زهرة الكركديه
06-01-2004, 03:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وزّع المدرس على طلابة مجموعة من الأوراق وطلب من كل واحد منهم أن يعبر عن مشاعره الايجابية ..إن كان فى المنزل أو بين أسوار المدرسة ..
وكان المدرس متفائلا على غير عادته ويشعر بمزيج من السعادة والفضول.
http://www.time4watches.com/images/cartoon_teacher.gif
وبعد مضى الوقت المقرر جمع الأستاذ الفاضل الأوراق من طلبته .. كى يراجعها فى وقت لاحق .
وفى حصة فراغ له..
وضع الأوراق أمامه... وجلس متأملا لبرهة... ثم قرأ الورقة الاولى
أنا اسمى سعيد..
فتفاءل الأستاذ خيرا أن تكون بداية قراءته بهذا اللاسم السعيد.. وتابعت عيناه بفضول شديد...
ليقرأ ما سطره الطالب السعيد..
أنا اسمى سعيد.. ولكن ليس كما يقولون أنه لكل امرء من اسمه نصيب. فأنا تعيس وغير سعيد بالمرة.. وإذا أجبرتنى يا أستاذى على المتابعة فإنى سأجهش فى البكاء وأقلب لك الورقة مأتما
.... لذا أكتفى بهذا القدر وأترك المياكرفون لغيري ليعبر عن سعادته التى أفتقدها فى حياتى... وأرجوك يا أستاذى لا تطلب منى مرة أخرى أن أعبر عن لحظاتى الإيجابية.. لأن الإيجابية لا تأتى مع شخص لا يشعر بالسعادة ... فأنا لا أتحمل هذا الأمر المؤلم..وختمها بدمعة يبدو أنها عبثت ببقايا حبره وموهتها.
ترك الأستاذ الورقة وسحب التى تليها فقرأ
أنا إسمى ماجد.... والله يا أستاذى الفاضل لم أعرف للمجد طعما ولا رونقا ولا لونا ولا رائحة ولا أى شىء من هذا القبيل
... فأى مجد هذا الذى تريدنا أن نكتب عنه وأى سعادة .. ألا يكفى ما نراه على شاشات التلفزة.. هذا مات وآخر انتحر وقام زلزال هنا ووقعت طائرة هناك.. وتيتم هذا وتكسر ذاك.. دعنى وشأنى يا أستاذى.. فما فى حياتى أشد من أن أسطره لك كلمات على الورق.. وإذا أجبرتنى على صياغة الموضوع مرة أخرى فإنى سأترك لك المدرسة وأرحل.
وختمها بدوائر عابثة من قلمه التائه.
شعر الاستاذ ببعض الإستياء لكنه سحب الورقة الثالثة وتدبر:
أنا " العاشق " ذهل الاستاذ فهو لم يعرف فى الفصل طالبا بهذا الاسم .. ثم أدرك أن الطالب قام بتلقيب نفسه هكذا..
والله يا أستاذى.. الايجابية شىء غير موجود بكثرة فى حياتنا.. فأنا مذ كنت فى السنة الثانية من عمري أحببت ابنة الجيران.. وأنا كل ليلة إلى هذا اليوم الذى أسطر لك فيه معاناتى لم أذق للراحة ولا للنوم طعما
..فهذه الفتاة سلبت لبي قبل قلبي.. أرجوك يا أستاذ إذا أردتنى ان أحصّل هذا العام مجموعا جيدا تعال معى لتقنع والدى بأن يزوجنى إياها. فمصيبة أبي أنه يرفض ويقول عنى أنى ما زلت طفلا.. وأنا لست كذلك.. لذا أرجوك أن تساعدنى والا فإنى سأقوم بخنق نفسى .. وأتهمك بقتلى.
التوقيع " الرجل الصغير
وكأن الأستاذ قد أصيب بغصة ولا إراديا بدأ يفرك رقبته وكأنه يختنق..
لكنه سحب الورقة الأخرى ليجد فيها
" أنا الطالب الذى تحبه كثيرا يا استاذى .. أكيد عرفتنى ..!! " وقد رسم له وجها يغمز "
فليس هنالك من داع لذكر اسمى..
على كل حال سأتحدث عن الايجابية بطلاقة وبدون لف أو دوران... الايجابية .. والله الايجابية.. أعتقد أن الايجابية..
عفوا يا أستاذ.. يبدو أنى قد لا أستطيع أن أخط لك شيئا.. فأنا أرى أن لا إيجابية فى كتابة هذا الموضوع الغير إيجابي......
