USAMA LADEN
21-04-2004, 09:13 AM
في رثاء الشرطي الاردني في كوسوفو الذي فتح النار على 21 ضابطا امريكيا !!
ذكرت وسائل الإعلام قبيل ساعاتٍ من اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أن شرطياً أردنياً يعمل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو، اسمه أحمد مصطفى إبراهيم علي، قام مساء السابع عشر من نيسان/ إبريل 2004 بفتح النار على عدد من أفراد القوات الأمريكية المتواجدة في تلك القوة مما أدى إلى مقتل اثنين وجرح سبعة من الأمريكيين، إصابات بعضهم بليغة، وجرح أخر نمساوي، وإلى استشهاد الشرطي أحمد علي في خضم ذلك الاشتباك مع القوات الأمريكية.
وإذا كان اغتيال الرنتيسي سينال حظه الوافر من الاهتمام الشعبي والإعلامي على الأقل، ولو لم ينل ما يستحقه من ردود فعل رسمية أو حزبية تتجاوز الشجب والاستنكار، فإن الشهيد الرنتيسي نفسه كان سيعز عليه أن تمر مروراً تضحية زميله في الشهادة أحمد علي دون أن تعطى ما تستحقه من الاهتمام.
فلا بد من هذه الوقفة إذن للتنويه بما أقدم عليه أحمد علي، خاصة أن الصحف الأردنية حتى تاريخ كتابة هذه السطور، باستثناء واحدة، عمدت إلى تجاهل عمليته البطولية، أوعتمت على دوافعها حيث ذكرتها، مع إبراز اعتذار الحكومة الأردنية عليها على لسان أسمى خضر.
أما صحيفة النيويورك تايمز في 18 نيسان/ إبريل 2004، فركزت على نفي ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية من أن الاشتباك بين أحمد علي والقوات الأمريكية جاء على خلفية الاحتلال الأمريكي للعراق فادعت على لسان مصادر في قوات الشرطة التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو أن الشرطي أحمد علي هاجم القوات الأمريكية هكذا دون سابق احتكاك معها، وقارنت بين هذا الهجوم وبين حادثة مماثلة وقعت في بداية العام 2003 عندما قام ضابط أردني بإطلاق النار على شخص أخر ثم على نفسه حسب ادعاء الصحيفة. والفكرة من هذه التغطية الخبيثة هي إظهار العملية البطولية التي قام بها أحمد علي وكأنها ناتجة عن "عدم توازن نفسي أو عقلي"، لا يرتبط بالسياسة الأمريكية في الوطن العربي، وهو التوجه الذي تعززه وسائل الإعلام الأردنية عندما تتجاهل العملية أو عندما تذكرها دون ربطها بالخلاف الذي وقع حول الاحتلال الأمريكي للعراق كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن شرطي أمريكي.
والحقيقة هي أن ما قام به أحمد علي رد فعل طبيعي على السياسة الأمريكية في الوطن العربي حتى لو لم يحدث شجارٌ مع القوات الأمريكية قبله. فعندما تتعرض أمتنا لعدوانٍ غاشمٍ كعدوان الطرف الأمريكي-الصهيوني علينا، فإن الطبيعي والعاقل والمتوازن هو الذي يدافع عن نفسه، وليس من ينبطح أمام الغزاة ويقبل بشروطهم المذلة تحت غطاء "الواقعية السياسية" في الوقت الذي لا يخفي فيه العدو نيته بالإجهاز عليه.
فأحمد علي يمثل بما فعله نموذجاً للمقاومة المشروعة وللتضحية بالذات، لا يختلف عن نموذج الشهيد عبد العزيز الرنتيسي إلا بالشكل، وهو نموذجٌ أجمل ما فيه أنه جاء في مكانٍ غير متوقع، ومن مصدر لا يمكن التنبؤ به بالنسبة للقوات الأمريكية وحلفائها. وهو نموذجٌ يدل أن كل عمليات غسل الدماغ والتجهيل التي تمارس على هذه الأمة لن تجدي فتيلاً إلا مع شريحة صغيرة مستلبة أو صاحبة مصالح وامتيازات، وأن العقل الجمعي للمواطن العربي يظل فوق التضليل وأكثر التصاقاً بالمقاومة مما يأمل المشككون.
