PDA

View Full Version : خلاصة كتاب لشخص عزيز علي جدا .


نون ام عمر
21-08-2004, 03:20 AM
كتاب عزيز علي نفسي لعلاقته بشخصية فذة من نجوم المسلمين بل هو قمرهم ان صح التعبير

وان كنت ابحث عن سيرته .....
لم اجدها الا في كتاب لمجموعة من الرسائل التي اؤلفت في سيرته


ذلكم شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني


مستخلص .. من مستخلص ... من الجامع لسيرة شيخ الاسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون
جمعه ـ محمد شمس ـ على العمران ـ اشراف : بكر ابو زيد ....




** وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا**
يحكى ان بعض العلماء قال ـ ان القصص والحكايات جند من جنود الله ..
ولنا من قصصهم وسيرهم عبرة وقدوة .......
قلت يا ليل هل بجوفك سر ** عامر بالحديث والاســـــــرار
قال لم الق في حياتي حديثا ** كحديث الاحباب في الاسحار

تقي الدين ابن تيمية ابوالعباس احمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام النميري نسبا , الحراني مولدا , ثم الدمشقي منشأ ومدفنا , الحنبلي مذهبا ثم المجتهد , المشتهر بابن تيمية المجدد
ولد بحران ـ بلدة بين الشام والعراق ـ سنة احدى وستين وستمائة . ثم هاجر مع والده واهل بيته من حران الى دمشق ..

** نشأ في تصون تام وعفاف برا بوالديه تقيا ورعا عابدا ناسكا صواما قواما
كان ابيض البشرة , اسود الراس واللحية قليل الشيب , ربعة من الرجال , جهوري الصوت فصيحا , تعتريه حدة ثم يقهرها بحلم وصفح ...
لم يرث العلم عن كلالة , وانما نشا في بيت علم منهم ابوه وجده المجد .
طلب العلم بنفسه قراءة وسماعا من خلق كثير, وقرأ بنفسه الكتب , ولازم السماع مدة سنين فبلغت شيوخه نحو ـ مئتي ـ شيخ . واشتغل بالعلوم , وكان من اذكى الناس , كثير الحفظ ......... صار اماما في التفسير وعلوم القران , عارفا بالفقه واختلاف العلماء , بارعا في النحو واللغة والمنطق وعلم الحساب والجبر والمقابلة , وعلم الحساب وعلم اهل الكتابين واهل البدع وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية , حتى انه ماتكلم معه فاضل في فن من الفنون الا ظن ان ذلك الفن فنه , وصار حفظه للحديث مميزا بين صحيحه وسقيمه عارفا برجاله وعلله متضلعا من ذلك مع التبحر في علم التاريخ .
ـ افتى , وبدأ في التأليف في سن السابعة عشرة من عمره .......... درس في الحادية والعشرين من عمره
ـ بدا درس التفسير بالجامع الاموي وهو ابن ثلاثين , واستمر سنين متطاولة ..
ـ حج مرة واحدة وعمره سنة 692 اي وعمره 31 سنة , وبعد عودته من الحج آلت اليه الامامة في العلم والدين ..
ـ نشر العلم في دمشق ومصر , والقاهرة , والاسكندرية , وفي سجونها , وفي الثغر .

