PDA

View Full Version : لو سمحت : حدد موقفك من هؤلاء المخربين !!


عبدالله بن حميد
31-03-2004, 08:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


لو سمحت : حدد موقفك من هؤلاء المخربين !!


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

فلا يخفى على الجميع ما تقوم به تلك الفئة الطاغية الباغية من أعمال تخريبية ، وترويع للآمنين في بلاد الحرمين ، ودار خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن خطرهم عظيم ، وانحرافهم عن السبيل ذميم ، وجرائمهم من أبشع الجرائم وأفجرها ، ولا تزال دوائر انحلالهم تتسع يوماً بعد يوم ، وهذا مصداق خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أسلافهم من الخوارج المارقة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ، قال أهل العلم : يخرجون من الدين شيئاً فشيئاً !! ، وحقيقة حال القوم اليوم تحقق معنى هذا الحديث : فبدأ الأمر بهم بدعوى إخراج المشركين من جزيرة العرب !! ، ثم اتسعت دائرتهم بدعوى كفر الحكام والعلماء ! ، ثم اتسعت دائرتهم فشملت قوات الأمن ! ، ثم اتسعت دائرتهم فاستباحوا الدماء المعصومة فأشهروا عليهم السلاح ! ، واستباحوا أموال المسلمين بالباطل من سرقة سيارات ونحوها ! ، ولا يستبعد أن يستبيح أولئك سائر ما حرم الله على المسلمين من بعضهم البعض من النفس والمال وحتى العرض ! ، وقد حصل للخوارج في القرون الأولى أن استباحوا أعراض نساء المسلمين بدعوى أنهن سبي من السبايا حكمهن الكفر لأنهن رضين بأزواجٍ كفار !! ، وحصل مثل هذا صوراً مشابهة لها في هذا العصر في بعض الدول العربية من أشباههم في الفكر والديانة !! ، ولما قتل الخوارج الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأرادوا الخروج من بيته ! ، قالوا : ( الذي أحل لنا دمه يحل لنا ماله !! ) فأخذوا كل ما في البيت من مال !! ، فهذا هو دين الخوارج على وجه الاختصار ، وهذا هو مبلغ خطر القوم لمن كان غافلاً عن حقيقته ، فلا نستغرب ما تقوم به قوات الأمن من وقفة صارمة شديدة ضد هؤلاء القوم ، ولكن لا يزال العجب يدور بخلدي !! من تهاون الدعاة ، وزهد المنابر ، عن التحذير من هذا الفكر المنحرف ، ومن هذه الفئة الباغية الطاغية !! .

سبحان الله العظيم ....

مات مغنٍ على خشبة المسرح : فتلاحمت أصوات المآذن في الكلام حول سوء الخاتمة وحسنها !! .

هُدم مسجد للمسلمين في بلادٍ بعيدة فتعانقت أصوات الوعاظ في سماء مدينتنا شجباً واستنكاراً !! .

ضل كاتب أو ممثل بمقالٍ أو بمشهد فثارت ثوائر أهل الغيرة والإنكار فردوا عليه عبر الخطب والكتب والأشرطة والأشعار !! .

منع الحجاب في فرنسا عن المسلمات في وظائفهن فتنوعت صنوف الإنكار حتى بالمكاتبة لرئيس الدولة نصحاً له وبراءة للذمة ؟! .

وكل هذا جميل غير مستقبح ، وهو دين وحق لا شك فيه : ولكن :

أين هم اليوم عن هذه الحالقة !! .

أين هم اليوم عن الكلام في أهم القضايا ، وأكثرها حساسية بمنظار شرعي متزن ؟! .

نريد محاضراتٍ أو نداوتٍ أو كتبٍ أو أشرطة من هؤلاء الوعاظ أو الخطباء أو الكتّاب عن ( مخاطر التكفير ) و عن ( الحث على الجماعة ) وعن ( حرمة الخروج على الحكام ) وعن ( السمع والطاعة ) وعن ( الدماء المحرمة ) وعن ( الجهاد وضوابطه ) وعن ********** وعن ( الموقف من الأوضاع الراهنة ) وعن ( فضل العلماء وأهمية الرجوع إليهم ) ومواضيع أخرى لا تقل أهمية عن هذه المواضيع ...

أنا لا أدعي خلو الساحة مطلقاً ممن تفطن لها الأمر ، ولكن أشهد بالله أن عامة من كنا نرتقب ( جديد إصدارته ) و ( حديث مقالاته ) لا يزال في مقعدٍ بين الصفين وكأنه يرتقب أي الكفتين تميل !! ، وعلى من تدور الدائرة حتى يقول للمنتصر إنا معكم !! ، بل الأسوأ منهم حالاً من أخذ يبعد الشباب في قضايا ثانوية ليست من الأهمية بمكان إبّان هذه القضية القائمة ، وهذا والله هو ( الإغراق في الجزئيات !! ) ، وهو والله ( عدم فقه الأولويات !! ) .

سمعت عبارة من أحد الفضلاء في لقاء مذاع قال فيه بعد تفجيرات مركز المحيا السكني : ( إن الكاتب والداعية والمعلم والموظف الذي لا يظهر الإنكار على هؤلاء نشك في أمره !! ) .

وما قاله والله هو عين الصواب .