ولعل شراسة العدوان علينا واتساعه وتعدد مستوياته وهمجيته العلنية هو الذي يدفع بالكثير منا إلى الاقتناع يوماً بعد يوم بأن ساحة العمليات بيننا وبين الطرف الأمريكي-الصهيوني هي الكوكب بأسره، فليس من الحكمة أن نترك للعدو أن يقرر هو زمان ومكان المعركة وطبيعة الأهداف، وليس من الحكمة أن نهاجمه فقط حيث يركز قواه في فلسطين والعراق وحيث يختل، بالتالي، ميزان القوى معه بدرجة أكبر. وعلى كل حال، في ظل غياب حركة تحرر عربية منظمة وفاعلة، تبقى المبادرات الشعبية فحسب للدفاع عن هذه الأمة، وهو ما لا نملك كمواطنين عرب إلا أن ندعمه ما دام الخيار الآخر هو "الواقعية". فألف تحية لأحمد علي وكل شهداء الأمة العربية، ولن تهزم أمةٌ تخرج من صفوفها كل يومٍ من يحفر بلحمه ودمه قدوةً جديدةً لنهج المقاومة.
--------------------------------------------------------------------------------------
تعليق : الشرطي الاردني الشهيد احمد مصطفى علي كان عضوا في وحدة اردنية عالية التدريب تتكون من 5 أفراد يعملون ضمن قوة حفظ السلام في كوسوفو وكانت مهمتهم حراسة سجن. وقد سبق لهذا الشرطي الشهيد ان كرم في الاردن لصده هجوم على السفارة الاسرائيلية في عمان.
ولكن كما يقول الكاتب هذه الحادثة تدل على ان (غسيل الدماغ) لاينفع طويلا مع شعوبنا العربية. كما انه يدل على ان الوقت لم يفت للتكفير عن خطيئة الوقوف ضد الشعب وضد مقاومته. وقد غسل هذا الشرطي خطيئته بدمائه وفي موقف مشرف.
وقد بدأت معركة استشهاده عندما كانت ثلاث مركبات تحمل 21 ضابطا امريكيا وضابطين تركيين ونمساوي تغادر السجن الذي يحرسه الشرطي علي مع الاردنيين الاخرين وهم جميعا من قوة خاصة . وبدأ علي (30 سنة) في اطلاق النار على الامريكيين في القافلة بالتحديد فقتل اثنين واصاب 11 كانت اصابة احدهم حرجة.
وجدير بالذكر ان قوة حفظ السلام في كوسوفو تبلغ 3500 من الامم المتحدة وتضم 450 ضابط امريكي معظمهم يعلمون بعقود خاصة مع شركة dyncorp الامريكية ذات الصيت السيء (التي ثبت عليها تعامل افرادها في كوسوفو بتجارة الرقيق وخطف وبيع وشراء بنات كوسوفو من اجل متعة الضباط الامريكان وبقية جنود قوة حفظ السلام ) بالمناسبة الشركة ذاتها متعاقدة في العراق على (تدريب الشرطة وحراس السجون) ايضا . . وبدون شك انها ماتزال تمارس (تجارتها ) المحرمة مع وجود كل هذه القواعد الامريكية وحوالي 135 ألف جندي امريكي !!!
وعودة الى الشرطي الشهيد ، فإذا كان البعض من وسائل الاعلام يلصق به الان ذريعة (الجنون وعدم التوازن ) وهي التهمة التي كانت تلصق بكل الذين هاجموا امريكان في الكويت او قطر او بقية دول الخليج !! حسنا . . اذا كان السبب (جنون) فكم نحن بحاجة الى هذا الجنون في وقت انعدمت فيه الانسانية و الحكمة والتعقل وضبط النفس من جانب الاعداء !!