من لي بمثل سيرك المدلل ** تمشي رويداً وتجي في الأول

ملامح شخصيته : ـ
ـ مارزقه الله من قوة البدن واعتداله , وقوة الاداء في صوته فقد كان جهوريا , يستولي على قلوب سامعيه .
ـ قوة الحفظ فقد بهر الفضلاء بذلك , قلما حفظ شيئا فنسيه , وقد كان يحفظ ( المحلى ) لابن حزم ويستظهره , سمع المسند مرات وماضبطت عليه لحنة متفق عليه.
ـ قوته في فرط ذكائه , وسيلان ذهنه , وسرعة ادراكه , ولهذا قيل عنه ـ كأن عينيه لسانان ناطقان ـ
قوة نبوغه المبكر .. ناظر وهو دون البلوغ , وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار ....... ولايعرف انه ناظر احدا فانقطع معه .
من قوة نبوغه قوته الطلب والتلقي والاخذ عن الشيوخ , والبحث والقراءة والمطالعة .
ـ قوته في ضبط النفس والسيطرة عليها من ملاذ الدنيا . .. رفضه للأ عطيات , ماتزوج
ولاتسرى قط ـ لارغبه عن هذه السنة ـ لكنه مثقل الظهر بهموم العلم والدعوة والجهاد .
ـ قوته في مواقفه الجهادية والمغازي الاسلامية , وكسر شوكة الملاحدة والباطنية
ـ قوته في حياته الجادة التي لاتعرف الهزل , فضلا عن سافل الاخلاق من الغيبة والنميمة , وماعرفت عثرة له في شيئ من ذلك , وكانت مجالسه عامرة بالخير لايجرؤ المغتابون على غشيانها.
ـ قوته مع الولاة , في النصح والامر والنهي .
ـ قوته في تعبده , وتألهه , مداومة الذكر والاوراد لايشغله عن هذا شاغل ولايصرف صارف .
ـ قوته في تفجير دلالات النصوص , شق الانهار منها واستخراج كنوزها , وهذه وحدها تعطي طالب العلم دفعة الى ادامة النظر في كتبه وقراءتها مرة بعد اخرى .
ـ قوته في التأليف , فكان من افراد الدهر في كثرة تآليفه , وقدرت مؤلفاته بخمسمائة مجلد , وبأربعة آلاف كراس او اكثر ... كانت مؤلفاته في غاية الإبداع وقوة الحجة وحسن التصنيف .خالصة من الشَبه والشٌبه .

وللحديث بقية ...
تذكر نجداً والحديث شجون *** فجن اشتياقا والجنون فنون



فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين

نون ام عمر
21-08-2004, 03:22 AM
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلت عن الحصر
هو حجة لله قاهــــــــرة *** هو بيننا اعجوبة الدهــــــر
هو آية للخلق ظاهـــرة *** انوارها أربت على الفجـــر

قال عنه الامام العمري : هو البحر من أي النواحي جئته , والبدر من أي الضواحي أتيته جرت آباؤه لشأو ما قنع به .......... كان امة وحده , وفردا حتى نزل لحده , اخمل من القرناء كل عظيم واخمد من اهل الفناء كل قديم
ماكان بعض الناس الا مثلما ** بعض الحصا الياقوتة الحمراء
اثنى عليه من العلماء والصالحين .. كثير
قال عنه الزملكاني : .. ومن عظمت به لله علينا المنة , وقامت به على اعدائه الحجة , واستبانت ببركته وهديه المحجة , تقي الدين ابي العباس احمد ابن تيمية .
وقال عنه الشيخ عماد الدين الواسطي هو شيخنا السيد الامام محي السنة وقامع البدعة
ناصر السنة مفتي الفرق................
الى ان قال: والله والله والله ثم والله لم ار تحت اديم السماء مثله علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا وكرما وكلما في حق نفسه وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته .
قال عنه القاضي ابو الفتح بن دقيق العيد : لما اجتمعت بابن تيمية رايت رجلا كل العلوم بين عينيه ...
وحسبه من الثناء الجميل , قول استاذ ائمة الجرح والتعديل : ابي الحجاج المزي , قال عنه : مارأيت مثله ولارأى هو مثل نفسه , وما رايت احدا اعلم بكتاب الله وسنة رسوله , ولا اتبع لهما منه .

