PDA

View Full Version : معرض فرانكفورت الدولي للكتاب


أبو يحى
10-09-2004, 10:59 PM
http://www.fikr.com/pictures/frankfurt.jpg [/IMG]


الذين بسهرون مع الليل والكتاب والنجوم البعيدة ...
حضور معرض الكتاب لديهم ليس نزهة أو هواية لاقتناء الكتب ( وهذه جريمة كبرى عند أسلافنا).
هو أقرب ما يكون إلى مكاشفة مع الذات وقلق معلوماتي في نفس الوقت .
هناك أشياء كثيرة عن معارض الكتب سوف أتجاوزها وأتمنى لو كان هناك موضوع منفصل عن ذلك .

معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يستضيف هذه السنه 2004 الكتاب العربي ،
وهذه التظاهرة الثقافية فرصة ثمينة للعرب حتى يعرضوا قيمهم الحضارية وإنتاجهم الفكري .
وهذا المعرض ليس كما يظن البعض أنه هدفه تجاري أو دعائي بل معرفي في المقام الاول .


موقع المعرض :: http://www.frankfurtbook-arabguest.net/


أترك لكم بعض المقالات التي تسلط الضوء على هذه المناسبة

طبيعة المشاركة العربية في معرض فرانكفورت
أبو يعرب المرزوقي الحياة 2004/09/6
http://www.daralhayat.com/opinion/09-2004/20040905-06p08-02.txt/story.htm[


أوروبا متعطشة الى الأدب العربي فأين المترجمون والناشرون للمهمة الحضارية؟
بيتر ريبكن الوسط 2004/09/6
http://www.daralhayat.com/culture/09-2004/20040906-w658p12-01.txt/story.htm



هل هناك على الأقل من يعرف من سوف يشارك في المعرض من دولته ؟؟؟

هل تعرف من سوف يمثل العرب( أقصد أي تيار) في هذا المحفل ؟؟؟

ماذا سوف نقدم للعالم غير عروض الرقص الشرقي ...


ولأن هذا الموضوع خطير جدا ً
سلام على النائمين من بني قومي ....


إذا ما أحد أخذ رأيك في هذه المسألة ..

تعال وأخبرنا ما كنت سوف تقول ؟؟؟

هذا إذا كان عندك رأي أصلا ً ......

هل هي فضيحة

كارثة

فرصة

فقدعلما ُ أنه دارت معركة شرسة في ألمانيا حول قرار
استضافة الثقافة العربية في (فرانكفورت)، وأتّهم الجانب المعارض الثقافة العربية
بأنها انعزالية تعبد الماضي وتكره الآخر وتفرز الإرهاب،
وأننا -دون لتّ وعجن- صفر على الشمال .

ولقد رأينا الفضيحة كاملة مجسّدة عندما رأينا رئيس الناشرين العرب
يتسوّل على قناة الجزيرة، وتحديداً في برنامج (بلا حدود)،
يستجدي الحكومات العربيّة بدفع 10 ملايين التي يحتاج للمشاركة في المعرض ..

كيف سنقدم أنموذجنا للاحتفاء بنا من قبل الآخرين ونحن قاصرون أصلاً عن الاحتفاء بمبدعينا ومفكرينا وعلمائنا خارج نطاق التعبئة الرسمية الساذجة التي تصب في مجاري الحكومات

أندلسي
11-09-2004, 05:50 AM
لاتعليييييييييييييييييييييييييييييق !!!!

أبو يحى
20-09-2004, 02:01 AM
الاخ أندلسي ...

هل تتذكر أول تعليق لي على أول موضوع لك ؟؟؟

ليش تتعب نفسك وتكتب كم حرف
هذا الذي قدرت عليه يا أخا العرب ..
أفاااااا ياذا العلم ..

جريدة الحياة هي جريدتي المفضلة
وسوف أنقل ما يكتبه مراسلهم سمير جريس
من بون والله يعين ؟؟؟
وش نسوي إذا ما عندك أحد و اذا شارك واحد

كتب : لاتعليييييييييييييييييييييييييييييق !!!!

