PDA

View Full Version : خـــــــــــــوارج العصــــــــــر .. لفضيلة الشيخ عبد الله الظفيري


ابن غالب
01-05-2004, 09:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------





خوارج العصر



إن المرء ليتساءل وهو ينتابه العجب ، كيف يجرؤ مسلم على سفك دم مسلم والله عز وجل يقول ) ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ( والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ) لزوال الدنيـا أهون عند الله من قتل رجل مسلم (.
ولكن العجب يزول إذا علم أن هؤلاء صغار العقول حدثاء الأسنان هم امتداد لمن طالت ألسنتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فإذا كان لم يسلم منهم محمد عليه الصلاة والسلام ولا خلفاؤه الراشدون فكيف بمن دونهم وهؤلاء امتداد لأولئك . يقول الإمام الآجري والمتوفى )360 هـ : لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن صلوا وإن صاموا واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وليس ذلك بنافع لهم ، لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ويموهون على المسلمين ، وقد حذرنا الله عز وجل منهم وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم ، والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين وأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم بالجعرانة فقال : اعدل يا محمد فما أراك تعدل .. فقال صلى الله عليه وسلم : ويلك فمن يعدل إذا لم أكن أعدل؟! فأراد عمر رضي الله عنه قتله فمنعه النبي - صلى الله عليه وسلم - من قتله ، وأخبر عليه الصلاة والسلام ) إن هذا وأصحاباً له يحقر أحدكم صلاتة مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ( وأمر عليه الصلاة والسلام في حديث بقتالهم ، وبيّن فضل من قتلهم أو قتلوه ، ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى ، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة في أن لا يقتل عثمان رضي الله عنه فما أطاقوا ذلك ,
ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه( ولم يرضوا بحكمه وأظهروا قولهم وقالوا لا حكم إلا لله ، فقال علي رضي الله عنه : ) كلمة حق أرادوا بها الباطل ( فقاتلهم فأكرمه الله عز وجل بقتلهم ، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه . وقاتل معه الصحابة رضي الله عنهم فصار سيفه في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة ( ا.هـ
إن ما حدث في هذه الأيام وماسبقه من حوادث من قتل للمسلمين والمستأمنين وترويع للآمنين ، وزعزعة للأمن وبث للخوف والهلع في قلوب المجتمع ليس وليد ساعة أوفكرة طارئة ، إنها نتاج تنظيم وفكر غرس جذوره في قلوب وعقول الشباب منذ أكثر
من ثلاثة عقود والهدف المقصود هو الحرب على هذه الدعوة السلفية المباركة والتي قام بتجديدها الإمام العلامة السلفي شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ومحاولة إزاحتها من قلوب المجتمع عامة والشباب خاصة وذلك لما رأى المبتدعة مدى انتشار دعوة التوحيد والسنة في كثير من بلدان المسلمين ، فرأوا أنه لا سبيل لتقليص هذه الدعوة إلا بمحاربتها في عقر دارها وإسقاط حملتها ورموزها سواء علماؤها ودعاتها أو حماة بيضتها وهم حكام هذا البلد بلد التوحيد والسنة وهم آل سعــــــود ، فلأجل هذا صدرت لنا دعوات حزبية تنظيمية لها بيعات مستقلة وسمع وطاعة وإمارة وتنظيم هرمي ذو قاعدة عريضة . فقامت هذه الجماعات الحزبية منذ دخولها المملكة العربية السعودية بالسعي بطرق شتى ووسائل متعددة بتربية الشباب تربية صوفية وعلى الطاعة العمياء وتأصيل فكر مغاير لعقيدة أهل السنة والجماعة من جهة ، ومن جهة آخرى سعوا لتشويه صورة علمائنا وولاتنا في نفوس الشباب وإيجاد البغض والحقد الدفين في قلوبهم عليهم ، كذلك كل من يقف في طريق تنظيمهم ويسعى في كشف عوارهم وفضح رموزهم ودعاتهم فإنهم يحذرون منه وينفرون منهم حتى لايسمع منهم كلاما فيهم فيقولون هؤلاء يغتابون الناس ، هؤلاء يتكلمون في الدعاة حسداً ، هؤلاء يفرقون الناس ، هؤلاء عملاء ، هؤلاء جواسيس .. إلى غير ذلك من ألقاب السوء . وعلى مرور السنين والعقود أخذوا يُرضِعون الشبيبة على هذا الفكر الحزبي الإخواني التكفيري مستغلين لتحقيق ذلك الخلوات السرية والرحلات التنظيمية من خلال بعض المؤسسات التربوية والخيرية حتى إن الشاب يكون أغلب وقته اليومي بل والأسبوعي معهم . ويقدم طاعة المسئول الدعوي على طاعة والديه ويستأذن مسؤوله الدعوي قبل أن يستأذن والديه بل إنهم أبعدوا الشباب عن مجالسة العلماء حتى كنا نرى الآلاف من الشباب يلتفون حول من ******* مع أن دروسهم كانت لا تتعدى كونها أخبار صحف ، وقصصات إعلامية وفي المقابل تجد القلة من طلاب العلم يلتفون حول العلماء الربانيين أمثال ابن باز وابن عثيمين والفوزان وهم يدرسون أمهات الكتب من الحديث والعقيدة والتفسير والفقه . ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .



إن بداية شرارة خوارج العصر ظهرت في مصر حيث فعلوا من الأفاعيل والفساد والخراب والقتل والدمار ما ألجأ علماء مصر إلى كتابة صيحة نذير وبراءة من هذا الفكر الخطير ، والذي ترفضه جميع الأديان السماوية والعقول الراجحة والفطر السليمة وحذروا منه قبل ثمان وثلاثين سنة وكتبوا وثيقة رسمية يحذرون فيها من هذا الفكر التكفيري الإرهابي والذي وضع معالمه وقواعده ) *******

وما حذر منه علماء مصر قبل يقع اليوم عندنا في بلادنا بسبب التربية على هذا الفكر التكفيري ******* .أقول للأسف ..!! إن بعضاً ممن ينكر التفجيرات التي تحصل هذه الأيام لا يربطها بأسبابها قصداً أو جهلاً وهي بكل تأكيد ما جاءت وليدة يوم أو فكرة ساعة إنما هو مخطط قديم حان وقته وقد سبقته إرهاصاته من قيام بعض الدعاة في مخالفة الولاة والمحاضرات التهيجية والإنكار العلني ولأن القاعدة المطلوبة كثرت وامتدت في المدن والقرى وفي كثير من المؤسسات.وهم قد تقاسموا الأدوار فمنهم من يقوم بتفجيرات ومنهم من ينكر سياسة ومنهم من يربي ويكثر السواد ومنهم من يبرر ، وللأسف أن هناك من يحاجج عنهم ويطالب بمجادلتهم ، ومتى كان سفاك الدماء وشاق عصا المسلمين يجادل ويخاصم إلا أن يؤخذ بالسيف البتار ليكون عبرة لغيرة من المفسدين . إن الله عز وجل يقول : )) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً (( .
يقول الشيخ السعدي - رحمه الله - في تفسير : ) ولا تكن للخائنين خصيماً ( أي لا تخاصم عن من عرفت خيانته من مدع ماليس له أو منكر حقا عليه سواء علم ذلك أو ظنه ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل والنيابة عن المبطل في الخصومات الدينية والحقوق الدنيوية وقال ) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ( الاختيان والخيانة بمعنى الجناية والظلم والإثم وهذا يشمل النهي عن المجادلة عن من أذنب وتوجه عليه عقوبة من حد أو تعزير ، فإنه لا يجادل عنه ، بدفع ما صدر منه من الخيانة أو بدفع ما ترتب على ذلك من العقوبة الشرعية (( ا . هـ
وهؤلاء قد حكم فيهم رسول الله صلى عليه وسلم حيث قال : ) من أتاكم وأمركم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ( .
يقول الإمام ابن عبدالبر- رحمه الله - : ) الآثار المرفوعة في هذا الباب كلها تدل على أن مفارقة الجماعة وشق عصا المسلمين والخلاف على السلطان المجتمع عليه يريق الدم ويبيحه ويوجب قتال من فعل ذلك ( ا . هـ فنسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يعصمنا من الفتن وأن يرد عنا وعن بلادنا كيد الكائدين وأذناب الكافرين وأن يحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا وأن ينصرهم على أهل الأهواء والبدع ودعاة الفتن . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





الأخ الفاضل ابن غالب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

قد نبهنا يا أخي الفاضل من قبل على عدم طرح الأسماء ، بل مناقشة الفكر والمعتقد حد ذاته وعرضه على ميزان الشرع . ولقد لاحظت بأنني لم أعدل كلماتك التي كانت تتحدث وتناقش أحد التيارات الموجودة ، فلا داعي إذن لإقحام "سيد قطب رحمه الله" أو غيره في كتاباتك .

ناقش أفكارهم دون التطرق لأسماءهم ، رحمهم الله جميعاً .



المجاهد عمر