PDA

View Full Version : فتوى شيخنا حمود الشعيبي رحمه الله في المفكر سيد قطب رحمه الله


yazeed6
26-05-2004, 03:48 AM
السؤال :
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

[SIZE=5]الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته..
[/COLOR=red]ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .[/COLOR]

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ
[SIZE]

ماض على الطريق
26-05-2004, 04:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله سيد قطب وأدخله فسيح جناته


وشكرا لك أخ يزيد لنقلك هذه الفتوى

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 06:24 AM
فتوى العلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله
قال سيد قطب - عفا الله عنه - في "ظلال القرآن" في قوله تعالى: ?الرحمن على العرش استوى ? : (أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق) "الظلال" (4/2328)، (6/3408) ط 12، 1406، دار العلم .

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: ( هذا كله كلام فاسدٌ ، هذا معناه الهيمنة، ما أثبت الاستواء : معناه إنكار الاستواء المعروف، وهو العلو على العرش، وهذا باطلٌ يدل على أنه مسكين ضايع في التفسير) .



ولما قال لسماحته أحد الحاضرين بأن البعض يوصي بقراءة هذا الكتاب دائماً،
قال سماحة الشيخ ابن باز: (الذي يقوله غلط - لا.. غلط - الذي يقوله غلط سوف نكتب عليه إن شاء الله). المرجع: (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 - تسجيلات منهاج السنة بالرياض).

فتوى (2) للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :

وقال سيد قطب في كتابه "التصوير الفني في القرآن" عن موسى عليه السلام:

( لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج…?ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه? وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين).

ثم يقول عند قوله تعالى: ?فأصبح في المدينة خائفاً يترقب?، قال: (وهو تعبير مصور لهيئة معروفة، هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة وتلك سمة العصبيين) "التصوير الفني" (200، 201، 203) ط 13، دار الشروق.

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لما قرىء عليه مثل هذا الكلام: (الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة). المرجع: (درس لسماحته في منزله بالرياض سنة 1413 - تسجيلات منهاج السنة بالرياض).

فتوى (3) للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.

وقال سيد قطب في كتابه "كتب وشخصيات" (ص242) عن معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص رضي الله عنهما: (إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.

وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل . وإنه لفشل أشرف من كل نجاح).

قال الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله - لما سئل عن هذا الكلام وقرىء عليه:

(كلام قبيح !! هذا كلام قبيح سب لمعاوية وسب لعمرو بن العاص ؛ كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر. معاوية وعمرو ومن معهما مجتهدون أخطأوا ( 1 ). والمجتهدون إذا أخطأوا فالله يعفوا عنا وعنهم).

قال السائل: قوله: (إن فيهما نفاقاً) أليس تكفيراً ؟

قال الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: (هذا خطأ وغلط لا يكون كفرا ؛ فإن سبه لبعض الصحابة، أو واحد من الصحابة منكرٌ وفسق يستحق أن يؤدب عليه - نسأل الله العافية - ولكن إذا سب الأكثر أو فسقهم يرتد لأنهم حملة الشرع. إذا سبهم معناه قدح في الشرع.

قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام ؟

قال سماحة الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: ينبغي أن تمزق.

ثم قال الشيخ: هذا في جريدة ؟.

قال السائل: في كتاب أحسن الله إليك.

قال الشيخ عبد العزيز: لمن ؟.

قال السائل: لسيد قطب.

قال الشيخ عبد العزيز: هذا كلام قبيح.

قال السائل: في "كتب وشخصيات".

المرجع: (شرح رياض الصالحين لسماحته بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416).


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى العلامة المحدث / محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله


قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معلقاً على خاتمة كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" :

(كل ما رددته على سيد قطب حقٌ صوابٌ، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.

فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام).

المرجع: (من ورقة بخط الشيخ الألباني رحمه الله كتبها في آخر حياته).

فتوى (2) للعلامة المحدث ناصر الدين الألباني:

قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في سياق مناقشة لشخص: أنا قلت يوماً ما بالنسبة لسيد قطب. تسمع بالشيخ عبد الله عزام ؟

قال السائل: نعم.

قال الشيخ: جزاك الله خيراً، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين، ومنذ قريب سبع سنين أو ثمان سنين الإخوان المسلمون اتخذوا قراراً بمقاطعة الألباني ؛ مقاطعة دروسه ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته علماً أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين الذي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر (هيك) ( 1 ) صغير وقلم (هيك) صغير جداً يكتب فيه خلاصات.

هذا الرجل الودود حقاً لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقاً. لقيته في "مسجد صهيب" ونحن خارجون من الصلاة، سلمت عليه بطبيعة الحال وسلَّم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار !

قلت له: أيش هذا يا شيخ، هكذا الإسلام يأمركم ؟

قال - أي عبد الله عزام -: سحابة صيف عما قريب تنقشع.

عاود الشيخ فقال: راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني على البيت ما وجدني، الخلاصة قام بتتبع الأخبار عرف أني أنا عند نظام ( 2 ) لما كان بيته تحت في البلد، طرق الباب دخل، أهلاً وسهلاً، قال: أنا جئت البيت ما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له: أنا هكذا أعرف، لكن أيش معنا المقاطعة هذه ؟

قال: أنت كفَرتَ سيد قطب - وهذا الشاهد -.

قلت له: أيش كفَّرت ؟

قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً:"سورة الحديد"- أظن - وثانياً: بـ "قل هو الله أحد".

قلت: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا - وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي - لا نكفر أنساناً ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة، فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم... ( 1 ) أنت إذا ما جئت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا أكفر سيد قطب.

كان معه يومئذٍ لما جاء لنظام أخونا علي السطري، قلت له: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا.

قام فتح في مكان آخر فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد …إلخ، قلنا له:

يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله.

ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في"مجلة المجتمع"( 2 ) في الكويت بعنوان ضخم: (الشيخ الألباني يكفر سيد قطب)، والقصة طويلة جداً لكن الشاهد فيها أين ؟

أننا نحن نقول (هيك) ونقول (هيك) فالذي يأخذ إن سيد قطب كفره الألباني مثل الذي يأخذ إنه والله الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، هؤلاء أهل أهواء،

يا أخي !

هؤلاء لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعـو الله لهـم فقط، أفأنتَ تُكْرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين) اهـ . المرجع (شريط للشيخ بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح" ).


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى العلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين: (- أثابكم الله - أرجو إجابتي على هذا السؤال: إننا نعلم الكثير من تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه، وقد سمعته من أحد طلبة العلم مؤخراً ولم أقتنع بذلك ؛ فقد قال: إن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود. وطبعاً هذا كفر صريح، فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود ؟ أرجو الإجابة جزاكم الله خيراً.

قال الشيخ محمد: (مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن"، كتبوا ملاحظات عليه، مثـل ما كتبـه الشيـخ عبد الله الدويش - رحمه الله - وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه ؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره. فمن أحب أن يراجعها فليراجعها). المرجع (من شريط "اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين والمدخلي بجده"، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) ( 1 ).

فتوى (2) للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

قال سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص في "ظلال القرآن": (إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود). ("الظلال" (6/4002،4003)).

وقال في قوله تعالى: ?الرحمن على العرش استوى? : (أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق).("الظلال" (4/2328)،(6/3408)، ط12، 1406، دار العلم).

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - عن صاحب كتاب "في ظلال القرآن" ومنهجه في التفسير؟

فقال: (أنه كثر الحديث حول هذا الرجل وكتابه، وفي كتب التفسير الأخرى كتفسير ابن كثير، وتفسيـر ابن سعـدي، وتفسيـر القرطبي - علـى ما فيـه من التساهـل في الحديـث -، وتفسيـر ] أبي بكر] ( 1 ) الجزائري الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب.

وقد ذكر بعض ] أهل العلم ] ( 2 ) كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب، وهي مدونة وموجودة. ولم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنما قرأتُ تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود.

وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة.

علماً بأن هذا الكتاب ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: "ظلال القرآن". ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سببا للخلاف والشقاق بينهم ، وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه. المرجع: (مجلة الدعوة - عدد1591- 9 محرم 1418، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).

فتوى (3) للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

قال السائل: ما هو قول سماحتكم في رجل ينصحُ الشباب السُّنِّيّ بقراءة كتب سيد قطب، ويخص منها: "في ظلال القرآن" و "معالم على الطريق" و "لماذا أعدموني" دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب ؟

فقال الشيخ ابن عثيمين - حفظه الله -: ( أنا] قولي ] ( 1 ) - بارك الله فيك - أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب - رحمه الله - ففيه طوام - لكن نرجو الله أن يعفو عنه - فيه طوام: كتفسيره للاستواء ، وتفسيره سورة "قل هو الله أحد"، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به) . المرجع (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) .


--------------------------------------------------------------------------------


فتوى العلامة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى: ?وفي الرقاب? في "ظلال القرآن":

(وذلك حين كان الرق نظاما عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل، حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق). ( "الظلال" (3/1669)، وكرر ذلك في تفسير سورة البقرة (1/230)، وفي تفسير سورة المؤمنون (4/2455)، وفي تفسير سورة محمد (6/3285)).

قال سائل: فضيلة الشيخ، يرى بعض الكتاب العصريين أن هذا الدين قد أُجبر على قبول نظام الرق الجاهلي في بادئ الأمر.

قال فضيلة الشيخ صالح: أعوذ بالله.

أكمل السائل سؤاله بقوله: بيد أنه جاء ] بتخفيفه ] عن طريق فتح أبواب الكفارات وغيرها من الإعتاق الواجب في الموالى بالتدريج حتى ينتهي، وبالتالي يكون مقصود الشارع هو إزالة هذا النظام بالتدريج. فما توجيهكم ؟

قال الشيخ صالح الفوزان: (هذا كلام باطل - والعياذ بالله - رغم أنه يردده كثير من الكتاب والمفكرين ولا نقول العلماء، بل نقول المفكرين كما يسمونهم.

ومع الأسف يقولون عنهم الدعاة أيضاً، وهو موجود في تفسير سيد قطب في "ظلال القرآن"، يقول هذا القول: إن الإسلام لا يقر الرق، وإنما أبقاه خوفاً من صولة الناس واستنكار الناس لأنهم ألفوا الرق، فهو أبقاه من باب المجاملة يعني كأن الله يجامل الناس، وأشار إلى رفعه بالتدريج حتى ينتهي. هذا كلام باطل وإلحاد - والعياذ بالله - هذا إلحاد واتهام للإسلام.

ولولا العذر بالجهل،] لأن ] هؤلاء نعذرهم بالجهل لا نقول إنهم كفارٌ ؛ لأنهم جهال أو مقلدون نقلوا هذا القول من غير تفكير فنعذرهم بالجهل، وإلا الكلام هذا خطير لو قاله إنسان متعمد ارتد عن دين الإسلام، ولكن نقول هؤلاء جهال لأنهم مجرد أدباء أو كتاب ما تعلموا، ووجدوا هذه المقالة ففرحوا بها يردون بها على الكفار بزعمهم.

لأن الكفار يقولون: إن الإسلام يُمَلِّكَ الناس، وأنه يسترق الناس، وأنه وأنه، فأرادوا أن يردوا عليهم بالجهل، والجاهل إذا رد على العدو ] فإنه ] يزيد العدو شراً، ويزيد العدو تمسكا بباطله. الرد يكون بالعلم ما يكون بالعاطفة، أو يكون بالجهل، ] بل ] يكون الـرد بالعلم والبرهان، وإلا فالواجب أن الإنسان يسكت ولا يتكلم في أمور خطيرة وهو لا يعرفها.

فهذا الكلام باطل ومن قاله متعمدا فإنه يكفر، أما من قاله جاهلاً أو مقلداً فهذا يعذر بالجهل، والجهل آفةٌ قاتلة - والعياذ بالله - فالإسلام أقر الرق والرق قديم قبل الإسلام موجود في الديانات السماوية ] ومستمر ] ما وجد الجهاد في سبيل الله، فإن الرق يكون موجوداً لأنه تابع للجهاد في سبيل الله - عز وجل - وذلك حكم الله - جل وعلا – ما فيه محاباة لأحد ولا فيه مجاملة لأحد، والإسلام ليس عاجزاً أن يصرح ويقول: هذا باطل؛ كما قال في عبادة الأصنام وكما قال في الربا وكما قال في الزنا وكما قال في جرائم الجاهلية، الإسلام شجاع ما يتوقف ويجامل الناس ؛ ] بل ] يصرح ] برد ] الباطل، ] و ] يبطل الباطل. هذا حكم الله - سبحانه وتعالى - فلو كان الرق باطلاً ما جامل الناس فيه ؛ بل قال هذا باطل، ولا يجوز فالرق حكم شرعي باق ما بقي الجهاد في سبيل الله شاؤا أم أبوا.

