PDA

View Full Version : التغيير لن يبدأ إلا بتغيير الحكام..


USAMA LADEN
03-05-2004, 10:35 PM
التغيير لن يبدأ إلا بتغيير الحكام..
وهم لن يسلموا إلا بالقوة..
لماذا تخافين الموت يا أمة؟!


بقلم د محمد عباس

www.mohmadabbas.net

mohamadabbas@gawab.com



ما أشد مرارة الندم الذي يعتريني عندما أكتشف في نهايات العمر أنني لم أختر الاختيار الصحيح.. و أنه كان علىّ أن أستشهد مع الشهيد العظيم سيد قطب .. فإن كان الأمر قد فاتني عام 1966 فقد كان يمكنني أن أنال شرفه مرة أخرى مع الشهيد العظيم الشيخ أحمد ياسين عام 2004..

ما أشد مرارة الندم حين أدرك أنه وقد فاتني هذا وذاك فإنني لم أشرف بالجهاد مع شيخنا العظيم أسامة بن لادن و أيمن الظواهري ورفاقهما ولو لأمسح عن أقدامهم غبارا عفرها وهم يجاهدون في سبيل الله..

***

طوال الأسابيع الأخيرة أحاول أن أكتب فيسحقني أن كل ما كتبته طوال عمري لا يساوى رصاصة يطلقها مجاهد لتمزق قلب شيطان أمريكي أو إسرائيلي نجس. . بل إنها لا تساوي مجرد حجر يقذفه طفل فلسطيني..

وعندما استشهد حبيبي وسيدي الشيخ أحمد ياسين.. حاولت أن أكتب عنه..

كان كساكن قصر..

ليس مجرد ساكن..

بل ملك حقيقي..

ليس كالدعار والأطفال والدمى الذين فرضوهم علينا وسموهم ملوكا ورؤساء و أمراء..

ملك حقيقي ليس كمثل ملك وقصر منيف ليس كمثله قصر..

وعندما فكرت أن أكتب بدت كلماتي كمتسول أشعث أغبر معفر الوجه ممزق الثياب حافي القدمين .. وبدا منظر ذلك المتسول وهو يحوم حول القصر مستهجنا ومريبا..

صرخت في المتسول:

- ابتعد يا صعلوك عن قصور الملوك.. ابتعد.. فلو أنك أطلقت ذات يوم رصاصة أو قذفت بحجر لكان ذلك أجدى من كل ما كتبت ولكان جواز مرورك.. ولسمح لك بالدخول للتهنئة لا للعزاء..

وعجزت عن الكتابة..

وجاءتني رسالة ابني الفلسطيني..

هل قلت ابني؟؟!!..

يا لوقاحة الصعلوك..

هل أجرؤ على أن أطلق على أي فلسطيني كلمة " ابني"؟!..

لكنه هو الذي ناداني في رسالته بــ:"أبي"..

هل كان علىّ أن أصارحه أنني لا أملك الشرف الذي يبيح لي أن أقبل نداءه لي بيا أبي؟!!

هل كان علىّ أن أصارحه بأنني أبو الفشل والعجز والإحباط واليأس والمواقف الخاطئة والانخداع والقصور، العجز لا عن أن أكون شهيدا كالشهيد أحمد ياسين أو الشهيد سيد قطب.. ولا عن أن أكون مجاهدا في جيش المجاهد العظيم أسامة بن لادن رضي الله عنه.. بل العجز عن أن أطلق رصاصة أو أن أقذف حجرا.. ولو أنني فعلت فربما حق لي أن أكون أبا لذلك الفلسطيني الغالي الذي كتب في رسالته:

رسالة من فلسطين الذبيحة

السيد الكريم والدكتور الفاضل والأب الغالي /

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الدكتور سامحني أبي الغالي على تكرار مراسلاتي لك , لكن يشهد الله أنني لا أفعل ذلك إلا ثقة وحبا فيك ولك

ولا ألجأ إلي ذلك إلا عندما تضيق بي الدنيا وتظلم أمام ناظري

سيدي الدكتور الفاضل / الآن وقد حدث ما كنا نتوقعه – في رسالتي الأخيرة إليك-، نعم فقد قتل الشيخ الياسين أملنا بعد الله جل في علاه في هذه الدنيا ، الآن وقد أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام ، الآن وقد شعرنا أننا نجتث من الأرض ، والآن ونحن نبكي شيخنا دما وألما وحسرا ت ، ولا نبكي عليه لأنه قد فاز بإذن الله ، ومات ميتة ولا أروع ، ميتة من لا يتمنى مثلها فهو لم يعرف بعد معني هذه الحياة ولم يحسن البيع لله عز وجل .

نبكي يا دكتور على أنفسنا التي أصبحنا بعده كالقطيع في ليلة ظلماء بلا حادي ولا دليل ، نبكي على أمتنا التي أسلمت رقبتها للجزار وتخلت عن دورها تجاه هذه القضية وتركت فلسطين وأهلها وأخيارها نهباً لأخس وأحقر الملل .

سيدي الدكتور /ذهب الشيخ الشهيد إلى عالمه وهنيئاً له الفردوس الأعلى فقد كانت نعم الخاتمة ونشهد له على ذلك

ولكن سيدي دماء الشيخ وأشلاءه وبقايا كرسيه وقطع وشاحه المتناثرة تستصرخنا وتستنهضنا وهي دين في رقابنا ورقاب هذه الأمة نعم دين وأي دين

فما هو طعم الحياة بعد هذا الرجل

نحن هنا في فلسطين تلامذة ومحبين وأنصار لهذا الشيخ قد قطعنا على أنفسنا عهدا وأقسمنا على بقايا أشلاءه قسماً تهتز منه الجبال بأن بكل قطعة من جسده تناثرت وبكل شظية طارت من كرسيه وبكل شقفة تطايرت من وشاحه ، سيكون بإذن الله نارا وحمماً ولهيبا فوق رؤوس بني يهود

ولكن سيدي ...الشيخ الشهيد هو ليس رمزا لنا فحسب بل هو لكل الأمة ولذلك ما على الأمة أن تفعل الآن ؟ هال ستبتلع الإهانة والتحدي وتسكت أم ستقول كلمتها في هذا المصاب الجلل ، وترد اعتبارها وهذا الذي نتمناه ،فإن لم يحركها هذا الزلال فيا ترى ما الذي سيحركها ؟ وخاصة سيدي أن أحد اليهود المجرمين اليوم قال: لم يبق أمامنا الآن سوى إزالة المسجد الأقصى ، وترى إن حدث ذلك والأمة في سباتها - رغم أن إراقة دم المسلم كما حدث اليوم أعظم حرمة عند الله من ذلك - فما هو مبرر وجودها.؟؟؟؟

سيدي ... نعلم أن ليس اليهود وحدهم من ولغ في دماء الشيخ وصحبه بل إن هناك من ساعدهم وأشار عليهم وبارك نيتهم من أطراف محلية وأطراف مجاورة ترى في الشيخ وفكره وحركته خطراً على كراسيها وعلى أطماعها وعلى مصالحها وهم لا يخفون على أحد ، ولذلك هم شركاء في هذه الجريمة ، وهؤلاء سيتكفل بهم رب العالمين ولن يمهلهم طويلا فدماء العلماء والأولياء مسمومة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

سيدي الدكتور .. قال اليهود أن تصفية الشيخ ياسين هو بداية القضاء على الإسلام في فلسطين وستتبعها خطوات أخرى بمنتهى التبجح والعنجهية ) لهم حق في ذلك فممن سيخشون؟؟ )، ولكن سيدي خاب فألهم فوالله الذي لا إله غيره إن شهادة هذا الشيخ وبهذا الشكل وفي هذا المكان قد أحيت البعث الإسلامي من جديد ليس في هذه الديار بل في العالم الإسلامي أجمع فهذا الرجل كما كانت حياته بعثا للدعوة في هذه الديار فشهادته ستكون إن شاء الله بعثا للإسلام في كل المعمورة .

