PDA

View Full Version : العلمانية المتطرفة... في معرض الكتاب


ميس الريم
24-01-2006, 09:04 AM
العلمانية المتطرفة... في معرض الكتاب. بقلم: د.محمد العوضي
27 - نوفمبر - 2004

الساعة الثانية عشرة ظهيرة يوم الاثنين الماضي دخلت معرض الكتاب العربي المقام في الكويت في يومه الأول، أي بعد انتهاء حفل الافتتاح الرسمي، وعلى باب المعرض التقيت الدكتور هزاع سعد استاذ النحو واللغة في الدراسات التطبيقية.
وسرعان ما قال: ألا ترى أن الدعاية للمعرض ميتة، قلت له: هذا ما شعرت به وأحس به كلما اتذكر الدعاية القوية التي كانت في الثمانينيات حيث ترى التذكير بالمعرض في شارع,,, ولا عزاء للكتاب في زمن طوفان الصور الملونة. العام الماضي أسفت عندما علمت ان أهم كتاب صدر باللغة العربية عن العلمانية ـ من وجهة نظري ـ قد منع من المعرض وانتهى المعرض ولم يفسح له، لماذا لست ادري؟ الكتاب هو العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة للاستاذ الدكتور عبدالوهاب المسيري صاحب كتاب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية, يقع في مجلدين في قرابة (830) صفحة, ويقوم الدكتور المسيري الخبير في المذاهب الأدبية والفلسفية الغربية بجهد كبير في ازالة اللبس والغموض المحيط بمصطلح «العلمانية» الذي اصبح واحداً من اهم المصطلحات في الخطاب التحليلي، ويصل الى تعريف مركب له يتسم بقدرة تفسيرية عالية, اذ يفرق المؤلف بين ما يسميه «العلمانية الجزئية» (فصل الدين عن الدولة مع التزام الصمت بخصوص القضايا النهائية)، والعلمانية الشمولية المتطرفة (فصل القيم الانسانية والأخلاقية والدينية عن الحياة في جانبيها العام والخاص، ونزع القداسة عن الانسان والطبيعة بحيث يتحول العالم بأسره الى مادة استعمالية يوظفها الأقوى لحسابه).
وتتكون الدراسة من مجلدين اولهما الأبعاد النظرية لاشكالية العلمانية والتعريفات السائدة بالفعل من مصطلح ومفهوم العلمانية، فيمر على المعاجم والقواميس الغربية ويعرج لمناقشة وتحميل المفكرين العرب كفؤاد زكريا وعزيز العظمة ومحمد الجابري وجلال أمين وفهمي هويدي ومراد وهبة وغيرهم، كما يرصد الباحث اسباب ظهور العلمانية في المجتمعات الغربية والأسباب التي تؤدي الى انتشارها في معظم المجتمعات الحديثة.
وتنتقل الدراسة في المجلد الثاني من النظرية الى التطبيق، أي الى عمليات العلمنة الشاملة والتي هي في جوهرها اعادة صياغة للمجتمع في ضوء النموذج المادي، ولا يكتفي هذا المجلد بالتعميم، بل يتطرق الى عالم التفاصيل المحددة.
الكتاب في الجناح المصري مكتبة دار الشروق، العام الماضي سألت الاستاذ عبدالله خلف رئيس رابطة الادباء الكويتية عن سبب منع الكتاب، فقال لا اذكر ان الكتاب مر علينا ومنعناه المهم ان هذه السنة الكتاب موجود، وقراءته تعطي عمقاً كبيراً لفهم العلمانية التي بسطها الناس بتعريفات قاموسية معجمية مترجمة من الغرب, الأهم ان العلمانية ليست فكرة ثابتة، وإنما متتالية آخذة في التحقق فدارسوها وقفوا عند تاريخها ولم يدرسوا حلقاتها المتتالية واهملوا العلمنة الكامنة والبنيوية ومن ثم سقطوا في الوهم والحلم واسألوا فيلسوف ما بعد العلمانية المتطرف جاك دريدا الذي هلك قبل اسبوع من رمضان الماضي.