نعم، ] وسبب الرق هو الكفر بالله فهو عقوبة لمن أصر على الكفر واستكبر عن عبادة الله عز وجل ولا يرتفع إلا بالعتق.

قال العلماء في تعريف الرق: (هو عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر)، وليس سببه كما يقولون استرقاق الكفار لأسرى المسلمين فهو في مقابلة ذلك، راجع كتب الفرائض في باب موانع الإرث. وسمى الله الرق ملك اليمين، وأباح التسري به، وقد تسرى النبي r مما يدل على أنه حق ] ). (من شريط بتاريخ الثلاثاء 4/8/1416 ثم صححه الشيخ).

فتوى (2) للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:

سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن قراءة كتاب "ظلال القرآن" ؟

فقال: (وقراءة الظلال فيها نظر لأن الظلال يشتمل على أشياء فيها نظر كثير، وكوننا نربط الشباب بالظلال ويأخذون ما فيه من أفكار هي محل نظر. هذا قد يكون له مردود سيئ على فكار الشباب. فيه تفسير ابن كثير، وفيه تفاسير علماء السلف الكثيرة وفيها غنى عن مثل هذا التفسير.

وهو في الحقيقة ليس تفسيراً، وإنما كتاب يبحث بالمعنى الإجمالي للسور، أو في القرآن بوجه عام. فهو ليس تفسيراً بالمعنى الذي يعرفه العلماء من قديم الزمان ؛ أنه شرح معاني القرآن بالآثار، وبيان ما فيها من أسرار لغوية وبلاغية، وما فيها من أحكام شرعية. وقبل ذلك كله بيان مراد الله - سبحانه وتعالى - من الآيات والسور.

أما "ظلال القرآن" فهو تفسير مجمل نستطيع أن نسميه تفسيراً موضوعياً فهو من التفسير الموضوعي المعروف في هذا العصر، لكنه لا يُعتَمد عليه لما فيه من الصوفيات، وما فيه من التعابير التي لا تليق بالقرآن مثل وصف القرآن بالموسيقى والإيقاعات، وأيضاً هو لا يعنى بتوحيد الألوهية، وإنما يعنى في الغالب بتوحيد الربوبية وإن ذكر شيئاً من الألوهية فإنما يركز على توحيد الحاكمية، والحاكمية لاشك أنها نوع من الألوهية لكن ليست ] وحدها ] هي الألوهية المطلوبة، ] وهو يوؤل الصفات على طريقة أهل الضلال ].

والكتاب لا يجعل في صف ابن كثير وغيره من كتب التفسير.

هذا الذي أراه ولو اختير من كتب السلف، ومن الكتب المعنية بالعقيدة والمعنية بتفسير القرآن والمعنية بالأحكام الشرعية لكان هذا أنسب للشباب.

المرجع (في شريط مجموع ما قاله ابن باز حول نصيحته العامة - لقاء مع فضيلته - مكة المكرمة - 9/8/1412 ثم صححه الشيخ) .

فتوى (3) للعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:

قال السائل نقلاً عن الأخ عدنان عرعور - هداه الله - أنه قال: ( لماذا لا يلام الإمام أحمد في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات، ونقول: هذا يكفر المجتمعات، ولا يلام الإمام أحمد - رحمه الله - وقد حكم على هذه الشعوب كلها بالكفر )- ] أي لأن أغلبهم لا يصلون ] ( 1 ) - فما هو تعليق سماحتكم ؟.

قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: ( الإمام أحمد عالم وحبر يعرف الأدلة وطرق الاستدلال ، وسيد قطب جاهل ما عنده علم ولا عنده معرفة ولا عنده أدلة على ما يقول، فالتسوية بين الإمام أحمد وسيد قطب ظلم، ] لأن الإمام عنده أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على كفر تارك الصلاة متعمداً، وسيد ليس عنده دليل واحد على ما يقول من تكفيره لعموم المسلمين بل الأدلة على خلاف ما يقول] ( 1 )).

كذلك قال أيضاً (يعني عرعور): ( لا أعلم أحداً تكلم في قضايا المنهج بمثل ما تكلم به سيد قطب، ومعظم ما كتبه كان مصيباً فيه). فسئل عن قوله هذا فأجاب: كلمة المنهاج هاهنا أقصد بها قضايا: التغيير، الانتخابات، الاغتيالات. وأقصد في زمانه : أي وقت الخمسينات.

فأجاب الشيخ صالح: (هو لا يعرف لأنه جاهل، أما نحن نعرف - ولله الحمد - أن العلماء من قبل سيد قطب ومن بعده أنهم يخالفون سيد قطب. نعم ). المرجع (من شريط "أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور").

هل يقال: إن سيد قطب إن كان مجتهداً فهو مأجور على ذلك ؟

قال فضيلة الشيخ صالح - حفظه الله - جواباً على هذا: (ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك، لكن يقال: إنه جاهل يعذر بجهله. ثم إن مسائل العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد لأنها توقيفية). ** (من تعليق الشيخ صالح حفظه الله بخطه على حاشية هذه البراءة) **


--------------------------------------------------------------------------------


فتوى للعلامة الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله


سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان:

هل يوجد في مجلد "ظلال القرآن" لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة، وهل تنصح باقتنائه أم لا ؟ فأجاب الشيخ: ( بل هو مليء بما يخالف العقيدة، فالرجـل - رحمه الله نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين - ليس من أهل العلم. هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب. وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط في سلك الإخوان المسلمين، وكان من الأدباء، له كتاب: "حصاد أدبي"، و"الأطياف الأربعة"، وغيره.. و"طفل من القرية"، وأشياء كثيرة من هذا النوع. ثم شاء الله - جل وعلا - أن يتحول عما كان عليه.

وكان في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل، وكان للكلام أثره فكان ما كان وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله له حسنات، ولكن له أخطأ في العقيدة، وفي حق الصحابة ؛ أخطاء خطيرة كبيرة. وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه.

وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها، فللعلم كتبه، وللعلم رجاله. أنصح أن يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين: الأئمة الأربعة، وللتابعين، وأهل الحق، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم - ولله الحمد - كثيرون، وكتبهم محفوظة - بحمد الله - والمرجع في ذلك كله - عرض أقوال الناس - إنما يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه - rـ وعلى أقوال السلف (الصحابة) فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه، وذلك كله - ولله الحمد - مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن، وكتب الآثار ؛ كالمصنفات ونحوها.

فلا عذر لطالب العلم بالتقصير، ولا يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.

قال السائل: طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع، ويقول: كفى الأمة تفريقاً وأنا أجالس الجميع.

قال الشيخ: ( هذا مبتدع، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع، نسأل الله أن يهديه. نعم ). المرجع (من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418)


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى للعلامة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله

قال السائل: يقول عدنان عرعور: ( لا أعلم أحداً تكلم في قضايا المنهج مثل ما تكلم سيد قطب، ومعظم ما كتبه سيد كان مصيباً فيه، ومن أعظم كتبه "في ظلال القرآن" و"معالم على الطريق" و"ولماذا أعدموني" )، مع أنه صرح في مواضع أخرى أنه لم يقرأ هذه الكتب وينصح الشباب بقراءتها، فما قول سماحتكم ؟ قال فضيلة الشيخ عبد الله الغديان: ( الجواب أن الشباب ينصحون بعدم قراءتها وأنهم يقتصرون على دلالة القرآن ودلالة السنة وعلى ما كان عليه الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ). المرجع (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور).


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى للعلامة الشيخ / عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله

سئل عالم المدينة الشيخ عبد المحسن العباد عن كتاب "ظلال القرآن" ؟

فقال: ( كتاب "ظلال القرآن" أو "في ظلال القرآن" للشيخ سيد قطب - رحمه الله - هو من التفاسير الحديثة التي هي مبنية على الرأي، وليست على النقل، وليست على الأثر.

ومن المعلوم أن أصحاب الرأي والذين يتكلمون بآرائهم ويتحدثون بأساليبهم يحصل فيهم الخطأ والصواب، ويصيبون ويخطئون، والإنسان الذي غير فاهم وغير متمكن من الأصلح له أن لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى كتب العلماء المعتبرين مثل: تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير، ومثل تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي في المتأخرين فإن هذه تفسيرات العلماء.

وأما الشيخ سيد قطب - رحمه الله - فهو من الكتاب من الأدباء يعني يكتب بأسلوبه وبألفاظه ويتحدث. ليس كلامه مبنياً على ] الأثر ] ولهذا إذا قرأه الإنسان ] لم يجده ] يقول: قال فلان وقال فلان وقال رسول الله كذا وكذا…الخ يعني من جمع الآثار والعناية بالآثار ؛ لأنه ما كان مبنيا على الأثر وإنما كان مبنياً على العقل والكلام بالرأي، ولهذا يأتي منه كلام ليس بصحيح وكلام غير صواب.

ولهذا الاشتغال… العمر قصير وليس متسع لكون الإنسان يقرأ كل شيء ومادام أن الأمر كذلك فالقراءة فيما ينفع والفائدة فيه محققه وكلام أهل العلم.. أهل العلم الذين هم علماء ما هم كتّاب: الكتاب غير العلماء، الكاتب غير العالم. الكاتب هو الأديب الذي عنده يعني قدرة على الكتابة والإنشاء فيتحدث فيأتي بالكلمات منها ما يصيب ومنها ما يخطيء وأحيانا يعبر ويخطيء في التعبير ويأتي بعبارة هي ليست جيدة وليست مناسبة جاءت لكونه استرسل بكلامه وعبر بعباراته ولهذا يأتي في كلام سيد قطب - رحمه الله - كلمات غير لائقة يأتي في كلام سيد قطب في مؤلفاته في التفسير وفي غيره كلمات غير لائقة وغير مناسبة ولا يليق بالمسلم أن يتفوه بها، وأن يتكلم بها.

وأما القول بأنه ما شرح التوحيد مثل سيد قطب فهذا كلام غير صواب أبداً ؛ التوحيد لا يؤخذ من كلام سيد قطب وإنما يؤخذ من كلام العلماء المحققين مثل: البخاري وغير البخاري من الذين أتوا بالأسانيد والأحاديث عن رسول الله r وبينوا التوحيد وعرفوا التوحيد وعرفوا حقيقة التوحيد، وكذلك العلماء الذين علمهم في التوحيد ليس على الإنشاء وعلى الأساليب الإنشائية وعلى الكتابات الأدبية، وإنما بنوه على كلام العلماء وعلى الآثار وعلى كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. هذا هو الحقيقة الذين هم كتبوا في التوحيد واشتغلوا في التوحيد ). المرجع (سؤال له بعد درس سنن النسائي في المسجد النبوي بتاريخ 7/11/1414).


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى المحدث العلامة / حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله


سئل الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري عن قول سيد قطب: ( ولا بد للإسلام أن يحكم، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال )( 1 ) .

فأجاب الشيخ العلامة رحمه الله: ( إن كان قائل هذا الكلام حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً،وإن كان قد مـات فيجب أن يُبَيَّنَ أن هذا الكلام باطل ولا نكفره لإننا لم نقم عليه الحجة ).

المرجع ( كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" للشيخ المحدث ربيع المدخلي (ص24) وقرأها على الشيخ حماد تَثَّـبُتاً في ليلة الأحد 3/1/1415 ) .


--------------------------------------------------------------------------------



فتوى معالي الشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله

سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: هل مما ينهى عنه قراءته من التفاسير تفسير سيد قطب - رحمه الله - "في ظلال القرآن" ؟

فأجاب فضيلته: ( أما تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب فهو من التفاسير التي اشتملت على مواضع كثيرة فيها بيان لبعض الآيات ؛ بيان حسنٌ.

يعني فيها أسلوب أدبي فيه شيء من التنميق مما يفهم المرء دلالة الآيات عموماً وصلتها بالواقع، هذا مما يدركه القارئ له من أول ما يقرأ.

ولهذا اعتنى به كثيرون في هذا العصر من هذه الجهة، حيث إنه في بعض الآيات يعبر عن التفسير بتعبيرات صحيحة وبعبارات أدبية مناسبة.

وأيضاً اشتمل كتابه على كثير من البدع والضلالات، فكتاب سيد قطب "في ظلال القرآن" ما فيه من التحريفات أكثر مما في كتاب الصابوني.

ومن أمثلة ذلك: أنه يؤول الاستواء.

ومن أمثلته أنه يشعر في سورة الإخلاص بأن عنده ميل إلى بعض مذاهب المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود أو نحو ذلك. يفهم منه ما نقول إنها ظاهرٌ بَيّن، لكن يفهم منه.

ومن ضمن ذلك أنه يقول: إن بحث زيادة الإيمان ونقصانه أنه من البحوث الكلامية التي لا ندخل فيها،قالها في سورة الأنفال عند قوله تعالى:?وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً? في الحاشية.