هذه رسالتي ولا داعي لكثرة الكلام فالآن جاء دور العمل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

سيدي أطلت عليك ..ولكن سامحني ففي القلب لا زال الكثير الكثير ولا أريد أن أزعجك وأتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة

وفي الختام اسأل الله لك طول العمر والسلامة من كل مكروه وأن يحسن خاتمتك

وجزاك الله عنا خير الجزاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنكم (...)

***

وكنت أقرأ الرسالة و أصرخ في نفسي:

- ابتعد يا صعلوك عن قصور الملوك.. فهذا الفتي المجاهد لم يترك لك أي فضل أو مزيد من العقل والحكمة والتحليل فماذا يمكن أن تقول بعده..

وكنت أبكي و أنتحب..

وليس البكاء والنحيب شيئا يشرفني ذكره.. بل والله يا قراء يخجلني..

هل كان يعزيني قبل ذلك أن أشبه بكائي – وبكاءكم يا قراء- ببكاء النساء..؟؟!!..

نساء فلسطين سلبوا منا هذا العزاء..

كففن عن البكاء ورحن يستشهدن في سبيل الله وبقينا نحن لا رجالا نجاهد ولا نساء يستشهدن ولا أطفالا يقذفون بالأحجار.. بقينا نزعم أننا كتاب ونملك الجرأة والوقاحة ما يبيح لنا أن نحلل و أن نوزع نصائحنا..

ومع رسالة الفلسطيني الغالي الذي لا أجرؤ على التشرف بأبوته كنت أطالع الصور الذي تناقلتها وكالات الأنباء للشهيد أحمد ياسين..

لم يبق منه إلا وجهه..

الوجه فقط..

كم من حكامنا الدعار الآن يحتفلون بمن يدلك لهم أجسادهم أو يصبغ لهم شعورهم.. لكنهم لا وجه لهم..

لا وجه لهم...

لا وجه لهم...

وفي هذه اللحظة تماما.. هل يستقل ذلك الملك الفاجر طائرته الخاصة إلى قصره على تلك الربوة الشهيرة في مدينة القمار لاس فيجاس .. ذلك القصر الذي اشتراه بملايين الدولارات.. ليذهب إليه سرا يلعب القمار كل آن و آن..

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه..

كم كان يمكن للشهيد العظيم أن يفعل لو توفرت بعض أموال القمار والقصور لينفقها على الجهاد في سبيل الله..

كنت أراقب الصور..

صور الشهيد العظيم الذي لم يبق منه إلا وجهه..

وانشققت إلى نصفين..

نصف يكاد يقتله الفرح بتلك الخاتمة العظيمة التي يستحقها الشهيد إن شاء الله..

ونصف يقتله الألم .. ألم العجز والقهر وعار الصمت على حكامنا والعجز عن إزالتهم..

نصف يتشظى من الفخر..

ونصف يتشظى من القهر..

أحسست أنني أتفتت.. و أنني لا أطيق مواصلة الحياة دقيقة واحدة أخرى..

هتفت :

- يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رب..

لكن سيخا من الحديد المحمي اخترق قلبي و أنا أقرأ الخبر التالي..

كان الخبر ينعي الكاتب المجاهد العظيم محمد قطب.. شقيق الشهيد سيد قطب.. و أعظم من دافع عن الهوية الإسلامية في العقود الأخيرة كلها..

تضاعف ما بي..

كنت أظن أنني بلغت الحد الأقصى الذي لا مزيد عليه لألم لكنني وجدته يتضاعف.. ووجدتني أنهار و أتلاشى و أنا أهتف:

- أيضــــــــــــــــــــــا..

لكنني سرعان ما أدركت كيف يعزيني ربي فقد كان الخبر التالي ينفي شائعة موت محمد قطب.

***

لست أدري لماذا لم أتوقع استشهاد الشيخ أحمد ياسين رغم أنني أكتشف الآن أن الرجل كان هو الذي يطارد الاستشهاد ويبحث عنه ويتعقبه طيلة عمره.. ومنذ سجنه الأول في سجون عبد الناصر حتى استشهاده ..

كان قلبي الواجف يرتجف رعبا على حبيبي وسيدي ومولاي المجاهد أسامة بن لادن رضي الله عنه..

وكانت الرسالة من قارئ أردني تقول:

مولاي الدكتور محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أرجوك أن تجيب على رسالتي بأية طريقة تشاء، أسألك بالله العلي العظيم أن تجيب.

هل صحيح أن أسامة بن لادن قد أعتقل؟ تورد وكالات الأنباء خبر اعتقاله وتنفي أمريكا وعملائها، وأخشى ما أخشاه بأن ما يقال بأن بوش يؤجل إعلان خبر اعتقال سيدنا أسامه لحين اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية هو كلام صحيح... أسألك بالله يا دكتور محمد أن تطمئنني وأن تقول لي بأن ذلك ليس صحيحاً، لا أعلم لماذا أتوجه بسؤالي هذا إليك، لربما لم أعد من أصدقه وأستطيع أن أصل إليه سواك، لربما لم أعد بمن أثق بقدرته وبقربه من الله سواك، لربما تستطيع أن تجيب على سؤالي بحدس المرهف وإيمانك القوي....قل لي بالله عليك بأن الله لن يخذل أسامة ولن يسلمه إلى أعداءٍ يذيقونه الهوان، قل لي بالله عليك بأن الله سيتكرم عليه بالشهادة بدلاً من ذلك.

أعلم بأنني أجدف في كلماتي هذه، وأعلم بأنك بشر لم يطلعك الله على الغيب، ولكن لا ملجأ لي سواك، لم أستطع النوم البارحة من هذا الخبر المقلق.

عادل - الأردن

وكتبت إليه:

أخي عادل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أبكتني رسالتك.. وقبل أن تستبد بك الظنون فإن الشيخ أسامة رضى الله عنه بخير إن شاء الله.. وليس الأمر أمر أمنيات فقط بل اتصلت بمن لهم باع في التحليل والمعلومات فأكدوا لي ذلك، كما أكدوا لي أن أمريكا تسرب هذه الأخبار كي تدفع بطلنا الغالي للتحرك فتكتشفه.

