أبو يحى
04-03-2005, 08:30 PM
http://www.logos.ac.cy/album/2003/Doulos/Doulos%20(12).jpg
http://www.logos.ac.cy/album/2003/Doulos/Doulos%20(9).jpg
السفينة «دولوس» تلقي مراسيها في مرفأ بيروت‚ وعلى متنها أول وأكبر معرض عائم للكتب حدث ثقافي - سياحي بامتياز أثار اهتمام وفضول اللبنانيين‚ فتقاطر الآلاف منهم الى المرفأ‚ للتعرف على اقدم سفينة عاملة في العالم‚ وللاطلاع على ما تختزنه من جديد الكتب الآتية من خلف البحار‚ وللوقوف على مهمة ودور هذه السفينة العابرة للمحيطات‚ولم يقصر المسؤولون اللبنانيون ايضا في التعامل مع هذا الحدث‚ فأمنوا الرعاية الرسمية له وشارك العديد منهم في استقبال السفينة‚ وفي حفل افتتاح معرض الكتب امام الجمهور ابتداء من الثامن والعشرين من يناير الماضي‚وعلى مدى حوالي عشرين يوما لم يرتج درج السفينة العالي‚ المصنوع من الحديد‚ من تدفق الزوار‚ الذين فوجئوا بحُسن الاستقبال وحُسن التنظيم الذي يتولاه عدد من افراد الطاقم البحري‚ كما فوجئوا بالاعداد الهائلة من الكتب التي تحملها السفينة‚ والتي يربو عددها على نصف المليون كتاب حسب المعلومات التي زودنا بها ناشطون عى متن السفينة وتتوزع على أكثر من ستة آلاف عنوان متخصص في اللغات والعلوم والتاريخ والرواية وأدب الاطفال والدين والطبخ وغيرها‚ وقد جاءت هذه الكتب باللغات الثلاث «العربية والانجليزية والفرنسية» لكي يسهل التواصل مع مختلف الشعوب والبلدان التي تقصدها السفينة‚
وفي الداخل يستمع الزوار عبر مكبر للصوت‚ الى شرح عن محتويات المعرض وعن طريقة تسعير الكتب‚ حيث اعتمد نظام الوحدات المتبع عادة في المعارض العالمية الكبرى‚ كما يستمعون الى شرح عن تاريخ السفينة وعن اهميتها وقيمتها والادوار التي لعبتها عبر تاريخها الطويل وعن المهمات التي تقوم بها في نشر الوعي والثقافة عبر البحار والتواصل بين الناس و تقديم الخدمات للمحتاجين منهم‚ ويتلقى الزوار كذلك دعوات لزيارة مقاهي وصالات السفينة العديدة حيث تقام نشاطات مصاحبة لأعمال المعرض ومنها حلقات الحوار والتعارف والحفلات الفنية والموسيقية التي تمثل ثقافات العديد من الشعوب‚وقيل لنا في الداخل ان «دولوس» ليست مخزنا للكتب الكثيرة فحسب بل هي كناية عن منزل لثلاثمائة شخص من 40 دولة مختلفة‚ اتحدوا تحت قيم و مبادئ واحدة‚ وكل من يقيم على متن السفينة‚ بمن فيهم القبطان والطاقم‚ هم من المتطوعين‚ وقد تركوا بلادهم ليشاركوا في هذا النشاط الثقافي الانساني الاجتماعي وفي برنامج تبادل الثقافات المتبع ضمن مهام السفينة وذلك انسجاما مع اهداف الجمعية التي تمتلك السفينة وتشرف عليها اليوم وتدعى «جمعية كتب جيدة للجميع» وهي جمعية المانية خيرية من اهدافها تأمين أدب جيد بأسعار معقولة‚ وبناء الجسور بين الحضارات من خلال تبادل البرامج الثقافية والاعانات الانسانية‚وتأتي زيارة «دولوس» الى لبنان في اطار زياراتها المتواصلة الى الموانئ حول العالم‚ ومنذ تحولها الى معرض عائم للكتاب‚ في العام 1977 زارت السفينة حتى الآن 500 مرفأ في 99 دولة مما يجعل لبنان الدولة المائة التي تزورها السفينة حتى الآن‚ واستقبلت على متنها خلال ذلك اكثر من 17 مليون شخص من الدول التي زارتها‚ وقد رحب بها امراء ورؤساء وشيوخ ووزراء وشخصيات مرموقة كثيرة‚