وعليه فإن الامتحان بالموقف من المقالات الباطلة لابدّ منه ، وإلاّ لضمت صفوفنا من لا تؤمن غوائله ، ولا نحتسب لغدارته !! ، وهذا يدعوني أن أوجه النداء إلى كافة وزراء الدولة في جميع المجالات أن تشكل على وجه الاستعجال البرامج الدعوية عن طريق : الخطب والمحاضرات والمنشورات والمطويات والفتاوى والأشرطة حول هذه الفئة الباغية ، وهذا الفكر المنحرف .

وأخص من يوجه له هذا النداء من عموم الوزارات : وزارة ( التربية والتعليم ) ، و وزارة ( الشؤون الإسلامية ) ، ووزارة ( الثقافة والإعلام ) ، حيث المطلوب منهم الجد المتواصل ، والعمل الجاد ، وتكثيف سائر الوسائل التي تنكشف به حقيقة القوم ، ويزيد في ربطهم بحكام هذه البلاد وعلمائها ، وصواب ما يقومون به تجاه هذا العدوان الغاشم ، وتوعية الشباب ، وتحصينهم بخطر هذا الفكر ، وإبعادهم عن الأسباب المؤدية إليه .

إن من لديه أدنى ( فقه بالواقع ) اليوم لا يحتاج إلى إثبات أن قضية أولئك الشباب المنحرفين هي القضية التي تعتلي هرم القضايا في هذه البلاد ، حتى أصبح الصغار قبل الكبار : تتجاذبهم الأفكار يمنة ويسرة : من هؤلاء ؟ ، وماذا يريدون ؟ ، وهل هذا حقاً جهاد ؟ ، ولماذا لم نسمع الدعاة يتكلمون فيهم ؟ وفي موقفنا منهم ؟ .

بل من الناس من أخذت ذبذبات الخوف تتدفق إلى قلبه من هؤلاء وتصرفاتهم : لأنه عرف أنهم يسعون إلى هدم كيان بأكمله ، وتفريق أمة بدولتها ، والإطراح لا الإصلاح ، والتهديم لا الترميم ! ، ولنا في الأمم التي تتخطف من حولنا أسوة وعبرة .

ومن أضرار هذا التخاذل العجيب من البعض في البيان : أنني صادفت جماعات من الناس من يجهل حقيقة خطرهم ، وربما يستغرب قتال رجال الأمن لهم وهم يظهرون بعلامات الصلاح ! ، وحب الجهاد ! ، وطلب الجنة !! .

وكنت كلما تكلمت في محاضرة أو درسٍ أو محفلٍ من المحافل ، وأوضح فيه خطر فكر الخوارج ، وأن هؤلاء القوم قد شابهوهم في كل شي ، وأن طريقتهم منحرفة ، وأن أهل العلم والرسوخ قد حذروا منهم ، وأن هؤلاء قد استباحوا المحرمات ، من الدماء ، والأموال ، والأعراض ، ونصبوا العداء لعلماء الدين ، بل وكفروهم ، ويصفهم بالعمالة ، والنفاق !! ، وأربط هذا كله بما صنع زعيم الخوارج الأول ذو الخويصرة ، وتشكيكه في أمانة أمين الوحي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسوء أدبه معه ، وقتال أتباعه لأفضل خلق الله بعد الأنبياء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتلهم لعثمان بن عفان وما حصل يوم الدار لا أعاد الله مصيبته على المسلمين ، وما حصل منهم من تشكيك في أمانته وعدالته وسياسته ، وما حصل لهم مع علي بن أبي طالب يوم النهروان ، وما جنته أيديهم من تكفيره واغتياله رضي الله عنه ، وما حصل منه من استباحة دماء المسلمين ، وتظاهرهم بسلامة الدين ، وتواصيهم بالرواح إلى الجنة !! ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهم ( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ) وجاء في وصفهم أن جباههم كركب المعزى من التعبد ، ومع هذا كله قال عنهم صلى الله عليه وسلم : ( لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد ) وقال : ( كلاب النار ، كلاب النار ، كلاب النار ، شر قتلى تحت أديم السماء ) ، أقول : فما إن أبين هذا كله للناس إلاّ ويظهر في وجوههم الانشراح ، وتتجلى في أعينهم الصورة ، وتنكشف عنهم الغمة ، ويعلمون مبلغ خطر القوم ، حتى أن بعض من حضر تلك المجالس : قام ذات مرة وأظهر مبلغ الشبهة التي كانت لديه ، وأنه كان يعيش معتركاً نفسياً حول هؤلاء القوم وما يتظاهرون به من نصرة الدين ، ثم حمد الله على بيان الحقيقة الغائبة له .

فأمثال هذا كثير ، وهم أمانة في أعناق الكثير من ( الدعاة ) و ( المعلمين ) و ( الكتاب ) في شتى المجالات ، فالله الله في حماية السفينة من الغرق ، ودفع كل عدوٍ داخلي أو خارجي عن المساس بها .

وقبل أن أختم لابدّ أن أشيد بجهود هيئة كبار العلماء في التحذير هذا الفكر وأهله من قديم في سائر الأوقات ، فلم يكونوا في يومٍ من الأيام ( على بروجٍ عاجية ) و لا (خلف أبوابٍ مقفلة !! ) بل والله إنهم ليحذرون الشباب من هذه الأفكار الدخيلة قبل أن ينتصب لهذه الفتنة الغبار ، وهكذا شأن العلماء كما روي في بعض الآثار أنهم يعرفون الفتن إذا أقبلت ! ، وكذا أشيد بدور ( وزارة الثقافة والإعلام ) وما تبثه من برامج توعوية مقابل هذه الاعتداءات ، ومع ذلك فطلب المزيد من الجميع وارد ، و تظافر الجهود مطلوبة ، ومن لم يكن معنا في الحرب ضد هذا الفكر فهو ضدنا ، فليحدد كل منّا موقعه !! ، والله يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح .

والله الموفق .

كتبه

بدر بن علي العتيبي


منقول من منتدى الملتقى العلمي




الأخ عبدالله بن حميد.....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،


لا شك بأن ماحدث من تفجيرات في أرض الحرمين الشريفين أمر مؤسف وغير مقبول...

ولكن أنبهك إلى نقطة مهمة....

وهي عدم إلقاء التهم جزافاً ، وتعيين الأسماء ، ووضعهم في فئة الخوارج دون بينة ودليل واضح....

لذلك فنحن نرحب بمناقشة أي فكر أو مذهب ، دون التطرق للأسماء كما فعلت أنت ، وأظنك تفهم مقصدي جيداً....

ولن نقبل مطلقاً أن يكون هذا القسم مطعناً على "فلان" أو "علان" لمجرد شبهة ، أياً كان قائلها ، ودون بينة صريحة وواضحة...


أرجو منكم التأني في الطرح....



المشرف

ابن غالب
31-03-2004, 09:28 AM
ما شاء الله ..

مقال رائع .. وهذا ما اعتدناه من مقالات فضيلة الشيخ بدر العتيبي ..

جزاك الله خيرا أخي الغالي ابن حميد على نقلك لهذا المقال الهام ..

وهو جدير بالنشر والاهتمام ..

yazeed6
03-04-2004, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..

اولا : سؤال يتبادر الى ذهي كثيرا ..!!
هل يكذب الراسخون في العلم ؟؟!!
هل من المعقول ان يستخدم اصحاب المحاضرات والدروس اسلوب الكذب لتسويق ما لديهم من اسقاطات نفسية رهيبة تراكمت منذ احداث الخليج في اوئل العقد المنصرم ؟!

تأمل يا عزيزي القارئ هذا النص ثم تأمله جيدا واستخدم عقلك ..

رد مقتبس من عبدالله بن حميد



ثم اتسعت دائرتهم بدعوى كفر الحكام والعلماء ! ، ثم اتسعت دائرتهم فشملت قوات الأمن !




بالله عليكم ... هل سمعتم يوما احدا من المنظرين لمثل تلك التفجيرات من يكفر رجال الامن ويكفر العلماء ؟!!

مشكلة اولائك (( التلفين)) انهم استعانوا باطلاق الاكاذيب بعد افلاسهم الكبير وعجزهم عن مجابهة الزخم الشعبي الكبير الذي احدثه تنظيم القاعدة وبالذات الشيخ اسامة بن لادن .. نصره الله ..

ومثل تلك الاكاذيب كافية في اثبات عجز القوم وفي فساد منهجهم وفي خبث نفوسهم ونتن عقولهم وضعف جانب التقوى والورع لديهم والا كيف بعبد يتقي الله تعالى ان يبغي في الخصومة وان يكذب على مخالفيه بهذه الطريقة الفجة والمكشوفة ؟!

ثانيا : المراهقون في العالم الاسلامي يعرفون ان تنظيم القاعدة والمنظرين لفكرهم لم يكفروا الحكام بكبائر الذنوب كما يزعم (( التلفيون)) كذبا وزورا .. وانما كفروهم في قضييتين اساسيتين .. وانا هعنا لست بصدد التبرير وانما احاول التفسير ..

1) كفروا الحكام لتحكيمهم الانظمة الوضعية المخالفة لشرع الله ... ومعلوم ان هذه المسالة اختلف فيها العلماء المعاصرون الا انه يبقى ان الامر لا يشنع فيه على المخالف ...

2) كفروا الحكام لمظاهرتهم النصارى الامريكان على المسلمين في العراق وافغانستان ... وهذا الرابط نموذج استدلوا به لاثبات ما يزعمون من اعانة النظام السعودي امريكا على الامارة الاسلامية في افغانستان ..
http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-12-05/first_page/first_page03.htm


ثالثا : رد مقتبس من عبدالله بن حميد

وقبل أن أختم لابدّ أن أشيد بجهود هيئة كبار العلماء في التحذير هذا الفكر وأهله من قديم في سائر الأوقات ، فلم يكونوا في يومٍ من الأيام ( على بروجٍ عاجية ) و لا (خلف أبوابٍ مقفلة !! ) بل والله إنهم ليحذرون الشباب من هذه الأفكار الدخيلة قبل أن ينتصب لهذه الفتنة الغبار ،








قلت ... نعم هم لم يقصروا ابدا !.. فحتى بيانهم الذي اصدروه بشان غزوا العراق لم تات فيه عبارة واحدة تدين امريكا !!
وايضا لم نرى بيانتهم في قضية الحجاب في فرنسا او في نصرة المستضعفين في الشيشان او افغانستان او العراق او ارتيريا وغيرها من بلاد المسلمين !!
نعم .. هم لم يقصروا !!
فكل جهودهم منصبة في الدعوة لطاعة ولي الامر .. شفاه الله .. وفي ادانة اي عمل يتسبب في ايذاء ولي الامر .. شفاه الله ..
نعم لم يقصروا ابدا في واجبهم !!
وخصوصا وان بينهم [/COLOR] **** الذي لا يستحي ان يظهر صورته الشخصية وهو (( حليــــــــق)) نسال الله السلامة والعافية .