ومن أمثلة ذلك أنه يفسر الرب بالإله، والإله بالرب، يعني: توحيد الربوبية عنده هو توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية هو توحيد الربوبية، عنده عكس في فهمها، فالرب عنده هو المستحق للعبادة، والإله عنده هو الخالق الرازق ، وهذا لا شك أنه يتبعه أشياء من مسائل الاعتقاد ينحرف بها من يلتزمها عن جادة أقوال السلف.

من ضمن ذلك أنه في مسائل طاعة المشركين لا يَفْهم تفصيل أهل العلم فيها، فيُفهم من ظاهر كلامه ما يكون موافقاً فيه لبعض الغلاة في مسائل الطاعة: طاعة المشركين، أو طاعة الأحبار والرهبان. ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة الأنعام عند قوله تعالى: ?وإن أطعتموهم إنكم لمشركون? فذكر فيها أشياء منها مما أدخله فيها - كما أذكر - مسألة لبس المرأة الأزياء والموديلات التي يصدرها أو تصدرها شركات الأزياء في باريس- على حد تعبيره -، فيقول: أولئك الذين يُشرِّعون للنساء عامة ألبسة تلبس في الصباح كذا، وفي المساء كذا، وفي السهرة كذا، وفي العمل كذا … إلى آخره. يقول سيد قطب: إن هذه الفئة - يعني: مصمم الأزياء - إنهم آلهة لأنهم أحلوا الحرام فأُطيعوا، وحرموا الحلال فأُطيعوا. فيقول: المرأة المسلمة التي تطيعهم في ذلك قد اتخذتهم آلهة لأنها أطاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال.

وهذا لا شك أنه كلام باطل ؛ لأن المرأة إذا لبست الملابس المحرمة التي جاءت من عند أولئك المصممين لا يعني أنها اعتقدت أنها حلال.

فمسألة التكفير في اعتقاد أن هذا الذي حرمه الله - جل وعلا - حلال.

أما إذا أطاعوهم مع عدم اعتقاد أن هذا حلال… ؛ فمثلاً امرأة لبست ملابس أبرزت صدرها ورجليها عند الرجال الأجانب متابعة للمصممين، هذا إن كانت تعتقد أن هذا الفعل حرام ونحو ذلك، وغُلبت عليه ؛ ضعف إيمانها ليس هذا بكفر ولم تؤله أولئك.

فهو في هذه المسألة جعل الطاعة مكفرة، وقد أخذ بقوله بعض الجماعات التي غلت في مسألة الحكم بما أنزل الله؛في مسألة الطاعة؛ طاعة المشرعين، المصممين، المنظمين ...إلى آخره.

أيضاً من المسائل التي اشتمل عليها كتاب "في ظلال القرآن" أنه لا يظهر فيه اعتناء بما أثبته أهل السنة، يعني: يشبه أن يكون فكرياً غير مركز على مسألة معينة، يعني: على توجه معين هو أراد منه أن يكون كتاباً دعوياً كما يزعم يناسب الوقت، لكنه اشتمل على أشياء مما ذكرت وغيرها.

وأيضاً من الأشياء التي تفرد بها أنه ذكر في سورة يوسف ذكر أن أولئك الذين يسألون عن أحكام الإسلام وهم في مجتمع جاهلي هؤلاء يقدحون في الإسلام، والذين يجيبونهم من العلماء هؤلاء يشاركونهم في القدح.

هذا معنى كلامه، لِمَ ؟ قـال: لأن أحكام الإسلام والفقه الإسلامي ما أتى إلا لينزل على واقع مسلم. أما هذه المجتمعات الجاهلية - على حدِّ تعبيره - فإنها لا تقبل أحكام الله حتى يجتهد لها العالم في بيان الأحكام! وهذا لا شك أنه صورة من صور المخالفة لمنهج الحق في هذا، لأن أحكام الإسلام تُبَيّن في الدار التي فيها مسلمون ولو لم يكن فيها إلا مسلم واحد.

إذا سأل عن دينه بُيِّنَ له وتُكلم في بيان الإسلام وبيان أحكامه ولو كان في دار جاهلية.

وتعميمه أن بلاد المسلمين دور جاهلية هذا لا شك أن فيه تعدٍ.يعني: جميعاً- على حد تعبيره - .

وأيضاً من المسائل التي تفرد بها، أنه قسم الفقه إلى قسمين في سورة يوسف: (القسم الأول): فقه الأوراق. و (القسم الثاني): فقه الواقع، وفقه الحركة أيضاً.

يقصد بفقه الأوراق: الفقه الموجود بين أيدينا من فقه علماء الإسلام، ويقصد بفقه الواقع: يعني الواقع الذي تعيشه الحركة وما حول الحركة ونحو ذلك ؛ يعني: ما حول الجماعة العاملة والتنظيم العامل، يقول: إن مهمتنا الآن العناية بفقه الحركة فقه الواقع.

أما فقه الأوراق فهذا لم ينشأ إلا في مجتمع المدينة، لأنه لا بد فيه من مجتمع يطبقه، فإذا لم نوجد هذا المجتمع الذي يطبقه فإننا لا نحتاج إلى العناية به، كما تتوجه - يعني الدراسات ونحو ذلك - يعني العناية الكبيرة به.

فالعناية الكبرى تنصب على فقه الواقع لأنه هو الذي تحتاج إليه الأمة ونحو ذلك.

له آراء كثيرة مخالفة إذا تأملت هذا الذي ذُكر، فطالب العلم الذي يحرص على العلم النافع إنما يطالع كتب السلف الصالح، يطالع الكتب التي تفيده العلم المنقى الصافي، أما الكتب المشتملة على الباطل، المشتملة على التحريفات، المشتملة على آراء شخصية ليس عليها أدلة ظاهرة من القرآن والسنة لا يوافق علماء أهل السنة والجماعة عليها، فإن قراءة طالب العلم - خاصة المبتدئ - فيها إنها قد تسبب وتوقع في قلبه شبهة، والحريص على دينه لا يوقع ولا يسعى في أن يوقع نفسه وقلبه في شبهة ). المرجع ( "شرح كتاب مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب"، الشريط السابع، الوجه الثاني ).


--------------------------------------------------------------------------------



كلمة المحدث العلامة / الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


قال الشيخ المحدث ربيع بن هادي المدخلي في خاتمة كتابه "الحد الفاصل بين الحق والباطل":

( لقد تبين مما كتبته في "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" ومما عرضته في كتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله ?"، ومما عرضته في هذا البحث "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، ومما كتبه الشيخ عبدالله الدويش ومما كتبه وقاله غيره أن كتب سيد قطب:

"في ظلال القرآن".

"العدالة الاجتماعية".

"بدعة التصوير الفني".

"الخصائص".

"المقومات".

"معركة الإسلام والرأسمالية".

"معالم على الطريق".

"الإسلام ومشكلات الحضارة".

قد اشتملت على بدع كبرى كثيرة مردية وأنـها أخطر على شباب الأمة من السموم الفتاكة والأسلحة المدمرة لأنـها تدمر العقل والعقيدة فهل ينتظر فساد أكبر:

من تعطيل صفات الله.

ومن إفساد معنى لا إله إلا الله.

ومن تحريف آيات التوحيد ودعوات الرسل إلى السياسة.

وهل ينتظر جرأة وسوء أدب أكبر من ذم نبي كريم من أنبياء الله أولي العزم.

ومن الطعن في الخليفة عثمان وفي أصحاب رسول الله ?.

ومن الدندنة حول وحدة الوجود في "الظلال" و"الخصائص" و"المقومات".

ومن تكفير الأمة من قرون وغرس الأحقاد في نفوس من تأثروا بمنهجه على الأمة وعلمائها.

ومن تحريف نصوص الإسلام وقواعده إلى الاشتراكية الغالية.

ومن اعتبار سنة رسول الله r واعتبار كلام الأنبياء من أفكار البشر التي لا يعول عليها ولا يوثق بـها إلى غير ذلك من الطوام والدواهي التي ضمنها سيد قطب كتبه.

فيا علماء الإسلام أنتم ورب السماء والأرض مسؤلون أمام الله عن شباب الأمة، فما الذي يمنعكم أن تقولوا كلمة الحق الواضحة الصريحة في كتب هذا الرجل وعقائده وفكره؟؟

ولقد ظهرت آثارها المدمرة لا في عقول وعقائد الخرافيين فحسب ؛ بل في عقول أبناء من أكرمهم الله بالمنهج السلفي الحق وفي كل ناشئ سليم الفطرة يطلب الإسلام الحق عقيدة وشريعة.

أنتم معشر العلماء ووراث الأنبياء يدرك العاقل اللبيب أن على عواتقكم مسؤليات وأعباء جسيمة تشغلكم عن دراسة فكر سيد قطب وأمثاله، ولو تعلمون ما تحتويه كتب هذا الرجل من الطوام والبلايا والفتن وعلمتم تأثير تياره المدمر الواسع الانتشار في شباب الأمة ولا سيما التجمعات السلفية لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولرأيتم أن من أوجب الواجبات دراسة فكره لإزالة خطره عن شباب الأمة وشره.

ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أن لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة عن المنهج السلفي وأهله.

من تلكم الأساليب الماكرة استغلال سكوت بعض العلماء عن فلان و فلان، ولو كان من أضل الناس فلو قدم الناقدون أقوى الحجج على بدعه وضلاله فيكفي عند هؤلاء المغالطين لهدم جهود المناضلين الناصحين التساؤل أمام الجهلة فما بال فلان وفلان من العلماء سكتوا عن فلان وفلان ؟! ولو كان فلان على ضلال لما سكتوا عن ضلاله؟! وهكذا يلبسون على الدهماء ؛ بل وكثير من المثقفين.

وغالب الناس لا يعرفون قواعد الشريعة ولا أصولها التي منها: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، فإذا قام به البعض سقط الحرج عن الباقين.

ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه وأمور أخرى.

ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل.

وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنودا لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال.

وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار.

ولقد عرضت لكم كثيرا من عقائد سيد قطب عرضا أمينا ووضعته بين أيديكم فقوموا لله مثنى وفرادى لدراسة هذه المشاكل الخطيرة، وقدموا الحل السليم الذي ينقذ شباب الأمة من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.

أما أنا الفقير الضعيف فالذي أدين الله به أنه يجب حماية شباب الأمة وعقيدتـها من كتب هذا الرجل وفكره المدمر بحظر هذه الكتب.

ووالله إن هذه لمسألة المسائل وإنه يجب الاهتمام بـها ووضع الحل الحاسم الذي يرضي رب الأرض و السماء.

اللهم وفق علماءنا لإنقاذ أبنائنا وشبابنا وجنب علماءنا واحمهم من مغالطات المخذلين الماكرين، ووفق علماءنا الصادعين بالحق في كل مجال لأن يصدعوا به في هذا المجال الخطير بل الأخطر إنك سميع الدعاء ). ( من خاتمة كتاب "الحد الفاصل بين الحق والباطل" للشيخ ربيع، طبع 1413 ).


--------------------------------------------------------------------------------



كلمة فضيلة المحدث / الشيخ عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله

قال الشيخ المحدث عبد الله بن محمد الدويش - رحمه الله - في مقدمة كتابه "المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال": ( فقد كثر السؤال عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب ولم أكن قد قرأته فعزمت على قراءته فقرأته من أوله إلى آخره فوجدت أخطاءً في مواضع خصوصاً ما يتعلق بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلم السلوك فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به من لا يعرفه. وقبل الشروع في ذلك أنبه على أمور:

(الأول): أن بعض المواضع قد يتكرر في كثير من السور فأنبه عليه في موضع أو موضعين أو أكثر من ذلك ولا استقصى ما في كل سورة اكتفاءً بما ذكرته وطلباً للاختصار.

(الثاني): أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ?.

(الثالث): اشتهر عن بعض الناس أن المؤلف ألف هذا الكتاب في أول عمره بخلاف ما ألفه في آخره ولعله اعتمد على ما قرره في سورة الجن في الجزء السادس ص3730 وص3731 الطبعة السابعة في الحاشية ولكنه ليس صريحاً في ذلك لكونه نقض كلامه في آخره وسيأتي التنبيه عليه في موضعه إن شاء الله وعلى كل تقدير فليس المقصود الشخص وإنما المقصود بيان ما في كتابه من الأخطاء وسميته "المورد العذب الزلال على أخطاء الظلال" وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لديه في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ).


من كتاب : براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 06:36 AM
http://www.sahab.net/mydata/file/qutb/maoia.jpg

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 06:48 AM
http://www.sahab.net/mydata/file/qutb/atman.jpg

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 06:57 AM
حقيقة استشهاد سيد قطب (( قَتَلَ نفسه قبل أن يقتلوه )) استمع إلى كشك يقص القصة (http://www.sahab.net/mydata/file/qutb/kshk.wav)

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:02 AM
الرد على سيد قطب
ابن باز (http://www.sahab.fm/fm/braheen/qotab/bnbaz-%20qotab1.asf)

الفوزان (http://www.sahab.fm/fm/braheen/qotab/fozan-%20qotab1.asf)

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:03 AM
قال سيد قطب : (( وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية )) .