روائيون وشعراء عرب يحضرون ألمانياً في فرانكفورت... والخليج يغيب
بون - سمير جريس

http://www.daralhayat.com/culture/09-2004/20040917-18p16-01.txt/story.html

أندلسي
22-09-2004, 03:14 PM
سامحك الله ابو عاصم
لااعتقد ان الردود تقاس بعدد الكلمات لكي تعاتبني على حجم ماكتبته في الرد على موضوعك

اعلم انك اول شخص رددت على مشاركتي الاولى ، ولا اعتقد ان حجم الرد يعبر عن احترامي وتفاعلي مع شخصك الكريم...
واذكرك في ردي على موضوعم أجمل ديوان شعر... وكل مشاركاتك التي ابحث عنها دائما..
لاني اجدك من ابرز الاشخاص في هذا القسم
ولكن!!
قصدت من خلال كلمة لاتعليق!! الاستياء من هذا الخمول الفكري العربي
ولم اقصد اطلاقا التكاسل عن التفاعل معك
ارجو ان لاتفهم الامور بهذه الطريقه
وبالمناسبة هي فرصة لان اقول لك اني احبك في الله..

واخيرا انا انضممت لهذا المنتدى من اجل هذا القسم، وبما ان القسم في حالة سبات دائم
افكر جديا بالغاء عضويتي في هذا المنتدى وممارست حياتي ( الانترنتيه) المعتاده بالبعد عن كل المنتديات..
واتمنى ان تتواصل معي انت وكل الاخوان من خلال بريدي الالكتروني:

alandalusy@hotmail.com

ودمتم :)

أبو يحى
25-09-2004, 11:27 AM
يا أخي أندلسي أمزح معاك
وأنتظر رسالة على بريدك الخاص


معرض فرانكفورت للكتاب والنيران الصديقة
محمد سلماوي
الحياة 2004/09/25


http://www.daralhayat.com/opinion/09-2004/20040924-25p10-01.txt/story.html


أنا مهتم بالموضوع لأني
سوف أكتب مقالة طويلة عنها في احدى الجرائد ..

أبو يحى
25-09-2004, 11:51 AM
برنامج المشاركة السعودية في معرض فرانكفورت
الرياض الحياة 2004/08/22

http://www.daralhayat.com/society/metropolitan/08-2004/20040821-22p17-03.txt/story.html

أبو يحى
25-09-2004, 11:56 AM
مقالة له بالألمانية تنتقد الأدب العربي وتتهم الأدباء: بن جلّون يهجو "سيرك العرب في فرانكفورت"

سمير جريس

"سيرك العرب في فرانكفورت" - تحت هذا العنوان نشرت الأسبوعية الألمانية "دي تسايت" يوم الخميس (2/9) مقالة طويلة للكاتب المغربي الفرنكوفوني الطاهر بن جلون. من العنوان والصورة المطبوعة جانبه - صورة حكّاء يمني بالزي التقليدي يقرع الطبل داعياً الناس إلى سماع حكاياته - يتضح على الفور مضمون المقالة الذي تلخصه "دي تسايت" بالسطور الآتية (تحت العنوان): "خلف الكواليس تحتدم الصراعات بين البلاد العربية المشاركة في معرض فرانكفورت وهو يسلط الضوء على العالم العربي هذا العام. دول عربية كثيرة لن ترسل أفضل مبدعيها, بل الموالين لها وغير المشاكسين". هذا التخوف مطروح بشدة بالطبع, وقد عبرنا عنه في مقالة نشرناها سابقاً في هذه الصفحة (انظر "الحياة" في 1/7/2004). إلا أن مقالة بن جلون كما تحفل بالنقد الصائب في هذه النقطة أو تلك, تحفل أيضا بالأحكام "الاستشراقية" المستهلكة, وبالاتهامات المجانية لكل الكتاب المدعوين إلى فرانكفورت.

يبدأ الكاتب المغربي المقيم في باريس مقالته بتهنئة إدارة معرض فرانكفورت على استضافة العالم العربي هذا العام, لكنه يتساءل: هل هناك "عالم عربي"؟ أم أن هناك آداباً عربية بتعدد البلاد العربية؟ وماذا يجمع بين البلاد الخليجية والمغرب العربي؟ إن ما يجمع بين كل البلدان العربية - يقول بن جلون - هو "غياب الديمقراطية" و"قانون للأحوال الشخصية هو الأكثر تخلفاً في العالم". وتجمع بينهم اللغة العربية الفصحى, لغة القرآن. ثم ينتقل بن جلون إلى الكتاب العرب المدعوين للحضور إلى فرانكفورت, ويقول إن معظمهم من مصر (؟), وإن الدول العربية لن ترسل بالطبع كتاباً يكشفون مواضع الفساد, بل الموالين لها. "شعراء البلاط" سيحضرون بكثرة إلى فرانكفورت, أما الكتاب الشجعان في المنافي فلن يوجه إليهم أحد دعوة. ويعتبر بن جلون ذلك خطأ إدارة المعرض, لأنها توجهت بالدعوة إلى البلدان وليس إلى الكتاب (وكأن إدارة المعرض الألمانية هي المسؤولة عن تقديم الثقافة العربية). ويُشبّه ذلك بما كان سيحدث لو استضاف معرض فرانكفورت بين 1960 و1980 الكتلة الشرقية, فدول تلك الكتلة كانت سترسل كتابها الرسميين لا المنشقين.

