عبدالله بن حميد
31-03-2004, 08:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لو سمحت : حدد موقفك من هؤلاء المخربين !!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فلا يخفى على الجميع ما تقوم به تلك الفئة الطاغية الباغية من أعمال تخريبية ، وترويع للآمنين في بلاد الحرمين ، ودار خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن خطرهم عظيم ، وانحرافهم عن السبيل ذميم ، وجرائمهم من أبشع الجرائم وأفجرها ، ولا تزال دوائر انحلالهم تتسع يوماً بعد يوم ، وهذا مصداق خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أسلافهم من الخوارج المارقة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، قال أهل العلم : يخرجون من الدين شيئاً فشيئاً !! ، وحقيقة حال القوم اليوم تحقق معنى هذا الحديث : فبدأ الأمر بهم بدعوى إخراج المشركين من جزيرة العرب !! ، ثم اتسعت دائرتهم بدعوى كفر الحكام والعلماء ! ، ثم اتسعت دائرتهم فشملت قوات الأمن ! ، ثم اتسعت دائرتهم فاستباحوا الدماء المعصومة فأشهروا عليهم السلاح ! ، واستباحوا أموال المسلمين بالباطل من سرقة سيارات ونحوها ! ، ولا يستبعد أن يستبيح أولئك سائر ما حرم الله على المسلمين من بعضهم البعض من النفس والمال وحتى العرض ! ، وقد حصل للخوارج في القرون الأولى أن استباحوا أعراض نساء المسلمين بدعوى أنهن سبي من السبايا حكمهن الكفر لأنهن رضين بأزواجٍ كفار !! ، وحصل مثل هذا صوراً مشابهة لها في هذا العصر في بعض الدول العربية من أشباههم في الفكر والديانة !! ، ولما قتل الخوارج الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأرادوا الخروج من بيته ! ، قالوا : ( الذي أحل لنا دمه يحل لنا ماله !! ) فأخذوا كل ما في البيت من مال !! ، فهذا هو دين الخوارج على وجه الاختصار ، وهذا هو مبلغ خطر القوم لمن كان غافلاً عن حقيقته ، فلا نستغرب ما تقوم به قوات الأمن من وقفة صارمة شديدة ضد هؤلاء القوم ، ولكن لا يزال العجب يدور بخلدي !! من تهاون الدعاة ، وزهد المنابر ، عن التحذير من هذا الفكر المنحرف ، ومن هذه الفئة الباغية الطاغية !! .
سبحان الله العظيم ....
مات مغنٍ على خشبة المسرح : فتلاحمت أصوات المآذن في الكلام حول سوء الخاتمة وحسنها !! .
هُدم مسجد للمسلمين في بلادٍ بعيدة فتعانقت أصوات الوعاظ في سماء مدينتنا شجباً واستنكاراً !! .
ضل كاتب أو ممثل بمقالٍ أو بمشهد فثارت ثوائر أهل الغيرة والإنكار فردوا عليه عبر الخطب والكتب والأشرطة والأشعار !! .
منع الحجاب في فرنسا عن المسلمات في وظائفهن فتنوعت صنوف الإنكار حتى بالمكاتبة لرئيس الدولة نصحاً له وبراءة للذمة ؟! .
وكل هذا جميل غير مستقبح ، وهو دين وحق لا شك فيه : ولكن :
أين هم اليوم عن هذه الحالقة !! .
أين هم اليوم عن الكلام في أهم القضايا ، وأكثرها حساسية بمنظار شرعي متزن ؟! .
نريد محاضراتٍ أو نداوتٍ أو كتبٍ أو أشرطة من هؤلاء الوعاظ أو الخطباء أو الكتّاب عن ( مخاطر التكفير ) و عن ( الحث على الجماعة ) وعن ( حرمة الخروج على الحكام ) وعن ( السمع والطاعة ) وعن ( الدماء المحرمة ) وعن ( الجهاد وضوابطه ) وعن ********** وعن ( الموقف من الأوضاع الراهنة ) وعن ( فضل العلماء وأهمية الرجوع إليهم ) ومواضيع أخرى لا تقل أهمية عن هذه المواضيع ...