الثورة التي قادها ابن سبأ اليهوديأقرب إلى روح الإسلام
قال سيد قطب : ((وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية))( ). وهكذا يصدر هذا الحكم وهذا القرار على عثمان بأن الثورة الجاهلية الهمجية التي قادها ابن سبأ في عمومها أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه؛ لأنه هو والسبئيين والروافض ينظرون إلى الأمر بعين الإسلام ويستشعرون بروح الإسلام . أما الصحابة والتابعون لهم بإحسان من علماء الأمة فقهاء ومحدِّثين وأئمة العقيدة لم ينظروا إلى الأمور بعين الإسلام ولم يستشعروا بروح الإسلام ، ولذلك فهم يعتبرون أن عثمان ثالث الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ويعتبرونه شهيدًا مظلومـًا ، ويعتبرون هذه الثورة من أخبث الثورات وأفجرها ، وأنّ أهلها خوارج آثمون ظالمون ، قد تخللهم زنادقة ، ومنهم ابن سبأ والغلاة الذين قتلهم علي حرقـًا بالنار . والأمة الإسلامية تمقتهم من ذلك العهد وإلى يوم التلاق ، ولقد فتحوا على الأمة من الفتن والشرور ما لا يعلم مداه إلا الله . هذه نظرة الأمة الإسلامية إلى الروافض والخوارج الذين يرى سيد أنه وإياهم ينظرون بروح الإسلام ويستشعرون بروح الإسلام؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار . ولا يغرنك قوله : ((دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله))( ) فإنه لو كان ناقمـًا على هذا الكيد وصاحبه لصبّ جام غضبه عليه وعلى أتباعه ، ولكشف عوارَهم ، وتحمّس لإبراز جريمتهم وفضحها ، ولكانت هذه الحملة التي وجهها إلى عثمان وإخوانه موجهةً إليهم . فقولته إنما هي لذرّ الرماد في العيون . قال سيد : ((واعتذارنا لعثمان ـ رحمه الله ـ : أنّ المصادفات السيئة قد ساقت إليه الخلافة متأخرة ، فكانت العصبة الأموية حوله وهو يدلف إلى الثمانين واهن القوى ، ضعيف الشيخوخة؛ فكان موقفه كما وصفه صاحبه علي بن أبي طالب : إني إن قعدت في بيتي ، قال : تركتني وقرابتي وحقي ، وإن تكلمت فجاء ما يريد ، يلعب به مروان؛ فصار سيقة له حيث شاء بعد كبر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم))( ). وهكذا يكون الإيمان بالقدر ، وهكذا يكون الاعتذار (عذر أقبح من فعل) على حد قول القائل : (فليتك لم تزني ولم تتصدقي) ، وهكذا يكون احترام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! . وانظر إلى هذا الاعتذار لعثمان الذي يحق أن يقال فيه : إنه عذر أقبح من فعل ، فما الذي فعله عثمان حتى توجه إليه هذه المطاعن الآثمة الظالمة ؟؟! ، ثم تعتذر له هذا العذر المريض ؟! . بل هو طعن جديد في شخصيّة هذا الخليفة العادل النبيل ، بل إنّ هذا طعن فيه وفي عقول الصحابة ودينهم؛ حيث اختاروا للنهوض بأعباء الخلافة شخصـًا يدلف إلى الثمانين ، ثم أفسحوا المجال للعصبة الأموية تلعب به وتبتزّ المناصب والأموال وتستأثر بها؛ الصحابة الذي قالوا لعمر في قوته وبأسه : (لو وجدنا فيك اعوجاجـًا لقوّمناه بحدّ سيوفنا) ـ كما يزعم سيد ـ فأين هم ؟ ، وأين حدّ سيوفهم ؟ ، وكيف يتركون عثمان سيقةً لمروان ؟ . ثم كيف يرضى عثمان لنفسه وعقله ودينه أن يكون سيقة ولعبة لمروان ؟ .

والله لا يقبل مثل هذه الأقوال والطعون الرافضية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لعبة وسيقة للروافض والاشتراكيين .

تم جمعها وعلق عليها شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله تعالى في كتابه "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. ولم أنقل الحواشي والتعليقات .. ومن أرادها فهي موجودة في الكتاب الكامل في موقع الشيخ ربيع

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:11 AM
سوء أدب ( سيد ) مع كليم الله موسى عليه السلام

قال:ـ ( لنأخذ موسى، إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج ...) وقال عن موسى عنـــد ما استــــغاثه الذي من شيعــته:ـ ( وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدوا الانفعال العصبي) وقال ( وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين أيضاً...).



بهذا الأسلوب الساقط الهابط يترجم لنبي الله موسى القوي الأمين، ولو وصف بهذا الوصف أحط إنسان لا ستشاط غضباً وأنفة لرجولته، وجعل نصر موسى لمن استغاث به أنها عصبية قومية أي ليست دينية وقد قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله ) وفي البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ـ (يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر). كل هذه الطعون من سيد وسوء الأدب مع أنبياء الله عند الغلاة فيه لا يضر ولا يهز مكانته، بل يوصف كلامه فيها بالسمو الأدبي والتجديد في عالم التفسير.

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:15 AM
طعون سيد في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أ - طعنه في عثمان رضي الله عنه:

وقبل أن أذكر طعنه في عثمان، أود أن تعرف ـ أخي الكريم ـ نبذة يسيرة عن هذا الصحابي الجليل، فأقول؛ هو عثمان بن عفان القرشي الأموي، تزوج رقية بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وما تت عنده ، ولما ماتت رقية زَوَّجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أختها أم كلثوم وتوفيت عنده أيضاً، ولا يعرف أحد تزوج ابنتي نبي غير عثمان رضي الله، ولذلك سمي ذو النوري، فهو من السابقين الأولين وأول من هاجر، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته أم كلثوم لما زوجها عثمان : ( إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد ) رواه ابن عدي.




وقال عنه النبي- صلى الله عليه وسلم -:ـ ( إن لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان ) أخرجه الترمذي وصححه وأخرج أحمد بسنده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان ( يا عثمان إن الله مُقمِّصُك قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه ) ـ وفي لفظ ـ (فلا تخلعه حتى تلقاني) [والقميص هو الملك، ولقد اندس في صفوف المسلمين رجل يهودي تسمى بالإسلام يقال له عبد الله بن سبأ فألب الناس على عثمان بحجة إنكار المنكر، فبث معائب عثمان المفتراة بين المسلمين حتى ملاء قلوب كثير من الناس الغيظ على عثمان رضي الله عنه، فانبرى جماعة من المنافقين ومن بينهم بعض المسلمين المغرر بهم لقتل عثمان رضي الله عنه حتى حاصروه في بيته أياماً ثم دخلوا عليه وقتلوه صابراً يقرأ القرآن، وأخرج الترمذي وصححه، أن عثمان قال يوم الدار:ـ (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهداً فأنا ممتثل له وصابر عليه إن شاء الله فصبر حتى قتل رضي الله عنه شهيداً) وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال:ـ ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقال:ـ (يقتل فيها هذا مظلوماً) وأشار إلى عثمان، وأخرج الترمذي وحسنه النسائي عن ثمامة ـ أنه لما جاءت ثلة المنافقين إلى دار عثمان وحاصروه في داره ومنعوه الخروج حتى إلى الصلاة في المسجد يريدون قتله ـ أشرف عليهم عثمان فقال:ـ ائتوني بصاحبيكم الذين اللبا عَليَّ فجيء بهما فقال:ـ أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وليس بها ماء يتسعذب إلا بئر رومة فقال - صلى الله عليه وسلم - ( من يشتريها ويجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة) فاشتريتها من مالي، وأنا اليوم أمنع أن اشرب منها حتى أشرب من ماء الملح؟ قالوا: اللهم نعم، قال أنشدكم الله أتعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال - صلى الله عليه وسلم - ( من يشتري بقعة آل فلان فيزدها في المسجد بخير له منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي، وأنا اليوم أمنع أن أصلي فيه ركعتين؟ قالوا اللهم نعم. قال:ـ أنشدكم الله هل تعلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من جهز جيش العسرة وجبت له الجنة وجهزته؟ قالوا: اللهم نعم. قال وأنشدكم الله هل تعلمون أني كنت على ثبير مكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض فركضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجله وقال:ـ أسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيد، قالوا اللهم نعم فقال:ـ الله أكبر شهدوا لي بالجنة ورب الكعبة.

طعن سيد في عثمان رضي الله عنه ـ وجعل خلافته فجوة في الخلافة الإسلامية فقال:ـ


( ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما) [ لعدالة الاجتماعية 206 ط 5].

وقال عن الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه ( وليس بالقليل، ما يشيع في نفوس الرعية إن حقاً وإن باطلاً أن الخليفة يؤثر أهله ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليولي أعداء رسول الله، ويبعد مثل أبي ذر لأنه أنكر الترف الذي يخب فيه الأثرياء ... فكانت النتيجة أن تثور نفوس ... الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثماً، وتنحل نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء، ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم مطامع الدنيا) [ العدولة الاجتماعية 161 ط 12 ].

فانظر يا أخ العقيدة والدين كيف تجرأ سيد على خليفة المسلمين بأنه يوزع المال ويصرفه لأهله وأرحامه دون بقية المسلمين، واتهمه أنه يعزل أصحاب رسول الله ليولي أعداء رسول الله !! ومن هم الذين ولاّهم ؟ّ إنهم علي بن أبي طالب، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وهم من خيرة أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - .ثم نراه يتهم عثمان بأنه؛ هو الذي أبعد أبا ذر مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أمره بالعزلة قبل موته، وفي الوقت الذي يصم فيه الصحابة الذين ولا هم عثمان - رضي الله عنه - بأنهم أعداء رسول الله، نراه يمدح المنافقين الذين قتلوا عثمان بقوله:ـ (الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثماً). والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لعثمان ( تقتلك فئة المنافقين) مع علمه ـ أي سيد أن الذين قتلوا عثمان هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، ثم يختم كلامه باتهام خطير لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا مع عثمان بأنهم من الذين ( لبسوا الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبهم) فيصف علي ، ومعاوية، وعمر بن العاص .. ومن معهم من الصحابة بأن دخولهم في الإسلام كان تستراً وإلا لم تخالط بشاشته قلوبهم، وفيهم ممن هو من العشرة المبشرين بالجنة.

ويواصل "سيد" الطعون في ثالث الخلفاء الراشدين قائلا في حكم عثمان (... ولقد كان الصحابة يرون هذا الانحراف عن روح الإسلام فيتداعون إلى المدينة لا نقاذ الإسلام، وإنقاذ الخليفة من المحنة، والخليفة في كبرته وهرمه لا يملك أمره من مروان، وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي هو خطأ المصادفة السيئة في ولا يته الخلافة وهو شيخ موهون تحيط به حاشية سوء من أمية). [ العدالة 159 - 160 ص 12].

لقد رمى سيدُ عثمانَ بالانحراف عن روح الإسلام، ثم خاف ردة فعل الغيورين فاضطر إلى المخادعة بقوله (وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ) ثم أصر على معاقبته بالانحراف عن روح الإسلام بقوله:ـ ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ ...) ثم ختم مقالته بسب الصحابة الذين هم حول عثمان بقول ( ... تحيط به حاشية سوء من أمية ..) من هم حاشية السوء؟!! ( سبحانك هذا بهتان عظيم).

ولقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بأنه ثقلة فئة المنافقين فاندس عبد الله بن سبأ اليهودي، وحرض بعض المسلمين وأكثرهم من المنافقين على قتل عثمان – رضي الله عنه - فيقول سيد في هذه الحادثة الشعواء:ـ

( وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان، واختلط فيها الحق بالباطل، والخير بالشر، ولكن لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان ومن ورائه بنو أمية) . [ العدالة 189].

هكذا يصدر الحكم على عثمان، بأن الثورة الجاهلية الهمجية التي قادها ابن سبأ اليهودي في عمومها أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه لأنه هو والسبأيُّون والروافض ينظرون بعين الإسلام. والصحابة والتابعون وعلماء الإسلام لم ينظروا بعين الإسلام ـ بزعمه ـ ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).

يا أخوة الدين والعقيدة؟ ألا ترون أن سيداً قد وقع في هوة عميقة بإسقاطه خلافة عثمان ـ كما سبق ذكره ـ وهو الخليفة الراشد، ضارباً بإجماع الصحابة وأهل السنة عرض الحائط، أتظن ـ يا أخي ـ أن هذا سهلاً على نفوس المؤمنين الصادقين؟ كلا كلا كلا !! والله إنه لا يسهل إلا على نفوس الخوارج والروافض، وإن تبحجوا بالإسلام والجهاد، ثم نجد من يقول:ـ إن هذا علوٌ في الأسلوب وسهولة في القلم !!! فلاحول ولا قوة إلا بالله.


ب- طعن سيد بمعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.