وعاينت بداراً لايرى البدر مثله *** وخاطبت بحراً لايرى العِبر عائمه

ولــــــــــــــــــكن ... كل امرىٍ حاز المكارم محسود

ان عالما يفتح الله عليه بميراث علم النبوة , وينظر في واقع الحياة فيرى في ظلمات الاعراض عن الوحي والتنزيل ما الله به عليم : حلولية . اتحادية . طرقية بدعية . جهمية . معتزلة . اشاعرة . مقلدة متعصبة . وكل يرى ان ماهو عليه هو الحق ... ثم , ثم
يـــــــــــــــــــــأتي حامل الضياء , فيكاسر هؤلاء وهؤلاء , لاشك ’ لاشك ’ سيكون له خصوم وخصوم مما ادى الى سجنه تارة , والترسيم عليه تارة , ومناظرته تارة , واذايته بالمحن الاخرى تارة اخرى , واغراء السفهاء , وتسليط الدهماء ,, وهكذا وهكذا من صنوف الاذى .. ومن كل ذلك قد نال شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ

كضرائر الحسناء قلن لوجهها * * * حســـــــــــدا وبغضا انه لدميم
ومن نظر في سير المصلحين وما الف من كتب مفردة في إذايتهم مثل كتاب ـ المحن ـ لأبي العرب وغيره لم ير عالما لحقه من صنوف الأذايا من سجن وغيره مثل شيخ الاسلام
وحسبه انه لما بلغ ـ الثانية والثلاثين من عمره وبعد عودته من حجته .. بدأ تعرضه لأخبئة السجون , وبلايا الاعتقال والترسيم عليه ـ الاقامة الجبرية ـ ابتداء من عام 693 الى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق 728 وكان سجنه اربع مرات .. كل ذلك من سعي خصومه عليه ... ومؤمراتهم .. ضده ......
ولكن ............ وقفة ـ لو تاملنا ... من بقي ذكره . .!!!؟
مات اعداءه بمكرهم وبقي هو حيا بيننا بنورعلمه ـ ( احياء عند ربهم يرزقون )

وللحديث بقية ............
تذكر نجدا والحديث شجون ** فجن اشتياقا والجنون فنون

فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين

نون ام عمر
21-08-2004, 03:24 AM
وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بايتنا يوقنون )
لم يترك اعدائه سبيل الى ايذائه الا اتخذوا اليه سبيلا ..
ا تخذوا بعد ــ ان اعيتهم الحيل ـ قضية الكذب والتقول والتزوير على الشيخ . .
قال البرازلي : عن خصومه : ( وحرفوا الكلام وكذبوا الكذب الفاحش )
بل حكى الشيخ ـ نفسه ـ : ( انا اعلم ان اقواما يكذبون علي كما قد كذبوا علي غير مرة .. )
ولكن ( ويحق الله الحق ويبطل الباطل )
يصف الذهبي ثبات الشيخ امام خصومه فقال : ( ... حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه .. وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي ...)
لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة ( 708 ) وقالوا له :
( ياسيدي قد حملونا كلاما نقوله لك , وحلفونا انه مايطلع عليه غيرنا : ان تنزل لهم عن مسألة العرش ومسألة القران , ونأخذ خطك بذلك , نوقف عليه السلطان ونقول له : هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه , قد رجع عنه ونحن نقطع الورقة . . ـ اي غاية ماارادوا اخذ شيئ بخطه يعذرهم عند السلطان في حبسه , لكن حتى هذا لم يظفروا به من الشيخ _
قال لهم الشيخ : تدعونني ان اكتب بخطي انه ليس فوق العرش إله يعبد , ولا في المصاحف قران , ولا لله في الارض كلام ؟! ودق بعمامته الارض , وقام واقفا ورفع براسه الى السماء , وقال : اللهم اني اشهدك على انهم يدعونني ان اكفر بك وبكتبك ورسلك , وان هذا شيئ ما أعمله .. ) ثم دعا عليهم ..
ولما قالوا له كل هذا يعملونه حتى توافقهم , وهم عاملون على قتلك , او نفيك , او حبسك , فقال لهم : انا ان قتلت كانت لي شهادة , وان نفوني كانت لي هجرة , ولو نفوني الى قبرص دعوت اهلها الى الله واجابوني , وان حبسوني كان لي معبدا , وانا مثل الغنمة كيفما تقلبت , تقلبت على صوف , فيئسوا منه وانصرفوا .
كان يقول : ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة .
وكان كثيرا مايقول : ما يصنع اعدائي بي ؟ انا جنتي وبستاني في صدري , اين رحت فهي معي , لا تفارقني , انا حبسي خلوة , وقتلي شهادة , وإخراجي من بلدي سياحة .

