومة الاحتلال بخطورة أي تحرك يمس المسجد الأقصى.
3- الحفاظ على رمزية القدس والمسجد الأقصى في وعي الجماهير، فالأقصى والقدس هما قلب الصراع مع المحتل، وعنوان المواجهة القائمة اليوم، ومهما تعددت عناوين المواجهة فلا بد أن يبقى المسجد الأقصى وأحواله في صدر همومهم واهتماماتهم.
توصيات لوسائل الإعلام والإعلاميين:
إن أية قراءة متأنية لهذا التقرير تفاجئ قارئها بكمّ الأحداث وتفاصيلها والخط العام الخطير الذي تتخذه، ونحن خلال متابعتنا ورصدنا لهذه الأحداث على مدار الفترة الماضية كنا نفاجأ بأحداث أساسية ومصيرية تتم في المسجد الأقصى وفي القدس عموماً لا تحظى بأي ذكرٍ في الشاشات العربية المتكاثرة، وتُنشر في زاوية متنحية في صفحة داخلية، بشكلٍ خلق لدينا يقيناً بأنه حتى المتابع للأخبار وللشأن العام لن يكون قادراً على متابعة أخبار القدس والمسجد الأقصى ولو أراد. إننا هنا إذ نقدر الدور الذي تقوم به الكثير من وسائل الإعلام والإعلاميون الملتزمون برسالة مهنتهم في كشف الحقائق بموضوعية، والالتصاق بهموم أمتهم وجماهيرهم، ندعو المؤسسات الإعلامية والإعلاميين إلى:
1- إيلاء اهتمامٍ خاص لتغطية أخبار القدس والمسجد الأقصى، وخلق الآليات اللازمة لذلك، خصوصاً وأن معظم مراسلي وكالات الأنباء الكبرى داخل القدس هم من المستوطنين اليهود نتيجة التضييق على الصحافيين الفلسطينيين هناك، وهو أمر يعني عجز هذه الوكالات عن المتابعة الموضوعية لما يجري في القدس وإن حرصت.
2- إبقاء قضية القدس والمسجد الأقصى، وشئونهما وشجونهما ضمن القضايا المحورية والأساسية في مختلف أنواع التغطيات الوثائقية والحوارية والثقافية؛ إذ لا بد أن يتأكد في الوعي أن كل التضحيات والإنجازات في مواجهة مشروع المحتل يجب أن تصب في النهاية حيث أريد لها، فتُترجم حمايةً للقدس والأقصى وتغيّراً للأحسن في أوضاعهما.
توصيات للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية:
أدراج الأمم المتحدة مليئة بقرارات تدعو إلى الحفاظ على وضع الأماكن المقدسة، وتعتبر كل التغييرات الأحادية في القدس غير شرعية، وتدعو إلى وقفها وإزالتها، من قرار مجلس الأمن 252 للعام 1968 الذي أدان التغييرات التي أقرتها حكومة الاحتلال في الوضع القانوني للقدس وسكانها واعتبرها غير شرعية ولاغية، إلى القرار 271 للعام 1969 الذي أدان إحراق المسجد الأقصى وحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية ضمنياً، ودعاها لما يتوجب عليها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لجهة المحافظة على أوضاع المقدسات التي تحتلها، فالقرار 476 للعام 1980 الذي يدين قرار دولة الاحتلال إعلان القدس "عاصمة أبدية وموحدة" لها، ويعتبر أية تغييرات تدخلها على القدس ووضعها غير شرعية ولاغية، والقرار 1073 للعام 1996 عقب "هبة النفق" التي قامت عقب افتتاح سلطات الاحتلال نفقاً تحت المسجد الأقصى، والذي دعا إلى إزالة الإجراءات التي تسببت باندلاع المواجهات، وأكد على القرارات السابقة والمحافظة على وضع المدينة دون تغيير.
إننا إذ ندرك بوضوح حقيقة تحرك مجلس الأمن بشكل انتقائي في تطبيقه لقراراته، فإننا ندعو الأمم المتحدة أمام عجزها عن تطبيق قراراتها إلى تحقيق الحد الأدنى الممكن بتعيين لجنة تراقب أوضاع المقدسات، وتوثق الاعتداءات المتتالية على المقدسات وعلى المسجد الأقصى تحديداً؛ لإطلاع الدول الأعضاء عليها أولاً بأول، وندعو الأونيسكو والمؤسسات المعنية إلى توثيق ما يتم تدميره من تراث إنساني في الخطوات المتتالية التي تتخذها حكومة الاحتلال في القدس سواء من خلال هذه اللجنة المقترحة أو من خلال طرق تملي عليهم مسئولياتهم استحداثها.