قال سيد:ـ ( إن معاوية وزميله عمْرواً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع.وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجان ويفشل، وأنه لفشل أشرف من كل نجاح ...) [كتب وشخصيات ص 242.] فانظر يا أخي إلى هذا الذي يقال عنه إمام ومجدد!! كيف يصم خيره صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بالكذب والغش والخديعة، والنفاق، والرشوة وشراء لذمم، والله إن هذه الطعون لو قيلت في احط الناس خلقاً وديناً لاحمر أنفه وانتفخت أوداجه فكيف يقال هذا لخير الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم نجد من يقول:ـ إن هذا علو في الأسلوب وسلاسة في التعبير !!.

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:18 AM
سيد يكفِّر المجتمعات الإسلامية قاطبة

قال:ـ ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي. [ الظلال 4/ 2122]. ( فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها) وقال: ( البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول، ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله ‎). [ الظلال 2/1057].



أرأيت ـ أخي الحبيب ـ كيف يتجرأ سيد قطب على تكفير أمة قائمة مصلية صائمة مزكية موحدة لله مجتنبة للشرك، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) [ متفق عليه ]. ألا ما أعظم الضلال الذي يجر بصاحبه إلى هوة عميقة سحيقة، ومما يزيدك يقينا على أن سيد يكفر المجتمعات إنكار محبيه عليه ذلك، فهذا ( يوسف القرضاوي) ـ وهو من المعجبين بسيد ـ يقول ‎:ـ (فحديثي... حول ما يتعلق بالشهيد العظيم سيد قطب، وأفكاره، وقضية المنهج عنده خاصة في كتاب ( المعالم ) والحقيقة أن الأمر ليس أمر كتاب ( المعالم ) فما المعالم إلا قبسات من (الظلال) ... ولكن المسألة هنا تتعلق باتجاهات، وهذا اتجاه، والرجل صاحب اتجاه وصاحب مدرسة، وهذا الاتجاه يجب أن يقوم ولا تستطيع أن تهمش إلا إذا كانت المسألة جزئية .. الأمة الإسلامية انقطعت من الوجود .. وهو له رأيه المتطرف في مسألة بني أمية وعثمان وغيره. ورد عليه الأستاذ محمود شاكر من قديم في مسألة الصحابة ولا تسبوا أصحابي، ورأيه في المجتمع الإسلامي على طوال التاريخ، ورأيه في المجتمع الحاضر، وأنه لايوجد على وجه الأرض مجتمع مسلم قط في أي بلد من البلدان، حتى المجتمع الذي يعلن ارتباطه بلإسلام، ويقول إن المجتمع جاهلي، وكنت أظن أن كلمة مجتمع جاهلي، تعني مثلاً:ـ جاهلية التبرج ، أو جاهلية الحمية لا كما يقول الشرك والكفر، وهذا في الظلال في عشرات المواضع، ودعونا نتكلم بصراحة وأن من حق الأجيال المسلمة أن تعرف هذا الأمر على حقيقته .. ـ إلى أن قال ـ وسيد قطب في هذه الكتب مرحلة أخرى، ولذلك حكى بعض الناس أنه لو استقبل من أمره ما استدبر ما كتب كتبه القديمة، وأن أحدهم قال:ـ إذاً فأنت كالشافعي لك مذهبان جديد وقديم، قال:ـ نعم، ولكن الشافعي غير في الفروع وأنا غيرت في الأصول، أصول التفكير.
لأنه بدأ يفكر أن المجتمع الآن غير مسلم مجتمع جاهلي، والناس غير مسلمين، ولذلك يقول:ـ ( وإن كانوا يدعون أنفسهم مسلمين أو يسمون أنفسهم مسلمين، أو ما يسمونه العالم الإسلامي).

فمثل هذه التعبيرات موجودة ومنتشرة في كتبه التي كتبت في تلك المرحلة، وراح الذي تتلمذوا عليه يرددون التعبيرات نفسها). [راجع ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر ص 557 وما بعدها].

وقال أيضاً:ـ ( يجب أن تعرف أن الفترة الماضية ـ وخصوصاً في الخمسينات والستينات كانت مجالاً خصباً لانتشار نوع من الأفكار السوداء في الساحة الإسلامية، فقد غلب الفكر الذي ينزع إلى الرفض، والتشاؤم، والاتهام، وسوء الظن بالآخرين ... أجل راجت فكرة التفسيق والتبديع بل التكفير .. وفي هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المتجمعات، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي ....) [انظر:ـ أولويان الحركة الإسلامية ص 110].

وخذ شاهداً آخر وهو:ـ جعفر شيخ إدريس ـ أحد المعجبين بسيد قطب ـ يقول:ـ ( أما مسألة المجتمع الإسلامي (فسيد قطب) يعتقد أن الشيء المثالي هو الذي يذكره القرآن، وأنه هو الصورة الوحيدة وكل ما نقص عنها فليس بإسلام، وهو بذلك علق الشباب بصورة مثالية، لا يستطيعون أن يصلوا إليها، وأعطاهم صورة للمجتمع الإسلامي، أو نظام الحكم الإسلامي لا زالت مؤثرة في كثير من الناس، وكل شيء ينقص عنها فهو ليس إسلامياً، وبذلك لا توجد حكومات إسلامية ولا مجتمع إسلامي منذ عهد الخلفاء الراشدين كما يرى كثير من الناس.

وأقول:ـ إن هذا ضار من ناحية المنهج، لأن سؤالاً ميئساً وملحاً سيظل يسأله الإنسان لنفسه، من أنت؟ ومن هؤلاء الذين يستطيعون أن يحققوا في القرآن الخامس عشر مالم تستطع أن تحققه كل أجيال المسلمين طوال هذه المدة مع كل ما تعرف فيها من قمم شامخة في العلم والسلوك؟

وأظن أن الذي نهتم به ينبغي أن لا يكون تبرئة سيد قطب مما قال. مع أني لا أدري ما ذا كان يعني بالضبط، ولكن كلماته إذا أخذناها على ظاهرها تدل على ما قلت، وأهم من ذلك أن الناس فهموا من هذه الكلمات هذه المعاني التي ننتقدها. وفهموها على غير تواطؤ بينهم. فقامت عندنا جماعات في السودان في الستينات تقول مثلما قالت جماعات في مصر وفي اليمن من غير اتصال بينهم، ولا تعارف، وكان الجامع بينهم هو هذا الكتاب ـ أي معالم على الطريق ـ أما مسألة (معابد الجاهلية) فأذكر أن بعض هؤلاء الذين كانوا يأتونني، كانت أهم قضية يتحدثون معي فيها، هي اعتزال معابد الجاهلية يعني (المساجد).

فقلت لهم:ـ والله إنكم شياطين. فأرجى عمل عندي هو أن أذهب إلى المسجد. وأنتم لا تقولون لي:ـ أترك الجامعة أو أترك السوق وإنما تقولون:ـ أترك المسجد باعتباره من معابد الجاهلية، فتلك ظاهرة فهمها الناس من فكر سيد قطب وتهمنا في تصحيح مسار الحركة الإسلامية ـ ثم قال ـ فسيد قطب لا يقول فقط إن المجتمع الذي يستحل ما حرم الله كافرٌ لأن هذه مسألة معروفة وما كانت تثير جدلاً ولكنه يقول كلاماً خطيراً خاصة إذا أخذنا كلماته بظاهرها. [انظر ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر ص 557 وما بعدها].

وهذه شواهد على أن سيد يكفر المجتمعات الإسلام لتصور في رأسه، وهذا مفهوم يدركه من قراء كتب سيد قطب بدليل ظهور تلك الجماعات التي تكفر ليس بينها رابط إلا كتاب المعالم كما قال شيخ إدريس وهذا ما نسمع فحيحه هذه الأيام من تكفير لولاة الأمر المسلمين بل وتكفير العلماء الذين ينصحون الناس بالالتفاف حول ولاة الأمر، فإن لم يستطيعوا ذلك سعوا إلى تنفير الناس عنهم بتهم يلصقونها بهم من وحي الشيطان:ـ " أنهم عملا" لا يفقهون الواقع !!

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:21 AM
تكفير سيد لخلفاء بني أمية وبني العباس



قال سيد: بعد حكايته خطبتين مكذوبتين على معاوية رضي الله عنه ـ والمنصور قال بعدهما ـ: ( وبذلك خرجت سياسة الحكم نهائياً عن دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ) [ العدالة ص 167 - 168].



هكذا يجر سيد علو أسلوبه إلى الوقيعة في عثمان ومعاوية رضي الله عنه والطعن في حكام بني أمية و بني العباس، وهكذا تشرئب أعناق الروافض كي يدخلوا على أهل السنة من هذا الباب، فنرى ذلك الإباضي الخارجي الخبيث ( أحمد خليلي) مفتي عمان، الحاقد على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول مجيباً على انتقاد وجّه له في سبه لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في جواب طويل له قال:ـ ( ... وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر نجد كثيراً منهم تناول هذه الفتنة ـ يعني فتنة عثمان، ومقتله ـ وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأة، ومن هؤلاء شهيد الإسلام سيد قطب في كتابه ( العدالة الاجتماعية ) فلنستمع مقاطع من هذا الكتاب في طعنه على عثمان ومعاوية وبعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الخ. [ مجلة جبرين 29 رجب 1404هـ].
فانظر ـ يا أخي ـ كيف دخل أهل الرفض والخوارج على أهل السنة من هذا الباب بكتب سيد قطب، والسبب في ذلك أن هناك من جعل كتب هذا الرجل منارة هدى وجعله مجدداً وإماماً !!! ووالله إنها لوصمة عار في جبين أهل السنة أن يجعل من يطعن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ويكفر بعضهم إماماً ومجدداً !! فهل هذا الطعن في عثمان ومعاوية .. و..و ... رضي الله عنهم مما يشرف سيد قطب حتى يحتج هذا الخارجي على صحة مذهبه بكتب سيد قطب، نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن العمى بعد الهدى.


ما ورد من النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم:ـ

1 - قال -صلى الله عليه وسلم - ـ ( لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه.


2 - وأخرج الترمذي بسنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال:ـ الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي، من أحبهم فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذاى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) وله شواهد أخرى.

حكم سب الصحابة أو بعضهم:ـ

يجب عن ذلك الشيخ محمد بن العثيمين حفظه الله في شرحه على لمعة الإعتقاد (ص 152) :

سب الصحابة على ثلاثة أقسام :

الأول : أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا : فهذا كفر لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم ، بل من شك في كفر مثل هذا فإنه كفره متعين ، لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار أو فساق .

الثاني : أن يسبهم باللعن والتقبيح ففي كفره قولان لأهل العلم ، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال .

الثالث : أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل فلا يكفر ، ولكن يعزر بما يردعه عن ذلك ، ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام في كتاب (الصارم المسلول) ونقل ‘عن احمد قوله : لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص فمن فعل ذلك أدب فإن تاب وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع . إنتهى .

فانظر ـ يا أخي ـ إلى أي الأقسام يكون سب سيد قطب للصحابة ، وقد كفر مجموعة كبيرة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ووصم معاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهما بالنفاق . واتهم الصحابة الذين ولاهم عثمان بأنهم أعداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال عن عثمان "يعزل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ليولي أعداء رسول الله" بل تعدى ذلك كله وطعن في نياتهم التي زكاها الله سبحانه وتعالى فقال سيد عنهم "الذين لبسوا الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبهم" (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)

أقول :لقد ارتقيت ياسيد مرتقاً صعباً حتى جعلت من نفسك حكماً على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وقال :(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) قال : السفاريني في لوامع الأنوار 2/388 عن الصحابة : (فقد أثنى الله سبحانه عليهم في عدة آيات من كتابه العزيز ، على أنه لو لم يرد عن الله ولا عن رسوله -صلى الله عليه وسلم - فيهم شيء لأوجب الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الدين وقوة الإيمان واليقين القطع بتعديلهم ...وأنهم أفضل جميع الأمة بعد نبيهم ، هذا مذهب كافة الأمة ومن عليه المعول من الأئمة ، وأما من شذ من أهل الزيع والابتداع ممن ضل وأضل فلا التفات إليهم ولا معول عليهم ولهذا قال أبو زرعة : "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به أليق ، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق " وقال ابن حزم :" .. والحاصل أنه لا يهجر الصحابة ويعاديهم إلا عدو لله مبعدٌ من رحمة الله خبيث زنديق والله ولي التوفيق) .

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:22 AM
سيد لا يقبل أخبار الآحاد الصحيحة في العقيدة




قال في تفسيره بعد رده على الروايات التي تذكر سحر اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - (... وقد وردت روايات بعضها صحيح ولكنه غير متواتر، وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن، والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد) [ الظلال 6/4008].
وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين عمن يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة ؟ فقال: ـ هذا رأي غير صواب لأنه مبني على غير صواب وذلك من عدة وجوه : ـ




1 - القول بأن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن ليس على إطلاقه، بل في أخبار الآحاد ما يفيد اليقين إذا دلت القرائن على صدقة، كما إذا تلقته الأمة بالقبول مثل حديث عمر بن الخطاب ( إنما الأعمال بالنيات ...) فإنه خبر آحاد ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله، وهذا ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر وغيرهما.