أنا لا أدعي خلو الساحة مطلقاً ممن تفطن لها الأمر ، ولكن أشهد بالله أن عامة من كنا نرتقب ( جديد إصدارته ) و ( حديث مقالاته ) لا يزال في مقعدٍ بين الصفين وكأنه يرتقب أي الكفتين تميل !! ، وعلى من تدور الدائرة حتى يقول للمنتصر إنا معكم !! ، بل الأسوأ منهم حالاً من أخذ يبعد الشباب في قضايا ثانوية ليست من الأهمية بمكان إبّان هذه القضية القائمة ، وهذا والله هو ( الإغراق في الجزئيات !! ) ، وهو والله ( عدم فقه الأولويات !! ) .
سمعت عبارة من أحد الفضلاء في لقاء مذاع قال فيه بعد تفجيرات مركز المحيا السكني : ( إن الكاتب والداعية والمعلم والموظف الذي لا يظهر الإنكار على هؤلاء نشك في أمره !! ) .
وما قاله والله هو عين الصواب .
وعليه فإن الامتحان بالموقف من المقالات الباطلة لابدّ منه ، وإلاّ لضمت صفوفنا من لا تؤمن غوائله ، ولا نحتسب لغدارته !! ، وهذا يدعوني أن أوجه النداء إلى كافة وزراء الدولة في جميع المجالات أن تشكل على وجه الاستعجال البرامج الدعوية عن طريق : الخطب والمحاضرات والمنشورات والمطويات والفتاوى والأشرطة حول هذه الفئة الباغية ، وهذا الفكر المنحرف .
وأخص من يوجه له هذا النداء من عموم الوزارات : وزارة ( التربية والتعليم ) ، و وزارة ( الشؤون الإسلامية ) ، ووزارة ( الثقافة والإعلام ) ، حيث المطلوب منهم الجد المتواصل ، والعمل الجاد ، وتكثيف سائر الوسائل التي تنكشف به حقيقة القوم ، ويزيد في ربطهم بحكام هذه البلاد وعلمائها ، وصواب ما يقومون به تجاه هذا العدوان الغاشم ، وتوعية الشباب ، وتحصينهم بخطر هذا الفكر ، وإبعادهم عن الأسباب المؤدية إليه .
إن من لديه أدنى ( فقه بالواقع ) اليوم لا يحتاج إلى إثبات أن قضية أولئك الشباب المنحرفين هي القضية التي تعتلي هرم القضايا في هذه البلاد ، حتى أصبح الصغار قبل الكبار : تتجاذبهم الأفكار يمنة ويسرة : من هؤلاء ؟ ، وماذا يريدون ؟ ، وهل هذا حقاً جهاد ؟ ، ولماذا لم نسمع الدعاة يتكلمون فيهم ؟ وفي موقفنا منهم ؟ .
بل من الناس من أخذت ذبذبات الخوف تتدفق إلى قلبه من هؤلاء وتصرفاتهم : لأنه عرف أنهم يسعون إلى هدم كيان بأكمله ، وتفريق أمة بدولتها ، والإطراح لا الإصلاح ، والتهديم لا الترميم ! ، ولنا في الأمم التي تتخطف من حولنا أسوة وعبرة .
ومن أضرار هذا التخاذل العجيب من البعض في البيان : أنني صادفت جماعات من الناس من يجهل حقيقة خطرهم ، وربما يستغرب قتال رجال الأمن لهم وهم يظهرون بعلامات الصلاح ! ، وحب الجهاد ! ، وطلب الجنة !! .