وختاما ... كفى بالمكرا كذبا ان يحدث بما سمع به دون ان يتبين الحق فيه ... فكيف بمن يختلق الاكاذيب ؟؟!!
نسال الله العافية.. وصلى اله على محمد وآله وصحبه .


الأخ يزيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ، ،

نرحب بجميع الآراء والطروحات ، إلا أن يكون هذا القسم في يوم من الأيام مطعناً على هيئة كبار العلماء....

منهج هذا القسم هو مناقشة الفعل بحد ذاته دون الأشخاص...

أرجو التنبه لذلك مستقبلاً ، وعدم الحديث بسوء عن أي من علماءنا .



المشرف

عبدالله بن حميد
03-04-2004, 11:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين :

أما بعد :

أخي – بارك الله فيك – آمل أن تسمع إجابتي بآذان الحجة لا بآذان العاطفة المتقدة المندفعة ، ووالله لا أريد لك إلا الخير ، فقد اعترضت على المقام السابق بما انتقدت ، ومن حقك الاعتراض على ما يشكل ، ومن واجبنا الإجابة ، ومن ثّمّ من حقنا عليك السماع لما يرفع اللبس ، ويطيب النفس بإذن الله .

أخي : قبل أن أجيبك عن أسئلتك أحمد الله تعالى أنك سألتني عن ( موقفي ) ولم تسألني عن ( موقف جماعة ) أو ( حزبٍ ) و ( طائفة من الناس ) فأظلم وأظلم ! .

ولكن بسؤالك عن ( موقفي ) اطلق للساني العنان ، وأصبحت من أمري في اطمئنان ! ، فاسمع هداك الله إجابتي ، وشرطي أن لا أجيبك إلاّ بدليل وإلاّ فاضرب به عرض الحائط :

قلت بارك الله فيك : ( ما موقفك ممن غيروا المناهج وحذفوا باب الولاء والبراء رغماً عن أنوف الجميع ومنهم العلماء .. الذين اصبحوا لعبة في أيدي ولاة الأمر )

فأقول : لا أوافقهم ! ، ولا أرضاه ، وأرى أنه خطوة خاسرة ، وزلة وخيمة ، وقد كتبت في استنكاره في بعض الصحف المنشورة وليس من وراء ستار ، ومع ذلك فتنبه لأمور :

أولاً : أن كتاب التوحيد الموجود لم يخلُ من دلائل الولاء والبراء ، فهم وإن حذفوا ( باب ) الولاء والبراء ، وأنا أنكر هذا العمل ، فهم لم يحذفوا ( الولاء والبراء ) من الكتاب ، ولا من المنهج كله في شتى المراحل ! ، فتنبه لهذا ، ولو أن الكتاب بين يدي الآن لنقلت لك ما يحقق هذا ، وكذلك هذا الأصل موجود في مادة ( التفسير ) و ( الحديث ) و ( الفقه ) والمقطع المطلوب تلاوته في مادة ( القرآن الكريم ) من سورة التوبة والأنفال ! ، فأين إسقاطه بالكلية من هذا كله ! .

ثانياً : هب أنهم حذفوا موضوع الولاء والبراء من ( مادة التوحيد ) ، فبحمد لله لم يحذف من ديننا ، ولا من مساجدنا ، ولا من قرآننا ، ولا مجالسنا ، ولا من لغتنا !! ، وهذا لا يعفي من كان خارج هذه البلاد المباركة أن لا يتكلم عن هذا الركن من دين الله ! ، فكما تعلم أن هذا الباب لا يوجد في غير مناهجنا !!!!!! ، فهل نعفي ( معلمي ) التربية الإسلامية من تعليم الناس إياه ؟! .

ثالثاً : هب أنهم حذفوا مواد الدين كلها !!! ، وهذا والله بعيد عن مثل هذه الدولة المباركة ، فهل نعطل دين الله ، وهل فسد الكون بذلك ، فأين دروسك ودروسي ودروس وزيد وعمر في المساجد ، والمجتمعات ، والأسواق .

فندرّس التوحيد ونترك اللهو واللعب .

ندرس التوحيد ونترك متابعة القنوات الفضائية وإن كانت [إسلامية !!!!! ] .

ندرّس التوحيد ونترك التمثيل والإنشاد .

ندرّس التوحيد ونترك كتب الفكر العفن .

فهل يا ترى صنع الكثير هذا من قبل !! في وقت السلم والدعة ، حتى يصنعوه في وقت الكرب والشدة ؟! .

رابعاً : الولاء والبراء ركن من الدين بلا شك عند كل موحد ! ، ولكن :

ما الحيلة لو أن السلطان أو من تحت السلطان ممن لديه ملاك الأمر تذرع بقول حسن البنا : ( فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القران حض على مصافاتهم ومصادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية ) ، من كتاب " الإخوان المسلمون : أحداث صنعت التاريخ " ( 1/ 409 ) .

ويقول أيضاً : ( إن الإسلام الحنيف لا يخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة ) ، من كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " (ص: 163 ) .

وقول القرضاوي و الترابي و جماعة في ( احترام الأديان !!!! ) على حد تعبيرهم ! .

فمن سنذم عندئذٍ ؟! ، إن الذين غيّروا المناهج ربما غيروها خطياً خوفاً أو مداهنة أو مصلحة سياسية ، وثارت من البعض الثوائر – وكأنهم حماة التوحيد – ولم نرى هذه الثوائر ولا جزء منها في يومٍ من الأيام تثور تجاه من ذكرنا وهم يتبنونه كدينٍ وعقيدةٍ فأي الفريقين أحق بالذم ؟! .