2 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل الآحاد بأصول العقيدة "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وإرساله حجة ملزمة، كما بعث معاذاً إلى اليمن واعتبر بعثه حجة ملزمة لأهل اليمن بقبوله.


3 - إذ قلنا بأن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد أمكن أن يقال:ـ والأحكام العملية لا تثبت بأخبار الآحاد، لأن الأحكام العملية يصحبها عقيدة أن الله تعالى أمر بهذا أو نهى عن هذا، وإذا قُبِل هذا القول تعطل كثير من أحكام الشريعة، وإذا رُدّ القول ـ أي القول الملزم ـ فليرد القول بأن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد إذ لا فرق كما بينا والحاصل أن خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقة أفاد العلم وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق بينهما ...الخ. [ مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 1/31 - 34].

وهذا جواب من إمام وعالم يرد فيه هذا القول المبتدع، إذ ما قاله سيد هو قول المبتدعة الذين أنكروا خبر الآحاد وعليه أنكروا كثير من الصفات وصفة الميزان الخ. وهذا القول هو بداية الإنكار السنة .

إذ السنة إما آحاد أو متواتر وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في آخر الزمان يأتي أقوام من أمته ينكرون السنة جميعها فقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) في السنن.

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:26 AM
قوله بخلق القرآن


قال سيد:ـ ( ولكنهم لا يملكـــون أن يؤلفوا مثــل هــذا الكتــاب، لأنه من صنع الله لا من صنع الإنســـــان ) [ الظلال 5/ 2719 ].
وقال عن القرآن:ـ ( والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء ).

وكفى بهذا الكلام حجة على مذهبه بخلق القرآن، ومما يزيدك يقيناً بذلك عدة أمور:ـ




أولاً / أن سيداً من معطلة صفات الله عزوجل، ولا يمت لأهل السنة المثبتين بأي صلة في هذا الباب.

أ ـ فقد عطل صفة الأستواء لله سبحانه على عرشه، فقال عند قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) [ طه 4/ 2328] قال: (الاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة) وهو بذلك قد وافق الجهمية والأشاعرة حينما قالوا عن صفة الاستواء أي:ـ استولي.


ب ـ وعطل صفة مجيئة سبحانه يوم القيامة، فقال عند قوله تعالى (وجاء ربك والملك ..) [ الظلال 3906].

قال:ـ ( فأما مجيء ربك والملائكة صفاً صفاً، فهي أمر غيبي ) إلى أن قال:ـ (فأما حقيقة ما يقع وكيفيته فهي من غيب الله المكنون) فأنكر الحقيقة والكيفية وهذا مذهب المفوضة، أما أهل السنة فهم يثبتون الحقيقة ويكلون علم الكيفية إلي الله سبحانه.

جـ ـ وأنكر العرش وأنكر حمل الملائكة له:ـ

فقال عند قوله سبحانه ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ... إلى قوله سبحانه ـ والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية ...) قال: ( ونحن لا ندري على وجه التحقيق ما السماء المقصودة بهذا اللفظ في القرآن ... والملائكة على أرجاء هذه السماء المنشقة وأطرافها، والعرش يحمله ثمانية، ثمانية أملاك أو ثمانية صفوف أو ثمانية طبقات من طبقاتهم أو ثمانية مما يعلم الله .. لا ندري نحن من هم ولا ماهم ، كما لا ندري نحن ما العرش ولا كيف يحمل .. وأخذ الكتاب باليمين وبالشمال ومن وراء الظهر قد يكون حقيقة مادياً وقد يكون تمثالاً لغوياً جارياً على اصطلاح اللغة العربية ). [ الظلال :ـ ].

إذا كنا لا ندري عن كل هذا فكيف نتدبر القرآن إذاً، وكيف يكون قراناً عربياً مبين ونحن لا ندري ولا نفهم منه ما يقول، إن كلام سيد هو كلام أهل التفويض، الذين لا يثبتون معنى الصفة ولا كيفيتها، فيقولون في قوله تعالى مثلا (ثم استوى على العرش) الاستواء:ـ لا ندري ما معناه ولا كيفيته، والله أعلم بالمراد، فينخدع بهذا الكلام الجاهل بعقيدة السلف الصالح، خاصة إن قيل هذا مذهب السلف.

أما أهل الحق ( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) فيقولون في الاستواء:ـ أي:ـ علا وارتفع وصعد واستقر، أما كيف علا؟ فهذا علمه إلى الله سبحانه، لذلك لما سئل الإمام مالك، عن قوله تعالى "استوى" كيف استوى؟ قال:ـ الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ورويت هذه القصة عن شيخه ربيعة الرأي.

فقول مالك :ـ ( الاستواء معلوم) أي نفهم معناه أنه بمعنى صعد وارتفع وعلا واستقر،ولا نقول لا ندري ما الاستواء، وكذا في سائر الصفات.

وقول مالك:ـ ( الكيف مجهول) أي لا نعلم كيفية صفة الله سبحانه فلانعلم كيف استوى أو كيف نزل ...الخ. فالسلف الصالح يثبتون المعنى ويفوضون أمر الكيفية إلى الله سبحانه، فيعرفون السماء والملائكة والعرش ما هو؟ وحملته وأخذ الكتاب باليمين أو بالشمال فكلها عندهم معلومة وليس في شيء منها مجازاً أبداً قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية 73.

( تتمة:ـ بهذا التقرير تبين به أنه لا يمكن أن يكون في القرآن شيء لايعلم معناه إلا الله وتبين بضلال مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني آيات الصفات ويدّعون أن هذا هو مذهب السلف، وقد ضلّوا فيما ذهبوا إليه، وكذبوا، فيما نسبوه إلى السلف، فإن السلف يفوضون علم الكيفية دون علم المعنى، وقد تواترت النقول عنهم بإثبات معاني هذه النصوص إجمالاً أحياناً، وتفصيلاً أحياناً، فمن الإجمال قولهم:ـ "أمروها كما جاءت بلا كيف" ومن التفصيل ما سبق عن مالك في الاستواء.

قال شيخ الإسلام [...في العقل والنقل 1/ 16 ـ:] ( وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه وعقله ـ إلى أن قال ـ فعلى قول هؤلاء:ـ


أ ـ يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ماوصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه).


ب ـ ثم قال ( ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبياناً للناس، وأمر الرسولَ أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم .. ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقاً لكل شيء .. أو عند كونه أمر ونهي، ووعد ووعيد، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس مانزل إليهم... وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع:ـ الحق في نقس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها ومالا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به ـ إلى أن قال ـ فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ) ا.هـ.


ثانياً :/ أنه يستعمل الألفاظ الفظفاظة في القضايا التي يخالف فيها أهل السنة حتى لا تتوجه إليه سهام النقد، فنراه يستعمل كلمة (صنع) وهي كلمة لا تحتمل في اللغة العربية إلا معنى الخلق.

ولقد رمى أهل السنة والجماعة أقواماً بالابتداع لما استعملوا لفظاً مجملاً في القرآن [ انظر لوامع الأنوار حاشية ابن سحمان 1/183].، ولم ينتظروا حتى يصرح بأن القرآن مخلوق.

قال الإمام أحمد:ـ ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع ) [ كتاب السنة لعبد الله بن أحمد 1/165 ] مع أن هذا الكلام يحتمل احتمالين، فلم يتردد في الحكم عليه بأنه مبتدع حتى وإن صرح بأن : القرآن كلام الله.

فرحمك الله يا إمام المسلمين يابن حنبل، كيف بك لو رأيت من يقول:ـ القرآن من صنع الله، ولم يفصل عن مراده في جميع كتبه، ولم يقل ولو مرة واحدة إن القرآن كلام الله غير مخلوق.

قال الشيخ حسن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( والقرآن كلام الله الذي تكلَّم به، ليس بمخلوق ، فمن زعم أن القرآن مخلوق، فهو جهمي، كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف، فلم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من القول الأول ) [ الدرر 1/352]. فإذا قال قائل: القرآن كلام الله ولم يتبعها بقوله غير مخلوق كان مثل من قال:ـ القرآن مخلوق، فكيف بمن لم يقل لاهذا ولا هذا بل قال (صنع الله) وقال عن القرآن ( والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً).


ثالثاً: / إنه لا يتصور أن سيداً على ثقافته لم يسمع بفتنة وقعت بين أهل السنة والمعتزلة في أن القرآن كلام الله غير مخلوق، أو هومخلوق كما يقوله المعتزلة، وهذا خبر منتشر حتى بين الصبيان.


رابعاً: /أن سيداً قد تربي على كتاب الكشاف للزمخشري وهو معتزلي محترق وينقل منه كثيراً، فليس بعيداً أن يكون تأثربه.


خامساً: / أن سيداً ينكر أن الله يتكلم، ويرى أن كلام الله سبحانه هو مجرد الإرادة فقط دون أن يتكلم. فقال عند قوله تعالى: (وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) قال:ـ ( لقد صدر الكون عند خالقه عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة (كن) فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن ) [ الظلال: ـ ]. فإذا كان ينكر الكلام لله فكيف يقول: إن القرآن كلام الله، سيكون بذلك متناقضاً ولا بد.

عبدالله المقدسي
26-05-2004, 07:30 AM
شُبُهاتٌ يردِّدُها مُحِبِّو ( سيد قطب )


الشبهة الأولى

(أن ما وقع فيه سيد قطب لا شك أنه خطأ، لكن سيد لم يقصد الوقوع في الخطأ، بدليل أنه نذر دمه وقلمه في الدفاع عن الإسلام حتى قتل في سبيل ذلك شهيداً وقال قولته المشهورة، لما طلب منه أن يخضع للطاغوت:ـ (إن الإصبع التي شهدت أن لا إله إلا الله تأبى أن تخضع للطاغوت ..)





أ - الجواب قوله: ( لكن سيد لم يقصد الوقوع في الخطأ ).
أقول:ـ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمنّاه وقربناه ، وليس إلينا من سريرته شيء، الله حسيبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنه ) رواه البخاري.

فنحن ليس لنا إلا الظاهر، وأما مسائل النيات فترجع إلى الله وهو حسيبها، ثم هل أنت شققت عن صدره حتى تعلم أنه يقصد أولا يقصد، ولو قلنا بهذا القول لما رددنا على أي مبتدع، احتجاجاً بهذه المقولة ومن ثم ينحل نظام الإسلام بذلك، لذلك انبرى علماء الإسلام في رد الخطاء وتبينه نصحاً للأمة.


ب ـ قوله ( ونذر دمه وقلمه في الدفاع عن الإسلام حتى قال قولته المشهورة...) .

أقول:ـ

1 - ما هذا الإسلام الذي يدافع عنه سيد قطب حتى كفرني وإياك وكفر آبائنا، ووصم مساجدنا بأنها معابد الجاهلية، وحتى طعن في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حاملي الإسلام، إنه والله إسلام فريد من نوعه !!! وإليك أخي الحبيب هذه القصة:ـ

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يقسم بعض العطايا على بعض أصحابه دون البعض تأليفاً لهم، فجاء رجل كث اللحية، غائر العينين ناتئ الجبين فقال:ـ اتق الله يا محمد واعدل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فمن يطع الله إن عصيته، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني، ثم أدبر الرجل، فقال خالد بن الوليد دعني أضرب عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:ـ ( إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلتهم قتل عاد ) [2/741].

والشاهد من هذه القصة أن هذا الرجل ( ذو الخويصرة) تصور عدلاً في رأسه غير العدل الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فبناءً عليه حكم على من خالفه بالضلال، حتى بلغ الأمر أن يتهم الصادق الأمين بالخيانة.

وهذا ما وقع فيه سيد قطب، فهو قد تصور إسلاماً في رأسه غير الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - مما جعله يكفر الأمة بأجمعها ويصم معابدها بأنها معابد جاهلية، حتى دفعه هذا التصور أن يكفر حكام بني أمية وبني العباس،ويطعن في كبار صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كعثمان ومعاوية رضي الله عنهما.

وهذا الخطأ العظيم يأتي من تحكيم العقل أمام النصوص الشرعية وقد وقع في ذلك فئام من الناس كالخوارج والمعتزلة خاصة، وأهل البدع عامة.

وأيضاً يؤخذ من هذه القصة التي سبقت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أنه سيخرج أقوام من ضضئي هذا الرجل ـ أي من أجناسه وأشباهه ـ صفتهم أنهم كثيري الصيام والصلاة وقراءة القرآن، وهذا يدل على قوة إخلاصهم، لكنه في آخر الحديث أقسم - صلى الله عليه وسلم - ـ وهو الصادق المصدوق ـ أنه إن لقيهم سيقتلهم قتل عاد وثمود، وقال عنهم في بعض الروايات (هم كلاب أهل النار )! فما لذي أوصلهم إلى هذا التيه مع إخلاصهم الشديد؟!!