ثم ينتقل بن جلون إلى مشكلة الأدباء العرب الذين لا يكتبون بالعربية, ويتساءل: ماذا عن أمين معلوف وآسيا جبار وإدريس شرايبي؟ وحسب البرنامج الرسمي للمشاركة فإن الدعوة وجهت إلى معلوف وجبار, وإلى بن جلون نفسه. بل كانت آسيا جبار موجودة في فرانكفورت مع الأديب المصري إدوار الخراط أنثاء تقديم برنامج المشاركة يوم الجمعة 25/6. الكتاب العرب المقيمون في البلدان العربية - حسب بن جلون - يشعرون بالحسد تجاه أولئك الذين يكتبون بالفرنسية مثلاً, لأنهم يحققون شهرة عالمية ويسجلون أرقام مبيعات عالية. ومع أن الرأي العام الغربي يرى فيهم "بناة جسور" بين العالمين الغربي والشرقي, فإن زملاءهم العرب يتهمونهم بـ"العمالة للغرب" أو يلصقون بأدبهم تهمة "الإكزوتيكية".

ومن دون مقدمات وفي فقرة تبدو مُقحمة يهاجم بن جلون موقف الأدباء المصريين الذين قاطعوا مؤتمر الرواية العربية في المغرب العام الفائت, وكان لا بد من أن يوظف الصراع مع إسرائيل في هذه الفقرة, ويقول إن "مقاطعة العدو الصهيوني" أهم من مناقشة قضايا ملحة, مثل عدم الإقبال على القراءة في العالم العربي.

وبعد ذلك يتحدث بن جلون عن أزمة العالم العربي, وانهياره, وعجز العرب سياسياً. "لم يعد للعرب مكان في التاريخ", يقول بن جلون, لقد قضى "التطرف والإرهاب على البقية الباقية من الأمل" في البلاد العربية.

وينتقل بن جلون إلى الحديث عن سرقة حقوق الطبع في العالم العربي, وهو ما يمنع الكتاب من أن يعيشوا من كتاباتهم. ثم يتحدث عن مكانة الشعر في العالم العربي, ونشأة الرواية, وبالطبع كان لا بد من أن يعود إلى رواية "زينب" التي نشرها محمد حسين هيكل عام 1914 ليدلل على حداثة هذا الجنس الأدبي في العالم العربي, وليخلص إلى أن الشعر هو ديوان العرب (هل مازالت تلك المقولة صحيحة؟ وماذا عما تشهده مصر مثلا من "انفجار روائي"؟ وماذا عن تحول بعض الشعراء إلى الرواية أملاً في الوصول إلى قطاع أكبر من القراء؟) أما تفسيره لتلك الظاهرة المزعومة فهو طريف: "المجتمع العربي لا يعترف بالفردية, بل بالعشيرة والقبيلة, والرواية وثيقة الصلة بالفردية". بعد هذه الأحكام الاستشراقية يقول بن جلون إن إدارة المعرض كان أولى بها لو اقتصرت على دعوة الشعراء العرب إلى فرانكفورت.