سلامة قلبه ... ( الا من اتى الله بقلب سليم )
لما تولى الناصر محمد بن قلاوون سنة 709 افرج عن الشيخ ـ من سجنه ـ واراد ان ينتقم للشيخ من القضاة والفقهاء .. ,, واخذ يحثه على ان يفتي في قتلهم ...
فهم الشيخ مراد السلطان فأخذ في تعظيم القضاة والعلماء , وينكر ان ينال احدا منهم سوء , وقال له اذا قتلت هؤلاء لاتجد بعدهم مثلهم , فقال له , انهم قد آذوك وارادوا قتلك مرارا . فقال الشيخ : من آذاني فهو في حل , ومن آذى الله وسوله فالله ينتقم منه , وانا لا أنتصر لنفسي , ومازال به حتى حلم عنهم وصفح .
فكان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول : ماراينا مثل ابن تيمية حرضنا عليه فلم نقدر عليه , وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا .
كرب القلب من جواه يذوب * * حين قال الوشاة هند غضوب

سعة علمه .. ( انما يخشى الله من عباده العلماء )
كانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم , ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به ... واليه المنتهى في عزوه الى ( الكتب الستة ) و ( المسند ) بحيث يصدق عليه ان يصدق عليه ان يقال ( كل حديث لايعرفه ابن تيمية فليس بحديث ) ولكن الاحاطة لله غير انه يغترف فيه من بحر وغيره من الائمة يغترفون من السواقي , واما التفسير فسلم اليه وله في استحضار الايات للاستدلال قوة عجيبة ...
وكان يكتب في اليوم والليلة من التفسير او الفقه او من الاصلين او من الرد على الفلاسفة .. اربعة كراريس
بل كان يقول : ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مئة تفسير ثم اسأل الله الفهم واقول :
يا معلم ابراهيم , ويذكر قصة معاذ بن جبل بقوله : ان العلم والايمان مكانهما , من ابتغاهما وجدهما , فاطلب العلم عند اربعة وسماهم , ابي الدرداء , ابن مسعود , سلمان الفارسي , وعبدالله بن سلام , فان اعياك العلم عند هؤلاء , فليس هو في الارض , فاطلبه من معلم ابراهيم .
واما الملل والنحل , ومقالات ارباب البدع الاول , ومعرفة ارباب المذاهب .. فكان في ذلك بحرا يتموج وسهما لا يتعوج .
واما المذاهب الاربعة فإليه في ذلك الاشارة , وعلى ماينقله الاحاطة والادارة ..
ونختم بقول الذهبي : كان فريد عصره .. ان ذكر التفسير فهو حامل لوائه , وان عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق . وان حضر الحفاظ نطق وخرسوا , وسرد وابلسوا , وان سمى المتكلمون فهو فردهم واليه مرجعهم وان لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلسهم وتيسهم , وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة ...