وعلى الرغم من هذا يا أخي..

هل الشيخ أسامة فوق الرسل؟؟

أفإن مات أو قتل.. أو حتى أسر انقلبتم على أعقابكم..

أنا يا أخي في الله مثلك..

ولست أدعي شجاعة أو تجلدا..

أدعو الله أن يتقبله شهيدا..

لكن ..إذا شاء الله - لا قدر الله - أن يؤسر..

أعترف لك أنني سأبكيه حتى الموت..

لكن لن يهتز يقيني بالله أبدا..

جزاك الله خيرا .. وطمأنني و إياك.. ونصر الإسلام والمؤمنين وحفظ من نحسبه خير خلقه على ظهر الأرض الآن: الشيخ أسامة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكتب هو مرة أخرى:

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الدكتور محمد عباس..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

طمأنك الله في الدنيا والآخرة كما طمأنتني عن حبيبنا أسامة بن لادن، أنا أثق بما تقول يا دكتور، أثق بقدرتك على التحليل وببصيرتك وإيمانك، وكان جوابك الكريم أثراً لا يمكن وصفه، كنت بحاجة إلى كلمات مثل كلماتك الحكيمة تطفئ لهيب القلق الذي انتابني منذ سماعي لشائعة اعتقال سيدنا أسامه.

سيدي، لا تحسب للحظة بأننا نحن شباب المسلمين نرى في سيدنا أسامه كائناً فوق البشر أو فوق الرسل، حاشا لله، نعلم بأنه بشر يموت. ولكن محبتنا له وخوفنا عليه تخرجنا عن طورنا أحياناً لا بل وأقسم بالله العظيم تجعلنا نتمنى له الموت، ولكم أتمنى أن أصحو ذات صباح لأسمع بأنه قتل أو مات حتى موته طبيعية، أتمنى ذلك حتى أتخلص من هاجس يلازمني ليلاً نهاراً بأنهم قد يستطيعون أسره ومسّ شعيرات لحيته الكريمة... ولقد لازمني هذا الهاجس بالأخص منذ رؤيتي لصدام حسين أسيراً مهاناً. وأرجو أن لا تظن بأنني أقارن بينهما، فشتان.

لكن أسامة ليس صدام، ورجال أسامة ليسوا طلاب حياة وأعضاء في حزب البعث، هذا ما يقرّ القلب، لذا فإنهم لن يمكنوا منه أعداء الله بإذنه الواحد الأحد، ولن تغريهم كنوز الدنيا وجوائز بوش الصليبية...

سيدي الدكتور محمد، أرجو المعذرة على مراسلتي إياك شخصياً، أعلم بأنني أثقل عليك وأنت صاحب الهموم الكبيرة. لقد أفرحني ردك على رسالتي فرحاً شخصياً، وفي نفس اللحظات أنّبتُ نفسي على تكبيدك مشاق الرد، فأنت صاحب رسالة كبيرة لذا فإن من حقك علينا نحن أبناءك أن لا نشغلك. أدام الله عليك الصحة يا سيدي، وأبقاك ذخراً لمحبيك وما أكثرهم، وشكراً على مكرمتك الكبيرة في الرد على رسالتي، شرف لا أستحقه والله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***

لم يكن استشهاد الشيخ أحمد ياسين هو ما يقلقنا إذن..

بل كان قلقنا على حبيبنا الغالي في أفغانستان..

ثم بعدها الأخبار عن محاصرة البطل المجاهد أيمن الظواهري في مناطق القبائل في وزيرستان بباكستان.. وكنت أصرخ في الشعب الباكستاني ألا يخنع كما خنعنا.. و ألا يحسن الظن في حاكم خائن يخدعه حتى يتمكن منه ثم يسلمه إلى أعدائه.. فلا يدرك الشعب المخدوع المسكين حقيقة ما حدث له إلا بعد أن يكتمل حصاره وتنسد طرق الخلاص أمامه..

كنت أصرخ في الشعب الباكستاني : لا تقع في خطيئتنا..

لا تنتظر.. تول أمرك قبل أن يوردك الخائن موارد التهلكة والبوار.. وقبل أن تخسر الدنيا والآخرة..

لا تنتظر يا شعب باكستان.. فإن أسامة بن لادن و أيمن الظواهري هم وديعة الله عندكم شرفكم بها فلا تضيعوها.. فإنكم إن تضيعوها تضيعوا في الوقت نفسه كل شرفكم وكل تاريخكم وتظل اللعنة تحيق بكم أبد الدهر كما تحيق بمن سلم سبط الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه الإمام الحسين رضي الله عنه..

لا تنتظر..

و أنت أيها الجيش : ما تنتظر؟..

وهل يليق بالجيش أن يواصل حماية الخائن الذي ستترتب على أفعاله ضياع الدنيا والآخرة والوطن والدولة والأمة .. والجيش أيضا..

وكان الحصار يضيق في وزيرستان فيضيق قفص صدري على قلبي..

و أحسست بغصة في القلب لا في الحلق..

كيف وقعت في هذا الخطأ الفادح.. كيف لم أكتب عن هذا البطل العظيم أيمن الظواهري لأقول له أنه – حتى إن ضيعه الناس – فلن يضيعه الله أبدا.. كيف لم أكتب لأقول له كم يحظى بين أمته الإسلامية بالتأييد والإعزاز والإكبار والحب ..

كيف..

منذ عامين اتصلت ببعض أسرته الكريمة.. وكنت أريد أن أكتب عنه كتابا لا مقالا.. وبدأت أعد عدتي و أجمع مادتي ولكن تهاطل الكوارث وتعاقب المصائب لا يترك لنا أي فرجة من الوقت..

***

وفي هذه الأحداث فقد اتخذ علماء الدين في الباكستان موقفا عظيما هائلا لطالما دعوت فقهاءنا لاتخاذ موقف مثله منذ أعوام طويلة..

إن الشريعة ثابتة والفقه متغير..

و إجراءات الأمن في الظروف العادية غيرها في الظروف الاستثنائية وكذلك يختلف فقه السلم عن فقه الحرب ويختلف أيضا الفقه الذي يمارس في الدولة المسلمة عن الفقه الذي يطبق في الدولة الكافرة بل ويختلف كل ذلك عن الفقه في دوله يحكمها حاكم أو نخبة منافقة تبطن الكفر وتظهر الإسلام.

في إجراءات الأمن لا يخاف من " الفيش والتشبيه" إلا المجرمين..

وفي الطب لا يخاف من اختبارات الأمراض السرية إلا الزناة..

وفي ظروف كظروف دولنا لا يخاف من تطبيق أحكام الإيمان والكفر إلا الكفرة..

من هنا كان الموقف المبدع لعلماء الباكستان عندما أفتوا بأن جنود الجيش الباكستاني الذين يموتون في المعارك ليسوا مسلمين ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين..

لقد حسمت هذه الفتوى المعركة.. حتى أن أسر الجنود المقتولين رفضوا استلام جثثهم..

ماذا لو أن علماءنا فعلوا هذا منذ زمن..

