PDA

View Full Version : العشاء الأخير


البراء
08-03-2004, 09:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي في الله
أعجبتني القصة التالية كثيراً والتي وجدتها في بريدي يوم أمس حتى أنني لم أستطع أن أمنع دمعي بعد قرائتها فأترككم مع هذا الشاب وهو يروي قصته

بعد 21 سنة من زواجي، وجدت بريقاً جديداً من الحب. قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي، وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها: "أعلم جيداً كم تحبها"... المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت أمي التي ترملت منذ 19 سنة، ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً.



في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: "هل أنت بخير ؟ " لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق. فقلت لها:

"نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي ". قالت: "نحن فقط ؟! " فكرت قليلاً ثم قالت: "أحب ذلك كثيراً".

في يوم الخميس وبعد العمل ، مررت عليها وأخذتها، كنت مضطرب قليلاً، وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة. كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت: " قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني، والجميع فرح، ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي"



ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى، بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة. وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة: "كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير".

أجبتها: "حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت". يا أماه

تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي، ولكن قصص قديمة على قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما وصلنا إلى باب بيتها قالت: "أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى، ولكن على حسابي". فقبلت يدها وودعتها ".


بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها. وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعيشنا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها: "دفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجوده، المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك. لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي أحبك". يا ولدي

في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة "حب" أو "أحبك" وما معنى جعلنا الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه. لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم . إمنحهم الوقت الذي يستحقونه .. فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل.

************************
بعد قراءة القصة تذكرت قصة من سأل عبدالله بن عمر وهو يقول: أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها إلى كل مكان حتى لتقضي حاجتها .. وأحياناً لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها .. أتراني قد أديت حقها ؟ .... فأجابه ابن عمر: ولا بطلقة واحدة حين ولادتك ..... تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت وكنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى لك الحياة"


فاصلة
ياهل ترى كم منا انطبقت عليه هذه القصة ؟
البراء

غريب نجد
08-03-2004, 11:32 AM
حسبي الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون

كم نقصر في حقوقهم ...
اللهم ارزقنا برهم .. واعنا على الوفاء لهم ...

جزاك الله كل خير يا ابو البراء

أسير الليل
09-03-2004, 06:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاخ العزيز البراء

تتكلم عن من عزيزي .. وتسطر حروفك عن من !!
عن الأم !!
عن المعاناة !!
عن السهر !!
عن الدموع !!
عن القلب !!
عن المشاعر !!
عن الصدر الحنون !!

والله كل ما أقرء موضوع عن الوالدين وبالتحديد عن الام
لا أتحكم في دمعتي !!

أتسأل عن الاعذار الواهيه كل يوم !!
إنشغال .. وإنشغال .. وإنشغال !!
الوقت !! الظروف !! المسافه !!

لكن الله الهادي .. والله يسكبنا رضاهم ..
لي عوده برابط موضوع قديم لي عن ((((( القلب الحنون ))))

تحياااتي لك

البراء
09-03-2004, 11:24 PM
الإخوة في الله

غريب نجد

أسير الليل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكما الله خيراً على تواجدكما في هذا الموضوع وتعقيبكما عليه ز

نسأل الله أن يجعلنا ممن يبرون أباهم وأمهاتهم وأن لايشغلنا عنهم .
ولنستمع سوياً لهذه الطفلة
http://www.d3wa.net/free/habooba/amee.wav
البراء

المبتسم
13-03-2004, 06:34 PM
:(

علي الشمري
13-03-2004, 07:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عزيزي البراء بارك الله فيك وجزاك الله خير لنقل هذا القصه المعبره....

:cry:

سعود للرد لاحقا

حتى اجفف دموعي

:cry:

البراء
29-01-2005, 10:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرفع هذا الموضوع لما شاهدته من منظر مؤلم في أحد المستشفيات قبل فترة حيث ذاك الشاب يصرخ في وجه امه لتسرع الخطى حتى لاتفوته الجلسة مع أصحابه !!! عجبي له أم يصرخ في وجهها وغيره يتمنى لو أن أمه حية ترزق ليقبل قدميها.

البراء

Third Eye
29-01-2005, 11:20 PM
الله يرحم الحال

روتي
30-01-2005, 03:30 PM
جزاك الله خيرا ...