ومثلما نرى, تبدو مقالة بن جلون مفككة, ومقسمة في الواقع إلى فقرات عدة لا رابط بينها, ولعلها تجميع عشوائي لأجزاء من مقالات سابقة. لا شك في أن المقالة تحتوي في بعض أجزائها على نقد صائب, لكنها في مجملها غير منصفة, إن لم نقل مغرضة. لقد أكد بن جلون بهذه المقالة التهمة التي يريد يدفعها أن عن نفسه: إنه يُفصّل ما يكتب للقارئ الغربي, ويعرف كيف يزوّد ما يكتب بكل التوابل التي تثير شهية قارئه, بدءاً من العنوان ومروراً بالصور, ووصولا إلى "حشر" بعض الأحكام المستهلكة وتوظيف بعض الأمثلة. لقد ذكرتني مقالة بن جلون بمثال آخر طريف سمعته - ولا أستطيع الحكم على مدى صحته - من مسؤولة في إحدى دور النشر الألمانية: قبل صدور ترجمة لرواية كتبها أديب عراقي, أصر هذا الكاتب على إلحاق تغييرات عدة في الأصل العربي, وإعادة كتابة مقاطع بأكلمها, لأن الرواية كما كتبها قبل سنوات لم تعد تتوافق مع معتقداته الآن!

أبو يحى
04-10-2004, 12:16 PM
www.daralhayat.com/culture/09-2004/20040930-01p16-01.txt/bookfair_16.jpg


هل تنجح المشاركة السعودية في تصحيح الصورة السلبية؟
الرياض - أحمد زين الحياة 2004/10/1

http://www.daralhayat.com/culture/09-2004/20040930-01p16-01.txt/story.html

أبو يحى
06-10-2004, 12:28 PM
معرض فرانكفورت ينطلق في حضور شرودر وعمرو موسى... وكلمة من نجيب محفوظ
فرانكفورت ـ عبده وازن الحياة 2004/10/6
http://www.daralhayat.com/culture/10-2004/20041005-06p01-05.txt/story.html

كلمة فرانكفورت
نجيب محفوظ الحياة 2004/10/6
http://www.daralhayat.com/culture/10-2004/20041005-06p17-02.txt/story.html

هل سينجح العرب في تقديم صورة حقيقية عن ثقافتهم؟
فرانكفورت - عبده وازن الحياة 2004/10/5
http://www.daralhayat.com/culture/10-2004/20041004-05p16-01.txt/story.html


http://www.daralhayat.com/culture/10-2004/20041004-05p16-01.txt/bookfair_16.jpg_200_-1.jpg

أبو يحى
06-10-2004, 02:30 PM
فرانكفورت التي تجددت منذ خمسين عاماً !
فرانكفورت - رشيد بوطيب الحياة 2004/10/6

مساء كئيب. لا نجمة في هذا المدى. الغمام الأسود يحتل صفحة السماء. الطائرة حطت منذ لحظات بمطار فرانكفورت. نبضات القلب تتسارع مثل فرس جموح. أخائف أنت؟! تبدو المدن صغيرة من خلف زجاج نافذة الطائرة, ولكننا سرعان ما نضيع في أزقتها ودروبها الملتوية ونتحول إلى مجرد أقدار ميكروسكوبية. كيف أغادر المطار؟ بدا لي أكبر من مدينتي التي خلفتها ورائي. انتبهت لأحدهم. لا ريب أنه مغربي. وتوجهت في خطى عجلى باتجاهه. رجل في الخمسينات من عمره. أخبرته بأني وصلت للتو من المغرب, ولا أعرف كيف أغادر المطار. فاكتفى بالإجابة عن سؤالي في اقتضاب, ثم انطلق مسرعاً خائفا من أن أسأله ما هو أكثر من ذلك. ستنقضي سنوات على هذا اليوم. وتتحول فرانكفورت إلى وطن ثان لي. بل إني كلما غادرتها إلى مدينة أخرى يستبد بي الحنين إليها.

يقول لي صديقي فولكر برادكي إن فرانكفورت التي نعرفها اليوم عمرها لا يتجاوز الخمسين عاماً. خرجت من أنقاض الحرب كطائر العنقاء. لم تبق الحرب على بناية قائمة بالمدينة القديمة. حتى تمثال غوته وبيته تحولا إلى ركام. لكن فرانكفورت هي دليل واضح على قدرة الإنسان على تجاوز العدم والبدء من الصفر. فرانكفورت هي أيضاً رمز دخول ألمانيا الزمن الأميركي, أو إذا شئت زمن الحداثة. لقد نظر الألمان إلى تدمير مدينتهم ليس فقط كهزيمة وإنما كفرصة لبناء مدينة كبيرة وحديثة. تمثل ذلك في نمط المعمار الحداثي الذي تميزت به سنوات إعادة الإعمار. إذ كما قال ارنست بويتلر, فرانكفورت التي نعرفها حطمتها الحرب, والماضي لا يمكن استعادته. وهكذا تتحول فرانكفورت في زمن قصير إلى عاصمة المال والاقتصاد في أوروبا. أو كما ظلوا يسمونها إلى زمن قريب شيكاغو الماين. تاريخ فرانكفورت ضارب في القدم. لقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية الألمانية, كما أنها عرفت ولادة أول مؤسسة ديموقراطية في ألمانيا سنة 1848 في كنيسة بولس. وهكذا ظلت فرانكفورت رمزاً للديموقراطية والانفتاح والتعدد الثقافي في ألمانيا, بل إن الكلمة فرانكفورت نفسها تعبر بوضوح عن هذا المعنى السياسي. وهذا ما جعلها تطمح في سنوات ما بعد الحرب لأن تصبح عاصمة لألمانيا.