ماذا لو حكموا بنفس الحكم على من يمارس التعذيب والتزوير.. ولا أقصد أي تعذيب و أي تزوير بل أقصد ذلك الذي تفعله حكومات تود أن تكون كلمة الشيطان هي العليا.. ولست أقصد حتى التزوير والتعذيب رغبة في السلطة.. بل أقصد ذلك الذي يكون هدفه الأساسي تنحية الإسلام و إبادة المسلمين..

نعم ..

لشد ما أود أن يتصدى علماؤنا للفتوى في أمور جوهرية في وقت خطر..

أنا أعلم أن الكفر حكم فقهي لا رأي عقلي..

والرأي العقلي ينبئني أن كل حاكم حارب الله ورسوله فهو كافر.. وأن كل نخبة رفضت الاحتكام للإسلام فهي كافرة.. و أن أي تصد للمسلمين لأنهم مسلمون هو كفر مخرج من الملة..

و إن مقصدا من أهم مقاصد الفقه الحفاظ على الدين .. فكيف أعطي لأعداء الدين رخصة فقهية تتيح لهم هدم الدين.

من هنا كان انبهاري و إعجابي بفتوى علماء باكستان.. و أنتظر من الشعب الباكستاني أن يعمل بمقتضيات هذا الحكم.. فليس منطقيا أن يكون الجندي الذي يحارب المسلمين كافرا ويكون من أصدر له الأمر مسلما..!!

نعم فتوى الفقهاء كان يمكن لها أن تنقذنا من مزالق هائلة وقعنا فيها..

وكان ما كان..

***

و تعاقبت الأحداث لتصل بنا إلى ما نحن فيه..

ورحت أعض بنان الندم عندما اكتشف في نهايات العمر أنني لم أختر الاختيار الصحيح بالجهاد أو الاستشهاد..

نعم..

ما أشد مرارة الندم..

وندمي على الثانية أشد من ندمي على الأولى.. ذلك أنني أدرك أن الشهادة ليست ابتلاء بل اصطفاء ..

يقول الدكتور صلاح الخالدي[1]: إن المعنى القريب، الذي يتبادر إلى بعض الأذهان، لكلمة "الشهيد هو من يموت في سبيل الله ولكن للشهيد معنى أشمل من هذا انه شهيد وشاهد!.

ثم يستشهد بما قاله الشهيد سيد قطب في تفسير الظلال ( رحم الله قائله ولعن قاتله) لآية:

"ويتخذ منكم شهداء"( آل عمران 140):

" إن الشهداء لمختارون، يختارهم الله من بين المجاهدين، ويتخذهم لنفسه- سبحانه- فما هي رزية إذن ولا خسارة، أن يستشهد في سبيل الله من يستشهد، إنما هو اختيار وانتقاء، وتكريم واختصاص.. ".

إذ تتضمن كلمة "الشهيد، معنى "الشاهد".. فالشهداء إذن، يتخذهم الله، ويستشهدهم على هذا الحق الذي، بعث به للناس، يستشهدهم فيؤدون الشهادة. يؤدونها أداء لا شبهه فيه، ولا مطعن عليه، ولا جدال حوله، يؤدونها بجهادهم حتى الموت، في سبيل إحقاق هذا الحق، وتقريره في دنيا الناس " .

يقول الشهيد العظيم سيد قطب كاتب الظلال ( أعز الله القائل ولعن القاتل ) في تفسير قولة تعالى :

"ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن لا تشعرون (البقرة 154) ":

هؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتا.. انهم أحياء، فلا يجوز أن يقال عنهم أموات. لا يجوز أن يعتبروا أمواتا في الحس والشعور، ولا أن يقال عنهم أموات بالشفة واللسان. انهم أحياء بشهادة الله سبحانه. فهم لا بد أحياء. انهم قتلوا في ظاهر الأمر، وحسبما ترى العين، ولكن حقيقة الموت وحقيقة الحياة لا تقررهما هذه النظرة السطحية الظاهرة.. إن سمة الحياة الأولى هي الفاعلية والنمو والامتداد، وسمة الموت الأولى هي السلبية والخمود والانقطاع.. وهؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله، فاعليتهم في نصرة الحق الذي قتلوا من أجله، فاعلية مؤثرة. والفكرة التي من أجلها قتلوا، ترتوي بدمائهم وتمتد، وتأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد، فهم ما يزالون عنصرا فعالا دافعا مؤثرا، في تكييف الحياة وتوجيهها، وهذه هي صفة الحياة الأولى. فهم أحياء أولا بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس.

***

أجل.. ما أشد مرارة الندم أنني لم أكن مجاهدا في جنين أو في الفالوجة..

وانتبهوا يا ناس..

الجيوش لا تحارب دفاعا عن الأمة..

المدن والمخيمات تفعل..

المدججون بالسلاح لا يقاتلون..

المدنيون العزل يفعلون..

فليخسئوا إذن..

حكامنا ليسوا حكاما ودولنا ليست دولا..

وكل فاجر منهم ليس سوى مأمور سجن لصالح أمريكا و إسرائيل..

نعم..

المدن والمخيمات والعزل يحاربون والجيوش المدججة بالسلاح والحكام الفجار لا يفعلون شيئا إلا تقييد هذه الجماهير العزلاء كي لا تقاتل..

ووصلنا إلى المعادلة المذهلة الفاجعة: كلما ازدادت قوة الحاكم والجيش كلما ازداد ضعف الأمة.. ذلك أن الجيش ليس جيش مجاهدين ولا حتى مقاتلين بل جيش جلادين وسجانين..

جيش لا يحارب العدو بل يقيد الأمة..

أخزاكم الله..

***

ليس فخرا للغرب أن يثخننا بالجراح إذ يستعمل آلته العسكرية الجبارة ضد المدنيين..

ما هي المهارة في أن تسحق دبابة طفلا..

ما هي الجسارة أن تطلق الفانتوم 16 صاروخا على بيت فتهدمه على قاطنيه..

ما هو الإعجاز في أن يحاصر جيشا عرمرما مدينة صغيرة فيمنع عنها الماء والطعام.

بل إنني أزعم أن أي بلد يستطيع هزيمة أمريكا لو استطاع أن يفعل بحكام الولايات الأمريكية الخمسين ما فعلته أمريكا بحكامنا الخمسة والخمسين..

و أعني لو أن أخس و أحط و أضعف حكومة على وجه الأرض وعبر التاريخ ( لا أقصد حكومة الكويت رغم أن حكومة في التاريخ لم تجلب على أمتها ودينها من العار والدمار ما جلبته هذه الحكومة على أمتها ودينها) تستطيع هزيمة أمريكا لو زرعت فيها خمسين خائن : خائن لكل ولاية.

وليس في الأمر أي شجاعة أو مهارة.

و إنما وحشية وخسة لم توجد بهذا القدر أبدا عند أي أمة في التاريخ غير الأمة الأمريكية..

الأمة كلها خسيسة.. الجمهوريون والديموقراطيون وما بين هذا وذاك..

أمة بلا أخلاق ولا ضمير وليست الحكومات الحيوانية المتوحشة إلا تعبيرا عن أمة من الحيوانات المتوحشة..