ذكرت وسائل الإعلام قبيل ساعاتٍ من اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي أن شرطياً أردنياً يعمل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو، اسمه أحمد مصطفى إبراهيم علي، قام مساء السابع عشر من نيسان/ إبريل 2004 بفتح النار على عدد من أفراد القوات الأمريكية المتواجدة في تلك القوة مما أدى إلى مقتل اثنين وجرح سبعة من الأمريكيين، إصابات بعضهم بليغة، وجرح أخر نمساوي، وإلى استشهاد الشرطي أحمد علي في خضم ذلك الاشتباك مع القوات الأمريكية.
وإذا كان اغتيال الرنتيسي سينال حظه الوافر من الاهتمام الشعبي والإعلامي على الأقل، ولو لم ينل ما يستحقه من ردود فعل رسمية أو حزبية تتجاوز الشجب والاستنكار، فإن الشهيد الرنتيسي نفسه كان سيعز عليه أن تمر مروراً تضحية زميله في الشهادة أحمد علي دون أن تعطى ما تستحقه من الاهتمام.
فلا بد من هذه الوقفة إذن للتنويه بما أقدم عليه أحمد علي، خاصة أن الصحف الأردنية حتى تاريخ كتابة هذه السطور، باستثناء واحدة، عمدت إلى تجاهل عمليته البطولية، أوعتمت على دوافعها حيث ذكرتها، مع إبراز اعتذار الحكومة الأردنية عليها على لسان أسمى خضر.
أما صحيفة النيويورك تايمز في 18 نيسان/ إبريل 2004، فركزت على نفي ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية من أن الاشتباك بين أحمد علي والقوات الأمريكية جاء على خلفية الاحتلال الأمريكي للعراق فادعت على لسان مصادر في قوات الشرطة التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو أن الشرطي أحمد علي هاجم القوات الأمريكية هكذا دون سابق احتكاك معها، وقارنت بين هذا الهجوم وبين حادثة مماثلة وقعت في بداية العام 2003 عندما قام ضابط أردني بإطلاق النار على شخص أخر ثم على نفسه حسب ادعاء الصحيفة. والفكرة من هذه التغطية الخبيثة هي إظهار العملية البطولية التي قام بها أحمد علي وكأنها ناتجة عن "عدم توازن نفسي أو عقلي"، لا يرتبط بالسياسة الأمريكية في الوطن العربي، وهو التوجه الذي تعززه وسائل الإعلام الأردنية عندما تتجاهل العملية أو عندما تذكرها دون ربطها بالخلاف الذي وقع حول الاحتلال الأمريكي للعراق كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن شرطي أمريكي.
والحقيقة هي أن ما قام به أحمد علي رد فعل طبيعي على السياسة الأمريكية في الوطن العربي حتى لو لم يحدث شجارٌ مع القوات الأمريكية قبله. فعندما تتعرض أمتنا لعدوانٍ غاشمٍ كعدوان الطرف الأمريكي-الصهيوني علينا، فإن الطبيعي والعاقل والمتوازن هو الذي يدافع عن نفسه، وليس من ينبطح أمام الغزاة ويقبل بشروطهم المذلة تحت غطاء "الواقعية السياسية" في الوقت الذي لا يخفي فيه العدو نيته بالإجهاز عليه.
فأحمد علي يمثل بما فعله نموذجاً للمقاومة المشروعة وللتضحية بالذات، لا يختلف عن نموذج الشهيد عبد العزيز الرنتيسي إلا بالشكل، وهو نموذجٌ أجمل ما فيه أنه جاء في مكانٍ غير متوقع، ومن مصدر لا يمكن التنبؤ به بالنسبة للقوات الأمريكية وحلفائها. وهو نموذجٌ يدل أن كل عمليات غسل الدماغ والتجهيل التي تمارس على هذه الأمة لن تجدي فتيلاً إلا مع شريحة صغيرة مستلبة أو صاحبة مصالح وامتيازات، وأن العقل الجمعي للمواطن العربي يظل فوق التضليل وأكثر التصاقاً بالمقاومة مما يأمل المشككون.