وكنت كلما تكلمت في محاضرة أو درسٍ أو محفلٍ من المحافل ، وأوضح فيه خطر فكر الخوارج ، وأن هؤلاء القوم قد شابهوهم في كل شي ، وأن طريقتهم منحرفة ، وأن أهل العلم والرسوخ قد حذروا منهم ، وأن هؤلاء قد استباحوا المحرمات ، من الدماء ، والأموال ، والأعراض ، ونصبوا العداء لعلماء الدين ، بل وكفروهم ، ويصفهم بالعمالة ، والنفاق !! ، وأربط هذا كله بما صنع زعيم الخوارج الأول ذو الخويصرة ، وتشكيكه في أمانة أمين الوحي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسوء أدبه معه ، وقتال أتباعه لأفضل خلق الله بعد الأنبياء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتلهم لعثمان بن عفان وما حصل يوم الدار لا أعاد الله مصيبته على المسلمين ، وما حصل منهم من تشكيك في أمانته وعدالته وسياسته ، وما حصل لهم مع علي بن أبي طالب يوم النهروان ، وما جنته أيديهم من تكفيره واغتياله رضي الله عنه ، وما حصل منه من استباحة دماء المسلمين ، وتظاهرهم بسلامة الدين ، وتواصيهم بالرواح إلى الجنة !! ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهم ( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ) وجاء في وصفهم أن جباههم كركب المعزى من التعبد ، ومع هذا كله قال عنهم صلى الله عليه وسلم : ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) وقال : ( كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار ، شر قتلى تحت أديم السماء ) ، أقول : فما إن أبين هذا كله للناس إلاّ ويظهر في وجوههم الانشراح ، وتتجلى في أعينهم الصورة ، وتنكشف عنهم الغمة ، ويعلمون مبلغ خطر القوم ، حتى أن بعض من حضر تلك المجالس : قام ذات مرة وأظهر مبلغ الشبهة التي كانت لديه ، وأنه كان يعيش معتركاً نفسياً حول هؤلاء القوم وما يتظاهرون به من نصرة الدين ، ثم حمد الله على بيان الحقيقة الغائبة له .
فأمثال هذا كثير ، وهم أمانة في أعناق الكثير من ( الدعاة ) و ( المعلمين ) و ( الكتاب ) في شتى المجالات ، فالله الله في حماية السفينة من الغرق ، ودفع كل عدوٍ داخلي أو خارجي عن المساس بها .
وقبل أن أختم لابدّ أن أشيد بجهود هيئة كبار العلماء في التحذير هذا الفكر وأهله من قديم في سائر الأوقات ، فلم يكونوا في يومٍ من الأيام ( على بروجٍ عاجية ) و لا (خلف أبوابٍ مقفلة !! ) بل والله إنهم ليحذرون الشباب من هذه الأفكار الدخيلة قبل أن ينتصب لهذه الفتنة الغبار ، وهكذا شأن العلماء كما روي في بعض الآثار أنهم يعرفون الفتن إذا أقبلت ! ، وكذا أشيد بدور ( وزارة الثقافة والإعلام ) وما تبثه من برامج توعوية مقابل هذه الاعتداءات ، ومع ذلك فطلب المزيد من الجميع وارد ، و تظافر الجهود مطلوبة ، ومن لم يكن معنا في الحرب ضد هذا الفكر فهو ضدنا ، فليحدد كل منّا موقعه !! ، والله يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح .
والله الموفق .
كتبه
بدر بن علي العتيبي
منقول من منتدى الملتقى العلمي
الأخ عبدالله بن حميد.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،
لا شك بأن ماحدث من تفجيرات في أرض الحرمين الشريفين أمر مؤسف وغير مقبول...
ولكن أنبهك إلى نقطة مهمة....
وهي عدم إلقاء التهم جزافاً ، وتعيين الأسماء ، ووضعهم في فئة الخوارج دون بينة ودليل واضح....
لذلك فنحن نرحب بمناقشة أي فكر أو مذهب ، دون التطرق للأسماء كما فعلت أنت ، وأظنك تفهم مقصدي جيداً....
ولن نقبل مطلقاً أن يكون هذا القسم مطعناً على "فلان" أو "علان" لمجرد شبهة ، أياً كان قائلها ، ودون بينة صريحة وواضحة...
أرجو منكم التأني في الطرح....