أعود إلى كتابي: "بغداد عروس عروبتكم" و أعيد مطالعة كيف تعامل الأمريكان المجرمون مع الشعب العراقي:

يقول الطيار الأمريكي ريتشارد وايت عن الغارات الجوية على العراق أنها كانت تكاد تشبه إضاءة المصباح في المطبخ ليلا فتنطلق الصراصير مسرعة فتقتلها..

…" أظهر شريط فيديو متطور التقط ليلا (…) المجندين العراقيين سيئي الحظ والنار تطلق عليهم في الظلام، وبعضهم قد تمزق بفعل قنابل المدفعية …"

وكتب جون بالزار من صحيفة لوس أنجيلوس تايمز يقول أن العراقيين كانوا : " مثل قطيع من الغنم أُخرج من حظيرته، كانوا مصعوقين ومرتعبين، استيقظوا فزعين فارين من خنادق النار، كانوا يُذبحون واحدا بعد الآخر على أيدي مهاجمين لا يستطيعون رؤيتهم أو فهمهم . ومزقت بعضهم انفجارات قذائف مدفعية عيار ثلاثين ملم. وسقط جندي وتلوى على الأرض وحاول النهوض، ولكن انفجارا آخر مزقه إربا " ..

ولم يكن العراقيون يشبهون قطيعا من الغنم لأن أي شعب في العالم يتعرض لما تعرض له الشعب العراقي من هجوم قوات شيطانية بلا عقل ولا أخلاق ولا ضمير لم يكن ليبدي قدرا أعلى من الشجاعة والتجلد..

نواصل الرجوع إلى ما حدث عام 91.. ولنتصور ما أضافته التكنولوجيا الأمريكية منذ ذلك الوقت.

الطيار الأمريكي المجرم رون بالاك يفخر: " عندما عدت جلست على جناح الطائرة ورحت أضحك، ربما كنت أسخر من نفسي، أتسلل إلى هناك و أضرب هنا و أضرب هناك، اقترب رجل منى وربت كل منا على ظهر الآخر … ثم قال : يا إلهي، ظننت أننا قصفنا مزرعة، بدا و كأن أحدا قد فتح بوابة حظيرة الخراف" أما القرصان الضابط براين ووكر فقد كان يتطلع إلى المزيد من نفس النوع من القتل : " لا يوجد ما يمكن أن يُخرجهم من أماكنهم مثل الآباتشى( طائرة هجومية)، سيكون الأمر مثل صيد البط" …

" أحدث العرض الشامل للأسلحة المتطورة مجزرة جماعية لعدو لا حول له ولا قوة…(…) استعملت الجيوش الأمريكية والبريطانية قاذفة صواريخ من طراز ( MLRS ) وكل عربة من هذا النوع تستطيع إطلاق اثني عشر صاروخا لمسافة تزيد على عشرين ميلا، ويطلق كل صاروخ من هذا النوع ثمانية آلاف قنبلة مضادة للأفراد…(…) في المراحل الأخيرة من الحرب أطلق الجيش الأمريكي عشرة آلاف قذيفة ( MLRS ) في حين أطلقت القوات البريطانية 2500 قذيفة أخرى…"

" … قنابل روك آي العنقودية تحتوى الواحدة منها على 247 قنبلة يدوية ضد الأفراد تنفجر إلى ألفى شظية عالية السرعة كالموسى تمزق الأشخاص…"

هذه القنابل العنقودية هي التي يقصفون بها المدنيين في الفلوجة الآن..

ولنواصل:

… " لقد عنيت السلطات الأمريكية عناية شديدة لإخفاء حجم المجزرة (…) ولقي انسحابان عراقيان كبيران من الكويت – كان من الصعب إخفاؤهما بسبب حجمهما- بعض الاهتمام في الإعلام الغربي، ولكن حتى هنا أُخفى نطاق المجزرة عموما عن الشعوب الغربية: عُرضت في التليفزيون أرتال كبيرة من العجلات المدمرة والمحترقة واختفت آلاف الجثث العراقية على نحو غامض …"

" بدأت هذه المرحلة من المذبحة عندما رصدت الطائرات الأمريكية أرتالا من الرجال اليائسين في طوابير من العجلات العسكرية والمدنية متجهة صوب العراق، كان العراقيون وقتها يلتزمون بمطالب الأمم المتحدة بالانسحاب من الكويت، غير أن هذا الانسحاب الواضح لم ينقذهم، وتعاقبت الطائرات الأمريكية على شن الغارات فكانت المذبحة كاملة، هوجم العراقيون الهاربون، و أسرهم الكويتيون، بلا رحمة بالقنابل العنقودية التي تقطع اللحم البشرى قطعا صغيرة (…) كانت المجزرة جهنمية واستمرت ساعات عدة …(…) وتناثرت الجثث والأشلاء المقطعة في كل مكان، وتحجر بعض الجثث في العجلات، واحترق بعضها الآخر، ولم يتبق من الوجوه سوى الأسنان …" …

علق ضابط الاستخبارات العسكرية المقدم بوب نجنت أنه لم يشاهد مثل هذه المجزرة حتى في فيتنام ..

ووردت تقارير بأن قوات التحالف استعملت البلدوزورات لدفن الآلاف من قتلى العدو في الخنادق أثناء تقدمها …" قُتل جنود عراقيون كثيرون بدفنهم أحياء."

العقيد الأمريكي لون ماغارت يقدر أن القوة التابعة له قتلت 650 عراقيا..

***

والآن أتوقف عن الرجوع إلى التاريخ ليس لأؤكد أن العراق سينتصر في نهاية المطاف بل لأؤكد أنه انتصر بالفعل.. ونزع عن أعتى قوة في التاريخ كل ما كان يستر عورتها..

نعم..

ذلك أن الأحمق المطاع، الغبي المجرم الطائش المجنون جورج بوش ، قد تصرف على نحو فريد في التاريخ، وهو لسطحيته وغبائه لم يدرك أثر جهازه الإعلامي الهائل في خداع العالم.

وقد يكون هذا المجرم أقوي من هتلر ونابليون .. ومن المؤكد أنه أكثر إجراما منهما.. لكن المؤكد أيضا أنهما كانا يتميزان بعبقرية ولو كانت شيطانية أما هو فمجرد بلياتشو غبي أحمق فضح بلاده و أمته وشعبه عبر التاريخ..

نعم كان الكثيرون من الفلاسفة والمفكرين في كافة أرجاء العالم يدركون حقيقة الوحش الأمريكي وخسته وحيوانيته وتوحشه.. وكان المفكرون المسلمون على وجه خاص يدركون ذلك.. ( للشهيد العظيم سيد قطب رؤى مذهلة في ذلك أرجو أن أتناولها بالتعليق في مقال آخر)..

لكن ما هي نسبة هؤلاء و أولئك للعالم..؟.. واحد في المليون؟.. واحد في الألف؟؟.. تظل النسبة الهائلة مخدوعة في الوهم الأمريكي.. ولقد كان هذا الوهم والضلال سر جاذبية الحلم الأمريكي كله.. وكان جهد النخبة الأمريكية إخفاء حقيقة التوحش والزيف في الحلم الشيطاني..

