PDA

View Full Version : شاهد صورة الصوفي الحبيب الجفري وهو في الحضرة !!


النعمان
15-11-2003, 07:12 PM
شاهد صورة الصوفي الحبيب الجفري وهو في الحضرة !!

ليتأمل الجميع الصورة جيداً ..!!

انه الحبيب الجفري الذي يطل علينا في الفضائيات بسمومه ..

وهو يقوم بالحضرة كما يسميها الصوفية ..

ونلاحظ اطراف الدفوف واضحة ..

وهم يقومون بذلك في احد المساجد التى كان من المفترض ان تعمر بذكر الله وبالصلاة وقراءة القرآن لا بالحضرة وضرب الدفوف وهز الرؤوس !!

http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/hadrah.jpg

والله المستعان

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?threadid=22967

MUSLIMAH
15-11-2003, 09:44 PM
:headshak:

قرأت عنه موضوعًا يخبر عن أخطائه التي وقع فيها في بعض محاضراته التي ألقاها ..

و قبل فترة قصيرة في هذه الايام المباركة تم استضافته لإلقاء محاضرة ، و سألتني إحدى صديقاتي هل حضرتها أم لا ، قلت لا هذا صوفي ! قالت صحيح ؟؟ لا أدري ! و لكن (كلامه يونّس) ! قلت لها الأفضل ألا تسمعي له ، فهناك من هو أفضل منه و (كلامهم هم يونّس) !

نسأل الله أن يرينا الحق حقًا و يرزقنا اتباعه ، و يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه

جزيت الخير كله أخي الفاضل و بورك فيك و في مسعاك

بشاير
16-11-2003, 01:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

سبحان الله ما إن تخمد فتنة إلا وتظهر من هي اكبر منها

والحين الناس باتوا يرددون ما قاله احد المشايخ سامحه الله من جواز سماع الغناء

فلقد حلل احدهم قبله الربا وسموها فوائد

نسأل الله أن يحسن ختامنا وان يقبضنا إليه وهو عنا راض

جزاك الله اخي الفاضل النعمان وثبتنا وإياك على دينه

SnoopY
16-11-2003, 04:40 AM
وين الدفوف ؟؟
انا ما اشووف دفوف ....

اذا قصدك الدائرتين الكبار للي في زوايا الصوره ..... انا اللي اشوفه انها رؤوس اوادم !!!!

اللي باليمين يبين شعره و اللي باليسار لابس غتره !!

dbooor
16-11-2003, 06:10 AM
رد مقتبس من SnoopY
وين الدفوف ؟؟
انا ما اشووف دفوف ....

اذا قصدك الدائرتين الكبار للي في زوايا الصوره ..... انا اللي اشوفه انها رؤوس اوادم !!!!

اللي باليمين يبين شعره و اللي باليسار لابس غتره !!

غير شكل
16-11-2003, 08:20 AM
رد مقتبس من SnoopY
وين الدفوف ؟؟
انا ما اشووف دفوف ....

اذا قصدك الدائرتين الكبار للي في زوايا الصوره ..... انا اللي اشوفه انها رؤوس اوادم !!!!

اللي باليمين يبين شعره و اللي باليسار لابس غتره !!

أبـــــ مازن ــــــو
16-11-2003, 11:57 PM
وين الدفوف ؟؟
انا ما اشووف دفوف ....

اذا قصدك الدائرتين الكبار للي في زوايا الصوره ..... انا اللي اشوفه انها رؤوس اوادم !!!!

اللي باليمين يبين شعره و اللي باليسار لابس غتره !!


http://mazn2000000.jeeran.com/oljholjkjjjk.jpg

أسير الليل
17-11-2003, 08:46 PM
قايلك تعال عشان تشوف بعينك ما رضيت :)

لا وتراها طيرااان أصليه حقت الم........ ;)

القلب الوردي
17-11-2003, 09:46 PM
الي اشوفه رجال واقفين للصلاة .....ياريت نحسن الظن بالناس بلاش كل مايطلع شيخ يحدث ويعظ الناس وينجح يكون هدف للكل زي عمرو خالد ...انا سمعت بعض محاظراته ماشفته يدعو للصوفيه واول مره اعرف انه صوفي ولا عشان ملبسه زي ملبسهم :confused:

النعمان
17-11-2003, 10:52 PM
الاخت الفاضلة / MUSLIMAH

بارك الله فيك ونفع بك ..

الجفري من دعاة التصوف الذي يدعون للبدع ..ولي أدله على ذلك ولم أقل هذا الكلام من فراغ ..

وسوف ارد على من شكك في الردود القامة بعون الله

ليعرف الجميع حقيقة هذا الجفري

hasrol
17-12-2003, 12:56 PM
ياخي انت شعليك فيه صوفي ولا حيريري:OO:

المهم خد من كلامه الشي الطيب والظاهر من الي سمعته انه كلامه مره حلو ودايما يتكلم عل سيره الحبيب والناس ادعو انه صوفي لكثره كلامه على الحبيب فمادري ياخواني ليش الغلو في الكلام ضد الشيخ

حبيب الشعب
18-12-2003, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الرجل عنده مشكلة في العقيدة فهوا يجيز التوسل بالأموات ويعتبر ان ذلك من افضل السبل للتقرب الى الله

فيجيز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم رغم ان التوسل بالأموات غير جائز .

كما انه من الذين يقولون بجواز زيارة القبور للنساء .

فهل بعد ذلك تاخذ من كلامه ,,,,,

البراء
18-12-2003, 11:20 PM
إلى المشككين في أورده أخي النعمان أدعوهم لزيارة هذاالرابط

http://www.almijhar.net/ra/vedio/kubur.rm

وللإستزادة من خرافات على الجفري وشيوخه محمد علوي المالكي وعمر حفيظ أرجو زيارة هذا الموقع
http://www.almijhar.net/index.htm

خُردة
20-12-2003, 12:35 PM
اخوي النعمان ..

بصراحه انا من اول ما سمعت كلام الجفري وانا شاك انه صوفي ..

لكن المهم في الموضوع عشان ما تفقد مصداقيتك عند الاعضاء .. انك ما تتكلم عن شيء الا وهو موثق ..

يعني بصراحه بالنسبه للصوره هذي فانا ما اشوف فيها شي ..

يعني لو انت جبت لهم مقاطع صوتيه من كلامه عشان يقتنعوا ؟؟ او صور وهو في الحضره او فيها دفوف ..

خلاصه الكلام انك ما تطلق التهم بدون ادلة .. واذا حبيت توضح للناس حقيقة شخص فانت وضحها باالادله.

عموما جزاك الله الف خير .

mustang cobra
22-12-2003, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

طاح من عيني بصراح انا قلت شكله عاقل بس ليه يحطونه في الفضائيات

هايدي
24-12-2003, 03:10 AM
أخي الفاضل ... النعمان

الحمدلله أنني لم أستمع له يوماً قط ..
رغم أمنيتي بذلك لما أسمعه من صيت طيب ممن حولي ..

سبحان الله!!

شاهدت رابط أخي البراء وأنا في ذهول .. وكذلك حال أبي!!

كيف يذهب عاقل إلى القبور ويتوسل ويطلب الشفاعة من أموات الله أعلم بحالهم؟!!



في كل يوم تتجلى نعم الله علي عندما أرى من وقعوا في شباك الفتن والضلال ...

الحمدلله الذي عافانا وفضلنا على كثير ممن خلق .. ونسأل المولى أن يثبت قلوبنا على هديه وهداه ..


هدى الله وأنار بصائر الحائرين الضالين ..


جزاك الله خيراً على التنبيه ...

أختك ..
هايدي

الهيكل
26-12-2003, 08:24 AM
استغفرالله العلي العظيم من كل ذنب عظيم


اخي النعمان


دع الخلق لخالقهم صوفي دفوف مخالف ( دعو الكلام)

اخي العزيز لما لم تتكلم عن اليهود او عن امريكا وشارون وخليفته بوش



عندي سوال هل سمعت محاضره للحبيب علي الجفري

-======
اخي البراء

هل تعلم من هو السيد محمد علوي مالكي
انه عالم ابن عالم كان ابوه مدرس في الحرم الشريف وانا اعرفهم

============================

ملاحظه مداخلتي للفائدة

الهيكل
26-12-2003, 08:25 AM
شيخ الاسلام ابن تيمية والتصوف



مانراه من حملة شعواء على التصوف وأهله ما هي الا مغالطة نفس و كبر و اتبّلع هوى و تلذذ باخراج المسلمين من الدين.

