USAMA LADEN
30-10-2004, 09:08 PM
سنن السقوط والنهوض: فلسطين والعراق وأفغانستان نموذجاً / د. نجيب غانم
الصحوة نت / ليس من العسير لأي مراقب للأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية والإسلامية أن يلاحظ حجم المأزق الأمريكي ووقوعه في مستنقع المناطق التي احتلها سواء في أفغانستان أو العراق، كما أن مأزق المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين ليس عن هذا المأزق ببعيد.
وتكمن مفارقات المأزقين في الطروحات النظرية لكلا المشروعين الأمريكي والصهيوني في المنطقة العربية الإسلامية مقارنة بالحقائق الفعلية على أرض الواقع، فعندما رفض الشعب العراقي جرائم حكامه السابقين ومغامراتهم داخل العراق وخارجها ظن الأمريكيون وببلاهة شديدة أن هذا الرفض معناه أن العراقيين حتماً سيرحبون بجحافل جيوش الاحتلال إذا اجتاحت أرض الرافدين، ولقد كان الأمريكيون في هذا الظن واهمين فلا للنظام العراقي السابق لا تعني نعم لجيوش الاحتلال الأمريكي ومن لف لفهم من الجيوش المتحالفة معهم.
كما أفترض المشروع الصهيوني منذ مائة عام تقريباً أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وفق مقولة الكذب والصلف والزيف التاريخي لشعب الله المختار! ثم اكتشف الغزاة الصهاينة وبعد سلسلة من جرائم الإبادة الجماعية والترحيل القسري للفلسطينيين أن فلسطين هي مقبرة للغزاة وأن فيها شعبا عريقا تمتد جذور وجوده وبقائه في الأرض المقدسة التي بارك الله حولها تمتد لآلاف السنين.
ولما كان معروفاً سلفاً أن المشروعين الأمريكي والصهيوني هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة وهي الاستعباد والاستيطان والرغبة الجامحة في سلب ونهب مقدرات الشعوب وقد ظن أصحاب المشروعين الواهمين أنها شعوب مغلوبة على أمرها ولابد من اقتسام ثرواتها واحتلال أراضيها ومقدراتها واستلاب حاضرها ومستقبلها.
لقد تعلم العراقيون الكثير من الدروس واستلهموا الكثير من العبر خاصة دروس السقوط كما استوعبوا الكثير من سنن النهوض وهاهي انتفاضة الشعب الفلسطيني المباركة وقد جاوزت الخمس سنوات وألغت كل الرهانات السابقة لمشاريع الذل والهوان ابتداء من كامب ديفيد مروراً بمدريد وأوسلو وانتهاء بمشروع واي ريفر وخارطة الطريق إلى آخر مشاريع السر والخفاء.
قامت الانتفاضة المباركة وبامتياز كبير بدفن مشاريع سلام الإذعان كما كسرت الإرادة الصهيونية التي سعت ومن خلال سياسة العدوان والصلف والغرور والاستكبار الصهيوني كما أرغمت مجرمي المشروع الصهيوني وأساطينه البرابرة عن التخبط والسقوط في عمق المستنقع الفلسطيني وكشفت وبكل وضوح مقدار القبح لوجه المشروع الصهيوني، وكم بذل الصهاينة ومن بعدهم الإدارات الأمريكية المتعاقبة جهوداً حثيثة من أجل تلميع وتسويق ذلك الوجه القبيح تارة تحت لافتة الشراكة الاقتصادية العربية الإسرائىلية وتارة تحت اسم مشروع الشرق الأوسط الكبير وانتهاء بمشاريع الإصلاحات الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية.
وبالرغم من الضربات المؤلمة والموجعة في جسد الإرادة الفلسطينية أرضاً وإنساناً وبالرغم من جسامة التضحيات في طول الأرض الفلسطينية وعرضها في الخليل وجنين ودير البلح وخان يونس ورفح ومن قبل في يافا وعكا وتل الربيع وبئر السبع والناصرة والجليل وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية نورد هنا بعضاً منها كأمثلة، وبالرغم من هذا كله فإن شعبنا الفلسطيني قد خرج من بين الركام والأنقاض وقد قويت إرادته وزادت شوكته وتعاظمت شكيمته وثبتت أقدامه في مقاومة الطغيان ومقارعة الخصوم وفيه جولات النزال.