الجواب يكمن في نقطة واحدة هي عدم اتباعهم لهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وخلفاءه الراشدين، بل استحسنوا أشياءً فعملوا بها ظانين أنها الحق.

2 - أن ثبات "سيد" على موقفه حتى قتل على ذلك " شهيداً " !!! لا يدل على صحة ما ذهب إليه، فلا بد مع الإخلاص، المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهدي السلف الصالح، وإليك هذه القصة:ـ

روى أهل السير أن عمر بن الخطاب، أمر عمرو بن العاص أن يقرب بيت عبد الرحمن بن ملجم إلى المسجد حتى يرى الناسُ صلاته وعبادته فينشطوا في ذلك، وحتى يُعلّم الناس القرآن والفقه، وكان رجلاً زاهداً عابداً، إلا أن عبد الرحمن بن ملجم ـ فيما بعد ـ أخذ برأي الخوارج فانطلق حتى أتى الكوفة ـ وفيها مسكن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ـ فترصد لعلي ذات يوم خلف باب بيته بعد أذان الفجر، فلما خرج "علي" من منزله لصلاة الفجر ضربه هذا الشقي بسيفه في مفرق رأسه حتى خضب الدم لحيته رضي الله عنه فمكث علي رضي الله عنه ـ يسيراً ثم مات بعد أن قُبض على عبد الرحمن بن ملجم ـ وكان يرى قتل "علي" قربة إلى الله ـ فأُحضر ابن ملجم للقصاص، فقال أبناء علي:ـ دعونا نشتفِ من قاتل أبينا (أي نشفي صدورنا منه) فبدءوا بعينيه فكحلوهما بالحديد المحمي، فسالتا على خديه ومع ذلك لم يتراجع عن موقفه من تكفيره "لعلي"، ولم يجزع ولم يتحرك بل شرع بقراءة القرآن فبدأ بـ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ..). ثم قطعوا يديه ـ وهو مستمر في القراءة ـ ثم قطعوا رجليه وهو مستمر في القراءة لا يتحرك ولا يجزع. فقالوا:ـ اقطعوا لسانه، فاضطرب وجزع، فقيل له:ـ لماذا جزعت؟ قال: أخشى أن تقطعوني عن ذكر الله، فشدوا لسانه وقطعوه ثم أحرقوه ا.هـ [تاريخ الإسلام للذهبي].

وأجمع أهل السنة والجماعة أن عبد الرحمن بن ملجم، رجل خارجي ضال مجرم آثم، ولم يغتروا بصلاحه، ولا بشدة صبره وعبادته، بل ذهب جمع من أهل العلم إلى تكفيره لأدلة من السنة قامت عندهم، ليس هذا موضع ذكرها. ومع هذا كله، مازال عبد الرحمن بن ملجم يعظمه أئمة الخوارج عليهم لعائن الله، كما قال عمران بن حطان يمدح ابن ملجم وفعلته النكراء.

يـــاضربة من كمي ما أراد بهــا إلا ليبلــغ عنـــد الله رضــوانا

إني لأذكــره يـومــاً فــأحسبه أو في البرــية عنـد الله ميــزانــا

لله در المـــرادي الـذي سفكـت كفــاه مـهـجـة شر الخلق إنسانا

- فرد عليه علماء الإسلام ومنهم الطبري بقوله:ـ

إني لأبـــرا ممـــا أنت ذاكـــره عن ابن ملجم الملعـــون بهتانا

إني لأذكــره يـومــاً فــألـعنـه دينـا، وألـعن عمران بن حطانا

فـأنـتـما من كلاب النار جـــاء به نص الشريعة إعـلانــا وتبيانا

فانظر ـ يا أخي ـ إلى عبد الرحمن بن ملجم، كان من العباد الزهاد الذين أمر عمر بتقريب بيته للمسجد كي يروا الناس ما فيه من عباده، فينشطوا على العبادة، ومع ذلك لما ابتدع في الدين وكفر علياً وقتله لم يقولوا "نوازن بين حسناته وسيئاته" !!!

جـ ـ قوله:ـ ( حتى قتل في سبيل الله شهيداً).

أقول

1 - سئل الشيخ محمد بن عثيمين عن إطلاق (شهيد) على شخص بعينه فيقال الشهيد فلان؟ فأجاب قائلاً ( لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى لو قتل مظلوماً أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول فلا الشهيد، وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولاً في عصبية جاهلية، يسمونه:ـ شهيداً، وهذا حرام، لأن قولك عن شخص قتل : هو ( شهيد) يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك: ـ هل عندك علم أنه قتل شهيد؟ ولهذا لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما.. الخ ) فتأمل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( والله أعلم يمن يكلم في سبيله ) ـ "يكلم" يعني يجرح ـ فإن بعض الناس قد يكون ظاهره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولكن الله يعلم ما في قلبه، وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخاري على هذه المسألة في صحيحه فقال ( باب لا يقال فلان شهيد ) لأن مدار الشهادة على القلب، ولا يعلم ما في القلب إلا الله عز وجل، فأمر النية أمر عظيم، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون ما بينهما كما بين السماء والأرض، وذلك من أجل النية ‎، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إنما الأعمال بالنيات...) والله أعلم [ فتاوى ابن عثيمين 1/ 199].


2 - أما قول سيد:ـ إن الإصبع التي شهدت أن لا إله إلا الله تأبى أن تخضع للطاغوت ..] فأقول:ـ


أ ـ هل سمعتم سيداً يقول هذا ؟!! أم عندكم أسانيد صحيحة تؤكد لكم هذه؟!! مع العلم ـ يا أخي ـ أن سيداً لا يعرف أين قتل، وإنما نشر الخبر بقتله فقط وقد نقل صلاح الخالدي هذه القصة بصيغة التمريض. [انظر :ـ سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد].


ب ـ ولو سلّم ـ تنازلاً ـ أن سيداً قال هذه المقولة عند قتله، فإن هذه الإصبع التي زعم صاحبها أنها شهدت أن لا إله إلا الله قد خضعت لأكبر طاغوت، ألا وهو طاغوت الهوى واتباع الظن، فإن هذه الإصبع التي امتنعت عن التوقيع قد كتبت:ـ القول بوحدة الوجود، وكفرت الأمة الإسلامية، وطعنت في بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكفرت بعضهم، وكتبت القول بخلق القرآن، والقول عن مساجد المسلمين بأنها معابد الجاهلية، وتهونيه من معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وردت خبر الآحاد، بالتفويض في صفات الله عز وجل ـ إلى آخر هذه الضلالات والبدع .

---------------------------------------------

الشبهة الثانية


(لو أن كل إنسان وقع في خطأ هجرناه وكتبه لما بقي لنا أحد من العلماء، لكن نعامل كتب سيد كما تعاملنا مع كتب ابن حجر والنووي في العقيدة).

الجواب: ـ سبحان الله !!! ( يجادلونك في الحق بعد ما تبين ) والله إنه لمن الظلم أن أقارن كتب سيد بكتب ابن حجر والنووي رحمهما الله. :

ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا


1- أين مكانة الأخطاء عند النووي وابن حجر من تأويل لبعض الصفات فقط، ممن أول الصفات وعطلها ... وكفر الأمة الإسلامية.... وطعن في بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وكفر بعضهم .. وقال بخلق القرآن .. ونفى الكلام عن الله .. واضطرابه في وحده الوجود .. وقال عند مساجد المسلمين بأنها معابد الجاهلية .. ورد أخبار الآحاد .. إلى آخر الضلالات والبدع والخرافات.

أقول لمن قال ذلك:ـ إئتني بكلام لا بن حجر أو النووي قالا مثل قول سيد قطب حتى أقرنهم مع بعض.


2- إن ابن حجر والنووي من مجتهدي الأمة، وكونهم وقعوا في بعض التأويل، فالشبهة كبيرة وهم معذورون بذلك، لأنهم من المجتهدين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد الحاكم فأخطا فله أجر واحد ) هذا في حق من بلغ رتبة الاجتهاد ولم يأت بما يخالف صريح الكتاب والسنة أما "سيد" فليس من المجتهدين بل ليس من العلماء بشهادة أحبابه ومتبعيه.


3- إن ابن حجر والنووي رحمهما الله، قد خدموا السنة النبوية شرحاً وتقريباً وتقسيماً وتخريجاً حتى ـ والله ـ لمن الصعب فهم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عن طريق كتبهم، أما سيد فمالذي عمله في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل طعن في حملة السنة إلينا من الصحابة وتابعيهم، ورد أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآحاد بغير دليل، بل من يقرأ في كتب ابن حجر والنووي يجب السنة ويعظمها، أما من يقرأ في كتب المفكرين المنحرفين تورثه الجرأة على رد السنة وتأويلها وتقديم الرأي عليها عياذاً بالله من ذلك.


4- - وهو الأهم:ـ أن علماء الإسلام لم يسكتوا عن زلات ابن حجر والنووي رحمهما الله، بل ردوا عليهما في أخطاء هما، وصنفوهم من الأشاعرة في بعض أبواب العقيدة، وإن كانوا يترحمون عليهم ويرون أنهم مجتهدون معذورون، فهل أنتم فعلتم هذا بسيد قطب؟! أم أنكم جعلتم له خصوصية فلا يرد عليه ولا يتكلم في حقه.. وإن كنتم تجعلونه كابن حَجْر والنووي فلما ضربتم حجراً فكرياً على كتب الرادين على سيد قطب، ولم تجعلوا حَجْراً فكريا على كتب الرادين على ابن حَجْر والنووي رحمهما الله ؟!!

----------------------------------------------------------

الشبهة الثالثة

(أن الحق يقبل من قائله كائنا من كان، والباطل يرد كائناً من كان، فنحن نأخذ الصواب وندع الخطاء ).

- الجواب:ـ من الذي يحدد الصواب والخطأ؟ إن الصواب والخطأ لا يحدده إلا العلماء وطلبة العلم، والعارفين ذلك، أما أن يقرأ كتب سيد أو من كان على شاكلته ممن وقع في الضلالات وهو جاهل بعقيدة السلف، ويقول آخذ الحق وأدع الباطل، فإن هذه مراوغة وحيلة شيطانية، فإن كان لا بد قارئاً لكتبه فليقرأ كتب الذين انتقدوه أولاً، ثم ليقرأ كتبه كما قال ذلك الشيخ محمد بن عثيمين لما سئل عن قراءة كتب سيد قطب أوصى بقراءة كتب الشيخين عبد الله الدويش رحمه الله، وربيع المدخلي قبل قراءة كتب سيد [ ارجع إلى شريط ندوة الشيخين ابن عثيمين وربيع مدخلي عام 1413هـ].

وأهل السنة كانوا يحرقون الكتب المشتمل أكثرها على البدع والضلالات ولم يقولوا نأخذ الحق وندع الباطل على إطلاقها، فإن قرؤوا هذه الكتب يقرؤونها للرد عليها، وإلا ففي الكتاب والسنة غنية عنها.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الطرق الحكمية: ( قال المروزي:ـ قلت لأحمد:ـ استعرت أشياء رديئة ترى أن أحرقه؟ قال: نعم، فأحرقته، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد عمر كتاباً اكتتبه من التوراة وأعجبه موافقته للقرآن ، فتمعَّر وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه ) اهـ.

بل حرق الصحابة جميع المصاحف المخالفة لمصحف عثمان لما خافوا على الأمة الاختلاف، فكيف لو رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكتب التي صنفت تخالف الكتاب والسنة في العقيدة والمنهج، بل كيف لو رأوا مثل هذه الكتب التي أو قعت الخلاف والتفرق بين الأمة؟

ثم قال ابن القيم:ـ ( والمقصود أن هذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولى بذلك من إتلاف آلات اللهو والمعازف، وإتلاف آنية الخمر فإن ضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمان فيها كما لا ضمان في كسر أواني الخمر وشق الزقاق ) ا.هـ [ الطرق الحكمية ص [581].

قال الحافظ سعيد بن عمرو:ـ شهدت أبا زرعة وقد سئل عن الحارث المحاسبي، وكتبه، فقال للسائل:ـ إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك، قيل له:ـ في هذه الكتب عبره، فقال:ـ من لم يكن له في كتاب الله عبره فليس له في هذه الكتب عبره، بلغكم أن سفيان ومالكاً والأوزاعي صنفوا هذه الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع.اهـ.

قال الذهبي:ـ مات الحارث المحاسبي سنة 243، وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين؟! كالقوت لأبي طالب .. كيف لو رأى بهجة الأسراء لابن جهظم ... الح) [ الميزان 1/43].

قلت: رحم الله أبا زرعة والذهبي وأئمة المسلمين الغيورين على السنة المبغضين للبدع وأهلها، كيف لو رأى هؤلاء الأئمة كتب سيد قطب وأمثاله ممن وقع في مثل ذلك وأعظم.