التوقيع : المجهول
وقرأ الورقة الأخرى.. وهو متخوف مما سيكون فيها.. ليفاجأ ب
هاااااااااي استاذ......... " وكانت الرسالة بالعامية لمكسرة " أى إيجابية أى خرابيط الله يصلح بالك يا استاذ...
لا تخلنى أضحك....
التوقيع " بدون
وجاء بالورقة الأخرى
فرك الأستاذ عينيه وهو يتأمل الخط المعوج الغير مفهوم وبعد تصحيح الخطأ ووضع الورقة تحت الدراسة والتحليل استطاع الأستاذ أن يقرأ الجملة الوحيدة المكتوبة بعد التصحيح.
"واللى يرحم والديك يا أستاذ .. تقدر تسلفنى ميتين درهم بعيد عنك طايح فورطة وعمري ما راح أنسى لك هذا المعروف الايجابي
التوقيع " مفلـــــــــس بالحيل
رغم أن عينا الأستاذ قد احمرتا إلا أنه أبى إلا أن يتابع ولو على قص رقبته
فقرأ بعد أن عصر الورقة من المياه التى غمرتها والتى رجح الاستاذ انها دموع الطالب " حســــــــــــــــاس "
ليقرأ المأساة التى القيت فيها
أنا إنسان فاشل... مدمر نفسيا ... تائه عقليا ... متألم جسديا ... كلما حاولت الولوج فى أمر جديد أخفقت.... لا أستطيع التعامل مع من حولى بايجابية لشدة حساسيتى... حتى أمى أخجل منها.. تصور يا أستاذ...!!
وفوق هذا وذاك أنت لم تقدر هذا الشىء وكنت تعطينى دائما فى الشفهى صفر..... لأنى لا أستطيع مجاراة زملائي ... اذا كنت أنت لا خير فيك فممن سأرجو الخير
التوقيع : الدنيا ما فيها خير.
مسح الاستاذ الدموع من عينيه وتابع قراءة المظالم التى كتبها طلابه "
وحين نظر الى الورقة وجد أنها ملأت رسوما لقلوب وسيارات وشعارات غريبة عجيبة....
وذيل الطالب ورقته بكتابة هذا التساؤل ؟
يا ترى ...... كيف سأموت.. تحت عجلات سيارة.. أم داخل السيارة.. أم فوق السيارة أم تحت السيارة .. أم فى أى جزء من السيارة سألقى حتفى وإذا ما حدث ومت فى السيارة.. فأين ستكون السيارة على الأرض أم فى البحر أم تحلق فى الجو.!!
... حياتى لا معنى لها يا أستاذى .. فأنا دائما أفكر بهذه المسألة الخطرة.. لا تظن بأنى أخشى الموت.. لا والله.. ولكنى أخشى أن أموت بعيدا عن السيارة.
ثم كتب الطالب "
أقول استاذ نصيحة لوجه الله
" غير سيارتك القرنبع لأنك بصراحة مستوى " مصخرة " المدرسة..... !
التوقيع " مجنون سيارة
مسح الاستاذ وجهه بمنديل مبلل ..
وتابع الورقة التى تلتها والتى كتبت بخط جميل ومرتب :
مرحبا أستاذى الفاضل
أقووووووووووووووووووول تقدر تضيفنى على الماسنجر............ تلميذك النجيب .......
الانترنتى الإيجابي.
وقف الأستاذ برهة يسترد أنفاسه المقطوعة.. ثم سحب الورقة التالية وقرأ وهو يرتجف
مرحبا أستاذ.. والله فعلت خيرا عندما طلبت منا أن نكتب عن الإيجابية فى حياتنا
" وهنا تهلل وجه الأستاذ بشرا " وتابع بارتفاع كبير فى المعنويات ما سيقوله الطالب الذى يبدو عليه أن يتألق مهارة فى التعبير .
اسمع يا استاذى الفاضل... البارحة رأيت التلميذ الكسول الذى تعرفه يغش من ورقة زميله الذى خلفه..!!
واكتشفت أن التلميذ الذى فى الصف الأمامى يقوم بجمع تبرعات من أجل عمل مشروع دواجن فى المدرسة وهذا مخالف للقوانين ولسمعة المدرسة..!!
.كما أن البراشيم " شايفة شغلها فى الصف وانت خبر خير يا استاذ " وهذا لا يجوز..
وأيضا المادة التى تدرسنا إياها صعبة جدا وأنا لا أدري كيف سأتخطاها هذه السنة.. لذا ما رأيك والكلام بينى وبينك " بإعطائي دروس خصوصية وأبي سيتكفل بدفع المصاريف حدد ما تريد وأنا مستعد من طأطأ لسلامو عليكو.
التوقيع : كاره النميمة
طاطأ المدرس رأسه أسفا
ثم سحب آخر ورقة دون وعى وقرأ:
أستاذى الحبيب " رمش الاستاذ بسرعة " فهذا أول طالب ينادى أستاذه بهذا اللقب الحميم.. وتابع ما كتبه الطالب
لا تعلم ما يقوله الطلبة عنك... فهم يلقبونك بالوحش عديم الضمير والإحساس.. ولكنى خلافهم.. فأنا أرى فيك صورة الأب الحنون المثالى الذى حرمت من حنانه وعطفه رغم أنه حى يرزق بيننا..
إلا انه دائما يسبنى ويشتمنى لأتفه الأسباب لقد كرهته وما عدت أطيقه... فهو لم يقل لى فى يوم من الأيام أحسنت يا بنى.. أو أنا أحبك يا ولدى..
ولكنك أنت كنت على عكسه.. لقد وقفت بجانبي وشجعتنى ودعمتنى ومنحتنى الحنان الذى أفقد.... فأنا أراك كوالدى الذى حرمت منه " حاول الأستاذ أن يتذكر الطالب لكنه لم يجد مما قاله شىء... وتابع مستغربا ما كتبه الطالب المحب "
.. لذا أنا أريد أن أهجر بيت الأهل وآتى لاعيش معكم.. حتى لا أتعقد وأنحرف وأصبح من أرباب السجون.
التوقيع " ولدكم المحروم
وهنا بالفعل تأثر الأستاذ.. وامتاز غيظا وغضبا....
... ثم تقدم بأسى نحو حاوية القمامة .. ورمى بالأوراق فيها
بعد فترة كتب ورقة أخرى تقول :
أرجو من كل طالب أن يعبر عن الأمور السلبـــــــــــية فى حياته البعيدة كل البعد عن أى شىء تطلق عليه تسمية إيجــــــــــــــــــــــــــــــابي
مع تحيات
مدرسكم المقهور بشدة.
زهرة الكركديه
وزّع المدرس على طلابة مجموعة من الأوراق وطلب من كل واحد منهم أن يعبر عن مشاعره الايجابية ..إن كان فى المنزل أو بين أسوار المدرسة ..
وكان المدرس متفائلا على غير عادته ويشعر بمزيج من السعادة والفضول.
http://www.time4watches.com/images/cartoon_teacher.gif
وبعد مضى الوقت المقرر جمع الأستاذ الفاضل الأوراق من طلبته .. كى يراجعها فى وقت لاحق .
وفى حصة فراغ له..
وضع الأوراق أمامه... وجلس متأملا لبرهة... ثم قرأ الورقة الاولى
أنا اسمى سعيد..
فتفاءل الأستاذ خيرا أن تكون بداية قراءته بهذا اللاسم السعيد.. وتابعت عيناه بفضول شديد...
ليقرأ ما سطره الطالب السعيد..
أنا اسمى سعيد.. ولكن ليس كما يقولون أنه لكل امرء من اسمه نصيب. فأنا تعيس وغير سعيد بالمرة.. وإذا أجبرتنى يا أستاذى على المتابعة فإنى سأجهش فى البكاء وأقلب لك الورقة مأتما
.... لذا أكتفى بهذا القدر وأترك المياكرفون لغيري ليعبر عن سعادته التى أفتقدها فى حياتى... وأرجوك يا أستاذى لا تطلب منى مرة أخرى أن أعبر عن لحظاتى الإيجابية.. لأن الإيجابية لا تأتى مع شخص لا يشعر بالسعادة ... فأنا لا أتحمل هذا الأمر المؤلم..وختمها بدمعة يبدو أنها عبثت ببقايا حبره وموهتها.
ترك الأستاذ الورقة وسحب التى تليها فقرأ
أنا إسمى ماجد.... والله يا أستاذى الفاضل لم أعرف للمجد طعما ولا رونقا ولا لونا ولا رائحة ولا أى شىء من هذا القبيل
... فأى مجد هذا الذى تريدنا أن نكتب عنه وأى سعادة .. ألا يكفى ما نراه على شاشات التلفزة.. هذا مات وآخر انتحر وقام زلزال هنا ووقعت طائرة هناك.. وتيتم هذا وتكسر ذاك.. دعنى وشأنى يا أستاذى.. فما فى حياتى أشد من أن أسطره لك كلمات على الورق.. وإذا أجبرتنى على صياغة الموضوع مرة أخرى فإنى سأترك لك المدرسة وأرحل.
وختمها بدوائر عابثة من قلمه التائه.
شعر الاستاذ ببعض الإستياء لكنه سحب الورقة الثالثة وتدبر:
أنا " العاشق " ذهل الاستاذ فهو لم يعرف فى الفصل طالبا بهذا الاسم .. ثم أدرك أن الطالب قام بتلقيب نفسه هكذا..
والله يا أستاذى.. الايجابية شىء غير موجود بكثرة فى حياتنا.. فأنا مذ كنت فى السنة الثانية من عمري أحببت ابنة الجيران.. وأنا كل ليلة إلى هذا اليوم الذى أسطر لك فيه معاناتى لم أذق للراحة ولا للنوم طعما
..فهذه الفتاة سلبت لبي قبل قلبي.. أرجوك يا أستاذ إذا أردتنى ان أحصّل هذا العام مجموعا جيدا تعال معى لتقنع والدى بأن يزوجنى إياها. فمصيبة أبي أنه يرفض ويقول عنى أنى ما زلت طفلا.. وأنا لست كذلك.. لذا أرجوك أن تساعدنى والا فإنى سأقوم بخنق نفسى .. وأتهمك بقتلى.
التوقيع " الرجل الصغير
وكأن الأستاذ قد أصيب بغصة ولا إراديا بدأ يفرك رقبته وكأنه يختنق..
لكنه سحب الورقة الأخرى ليجد فيها
" أنا الطالب الذى تحبه كثيرا يا استاذى .. أكيد عرفتنى ..!! " وقد رسم له وجها يغمز "
فليس هنالك من داع لذكر اسمى..
على كل حال سأتحدث عن الايجابية بطلاقة وبدون لف أو دوران... الايجابية .. والله الايجابية.. أعتقد أن الايجابية..
عفوا يا أستاذ.. يبدو أنى قد لا أستطيع أن أخط لك شيئا.. فأنا أرى أن لا إيجابية فى كتابة هذا الموضوع الغير إيجابي......
التوقيع : المجهول
وقرأ الورقة الأخرى.. وهو متخوف مما سيكون فيها.. ليفاجأ ب
هاااااااااي استاذ......... " وكانت الرسالة بالعامية لمكسرة " أى إيجابية أى خرابيط الله يصلح بالك يا استاذ...
لا تخلنى أضحك....
التوقيع " بدون
وجاء بالورقة الأخرى
فرك الأستاذ عينيه وهو يتأمل الخط المعوج الغير مفهوم وبعد تصحيح الخطأ ووضع الورقة تحت الدراسة والتحليل استطاع الأستاذ أن يقرأ الجملة الوحيدة المكتوبة بعد التصحيح.
"واللى يرحم والديك يا أستاذ .. تقدر تسلفنى ميتين درهم بعيد عنك طايح فورطة وعمري ما راح أنسى لك هذا المعروف الايجابي
التوقيع " مفلـــــــــس بالحيل
رغم أن عينا الأستاذ قد احمرتا إلا أنه أبى إلا أن يتابع ولو على قص رقبته
فقرأ بعد أن عصر الورقة من المياه التى غمرتها والتى رجح الاستاذ انها دموع الطالب " حســــــــــــــــاس "
ليقرأ المأساة التى القيت فيها
أنا إنسان فاشل... مدمر نفسيا ... تائه عقليا ... متألم جسديا ... كلما حاولت الولوج فى أمر جديد أخفقت.... لا أستطيع التعامل مع من حولى بايجابية لشدة حساسيتى... حتى أمى أخجل منها.. تصور يا أستاذ...!!
وفوق هذا وذاك أنت لم تقدر هذا الشىء وكنت تعطينى دائما فى الشفهى صفر..... لأنى لا أستطيع مجاراة زملائي ... اذا كنت أنت لا خير فيك فممن سأرجو الخير
التوقيع : الدنيا ما فيها خير.
مسح الاستاذ الدموع من عينيه وتابع قراءة المظالم التى كتبها طلابه "
وحين نظر الى الورقة وجد أنها ملأت رسوما لقلوب وسيارات وشعارات غريبة عجيبة....
وذيل الطالب ورقته بكتابة هذا التساؤل ؟
يا ترى ...... كيف سأموت.. تحت عجلات سيارة.. أم داخل السيارة.. أم فوق السيارة أم تحت السيارة .. أم فى أى جزء من السيارة سألقى حتفى وإذا ما حدث ومت فى السيارة.. فأين ستكون السيارة على الأرض أم فى البحر أم تحلق فى الجو.!!
... حياتى لا معنى لها يا أستاذى .. فأنا دائما أفكر بهذه المسألة الخطرة.. لا تظن بأنى أخشى الموت.. لا والله.. ولكنى أخشى أن أموت بعيدا عن السيارة.
ثم كتب الطالب "
أقول استاذ نصيحة لوجه الله
" غير سيارتك القرنبع لأنك بصراحة مستوى " مصخرة " المدرسة..... !
التوقيع " مجنون سيارة
مسح الاستاذ وجهه بمنديل مبلل ..
وتابع الورقة التى تلتها والتى كتبت بخط جميل ومرتب :
مرحبا أستاذى الفاضل
أقووووووووووووووووووول تقدر تضيفنى على الماسنجر............ تلميذك النجيب .......
الانترنتى الإيجابي.
وقف الأستاذ برهة يسترد أنفاسه المقطوعة.. ثم سحب الورقة التالية وقرأ وهو يرتجف
مرحبا أستاذ.. والله فعلت خيرا عندما طلبت منا أن نكتب عن الإيجابية فى حياتنا
" وهنا تهلل وجه الأستاذ بشرا " وتابع بارتفاع كبير فى المعنويات ما سيقوله الطالب الذى يبدو عليه أن يتألق مهارة فى التعبير .
اسمع يا استاذى الفاضل... البارحة رأيت التلميذ الكسول الذى تعرفه يغش من ورقة زميله الذى خلفه..!!
واكتشفت أن التلميذ الذى فى الصف الأمامى يقوم بجمع تبرعات من أجل عمل مشروع دواجن فى المدرسة وهذا مخالف للقوانين ولسمعة المدرسة..!!
.كما أن البراشيم " شايفة شغلها فى الصف وانت خبر خير يا استاذ " وهذا لا يجوز..
وأيضا المادة التى تدرسنا إياها صعبة جدا وأنا لا أدري كيف سأتخطاها هذه السنة.. لذا ما رأيك والكلام بينى وبينك " بإعطائي دروس خصوصية وأبي سيتكفل بدفع المصاريف حدد ما تريد وأنا مستعد من طأطأ لسلامو عليكو.
التوقيع : كاره النميمة
طاطأ المدرس رأسه أسفا
ثم سحب آخر ورقة دون وعى وقرأ:
أستاذى الحبيب " رمش الاستاذ بسرعة " فهذا أول طالب ينادى أستاذه بهذا اللقب الحميم.. وتابع ما كتبه الطالب
لا تعلم ما يقوله الطلبة عنك... فهم يلقبونك بالوحش عديم الضمير والإحساس.. ولكنى خلافهم.. فأنا أرى فيك صورة الأب الحنون المثالى الذى حرمت من حنانه وعطفه رغم أنه حى يرزق بيننا..
إلا انه دائما يسبنى ويشتمنى لأتفه الأسباب لقد كرهته وما عدت أطيقه... فهو لم يقل لى فى يوم من الأيام أحسنت يا بنى.. أو أنا أحبك يا ولدى..
ولكنك أنت كنت على عكسه.. لقد وقفت بجانبي وشجعتنى ودعمتنى ومنحتنى الحنان الذى أفقد.... فأنا أراك كوالدى الذى حرمت منه " حاول الأستاذ أن يتذكر الطالب لكنه لم يجد مما قاله شىء... وتابع مستغربا ما كتبه الطالب المحب "
.. لذا أنا أريد أن أهجر بيت الأهل وآتى لاعيش معكم.. حتى لا أتعقد وأنحرف وأصبح من أرباب السجون.
التوقيع " ولدكم المحروم
وهنا بالفعل تأثر الأستاذ.. وامتاز غيظا وغضبا....
... ثم تقدم بأسى نحو حاوية القمامة .. ورمى بالأوراق فيها
بعد فترة كتب ورقة أخرى تقول :
أرجو من كل طالب أن يعبر عن الأمور السلبـــــــــــية فى حياته البعيدة كل البعد عن أى شىء تطلق عليه تسمية إيجــــــــــــــــــــــــــــــابي
مع تحيات
مدرسكم المقهور بشدة.
زهرة الكركديه