لكن لبنان لم يكن البلد العربي الوحيد الذي تزوره السفينة اذ سبق لها ان زارت دولا في الخليج العربي عام 1995 بينها قطر وأبو ظبي ودبي في الامارات العربية المتحدة والكويت حيث بيع اكثر من 43 ألف كتاب في غضون خمسة ايام فقط‚
وتعتبر «دولوس» اقدم سفينة ركاب في العالم لا تزال تجوب البحار السبعة‚ وبهذه الصفة دخلت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية‚ وهي لا تقل شهرة عن الـ «تيتانيك» و«شامبليون» اللتين تركتا اثرا بليغا في الذاكرة اللبنانية‚
فالاولى قضى فيها عدد من اللبنانيين اثر ارتطامها بجبل جليدي في الاطلسي وغرقها في عام 1912‚ وذلك في اول رحلة لها بعد بنائها كأكبر سفينة سياحية في العالم‚ والثانية ارتطمت ببعض الصخور القريبة من شواطئ بيروت وغرقت ايضا‚ مما أثار ازمة حادة بين لبنان وفرنسا التي ادعت ان منارة بيروت كان منطفئة مما جعل السفينة تضل طريقها‚ اذ كانت «شامبليون» تعتبر رمزا وطنيا فرنسيا‚ وكان ذلك في بداية الخمسينيات من القرن الماضي‚
فقد بنيت «دولوس» وأطلقت في 22 أغسطس من عام 1914 كسفينة شحن خاصة بإحدى الشركات الاميركية‚ اي بعد اطلاق الـ «تيتانيك» بعامين فقط‚ ويبدو ان للرقم 4 دالة قوية على هذه السفينة‚ اذ انها عرفت خلال تاريخها المهني الطويل باسماء اربعة هي: المدينة‚ روما‚ فرنسا‚ واخيرا دولوس‚ وقامت خلال ذلك بوظائف اربع هي: الشحن‚ نقل الركاب المهاجرين‚ رحلات سياحية‚ قبل ان تتحول الى معرض عائم للكتب‚ وتم تسجيلها في بلدان اربعة هي: الولايات المتحدة الاميركية‚ باناما‚ ايطاليا واخيرا مالطا‚ ويقال ايضا ان السفينة قد أعيد بناؤها وهندستها اربع مرات خلال هذه المدة الطويلة‚ لكنها تعرضت سبع مرات لخطر التفكيك وانهاء دورها بحكم تقدمها بالسن وتخلفها عن مستوى السفن الجديدة والراقية‚ وفي كل مرة كان يقيض لها من ينقذها ويعمل على تجديدها ويعيدها معززة مكرمة الى سيرتها الاولى في شق عباب البحار‚
وكانت المرة الاخيرة في عام 1977‚ اذ رأت الشركة المالكة «كوستا لاينز» ان الوقت قد حان للاستغناء عن خدمات السفينة التي كانت تحمل اسم «فرنسا» نظرا لظهور سفن سياحية اكثر منها حداثة وأقوى‚ وكان عمرها قد بلغ 63 عاما‚ وخلال رحلتها الاخيرة الى الجزر اليونانية صودف على متنها وجود ممثلين عن الجمعية الخيرية الالمانية آنفة الذكر وقرر هؤلاء شراء السفينة‚ وتم ذلك في الرابع من نوفمبر 1977‚ واطلق على السفينة اسم جديد هو «دولوس» وهي كلمة يونانية تعني «الخادم»‚ ورفع عليها علم مالطا‚ وأعيد بناؤها وتأهيلها ‚
