PDA

View Full Version : إخوتي الكرام .... لا يفوتكم هذا الأجر العظيم


محب الشيخ العثيمين
16-02-2005, 05:34 PM
فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس



دار القاسم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم، هو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: { أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل } وقد سمى النبي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ( إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ).

وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل، حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.


فضل يوم عاشوراء وصيامه

وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:

في الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: ( ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان ).

وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله، وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.

كان يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم، فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: ( قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا: ( هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه )، فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله وأمر بصيامه ).

وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت: ( أرسل رسول الله غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }. فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ). وفي رواية: ( فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صمومهم ).

فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: ( صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ). وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: { هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر }. وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.

من فضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.





أخي المسلم.. أختي المسلمة:

عزم النبي في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى )، فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب] قال: ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله ).



قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76]:

( مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ).

والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.





بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم

اعلم أخي المسلم أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله ، ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم: الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهل والعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم. كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديث موضوعة وضعيفة.

وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها: تخصيص هذا اليوم بدعاء معين، وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء، وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع. كما وأن من الأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداً سنوياً.








العام الجديد ومحاسبة النفس

حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يمف مع نغسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة. وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.

والإنسان لا يخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ).

وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال: ( جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ).

فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء. فالله الله أن تسودها بالذنوب والمعاصي. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجل والاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير. جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته والبعد عن معصيته وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=390

زهرة الندى
16-02-2005, 11:38 PM
جزاك الله خيرا و ثقل بما خطت يداك ميزان حسناتك
و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
يوم عاشوراء يوم كريم و ثواب صيامه عظيم
فطوبى لمن وفقه الله لصيامه فقد أوتي خيرا كثيرا

محب الشيخ العثيمين
17-02-2005, 02:21 AM
الأخت الكريمة زهرة الندى


بارك الله فيك


=============


وافق صيام يوم عاشوراء يوم السبت، ووافق يوم الجمعة اليوم الذي قبله، والذي حصل أن أحد الإخوة أفتى بعدم صيام يوم عاشوراء وكذلك يوم الجمعة لأنهما وافقا يومين ورد فيهما نهي عن إفرادهما بصوم، وبناء على فتواه أفطر كثير من الزملاء في العمل، ولم يكتف بذلك بل أدخل كذلك الأيام البيض، وكذلك صيام داود عليه السلام. ولقد تم إزالة اللبس والشبهة بين حكم صيام يوم عاشوراء وحكم إفراد يوم السبت بصوم وكذلك يوم الجمعة للإخوة الذين أفطروا، وبقي المفتي، لذا أرجو من الله ثم منكم التوضيح والتبيين بالأدلة لما حصل؟




الجواب :

صيام يوم الجمعة منهي عنه إذا كان مفرداً، بمعنى قصد صيامه بذاته، وإفراده عن غيره، أما إذا وافق صوماً كان يصومه، أو صام قبله أو بعده فلا كراهة للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام أنه قال :" لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده ". أخرجه البخاري (1985)، ومسلم (1144) فهو من قبيل العام المخصوص، وقد خص منه صيام الفرض وكل ما ندب الشارع إلى صيامه بذاته كيوم عرفة وعاشوراء، فإن ندب الشارع إلى صيامهما ندبٌ عام، أو مطلق غير مقيد، فخص بهذا العام النهي عن صيام يوم الجمعة.أما يوم السبت فهو الذي بعد الجمعة فدل على استحباب صيامه لسبب، كأن يجعله رديفاً للجمعة، ومثل ذلك أن يوافق عرفة أو عاشوراء أو الست من شوال أو صوم نفل مشروع.أما الحديث الوارد في صيام يوم السبت "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه" فقد أخرجه أبو داود (2421) والترمذي (744) عن عبد الله بن بسر عن أخته ، وأخرجه ابن ماجة (1726) عن عبد الله بن بسر، وهو حديث مضطرب الإسناد، منكر المتن، وحديث الصحيحين الذي أشرت إليه قبل قليل يرده

المجيب : فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله تعالى

النعمان
17-02-2005, 04:27 AM
جزاكم الله خير

shahnaz
17-02-2005, 02:05 PM
جزاك الله كل الخير .. أخي الفاضل .. محب الشيخ العثيمين ..

noufe
18-02-2005, 02:37 AM
الله يجزاك الف خير..

محب الشيخ العثيمين
18-02-2005, 03:49 AM
وافق صيام يوم عاشوراء يوم السبت، ووافق يوم الجمعة اليوم الذي قبله، والذي حصل أن أحد الإخوة أفتى بعدم صيام يوم عاشوراء وكذلك يوم الجمعة لأنهما وافقا يومين ورد فيهما نهي عن إفرادهما بصوم، وبناء على فتواه أفطر كثير من الزملاء في العمل، ولم يكتف بذلك بل أدخل كذلك الأيام البيض، وكذلك صيام داود عليه السلام. ولقد تم إزالة اللبس والشبهة بين حكم صيام يوم عاشوراء وحكم إفراد يوم السبت بصوم وكذلك يوم الجمعة للإخوة الذين أفطروا، وبقي المفتي، لذا أرجو من الله ثم منكم التوضيح والتبيين بالأدلة لما حصل؟




الجواب :

صيام يوم الجمعة منهي عنه إذا كان مفرداً، بمعنى قصد صيامه بذاته، وإفراده عن غيره، أما إذا وافق صوماً كان يصومه، أو صام قبله أو بعده فلا كراهة للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام أنه قال :" لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده ". أخرجه البخاري (1985)، ومسلم (1144) فهو من قبيل العام المخصوص، وقد خص منه صيام الفرض وكل ما ندب الشارع إلى صيامه بذاته كيوم عرفة وعاشوراء، فإن ندب الشارع إلى صيامهما ندبٌ عام، أو مطلق غير مقيد، فخص بهذا العام النهي عن صيام يوم الجمعة.أما يوم السبت فهو الذي بعد الجمعة فدل على استحباب صيامه لسبب، كأن يجعله رديفاً للجمعة، ومثل ذلك أن يوافق عرفة أو عاشوراء أو الست من شوال أو صوم نفل مشروع.أما الحديث الوارد في صيام يوم السبت "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه" فقد أخرجه أبو داود (2421) والترمذي (744) عن عبد الله بن بسر عن أخته ، وأخرجه ابن ماجة (1726) عن عبد الله بن بسر، وهو حديث مضطرب الإسناد، منكر المتن، وحديث الصحيحين الذي أشرت إليه قبل قليل يرده

المجيب : فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله تعالى

محب الشيخ العثيمين
18-02-2005, 03:50 AM
أي أنه : على افتراض صحة الحديث الذي فيه نهي عن صوم يوم السبت تطوعا ، فإنه محمول على إفراد السبت بالصيام ،

ونستفيد من الأدلة الصحيحة الأخرى : جواز صومه مع صوم يوم قبله أو يوم بعده

محب الشيخ العثيمين
18-02-2005, 03:56 AM
الإخوة والأخوات :

النعمان , شاهناز , نوف


بارك الله فيكم جميعا ... وأعاننا الله وإياكم على الصوم في هذا الشهر المبارك