PDA

View Full Version : نفحات ايمانية ليوم الثلاثاء 14/ ذو القعدة /1424


فتى الإيمان
07-01-2004, 12:59 AM
في رحاب آيـة

{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}

الإسراء: 33

هذه الآية تقدم صورة منيرة من صور العدل الإلهي الذي نزل ليحكم حياة البشر، فالله واهب الحياة، وليس لأحد غير الله أن يسلبها إلا بإذنه، وكل نفس هي حرم لا يمس، وحرام إلا بالحق، وهذا الحق الذي يبيح قتل النفس محدد لا غموض فيه، وليس متروكا للرأي ولا متأثرا بالهوى، وقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والزاني المحصن، والتارك لدينه المفارق للجماعة)، تلك الأسباب الثلاثة هي المبيحة للقتل، فمن قتل مظلوما بغير واحد من تلك الأسباب، فقد جعل الله لوليه _ وهو أقرب عاصب إليه _ سلطانا على القاتل، إن شاء قتله وإن شاء عفا فأخذ الدية، وإن شاء عفا عنه بلا دية، فهو صاحب الأمر في التصرف في القاتل؛ لأن دمه له، وفي مقابل هذا السلطان الكبير ينهاه الإسلام عن الإسراف في القتل استغلالا لهذا السلطان الذي منحه إياه، والإسراف في القتل يكون بتجاوز القاتل إلى سواه ممن لا ذنب لهم _كما يقع في الثأر الجاهلي الذي يؤخذ فيه الآباء والإخوة والأبناء والأقارب بغير ذنب إلا أنهم من أسرة القاتل_ ويكون الإسراف كذلك بالتمثيل بالقاتل، والولي مسلط على دمه بلا مثلة. فالله يكره المثلة والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنها. {إنه كان منصورا} يقضي له الله، ويؤيده الشرع، وينصره الحاكم. فليكن عادلا في قصاصه، وكل السلطات تناصره وتأخذ له بحقه. وفي تولية صاحب الدم على القصاص من القاتل، وتجنيد سلطان الشرع وسلطان الحاكم لنصرته تلبية للفطرة البشرية، وتهدئة للغليان الذي تستشعره نفس الولي، الغليان الذي قد يجرفه ويدفعه إلى الضرب يمينا وشمالا في حمى الغضب والانفعال على غير هدى. فأما حين يحس أن الله قد ولاه على دم القاتل، وأن الحاكم مجند لنصرته على القصاص، فإن ثائرته تهدأ ونفسه تسكن ويقف عند حد القصاص العادل الهادئ.

دعاء اليوم


اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِك مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ.


حـديث اليــوم

عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدين النصيحة؛ قلنا: لمن؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم.

إن عماد هذا الدين وقوامه النصيحة، وقد حدد الحديث ثلاثة أنواع للنصيحة: فالنصيحة لله تعالى معناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه، وترك الإلحاد وصفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه عن جميع النقائص، والقيام بطاعته واجتناب معصيته، والحب فيه والبغض فيه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته والشكر عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها، والتلطف بالناس؛ قال الخطابي: وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه، فإن الله سبحانه غني عن نصح الناصح. وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فبالإيمان أن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الناس ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه؛ وتفهم علومه وأمثاله؛ والاعتبار بمواضعه، والتفكر في عجائبه؛ والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه، والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته. وأما النصيحة لرسوله (صلى الله عليه وسلم): فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًّا وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وإجابة دعوته، ونشر سنته ونفي التهمة عنها، واستئثار علومها والتفقه في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعليمها، وإعظامها وإجلالها والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته، وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك. وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه، وتبليغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم بالسيف، وتأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأن يدعو لهم بالصلاح. وأما نصيحة عامة المسلمين - وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وإعانتهم عليها، وستر عوراتهم وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم؛ وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، والله أعلم.



حكمة اليوم

قال حكيم: الصبر صبران: فأعلاهما أن تصبر على ما لا ترجو فيه الغنم في العاقبة.
والحلم حلمان: فأشرفهما حلمك عمن هو دونك.
والصدق صدقان: فأعظمهما صدقك فيما فيه ضررك.
والوفاء وفاءان: أسماهما وفاؤك مع من لا ترجوه ولا تخافه.


ابتسامة اليوم


العُود العطشان

قال أحدهم: دخلت على رجل من أهل خُراسان ليلاً فأتانا بسراج (أي مصباح) فيه فَتِيلة في غاية الرِّقَّة وقد عَلَّق فيه عُوداً بِخَيْط فقلت له: ما بالُ هذا العود مربوطاً؟! قال: قد شَرِبَ الدُّهن؛ وإذا ضاع ولم نحفظه احتجنا إلى غيره فلا نجد إلا عوداً عطشاناً ونخشى أن يشرب الدهن. قال: فبينما أنا أتعجب وأسأل اللهَ العافية إذ دخل علينا شيخ من أهل مَرْو فنظر إلى العود فقال الرجل: يا فلان لقد فررتَ من شيء ووقعت فيما هو شر منه؛ أما علمت أن الريح والشمس يأخذان من سائر الأشياء وينشفان هذا العود لم لا اتخذت مكان هذا العود إبرة من حديد فإن الحديد أملس وهو مع ذلك غير نشاف والعود أيضاً ربما يتعلق به شعرة من قطن الفتيلة فينقصها. فقال له الرجل الخراساني: أرشدك الله ونفع بك فلقد كنت في ذلك من المسرفين!!!!

من قصص الصالحين


الوالي الفقير

شكا أهل ( حمص ) عاملهم سعيد بن زيد ، فجمع عمر بينهم وبينه. ثم سألهم: ما تشكون منه؟! قالوا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار. قال سعيد: والله إن كنت لأكره ذكره ـ ليس لأهلي خادم، فأعجن عجيني، ثم أجلس حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم. قال عمر: ما تشكون منه؟ قالوا: لا يجيب أحداً بليل. قال: ما تقول؟ إن كنت لأكره ذكره ـ إني جعلت النهار لهم، وجعلت الليل لله عز وجل. قال عمر: وما تشكون منه؟ قالوا: إن له يوما في الشهر لا يخرج فيه إلينا، قال: ما تقول؟ قال سعيد: ليس لي خادم يغسل ثيابي، وليس ثياب أبدلها، فأجلس حتى تجف، ثم أدلكها، ثم أخرج إليهم من آخر النهار. قال عمر: وما تشكون منه؟ قالوا تأخذه الإغماءة بينالحين والآخر. قال: ما تقول؟ قال: شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمة ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدا مكانك وأنت في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن في أهلي وولدي ومحمد (صلى الله عليه وسلم) شيك بشوكة. ثم نادى: يا محمد فما ذكرت ذلك اليوم وتركي نصرته في تلك الحال وأنا مشرك لا أومن بالله العظيم، إلا ظننت أن الله عز وجل لا يغفر لي بذلك أبدا، فتصيبني تلك الإغماءة. فأقره عمر على عمله وبعث إليه بألف دينار.


بنت الجنوب