http://www.logos.ac.cy/album/2003/Doulos/Doulos%20(9).jpg
السفينة «دولوس» تلقي مراسيها في مرفأ بيروت‚ وعلى متنها أول وأكبر معرض عائم للكتب حدث ثقافي - سياحي بامتياز أثار اهتمام وفضول اللبنانيين‚ فتقاطر الآلاف منهم الى المرفأ‚ للتعرف على اقدم سفينة عاملة في العالم‚ وللاطلاع على ما تختزنه من جديد الكتب الآتية من خلف البحار‚ وللوقوف على مهمة ودور هذه السفينة العابرة للمحيطات‚ولم يقصر المسؤولون اللبنانيون ايضا في التعامل مع هذا الحدث‚ فأمنوا الرعاية الرسمية له وشارك العديد منهم في استقبال السفينة‚ وفي حفل افتتاح معرض الكتب امام الجمهور ابتداء من الثامن والعشرين من يناير الماضي‚وعلى مدى حوالي عشرين يوما لم يرتج درج السفينة العالي‚ المصنوع من الحديد‚ من تدفق الزوار‚ الذين فوجئوا بحُسن الاستقبال وحُسن التنظيم الذي يتولاه عدد من افراد الطاقم البحري‚ كما فوجئوا بالاعداد الهائلة من الكتب التي تحملها السفينة‚ والتي يربو عددها على نصف المليون كتاب حسب المعلومات التي زودنا بها ناشطون عى متن السفينة وتتوزع على أكثر من ستة آلاف عنوان متخصص في اللغات والعلوم والتاريخ والرواية وأدب الاطفال والدين والطبخ وغيرها‚ وقد جاءت هذه الكتب باللغات الثلاث «العربية والانجليزية والفرنسية» لكي يسهل التواصل مع مختلف الشعوب والبلدان التي تقصدها السفينة‚
وفي الداخل يستمع الزوار عبر مكبر للصوت‚ الى شرح عن محتويات المعرض وعن طريقة تسعير الكتب‚ حيث اعتمد نظام الوحدات المتبع عادة في المعارض العالمية الكبرى‚ كما يستمعون الى شرح عن تاريخ السفينة وعن اهميتها وقيمتها والادوار التي لعبتها عبر تاريخها الطويل وعن المهمات التي تقوم بها في نشر الوعي والثقافة عبر البحار والتواصل بين الناس و تقديم الخدمات للمحتاجين منهم‚ ويتلقى الزوار كذلك دعوات لزيارة مقاهي وصالات السفينة العديدة حيث تقام نشاطات مصاحبة لأعمال المعرض ومنها حلقات الحوار والتعارف والحفلات الفنية والموسيقية التي تمثل ثقافات العديد من الشعوب‚وقيل لنا في الداخل ان «دولوس» ليست مخزنا للكتب الكثيرة فحسب بل هي كناية عن منزل لثلاثمائة شخص من 40 دولة مختلفة‚ اتحدوا تحت قيم و مبادئ واحدة‚ وكل من يقيم على متن السفينة‚ بمن فيهم القبطان والطاقم‚ هم من المتطوعين‚ وقد تركوا بلادهم ليشاركوا في هذا النشاط الثقافي الانساني الاجتماعي وفي برنامج تبادل الثقافات المتبع ضمن مهام السفينة وذلك انسجاما مع اهداف الجمعية التي تمتلك السفينة وتشرف عليها اليوم وتدعى «جمعية كتب جيدة للجميع» وهي جمعية المانية خيرية من اهدافها تأمين أدب جيد بأسعار معقولة‚ وبناء الجسور بين الحضارات من خلال تبادل البرامج الثقافية والاعانات الانسانية‚وتأتي زيارة «دولوس» الى لبنان في اطار زياراتها المتواصلة الى الموانئ حول العالم‚ ومنذ تحولها الى معرض عائم للكتاب‚ في العام 1977 زارت السفينة حتى الآن 500 مرفأ في 99 دولة مما يجعل لبنان الدولة المائة التي تزورها السفينة حتى الآن‚ واستقبلت على متنها خلال ذلك اكثر من 17 مليون شخص من الدول التي زارتها‚ وقد رحب بها امراء ورؤساء وشيوخ ووزراء وشخصيات مرموقة كثيرة‚