أما قولك أن هذا التغيير حصل ( رغم أنوف الجميع ومنهم العلماء الذين أصبحوا لعبة في أيدي ولاة الأمر ) .

فهو كلام خطير منك – هداك الله – وهذا طعن في العلماء ، ولحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله فيمن غمز فيهم معلومة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال الله عز وجل ( من آذى ولياً فقد آذنته بالحرب ) والعلماء هم أولياء الله ، فهل تقبل حرب الله ؟! .

أتستطيع أن تنطق بأن ابن باز وابن عثيمين وآل الشيخ والفوزان وابن منيع وابن غديان وغيرهم : ألعوبة في أيدي الحكام ؟!

أتظن أن عدم استجابة السلطان لقول عالمٍ من العلماء يعد ذلك نقص فيهم ، ويصيرون ألعوبة بين يديه ؟ .

فها هو موسى عليه السلام ، أمر ونهى ، وحذر وأنذر ، فلم يستجب له ، ولم يجد حيلة إلاّ أن قال : ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128) .

فليس علمائنا بأفضل حالاً من موسى عليه السلام ، ولا حكامنا بأشد ضلالاً من فرعون ، ومع ذلك صبروا على الخطأ ولم ينزعوا يداً من طاعة ، ودعوا له في ظهر الغيب ، ولم يخرجوا عليه ، ولم يدعوا إلى منازعته في أمره .

قال صلى الله عليه وسلم : ( من كره من أميره شيئاً فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية ) متفق عليه .

ومع ذلك فالواقع القريب يشهد من الذي صار ألعوبة في أيدي منهم دون الحكم من أرباب المذاهب ، ومصالح الدنيا ، ولم نر العلماء الذين ترمز لهم بين أيدي اللاعبين ! .


ـــــــــــ

ثم سألتني (ماهو موقفك ممن ينهب خيرات البلاد جهاراً نهاراً عياناً وإستئثار القلة بالكثرة من المال العام ) .

فأجيب : موقفي حمد الله على العافية مما ابتلاهم به ، ونعوذ بالله من حالهم ، ونرى لزاماً على الإمام إقامة الحد على من فعل ذلك كائناً من كان ، ولكن :

قبل أن تظن بأنني سقطت في حبائل سؤالك أجب عن سؤالين :

السؤال الأول : هل ثبت من ذلك شي ؟! .

فعامة ما ينقل كذب ودجل ، وخاصة ما ينسب للأسرة الحاكمة ، وهم ملوك قبل أن يكونوا تجاراً ، وما يملكون أكثر مما يتجرون به ، وأكثر أخبار ( السر ) و المتداولة عبر ( الأثير ! ) تخرصات ، وتحميل للأمور على غير ما تحتملها .

ثم لو حصل من بعضهم ذلك ، يلزمني ويلزمك معرفة السؤال الثاني وجوابه :

وهو : هب أنهم فعلاً سرقوا من الدنيا ، فما موقفنا منهم بشرع الله لا بعاطفتي و بعاطفتك ، لأننا عندما بايعناهم لم نبايعهم بنظام دنيوي وإنما بايعنهم على أمرٍ ديني ، فماذا تصنع بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منّا ذلك ؟! ، قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله حقكم ) رواه مسلم في " صحيحه " .

ومعنى ( أثرة ) أي يستأثرون أنفسهم بالمال ويدعوننا !!! ، كما تزعم الآن ، فإن كنت تؤمن بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً رسولاً امتثل أمره ، وما كان لك الخيرة من أمرك حتى تراجع هواك ، فها هو يأمر ويقول : (: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله حقكم ) ، فنؤدي الذي علينا : نسمع ونطيع في طاعة الله ، ونسأل الله أن ينصفنا ممن ظلمنا وأخذ مالنا لا أن نقاتله ، ونخرج عليه ، ونشهر به أمام الناس .

وعلى هذا بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : ( بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال : ( الاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ) ) متفق عليه : يعني : رواه البخاري ومسلم في " صحيحهما " .

فتأمل – يا عبدالله – قوله ( وأثرة علينا ) و ( أن لا ننازع الأمر أهله ) .

فماذا تريد بكل هذه الأسطر التي كتبت غير المنازعة هداني الله وإياك .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه : (عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك و منشطك و مكرهك وأثرة عليك ) .

وأمره لأبي هريرة أمر لكل أمته ، فأناشدك بالله – إن كنت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم – إلاّ امتثلت لأمره ، ورجعت وإياك لجمع الصف وإصلاح الخلل لا إطراح دولة هي كالشعرة البيضاء في جنب ثورٍ أسود في الاستقامة على دين الله تعالى بالنسبة لحال دول العالم أجمع القاصي منها والداني !! .

وخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لسلمة بن يزيد الجعفي عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ؛ أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا ، فما تأمرنا ؟ ، فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فأعرض عنه ، فجذبه الأشعث بن قيس - رضي الله عنه - وقال له : ( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حمّلوا وعليكم ما حمّلتم ) ) رواه مسلم في " صحيحه " ورب الكعبة لا أكذب وراجعه وتأكد .

فلماذا : لا نسمع ونطيع ، وعلينا ما حملنا ، وعليهم ما حمّلوا ، وربنا وربهم الله ، هو يفصل بين عباده بالعدل ؟! .