المشرف
لو سمحت : حدد موقفك من هؤلاء المخربين !!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فلا يخفى على الجميع ما تقوم به تلك الفئة الطاغية الباغية من أعمال تخريبية ، وترويع للآمنين في بلاد الحرمين ، ودار خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن خطرهم عظيم ، وانحرافهم عن السبيل ذميم ، وجرائمهم من أبشع الجرائم وأفجرها ، ولا تزال دوائر انحلالهم تتسع يوماً بعد يوم ، وهذا مصداق خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أسلافهم من الخوارج المارقة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، قال أهل العلم : يخرجون من الدين شيئاً فشيئاً !! ، وحقيقة حال القوم اليوم تحقق معنى هذا الحديث : فبدأ الأمر بهم بدعوى إخراج المشركين من جزيرة العرب !! ، ثم اتسعت دائرتهم بدعوى كفر الحكام والعلماء ! ، ثم اتسعت دائرتهم فشملت قوات الأمن ! ، ثم اتسعت دائرتهم فاستباحوا الدماء المعصومة فأشهروا عليهم السلاح ! ، واستباحوا أموال المسلمين بالباطل من سرقة سيارات ونحوها ! ، ولا يستبعد أن يستبيح أولئك سائر ما حرم الله على المسلمين من بعضهم البعض من النفس والمال وحتى العرض ! ، وقد حصل للخوارج في القرون الأولى أن استباحوا أعراض نساء المسلمين بدعوى أنهن سبي من السبايا حكمهن الكفر لأنهن رضين بأزواجٍ كفار !! ، وحصل مثل هذا صوراً مشابهة لها في هذا العصر في بعض الدول العربية من أشباههم في الفكر والديانة !! ، ولما قتل الخوارج الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأرادوا الخروج من بيته ! ، قالوا : ( الذي أحل لنا دمه يحل لنا ماله !! ) فأخذوا كل ما في البيت من مال !! ، فهذا هو دين الخوارج على وجه الاختصار ، وهذا هو مبلغ خطر القوم لمن كان غافلاً عن حقيقته ، فلا نستغرب ما تقوم به قوات الأمن من وقفة صارمة شديدة ضد هؤلاء القوم ، ولكن لا يزال العجب يدور بخلدي !! من تهاون الدعاة ، وزهد المنابر ، عن التحذير من هذا الفكر المنحرف ، ومن هذه الفئة الباغية الطاغية !! .
سبحان الله العظيم ....
مات مغنٍ على خشبة المسرح : فتلاحمت أصوات المآذن في الكلام حول سوء الخاتمة وحسنها !! .
هُدم مسجد للمسلمين في بلادٍ بعيدة فتعانقت أصوات الوعاظ في سماء مدينتنا شجباً واستنكاراً !! .
ضل كاتب أو ممثل بمقالٍ أو بمشهد فثارت ثوائر أهل الغيرة والإنكار فردوا عليه عبر الخطب والكتب والأشرطة والأشعار !! .
منع الحجاب في فرنسا عن المسلمات في وظائفهن فتنوعت صنوف الإنكار حتى بالمكاتبة لرئيس الدولة نصحاً له وبراءة للذمة ؟! .
وكل هذا جميل غير مستقبح ، وهو دين وحق لا شك فيه : ولكن :
أين هم اليوم عن هذه الحالقة !! .
أين هم اليوم عن الكلام في أهم القضايا ، وأكثرها حساسية بمنظار شرعي متزن ؟! .
نريد محاضراتٍ أو نداوتٍ أو كتبٍ أو أشرطة من هؤلاء الوعاظ أو الخطباء أو الكتّاب عن ( مخاطر التكفير ) و عن ( الحث على الجماعة ) وعن ( حرمة الخروج على الحكام ) وعن ( السمع والطاعة ) وعن ( الدماء المحرمة ) وعن ( الجهاد وضوابطه ) وعن ********** وعن ( الموقف من الأوضاع الراهنة ) وعن ( فضل العلماء وأهمية الرجوع إليهم ) ومواضيع أخرى لا تقل أهمية عن هذه المواضيع ...