ان في الموج للغريق لعذرا * * * واضحا ان يفوته تعداده

وللحديث بقية .....
فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين

نون ام عمر
21-08-2004, 03:26 AM
كان من اثار الشيخ العملية ازالة معالم الوثنية والشركية
وذلك بتكسير الاحجار التي كان الناس يزورونها ( العمود المخلق , البلاطة السوداء , الصخرة الكبيرة ,,, , وكانوا يتبركون بها , ويقبلونها , وينذرون لها النذور ويطلبون عندها قضاء حاجتهم .,
ويعتقدون ان فيها ـ اولها ـ سرا , وان من تعرض لها بسوء ـ بقال او فعال ـ اصابته في نفسه آفة من الآفات !!.
فشرع الشيخ يعيب تلك الحجارة , وينهى الناس عن إتيانها أو ان يفعل عندها شيئ مما ذكر او ان يٌحسن بها الظن .
فقال له بعض الناس : انه قد جاء حديث ان ام سلمة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالتين والزيتون , فاخذت تينة وزيتونة وربطت عليهما وعلقتهما حرزا . وبقيت كلما جاء اليها احد به مرض تحطه عليه فيبرا من ذلك المرض . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك , فقالت : سمعتك تقرأ بالتين والزيتون , فقلت : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الا وفيه سر او منفعة , فعملت تينة وزيتونة لي حرزا , واحسنت ظني به , ونفعت بذلك الناس , فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو احسن احدكم ظنه بحجر لنفعه الله به )
فقال الشيخ : هـــــــــــــــذا الحـــــــــــــــديث كله ـ من اوله الى آخره ـ كــــــذب مختــــــــلق
وافك مفتـــــــــرى على رسول الله صلىالله عليه وسلم وعلى ام سلمة ـ رضي الله عنها ـ
والذي صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عزوجل انه قال :
( انا عند ظن عبدي بي , وانا معه اذا دعاني .. ) الحديث . و ( انا عند ظن عبدي بي , فليظن بي خيرا ) . وقال : ( لايموتن احدكم الا ويحسن ظنه بالله الذي تفرد بخلقه , واوجده من العدم ولم يكن شيئا , بيده ضره ونفعه , ) كما قال امامنا وقدوتنا ابراهيم الخليل :
( الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . والذي يميتني ثم يحيين , والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين )
فهذا الرب العظيم الكبير المتعال . الذي بيده ملكوت كل شيئ , يحسن العبد به ظنه ,
مايحسن ظنه بالاحجار , فان الكفار احسنوا ظنهم بالاحجار فادخلتهم النار ( انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون )
وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يستجمر من البول بثلاثة احجار , ماقال احسنوا ظنكم بها , بل قال : استجمروا بها من البول , وقد كسر النبي صلى الله عليه وسلم الاحجار التي احسن الظن بها حتى عبدت حو ل البيت وحرقـــــــها بالنــــــــار .

ــ من اعماله الجليلة ..
انكاره على الزيارات الشركية : اي نهى عن ان تزار القبور للتبرك او الدعاء عندها او الاستغاثة باهلها وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم احياء , والذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )
ـــ كان كثيرا ما ينهى عن اتيان المشاهد وتعظيمها .. ويامر باتيان المساجد وتعظيمها وكان يقول ان من عادة الرافضة انهم يخربون المساجد ويعمرون المشاهد ويعظمونها بخلاف المساجد , وقد قال سبحانه : ( انما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الاخر ) ولم يقل سبحانه ـ مشاهد الله ـ
يحكى ان رجلا من اهل القاهرة اتاه , فقال له :
ان ابي حدثني عن ابيه ان هذا المشهد بناه بنو عبيد وان راس الحسين ماجاء الى ديار مصر , لكن جرت لي واقعة , اني وانا صغير كنت اجري فوق سطح هذا المشهد , وماله عندي حرمة بما حدثني ابي عنه , فبينما انا نائم ليلة وانا ارى عجوزا زرقاء العينين شمطاء الراس ومعها قيد , فحطته في رجلي وقالت : تتوب ولا تعود تجري فوق سطح المشهد ؟ فقلت : التوبة , التوبة, ما بقيت اعود , فقعدت وانا مرعوب ..
فقال له الشيخ : وهذا ايضا حجة لي على صحة ما اقوله , فان هذه شيطانة هذا الموضع
وهي التي تزينه للناس , وكذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ بقطع ( العزى ) فقال له : لما قطعت العزى اي شيئ رايت خرج ؟؟؟ !!!
فقال : خرجت منها عجوز شمطاء هاربة نحو اليمن , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( تلك شيطانة العزى ))

