بو عبدالرحمن
14-12-2003, 08:12 AM
نعم .. أكثر من قضية ستخرج بها من هذا المقال ،
بل لا أغالي لو قلت : أنك ستكتشف أكثر من مفاجأة ..
وعليك أن تقرأ متأملاً .. وتوقع المفاجآت منذ الآن .. ولقد أعذر من أنذر !!...
ويا قلب لا تحزن ..! ... حسبنا الله ونعم الوكيل .. حتى أنت يا متنبي !!!
= = = =
يقول د. شاكر مصطفى في محاضرة قيمة له بعنوان ( المظلومون في التاريخ ) :
…مسكين كافور !! كافور الإخشيدي ، أبو المسك ..!!!
نحن نجرجر اسمه في موكب من الغربان والبوم ، ننقل سواد لونه إلى عهده ،
فهو قطعة من الليل ..لماذا ؟؟!
لأن شاعرنا الأثير " المتنبي " .. هذا البوق الدعائي الرهيب ،
أطلق أحرفه تعدو وراء المسكين عبر العصور ، وصدقنا نحن تطريب القوافي !!
اثنتان وعشرون سنة من الحكم الفاضل الطيب مجنتها بضعة قصائد ،
شوهتها وشوهت وجه كافور الحقيقي ، وألبسته القناع البغيض ..!!
وضاع كافور التاريخ ، غاب وراء القناع ، وبقي كافور المتنبي !!!!
وما أدراك ما كافور المتنبي ؟
إنه أبو الفتن ، بدلاً من أن يكون أبو المسك !!..
وحدّث ما شئت بعد ذلك عن صورته المنكرة تارة ، والكاريكاتورية تارة أخرى ،
وحدّث ما شئت عن كتلة المخازي التي تحمل اسم كافور غدراً وخسة وجبنا !!
… فهل ضل الناس ، كل الناس حقاً بهذا الكافور واكتشفه المتنبي وحده ؟!
الواقع أن كافور مسكين ، كان ضحية هذه " الإذاعة المجلجلة "
التي شكلتها قوافي المتنبي عبر العصور ….الخ
ثم عرض الدكتور شاكر بعد ذلك لحياة كافور الحقيقية تفصيلاً ،وذكر شيئا عجيباً
ليضع بين يديك صورة مناقضة تماماً لكافور المتنبي ،
ذكر ما قاله العلماء الذين عاصروه .. فماذا قالوا ؟ وبماذا شهدوا ؟
إنه : فطن ، داهية ، ذكي ، كثير التدين ، كثير الصدقات ،
لكنه لا يضع صدقته إلا حيث ينبغي أن توضع ،
وكان عادلاً شجاعاً ، شديد التواضع ، محباً للعلماء والعبّاد …الخ
بل وذكر الدكتور بعض ما قاله المتنبي نفسه في مدح كافور
_ يوم كان طامعا في عطائه _ !!!
ولما أيقن أنه لن يخرج منه بشيء قلب له ظهر المجن !!!
وعلى هذا يغدو المتنبي مجرد ( شحات ) سليط اللسان !!
= = =
أقول :
قرأت هذه القصة الدامية المثيرة ، وعلى الفور قفزت إلى ذاكرتي :
صورة لعدد غير قليل من أعمال الوسط الفني ، وهي تشوه التاريخ ،
وتعمد إلى تسفيه رجاله العظماء ، ثم هي تحصد الجوائز وحرارة التصفيق !!!
اقرأ معي هذه السطور التي كتبها الدكتور حمد بن صراي
يتحدث عن فيلم المصير الذي حصد عدة جوائز ..!!
وسلطت وسائل الإعلام أضواء مكثفة على الفيلم ونجومه ، ليصبحوا محط الأعين ،
ومظنة تأسي ومحل اقتداء !!
يقول الدكتور حمد بعد أن أثنى على أداء الممثلين ، وعمل المخرج
و…الفكرة الرئيسة فيه قال :
…. للأسف فإن الفيلم صور الأحداث بصورة قبيحة ..!
وقدم الشخصيات على غير واقعها التاريخي !!
واضرب أمثلة على ذلك : الخليفة المنصور هو أبو يعقوب يوسف بن يعقوب
…أحد أعظم خلفاء الدولة الموحدية في المغرب والأندلس ..
وبطل معركة الأرك 591 هـ وفارس الجهاد ضد النصارى في الأندلس ،
الملك العادل الذي حارب المنكرات والخمور والغانيات...