ولعل شراسة العدوان علينا واتساعه وتعدد مستوياته وهمجيته العلنية هو الذي يدفع بالكثير منا إلى الاقتناع يوماً بعد يوم بأن ساحة العمليات بيننا وبين الطرف الأمريكي-الصهيوني هي الكوكب بأسره، فليس من الحكمة أن نترك للعدو أن يقرر هو زمان ومكان المعركة وطبيعة الأهداف، وليس من الحكمة أن نهاجمه فقط حيث يركز قواه في فلسطين والعراق وحيث يختل، بالتالي، ميزان القوى معه بدرجة أكبر. وعلى كل حال، في ظل غياب حركة تحرر عربية منظمة وفاعلة، تبقى المبادرات الشعبية فحسب للدفاع عن هذه الأمة، وهو ما لا نملك كمواطنين عرب إلا أن ندعمه ما دام الخيار الآخر هو "الواقعية". فألف تحية لأحمد علي وكل شهداء الأمة العربية، ولن تهزم أمةٌ تخرج من صفوفها كل يومٍ من يحفر بلحمه ودمه قدوةً جديدةً لنهج المقاومة.
--------------------------------------------------------------------------------------
تعليق : الشرطي الاردني الشهيد احمد مصطفى علي كان عضوا في وحدة اردنية عالية التدريب تتكون من 5 أفراد يعملون ضمن قوة حفظ السلام في كوسوفو وكانت مهمتهم حراسة سجن. وقد سبق لهذا الشرطي الشهيد ان كرم في الاردن لصده هجوم على السفارة الاسرائيلية في عمان.
ولكن كما يقول الكاتب هذه الحادثة تدل على ان (غسيل الدماغ) لاينفع طويلا مع شعوبنا العربية. كما انه يدل على ان الوقت لم يفت للتكفير عن خطيئة الوقوف ضد الشعب وضد مقاومته. وقد غسل هذا الشرطي خطيئته بدمائه وفي موقف مشرف.
وقد بدأت معركة استشهاده عندما كانت ثلاث مركبات تحمل 21 ضابطا امريكيا وضابطين تركيين ونمساوي تغادر السجن الذي يحرسه الشرطي علي مع الاردنيين الاخرين وهم جميعا من قوة خاصة . وبدأ علي (30 سنة) في اطلاق النار على الامريكيين في القافلة بالتحديد فقتل اثنين واصاب 11 كانت اصابة احدهم حرجة.
وجدير بالذكر ان قوة حفظ السلام في كوسوفو تبلغ 3500 من الامم المتحدة وتضم 450 ضابط امريكي معظمهم يعلمون بعقود خاصة مع شركة dyncorp الامريكية ذات الصيت السيء (التي ثبت عليها تعامل افرادها في كوسوفو بتجارة الرقيق وخطف وبيع وشراء بنات كوسوفو من اجل متعة الضباط الامريكان وبقية جنود قوة حفظ السلام ) بالمناسبة الشركة ذاتها متعاقدة في العراق على (تدريب الشرطة وحراس السجون) ايضا . . وبدون شك انها ماتزال تمارس (تجارتها ) المحرمة مع وجود كل هذه القواعد الامريكية وحوالي 135 ألف جندي امريكي !!!
وعودة الى الشرطي الشهيد ، فإذا كان البعض من وسائل الاعلام يلصق به الان ذريعة (الجنون وعدم التوازن ) وهي التهمة التي كانت تلصق بكل الذين هاجموا امريكان في الكويت او قطر او بقية دول الخليج !! حسنا . . اذا كان السبب (جنون) فكم نحن بحاجة الى هذا الجنون في وقت انعدمت فيه الانسانية و الحكمة والتعقل وضبط النفس من جانب الاعداء !!