وظل الأمر كذلك حتى جاء جورج الغبي لا يعدو الوصف الذي وصف به أسامة بن منقذ أجداده منذ ألف عام: بغل قوي عديم الروح والأخلاق والنخوة، جاء ومعه مجموعة من الخنازير المتوحشة ، جاءوا بحماقة لم تتكرر في التاريخ، إنهم يعلمون أنهم لصوص، و أنهم مجرمون، و أنهم كاذبون، يعلمون ذلك، وظنوا أن العالم كله يعلم ما يعلمونه.. فخلعوا ورقة التوت.. كانوا كالمجنون الذي رأي عورته فظن الناس جميعا يرونها فخرج إلى الشارع عاريا..

ولأول مرة في التاريخ يكشف الغرب الصليبي للدنيا كلها مدى الحقارة والخسة التي يتمتع بها..

و أظنها أول مرة في التاريخ تنظر البشرية كلها إلى أمة بهذا الازدراء الكلي.. فليس في الحضارة الأمريكية أي شئ يغري.. أما العلم والتكنولوجيا فليست حكرا عليهم..

و أظنها المرة الأولى في التاريخ الذي تتعلم فيه الدنيا دروسا مباشرة عبر الفضائيات أن هذه أمة مجرمة لا تعرف إلا لغة القوة و أنها لن ترعوي إلا إذا قُصفت واشنطن ونيويورك بالقنابل النووية كما قَصفت هيروشيما وناجازاكي.. وإلا بعد أن تصطاد الطائرات الحربية الحديثة المدنيين الأمريكيين العزل في هيوستون ولوس أنجيلوس و أن تهدم ناطحات السحاب عليهم كما فعلت الطائرات الأمريكية في إخوتنا في العراق..

نعم..

يدرك العالم الآن أن الطبيعة الوحشية لا ترجع إلى نوع المعركة أو نوع الشعب الذي يهاجمه الأمريكيون بل يعود إلى السفالة الأمريكية الإجرامية المتوحشة.. و أنها يجب أن تجابه بالعقاب.. ليس على ما ترتكبه أو سترتكبه بل على ما ارتكبته فعلا كذلك..

حماقة المجنون الأمريكي أن العالم كله سيتعلم هذا الدرس..

نحن كعرب قد تعلمناه فعلا..

لكن العالم كله يتعلمه الآن..

ومن المؤكد أن المعارك القادمة سيدور بعضها على الأقل على الأرض الأمريكية.. وستكون أي قوة موازية أو مواجهة حريصة على أن تقطع الذراع الطويلة لسلاح الطيران الأمريكي.. وأن يكون لديها من وسائل الدمار ما يهلك الشعب الأمريكي على أرضه..

سوف يُضرب المدنيون منهم كما ضربوا المدنيين في شتى أنحاء العالم..

وسوف يُمثل بجثث قتلاهم كما مثلوا بشهداء العالم الإسلامي..

المجرم المجنون عرّى بلاده..

هل تريدون عريا أكثر من أن يقف الجنرال الأمريكي الحقير ليعلن على شاشة التلفاز وقف إطلاق النار وفي نفس الوقت وعلى ذات الشاشة صور الطائرات تقصف المدنيين العزل..

نعم أخس أمة في التاريخ..

ومن بين مائتي مليون أمريكي لم يخرج ليحتج إلا بضع مئات..

لم تخرج المظاهرات الحاشدة لتهتف: نحن الأمريكيون شعب همجي متوحش وعلينا أن نتعلم التحضر واحترام حقوق الإنسان..

ولا خرج المفكرون ليؤكدوا أن كل حكوماتهم لم تكن سوي عصابات من المجرمين واللصوص.

***

طال المقال..

وثمة الكثير لم أقله بعد..

لكنني أوجزه على أمل إكماله في مقالات تالية..

لقد كففت عن سباب الحكام و أوجه الآن إدانتي كلها للأمة..

ولم أتوقف عن إدانة الحكام لأنهم أبرياء.. بل أتوقف لأن كل قواميس الدنيا لم تعد كافية لوصف خستهم ونذالتهم وعهرهم وجبنهم.. بل إنني عندما أصفهم بهذه الصفات أظلم الصفات .. لأنني عندما نكتفي بها نكون كمن يكتفي بصفع من يستحق الإعدام..

وما عادت الإدانة تجدي ولن يترتب عليها أي استجابة..

هل يتخيل القارئ أن نذهب إلى سموه قائلين:

- سموك داعر وشاذ وخائن وقد حولت إمارتك إلى معسكر للأعداء ودمرت الأمة..

وما أن نقول له ذلك حتى يبادر بالاعتذار والاعتزال..

وهل يتخيل القارئ أن نذهب إلى جلالته قائلين:

- جلالتك عميل قديم لإنجليز ثم للأمريكان.. جلالتك وغد ومقزز وخائن..

فيبادر جلالته بالتخلي عن العرش..

هل يتخيل القارئ أن نذهب إلى فخامته قائلين:

- فخامتك جاسوس قديم وقد ضبطتك الحكومة البلغارية تتجسس عليها لحساب المخابرات الأمريكية عندما كنت مبتعثا إليها.. و أنت عندما أفسدت اجتماع الجامعة كنت تفعل ذلك ولاء لأسيادك.. أيها الجاسوس الحقير؟!..

أو أن نذهب إلى سيادته قائلين:

- يا أخس حاكم حكم بلادنا.. كفاك فقد دمرت الأمة.. كفاك فقد نهبت أنت و أسرتك الأمة..

فيبادر سيادته بالاكتفاء..

لا بد أن نغير..

لكنه تغيير في عكس الاتجاه الذي يفرضه علينا الطواغيت..

في عكسه على طول الخط..

تغيير يحيى الجهاد ولا يجرمه بل يجرم من يجرمه..

تغيير يدفع تلك الجيوش الذليلة الرابضة على قلوب أمتها إلى المبادرة بمواجهة أمريكا و إسرائيل وقتالها..

تغيير يحيي الولاء والبراء..

تغيير يعيد للإسلام سيادته وسؤدده..

تغيير يحتكم للقرآن والسنة

تغيير يردع الداعرات وينفي الشواذ لا تغييرا يدفعهم إلى مقاعد التحكم والسيطرة والسلطة..

تغيير يحاكم اللصوص والخونة وليس الأبطال والمجاهدين..

تغيير يعيد إلى الأمة كرامتها التي أهدرها الحكام الخونة..

تغيير لا يبدأ إلا بتغييرهم..

لعنهم الله..

***

الأمة أمام أزمة تهدد وجودها..

حكامها خونتها..

وعليها أن تغيرهم..

وهم لن يتغيروا بغير القوة..

وعلى الأمة أن تبتكر الوسائل التي تمكنها من هذه القوة..

فلماذا لا نبادر..

لقد مات مليون عراقي في حرب لم يكن لها أن تقوم..

ومات مليون آخر في حرب ظالمة فرضت عليها..