مما يروى من سيرته ان ثلاثة رهبان من الصعيد . ناظرهم واقام عليهم الحجة بانهم كفار وماهم على الدين الذي كان عليه ابراهيم والمسيح . فقالوا له : نحن نعمل مثل ماتعملون
انتم تقولون بالسيدة نفيسة ونحن نقول بالسيدة مريم . وقد اجمعنا نحن وانتم على ان المسيح ومريم افضل من الحسين ومن نفيسة , وانتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك .
فقال لهم : وان من فعل ذلك ففيه شبه منكم , وهذا ماهو دين ابراهيم الذي كان عليه فان الدين الذي كان ابراهيم عليه ان لا نعبد الا الله وحده , لاشريك له . ولاند له , ولاصاحبة له , ولا ولد له , ولا نشرك معه ملكا ولاشمسا ولا قمرا ولا كوكبا و لا نشرك معه نبيا من الانبياء ولاصالحا : (( إن كل من في السموات والارض الا ءاتي الرحمن عبدا ))
وان الامور التي لا يقدر عليها غير الله لا تطلب من غيره مثل انزال المطر وإنبات النبات وتفريج الكربات والهدي من الضلالات وغفران الذنوب , فانه لا يقدر احد من جميع الخلق على ذلك ولا يقدر عليه الا الله . والانبياء عليهم الصلاة والتسليم ـ نؤمن بهم ونوقرهم ونتبعهم ونطيعهم : ( ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون ).
فجعلوا العبادة والطاعة لله وحده .. فلو كفر احد بنبي من الانبياء وآمن بالجميع مانفعه أيمانه حتى يؤمن بذلك النبي . وكذلك لو آمن بجميع الكتب وكذب بكتاب كان كافرا حتى يؤمن بذلك الكتاب وكذلك الملائكة واليوم الاخر .
فلما سمعوا ذلك منه قالوا :
الدين الذي ذكرته خير من الدين الذي نحن وهؤلاء عليه , ثم انصرفوا من عنده .

وللحديث بقية....
ان كريم الاصل كالغصن كلما *** ازداد من خير تواضع وانحنى ..


فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين

نون ام عمر
21-08-2004, 03:27 AM
اخر ورقة ـــــ
شجاعة الشيخ :ـ
مما حكي من شجاعته في مواقف الحرب نوبة شقحب ونوبة كسروان مالم يسمع الا عن صناديد الرجال وابطال اللقاء واحلاس الحرب تارة يباشر القتال , وتارة يحرض عليه ..
ركب الى السلطان واستنفره , وجعل يثبته ويشجعه , فلما راى السلطان كثرة التتار
قال : يا لخالد بن الوليد !! فقال له : لا تقل هذا , بل قل يا الله , واستغث بالله ربك , ووحده وحده تنصر , وقل : يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين . ثم ما زال يقبل تارة على الخليفة وتارة على السلطان ويهدئهماويربط جأشهما حتى جاء نصر الله والفتح

............. هذا ,,,,,

وقد انتهت اليه الامامة في العلم , والعمل , والزهد , والورع , والشجاعة , والكرم , والتواضع , والحلم , والمهابة , ....... ,,,,, وحسن القصد والاخلاق والتمسك بالاثر ونفع الناس والاحسان اليهم .