فأن شيخ الأسلام ابن تيمية رحمهُ الله ذمّ في كتابهِ (فقه التصوف)
المنتسبين للتصوف الذين خالفوا الكتاب والسنة والذين هم في الحقيقة ليسوا منهم وانما تقمصوا ظاهر التصوف ولم يتخلقوا بأخلاق اهلهِ .
ولذلك تجدهُ رحمهُ الله عندما سؤل في فتاواه المجلد 11 صفحة 17 عن الصوفية فأجاب [طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذى هو من أهل اليمين وفى كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب او لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا فان أكثر مشائخ الطريق انكروه واخرجوه عن الطريق مثل الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقات الصوفية وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد فهذا أصل التصوف ثم انه بعد ذلك تشعب وتنوع وصارت الصوفية ثلاثة أصناف صوفية الحقائق وصوفية الأرزاق وصوفية الرسم فأما صوفية الحقائق فهم الذين وصفناهم وأما صوفية الأرزاق فهم الذين وقفت عليهم الوقوف كالخوانك فلا يشترط فى هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فان هذا عزيز وأكثر أهل الحقائق لا يتصفون بلزوم الخوانك ولكن يشترط فيم ثلاثة شروط أحدها العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم و الثانى التأدب بآداب أهل الطريق وهى الآداب الشرعية فى غالب الأوقات وأما الآداب البدعية الوضعية فلا يلتفت إليها و الثالث ان لا يكون احدهم متمسكا بفضول الدنيا فاما من كان جماعا للمال أو كان غير متخلق بالأخلاق المحمودة ولا يتأدب بالآداب الشرعية أو كان فاسقا فانه لا يستحق ذلك وأما صوفية الرسم فهم المقتصرون على النسبة فهمهم فى اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك فهؤلاء فى الصوفية بمنزلة الذى يقتصر على زى أهل العلم وأهل الجهاد ونوع ما من أقوالهم وأعمالهم بحيث يظن الجاهل حقيقة امره أنه منهم وليس منهم ]

الهيكل
26-12-2003, 08:26 AM
ومثلهُ ما جاء في كتابهِ الأستقامة ص 297 قولهُ رحمهُ الله :-
[وكذلك ما يروى من أنهم تواجدوا وأنهم مزقوا الخرقة ونحو ذلك كل ذلك كذب لم يكن في القرون الثلاثة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا بالعراق ولا خراسان من يجتمع على هذا السماع المحدث فضلا عن أن يكون كان نظيره على عهد النبي ص ولا كان أحد يمزق ثيابه ولا يرقص في سماع ولا شئ من ذلك أصلا بل لما حدث التغبير في أواخر المائة الثانية وكان أهله من خيار الصوفية وحدث من جهة المشرق التي يطلع منها قرن الشيطان ومنها الفتن قال الشافعي رضي الله عنه خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن والذين شهدوا هذا اللغو متأولين من أهل الصدق والإخلاص والصلاح غمرت حسناتهم ما كان لهم فيه وفي غيره من السيئات أو الخطأ في مواقع االأجتهاد وهذا سبيل كل صالحي هذه الأمة في خطئهم وزلاتهم قال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون سورة الزمر... ] الى آخر كلامه رحمهُ الله .
بل وهناك الكثير والكثير من المدح والثنا على صالحى الصوفية الذين ساروا على قدم الشريعة .

الهيكل
26-12-2003, 08:28 AM
ولذلك قال ايضاً في كتابهَ الأستقامة149/2
[ولهذا غلب على كلام العباد الصوفية اهل الارادة والعمل اسم الذوق والسرور والنعمة فالشهوة والارادة والمحبة والطلب ونحو ذلك من الاسماء.......الى ان قال :- ولهذا كان ائمة الهدى ممن يتكلم في العلم والكلام او في العمل والهدى والتصوف يوصون باتباع الكتاب والسنة وينهون عما خرج عن ذلك كما امرهم الله والرسول وكلامهم في ذلك كثير منتشر مثل قول سهل بن عبد الله التستري كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل ]

" و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك." اهـ. (مؤلفات ابن تيمية - كتاب التصوف ج5 ص311)

ولهذا كان الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة إمام هدى، فكان قد عرف ما يعرض لبعض السالكين، فلما سئل عن التوحيد قال: التوحيد إفراد الحدوث عن القدم." اهـ.

"والجنيد وأمثاله أئمة هدى، ومن خالفه في ذلك فهو ضال. وكذلك غير الجنيد من الشيوخ تكلموا فيما يعرض للسالكين وفيما يرونه في قلوبهم من الأنوار وغير ذلك؛ وحذروهم أن يظنوا أن ذلك هو ذات الله تعالى." اهـ. (مجموع فتاوي ابن تيمية – ج5 ص321)

"إلى أمثال هذه الأشْعار، وفي النثْر ما لا يحصى، ويوّهْمون الجهالُ أنهمْ مشائخ الإسلام وأئمة الهدى الَّذيْن جعلَ اللّهُ تعالَى لهم لسْان صدق في الأمةِ، مثْلَ سعْيد بنُ المسيبِ، والحسْن البصريِّ، وعمرْ بنُ عبد العزيز، ومالْك بنُ أنسْ، والأوزاعي، وإبراهيْم بنْ أدهم، وسفْيان الثوري، والفضيّل بنُ عياض، ومعروف الكرّخْي، والشافعي، وأبي سليْمان، وأحمد بنَ حنبل، وبشرُ الحافي، وعبد اللّهِ بنُ المبارك، وشقيّق البلّخِي، ومن لا يحصَّى كثرة.

إلى مثْلَ المتأخرينَ: مثْلَ الجنيد بن محمد القواريري، وسهَلْ بنُ عبد اللّهِ التسْتري، وعمرُ بنُ عثمان المكي، ومن بعدهم ـ إلى أبي طالبَ المكي إلى مثْل الشيْخ عبد القادرِ الكيلاني، والشّيْخ عدّي، والشيْخ أبي البيْان، والشيخ أبي مدين، والشيخ عقيل، والشيخ أبي الوفاء، والشيخ رسلان، والشيخ عبد الرحيم، والشيخ عبد الله اليونيني، والشيخ القرشي، وأمثال هؤلاء المشايخ الذين كانوا بالحجْازِ والشّام والعرْاق، ومصْر والمغرْب وخرّاسْان، من الأوليْنِ والآخريْنِ." اهـ. (مجموع فتاوي ابن تيمية – ج2 ص452)

الهيكل
26-12-2003, 08:30 AM
"وكذلك ما ذكره معلقا قال: قال الشبلي بين يدي الجنيد: لا حول ولا قوةً إلا بالله. فقال الجنيد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء. فإن هذا من أحسن الكلام، وكان الجنيد ـ رضي الله عنه ـ سيد الطائفة، ومن أحسنهم تعلميا وتأديبا وتقويما ـ وذلك أن هذه الكلمة كلمة استعانة؛ لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعا لا صبرا. فالجنيد أنكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها، إذ كانت حالاً ينافي الرضا، ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه." اهـ. (مجموع فتاوى ابن تيمية – كتاب السلوك – فصل في تزكية النفس




و ماهذه الا وقفات بسيطة مع كلام شيخ الاسلام ابن تيمية, لنخرج بها ان الشيخ يمدح التصوف وأهله و يذم من انتسب اليه من غير أهله.

هذا هو الانصاف من شيخ الاسلام فماذا تقولون في كلام الشيخ ؟ هل هو مما دسّ عليه ام أنه الكبر و الهوى .

الهيكل
26-12-2003, 08:32 AM
الشيخ محمد عبد الوهاب وعلم التصوف



أ) القسم الثالث من مؤلفات الشيخ محمد عبد الوهاب جزء فتاوى ومسائل قام بجمعها وتصحيحها ومقابلتها على اصولها الشيخ صالح بن عبد الرحمن الطرم

ومحمد بن عبدالرزاق الدويس في الصفحه رقم 31 المسأله الخامسه

سئل رحمه الله عن مسائل مفيده فأجاب :

( اعلم – أرشدك الله - أن الله سبحانه وتعالى بعث محمد صلى الله وعليه وسلم باهدى الذي هو العلم النافع , ودين الحق الذي هو العمل الصالح .