لكن فرانكفورت ليست مدينة المال والأعمال فقط. بل هي أيضاً مدينة ثقافية بامتياز. ذاع صيتها لعقود بفضل مدرستها الفلسفية, ومؤسسة الأبحاث الاجتماعية التي أسسها كل من هوركهايمر وأدورنو بعد عودتهما من منفاهما الأميركي. وهي المدرسة التي ما زال صدى أعمالها حول صناعة الوعي والتشيؤ وعنف الأنوار والعقل يتردد في الفلسفة المعاصرة. وستسمح لي الظروف, برفقة الكاتب محمد أهروبا للقاء آخر ممثلي مدرسة فرانكفورت النقدية: يورغن هابرماس. البداية كانت في دار النشر سوركامب, حيث تلقينا دعوة لزيارة الدار, وهناك تطلعنا المسؤولة عن حقوق الترجمة على رسالة مهمة معروضة في صالة تحوي صور كل الكتاب الذين نشروا في هذه الدار العريقة, الرسالة لبرتولد بريشت, وهي تضم سطراً واحداً لا أكثر, يؤكد فيها بريشت رغبته الحقيقية في التعاون مع الدار. وتوجهت المسؤولة إلينا قائلة: هذه الرسالة هي التي صنعت مجد سوركامب! بعد حديث دام أكثر من ساعة حول مشروع ترجمة كتاب لهابرماس, وحول ما ترجم له لحد الآن إلى العربية, وحول الثقافة العربية عموماً وصناعة الكتاب في العالم العربي, تدعونا المسؤولة لمرافقتها, وهناك أمام خزانة مملوءة بالكتب, تعرض علينا حمل ما نريد من الكتب, ثم تعدنا في النهاية بأنها ستتكفل إخبار هابرماس رغبتنا في الالتقاء به. وفعلاً, فلن تمر أسابيع قليلة حتى تصل رسالة من الفيلسوف الكبير يدعونا فيها إلى لقائه في مقهى Laumer, مقهى يبعد مسافة أمتار عن الجامعة, وقد تعود فلاسفة مدرسة فرانكفورت النقدية على ارتياده في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

منذ تلقيت تلك الرسالة وأنا في سباق مع الزمن من أجل الاستعداد لهذا اللقاء. بل إني فضلت أن أنعزل بنفسي في غرفة صغيرة بمدينة ماربورغ التي تبعد ساعة زمن بالقطار عن فرانكفورت, والتي كان أعد فيها هابرماس رسالة الدكتوراه بعد خصومته مع أدورنو, تحت إشراف الفيلسوف والمناضل اليساري الكبير آبندروت. ومحمد نفسه لم يغمض له جفن. دفن رأسه أسابيع بأكملها في كتب هابرماس واطلع على معظم الحوارات الفلسفية التي أجريت معه. ودلف هابرماس إلى المقهى. كانت نبضات قلبي تركض في جنون. ولكني سرعان ما ارتحت لصوته, وهو يسألنا في دعابة: أين الجرائد يا طلبتي الأعزاء؟ ثم يجلس إلينا ويدعونا لطلب ما نريد من النادل. وامتد بنا الحوار لأكثر من ساعة. وأتعلم في هذه الساعة أشياء لم أتعلمها في سنوات بأكملها. سحرنا هابرماس بتواضعه الكبير. بقدرته الفائقة على الإصغاء. تحدثنا عن الفلسفة المعاصرة وعن مدرسة فرانكفورت وحكى هابرماس عن زيارته إلى إيران وكيف اندهش للثقافة الكبيرة التي يتمتع بها المفكرون الإيرانيون, كما نصحنا بقراءة كتب آكسل هونيث, الرئيس الحالي لمؤسسة الأبحاث الاجتماعية. وخلال كل ذلك كان هابرماس يصغي لأسئلتنا وانتقاداتنا في انتباه. ثم سألنا إن كنا نحتاج إلى كتبه, فهو مستعد لأن يبعث بها إلينا. ولا أنسى في هذا المقام أن أذكر إعجابه بالكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي التي التقاها في اسبانيا بمناسبة حصولهما على جائزة ملك اسبانبا خوان كارلوس وكيف ظل يردد علينا: إنها امرأة قوية... قوية... في النهاية قام هابرماس مودعاً, وقبل أن يتجاوز باب المقهى إلى الخارج استدار إلينا ورفع يده بالتحية مرة أخرى مودعاً. لن أنسى ملامح وجهه لحظة الوداع.