وطاردت الشرطة في عهده كل مستهتر بالأمن والدين والحرمات ،
والذي جعل نصب عينيه عدة أمور أهمها الجهاد في سبيل الله ….
اتصف بالورع والتقوى والإيمان …والتقوى ..
ثم نقل الدكتور نصاً تاريخياً في ذلك كله …ثم قال :
كل هذه الصفات الرائعة ما هو مكانها في الفيلم ؟
إنها العكس تماماً فهو في الفيلم :
ظالم جبار طاغية ، لا يأبه لناصح ، يأخذ الناس بالريبة ،
ويضرب المخلصين ولا يحكم بالعدل ، تنتشر في دولته المنكرات والفواحش
والمغنيات والراقصات المبتذلات ….الخ الخ
وهكذا أخذ الدكتور حفظه الله يستعرض شخصيات أخرى على نفس الطريقة ،
ليضع بين يديك صورتين :
صورة تاريخية حقيقية ، وصورة رسمها تلامذة المتنبي !!
ومن هنا يظهر لك كيف أن المتنبي اليوم قد أصبح إعلاماً مصوراً ،
وأفلاماً مؤثرة ، تنسف التاريخ ، وتشوه العظماء ،
وأتساءل : إذا كان المتنبي قد فعل بكافور ما فعل لأنه لم " يتصدق "عليه ..!!
فما الذي يدفع جمهرة في الوسط الفني لتقدم مثل هذه الأعمال المضللة ؟
ولو أنك تتبعت أعمالاً تاريخية كثيرة لرأيت كم هي النماذج المشرقة
التي عمد هؤلاء إلى تقديمها بطريقة مشوهه مريبة ،
كتشويههم لصورة هارون الرشيد رحمه الله ، هذا الخليفة
الذي كان يغزو الروم سنة ، ويحج سنة ..!
ولقد راعني أن أصل إلى نتيجة ، هي :
إن المتنبي وهو رجل واحد استطاع أن ينسف تاريخ رجل كريم ،
حتى لم يعد أكثر الناس يعرف إلا صورة كافور المتنبي،
فكيف سيكون إذن أثر وسائل الإعلام المبهرة المبهرجة الساحرة
وهي تمسح بالتاريخ بلاط الأرض ؟!!
يا إلهي الرحمة .. ثم الرحمة ..
إلى الله المشتكى ، فليس لها من دون الله كاشفة ..
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ ** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ ** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
بل لا أغالي لو قلت : أنك ستكتشف أكثر من مفاجأة ..
وعليك أن تقرأ متأملاً .. وتوقع المفاجآت منذ الآن .. ولقد أعذر من أنذر !!...
ويا قلب لا تحزن ..! ... حسبنا الله ونعم الوكيل .. حتى أنت يا متنبي !!!
= = = =
يقول د. شاكر مصطفى في محاضرة قيمة له بعنوان ( المظلومون في التاريخ ) :
…مسكين كافور !! كافور الإخشيدي ، أبو المسك ..!!!
نحن نجرجر اسمه في موكب من الغربان والبوم ، ننقل سواد لونه إلى عهده ،
فهو قطعة من الليل ..لماذا ؟؟!
لأن شاعرنا الأثير " المتنبي " .. هذا البوق الدعائي الرهيب ،
أطلق أحرفه تعدو وراء المسكين عبر العصور ، وصدقنا نحن تطريب القوافي !!
اثنتان وعشرون سنة من الحكم الفاضل الطيب مجنتها بضعة قصائد ،
شوهتها وشوهت وجه كافور الحقيقي ، وألبسته القناع البغيض ..!!
وضاع كافور التاريخ ، غاب وراء القناع ، وبقي كافور المتنبي !!!!
وما أدراك ما كافور المتنبي ؟
إنه أبو الفتن ، بدلاً من أن يكون أبو المسك !!..
وحدّث ما شئت بعد ذلك عن صورته المنكرة تارة ، والكاريكاتورية تارة أخرى ،
وحدّث ما شئت عن كتلة المخازي التي تحمل اسم كافور غدراً وخسة وجبنا !!
… فهل ضل الناس ، كل الناس حقاً بهذا الكافور واكتشفه المتنبي وحده ؟!