اذا كان من ينتسب الى الدين : منهم من يتعانى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء ومنهم من يتعانى العباده وطلب الاخره كالصوفيه .

فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين)
الجزء : 2 الصفحة : 307

الهيكل
26-12-2003, 08:33 AM
أقوال ابن القيم في التصوف



أنهم (الصوفية) كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة … > كتابه < مدارج السالكين> ج1 ص135

ج2 ص307 فنجده يقول : <التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى.>

وفي فصل آخر يشير :< فقد فزت بكل ما أشار إليه القوم وحاموا حوله.>

وفي آخر: < ولهذا عظمت وصية القوم بالعلم.>

وفي ص39 نجده يجسد نظرة معلمه فيقول: <وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس : إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لما حل من هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساءوا الظن بهم مطلقا وهذا عدوان وإسراف… وهذه الشطحات ونحوها هي التي حذر منها سادات القوم وذموا عاقبتها وتبرءوا منها.>

أما في كتابه <طريق الهجرتين> ص261-260 < ومنها أن هذا العلم ) التصوف ( هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة >.

وإضافة إلى ذلك كله فقد كان يدافع عن أبي إسماعيل الهروي الأنصاري حيث يقول < وحاشا شيخ الإسلام من الحاد أهل الاتحاد وان كانت عبارته موهمة لذلك >.
وأبو إسماعيل هذا هو مؤلف الكتاب الصوفي <منازل السائرين> الذي شرحه ابن الجوزية بكتاب من 3 أجزاء سماه <مدارج السالكين> وبشرحه لهذا الكتاب أثبت ابن الجوزية أنه يحتل مكانا عاليا في المعرفة والروحانية والذوق الباطني.
كما أنه يشرح مقامات الفناء في الذكر(مدارج السالكين) بطريقة صوفية أفضل من الغزالي (كتاب <الأربعين في أصول الدين> ص 42 ).

هذا رأي ابن الجوزية ذلك السلفي الذي له وزنه بين العلماء فليستوعبه كل متعصب أو مقلد جامد.

شمايل
26-12-2003, 05:49 PM
الهيكل ، لا تضلل العامة بكلامك ، و تأتي بالأدلة مبتورة و ناقصة
التصوف لغةً و هو الزهد في الحياة شيء ، و ما يفعله المتصوفون الآن من مغالاة للرسول صلى الله عليه وسلم و التبرك بأولياء الله الصالحين و تقديسهم والاستغاثة بالاموات و بدعة المولد النبوي التي يقولون بأن روح النبي تأتي إليهم شيء آخر تماماً

فلا تخلط الحابل بالنابل

إليك بعض ما نقلته عن الأخ عبد الله زقيل الكاتب في الساحة موثقاً بالأدلة التي تفضح الصوفيين و بعض المصادر الموثوقة و الفتاوي بشأن الصوفية


**************************************************
دَاعِيَةُ ضَلَالَةٍ فَي قَنَاةٍ فَضَائِيَةٍ
الحمد لله وبعد ؛
قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " [ البقرة : 204] .
قال القرطبي : وَقَالَ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَجَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء : نَزَلَتْ فِي كُلّ مُبْطِن كُفْرًا أَوْ نِفَاقًا أَوْ كَذِبًا أَوْ إِضْرَارًا , وَهُوَ يُظْهِر بِلِسَانِهِ خِلَاف ذَلِكَ , فَهِيَ عَامَّة .ا.هـ.
و‏عَنْ ‏‏زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ‏‏قَالَ سَمِعْتُ ‏‏ابْنَ عُمَرَ ‏‏يَقُولُ : جَاءَ ‏‏رَجُلَانِ ‏‏مِنْ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا .
رواه البخاري (5146) ، ومسلم (869) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في : فتح المجيد " ( ص 406) : هذا من التشبيه البليغ ، لكون ذلك يعمل عمل السحر ، فيجعل الحق في قالب الباطل ، والبطل في قالب الحق . فيستميل به قلوب الجهال ، حتى يقبلوا البطل وينكروا الحق ، ونسأل الله الثبات والاستقامة على الهدى .ا.هـ.
قال الشاعر :
تقول : هذا مُجاج النحل ، تمدحه **** وإن تشأ قلت : ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما **** والحق قد يعتريه سوء تعبير
بعد هذه المقدمة ، كنت في حوار مع زميل في العمل ، وهو رجل عامي ، وقد سألني عن رجل يدعى على الجفري ، يظهر في إحدى القنوات الفضائية ذكر لي اسمها ونسيتُ ، وأنا ولله الحمد والمنة لا يوجد في بيتي تلفزيون ، وهذا من باب التحدث بنعمة الله علي ، ثم بدأ يصف لي هذا الضال بأوصاف عجيبة ، وأن أسلوبه جميل ومقنع ومؤثر ، وقال أنه من شدة إعجابه به ذهب إلى التسجيلات الإسلامية يسأل عن أشرطته فلم يجد له أي أشرطة ... ولكم التعليق .
وبما أن هذا الضال بدأ يؤثر في عقول الناس بهذه الطريقة ، وجب علينا أهل السنة والجماعة التحذير منه ، وبيان ما عند الرجل من عقيدة فاسدة من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم .
فماذا فعلنا لبيان خطره ؟
وبما أن الرجل يُلبسُ على العامة من متابعي القنوات الفضائية ، ويزين الباطل ويجعله حقا ، كان لا بد من بيان ما لدى الرجل من غلو في النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال تسجيل صوتي له لكي تكون الأمة على حذر منه .
وداعية الضلالة علي الجفري له موقع في الإنترنت ينشر من خلاله أفكاره الضالة ، وانحرافاته المشينة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولولا خشية عمل الداعية لموقعه لوضعت الرابط .
فمن عنده علم بضلالات الرجل فليطرح ما عنده هنا وجزاه الله خيرا ، ولنحذر الأمة من خطر دعاةٍ على أبواب جهنم ، نسأل الله السلامة والعافية .
المقاطع الصوتية والكلام الذي معها منقولة بتصرف من كلام أبي معاذ السلفي sasb@ayna.com
1 – استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra
2 – استمع له وهو يقول أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g3.ra
3 – استمع له وهو يقول أن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بارواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g4.ra
4 – استمع له وهو يصرح بأن هناك من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون!! وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون!! وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g5.ra
5 – استمع له وهو يصرح بأنه يمكن للولي الميت أن يدعو للحي ، وأن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسألتين، وهما: أن ينزل عليه كتاب من الله. أن يوجد – أي يخلق – الولي طفل من غير أب . وأن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء – أي الصوفية - . وأن الولي يمكن أن تخرج روحه من الروضة التي يتنعم فيها ليغيث من استغاث به.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g6.ra
6 – استمع له وهو يصرح أن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يخلق الولي لطفل من غير أب ، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو التحرز على الأنساب !! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذا الطفل في بطنها ، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفل من غير أب - !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g7.ra
7 – استمع له وهو يصرح بإمكانية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بعين البصيرة وأن هناك من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g9.ra
8 – استمع له وهو يكذب على الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله مؤلف كتاب "الرفاعية" حيث يزعم أن أحد مشايخه ناقش الشيخ دمشقية حول أحمد الرفاعي وذكر له أن الإمام الذهبي أثنى عليه، وأن الشيخ دمشقية كان يجهل هذا الأمر، ولهذا ذمه في كتاب الرفاعية ، مع أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية قد ذكر ترجمة أحمد الرفاعي رحمه الله من "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي رحمه الله وبراءه مما يعتقده فيه أتباعه !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g10.ra
وفي الختام أقول قد يتعجب البعض من كلام الجفري السابق ولكن لو علم من هم مشايخ الجفري الذين تتلمذ عليهم لزال عنه العجب!
فالجفري قد صرح في بعض اللقاءات الصحفية معه أنه تتلمذ على يد عبد القادر السقاف وهو رجل من كبار الصوفية في هذا العصر، وهو يعيش في جدة ! وكي تعلم مدى ضلال هذا الرجل فاستمع له وهو يستغيث ببعض الأموات الذين قام بزيارتهم في اليمن قبل عدة سنوات :
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g12.ra
ومن مشايخ الجفري الذين صرح بالأخذ عنهم داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي .
وفي الختام لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب .

المكتبةُ السمعيةُ عن التصوفِ والصوفيةِ
1 - من تخاريفِ الصوفيةِ - محمد جميل غازي .
الوجه الأول :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis1.rm
الوجه الثاني :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis2.rm
2 - تفاسير الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///alsufea/alsUFEa2.rm
3 - الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///readingtafseer/34.rm
4- التفسير الإشاري الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///readingtafseer/37.rm
5 - الصوفية وكتاب حقائق التفسير للسولمي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///readingtafseer/38.rm
6 - الصوفية وكتاب تفسير القرآن للتوستري - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///readingtafseer/39.rm
7 - الصوفية وكتاب عرائس البيان في حقائق القرآن للشيرازي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///readingtafseer/40.rm
8 - الذكر المبتدع عند الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/nasser///fatawaalbany/057.rm
9 - الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/nasser///fatawaalbany/072.rm
10 - أقسام الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/133.rm
11 - عقيدة الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/134.rm
12 - فلاسفة الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/135.rm
13 - الرد على فلاسفة الصوفية -1- عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/141.rm
14 - الولاية عند الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/141.rm
15 - كرامات الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/143.rm
16 - علاقة الصوفية بالتشيع - إحسان إلهي ظهير
http://media.islamway.com/lessons/ihsanzaheer///014alsofiYa.rm
17 - الإخلاص .. بين الصوفية والسلف - أبو إسحاق الحويني
http://media.islamway.com/lessons/ishaq///ikhlasbetS&S.rm
18 - الصوفية - سفر الحوالي
- الشريط الأول :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof01a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof01b.rm
- الشريط الثاني :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof02a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof02b.rm
- الشريط الثالث :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof03a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof03b.rm
- الشريط الرابع :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof04a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof04b.rm
- الشريط الخامس :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof05a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof05b.rm
19 - هل للطرق الصوفية أصل في الإسلام كالبيومية والرفاعية ؟ وما الواجب علينا تجاههم ؟
المفتي : عبدالعزيز بن باز
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0237B.rm
20 - مدخل إلى عالم التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/131.rm
21 - نشأة التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/132.rm
22 - ما هي وحدة الوجود - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/136.rm
23 - الاتحاد والحلول - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/137.rm
24 - حوار مع صوفي - عبدالرحمن عبدالخالق
http://media.islamway.com/lessons/abdulkhaliq///hwrsofy.rm
25 - هذا هو سيدهم البدوي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///hazaHOsedhmalbasui.rm

بالصورة والصوت ... فيلم يكشف الجفري وابن حفيظ والتوسل بالاموات ..
http://alsaha.fares.net/sahat?128@138.hHKphF0Y0ye.3@.1dd4867d


موقعٌ يكشفُ حقيقةَ الصوفي المحترقِ بالصوتِ والصورةِ
جزى اللهُ خيراً القائمين عليه خير الجزاءِ
http://www.almijhar.net/index.htm
وقفةٌ مع الحبيبِ الجفري
د . إبراهيم الريس
جاءني أحدُ طلابي بالكليةِ وهو يبدي أن لديه أمراً لكنهُ مترددٌ في ذكرهِ ... باسطتهُ العبارة ، وآنستهُ الحديث ، فاندفع ليطرح هذا التساؤل الصريح ، قال : سمعتُ ورأيتُ لقاءً مع الحبيب علي الجفري في إحدى القنوات . شدني أسلوبهُ وشياكتهُ وبهرني حديثهُ وابتسامتهُ ... وأسرتني عباراتهُ ثم لما أفقتُ قلتُ لنفسي : ما أجمل حديثه ... لكنه غيرُ صحيحٍ . ثم رجعتُ لنفسي : كيف سحرني بيانهُ ولم أتدبر معاني مقاله ... كان يتحدثُ عن مسألةٍ عقديةٍ هي التوسلُ .
ابتسمت في وجهِ أخي الطالبِ وقلتُ لهُ : كم أنت نبه وحاذقٌ فليس عيباً أن تسمع ... ولكن الخطأ أن يُغْفِلَ المرءٌ منا السؤالَ عما يشكلُ عليه ... وطلبتُ منه أن يوافيني بتسجيلٍ لما ذكره ، فجاءني به في لقاءٍ آخر .
وانتهى موقفي وإياهُ على صفاءٍ ووضوحٍ ... وعلى تجليةِ الأمرِ وإزالةِ الشبهةِ - وللهِ الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ - .
من مثلِ هذا الموقفِ كانت مؤثراتٌ كثيرةٌ تتابعُ على عقولِ وأفهامِ كثيرٍ من أسرنا ، من شبابنا وفتياتنا أفكارٌ وطروحاتٌ مبهرةٌ ، ولكنها في كثير من الأحيانِ جوفاء ، خاليةٌ من التأصيلِ الشرعي والصفاء الروحي ...
تلكم ضريبةُ التقنية ، وذلك ثمرةُ الخواءِ الفكري لدى أبناءِ الأمةِ ... وهو أيضاً من إفرازاتِ التربيةِ الهزيلةِ في النفوسِ .
نظرتُ فإذا الموضوعُ واسعٌ ، ما بين طروحاتٍ فكريةٍ صُبغت بالصبغةِ الإسلاميةِ والإسلامُ منها براءٌ ، وما بين جرأة على الإفتاءِ والقولِ في دين اللهِ تعالى بلا علمٍ ، وما بين تعدٍّ على الأصولِ والمسلماتِ باسم الدينِ والسماحةِ والتيسيرِ ، وما بين تمييعٍ لقضايا الإسلام لتتواءم مع ما يريدهُ الغربُ الكافرُ والشرقُ المنحلُ .
صاحبُ الوسامةِ والطرحِ المبهرِ - كما وصف طالبي علي الجفري - شابٌ في مقتبلِ العمرِ ، ما كان لي أن أعرض لتقييمهِ ، ولكن أردتُ التنبيهَ على نماذج من هناتهِ ينبغي أن تُحذرَ وأن ينتبه لها :
على الشبكةِ العنكبوتيةِ موقعٌ خاصٌ به ... وسمٌ ناقعٌ في عسل حديثهُ وعذوبة عبارته ... ليس الخطأ في أن يتقنَ الحديثَ ويجيدَ إيصالَ المعرفةِ للمتلقي ، ولكن الأسى من أنّ هذا الطرح السلس يخالفُ نصوصاً صريحةً في ديننا ، ويناقضُ أسساً متينةً في معتقدنا .
إن أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ، الذين آمنوا واكنوا يتقون ، أولئك هم أولياءُ اللهِ . ما نرفهم فوق رتبةِ النبوةِ بل ولا ما يوازيها ، ولا نصفهم بما يخالفُ بشريتهم ، ولكن حين تنمق العبارةُ ، ويصاغُ الحديثُ ليقال بأن الولي قد أذن اللهُ لهُ وفوضه في إدارةِ أمورِ الكونِ ، وأن بإمكانهِ الرزق والإحياء والإماتة ، وأن خلقَ طفلٍ من غيرِ أبٍ أمرٌ ممكنٌ على تحرزٍ في القول بهِ ، مع الاتفاقِ على إمكانيتهِ .
حين يقالُ بأن الأولياءَ منهم من يجتمعُ برسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقظةً ، حين يقالُ مثلُ ذلك ، يقفُ المرءُ فلا ينبهر بحسنِ العبارةِ ، ولكنه ينتصرُ لدينِ اللهِ عز وجل ، فيقولُ : وأنى لك يا علي أن تقولَ ذلك ، وقد رفعت رتبةَ الولي إلى ما يختصُ به الخالقُ جل جلالهُ .
ليس المقامُ للمناقشةِ والتفصيلِ في ذلك ، ولكن المقام هو : قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ...
إن أفضلَ الخلقِ نبينا محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلم ، ومع ذلك يقفُ موقفَ الضراعةِ في مكةَ حين آذتهُ قريشٌ ، وفي بدرٍ حين رأى تكالبَ المشركين لحربهِ ، وفي الأحزابِ يسألُ اللهَ جل وعلا أن ينصرَ دينهُ ، وأن يدفعَ الفتنةَ عن أتباعهِ ، ويناجي خالقهُ سبحانهُ فيقولُ : " اللَّهُمَّ إِنَّك إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَةَ فلن تُعْبَد فِي الْأَرْض " .
أليس صلى اللهُ عليه وسلم أعلى من الأولياء ؟ قلماذا لم يكن له التصرفُ في أمورِ الكونِ ؟ ولماذا لم يقل لأعدائهِ : موتوا ... اجعوا ؟
لِم ضحى بأصحابهِ في معارك وقتال وحروب وغزوات ؟ إن كان له ما لهؤلاءِ الأولياء ؟ ولن يكون الأولياءُ أفضلَ عند اللهِ من أنبيائهِ ورسلهِ .
أيضاً قولهُ : " الولي يمكنهُ أن يخلقَ طفلاً ؟!! هذا من صفاتِ اللهِ جل وعلا ، فاللهُ هو الخالقُ وحدهُ لا شريك لهُ .
واللهُ هو الذي " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا " .
حقيقةً ... ما أردتُ التفصيلَ في الردِ ، ولكني أقولُ : إن الإسلامَ دينٌ له أصولهُ وقواعدهُ ، دينٌ له أسسٌ واضحةٌ وصريحةٌ ، لا تقبلُ التنازلَ لأهواءٍ ولا المسايرة لقوةٍ ، ولا الاستسلام لوسامةٍ أو جمالِ حديثٍ .
ولهذا فإن أهمَ ما ينبغي أن يؤكدَ عليه في مثلِ هذهِ المسألةِ ، أن يدركَ المسلمُ أنه يقصدُ من وراء السماعِ والتلقي لأمورِ دينهِ عن الناسِ أن يقصدَ الحقَ ومرضاةَ اللهِ تعالى ، ولا يكون القصدُ هو البحث عن الرخصةِ والتنازلِ عن مسلماتٍ من أمرِ دينهِ لأنه سمع من فلانٍ من الناسِ القولَ بذلك ، بل مطلبُ المسلمِ الحقُ حيثُ كان ، حتى يتعبدَ الله َ على صوابٍ ، وحتى لا يكون حاله كحالِ من " ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " .
المسلمُ يعبدُ الله َ تعالى من واقعِ أصولِ الإسلامِ ، لا من واقعِ من يدَّعي الحديثَ باسمِ الإسلامِ .
إن هنالك وقفات مهمة ينبغي النظرُ فيها والتنبيهُ عليها ، وقفاتٌ نعرف من خلالها دورنا ، والمهام المناطة بنا :
· دورُ الإنسانِ في هذه الحياةِ عبادةُ اللهِ تعالى والمسلمُ يحرصُ على تحقيقِ ذلك وفق شرعِ اللهِ ، ومن أعظمِ الأسسِ التي يقومُ عليها بناءُ هذا الدور النصيحة فالدينُ النصيحةُ ، كذا أجمله النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، النصيحةُ ببيانِ الحقِ للناسِ ، وتحذيرهم من طرقِ الضلالِ والغوايةِ .
· دورُ الأمةِ ممثلة في هيئاتها العلميةِ الشرعيةِ أن تضعَ ضوابط وقيود ، تحمي بها حوزةَ الدينِ ولا تكون مستباحةً لكلِ أحدٍ .
· على الجهاتِ الحكوميةِ أن تتبنى مثل ذلك لتوحيدِ صفِ الأمةِ ، ولتحقيقِ العبوديةِ الحقةِ للناسِ ، فيتحققُ من خلال ذلك أن ينصرَ اللهُ الأمةَ ويمكّنَ لها ...
· على وسائلِ الإعلامِ - بفئاتها المختلفةِ - أن تتقي اللهَ فيما تعرضُ ، وأن تحذرَ من أن تسعى لاجتذاب المشاهدين والمتابعين من خلال من يدَّعون العلمَ الشرعي ، فيفتون للناسِ بلا علمٍ ، ويزينون للناسِ أعمالهم وتقصيرهم ، ويجعلون الدينَ مطيةً للمكاسبِ الماديةِ والمغانمِ الدنيويةِ .
أخصُ وسائلَ الإعلامِ ؛ لأنها منبعُ تلك الأصواتِ ، وموردُ تلك الإنحرافاتِ ، ومع الأسف فإنها تبحثُ عمن يلبي احتياجات الناس من التيسيرِ ، دون أن يلبي نداءَ الخالقِ العظيمِ في لزومِ عبادةِ اللهِ تعالى على هدى وعلى صراطٍ مستقيمٍ ، دون اتباعٍ لهوى ولا استجابة لشهوةٍ ، لا مسايرة لواقعٍ ولا انهزامية أمام قوةٍ ضالةٍ ، لا استحياء من بيان وجهِ الحقِ والصوابِ .
· ثم علينا جميعاً أن نسعى لإصلاحِ الأمرِ وإبلاغ النصيحةِ ، وإيضاحِ الحقِ للناسِ .
المصدر : مجلة الأسرة - العدد 126 - رمضان 1424 هـ .