مقال قديم ولكنه أعجبني

تحياتي للدكتور العوضي ..
كم هو رائع أن يكون المرء على درجة من الثقافة كثقافة الدكتور محمد العوضي ..
لا القراءة التبعية للغرب وكل مايصدر عنهم ..إنما ثقافة فهم ومعرفة ...وتحليل وإدراك
لمحتوى القراءات..

وإلا حتى القمامة ..تبتلع الكتب والصحف :)
ميس الريم

ميس الريم
24-01-2006, 09:12 AM
وهذا مقال آخر
بوش... سلفي حتى النخاع!!. بقلم: د.محمد العوضي
11 - مايو - 2005

بعد الانتهاء من محاضرة جامعة البتراء في العاصمة الأردنية عمّان دعتنا إدارة الجامعة الى الغداء، وكان من ضمن الحاضرين الدكتور فؤاد حسين شعبان عميد كلية الآداب والعلوم وأستاذ الأدب والترجمة، من الجيل الأصيل في العلم، أفدنا من محاوراته الشيء الكثير رغم محدودية اللقاء, وعند الوداع اهداني كتابه «من أجل صهيون» ـ التراث اليهودي المسيحي في الثقافة الاميركية ـ يتحدث الكتاب باستقصاء وتحليل عن النبوات التي أثارت حمى الالفية، اعادة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ارتقاء المؤمنين لملاقاة المسيح في الغيوم، معركة مجيدو (هارمجيدون) تقع قرب حيفا الف عام يحكم فيها المسيح الأرض، يقول المؤلف: حدد لنا خراصو موقع (Apocalypose soon) شهر ايار من عام 2004 موعداً للبدء ببناء الهيكل والشهر ذاته من عام 2007 للانتهاء من بنائه، وبين البدء والختام ستكون دمشق قد دمرت واصبحت ركاماً نسجت الإدارة الاميركية من هذه النبوءات خطة للدهر بنت عليها خططها واحلامها الامبراطورية، ونسبتها الى الله لتسوغ بها سائر اختراقاتها لحقوق الإنسان وقيمه، فهل ستذعن الإنسانية لهذه النبوءات كقدر محتوم؟! أم ستكلها الى قوانين التاريخ الصارمة التي يواصل الإنسان فيها سعيه للتقدم والارتقاء وللتخلص من الفساد وسفك الدماء، غير مكترث بنبوءات الخراصين، هذا الكتاب من مطبوعات دار الفكر، وهو جدير بالقراءة لاسيما لأصحاب الاتجاهات الليبرالية العلمانية، اذ الاشكال والمفارقة كيف تسيَّر اكبر دولة ديموقراطية من جماعة أصولية ـ سلفية ـ تنظر للتاريخ وللمستقبل نظرة عقائدية حتمية، أي كيف تم التآخي بين أعظم نقيضين في الغرب، العلمانية الديموقراطية والأصولية السلفية؟ والأعجب ان الأصولية هي التي تقود العلمانية لا العكس!!

وللعلم فإن مقصودنا بالسلفية لا ينصرف الى الفهم الدعوي الخاص وانما بالمعنى الذي يتداوله كتاب العلمانية في العالم العربي، فعندهم كل من يدعو الى تحكيم الشريعة ويرى بجدوى تطبيق الاسلام في العصر الحديث، فهو سلفي، لذا فعندهم أنور الجندي، وسيد قطب، ومحمد عمارة، ومحمد سليم العوا، ومحمد الغزالي,,, كل هؤلاء سلفيون!!




ومما يدعو للدهشة والتأمل ان الإدارة الاميركية الاصولية السلفية القتالية تحظى بتأييد وتغزل العلمانيين والليبراليين العرب، مع أنهم اشد خصوم السلفية الإسلامية فكيف نفهم هذا اللغز ونفك هذا الطلسم؟ لا عجب فالحب يعمي ويصم وأي شيء يأتي من الاعمام لمن يعيشون بنفسية العبيد «الفداوية» فهو مقبول حتى لو كانت سلفية قتالية دموية اميركية يقودها بوش السلفي.

ميس الريم

دلع الحبايب
08-02-2006, 08:37 PM
مشكور قلبى على الموضوع

تحياتى العطره لك :D