سنـاري
21-11-2004, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه اجمعين و من تبعهم بإحسان الى يوم الدين
إن من نعم الله التي لا تعد و لا تحصى نعمة البصر و هي و ان كانت نعمة في ذاتها فإنها ربما اوردت صاحبها المهالك إذا اطلقها في غير ما احل الله
و من عظيم قدرها أن ابدل الله من سلب منه عينيه فصبر (الجنة) . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منها الجنة ))
و نعمة البصر من أعظم النعم اذا استخدمها العبد في طاعة الله سبحانه اما اذا كان خلاف ذلك فإنها تكون سببا للحسرة في الدنيا و العذاب في الآخرة و لذا جاء الامر الإلهي للمؤمنين كافة بغض البصر و حفظه
قال عز و جل : (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... ))
و قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ))
أي اطهر لقلوبهم و اتقى لدينهم كما قيل : من حفظ بصره اورثه الله نورا في بصيرته.
و يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي :
( و أمر الله نبيه ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم و حفظ فروجهم و أن يعلمهم أنه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها (( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )) و لما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدأها من البصر كما ان معظم النار من مستصغر الشرر تكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ولهذا قيل : من حفظ هذه الاربعة أحرز دينه : اللحظات و الخطرات و اللقطات و الخطوات ... فينبغي للعبد ان يكون بواب نفسه على هذه الابواب الاربعة و يلازم الرباط على ثغورها فمن يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار فيتبر ما علا تتبيرا ... انتهى كلامه
اخي الحبيب : إن فتنة النظر الى ما حرم الله أصل كل فتنة و منجم كل شهوة فالنظر هو رائد الشهوة و رسولها و حفظه من اصل حفظ الفرج فمن اطلق نظرة اورد نفسه موارد الهلاك
اختلت الموازين و اختلفت المعايير و الا فأين من يطلق بصره من قول عمرو بن مرة : نظرت الى امرأة فأعجبتني فكفّ بصري و ارجو ان يكون ذلك كفارة لي
انظر الى ما يتواصون به و يحرصون عليه و نحن احق به و اولى خاصة في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الفتن و عمت به المحن
اين من يطلق بصره ليل نهار بل اين هذا الذي يقصد الاسواق و غيره للنظر في ما لا يحل له بل اين من يبقى ساعات طوال ليشاهد القنوات و المحطات .. الرجل ينظر للنساء و المرأة تنظر للرجال .. اين غض البصر و حفظه عن تلك المحرمات
قال سعيد بن المسيب : ما يئس الشيطان من شيء الا أتاه من قبل النساء
قال سفيان الثوري : عليك بالمراقبة لمن لا تخفى عليه خافية و عليك بالرجاء ممن يملك الوفاء و عليك بالحذر ممن يملك العقوبة
اين انت ايها المسلم من الثواب العظيم اذا صرفت بصرك و اطعت ربك الا فأبشر بوعد من لا يخلف الوعد .. (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))
اخي الحبيب ...
اعجب الاشياء اغترار الانسان بالسلامة و تأميله الاصلاح فيما بعد و ليس لهذا الامل منتهى و لا للاغترار حد فكلما اصبح و امسى معافى زاد الاغترار و طال الامل
و اي موعظة ابلغ من ان ترى ديار الاقران و احوال الاخوان و قبور المحبوبين فتعلم انك بعد ايام مثلهم ثم لا يقع انتباه فينتبه الغير بك انت
ايها المسلم ...
تخشى رجال الحسبة و الامن بل و عامة الناس و لا تخشى الله عز و جل و هو مطلع على خلوتك و سريرتك .. لا يبلغ بك الجهل ان يكون الله اهون الناظرين اليك.
اخي الحبيب ...
متع ناظريك بقراءة القرآن و أطلق بصرك ليرى عظمة صنع الخالق جل و علا ... ليكن ذلك في ميزان حسناتك .. و اغضض بصرك عما حرم الله .. تهنأ نفسك و تؤجر على فعلك و تجد حلاوة ذلك في قلبك ...