ابن الهواشم
27-12-2003, 10:33 PM
أكثر من مرة يسأل فيها الحبيب علي الجفري عن التصوف ..

فيجاوب : أنه العلم الي يعنى بالتزكية .

ومايوصف به بعض المتمصوفين من اهل الزندقة والزيغ والضلال ، فما هم الا كمن انتسب لاهل علم وهم منه براء .. فلاينبغي علينا أن ننكر على من تسمى باسم التصوف لأننا بذلك النكران ننكر على أسلافنا من العلماء العاملين المحققين من أهل السنة والجماعة .

وضرب لكم مثالا : انتسب لعلم الحديث أناسا من غير أهله لمقصد هوى ودنيا فكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبوا له كلاما لم يقله واشتهروا بالوضاعين .. فلم يحدث الانكار على علم الحديث وان كل من انتسب لعلم الحديث أصبح مبتدعا وكذابا ...!!!

فقس على ذلك علم التصوف ، ومن انتسب إليه لحب دنيا ووجاهة وقرب من الناس لا أن يعمل بمقاصد العلم ذاته ...

أما من انتسب للتصوف الحق فهم جل علماء المسلمين حتى أن تراجم أهل الحديث تزخر بهذ المصطلح عند وصف أهل السند .. فيقال كان فلان صوفي ..

أرجو أن اكون قد وضحت الصورة عن مصطلح التصوف ..

وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لمرضاته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

ولنا عودة إن تيسر الوقت إن شاء الله ..

Corvette_Stingray
28-12-2003, 01:27 PM
لا حول ولا قوة الا بالله .....((يا أيها الذين آمنو لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ..))

إن الله يقولإنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ..

وهذا المذنب ينشر الفساد في المساجد ويفعل الحرام في المسجد

عن الرسول صلى الله عليه وسلم ... يأتون آخر الزمان رجال من أمتي يلبسون الذهب والحرير ويحلون المعازف ..

الله انا نعوذ بك بأن نكون مثل هؤلاء ..:cry:

ابن الهواشم
28-12-2003, 05:55 PM
اللهم اجعلنا اسبابا لهداية خلقك .. ونفعهم وتعليمهم وإرشادهم .. ودلالتهم على الخير ...

اللهم يامن جعلت النبيين انوار هداية .. اجعلنا انوار هداية لخلقك .. يا أكرم الأكرمين ..

شمايل
29-12-2003, 01:38 AM
ابن الهواشم ، هناك فرق بين أن تزهد في حياتك الدنيا ، و بين شركيات في العقيدة ، المؤمن لا تسول إلا بالله تعالى و لا يستغيث بالأموات و لا بالرسول - صلى الله عليه و سلم- ، بالإضافة إلى ما يفعله المتصفون من تبرك بأولياء الله الصالحين على حد زعمهم ، و بشدة الغلو للرسول صلى الله عليه وسلم ، و بأن روحه تحضر في مجالسهم ..


