PDA

View Full Version : ذكريات طبيبة عراقية


أبو يحى
21-04-2005, 09:58 PM
http://www.asharqalawsat.com/2005/04/21/images/books.294724.jpg
خالد القشطيني
انني دائما استمتع بما يكتبه العالم خارج ميدانه العلمي. وهنا في مذكرات الدكتورة سانحة امين زكي، التي اصدرتها دار الحكمة بلندن بعنوان «ذكريات طبيبة عراقية» وجدت المتعة متعتين. فعلى خلاف معظم الاطباء، ابتدأت الدكتورة الفاضلة مسيرتها المهنية كطبيبة من منطلق ادبي، فهي تخرجت من الفرع الادبي في المدرسة وتعلقت بفنون الادب وتمنت ان تواصل هذه المسيرة لولا تدخل والدها الذي آمن بأن الطب هو، المهنة المناسبة للمرأة فحملها على دخول كلية الطب. وهو شيء غريب من فتاة جبلت على التحدي، ولكن غريزتها هذه تهاوت أمام واجب الاحترام للوالدين. وكان هذا لحسن الحظ بالنسبة لمذكراتها التي اخذت طابعا ادبيا ممتعا، هو بدون شك انعكاس لبدايتها واهتماماتها الأدبية.
سانحة امين زكي من أول العراقيات اللواتي درسن الطب وكتابها الغزير (850 صفحة) يعطي القارئ صورا ظريفة ومفيدة عن بداية كلية الطب في العراق، ومنها مثلا كيف وقفت ضمن 6 طالبات حول جثة رجل والشروع بتشريحها.

تمثل سانحة الشخصية العراقية، فهي مثل الشعب العراقي مزيج اثني غريب من الاصول العربية والكردية والتركمانية والفارسية، ولكن كل هذه الطوائف والقوميات ذابت في شخصيتها المتكاملة بعيدا عن الحزازات التي اخذت تمزق شعبها الآن. وهي كإمرأة نراها ايضا تمثل المرأة العراقية في تحديها وتطلعها الى التحرر والحداثة والعصرنة. تصف اعتراضها المبكر وامتعاضها من لبس الحجاب مثلا.

«ذكريات طبيبة عراقية» موسوعة اجتماعية وسياسية وتاريخية. نراها تعطينا وصفا دقيقا وظريفا للبيوت التقليدية والعادات العراقية ووسائط السفر والنقل ومدارس البنات في أول نشوئها. وتغني كل ما تقول بالاشعار والاغاني الشعبية الطريفة. ولا يفوتها شيء مما يحمل روح السخرية والطرافة والدلالة العميقة. فعندما تستشهد بالاناشيد المدرسية لا يفوتها ذكر ما كانوا ينشدونه عند الاصطفاف:

إن أمي لم تلدني لسوى الحرب الطعان يا سبحان الله ما أصدق ما أنشدوه! هناك من يؤمن بأن الذكاء ما هو الا قوة ذاكرة. هكذا اعتقد الشاعر الانجليزي شلي. والتفاصيل الدقيقة التي يوردها الكتاب مؤشر على ذاكرة عجيبة وقد تجاوزت الطبيبة الاديبة الثمانين من عمرها لتقول لنا بانها في ايام المدرسة حفظت مسرحية شوقي «مصرع كليوباطرة» بكاملها. ولن اعجب يوما اذا التقيت بها ان تتلو علي ما حفظته. كانت التفاتة موفقة منها ان سمت كتابها هذا «ذكريات».

اذا كانت هذه الذكريات ممتعة للاديب فهي ايضا مفيدة للمؤرخ والسياسي. فهي تروي مثلا كيف ان العراقيين انفسهم انشقوا بين من آمنوا بعراقية كردستان والموصل ومن رأوا ان المنطق يقضي بضمها الى تركيا. تشير في مناسبة أخرى الى ياسين الهاشمي ووصفه ببسمارك العرب. ثم تقف لتدغدغ مشاعر القارئ بقولها ان بسمارك حقق توحيد المانيا، فما الذي وحده ياسين الهاشمي؟ تعرج على مقتل جعفر العسكري فتتذكر ما قاله والدها عندئذ، «انتظروا.. سوف يقتل الضباط بعضهم بعضا تباعا».

أثار الكتاب شجوني، وانا اقرأ تباشير تحرر المرأة العراقية في العشرينات والثلاثينات واقارن ذلك بأحوالها الآن.

تروي كيف ان وزارة المعارف استوردت معلمة من النرويج لتعلم الطالبات كرة السلة والطائرة وألعاب الميدان والتمارين السويدية. وعندما قبلت تلميذة في كلية الطب كان أول درس تلقته من العميد هو ان عليها الآن كتلميذة طب ان تترك العباءة. أطرف من كل ذلك اسندوا تدريس الدين في ثانوية البنات لصبيحة الشيخ داود التي عرفت بين الناس بالمرأة المسترجلة، فكرست صبيحة دروسها لتلقين طالباتها حقوق المرأة، ومساواتها وما تحملته المرأة المسلمة من ظلم وعبودية باسم الدين.

رغم كل ميول سانحة للأدب، فإنها عبرت بتواضع (والتواضع سمة العلماء) عن عجزها التام من الاحاطة بقواعد النحو العربي، تقول هذا شيء لم استطع استيعابه. أفلا يجوز لي ان اعتبر ذلك ايضا جزءا من ذكاء هذه المرأة؟

* ذكريات طبيبة عراقية

* المؤلف: د. سانحة امين زكي

* الناشر:دار الحكمة ـ لندن

لمياء
19-07-2005, 10:03 AM
.. يبدو كتابا شائقاً ..

.. قرأت منذ فترة كتاب قد يكون اسمه "ذكريات بغدادية" ..

.. و كاتبته امرأة أيضاً .. هو عبارة عن مذكراتها في فترة الحرب ..

.. سرد شبه يومي لما يحدث في عاصة السندباد من ويلات الحروب ..

.. الغريب أنها تكتب بشكل وقائعي .. فكاهيّ .. تهكمي ..

.. قد يكون ذلك انعكاس شخصية الكاتبة .. يبدو أنها شخصية متفائلة ..

.. أو أن العراقيين قد ألفو الحرب .. فأصبحت مما يتندرون به ..

.. أرق تحية ..

ali mohmed ali
22-08-2005, 09:29 PM
( تصف اعتراضها المبكر وامتعاضها من لبس الحجاب مثلا.)
لم تعجبنى هذه العبارة
والباقى اتفق فيه مع الاخت لمياء
وشكرا على الموضوع أخىaboasim