PDA

View Full Version : ملخص محاضرة الشيخ / سفر للمرأة الداعية


مسك
25-12-2003, 12:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

تتشرف الشبكة النسائية العالمية باستضافة الشيخ الفاضل سفر بن عبد الرحمن الحوالي حفظه الله تعالى ورعاه وذلك في باكورة سلسلة محاضراتها عبر غرفتها المتواضعة على البالتوك نفع الله بها الإسلام والمسلمين وأثاب شيخنا الفاضل بالفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين على حسن تعاونه وتلبيته دعوتنا لإلقاء هذه المحاضرة التي عنوانها (( أهمية عمل المرأة في الدعوة إلى الله وضروريته في زمننا الحاضر))

فليتفضل شيخنا الكريم مشكورا مأجورا .



( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فاللهم لك الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا على ما أنعمت به علينا من نعمة الإيمان والإسلام نشكرك كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ثم نشكر بعد ذلك الإخوة الكرام والأخوات الكريمات الفاضلات الذين واللاتي حرصوا جميعا على هذا اللقاء نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا جميعا بما نقول وما نسمع وأن يجعل ما نعلم وما نتعلم حجة لنا لا علينا إنه على كل شيء قدير.

الواقع أيها الأخوات الكريمات أن الأسئلة الكثيرة التي وصلت إلينا كافية في أن نتحدث وليتنا نفي الحديث عنها .

كنت أريد أن أقدم ببعض الأمور أو المقدمات الكليات أوالقواعد العامة ثم رأيت أن كثيرا من هذه الأسئلة يشتمل على هذه القواعد ولذلك رأيت أن أبدأ مباشرة بالإجابة وما يفتح الله تبارك وتعالى به من مناسبة لأصلٍ أوقضيةٍ كبرى من قضايا المجتمع الإسلامي ، قضايا المرأة المسلمة قضايا دعوتها وقيامها بواجبها في عباده الله تبارك وتعالى وتحقيق ما أمر به وغير ذلك ، فكل ما يمكن أن يفتح الله تبارك وتعالى به عليّ فيأتي بإذنه تعالى في ثنايا هذه الأجوبة نسأل الله أن ينفعنا وإياكم جميعا بها إنه على كل شيء قدير.



السؤال الأول كما هي مرتبة عندي هنا :

من أخت تتحدث عن المرأة الداعية الصابرة المحتسبة التي تقوم بأعمال الخير وتنجزها وتضيق أوقاتها بذلك لكن القضية هي أو المشكلة ( أنا أختصر لأن السؤال طويل ) هي الفتور الذي يعتريها في بعض الأوقات فهل من كلمة يارعاكم الله لها لتكون دافعا لعلو همتها وبلسما لآلامها ومشاقها التي تعيقها في طريق الدعوة؟

X فأقول لنفسي ولإخواني وأخواتي الفاضلات جميعا إن مسألة الضعف أو الفتور هي مما شكى منه الصالحون والزهاد وأولياء الله تعالى العباد الذين عرفوا حقارة هذه الحياة الدنيا وأنها إنما هي مزرعة ووقت يغتم للعمل للآخرة فاجتهدوا في ذلك وعرفوا عظيم رضوان الله تبارك وتعالى على من جاهد في سبيله واجتهد في طاعته ورضاه ومن صابر في ذلك وصبر فلما عرفوا هذا وهذا وجدوا أن النفوس البشرية لا تحتملهما بل تعاني من الضعف وتعاني من الفتور وتعاني من أن الحالة التي يرضاها ويرغبها المؤمن لنفسه حالة الخشوع والرغبة والرهبة ، حالة الإنابة إلى الله تبارك وتعالى ، حالة اليقين ، حالة الدمعة التي تذرف لذكر الله عزو جل أو للتفكر في شيء من آلائه ، هذه الحالة لا تدوم ..بل تعقبها حالات من فترات وحالات من أشغال الدنيا ومشكلاتها وحالات من معافسة الأهل والأزواج كما قال حنظلة رضي الله عنه ، وحالاتُ وحالات ، تنتاب القلب البشري الذي لم يسمى قلبا إلا لتقلبه