مرة أخرى استمع جيداً لهذه المقاطع الصوتيه و لهذه الأشرطة

رد مقتبس من شمايل



**************************************************

1 – استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra
2 – استمع له وهو يقول أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g3.ra
3 – استمع له وهو يقول أن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بارواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g4.ra
4 – استمع له وهو يصرح بأن هناك من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون!! وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون!! وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g5.ra
5 – استمع له وهو يصرح بأنه يمكن للولي الميت أن يدعو للحي ، وأن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسألتين، وهما: أن ينزل عليه كتاب من الله. أن يوجد – أي يخلق – الولي طفل من غير أب . وأن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء – أي الصوفية - . وأن الولي يمكن أن تخرج روحه من الروضة التي يتنعم فيها ليغيث من استغاث به.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g6.ra
6 – استمع له وهو يصرح أن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يخلق الولي لطفل من غير أب ، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو التحرز على الأنساب !! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذا الطفل في بطنها ، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفل من غير أب - !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g7.ra
7 – استمع له وهو يصرح بإمكانية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بعين البصيرة وأن هناك من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g9.ra
8 – استمع له وهو يكذب على الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله مؤلف كتاب "الرفاعية" حيث يزعم أن أحد مشايخه ناقش الشيخ دمشقية حول أحمد الرفاعي وذكر له أن الإمام الذهبي أثنى عليه، وأن الشيخ دمشقية كان يجهل هذا الأمر، ولهذا ذمه في كتاب الرفاعية ، مع أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية قد ذكر ترجمة أحمد الرفاعي رحمه الله من "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي رحمه الله وبراءه مما يعتقده فيه أتباعه !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g10.ra
وفي الختام أقول قد يتعجب البعض من كلام الجفري السابق ولكن لو علم من هم مشايخ الجفري الذين تتلمذ عليهم لزال عنه العجب!
فالجفري قد صرح في بعض اللقاءات الصحفية معه أنه تتلمذ على يد عبد القادر السقاف وهو رجل من كبار الصوفية في هذا العصر، وهو يعيش في جدة ! وكي تعلم مدى ضلال هذا الرجل فاستمع له وهو يستغيث ببعض الأموات الذين قام بزيارتهم في اليمن قبل عدة سنوات :
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g12.ra
ومن مشايخ الجفري الذين صرح بالأخذ عنهم داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي .
وفي الختام لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب .

المكتبةُ السمعيةُ عن التصوفِ والصوفيةِ
1 - من تخاريفِ الصوفيةِ - محمد جميل غازي .
الوجه الأول :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis1.rm
الوجه الثاني :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis2.rm

8 - الذكر المبتدع عند الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/nasser///fatawaalbany/057.rm
9 - الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/nasser///fatawaalbany/072.rm

18 - الصوفية - سفر الحوالي
- الشريط الأول :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof01a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof01b.rm
- الشريط الثاني :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof02a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof02b.rm
- الشريط الثالث :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof03a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof03b.rm
- الشريط الرابع :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof04a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof04b.rm
- الشريط الخامس :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof05a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/safar///sofiyYa/sof05b.rm
19 - هل للطرق الصوفية أصل في الإسلام كالبيومية والرفاعية ؟ وما الواجب علينا تجاههم ؟
المفتي : عبدالعزيز بن باز
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0237B.rm
20 - مدخل إلى عالم التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/131.rm
21 - نشأة التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/132.rm
22 - ما هي وحدة الوجود - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/abdulaziz//061-Aqidah/136.rm

24 - حوار مع صوفي - عبدالرحمن عبدالخالق
http://media.islamway.com/lessons/abdulkhaliq///hwrsofy.rm
25 - هذا هو سيدهم البدوي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/abader///hazaHOsedhmalbasui.rm

بالصورة والصوت ... فيلم يكشف الجفري وابن حفيظ والتوسل بالاموات ..
http://alsaha.fares.net/sahat?128@138.hHKphF0Y0ye.3@.1dd4867d


موقعٌ يكشفُ حقيقةَ الصوفي المحترقِ بالصوتِ والصورةِ
جزى اللهُ خيراً القائمين عليه خير الجزاءِ
http://www.almijhar.net/index.htm


http://www.alhabibali.org/news/images/5_3.jpg
الحبيب علي لحظة السلام على ضريح الحبيب أحمد بن أبي بكر المشهور

شمايل
29-12-2003, 01:55 AM
http://jafrii.jeeran.com/jafrii.swf

موقع آخر يفيدكم إن شاء الله

الهيكل
29-12-2003, 11:59 AM
الأدلــــة الشـــافية في جــواز التوسـّل والاستغاثة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين دون استثناء، والصلاة والسلام على سيدّ الشفعاء، وآله الفضلاء وصحبه النجباء، ومن والاه إلى يوم القضاء... وبعد:

ردّا على تساؤلات بعض الأعضاء عن أدلة جواز التوسل والاستغاثة بالأحياء والأموات، فقد وجدت هذا المقال مكتوباً في أحد المواقع على الشبكة وفيه 52 سؤالا وجواباً حول الموضوع، وأحببت مشاركتكم في الفائدة، ونشره على حلقات متواصلة إن شاء الله تعالى، وذلك لما في الموضوع من أهميه بالغة في هذا الزمان الذي كثر فيه تكفير المسلمين من قبل بعض الجاهلين، سائلاً الله العلي القدير أن ينفع به وأن يجزي كاتبه وناشره خير الجزاء، وأن يلهم أمة سيدّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، رشدها وأن يرحمها ويغفر لمسيئيها ويحفظها من كيد الأعداء... اللهم آمين

إثبات أنَّ التوسُّلَ بالأنبياءِ والأولياءِ جائزٌ وأنَّه ليسَ شركًا
اعْلَم أنَّه لا دَليلَ حَقِيْقيٌّ يَدُلُّ على عَدَمِ جَوازِ التَّوسُّلِ بالأَنْبِياءِ والأَوْلِياءِ في حَالِ الغَيْبةِ أو بَعْدَ وفَاتِهم بدَعْوى أنَّ ذَلكَ عِبَادَةٌ لغَيْرِ الله، لأنَّهُ لَيْسَ عِبادَةً لغَيْرِ الله مُجَرَّدُ النّداءِ لحَيّ أو مَيّتٍ ولا مُجَرَّدُ التَّعظِيْمِ ولا مُجرَّدُ الاسْتِغَاثَةِ بغَيْرِ الله، ولا مُجَرَّدُ قَصْدِ قَبْرِ وَليّ للتّبرّكِ، ولا مُجرَّدُ طلَبِ مَا لَمْ تَجْرِ بهِ العَادَةُ بينَ النَّاسِ، ولا مُجرَّدُ صِيغَةِ الاسْتِعَانَةِ بغَيرِ الله تَعالى، أي لَيْسَ ذلكَ شِرْكًا لأنَّهُ لا يَنْطبِقُ علَيْهِ تَعْرِيفُ العِبَادَةِ عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ، لأنَّ العِبَادةَ عِنْدَهُم الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ.


-1ما هي العبادة عند اللغويين ؟
العِبَادةُ عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العِبَادَةُ في لُغَةِ العَربِ الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوعِ، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخُشُوع والخُضُوعِ، وقالَ بَعْضٌ: نِهَايةُ التَّذلُّلِ كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا


-2 ما الدليل على أن مجرد التذلّل ليس عبادة لغير الله؟
مُجَردُ التَّذَللِ لَيْسَ عِبادَةً لِغَيرِ الله وإلا لَكَفَر كُلُّ مَن يتَذَلَّلُ لِلْمُلُوكِ والعُظَماءِ. وَقَد ثبَتَ أنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ سَجَد لِرَسُولِ الله، فَقالَ الرَّسُولُ: "مَا هَذَا" فَقالَ: يَا رَسُولَ الله إنّي رَأَيتُ أهْلَ الشّام يَسْجُدُونَ لبَطارِقَتِهم وأسَاقِفتهم وأنتَ أوْلَى بذَلِكَ، فَقَالَ: "لا تَفْعَلْ، لَو كُنْتُ ءامرُ أَحدًا أَن يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تسْجُدَ لِزَوْجِها"، رَواهُ ابنُ
حِبّانَ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما. ولَم يَقُلْ لهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كفَرْتَ، ولا قالَ لهُ أشْرَكْتَ مَع أنَّ سجُودَهُ للنَّبِي مَظْهَرٌ كَبِيرٌ مِنْ مَظاهِرِ التَّذَلُّلِ.