ــــــ

أما قولك : ( ما هو موقفك من اعتقال العلماء والدعاة والزج بهم في السجون بدون اي تهمة !!) .

فأقول : ما رأيتهم اعتقلوا : ابن باز ، ولا ابن عثيمين ، ولا محمد بن ابراهيم ، ولا عبدالله بن حميد ، ولا سليمان بن حمدان ، ولا سعد بن عتيق ، ولا غيرهم من أهل التوحيد والسنة ، وهؤلاء الذين سميت من أكثر الناس مناصحة لحكامنا حتى مع قسوة العبارة أحياناً .

وكذلك : آل الشيخ ، والفوزان ، وابن غديان ، وغيرهم .

فوالله إما أن هؤلاء كلهم مداهنون خونة !! ، وأعيذك بالله أن تقول ذلك .

وإما أن الذين سجنوا أخطئوا الطريقة في النصيحة إن لم يخالفوا الحق أصلاً .

أما إن كانوا قد أضلوا الحق أصلاً فلا كلام ، والسجن طب لمثلهم ، وربما القتل أحيانا هو الطب كما حصل مع الجعد بن درهم ، وغيلان الدمشقي ، وغيرهم .

وأما إن كانوا يريدون النصح ولكن اخطئوا فلتعلموا الطريقة الصحيحة في النصيحة ، وليفرقوا بين النصيحة والفضيحة ، وليعلم أن مجالس الحكام في هذه البلاد مفتوحة الأبواب ، ومكاتب البرقيات تستقبل أي رسالة مهما كانت بشروط النصح الشرعي ، أما التهييج ، والمشاغبة ، والتحريض ، وتوغير القلوب ، والطعن ، والمنشورات ، وأشرطة الخلوات ، فهذه كلها دناءة في الطبع فضلاً على كونها خيانة .

ثم وإن ثبت أنهم في يومٍ من الأيام قد رموا في السجون ( بدون تهمه ثابتة !! ) .

فقد سجن من هو خير منهم ، وصبروا حتى يأتي الله بأمر من عنده .

ويوسف عليه السلام لبث في السجن سنين .

والنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه حوصروا في الشعب .

فالسجن بظلم قد يحصل .

والأئمة سجنوا : سجن أحمد ، وسجن ابن تيمية ، ظلماً وجوراً والله .

فماذا صنعوا ! ، هل خرجوا ؟! .

هل عملوا تخطيطات سرية ؟! .

هل حركوا عليهم جنود الكفر خيانة لإسقاط حكمهم ( الظالم ) ؟! .

الإمام أحمد نهى علماء بغداد عن الخروج كما روى ذلك ابن أبي يعلى في " الطبقات " .

وشيخ الإسلام ابن تيمية يأخذ السلطان بيده بعدما فعل به الأفاعيل ، ويقول : اللهم انصره ، ويجاهد تحت رأيته .

ولم يذهبوا إلى أرض الكفر ، ويظهروا ( عيوب ) دولة الإسلام ( انتصاراً لأنفسهم ) بدعوى نصرة المظلوم واستنقاذ ( الحقوق الشرعية !! ) .

أين هؤلاء الأوباش عن صنيع كعب بن مالك عندما هجره النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ، وجاءه كتاب ملك كنده بأن صحابك قد هجرك ونحن نؤويك ، فسجر بكتابه التنور ، وعلم أن المضاضة في أرض الإسلام خير من العزة في أرض الكفر ، ودارٍ يعلو فيها الصليب ! .

فأين أولئك الحمقى عن أمثال هذا ( الوفاء العربي ) أصلاً ، قبل أن تكون ( شيمة إسلامية ) حتى أصبحوا : مطية أهل الكفر بكل ما يكيد بهذه البلاد ، وأنت ، وهم ، وأنا ، والكل ، والعالم أجمع : يعلم ما يحاك بهذه الدولة ، فأين عقلك ، وعقولهم ، عن هذه المكايد ، حتى يتبرعوا – خسة ودناءة – برفع أخبار هذه البلاد أولاً بأول ( لحقوق الإنسان ) و ( لأمريكا الأم الحقيقة لهم ) طلبا كي تنصب حزبهم ( المعارض ) كما نصبت حكم العراق ( المعارض !! ) .

فيا أخي : يؤلمني والله أن يمس مسلم في مشرق الأرض أو مغربها بهدبة ثوب ظالم مضرة به ، كيف وأن يسجن ظلماً ، ولكن ما الحيلة إن ثبتت إدانتهم ؟! ، وسجلوا اعترافاتهم ؟! .

ـــــــــ

أما قولك : (ما هو موقفك من موالاة ولاة الأمر لـ ( أمريكا ) وأذنابها بكل أنواع المولاة جملة وتفصيلاً .. ) .

أقول : موقفي أنني أعلم أن السلطان يقف مواقف لا نقفها أنا ولا أنت ، ويصله من الأمور ما لا يصلني أنا ولا أنت ، وربما يتقي منهم تقاة ، أو يدفع بشرٍ أدنى شراً أعلى وأقوى ، مع أنني اعتقد أن مفاصلة المشركين دين وعقيدة وعماد لتوحيد الله تعالى .

وقد قرأت مقالاً للملك فهد نشر في مجلة " الدعوة " قبل سنوات بين موقفه من اليهود والنصارى عموماً ، وقال والله إنني أتقرب إلى الله ببغضهم ولكن نحن نقف على أمور لا تعلمونها ، ونراعي مصالح لا تعقلونها ، الكلام أحكيه بمعناه .