لماذا لا نبذل أرواح مليون آخر لنواجه الطاغوت وننتصر عليه..

لماذا لا نكون مستعدين في مصر لأن نقدم مليون أو مليوني شهيد..

لماذا لا يقدم أهل الجزيرة مليون شهيد..

أم حسبتم أن تقولوا آمنا وأنتم لا تفتنون..

***

كلمة أخيرة أوجهها إلى شعبنا في الجزيرة العربية..

هل حقا تقلع الطائرات التي تضرب أبطال الفلوجة من المطارات في أرض الجزيرة؟؟..

إنني أعرض عليكم هذه الرسالة التي وصلتني من المرصد الإعلامي..

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

والصلاة والسلام على رسوله الأمين

)) فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين))

إلى إخواننا الموحدين في جزيرة العرب من قاعدة الجهاد وباقي الأخوة العاملين فيها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد

فهذا نداء إخوانكم من مجاهدي الفلوجة ( مقبرة الأمريكان ) إليكم فقد ورد إلى أسماعنا إن طائرات الإف 16 التي تقصف الفلوجة حاليا بالقنابل العنقودية تنطلق من جزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإنّا نستنصركم أن تهبوا لدك المطارات التي تنطلق منها هذه الطائرات التي أهلكت الحرث والنسل ولم تفرق بين مسجد وبيت وصغير وكبير ووالله ما هالنا سكوت أمم الكفر على هذا القصف الهمجي الوحشي فالكفر ملة واحدة .

ولا هالنا سكوت حكومات الردة في بلاد العرب فهؤلاء أولياء أولئك .

ولا حتى هالنا سكوت عوام الناس من أهل الإسلام فهم في سبات وسيبقون كذلك إلى إن يشاء الله .

ولكن هالنا وآلمنا سكوت إخواننا في الدين والعقيدة في باقي بلاد المسلمين وفي الجزيرة والكويت خاصة .

فالله الله يا موحدين بأهل الفلوجة ..

فانهم قد استنصروكم وقد وجبت عليكم النصرة..

اللهم إنّا استنصرنا إخواننا ، اللهم فاشهد..

مجاهدي الفلوجة

19/2/1425 هـ الموافق 9/4/2004 م


حاشية 1

الفلوجة البطلة..
ما يحدث في الفلوجة مذهل ومبهر..

لكم الله يا أبطال الإسلام و أسوده ولعن الله حكاما و أحزابا وكتابا يمنعونكم و إخوتكم من الجهاد منذ عقود وعقود.

المدنيين العزل في الفلوجة يتفاوضون مع أمريكا ويسخرون منها ويقاتلونها في نفس الوقت بطريقة لم يفعلها الاتحاد السوفيتي وروسيا والصين..

أحد الأصدقاء استخفته النشوة فقال – بعد أن دعا لهم بالنصر- :

- لم يبق إلا سقوط حكومتين عربيتين أو ثلاث وتدمير سلاحها وتسريح جيوشها كي نحقق الانتصار الكامل على أمريكا..!!



***

حاشية 2
مباحث أمن الشيطان
هل تصدقون يا ناس أن ضابطا من مباحث الشيطان في مصر يلقي القبض على شباب علق بعض الملصقات تنديدا باغتيال الشهيد أحمد يا سين.. جمعهم وروعهم وعذبهم وداس على رؤوسهم بحذائه..

كلب من كلاب النار..

وهو أسوأ حتى من جنود أمريكا و إسرائيل.. فالأخيرة تبيع آخرتها بدنياها.. أما هو فإنه يبيع آخرته ودنياه بدنيا غيره.

***

حاشية 3
مجدي حسين
أغلب الظن أن مجدي حسين سوف يسجن في الأسابيع القادمة..

لا يهم القضية ولا تهم التهمة ولا تهم الإجراءات..

لقد أصيب ضمير القضاء الشامخ المستشار يحيى الرفاعي بأزمة قلبية وهو يشاهد كيف ينتهك القانون في التعامل مع مجدي حسين..

و أصيب بأزمة أخرى وهو يري كم تمكنت السلطة من الإحاطة بأعلى درجات التقاضي..

راجعوا يا قراء مقالاتي عن المستشار يحيى الرفاعي ومجدي حسين..

http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/22Karsa.htm

http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/397dthGlal.htm

http://www.mohamadabbas.net/Ma2al/50AdelHussen.htm

أما أصل الحكاية فتعود إلى زمن بعيد بعيد..

ولكي تفهموا يا قراء فإن عليكم أن تنظروا باستمرار في اتجاهين.. ولكي تفهموا كيف تسير الأمور في بلادنا انظروا ما ذا تفعل أمريكا بحكوماتنا..

تمكنت أمريكا من أن تزرع داخل حكوماتنا جواسيس لها تحولوا بمرور الوقت إلى الأغلبية الحاكمة فعلا وتحول الوطنيون إلى أقلية نادرة تكاد لا تذكر..

وعلى نفس المنوال تمكنت أجهزة الأمن من أن تزرع داخل المؤسسات الصحافية عملاء لها يتسترون بالصحافة.. راحوا يتكاثرون حتى أصبحوا الأغلبية الحقيقية المؤثرة في كل صحيفة بل وفي أحيان كثيرة استولوا على كل المناصب الرئيسية فيها..

( ولمجرد ضرب المثال فإن واحدا من هؤلاء كان هو الذي شن حملة شعواء ضد أحد الشيوخ في الأسابيع الأخيرة باسم الأخلاق والدين، ولقد أقسم عالم من علماء الأزهر الشريف على إحدى الفضائيات أن هذا الصحافي لا يعرف عدد ركعات صلاة الظهر، ترقى هذا الصحافي من طالب إلى رئيس تحرير على ساعدي امرأة كانت أجهزة الأمن قد أعدتها لتكون محظية لرئيس عربي – ما يزال في السلطة- وكانت الحكاية مشهورة حتى أن المرأة أصبحت تنسب إلى ذلك الرئيس- ووصلت هذه إلى أرقى المناصب الصحفية وعلى شرفها صعد صاحبنا ذاك.. وفي الشهور الأخيرة اصطدم صاحبنا ذاك بمستشار سابق على شاكلته.. واستدرجه المستشار عن طريق امرأة سوء إلى بيت سوء.. وفي ذلك البيت فوجئ برجلين يغتصبانه.. والقضية أمام الأجهزة المختصة.. ليس بتهمة الاغتصاب.. بل بتهمة الاغتصاب دون إرادته.. فالرجل شاذ.. وهذا الشاذ هو الذي هاجم الشيخ..!!)

في مثل آخر.. رئيس تحرير أنشأ صحيفة وافقت عليها أجهزة الأمن في سرعة البرق.. وبعد أسابيع تم القبض على شقيقه الذي يعمل معه في نفس الصحيفة متلبسا بالرشوة والابتزاز لحساب الصحيفة)..