أقول : إن هذا هو الذي أرق العباد والزهاد من قبل ، وهو الذي يؤرقنا جميعا في هذه الأيام وهو مشكلة كبرى لا بد أن نشكو منها ولكن لابد أن نعترف بأنها حقيقة بشرية إنسانية فالله تبارك وتعالى اختص الملائكة الكرام بأنعم يسبحون الليل واانهار لا يفترون أما نحن فلا بد أن نفتر لما ركب فينا من الضعف البشري ( وخُلق الإنسان ضعيفا ) ولما ركب فينا من وجوب بأداء أو مؤهلات ومكونات تقتضي حقوقا وواجبات للزوج أو للزوجة أو الأبناء وللكدح في هذه الحياة الدنيا ولغير ذلك من الأسباب ، لكن الذي يعزي المؤمن والمؤمنة أنه مبتلى في كل الأحوال وأنه يؤجر على كل ما يصيبه من هم وغم ونصب وأنه يؤجر على كدحه لعياله ، وأنها تؤجر بحسن تبعلها لزوجها وغير ذلك من الأعمال التي جاءت هذه الشريعة الربانية المحكمة العادلة فرفعت مقدار العابد من هذه الأمة حتى جعلته يحتسب نومته كما يحتسب قومته وجعلته لا يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان له به أجرا ، فبهذا نستطيع أن نجعل المسألة ليست مسألة فتور عن الطاعة أو العبادة أو الدعوة بل نجعلها تقلبا لحالات معينة تمر بها النفس البشرية ونجعل في كل حالة من الحالات ، نجعل لها حقا وواجبا لا بد أن تؤديه ، فالرجل عندما يؤدي حق زوجته وأبنائه أو والديه أو حتى بالكد في الدنيا عليهم فإنه يؤدي عبادة شرعية فإن كان الفتور إنما هو لانشغال الإنسان عن قراءة القرآن أو الدعوة أو العبادة بمثل هذه الواجبات فالحقيقة إنما هو نُقلة من عبادة إلى عبادة ، من حالة يتقرب بها إلى الله إلى حالة أخرى

الأمر الآخر أن طبيعة كون الإيمان يزيد وينقص هي تتمثل فيها حالة البلاء والابتلاء الحقيقية التي أُبتلينا بها { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } فالبلاء إنما يتحقق بذلك ولو أن المؤمن إذا آمن بالله تبارك وتعالى وبلغ درجة من اليقين لا ينزل عنها أبدا لما كان البلاء بمثل هذه الدرجة وبمثل هذه الخطورة ، لكن البلاء أنه يعقب ذلك ضعف ، يعقب اليقين شكٌ ويعقب الاجتهاد ضعفُ أو فتور ويعقب الإنابة و الخشوع والرغبة والرهبة فيما عند الله يعقبها غفلة أو إهمالُ أو تناسي لذكر الله سبحانه وتعالى ، يعقب الطاعة معصية .. وهكذا كل بني آدم خطاء

فأُجمل القول بأن هكذا خلقنا ربنا تبارك وتعالى ، وعلينا ان نجاهد وأن نقاوم وأن نعتبر ذلك جزءً من البلاء الذي ابتلينا به والعون في ذلك لا يلتمس إلا من الله عز وجل والتوكل عليه عز وجل في هذا هو أعظم التوكل كما قال جل شأنه { وتوكل على الحي الذي لايموت وسبح بحمده } فالتوكل عليه عز وجل في هذه أعظم من توكُل من توكَل من العباد والزهاد في تحصيل رغيفٍ أو عملٍ او معاشٍ أو أمرٍ من أمور الدنيا ، التوكل عليه تبارك وتعالى في الثبات على الصراط المستقيم والتوكل عليه في طلب الهداية والتوكل عليه في ثبات اليقين وحالة الخشوع وحالة الإنابة أعظم من ذلك بكثير وهو الذي كان عليه الأنبياء والعباد منذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا جميعا منهم إنه على كل شيء قدير .



تابع المحاضرة الرائعة على هذا الرابط

http://www.fin3go.com/op.php?sectio...=350&parentId=1

زمردة
26-12-2003, 04:20 AM
على حرصك على إفادتنا .. :)

الرابط الذي وضع في أسفل الموضوع .. لم أجد فيه المحاضرة ..

أدلكم على موقع سفر لمن أراد أن يبحث عنها .. أو يطلع على محاضرات أومقالات أخرى له ..

http://64.42.215.60/

أسير الليل
27-12-2003, 07:04 PM
السلام عليكم

اخواتي الفاضلات
المسك .. زمرده

جزاكم الله خير .. والتوفيق لكل .