أنا لا أدعي خلو الساحة مطلقاً ممن تفطن لها الأمر ، ولكن أشهد بالله أن عامة من كنا نرتقب ( جديد إصدارته ) و ( حديث مقالاته ) لا يزال في مقعدٍ بين الصفين وكأنه يرتقب أي الكفتين تميل !! ، وعلى من تدور الدائرة حتى يقول للمنتصر إنا معكم !! ، بل الأسوأ منهم حالاً من أخذ يبعد الشباب في قضايا ثانوية ليست من الأهمية بمكان إبّان هذه القضية القائمة ، وهذا والله هو ( الإغراق في الجزئيات !! ) ، وهو والله ( عدم فقه الأولويات !! ) .
سمعت عبارة من أحد الفضلاء في لقاء مذاع قال فيه بعد تفجيرات مركز المحيا السكني : ( إن الكاتب والداعية والمعلم والموظف الذي لا يظهر الإنكار على هؤلاء نشك في أمره !! ) .
وما قاله والله هو عين الصواب .
وعليه فإن الامتحان بالموقف من المقالات الباطلة لابدّ منه ، وإلاّ لضمت صفوفنا من لا تؤمن غوائله ، ولا نحتسب لغدارته !! ، وهذا يدعوني أن أوجه النداء إلى كافة وزراء الدولة في جميع المجالات أن تشكل على وجه الاستعجال البرامج الدعوية عن طريق : الخطب والمحاضرات والمنشورات والمطويات والفتاوى والأشرطة حول هذه الفئة الباغية ، وهذا الفكر المنحرف .
وأخص من يوجه له هذا النداء من عموم الوزارات : وزارة ( التربية والتعليم ) ، و وزارة ( الشؤون الإسلامية ) ، ووزارة ( الثقافة والإعلام ) ، حيث المطلوب منهم الجد المتواصل ، والعمل الجاد ، وتكثيف سائر الوسائل التي تنكشف به حقيقة القوم ، ويزيد في ربطهم بحكام هذه البلاد وعلمائها ، وصواب ما يقومون به تجاه هذا العدوان الغاشم ، وتوعية الشباب ، وتحصينهم بخطر هذا الفكر ، وإبعادهم عن الأسباب المؤدية إليه .
إن من لديه أدنى ( فقه بالواقع ) اليوم لا يحتاج إلى إثبات أن قضية أولئك الشباب المنحرفين هي القضية التي تعتلي هرم القضايا في هذه البلاد ، حتى أصبح الصغار قبل الكبار : تتجاذبهم الأفكار يمنة ويسرة : من هؤلاء ؟ ، وماذا يريدون ؟ ، وهل هذا حقاً جهاد ؟ ، ولماذا لم نسمع الدعاة يتكلمون فيهم ؟ وفي موقفنا منهم ؟ .
بل من الناس من أخذت ذبذبات الخوف تتدفق إلى قلبه من هؤلاء وتصرفاتهم : لأنه عرف أنهم يسعون إلى هدم كيان بأكمله ، وتفريق أمة بدولتها ، والإطراح لا الإصلاح ، والتهديم لا الترميم ! ، ولنا في الأمم التي تتخطف من حولنا أسوة وعبرة .
ومن أضرار هذا التخاذل العجيب من البعض في البيان : أنني صادفت جماعات من الناس من يجهل حقيقة خطرهم ، وربما يستغرب قتال رجال الأمن لهم وهم يظهرون بعلامات الصلاح ! ، وحب الجهاد ! ، وطلب الجنة !! .