ولم تكن الشعب في بداية عصرها تمثل شذوذا عن القاعدة – بل إن المثلين السابقين بالذات يخصان من عملوا ذات يوم بها- .. واستمر الأمر على هذا المنوال حتى جاء عادل حسين رحمه الله، فحاول تطهيرها وبذل في ذلك جهدا جبارا كلل بنجاح جزئي.. ثم جاء مجدي حسين ليسير على نفس المنوال.. ثم أتت قضية الوليمة لتفرز معادلات أخرى ترتب عليها تطهير الصحيفة من جل عملاء المباحث.. ولم يكن الأمر يشكل خطورة بالنسبة لهذه الأجهزة طالما كانت الصحيفة معطلة..

ومضت الأيام والأسابيع والشهور والسلطة تتحدى عشرات الأحكام القضائية بعودة الشعب للصدور حتى استنفدت كل حيلها وبدا في الأفق اقتراب صدور حكم نهائي بعودة الشعب إلى الصدور..

وهنا كان على أجهزة الأمن أن تستدرك الأمر، هذه الأجهزة التي لم تتوقع أن تصمد صحيفة الشعب الإليكترونية كل هذه السنوات تحت الحصار، بل وتتجاوز الصمود لتصبح واحدة من أهم المواقع على الشبكة الإليكترونية، يتابعها الملايين في شتى أرجاء العالم، للدرجة التي أزعجت أجهزة الأمن فحاولت إعاقة استقبالها في مصر.

كان على هذه الأجهزة أن تحاول إعادة عملائها إلى الصحيفة.. ولم يكن ذلك ممكنا في وجود مجدي حسين.. لذلك فمن المحتم حبسه.. بغض النظر عن القانون والمحاكم والنيابة والقضاء.

***

حاشية 4
قناة الجزيرة.. ومباحث أمن الدولة..
من المؤكد أن قناة الجزيرة تستحق التحية على تغطيتها لأحداث العراق في الأيام الأخيرة .. لكن هذا موضوع آخر..

أما موضوعنا الآن فقد حدث ظهر اليوم: الجمعة حين فوجئت بمراسل قناة الجزيرة يجري مقابلة مع الأستاذ الدكتور مجدي قرقر داخل الجامع الأزهر.. فاستبدت بي الدهشة..

فالأستاذ مجدي حسين والدكتور مجدي قرقر وكوكبة من الشباب الإسلامي حولهم يقومون منذ ثلاثة أعوام بقيادة مظاهرة كل أسبوع داخل صحن الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع.. وهذه المظاهرة تمثل قلب مصر الحقيقي وعقلها وضميرها.. ومع ذلك تجاهلتها كل الفضائيات مع سبق الإصرار والترصد.. وظننت أن الأمر يخضع للسهو والإهمال والنسيان إلى أن أدركت أنه متعمد مع سبق الإصرار والترصد.. إذ يكفي أن يذهب أي وجه غير لإسلامي لتطارده تلك الفضائيات وتسجل له وتظل تعيد التسجيل أياما.. بل لاحظت أن الكاميرا تتعمد الابتعاد عن الوجوه الإسلامية ما استطاعت..

من هنا كان ذهولي، وقلت لنفسي أن حمية الحماسة قد انتقلت من مقر الجزيرة الرئيسي في قطر إلى مكتبها في القاهرة. لكنني سرعان ما تراجعت، ففي نشرات الأخبار التالية، كانت نفس المشاهد والحوارات تتكرر، إلا الحوار مع الدكتور مجدي قرقر فقد تم حذفه.

قلت لنفسي أن إذاعة الحوار كان خطأ فادحا ربما تورط فيه مذيع حديث لا يفهم قانون أمن الدولة.

وربما يندهش القارئ من العلاقة بين قناة فضائية غير مصرية و أمن الدولة في مصر..

وقبل أن أوضح الحكاية أذكركم بقصف مكاتب الجزيرة في أفغانستان والعراق، وبقتل مراسل ومصور العربية في بغداد، ولم يكن القتل عن خطأ في التقدير، بل كان كامل التعمد، وكان رسالة لمن لم يسمع ولم يع: إما أن تذيعوا ما نريدكم أن تذيعوه بلا زيادة أو فالموت مصيركم.

مباحث أمن الدولة في مصر أكثر رقة وتحضرا من خنازير الأمريكان.. فهي لا تقتل .. ولكنها تمارس طريقة شديدة الدهاء .. وكيف لا.. ومؤسسها الأول هو اللورد كرومر.. ثم المخابرات الأمريكية عن طريق صلاح دسوقي الذي تدرب في الـ CIA.. (ليكون مفتاح اللغز في حادث المنشية.. فهو وليس محمود عبد اللطيف الذي أطلق الرصاص تجاه عبد الناصر)..

أقول تمارس المباحث خطة شديدة الدهاء.. إذ أنه من شروط افتتاح مكتب محلي لأي فضائية أو صحيفة عربية الحصول على موافقة المباحث..

والحكاية كما سمعتها من شاهد عيان أن المباحث لم ترفض أبد أي طلب لأي فضائية أو صحيفة.. بل تبلغ الأريحية بهم في بعض الأحيان أن تغمض عينها عن العمل دون ترخيص بإذن شفوي منها.. لكن هذا الإذن الشفوي سرعان ما يسحب عندما يتمرد مندوب تلك الفضائية على قوانين السمع والطاعة ونشر ما تريد المباحث وحجب سواه.

أما بالنسبة للحصول على ترخيص دائم فإن المباحث لا ترفض أبدا.. وتتذرع طول الوقت بأنها ما زالت تبحث الطلب حتى لو استمر الأمر أعواما.. ويظل الأمر كذلك إلى أن تفهم القناة أو الصحيفة حقيقة الأمر فتبحث عن صحافي من أتباعهم.. أو على الأقل إذا ما كانت الفضائية أو الصحيفة قوية فهم يسمحون برئيس للمكتب ليس من العملاء المباشرين لكنهم يلغمون له المكتب بعملائهم.. للدرجة التي جعلت مذيعا كبيرا بأحد أهم الفضائيات العربية يكاد يصاب بالانهيار العصبي عندما حاول لمدة ساعتين أن يتصل بي – بناء على موعد سابق - من مكتب الفضائية في القاهرة.. فعجز تماما.. وفي اليوم التالي اتصل بي من خارج مصر ليقول معتذرا في أسف عظيم..

- هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في أي بلد في الدنيا.. لكنه يحدث في مصر.. لقد رفض عمال الاستوديو بإصرار توصيلي بك..

وبهذه الطريقة تستطيع المباحث أن تسيطر سيطرة شبه كاملة على نشر ما تشاء ومنع ما تشاء.. إلا في حالات استثنائية نادرة .. منها ظهور الدكتور مجدي قرقر على شاشة الجزيرة ..

إلا أن علينا أن نعترف أن هذا العوار ينطبق على المكاتب المحلية دون المحطة الرئيسية.. والدليل على ذلك أن المحطة الرئيسية أذاعت الكثير من المقابلات مع قياديين إسلاميين بارزين وهو الأمر الذي لا يحدث عادة في الفرع.

خليجي
04-05-2004, 06:48 AM
جزاك الله خير خوي قلبي على هذا النقل المبارك