فعلى هذا فإن من مسائل معاملة الكفار مالا يصل إلى الموالاة ولا التولي ، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم في معارضته للكفار بثلاثة أطوار لا ناسخ فيها ولا منسوخ كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

طور : المفاصلة ( لكم دينكم ولي دين ) .

وطور : الصلح والمسالمة ( فإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) .

وطور : القتال .

ولكل طور من هذه الأطوار أحوال تخصه وتقتضيه ، والكلام عليه يطول ، وحله كتب السياسة الشرعية .

ثم ها هم أكابر علماء الدنيا رضوا ببيعتهم ، ولم يروا أن ما حصل منهم موجباً للكفر : فهل علمت شيئاً جهلوه ! ، وهل وصلت إلى شيٍ لم يصلوه ، من العلم حتى تحكم في كفر شخصٍ أو إسلامه ؟! .

إنني أعجب من حدثاء الأسنان : الذين والله لو سئلوا عن دم حيض امرأة ، أو دم رعافٍ ، أو دم بثرةٍ أصاب ثوباً هل يوجب طهارة أم لا ، كيف يتجرءون على الكلام في إباحة دم مسلم ؟! .

فارجع إلى أهل العلم أولى لك – بارك الله فيك - .

ثم : هؤلاء – وصفتهم بالموالاة جملة وتفصيلاً – فما الحكم فيمن جمز إلى حزبهم ، واستظل تحت لوائهم ، وخضع لقوانينهم ، وتعهد في فيزة الدخول لدولتهم بالامتثال لكامل شريعتهم ونظامهم ، والأصنام تعبد من عن الشمائل والأيمان ، وأصوات أجراس الكنائس غطت على أذانه صوت الأذان ! ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:97) .

هل ضاقت أرض الله الواسعة حتى يذهب إلى أم العداء للإسلام والمسلمين ؟! ، فما موقفي وموقفك من أمثال هؤلاء .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في " اختياراته " : (من جمز إلى معسكر التتر , ولحق بهم ، ارتد وحل ماله ودمه ) .

فنسأل الله تعالى أن يعيد لهذه الأمة مجدها ، وقوتها ، ويكبت عدوها .

قل : آمين .

ــــــ

أما قولك : ( ما موقفك من التضيق على الجميعات الخيرية وإغلاق أغلب هذه الجميعيات بناء على رغبة الأم أمريكا ) .

فأقول : لم تضيق دولتنا – ولله الحمد – على الجمعيات الخيرية ، وإنما ضيّق غيرهم ، والسعودية إلى اليوم تتبنى العديد من جهات الإغاثة ، والجمعيات الخيرية ، لكل بلاد المسلمين ، ولم تتنصل من هذه الجهود الجبارة ، ولكن قد يوجد أن بعض الدول لا ترغب بقاء مكاتب هذه الجمعيات الخيرية عندها فأقفلت مكاتبها .

ـــــــ

أما قولك : (ما موقفك من العلاقات مع اسرائيل من تحت الطاولات ) .

موقفي : قول الله تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36) ، فلم أكن تحت الطاولة حتى أرى ما يحدث ، وما فوق الطاولة شبه مرضي ولله الحمد ، وإن كان المطلوب المزيد !!!!!!! .

ـــــــ

أما قولك : (ما موقفك من قطع يد السارق الفقير وترك السارق الغني مع التصفيق له ...) .

فأقول : أعوذ بالله من هذا الحال ، وهذا سبب هلاك بني إسرائيل من قبل كما نص على ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن هل وقع ذلك ، وإن وقع : أهكذا يكون الموقف من الحكام !! ، فأين النصوص الشرعية السابقة الذكر ؟! .

ــــــــ

أما قولك : (موقفك من الفساد الإداري في كل إدارات الدولة ... والظلم الحاصل على فقراء البلد ) .

فأقول : لا أرضى الفساد الإداري ، ولا أنكر وجوده ، ولا يتحمل تبعته السلطان ، لأنه من النائب عنه وليس منه ، وقد حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن قال نائبه ( هذا لكم وهذا لي ! ) ، ومثل هذا يجب أن ننكره بالطريقة الصحيحة لا بالتشهير والتعيير .

ــــــــ

أما قولك : (موقفك من البطالة التي تفشت في المجتمع بشكل واضح وعدم توفير الوظائف المناسبة لأبناء البلد .. وأنتشار السرقة والسلب والنهب وأمتلاء السجون بسبب البطالة ، في حين تصرف وراتب وهمية لآلاف الموظفين الوهميين بأرقام وهمية ) .

أقول : اقرأ لهذا الحديث وستعرف موقفي : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل بايع إماماً ، فإن أعطاه وفّى له ، وإن لم يعطه لم يفِ له ) اللفظ للترمذي وطرفه في البخاري ومسلم انظر " جام الأصول : 4/71 .

فأقول : الأجل أنه يوظف ولا يوظف ، ويعطي ولا يعطي ، ويأخذ الأموال أو لا يأخذها نحن بايعناه ؟! .

والله لو عزلني من وظيفتي ، والله لو أخرجني من داري ، والله لو أحرق مكتبتي !! وكتبي ، لا أنزع يدي من طاعته استجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقولوا عني ما تقولون .

فإني لم أبايعهم على هذا ، وإنما بايعتهم على السمع والطاعة في المعروف .