-3 ما هو التوسل؟
التّوسلُ هو طَلَبُ حصولِ منفعةٍ أو اندفاعِ مضرَّةٍ من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو وليّ إكرامًا للمتوسَّلِ به.

- 4 ما معنى قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة}؟
قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كلّ شيء يُقربكم إليه اطلبوهُ يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسبَّبات، نحقّقُ لكم مطالبكم بهذهِ الأسبابِ، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِ هذه المسبَّباتِ.

-5لمَ نقول " اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربتي" ؟
جَعَلَ الله سبحانه وتعالى من الأسبابِ المعينةِ لنا لتحقيقِ مطالب لنا التَّوسلَ بالأنبياءِ والأولياءِ في حالِ حياتِهم وبعدَ مماتِهِم، فنحنُ نسألُ الله بهم رجاءَ تحقيقِ مطالِبنَا، فنقولُ: اللهمَّ إني أسألُكَ بجاهِ رسولِ الله أو بحرمَةِ رسولِ الله أن تقضيَ حاجَتي وتفرّجَ كَربي، أو نقول: اللهم بجاهِ عبدِ القادرِ الجيلانيّ ونحو ذلكَ، فإن ذلكَ جائزٌ وإنما حَرَّمَ ذلكَ الوهَّابيةُ فشذُّوا بذلكَ عن أهلِ السنَّةِ."

-6ما معنى قوله تعالى {إيَّاك نعبد}؟
قالَ إمامُ اللغويينَ الذين ألَّفوا في لغةِ العَرب الفرَّاءُ: العبادةُ الطَّاعَةُ مع الخضوعِ وبإذا فسَّروا قوله تعالى:{إيَّاك نعبُدُ} أي نطيعُكَ الطّاعَةَ التي مَعَها الخضوعُ، والخضوعُ معناهُ التَّذَلُّلُ.

الهيكل
29-12-2003, 12:01 PM
-7 أذكر دليلاً على جواز التوسل؟
ومن الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي".


-8 ما هو الحديث الذي يدل على جواز التوسل بغير الحي الحاضر؟
التَّوسُّلُ بالأنبياءِ والأولياءِ جائزٌ في حالِ حَضرَتهم وفي حالِ غَيبَتِهم، ومناداتُهم جائزةٌ في حالِ غيبتهم وفي حالِ حضرتِهم كما دلَّ على ذلك الأدلّةُ الشَّرعيّةُ.

ومن الأدلّةِ على جوازِ التوسُّلِ الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمَى أن يتوسلَ به فذهَبَ فتوسَّل به في حالة غيبتِهِ وعادَ إلى مجلسِ النبي وقد أَبصَرَ، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليك بنبيّكَ محمَّدٍ نبيّ الرّحمةِ يا محمَّدُ إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي (ويسمّي حاجته) لِتُقضَى لي".

فبهذا الحديث بَطَلَ زعمُهم أنهُ لا يجوزُ التَّوسُّلُ إلا بالحيّ الحاضِرِ، لأن هذا الأعمى لم يكن حاضِرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله بدليلِ أن راوي الحديث عثمانَ بن حنيفٍ قالَ لما رَوَى حديثَ الأعمى: "فوالله ما تفرَّقنا ولا طَالَ بنا المجلسُ حتى دَخَلَ علينا الرجلُ وقد أَبصَرَ".

فمن قوله: "حتى دَخَلَ علينا"، عَلِمنا أنَّ هذا الرجلَ لم يكن حاضرًا في المجلسِ حين توسَّلَ برسولِ الله.


-9 ما الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته؟
أما الدليلُ على جوازِ التَّوسُّلِ برسولِ الله بعد وفاتِهِ فيؤخَذُ أيضًا من حديثِ عثمان بن حنيفٍ الذي رواهُ الطَّبرانيُّ وصحَّحَهُ، والذي فيه أنه علَّمَ رجلاً هذا الدُّعاءَ الذي فيه توسُّلٌ برسولِ الله لأنه كانَ له حاجة عندَ سيدنا عثمان بن عفّان لمَّا كانَ خليفةً وما كانَ يتيسَّرُ له الاجتماعُ به حتى قرأ هذا الدّعاءَ، فتيسَّرَ أمرُهُ بسرعةٍ وقضَى له سيّدنا عثمانُ بن عفان حاجتَهُ.


-10 ما الدليل على جواز زيارة قبور الأنبياء والأولياء وبطلان دعوى ابن تيمية أن هذه الزيارة شركية؟

هؤلاءِ الذينَ يُكَفّرونَ الشَّخْصَ لأَنَّهُ قَصدَ قَبْرَ الرّسُولِ أو غَيْرِه من الأوْلياءِ للتبرُّكِ فَهُم جَهِلُوا معنى العِبادةِ، وخَالَفُوا ما علَيهِ المُسلِمونَ، لأنَّ المُسْلمينَ سَلَفًا وخَلَفًا لَمْ يَزالُوا يَزُورُوْنَ قَبْرَ النّبيّ، وليسَ مَعْنى الزّيارةِ لِلتَّبرُّكِ أنَّ الرَّسُولَ يَخْلُقُ لَهُمُ البَركَةَ بل المَعْنَى أنَّهُم يَرْجُونَ أن يَخلُقَ الله لهمُ البَرَكَةَ بزِيارَتِهم لقَبْرِه. والدَّليلُ علَى ذلكَ مَا رَواهُ البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زَمانِ عُمَر (أي في خِلافَتِه) فَجاءَ رَجُلٌ (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقِيْلَ لَهُ: أقرئ عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ ، وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ. فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُوا إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ. فهذَا الصَّحابِيُّ قَدْ قصَدَ قبرَ الرَّسُولِ للتبرُّكِ فَلَم يُنكِرْ علَيهِ عُمَرُ ولا غَيْرُهُ فَبطَل دَعْوى ابنِ تَيميةَ أنَّ هذهِ الزّيارَة شِركيَّةٌ." اهـ.

-11ما معنى قول الصحابي:"يا رسول الله استسقِ لأمتك فأنهم قد هلكوا" ؟
معناهُ اطلُب منَ الله المَطَرَ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا.


-12 ما معنى ما جاء في الحديث:" : أقرئ عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟
أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عامَ الفَتْقِ مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.


-13 ما معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟
أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.

-14 ما معنى قول عمر :"يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت" ؟
أي لا أُقَصِّرُ إلا ما عَجَزْتُ، أي سَأفْعَلُ مَا في وُسْعِي لخدْمَةِ الأُمَّةِ.

-15 ما الرد على قول بعض الوهابية "إن مالك الدار مجهول" ؟
قول بعض الوهابية إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر لا يتخذ خازنًا إلا خازنًا ثقة
-16 ما الرد على بعض الوهابية في محاولتهم تضعيف حديث مالك الدار وكان خازن عمر؟

محاولتهم لتضعيف هذا الحديث بعدما صححه الحافظ ابن حجر لغوٌ لا يُلتفت إليه. ويقال لهذا المدعي: لا كلام لك بعد تصحيح أهل الحفظ أنت ليس لك في اصطلاح أهل الحديث حق. على أن التصحيح والتضعيف خاص بالحافظ وأنت تعرف نفسك أنك بعيد من هذه المرتبة بعد الأرض من السماء. " اهـ.

-17 ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟
رَوى البَيهقيُّ بإسْنادٍ صَحِيح عن مَالكِ الدَّارِ وكانَ خَازِنَ عُمرَ قالَ: أصَابَ النّاسَ قَحْطٌ في زَمانِ عُمَرَ فَجاءَ رَجُلٌ إلى قبرِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسُولَ الله اسْتَسْقِ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا فأُتِيَ الرجلُ في المََنامِ فقِيْلَ لَهُ: أقرئ عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ، وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكَيْسَ الكَيْسَ. فأَتَى الرَّجلُ عُمَرَ فأَخْبرَهُ، فَبكَى عُمَرُ وقَالَ: يا رَبّ مَا ءالوا إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرَّجُلِ أنّهُ بلالُ بنُ الحارِثِ المُزَنيُّ الصّحَابِيُّ.

فما حصل من هذا الصحابيّ استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.

الهيكل
29-12-2003, 12:02 PM
-18 ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟
قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتَّجوُّهَ بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السَّقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.