الواقع أن كافور مسكين ، كان ضحية هذه " الإذاعة المجلجلة "
التي شكلتها قوافي المتنبي عبر العصور ….الخ
ثم عرض الدكتور شاكر بعد ذلك لحياة كافور الحقيقية تفصيلاً ،وذكر شيئا عجيباً
ليضع بين يديك صورة مناقضة تماماً لكافور المتنبي ،
ذكر ما قاله العلماء الذين عاصروه .. فماذا قالوا ؟ وبماذا شهدوا ؟
إنه : فطن ، داهية ، ذكي ، كثير التدين ، كثير الصدقات ،
لكنه لا يضع صدقته إلا حيث ينبغي أن توضع ،
وكان عادلاً شجاعاً ، شديد التواضع ، محباً للعلماء والعبّاد …الخ
بل وذكر الدكتور بعض ما قاله المتنبي نفسه في مدح كافور
_ يوم كان طامعا في عطائه _ !!!
ولما أيقن أنه لن يخرج منه بشيء قلب له ظهر المجن !!!
وعلى هذا يغدو المتنبي مجرد ( شحات ) سليط اللسان !!
= = =
أقول :
قرأت هذه القصة الدامية المثيرة ، وعلى الفور قفزت إلى ذاكرتي :
صورة لعدد غير قليل من أعمال الوسط الفني ، وهي تشوه التاريخ ،
وتعمد إلى تسفيه رجاله العظماء ، ثم هي تحصد الجوائز وحرارة التصفيق !!!
اقرأ معي هذه السطور التي كتبها الدكتور حمد بن صراي
يتحدث عن فيلم المصير الذي حصد عدة جوائز ..!!
وسلطت وسائل الإعلام أضواء مكثفة على الفيلم ونجومه ، ليصبحوا محط الأعين ،
ومظنة تأسي ومحل اقتداء !!
يقول الدكتور حمد بعد أن أثنى على أداء الممثلين ، وعمل المخرج
و…الفكرة الرئيسة فيه قال :
…. للأسف فإن الفيلم صور الأحداث بصورة قبيحة ..!
وقدم الشخصيات على غير واقعها التاريخي !!
واضرب أمثلة على ذلك : الخليفة المنصور هو أبو يعقوب يوسف بن يعقوب
…أحد أعظم خلفاء الدولة الموحدية في المغرب والأندلس ..
وبطل معركة الأرك 591 هـ وفارس الجهاد ضد النصارى في الأندلس ،
الملك العادل الذي حارب المنكرات والخمور والغانيات...
وطاردت الشرطة في عهده كل مستهتر بالأمن والدين والحرمات ،
والذي جعل نصب عينيه عدة أمور أهمها الجهاد في سبيل الله ….
اتصف بالورع والتقوى والإيمان …والتقوى ..
ثم نقل الدكتور نصاً تاريخياً في ذلك كله …ثم قال :
كل هذه الصفات الرائعة ما هو مكانها في الفيلم ؟
إنها العكس تماماً فهو في الفيلم :
ظالم جبار طاغية ، لا يأبه لناصح ، يأخذ الناس بالريبة ،
ويضرب المخلصين ولا يحكم بالعدل ، تنتشر في دولته المنكرات والفواحش
والمغنيات والراقصات المبتذلات ….الخ الخ
وهكذا أخذ الدكتور حفظه الله يستعرض شخصيات أخرى على نفس الطريقة ،
ليضع بين يديك صورتين :
صورة تاريخية حقيقية ، وصورة رسمها تلامذة المتنبي !!
ومن هنا يظهر لك كيف أن المتنبي اليوم قد أصبح إعلاماً مصوراً ،
وأفلاماً مؤثرة ، تنسف التاريخ ، وتشوه العظماء ،
وأتساءل : إذا كان المتنبي قد فعل بكافور ما فعل لأنه لم " يتصدق "عليه ..!!
فما الذي يدفع جمهرة في الوسط الفني لتقدم مثل هذه الأعمال المضللة ؟
ولو أنك تتبعت أعمالاً تاريخية كثيرة لرأيت كم هي النماذج المشرقة
التي عمد هؤلاء إلى تقديمها بطريقة مشوهه مريبة ،
كتشويههم لصورة هارون الرشيد رحمه الله ، هذا الخليفة
الذي كان يغزو الروم سنة ، ويحج سنة ..!
ولقد راعني أن أصل إلى نتيجة ، هي :
إن المتنبي وهو رجل واحد استطاع أن ينسف تاريخ رجل كريم ،
حتى لم يعد أكثر الناس يعرف إلا صورة كافور المتنبي،
فكيف سيكون إذن أثر وسائل الإعلام المبهرة المبهرجة الساحرة
وهي تمسح بالتاريخ بلاط الأرض ؟!!
يا إلهي الرحمة .. ثم الرحمة ..
إلى الله المشتكى ، فليس لها من دون الله كاشفة ..
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ ** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ ** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