وكنت كلما تكلمت في محاضرة أو درسٍ أو محفلٍ من المحافل ، وأوضح فيه خطر فكر الخوارج ، وأن هؤلاء القوم قد شابهوهم في كل شي ، وأن طريقتهم منحرفة ، وأن أهل العلم والرسوخ قد حذروا منهم ، وأن هؤلاء قد استباحوا المحرمات ، من الدماء ، والأموال ، والأعراض ، ونصبوا العداء لعلماء الدين ، بل وكفروهم ، ويصفهم بالعمالة ، والنفاق !! ، وأربط هذا كله بما صنع زعيم الخوارج الأول ذو الخويصرة ، وتشكيكه في أمانة أمين الوحي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسوء أدبه معه ، وقتال أتباعه لأفضل خلق الله بعد الأنبياء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتلهم لعثمان بن عفان وما حصل يوم الدار لا أعاد الله مصيبته على المسلمين ، وما حصل منهم من تشكيك في أمانته وعدالته وسياسته ، وما حصل لهم مع علي بن أبي طالب يوم النهروان ، وما جنته أيديهم من تكفيره واغتياله رضي الله عنه ، وما حصل منه من استباحة دماء المسلمين ، وتظاهرهم بسلامة الدين ، وتواصيهم بالرواح إلى الجنة !! ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهم ( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ) وجاء في وصفهم أن جباههم كركب المعزى من التعبد ، ومع هذا كله قال عنهم صلى الله عليه وسلم : ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) وقال : ( كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار ، شر قتلى تحت أديم السماء ) ، أقول : فما إن أبين هذا كله للناس إلاّ ويظهر في وجوههم الانشراح ، وتتجلى في أعينهم الصورة ، وتنكشف عنهم الغمة ، ويعلمون مبلغ خطر القوم ، حتى أن بعض من حضر تلك المجالس : قام ذات مرة وأظهر مبلغ الشبهة التي كانت لديه ، وأنه كان يعيش معتركاً نفسياً حول هؤلاء القوم وما يتظاهرون به من نصرة الدين ، ثم حمد الله على بيان الحقيقة الغائبة له .
فأمثال هذا كثير ، وهم أمانة في أعناق الكثير من ( الدعاة ) و ( المعلمين ) و ( الكتاب ) في شتى المجالات ، فالله الله في حماية السفينة من الغرق ، ودفع كل عدوٍ داخلي أو خارجي عن المساس بها .
وقبل أن أختم لابدّ أن أشيد بجهود هيئة كبار العلماء في التحذير هذا الفكر وأهله من قديم في سائر الأوقات ، فلم يكونوا في يومٍ من الأيام ( على بروجٍ عاجية ) و لا (خلف أبوابٍ مقفلة !! ) بل والله إنهم ليحذرون الشباب من هذه الأفكار الدخيلة قبل أن ينتصب لهذه الفتنة الغبار ، وهكذا شأن العلماء كما روي في بعض الآثار أنهم يعرفون الفتن إذا أقبلت ! ، وكذا أشيد بدور ( وزارة الثقافة والإعلام ) وما تبثه من برامج توعوية مقابل هذه الاعتداءات ، ومع ذلك فطلب المزيد من الجميع وارد ، و تظافر الجهود مطلوبة ، ومن لم يكن معنا في الحرب ضد هذا الفكر فهو ضدنا ، فليحدد كل منّا موقعه !! ، والله يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح .
والله الموفق .
كتبه
بدر بن علي العتيبي
منقول من منتدى الملتقى العلمي
الأخ عبدالله بن حميد.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،
لا شك بأن ماحدث من تفجيرات في أرض الحرمين الشريفين أمر مؤسف وغير مقبول...
ولكن أنبهك إلى نقطة مهمة....
وهي عدم إلقاء التهم جزافاً ، وتعيين الأسماء ، ووضعهم في فئة الخوارج دون بينة ودليل واضح....
لذلك فنحن نرحب بمناقشة أي فكر أو مذهب ، دون التطرق للأسماء كما فعلت أنت ، وأظنك تفهم مقصدي جيداً....
ولن نقبل مطلقاً أن يكون هذا القسم مطعناً على "فلان" أو "علان" لمجرد شبهة ، أياً كان قائلها ، ودون بينة صريحة وواضحة...
أرجو منكم التأني في الطرح....
المشرف