كم عصم الله بهم من دم ، وكم رعى الله بهم من مصالح ، وكم صان الله بهم من فروج ، أنشد ابن المبارك :

كم يرفع الله بالسلطان مظلمة ******* في ديننا رحمةً منه ودنيـانا

لولا الخلافة لم تأمن لنا سـبـلٌ ****** وكان أضعفنا نهباً لأقوانا

وقال بعض أهل العلم العقلاء : ( إمام ظلوم خير من فتنة تدوم ) ، وقال آخرون : ( ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان ) ، ولنا في العراق اليوم عبرة يا أولي الألباب .

ـــــــ

أما قولك : (ما موقفك من وضع المواطن عموماً والذي أصبح اتعس مواطن في العالم بسبب سوء المعيشة والغلاء الفاحش في كل شيء .. ) .

فأقول : بل والله أسعد مواطن على وجه الأرض هو المواطن السعودي ، ولعلك لم تسافر إلى خارج هذه البلاد ، و الله ما من بلد يكرّم فيها الإنسان مثل هذه البلاد ، وأنا لا أقصد إلاّ كرامة الدين ، وأما كرامة الدنيا فلا خير فيها إن ضاع دين صاحبها ، ومع ذلك حتى في الدنيا فنحن من أحسن الناس حالاً ، وكم من أبناء الدنيا اليوم يعمل في بلادنا يستجدي ما عندنا من خيرات – ولله الحمد – فكيف تقول ( أتعس مواطن في العالم ) .

يعبد الله في أمن .

لا يرى كنيسة ، ولا صليباً ، ولا وثناً يعبد ، ولا معبداً يهل فيه لغير الله ، تتلاحم أصوات المآذن فوق رأسه ، تقام الصلوات حوله ، ينادى بكل معروف ، وينهى عن كل منكر على منابر بلده ، يعلم التوحيد والسنة في كل قطاعات بلده فما من قطع إلاّ وفيه شؤوناً دينية ترشد الناس للخير ، وصنادق البر ، والشؤون الاجتماعية ، والمنح البنكية ، والعطايا من أهل الفضل منتشرة في كل مكان ، وبعد هذا كله يكون المواطن السعودي أتعس مواطن .

يا أخي – أرجوك رجاء مشفق – قبل أن تتكلم بمثل هذا الكلام استحضر الكتاب الذي يكتب ولا يغادر ، واستشعر عظمة يوم نقف وإياك وحكامنا فيه للحساب ، والله المستعان .

هذا ما عندي والله المستعان .

مسدد
04-04-2004, 06:42 AM
أخي يزيد موجود ، لازم يجلبها موضوع سياسي (ولا فصل بين الدين والسياسة)

أخواني مكنوا الحب في الله بينكم ، فعلى الرغم من خلافكم إلا أني اعتقد أن كلا منكم يريد نصر الدين وكلا منكم يتخذ الأساليب الأحكم والأعدل.

الله يوفقكم جميعا

yazeed6
05-04-2004, 06:33 AM
السلام عليك اخي مسدد ..
اشتقنا لك كثيرا ..

اخي الحبيب ... رأيت كيف ان هذا المدعو تهرب ليرد على نقاط وامور انا اصلا لم اتطرق لها وليس لها ادنى علاقة بالموضوع وهذه حيدة واضحة منه ..
ثم بالله عليك .. كيف لرجل يزعم انه يريد الخير والاصلاح ثم تراه يستمرأ الكذب على مخالفيه ؟!
انظر له حينما ادعى كذبا وزورا .. بان المجاهدين يكفرون العلماء ورجال الامن ... وانا قلت .. هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ..!
والان تراه يتهرب يمنة ويسره واظن ان ما اورده نتاج (( القص واللزق)) ..!
ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل .

والعجيب انه قال ايضا ..رد مقتبس من عبدالله بن حميد

أما قولك : (ما هو موقفك من موالاة ولاة الأمر لـ ( أمريكا ) وأذنابها بكل أنواع المولاة جملة وتفصيلاً .. ) .

أقول : موقفي أنني أعلم أن السلطان يقف مواقف لا نقفها أنا ولا أنت ، ويصله من الأمور ما لا يصلني أنا ولا أنت ، وربما يتقي منهم تقاة ، أو يدفع بشرٍ أدنى شراً أعلى وأقوى ، مع أنني اعتقد أن مفاصلة المشركين دين وعقيدة وعماد لتوحيد الله تعالى .

.

لا اعلم لتلك الهرطقة اصل في كتاب الله تعالى ولا في سنة بيه صلى اله عليه وسلم ولا من اهل العلم ..
بل قد اجمع العلماء على ردة من ظاهر الكافرين واعانهم على المسلمين .. ونقل هذا الاجماع الشيخ بن باز رحمه تعالى في مجموع الفتاوى 1|274

نسال الله السلامة والعافية .

عبدالله بن حميد
05-04-2004, 07:35 PM
ما أسرع أتهامك لي .. والله ما قصدت أن نقل هذا الكلام هنا، ولكن ظننت الأسئلة التي وجهت هي منك، فباشرت بنقل الجواب إلى هنا

فوالله الذي لا إله إلا هو ما اكتشفت أن نقلي خطأ إلا بالأمس.

ولكن ما أسرع اتهامك لي .. والله المستعان

وليست المسألة أني أتهرب من الإجابة على النقاط التي تتطرقت إليها .

والله المستعان

ابن غالب
22-04-2004, 06:35 AM
يرفع ..