لكن لبنان لم يكن البلد العربي الوحيد الذي تزوره السفينة اذ سبق لها ان زارت دولا في الخليج العربي عام 1995 بينها قطر وأبو ظبي ودبي في الامارات العربية المتحدة والكويت حيث بيع اكثر من 43 ألف كتاب في غضون خمسة ايام فقط‚
وتعتبر «دولوس» اقدم سفينة ركاب في العالم لا تزال تجوب البحار السبعة‚ وبهذه الصفة دخلت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية‚ وهي لا تقل شهرة عن الـ «تيتانيك» و«شامبليون» اللتين تركتا اثرا بليغا في الذاكرة اللبنانية‚
فالاولى قضى فيها عدد من اللبنانيين اثر ارتطامها بجبل جليدي في الاطلسي وغرقها في عام 1912‚ وذلك في اول رحلة لها بعد بنائها كأكبر سفينة سياحية في العالم‚ والثانية ارتطمت ببعض الصخور القريبة من شواطئ بيروت وغرقت ايضا‚ مما أثار ازمة حادة بين لبنان وفرنسا التي ادعت ان منارة بيروت كان منطفئة مما جعل السفينة تضل طريقها‚ اذ كانت «شامبليون» تعتبر رمزا وطنيا فرنسيا‚ وكان ذلك في بداية الخمسينيات من القرن الماضي‚
فقد بنيت «دولوس» وأطلقت في 22 أغسطس من عام 1914 كسفينة شحن خاصة بإحدى الشركات الاميركية‚ اي بعد اطلاق الـ «تيتانيك» بعامين فقط‚ ويبدو ان للرقم 4 دالة قوية على هذه السفينة‚ اذ انها عرفت خلال تاريخها المهني الطويل باسماء اربعة هي: المدينة‚ روما‚ فرنسا‚ واخيرا دولوس‚ وقامت خلال ذلك بوظائف اربع هي: الشحن‚ نقل الركاب المهاجرين‚ رحلات سياحية‚ قبل ان تتحول الى معرض عائم للكتب‚ وتم تسجيلها في بلدان اربعة هي: الولايات المتحدة الاميركية‚ باناما‚ ايطاليا واخيرا مالطا‚ ويقال ايضا ان السفينة قد أعيد بناؤها وهندستها اربع مرات خلال هذه المدة الطويلة‚ لكنها تعرضت سبع مرات لخطر التفكيك وانهاء دورها بحكم تقدمها بالسن وتخلفها عن مستوى السفن الجديدة والراقية‚ وفي كل مرة كان يقيض لها من ينقذها ويعمل على تجديدها ويعيدها معززة مكرمة الى سيرتها الاولى في شق عباب البحار‚
وكانت المرة الاخيرة في عام 1977‚ اذ رأت الشركة المالكة «كوستا لاينز» ان الوقت قد حان للاستغناء عن خدمات السفينة التي كانت تحمل اسم «فرنسا» نظرا لظهور سفن سياحية اكثر منها حداثة وأقوى‚ وكان عمرها قد بلغ 63 عاما‚ وخلال رحلتها الاخيرة الى الجزر اليونانية صودف على متنها وجود ممثلين عن الجمعية الخيرية الالمانية آنفة الذكر وقرر هؤلاء شراء السفينة‚ وتم ذلك في الرابع من نوفمبر 1977‚ واطلق على السفينة اسم جديد هو «دولوس» وهي كلمة يونانية تعني «الخادم»‚ ورفع عليها علم مالطا‚ وأعيد بناؤها وتأهيلها ‚