وفاته : ـ
في الثلث الاخير من ليلة الاثنين المسفر صباحها عن العشرين من ذي القعدة كانت وفاة الشيخ في معتقله بدمشق , مرض قبلها سبعة عشر يوما , ولما منع من الكتابة والتصنيف عكف على التلاوة , فيقال انه قرأ ثمانين ختمة , وقرأ من الحادية والثمانين الى سورة الرحمن , واكملها اصحابه الذين دخلوا عليه حال غسله وتكفينه ...
واجتمع لجنازته خلق عظيم !! ؟ وحرز الرجال بستين الفا واكثر الى مائتي الف, والنساء بخمسة عشر الفا .. فصرخ صارخ وصاح صائح :
هكذا تكون جنائز ائمة السنة ! فتباكى الناس وضجوا عند سماع هذا الصارح
والناس في بكاء وتأسف
,,,,,,, على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ,,,,,,
وبالجملة كان يوما مشهودا لم يعهد مثله بدمشق .. حتى انه لم يدفن الا قريبا من العصر .. حتى صلى بعض الناس عليه ـ صلاة الغائب في غالب بلاد الاسلام حتى في اليمن والصين . ..
ولك ان تذكر قول امام اهل السنة احمد :
قولوا لأهل البدع : بيننا وبينكم الجنائز
وقد رؤيت له منامات باهرة صالحة . ورثي باشعار كثيرة وقصائد مطولة جدا , وقد افردت له تراجم كثيرة وصنف في ذلك جماعة من الفضلاء وغيرهم .
.......... وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب , ولكن خطأه بالنسبة الى صوابه كنقطة في بحر لجي . وخطأه ايضا مغفور له كما جاء في البخاري
ـ اذا اجتهد الحاكم فأصاب فله اجران واذا اجتهد فأخطأ فله اجر ـ فهو مأجور
ـ وكما يقو ل مالك ـ كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر ـ


ونحب ان نختم بتقريظ ابن حجر :
حيث قال ـ انتم شهداء الله في الارض ـ
كان يوم جنازته يوم مشهود فلم يتخلف عن جنازته من الفقهاء الا ثلاثة ـ خوفا علىانفسهم من العامة ـ
ومع هذا الحضور العظيم .. لم يكن باعثه الا اعتقاد امامته وبركته , لا بجمع سلطان ولاغيره ..
... ومع انه قام عليه كثير من العلماء سواء في الاصول او الفروع ..
.. الا انك تجد هم كلهم معترفون بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده , ووصفه بالسخاء والشجاعة , وغير ذلك من قيامه في نصرة الاسلام .. ... بل ان ائمة عصره قد شهدوا له بان ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه , حتى شهد بذلك اعدائه ..
ومن اعجب العجب , ان هذا الرجل كان اعظم الناس قياما على البدع من الروافض , والحلولية , والا تحادية , وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة , وفتاويه فيهم لاتدخل تحت الحصر , فيا قرة اعينهم اذا سمعوا بكفره , وياسرورهم اذا رأوا من يكفره من اهل العلم
فالواجب على من تلبس بالعلم , وكان له عقل ان يتامل كلام الرجل من تصانيفه المشتهرة او من السنة من يوثق من اهل النقل , فيفرد من ذلك ماينكر , فيحذر منه على قصد النصح , ويثني عليه بفضائله فيما اصاب من ذلك , كدأب غيره من العلماء الانجاب
.................................. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
انتهى بحمد ربنا ...

اهابك اجلالا ومابك قدرة *** علي ولكن ملء عين حبيبها


اختكم سهام الليل ـ نون ـ

فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالح

لمياء
21-08-2004, 03:53 PM
.. مساؤكِ كل البركة .. نون ..

.. كلما أقرأ اسمك تمر في خاطري الآية الكريمة " ن و القلم و ما يسطرون " ..

.. سبحان من أقسم بالقلم .. و جعل العلم طريقاً إلى الجنّة ..

.. بارك الله فيك و لك على جميل الاختيار و الانتقاء ..

.. دُمتِ بخير ..

أبو يحى
27-08-2004, 08:35 PM
كتب شيخ الإسلام بن تيمية و تلميذه إبن القيم الجوزية


http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp