بو عبدالرحمن
31-12-2003, 11:36 PM
الحلقة الثانية : ..........
آخر ما انتهى إليه الحوار في الحلقة السابقة بهذا السؤال :
قالت : ولكني أسألكَ : بصراحة ألا تشتاق ؟؟ ألا تحب ؟؟
= =
قال : قد تعجبين لو قلت لك أنني في أحيان كثيرة أحسب أنه لم يعرف أحد الحب غيري ، ولم يعرف أحد حقيقة الشوق مثلي ..!!
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ** ولا الصبابة إلا من يعانيها
نعم أنا أعرف أن هذه مبالغة كبيرة ، بل وكبيرة جداً ، ولكني أريد أن أوصل إليك معنى عميق ..
قالت : ممممممممم
قال : لعلي أقرّب إليك أشواق قلبي وأفراح روحي حين أقول لك : أنني أحياناً أبكي من شدة الشوق ، كما أبكي من شدة الخوف !!
قالت : كيف هذا ؟؟ لا يجتمع النقيضان ؟
قال : إذن صدقيني .. أنتِ بعد لم تعرفي الحب على حقيقته ..
وإنما أنت تتوهمين أنك محبة ، بل أنت محبة على طريقة مدرسة صعاليك وبهائم الوسط الفني التي أهدرت القيم ، ومسخت العقول ، ونشرت غسيلها القذر على الملأ ..!
قالت : فزدني توضيحا من فضلك ..
قال : حين أشعر ساعة من نهار أو ليل أنني معه قريب منه ، فإني اشعر برغبة جامحة في البكاء ، خوفَ أن تفارقني هذه المشاعر السماوية التي تعجز عن ترجمتها كل كلمات الدنيا ..
وحين استشعر البعد عنه لسبب أو لآخر ، فأمر بحالة جفاف روحي ،
تنبئ بما يشبه القطيعة ، أشعر برغبة عارمة في البكاء ،
شوقا إلى تلك الحالة التي كنت فيها ، وخوفا أن تتزايد الهوة ويتسع الخرق على الراقع ، وأجد نفسي في النار ...!
مع أني أشعر أصلا أني في نار القطيعة أتلظى ، بمجرد حلول ذلك الجفاف بقلبي..!!
قالت : يذكرني كلامك هذا بأبيات كنت قرأتها منذ زمن ، غير أن حافظتى تخونني .
قال : أحسبك تعنين قول القائل :
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي أن دنوا خوف الفراقِ
قالت : نعم ، نعم ..هي والله .. لله دره ..!
قال : ولكن هذا يتحدث عن المحبة الدون ..
أما المحبة العليا التي أحاول أن أفتح لك آفاقها ، وأشدك إليها ، وأحببك فيها ،
فهي فوق وصف الواصف .. ولعل هذا البيت يقرب الحقيقة ولكنه يعجز عن وصفها ..!
قالت : ولكني أؤكد لك أن حبي لك يجعلني استشعر قربك مني رغم بعدك عني .!!
قال : وحبي له لا يجعلني أرى شيئاً سواه ، ولا يلتفت إلى أحد غيره ، لاسيما إذا كان هذا الأحد نهاية التعلق به ، هي البعد عنه سبحانه ..!
قالت : لكني لن أفرط فيك ، مهما أعرضت عني ، ومهما جفوتني ..!!
قال : اعلمي أنك تصطادين في الماء العكر .. وأن الموت لك بالمرصاد ، وعساكر الموت يتربصون بك ..اليوم أو غداً سيهجم عليك الموت ..فتهيأي كيف ستلاقينه ، وهو يزف روحك إلى السماء مصحوبا بسخط الله !!
قالت : أرجوووك دعنا من سيرة الموت ..أرجوك !! الحديث عن الموت يرعبني .أرجوووووك .........اسمع ..! ..
أقول لك شيئا : أن حبك جعل للدنيا طعما آخر ونكهة خاصة لم أعهدها في حياتي ..
قال : وحبه الذي يغمر قلبي ، جعلني اشعر كأنما دخلت الجنة مباشرة ، ثم نزلت منها ، لأعلّم أهلها كيف يكون الاستعلاء فوق الشهوات ..!
ولألقن " بعض " الناس أن شهوات الدنيا أتفه من أن يلتفت إليها من ذاق بقلبه حلاوة السماء ..!
فمن الحماقة أن يهدر العاقل لآلئ حصل عليها ، مقابل بعرة تعرض عليه !!
قالت : سامحك الله .. سأتحمل كل ما تقوله ، حتى لو كان على غير ما أهوى ..
المهم تسمعني .. طيب أسألك : وهل يتحول هؤلاء إلى معصومين ..؟
قال : كلا .. بل هم يتعثرون بين الوقت والوقت ، ولكنهم يعرفون الطريق للعودة السريعة إلى رحاب جنتهم التي كانوا فيها .. بل هؤلاء يتعاملون مع العثرة بطريقة فريدة .. فكل عثرة تقع لهم ، تزيدهم اندفاعا على الله ليعوضوا ما فاتهم خلال تلك العثرة !!
وشيء آخر أنهم يجهدون كل الجهد ، أن يستعلوا على فخاخ الشيطان المبثوثة في طريقهم ..
فإن وقعوا نهضوا .. نهضوا سريعا وشمروا إلى القمة من جديد ! لسان حالهم : وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى ..
قالت : فما لي لا أراك تتعثر معي مرة ، ولو في بالسماح بلقاء واحد فحسب وفي مكان عام ، وحيث تشاء ..!!
قال : اسمعيني جيداً ,, يبدو أن الشيطان ينطق على لسانك ، ومع هذا أقول لك :
ما دام عقلي معي ، وإيماني مستيقظ ، ورقابة الله ملء حسي فهذا لن يكون ، ونجوم السماء أقرب إليك مما تحلمين به ..!
قالت : لا بأس ..أكتفي الآن بالحلم ، لكني سأظل أتمنى وأرغب ، وأحدثك في وحدتي ، واستأنس بك ، لأني أشعر حين أفعل هذا معك أن أفراح قلبي تتوالد !
قال : لو أنك عرفت كيف تقبلين عليه هو ، وتحبينه هو ملء فؤادك ، وتختلين به هو ، وتناجينه هو في ظلمة ليل ، وأنتِ جاثية بين يديه ..
لشعرت أن أيامك قد أصبحت أعياداً ..
بل تصبح أروع ساعاتك ، وأجملها وأحلاها وأبهاها ساعة تقبلين فيها بكلية قلبك عليه هو وحده ..
وهو يفيض على قلبك ألواناً من مباهج السماء ، ترين من خلالها ومعها أن جميع لذات الطين التي يتعلق بها أكثر الناس لا تساوي شيئا البتة بإزاء نسائم السماء حين تهب على قلب إنسان ..!
ولكنك _ للأسف _ آثرت الدون واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير ..فما أبأسك والله وأشقاك ..!
قالت : أرجوووك دعنا من هذا الحديث !! .. أتوسل إليك ابعد عني مثل هذه المعاني فإنها تقلقل أركان قلبي ، وتزعزع نفسي أ وتجعلني أشعر بالحقارة .. إنها تحرك في نفسي ما لا أرغب في تحريكه الآن ..
لذا دعني أقول لك : هل تصدق أن الدنيا تبتسم لي بمجرد أن أتخيل قربك مني ، وأني أصبحت لك وحدك ..
وفي المقابل اشعر أن الدنيا تعبس في وجهي وتظلم حين أتذكر إعراضك عني وعدم مبالاتك بي ..
قال :.............................
تابع بقية الحوار على هذا الرابط ...
لعل بعض المعاني الراقية يتشربها قلبك فتنتفع بها في دنياك وأخراك .. ولا تنسنا من دعاء صالح بظهر الغيب :
http://www.alwahah.net/aalawi60/0032.htm
آخر ما انتهى إليه الحوار في الحلقة السابقة بهذا السؤال :
قالت : ولكني أسألكَ : بصراحة ألا تشتاق ؟؟ ألا تحب ؟؟
= =
قال : قد تعجبين لو قلت لك أنني في أحيان كثيرة أحسب أنه لم يعرف أحد الحب غيري ، ولم يعرف أحد حقيقة الشوق مثلي ..!!
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ** ولا الصبابة إلا من يعانيها
نعم أنا أعرف أن هذه مبالغة كبيرة ، بل وكبيرة جداً ، ولكني أريد أن أوصل إليك معنى عميق ..
قالت : ممممممممم
قال : لعلي أقرّب إليك أشواق قلبي وأفراح روحي حين أقول لك : أنني أحياناً أبكي من شدة الشوق ، كما أبكي من شدة الخوف !!
قالت : كيف هذا ؟؟ لا يجتمع النقيضان ؟
قال : إذن صدقيني .. أنتِ بعد لم تعرفي الحب على حقيقته ..
وإنما أنت تتوهمين أنك محبة ، بل أنت محبة على طريقة مدرسة صعاليك وبهائم الوسط الفني التي أهدرت القيم ، ومسخت العقول ، ونشرت غسيلها القذر على الملأ ..!
قالت : فزدني توضيحا من فضلك ..
قال : حين أشعر ساعة من نهار أو ليل أنني معه قريب منه ، فإني اشعر برغبة جامحة في البكاء ، خوفَ أن تفارقني هذه المشاعر السماوية التي تعجز عن ترجمتها كل كلمات الدنيا ..
وحين استشعر البعد عنه لسبب أو لآخر ، فأمر بحالة جفاف روحي ،
تنبئ بما يشبه القطيعة ، أشعر برغبة عارمة في البكاء ،
شوقا إلى تلك الحالة التي كنت فيها ، وخوفا أن تتزايد الهوة ويتسع الخرق على الراقع ، وأجد نفسي في النار ...!
مع أني أشعر أصلا أني في نار القطيعة أتلظى ، بمجرد حلول ذلك الجفاف بقلبي..!!
قالت : يذكرني كلامك هذا بأبيات كنت قرأتها منذ زمن ، غير أن حافظتى تخونني .
قال : أحسبك تعنين قول القائل :
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم *** ويبكي أن دنوا خوف الفراقِ
قالت : نعم ، نعم ..هي والله .. لله دره ..!
قال : ولكن هذا يتحدث عن المحبة الدون ..
أما المحبة العليا التي أحاول أن أفتح لك آفاقها ، وأشدك إليها ، وأحببك فيها ،
فهي فوق وصف الواصف .. ولعل هذا البيت يقرب الحقيقة ولكنه يعجز عن وصفها ..!
قالت : ولكني أؤكد لك أن حبي لك يجعلني استشعر قربك مني رغم بعدك عني .!!
قال : وحبي له لا يجعلني أرى شيئاً سواه ، ولا يلتفت إلى أحد غيره ، لاسيما إذا كان هذا الأحد نهاية التعلق به ، هي البعد عنه سبحانه ..!
قالت : لكني لن أفرط فيك ، مهما أعرضت عني ، ومهما جفوتني ..!!
قال : اعلمي أنك تصطادين في الماء العكر .. وأن الموت لك بالمرصاد ، وعساكر الموت يتربصون بك ..اليوم أو غداً سيهجم عليك الموت ..فتهيأي كيف ستلاقينه ، وهو يزف روحك إلى السماء مصحوبا بسخط الله !!
قالت : أرجوووك دعنا من سيرة الموت ..أرجوك !! الحديث عن الموت يرعبني .أرجوووووك .........اسمع ..! ..
أقول لك شيئا : أن حبك جعل للدنيا طعما آخر ونكهة خاصة لم أعهدها في حياتي ..
قال : وحبه الذي يغمر قلبي ، جعلني اشعر كأنما دخلت الجنة مباشرة ، ثم نزلت منها ، لأعلّم أهلها كيف يكون الاستعلاء فوق الشهوات ..!
ولألقن " بعض " الناس أن شهوات الدنيا أتفه من أن يلتفت إليها من ذاق بقلبه حلاوة السماء ..!
فمن الحماقة أن يهدر العاقل لآلئ حصل عليها ، مقابل بعرة تعرض عليه !!
قالت : سامحك الله .. سأتحمل كل ما تقوله ، حتى لو كان على غير ما أهوى ..
المهم تسمعني .. طيب أسألك : وهل يتحول هؤلاء إلى معصومين ..؟
قال : كلا .. بل هم يتعثرون بين الوقت والوقت ، ولكنهم يعرفون الطريق للعودة السريعة إلى رحاب جنتهم التي كانوا فيها .. بل هؤلاء يتعاملون مع العثرة بطريقة فريدة .. فكل عثرة تقع لهم ، تزيدهم اندفاعا على الله ليعوضوا ما فاتهم خلال تلك العثرة !!
وشيء آخر أنهم يجهدون كل الجهد ، أن يستعلوا على فخاخ الشيطان المبثوثة في طريقهم ..
فإن وقعوا نهضوا .. نهضوا سريعا وشمروا إلى القمة من جديد ! لسان حالهم : وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى ..
قالت : فما لي لا أراك تتعثر معي مرة ، ولو في بالسماح بلقاء واحد فحسب وفي مكان عام ، وحيث تشاء ..!!
قال : اسمعيني جيداً ,, يبدو أن الشيطان ينطق على لسانك ، ومع هذا أقول لك :
ما دام عقلي معي ، وإيماني مستيقظ ، ورقابة الله ملء حسي فهذا لن يكون ، ونجوم السماء أقرب إليك مما تحلمين به ..!
قالت : لا بأس ..أكتفي الآن بالحلم ، لكني سأظل أتمنى وأرغب ، وأحدثك في وحدتي ، واستأنس بك ، لأني أشعر حين أفعل هذا معك أن أفراح قلبي تتوالد !
قال : لو أنك عرفت كيف تقبلين عليه هو ، وتحبينه هو ملء فؤادك ، وتختلين به هو ، وتناجينه هو في ظلمة ليل ، وأنتِ جاثية بين يديه ..
لشعرت أن أيامك قد أصبحت أعياداً ..
بل تصبح أروع ساعاتك ، وأجملها وأحلاها وأبهاها ساعة تقبلين فيها بكلية قلبك عليه هو وحده ..
وهو يفيض على قلبك ألواناً من مباهج السماء ، ترين من خلالها ومعها أن جميع لذات الطين التي يتعلق بها أكثر الناس لا تساوي شيئا البتة بإزاء نسائم السماء حين تهب على قلب إنسان ..!
ولكنك _ للأسف _ آثرت الدون واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير ..فما أبأسك والله وأشقاك ..!
قالت : أرجوووك دعنا من هذا الحديث !! .. أتوسل إليك ابعد عني مثل هذه المعاني فإنها تقلقل أركان قلبي ، وتزعزع نفسي أ وتجعلني أشعر بالحقارة .. إنها تحرك في نفسي ما لا أرغب في تحريكه الآن ..
لذا دعني أقول لك : هل تصدق أن الدنيا تبتسم لي بمجرد أن أتخيل قربك مني ، وأني أصبحت لك وحدك ..
وفي المقابل اشعر أن الدنيا تعبس في وجهي وتظلم حين أتذكر إعراضك عني وعدم مبالاتك بي ..
قال :.............................
تابع بقية الحوار على هذا الرابط ...
لعل بعض المعاني الراقية يتشربها قلبك فتنتفع بها في دنياك وأخراك .. ولا تنسنا من دعاء صالح بظهر الغيب :
http://www.alwahah.net/aalawi60/0032.htm