<h1>فرانكفورت التي تجددت منذ خمسين عاماً !</h1>
<h4>فرانكفورت - رشيد بوطيب الحياة 2004/10/6</h4>
<p>
<p>مساء كئيب. لا نجمة في هذا المدى. الغمام الأسود يحتل صفحة السماء. الطائرة حطت منذ لحظات بمطار فرانكفورت. نبضات القلب تتسارع مثل فرس جموح. أخائف أنت؟! تبدو المدن صغيرة من خلف زجاج نافذة الطائرة, ولكننا سرعان ما نضيع في أزقتها ودروبها الملتوية ونتحول إلى مجرد أقدار ميكروسكوبية. كيف أغادر المطار؟ بدا لي أكبر من مدينتي التي خلفتها ورائي. انتبهت لأحدهم. لا ريب أنه مغربي. وتوجهت في خطى عجلى باتجاهه. رجل في الخمسينات من عمره. أخبرته بأني وصلت للتو من المغرب, ولا أعرف كيف أغادر المطار. فاكتفى بالإجابة عن سؤالي في اقتضاب, ثم انطلق مسرعاً خائفا من أن أسأله ما هو أكثر من ذلك. ستنقضي سنوات على هذا اليوم. وتتحول فرانكفورت إلى وطن ثان لي. بل إني كلما غادرتها إلى مدينة أخرى يستبد بي الحنين إليها.
يقول لي صديقي فولكر برادكي إن فرانكفورت التي نعرفها اليوم عمرها لا يتجاوز الخمسين عاماً. خرجت من أنقاض الحرب كطائر العنقاء. لم تبق الحرب على بناية قائمة بالمدينة القديمة. حتى تمثال غوته وبيته تحولا إلى ركام. لكن فرانكفورت هي دليل واضح على قدرة الإنسان على تجاوز العدم والبدء من الصفر. فرانكفورت هي أيضاً رمز دخول ألمانيا الزمن الأميركي, أو إذا شئت زمن الحداثة. لقد نظر الألمان إلى تدمير مدينتهم ليس فقط كهزيمة وإنما كفرصة لبناء مدينة كبيرة وحديثة. تمثل ذلك في نمط المعمار الحداثي الذي تميزت به سنوات إعادة الإعمار. إذ كما قال ارنست بويتلر, فرانكفورت التي نعرفها حطمتها الحرب, والماضي لا يمكن استعادته. وهكذا تتحول فرانكفورت في زمن قصير إلى عاصمة المال والاقتصاد في أوروبا. أو كما ظلوا يسمونها إلى زمن قريب شيكاغو الماين. تاريخ فرانكفورت ضارب في القدم. لقد كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية الألمانية, كما أنها عرفت ولادة أول مؤسسة ديموقراطية في ألمانيا سنة 1848 في كنيسة بولس. وهكذا ظلت فرانكفورت رمزاً للديموقراطية والانفتاح والتعدد الثقافي في ألمانيا, بل إن الكلمة فرانكفورت نفسها تعبر بوضوح عن هذا المعنى السياسي. وهذا ما جعلها تطمح في سنوات ما بعد الحرب لأن تصبح عاصمة لألمانيا.</p>
<p>لكن فرانكفورت ليست مدينة المال والأعمال فقط. بل هي أيضاً مدينة ثقافية بامتياز. ذاع صيتها لعقود بفضل مدرستها الفلسفية, ومؤسسة الأبحاث الاجتماعية التي أسسها كل من هوركهايمر وأدورنو بعد عودتهما من منفاهما الأميركي. وهي المدرسة التي ما زال صدى أعمالها حول صناعة الوعي والتشيؤ وعنف الأنوار والعقل يتردد في الفلسفة المعاصرة. وستسمح لي الظروف, برفقة الكاتب محمد أهروبا للقاء آخر ممثلي مدرسة فرانكفورت النقدية: يورغن هابرماس. البداية كانت في دار النشر سوركامب, حيث تلقينا