لقد أدرك الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وفئاته وشرائحه الاجتماعية بأطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه معنى الكرامة وأسباب الانتصار وسنن النهوض والصعود فاستوعبها وسلك طريقها غير مبالٍ بالأثمان الباهظة التي يتعين عليه أن يدفعها وقد دفعها أشلاء طاهرة ودماء زكية وبيوت مهدمة ومئات بل الآلاف من الأرامل واليتامى والأيامى والثكالى والشهداء وقد علم العالم دروساً ثرّة وغنية من الصبر والثبات والاحتساب والصمود وحب الأوطان الذي هو من الإيمان.
وإذا اتجهنا شرقاً صوب أرض الحضارات والثقافات على ضفاف نهري دجلة والفرات وقد أحال الشعب العراقي البطل حاضرة الخلافة العباسية إلى مستنقع يتخبط فيه جنود الاحتلال الأمريكي واعوانه وأزلامه من مرتزقة الدول المتحالفة مع العدوان والاستعمار والاحتلال حتى أضحت حياتهم هناك جحيماً لا يطاق، لقد وجد المشروع الأمريكي نفسه في مأزق حقيقي في أرض الرافدين الذي ظن واهماً أنها ستستقبل جنوده بالورود والزهور وعبثاً حاول أرباب المشروع الأمريكي تجميل وجه الاحتلال القبيح تارة بمجلس الحكم الانتقالي وأخرى بالمجلس الوطني وأخيراً وليس بآخراً الحكومة الهزيلة المؤقتة التي ولدت كعجوزة شمطاء باتت عاجزة عن لملمة الأمور أو الإمساك بزمام المبادرة أو في حماية جيوش الاحتلال وإضفاء الشرعية على وجودهم واحتلالهم لأرض العراق، لقد فشلت الحكومة المؤقتة في إنجاز أي من تلك المهام وأضحت عبئاً إضافياً على الاحتلال ومشروعه في العراق وعبثاً تحاول الإدارة الأمريكية في العراق تجميل القبيح وترقيع المشوه من خلال احتلالها سياساتها واحتلالها للعراق، لكن جهودها في تحقيق تلك الأهداف تواجه صعوبات شتى ومهام تكاد تكون مستحيلة خاصة أمام الصمود والمقاومة الباسلة وتستمر تضحيات الشعب العراقي في بغداد والفلوجة والرمادي والبصرة والانبار والموصل وغيرها من المحافظات والمناطق العراقية الأبية وكأن المشهد الدامي في فلسطين يكرر نفسه في العراق وكأن دروس النهوض والاستنفار عادت لتتنفس من جديد في أرض البطولات والحضارات في العراق.
وتمتد مسيرة الإخفاقات الأمريكية بامتداد نزعات السيطرة والهيمنة على الأرض العربية والإسلامية خاصة إزاء المشهد الأفغاني الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية الظهور بمظهر الحريص على إرساء دعائم الديمقراطية بعد ان أمطرت الساحة الأفغانية بكل أنواع الدمار وقد بلغت قيمة الفضيحة في الانتخابات الأفغانية لانتخاب رئيس الجمهورية والتي أجريت مؤخراً والتي عدها الرئيس بوش بأنها حدث تاريخي بالغ الأهمية ومن سخريات القدر أن مرشح الرئاسة كرزاي لم ينافسه أحد ونزل ينافس نفسه بعد أن أنسحب كل المرشحين الآخرين بعد أن أدركوا تفاهة العملية الانتخابية وأصولها الديكورية.
وحتى يومنا هذا لم تستقر الأوضاع في أفغانستان ويواصل الشعب الأفغاني الأبي رفضه لقوات الاحتلال ويستمر حوالي نصف الشعب الأفغاني إما لاجئاً خارج الحدود الأفغانية أو مشرداً داخل أفغانستان بعيداً عن مناطقه الأصلية ولم يكن خافياً على أحد محاولة الإدارة الأمريكية من حين لآخر سحب قواتها من أفغانستان وترك مهمة حماية مصالحها هناك لحلفائها الأوربيين الذين بدورهم رفضوا أن يترك جنودهم هناك في أفغانستان ليواجهوا مصيراً لا يقل سواداً عن مصير جيوش الاحتلال السابقة التي تورطت في غزو أفغانستان.
ومرة أخرى يعلمنا الشعب الأفغاني الكثير من دروس الارتقاء ويلهمنا بعضاً من سنن النهوض تلك السنن التي تمهر بالتضحيات والصبر والثبات والاحتساب.
الصحوة نت / ليس من العسير لأي مراقب للأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية والإسلامية أن يلاحظ حجم المأزق الأمريكي ووقوعه في مستنقع المناطق التي احتلها سواء في أفغانستان أو العراق، كما أن مأزق المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين ليس عن هذا المأزق ببعيد.
وتكمن مفارقات المأزقين في الطروحات النظرية لكلا المشروعين الأمريكي والصهيوني في المنطقة العربية الإسلامية مقارنة بالحقائق الفعلية على أرض الواقع، فعندما رفض الشعب العراقي جرائم حكامه السابقين ومغامراتهم داخل العراق وخارجها ظن الأمريكيون وببلاهة شديدة أن هذا الرفض معناه أن العراقيين حتماً سيرحبون بجحافل جيوش الاحتلال إذا اجتاحت أرض الرافدين، ولقد كان الأمريكيون في هذا الظن واهمين فلا للنظام العراقي السابق لا تعني نعم لجيوش الاحتلال الأمريكي ومن لف لفهم من الجيوش المتحالفة معهم.
كما أفترض المشروع الصهيوني منذ مائة عام تقريباً أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وفق مقولة الكذب والصلف والزيف التاريخي لشعب الله المختار! ثم اكتشف الغزاة الصهاينة وبعد سلسلة من جرائم الإبادة الجماعية والترحيل القسري للفلسطينيين أن فلسطين هي مقبرة للغزاة وأن فيها شعبا عريقا تمتد جذور وجوده وبقائه في الأرض المقدسة التي بارك الله حولها تمتد لآلاف السنين.
ولما كان معروفاً سلفاً أن المشروعين الأمريكي والصهيوني هما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة وهي الاستعباد والاستيطان والرغبة الجامحة في سلب ونهب مقدرات الشعوب وقد ظن أصحاب المشروعين الواهمين أنها شعوب مغلوبة على أمرها ولابد من اقتسام ثرواتها واحتلال أراضيها ومقدراتها واستلاب حاضرها ومستقبلها.
لقد تعلم العراقيون الكثير من الدروس واستلهموا الكثير من العبر خاصة دروس السقوط كما استوعبوا الكثير من سنن النهوض وهاهي انتفاضة الشعب الفلسطيني المباركة وقد جاوزت الخمس سنوات وألغت كل الرهانات السابقة لمشاريع الذل والهوان ابتداء من كامب ديفيد مروراً بمدريد وأوسلو وانتهاء بمشروع واي ريفر وخارطة الطريق إلى آخر مشاريع السر والخفاء.
قامت الانتفاضة المباركة وبامتياز كبير بدفن مشاريع سلام الإذعان كما كسرت الإرادة الصهيونية التي سعت ومن خلال سياسة العدوان والصلف والغرور والاستكبار الصهيوني كما أرغمت مجرمي المشروع الصهيوني وأساطينه البرابرة عن التخبط والسقوط في عمق المستنقع الفلسطيني وكشفت وبكل وضوح مقدار القبح لوجه المشروع الصهيوني، وكم بذل الصهاينة ومن بعدهم الإدارات الأمريكية المتعاقبة جهوداً حثيثة من أجل تلميع وتسويق ذلك الوجه القبيح تارة تحت لافتة الشراكة الاقتصادية العربية الإسرائىلية وتارة تحت اسم مشروع الشرق الأوسط الكبير وانتهاء بمشاريع الإصلاحات الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية.
وبالرغم من الضربات المؤلمة والموجعة في جسد الإرادة الفلسطينية أرضاً وإنساناً وبالرغم من جسامة التضحيات في طول الأرض الفلسطينية وعرضها في الخليل وجنين ودير البلح وخان يونس ورفح ومن قبل في يافا وعكا وتل الربيع وبئر السبع والناصرة والجليل وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية نورد هنا بعضاً منها كأمثلة، وبالرغم من هذا كله فإن شعبنا الفلسطيني قد خرج من بين الركام والأنقاض وقد قويت إرادته وزادت شوكته وتعاظمت شكيمته وثبتت أقدامه في مقاومة الطغيان ومقارعة الخصوم وفيه جولات النزال.
لقد أدرك الشعب الفلسطيني بجميع فصائله وفئاته وشرائحه الاجتماعية بأطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه معنى الكرامة وأسباب الانتصار وسنن النهوض والصعود فاستوعبها وسلك طريقها غير مبالٍ بالأثمان الباهظة التي يتعين عليه أن يدفعها وقد دفعها أشلاء طاهرة ودماء زكية وبيوت مهدمة ومئات بل الآلاف من الأرامل واليتامى والأيامى والثكالى والشهداء وقد علم العالم دروساً ثرّة وغنية من الصبر والثبات والاحتساب والصمود وحب الأوطان الذي هو من الإيمان.
وإذا اتجهنا شرقاً صوب أرض الحضارات والثقافات على ضفاف نهري دجلة والفرات وقد أحال الشعب العراقي البطل حاضرة الخلافة العباسية إلى مستنقع يتخبط فيه جنود الاحتلال الأمريكي واعوانه وأزلامه من مرتزقة الدول المتحالفة مع العدوان والاستعمار والاحتلال حتى أضحت حياتهم هناك جحيماً لا يطاق، لقد وجد المشروع الأمريكي نفسه في مأزق حقيقي في أرض الرافدين الذي ظن واهماً أنها ستستقبل جنوده بالورود والزهور وعبثاً حاول أرباب المشروع الأمريكي تجميل وجه الاحتلال القبيح تارة بمجلس الحكم الانتقالي وأخرى بالمجلس الوطني وأخيراً وليس بآخراً الحكومة الهزيلة المؤقتة التي ولدت كعجوزة شمطاء باتت عاجزة عن لملمة الأمور أو الإمساك بزمام المبادرة أو في حماية جيوش الاحتلال وإضفاء الشرعية على وجودهم واحتلالهم لأرض العراق، لقد فشلت الحكومة المؤقتة في إنجاز أي من تلك المهام وأضحت عبئاً إضافياً على الاحتلال ومشروعه في العراق وعبثاً تحاول الإدارة الأمريكية في العراق تجميل القبيح وترقيع المشوه من خلال احتلالها سياساتها واحتلالها للعراق، لكن جهودها في تحقيق تلك الأهداف تواجه صعوبات شتى ومهام تكاد تكون مستحيلة خاصة أمام الصمود والمقاومة الباسلة وتستمر تضحيات الشعب العراقي في بغداد والفلوجة والرمادي والبصرة والانبار والموصل وغيرها من المحافظات والمناطق العراقية الأبية وكأن المشهد الدامي في فلسطين يكرر نفسه في العراق وكأن دروس النهوض والاستنفار عادت لتتنفس من جديد في أرض البطولات والحضارات في العراق.
وتمتد مسيرة الإخفاقات الأمريكية بامتداد نزعات السيطرة والهيمنة على الأرض العربية والإسلامية خاصة إزاء المشهد الأفغاني الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية الظهور بمظهر الحريص على إرساء دعائم الديمقراطية بعد ان أمطرت الساحة الأفغانية بكل أنواع الدمار وقد بلغت قيمة الفضيحة في الانتخابات الأفغانية لانتخاب رئيس الجمهورية والتي أجريت مؤخراً والتي عدها الرئيس بوش بأنها حدث تاريخي بالغ الأهمية ومن سخريات القدر أن مرشح الرئاسة كرزاي لم ينافسه أحد ونزل ينافس نفسه بعد أن أنسحب كل المرشحين الآخرين بعد أن أدركوا تفاهة العملية الانتخابية وأصولها الديكورية.
وحتى يومنا هذا لم تستقر الأوضاع في أفغانستان ويواصل الشعب الأفغاني الأبي رفضه لقوات الاحتلال ويستمر حوالي نصف الشعب الأفغاني إما لاجئاً خارج الحدود الأفغانية أو مشرداً داخل أفغانستان بعيداً عن مناطقه الأصلية ولم يكن خافياً على أحد محاولة الإدارة الأمريكية من حين لآخر سحب قواتها من أفغانستان وترك مهمة حماية مصالحها هناك لحلفائها الأوربيين الذين بدورهم رفضوا أن يترك جنودهم هناك في أفغانستان ليواجهوا مصيراً لا يقل سواداً عن مصير جيوش الاحتلال السابقة التي تورطت في غزو أفغانستان.
ومرة أخرى يعلمنا الشعب الأفغاني الكثير من دروس الارتقاء ويلهمنا بعضاً من سنن النهوض تلك السنن التي تمهر بالتضحيات والصبر والثبات والاحتساب.