PDA

View Full Version : التحذير من تأجيل الطاعة !!


فتى دبي
23-06-2004, 11:59 PM
حقاً لا فوز إلا في طاعة اللَّّه، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غني إلا في الافتقار لرحمته.

لقد خلقنا رب العزة لعبادته ومعرفة ماهية وجودنا، لذا قال تعالي: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.. فخلق الخلق ليعبدوه، وأوجدهم في الدنيا ليطيعوه ويتقوه، ماكانت عبادة الجن والإنس من أجل نفع يصل إلي اللَّه تعالي من وراء ذلك إنه تعالي غني عن العالمين. روي مسلم أن رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قال: (قال اللَّه تعالي يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني.. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي: فلا تشتغل بما هو لك عما أنت له) وقال الحسن: يا ابن آدم طلبت الدنيا طلب من لابد منها، وطلبت الآخرة طلب من لا حاجة له منها. والدنيا قد كفيتها وإن لم تطلبها والآخرة بالطلب منك تنالها. فاعقل شأنك يا ابن آدم لايزال دينك متمزقا مادام قلبك بحب الدنيا متعلقاً.

ونبي الإسلام - صلي اللَّه عليه وسلم - يبين لنا أسف اللاهين وحسرة الغافلين في قوله: ليس يتحسر أهل الجنة إلا علي ساعة مرت بهم لم يذكروا اللَّه عز وجل.

ومن عرف أن الوقت كالذهب. بل أغلي وأنفس. فلا يضيعه في غير موضعه. ومن أمضي يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه أو مجد بناه أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وورد ما معناه: (ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم: أنا خلق جديد. وعلي عملك شهيد فتزود مني فإني (لا أعود إلي يوم القيامة).

إن تأجيل أداء الواجب والطاعة اعتمادا علي فسحة الوقت أو طول العمر ظلم كبير. وخسارة لا تعوض فإن مفاجآت الحياة لا معادلها. وما التسويف إلا تأخير ما طلب منك في وقته فتتراكم الواجبات. وتفتر الهمة ويتحقق العجز. وإن ذلك لهو الخسران المبين. فعمر العبد قيد لأعماله الصالحة المقربة له من اللَّه تعالي. والموجبة له جزيل الثواب في الآخرة. وهذه هي السعادة التي يكدح لها العبد ويسعي من أجلها. وليس له منها إلا ما سعي. ولذلك عظمت مراعاة السلف الصالح لأنفاسهم ولحظاتهم، وبادروا إلي اغتنام ساعاتهم وأوقاتهم، ولم يضيعوا أعالهم وأعمارهم في البطالة والتقصير، ولم يقنعوا لمولاهم إلا بالجد والتشمير.. قال سيدنا رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: (ما من أحد يموت إلا ندم، قالوا وما ندامته يا رسول اللَّه؟ قال إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم ألا يكون نزع): أي أقلع عن الذنب. وقال عمر بن الخطاب - رضي اللَّه عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحسابوا وزنوها قبل أن توزنوا وتهيأوا للعرض الأكبر: قال تعالي: يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية .

ومعني المحاسبة: أن ينظر الإنسان في رأس المال. وفي الربح. وفي الخسران. فرأس المال في دينه الفرائض. وربحه النوافل والفضائل وخسرانه المعاصي. مأخوذ عليه في سمعه وبصره في لسانه وفي جوارحه. مأخوذ ذلك في قوله تعالي: أحصاه اللَّه ونسوه وقال بعض الحكماء: عجبت ممن الدنيا موليه عنه والآخرة مقبلة إليه يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة.

فرأس مالك الذي يمكنك أن تشتري به سعادة الأبد هو العمر فإياك أن تضيع أوقاته وأيامه وساعاته وأنفاسه فيما لا خير فيه ولا منفعة فيطول تحسرك بعد الموت إذا عرفت قدر الفائت وتحققته.

فعليك أن تصرف همتك إلي التقرب للَّه بطاعته، ولا تكن لسخطه متعرض، ولعقوبته مستحق، ولتشمر فإن الأمر جد.

وللَّه در من قال:

تزود للذي لابد منه

فإن الموت ميقات العباد

وتب مما جنيت وأنت حي

وكن منتبها قبل الرماد

أترضي أن تكون رفيق قوم

لهم زاد وأنت بغير زاد

هذا وإن شئت فتدبر قول رب العزة سبحانه وتعالي: وما تفعلوا من خير يعلمه اللَّه وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب.

قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: (النادم ينتظر من اللَّه الرحمة والمعجب ينتظر المقت. واعلموا عباد اللَّه أن كل عامل سيقدم علي عمله ولا يخرج من الدنيا إلا إذا رأي حسن عمله أو سوء عمله. وإنما الأعمال بخواتيمها. والليل والنهار مطيتان. فأحسنوا السير عليهما للآخرة. وأحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترن أحدكم بحلم اللَّه عز وجل. فإن الجنة أو النار أقرب لأحدكم من شراك نعله..) ثم قرأ صلي اللَّه عليه وسلم: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .

هايدي
24-06-2004, 04:02 AM
أخي الكريم .. فتى دبي


مع كثرة مغريات الحياة وفتنها ..

إلا أن هناك من يجاهد نفسه في مواقمة تلك التيارات الجارفة ..

التي جرفت الكثير من القلوب بعيداً عن شاطئ ذكر الرحمن والعيش في روضته ..


نسأل الله لنا ولكم الثبات حتى الممات ..

وأن يلهمنا ذكره وشكره ..


جزاك الله خيراً على ما نفعت وذكرت ..

ليلك الامارات
24-06-2004, 12:05 PM
جزاك الله خير ...فتى دبي