دعوة لزيارة الدار, وهناك تطلعنا المسؤولة عن حقوق الترجمة على رسالة مهمة معروضة في صالة تحوي صور كل الكتاب الذين نشروا في هذه الدار العريقة, الرسالة لبرتولد بريشت, وهي تضم سطراً واحداً لا أكثر, يؤكد فيها بريشت رغبته الحقيقية في التعاون مع الدار. وتوجهت المسؤولة إلينا قائلة: هذه الرسالة هي التي صنعت مجد سوركامب! بعد حديث دام أكثر من ساعة حول مشروع ترجمة كتاب لهابرماس, وحول ما ترجم له لحد الآن إلى العربية, وحول الثقافة العربية عموماً وصناعة الكتاب في العالم العربي, تدعونا المسؤولة لمرافقتها, وهناك أمام خزانة مملوءة بالكتب, تعرض علينا حمل ما نريد من الكتب, ثم تعدنا في النهاية بأنها ستتكفل إخبار هابرماس رغبتنا في الالتقاء به. وفعلاً, فلن تمر أسابيع قليلة حتى تصل رسالة من الفيلسوف الكبير يدعونا فيها إلى لقائه في مقهى Laumer, مقهى يبعد مسافة أمتار عن الجامعة, وقد تعود فلاسفة مدرسة فرانكفورت النقدية على ارتياده في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.</p>
<p>منذ تلقيت تلك الرسالة وأنا في سباق مع الزمن من أجل الاستعداد لهذا اللقاء. بل إني فضلت أن أنعزل بنفسي في غرفة صغيرة بمدينة ماربورغ التي تبعد ساعة زمن بالقطار عن فرانكفورت, والتي كان أعد فيها هابرماس رسالة الدكتوراه بعد خصومته مع أدورنو, تحت إشراف الفيلسوف والمناضل اليساري الكبير آبندروت. ومحمد نفسه لم يغمض له جفن. دفن رأسه أسابيع بأكملها في كتب هابرماس واطلع على معظم الحوارات الفلسفية التي أجريت معه. ودلف هابرماس إلى المقهى. كانت نبضات قلبي تركض في جنون. ولكني سرعان ما ارتحت لصوته, وهو يسألنا في دعابة: أين الجرائد يا طلبتي الأعزاء؟ ثم يجلس إلينا ويدعونا لطلب ما نريد من النادل. وامتد بنا الحوار لأكثر من ساعة. وأتعلم في هذه الساعة أشياء لم أتعلمها في سنوات بأكملها. سحرنا هابرماس بتواضعه الكبير. بقدرته الفائقة على الإصغاء. تحدثنا عن الفلسفة المعاصرة وعن مدرسة فرانكفورت وحكى هابرماس عن زيارته إلى إيران وكيف اندهش للثقافة الكبيرة التي يتمتع بها المفكرون الإيرانيون, كما نصحنا بقراءة كتب آكسل هونيث, الرئيس الحالي لمؤسسة الأبحاث الاجتماعية. وخلال كل ذلك كان هابرماس يصغي لأسئلتنا وانتقاداتنا في انتباه. ثم سألنا إن كنا نحتاج إلى كتبه, فهو مستعد لأن يبعث بها إلينا. ولا أنسى في هذا المقام أن أذكر إعجابه بالكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي التي التقاها في اسبانيا بمناسبة حصولهما على جائزة ملك اسبانبا خوان كارلوس وكيف ظل يردد علينا: إنها امرأة قوية... قوية... في النهاية قام هابرماس مودعاً, وقبل أن يتجاوز باب المقهى إلى الخارج استدار إلينا ورفع يده بالتحية مرة أخرى مودعاً. لن أنسى ملامح وجهه لحظة الوداع.</p>
</p>
http://www.daralhayat.com/supplements/horizsup/