بل المصيبة كل المصيبة أن هناك من يدافع عن سيد قطب مع علمه بهذه الزلات التي وقع فيها، وما حمله على ذلك إلا الحزبية المقيتة، والغلو المفرط، أقول لهذا وأمثاله ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية عن كتب أهل البدع من الاتحــــادية وأضرابهم (.. ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم أو معاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أ خذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟.. وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات، لأنهم افسدوا العقول والأديان ... وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله، فضررهم في الدين، أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ... الخ. [ الفتاوى 2/132].

لله درك يا شيخ الإسلام والمسلمين كيف لو رأيت من يستميت في الدفاع عن سيد قطب، ويهمش أخطأئه بحجة توحيد الصف!!!


-------------------------------------------------------------

الشبهة الرابعة


(أن سيد دافع دفاعاً ملموساً حتى يقيم شرع الله سبحانه، ويتحاكم إليه، ومن المؤكد أنه لم يفعل ذلك وهو مبغض للدين بل لا شك أنه محب له فإن وقع منه الزلل والخطأ فلا ننظر إلى هذا الخطأ وندع جهاده الذي يدل على إخلاصه).


الجواب : هو ما قاله الشيخ محمد العثمين حفظه الله في رده على بعض الكتاب الذي ينادي بالكف عن مهاجمة الأشاعرة والصوفيين، معتمداً على بعض الأدلة الواهية فقال الشيخ ابن عثمين:ـ

(...ودعا فضيلتكم إلى الكف عن مهاجمة أتباع المذاهب، والأشاعرة، والإخوان، حتى الصوفيين أصحاب الطرق المعروفة، وعللتم ذلك بأن الجميع يريد وجه الله، ويجمعهم شيء واحد، وهو حب الإسلام، خدمة الدين، ومنهم من يخطيء في الأسلوب، أو في الطريق، ثم دعوتهم إلى أن يوجههم بالحسنى إلى الجادة. ولا ريب أن التوجيه بالحسنى مطلوب، وأن للدعوة إلى سبيل الله تعالى:ـ أربع مراتب ذكرها الله في آيتين :

أولاهما:ـ قوله ـ تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).


والثانية:ـ ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) وكثير من هؤلاء المخالفين للسلف تقوم عليهم الحجة بأوضح بيان وأفصح عبارة، ولكنهم يعاندون وربما يعتدون، ويستطيلون على أهل الحق بوصفهم بألقاب السوء؛ لينفروا الناس عن الحق الذي هم عليه، ومثل هؤلاء لا يمكن الدعوة إلى مداهنتهم وترك مهاجمتهم؛ لأن ذلك إضعاف لجانب الحق، وذل وخنوع لأهل الباطل.

وأما التعليل الذي ذكرتموه من أن الجميع يريدون وجه الله، ويجمعهم حب الإسلام وخدمة الدين، فلا ريب أن بعضهم يدعي ذلك، ولكن الإخلاص وحده لا يكفي بل لا بد من عمل صالح، ولا يكون العمل صالحاً حتى يكون مخلصاً لله، متبعاً فيه شريعته التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان قال تعالى ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) فلم يكتف بمجرد إسلام الوجه لله ـ تعالى ـ بل قيد ذلك بقوله (وهو محسن ) ومن المعلوم أن المشركين الذين يعبدون الأصنام ويتخذونهم أولياء كانوا يدّعُون حسن القصد يقولون (مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا). وأن من هؤلاء الطوائف ـ الذين دعوتم إلى ترك مهاجمتهم وزعمتم أنهم يريدون وجه الله ـ من اتخذ من دون الله أولياء يحبونهم كحب الله أو أشد.

ثم إن كان من يدعي أنه يريد وجه الله والدار الآخرة، فإنه غير مقبول في دعواه حتى يأتي بالبينة التي نصبها الله ـ تعالى ـ برهاناً على ذلك، في قوله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم –( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفرلكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) فمن ادعى أنه يريد وجه الله، وأنه يحب دينه وهو الإسلام، نظرنا في موقفه تجاه الإسلام، فإن كان على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في العقيدة، والقول، والعمل كان صادقاً في دعواه، وإن قصر في ذلك علمنا أنه قد نقص من صدقه بقدر ماقصر فيه.

------------------------------------------

الشبهة الخامسة


(لو انتقد بعضنا بعضاً، وحذر بعضنا من بعض. من يبقى لنا في مواجهة العدو الخارجي؟ وحتماً سيأتي يوم - إن استمرينا على النقد ـ إذا نحن في الميدان وحدنا ).

الجواب:

يجيب عن ذلك الشيخ ابن عثمين حفظه الله بقوله (... وليعلم أن كثرة العدد ليس وحده السبب في نصرة الإسلام وعزة المؤمنين فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (لن يغلب اثنا عشر ألف من قلة) رواه أحمد. وإنما النصرة لمن نصر الله عزوجل وتبع رسوله ظاهراً وباطناً. قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ..).

----------------------------------------------

الشبهة السادسة (لقد عرفنا أن سيد قد وقع في زلات عظيمة وكبيرة، لكنه ليس بأول واحد يقع في الزلات، فلماذا هذه الحرب الشعواء عليه، مع أن هناك من وقع في زلات أعظم من ذلك ولم تشن عليه هذه الحرب).


أقول:ـ إننا لم نتكلم عن سيد إلا بعد أن جعله بعض الناس إماماً ومجدداً وصُدّر اسمه في أكثر الكتب والاشرطــــــة بقــــول:ـ ( الإمام !! المجدد !! الشهيد !!.. وقُرِنَ بابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، !! وهذا لا شك أنه من التدليس والغش في الدين. وهذا السبب جعل أهل العلم ينهضون لمجابهة هذا الغش الذي يكتسح عقول شبابنا، حينما رأوا الكتب تؤلف في سيرته، وتعقد المحاضرات تحدثاً عن حياته وكأنه ابن حنبل أو سفيان الثوري، حتى صار أكثر شبابنا يعرف جوانب من حياة سيد مالا يعرفه من حياة علماء الدعوة من أمثال محمد بن عبد الوهاب، وعبد الرحمن بن حسن، وسليمان بن سحمان ...‎و..و.. الخ. بل وجد من بعض الناس أن قال إنه من علماء المسلمين ـ وهذه مغالطة صريحة إذ بشهادة نفسه على نفسه وشهادة محبيه له:ـ أنه ليس من علماء الشريعة وإنما هو أديب كاتب، وهذه كتبة ناطقةً بما أقول، بل أعظم من ذلك أن قال ـ بعض من ينسب إلى أهل العلم ـ في رسالة له:ـ إنه يجب قراءة كتب سيد قطب والدعاء له.!!! فجعلها واجبة ولم يرض بالمندوب ولا المباح، فضلاً عن أن يفكر هل هي مكروهة أو محرمة!، وهذه مغالطة كبيرة، إذ بالإجماع لا يجب قراءة القرآن كاملاً في العمر ولو مرة واحدة، فكيف تجب قراءة كتب سيد قطب؟! وأيضاً قد اختلف أهل العلم هل تجب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمر ولو مرة واحدة أم لا؟ وأخونا هذا ـ هداه الله ـ أوجب الدعاء لسيد قطب ـ ولا أدري هل هو واجب كفائي أم واجب عيني !! وإني إن أتحسر فإنما أتحسر على جدتي المسكينة وكانت عابدة زاهدة حتى وافاها الأجل وهي على ذلك، كيف تركت هذا الواجب ـ وهي قراءة كتب سيد قطب والدعاء له ـ وكيف ستجيب عند ما تسأل عن ذلك !! (سبحانك هذا بهتان عظيم).

ثم أقول إن عدد الردود التي ألفت في (سيد) لا تتجاوز عدد أصابع اليد، وقد رد على الصابوني بأكثر من عشرين رداً، وعلى الغزالي نحو ذلك ولم يقل أحد أن هذه حملةٌ على الصابوني أو الغزالي، مع أن عندهم من العلم أضعاف ما عند سيد، أما عن سيد فقالوا: هذه حملة شعواء على سيد، ولا أظن هذا السؤال إلا من جاهل بواقعه أو حزبي غالي.

-----------------------------------------

الشبهة السابعة

(لقد قرأت ما كتبته عن سيد قطب ، وأبشرك ولله الحمد أني لا أقرأ لهذا الرجل أبداً ، وإنما أقرأ للدعاة والكتاب المعروفين فلاحاجة أن أعرف كل هذا عن سيد قطب )

أ ـ أقول : احمد الله عز وجل أن عافاك وهداك إلى صراطه المستقيم واسأل الله الثبات على ذلك .

ب ـ ثم أقول : من هؤلاء الدعاة والكتاب الذين تقرأ لهم ؟ فإن كنت تقرأ لابن تيمية وابن القيم وأمثالهم أو أئمة الدعوة كالشيخ محمد بن عبدالوهاب وسليمان بن عبدالله وعبدالرحمن بن حسن .. ومن شابههم وفي عصرنا لابن باز وبن العثيمين والفوزان والعلماء من أمثالهم . فالحمد لله على ذلك وأنت على الحق فاثبت .

أما إن كنت تقرأ كتاب (.... ) أو كتاب ( .... ) فهؤلاء قد رضعوا من ثديي كتب سيد وأشربوا منهجه وفكره ، فراحوا يترجمون كتبه بأساليبهم فصار القارئ لهم يتربى على فكر سيد قطب وهو لايشعر لأنه من طريق غير مباشر.

-----------------------------------------------------

الشبهة الثامنة

( لماذا تتكلم في سيد قطب وقد مات منذ أعوام عديدة ، وقد أفضى إلى ما قدم ، فالكلام فيه لا فائدة تُرجى من وراءه )

أقول:

أولاً :لقد تكلم الله عز وجل في أقوام ماتوا وبادوا كفرعون وهامان وقارون وغيرهم ولم يقل إنهم ميتون ، وأيضاً الرسول – صلى الله عليه وسلم – تكلم في أقوام ماتوا ، ففي صحيح مسلم أن عائشة - رضي الله عنها – قالت : ( يارسول الله إن ابن جدعان كان يطعم الطعام ، ويقري الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة ؟ فقال : " لا ، إنه لم يقل يوماً : ربِّ اغفرلي خطيئتي يوم الدين ) وغير ذلك من الأحاديث .

فهؤلاء ميتون في زمنه صلى الله عليه وسلم ، ولا زال أهل السنة والجماعة يردون على أهل البدع وإن كانوا ميتين كما ردوا على الجعد بن درهم ، وعمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء ، والرازي ، والغزالي ، وغيرهم ، بل نجد في عصرنا هذا من علماء السنة كابن باز والألباني وغيرهم يردون على أهل البدع كالكوثري الجهمي ، وابن دحلان ، وابن جرجيس ، مع أنهم ميتون ، إذاً المقصد في الحديث عن هؤلاء أن يكونوا عبرةً للأحياء فلا يقعوا فيما وقع فيه أولئك .


ثانيًا : أنَّ الحديث عن الميتين يوافقنا فيه سيد قطب نفسه ، فقد تحدث عن الميتين فهو يسب الصحابة رضي الله عنهم وبخاصةٍ عثمان رضي الله عنه ومعاوية وعمروبن العاص كما سبق ذكره في أخطاءه في موضعٍ سابقٍ من هذا البحث ، بل تكلم على نبيٍ من أنبياء الله بكلامٍ قبيح وهو موسى عليه السلام ...... مع أنَّ كل هؤلاء ميتون في عصره ... ومع ذلك لم ينتقد أحدٌ سيدأ فيما فعله؟؟!! .

ثالثاً: أن سيداً وإن مات فإنَّ فكره موجودٌ ، وكتبه يقرؤها الكثير من الناس ، ومنهجه مطروح ، والمتأثرون به ليسوا بالقليل ، فأذا كان علماء الإسلام ردوا على أقوامٍ ليس لهم من الكتب ولا عُشر ما لسيد قطب ، فالرد على سيد قطب من باب أولى نُصحاً لِلأمة أداءً للأمانة التي أخذها الله على أهل العلم في قوله : ( ... لتبيننه للناس ولا تكتمونه ).

وإنما جاءتِ النهي عن سب الأموات لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " لاتسبوا الأموات فقد أفضوا إلى ما قدموا " أمَّا الإخبار عن حالهم فسُنَّةٌ ماضية ، جارية في كتاب الله وسنة رسله - صلى الله وسلم عليهم – وعمل المسلمين .

yazeed6
26-05-2004, 04:37 PM
وهنا ايضا كلام نفيس للشيخ العلامة ناصر الدين الاباني في المفكر سيد قطب


http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=118



وهذا ايضا ثناء الشيخ بن باز رحمه الله تعالى علىالمفكر سيد قطب



http://www.islamgold.com/rmdata/107_qotob1.rm



وايضا ثناء الشيخ العلامة عبد اله بن جبرين حفظه الله للسيد قطب ..

http://www.islamgold.com/rmdata/115_jbr_banaQotob.rm


وايضا هنا كلام الشيخ بن عثيمين رحمه اله تعالى ..

http://www.islamgold.com/rmdata/67_qotob2.rm