جعلنا الله و اياكم ممن اذا زل ثاب و تاب و اذا اخطأ استغفر و عاد و غفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين
بتصرف من كتيب سهم ابليس و قوسه للشيخ عبدالملك القاسم
و الله ولي التوفيق،،،
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه اجمعين و من تبعهم بإحسان الى يوم الدين
إن من نعم الله التي لا تعد و لا تحصى نعمة البصر و هي و ان كانت نعمة في ذاتها فإنها ربما اوردت صاحبها المهالك إذا اطلقها في غير ما احل الله
و من عظيم قدرها أن ابدل الله من سلب منه عينيه فصبر (الجنة) . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منها الجنة ))
و نعمة البصر من أعظم النعم اذا استخدمها العبد في طاعة الله سبحانه اما اذا كان خلاف ذلك فإنها تكون سببا للحسرة في الدنيا و العذاب في الآخرة و لذا جاء الامر الإلهي للمؤمنين كافة بغض البصر و حفظه
قال عز و جل : (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... ))
و قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ))
أي اطهر لقلوبهم و اتقى لدينهم كما قيل : من حفظ بصره اورثه الله نورا في بصيرته.
و يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي :
( و أمر الله نبيه ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم و حفظ فروجهم و أن يعلمهم أنه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها (( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )) و لما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدأها من البصر كما ان معظم النار من مستصغر الشرر تكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ولهذا قيل : من حفظ هذه الاربعة أحرز دينه : اللحظات و الخطرات و اللقطات و الخطوات ... فينبغي للعبد ان يكون بواب نفسه على هذه الابواب الاربعة و يلازم الرباط على ثغورها فمن يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار فيتبر ما علا تتبيرا ... انتهى كلامه
اخي الحبيب : إن فتنة النظر الى ما حرم الله أصل كل فتنة و منجم كل شهوة فالنظر هو رائد الشهوة و رسولها و حفظه من اصل حفظ الفرج فمن اطلق نظرة اورد نفسه موارد الهلاك
اختلت الموازين و اختلفت المعايير و الا فأين من يطلق بصره من قول عمرو بن مرة : نظرت الى امرأة فأعجبتني فكفّ بصري و ارجو ان يكون ذلك كفارة لي
انظر الى ما يتواصون به و يحرصون عليه و نحن احق به و اولى خاصة في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الفتن و عمت به المحن
اين من يطلق بصره ليل نهار بل اين هذا الذي يقصد الاسواق و غيره للنظر في ما لا يحل له بل اين من يبقى ساعات طوال ليشاهد القنوات و المحطات .. الرجل ينظر للنساء و المرأة تنظر للرجال .. اين غض البصر و حفظه عن تلك المحرمات
قال سعيد بن المسيب : ما يئس الشيطان من شيء الا أتاه من قبل النساء
قال سفيان الثوري : عليك بالمراقبة لمن لا تخفى عليه خافية و عليك بالرجاء ممن يملك الوفاء و عليك بالحذر ممن يملك العقوبة
اين انت ايها المسلم من الثواب العظيم اذا صرفت بصرك و اطعت ربك الا فأبشر بوعد من لا يخلف الوعد .. (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))
اخي الحبيب ...
اعجب الاشياء اغترار الانسان بالسلامة و تأميله الاصلاح فيما بعد و ليس لهذا الامل منتهى و لا للاغترار حد فكلما اصبح و امسى معافى زاد الاغترار و طال الامل
و اي موعظة ابلغ من ان ترى ديار الاقران و احوال الاخوان و قبور المحبوبين فتعلم انك بعد ايام مثلهم ثم لا يقع انتباه فينتبه الغير بك انت
ايها المسلم ...
تخشى رجال الحسبة و الامن بل و عامة الناس و لا تخشى الله عز و جل و هو مطلع على خلوتك و سريرتك .. لا يبلغ بك الجهل ان يكون الله اهون الناظرين اليك.
اخي الحبيب ...
متع ناظريك بقراءة القرآن و أطلق بصرك ليرى عظمة صنع الخالق جل و علا ... ليكن ذلك في ميزان حسناتك .. و اغضض بصرك عما حرم الله .. تهنأ نفسك و تؤجر على فعلك و تجد حلاوة ذلك في قلبك ...
جعلنا الله و اياكم ممن اذا زل ثاب و تاب و اذا اخطأ استغفر و عاد و غفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين
بتصرف من كتيب سهم ابليس و قوسه للشيخ عبدالملك القاسم
و الله ولي التوفيق،،،