-19 ما الدليل على استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها ؟
قَالَ الحَافِظُ وليُّ الدّينِ العِرَاقيُّ في حَديثِ أبي هُريرةَ أنَّ مُوسَى قالَ: "ربّ أَدْنِني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجرٍ"، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "والله لَو أني عِندَهُ لأَريْتُكم قَبْرَهُ إلى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الكَثِيْبِ الأحْمَرِ": فيهِ اسْتِحْبَابُ مَعْرِفَةِ قُبورِ الصَّالحِينَ لزِيَارتها والقِيامِ بحقّهَا. اهـ.

فيفهمُ من قولِ رسولِ الله عن قبرِ موسى عليه السلام "والله لو أني عندَهُ لأريتُكُم قبرَهُ إلى جنبِ الطَّريقِ عندَ الكثيبِ الأحمرِ" والذي هو قُربَ أريحا الإشارةُ إلى أن زيارةَ قبورِ الأنبياءِ والصّالحينَ للتبركِ بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابرُ وعلى ذلك نَصُّوا. " اهـ.

-20 ماذا يستحب أن يقال عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وقد ذَكَرَ الإمامُ أبو الوفاء بن عقيلٍ الحنبليُّ الذي هو من أعمدةِ المذهَبِ الحنبليّ أنه ممَّا يُستَحَبُّ قولُهُ عند زيارةِ قبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنكَ قُلتَ في كتابِكَ لنبيّك صلى الله عليه وسلم:{ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا} [سورة النساء]، وإنّي قد أتيتُ نبيَّكَ تائبًا مستغفرًا فأسألكَ أن تُوجِبَ لي المغفرةَ كما أوجَبتَهَا لمن أتاهُ في حياتِهِ، اللهم إني أتوجَّهُ إليكَ بنبيّكَ صلى الله عليه وسلم نبيّ الرّحمةِ، يا رسولَ الله إنّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربّي ليغفرَ لي ذنوبي"، فبعدَ هذا كيفَ يقولُ بعضُهم إن زيارةَ قبرِ النَّبي للتبرُّكِ بهِ والتّوسُّلِ بهِ زيارةٌ شركيّةٌ، فما أَبعَدَ هؤلاءِ عن الحَقّ.

-21ماذا قال الحافظ سراج الدين بن الملقن عن قبر معروف الكرخي؟
إنَّ أحدَ حُفَّاظِ الحديثِ واسمهُ الحافظُ سراجُ الدّينِ بن المُلقّن هذا تُوفّيَ بعدَ ابن تيمية بنحوِ ستين سنةً وهو من الفقهاءِ الشّافعيّينَ ذَكَرَ عن نفسِهِ في كتابِهِ طبقاتِ الأولياءِ وهو كتابٌ يذكرُ فيه تراجمَ أولياءَ من السَّلفِ والخلفِ فقال: "ذهبتُ إلى قبرِ معروفٍ الكَرخيّ وَقَفتُ ودعوتُ الله عِدَّةَ مرَّاتٍ، فالأمرُ الذي كانَ يصعبُ عليَّ ينقضي لما أدعو الله هناكَ عندَ قبرِهِ"، هذا معروفٌ الكرخيُّ من الأولياءِ البارزينَ المشهورينَ في بغدادَ، معروفٌ عند العَامّةِ والخاصَّةِ، يقصدونَ قبرَهُ للتّبرُّكِ.

-22ماذا جاء عن الحسن بن إبراهيم الخلال في أمر التوسل والزيارة؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن الحسنِ بن إبراهيم الخَلالِ أنه قال: "ما همَّني أمرٌ فَقَصَدتُ قبرَ موسى بن جعفرٍ فتوسَّلتُ به إلا سَهَّلَ الله تعالى لي ما أحبُّ" اهـ.

-23ماذا قال إبراهيم الحربي عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن بعضِ أكابرِ السَّلفِ ممَّن كانَ في زمنِ الإمامِ أحمدَ بن حنبلٍ واسمه إبراهيم الحربيُّ أبو إسحاق وكان حافظًا فقيهًا مجتهدًا يُشبَّهُ بأحمدَ بن حنبلٍ، وكان الإمامُ أحمدُ يُرسلُ ابنه ليتعلّمَ عندَه الحديثَ أنهُ قالَ: "قبرُ معروفٍ التّرياقُ المجرَّبُ"، والتّرياقُ هو دواءٌ مركب من أجزاء وهو معروفٌ عند الأطباءِ القُدَامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شَبَّهَ الحربيُّ قبرَ معروفٍ بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربيَّ قال: أيها الناسُ اقصدوا قبرَ معروفٍ تبركًا بهِ من كثرةِ منافِعِهِ." اهـ.

-24 ماذا قال عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأزهري عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن عبيدِ الله بن عبدِ الرّحمن بن محمّد الزُّهري أنه قالَ: سمعتُ أبي يقولُ: "قبرُ معروفٍ الكرخي مجرَّبٌ لقضاءِ الحوائجِ، ويقالُ: إنه مَن قَرَأَ عندَهُ مائةَ مرَّةٍ: {قُل هوَ اللهُ أحَد} (سورة الإخلاص/1) وسَأَلَ الله تعالى ما يريدُ قَضَى الله له حاجتهُ".

-25ماذا قال أبو عبد الله المحاملي عن قبر معروف الكرخي ؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحامليّ أنه قالَ: "أعرفُ قبرَ معروفٍ الكرخيّ منذُ سبعينَ سنةً، ما قصدَهُ مهمومٌ إلا فَرَّجَ الله همَّهُ".


-26 ماذا يروى عن الشافعي أنه كان يقول عن أبي حنيفة وقبره؟
ورُويَ عن الشَّافعي أنه كان يقولُ: "إنّي لأتبرَّكُ بأبي حنيفةَ وأجيءُ إلى قبرِهِ في كلّ يومٍ ـ يعني زائرًا ـ فإذا عَرَضَت لي حاجةٌ صلَّيتُ ركعتينِ وجئتُ إلى قبرِهِ وسألتُ الله تعالى الحاجةَ عندَهُ فما تَبعُدُ عني حتى تُقضَى".


-27 ماذا قال الحافظ الجزري عن قبور الصالحين ؟
وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية." اهـ.

-28 أذكر قول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ونختِمُ هذا المقالَ بقولِ الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.


-29 ما دليل أن إثم تكفير الوهابية للمسلمين لمجرد قصد قبور الأنبياء والصالحين وهم يعتقدون أن الأنبياء والأولياء أسباب فقط يكون في صحائف ابن تيمية لأنه أوّل من سنَّ هذا؟
كيفَ تجرأَ ابنُ تيمية على تحريمِ ذلك وتكفيرِ من يفعلُ ذلكَ والحكم عليه بالشرك، ثم كيفَ تجرأَ على دعوى أنه مُتَّفَقٌ عليهِ بين العلماءِ، ولو قالَ هذا ما أراهُ وأعتقدُهُ لكانَ ذلكَ إبداءَ رأيهِ الخاص لكنه أوهَمَ أن هذا الذي يراهُ متفقٌ عليهِ عند علماءِ الإسلامِ تلبيسًا على الناسِ وهو يعلمُ أن الأمرَ ليسَ كذلكَ، فما أعظم ما ترتَّبَ من كلامِ ابن تيمية هذا من تكفيرِ أتباعِهِ الوهابيةِ للمسلمينَ لمجردِ قَصدِ قبورِ الأنبياءِ والصالحينَ وهم يعتقدونَ أن الأنبياءَ والأولياءَ أسبابٌ فقط لا يخلقونَ منفعةً ولا مضرَّةً، فكلُّ إثمِ تكفيرِ هؤلاءِ المسلمينَ يكونُ في صحائف ابنِ تيمية لأنه أولُ من سَنَّ هذا، فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ومن سنَّ في الإسلامِ سنةً سيئةً فعليهِ وِزرُهَا ووزرُ من عَمِلَ بها من بعدِهِ لا ينقصُ من أوزَارِهم شىءٌ" وهو حديثٌ مشهورٌ رواه مسلمٌ وغيرُهُ.


-30 أذكر ما حدّث به الشيخ أحمد ذاكر من عجائب تكفير الوهابية للمسلمين.
ومن عجائِبِ تكفيرِ الوهابيةِ للمسلمينَ ما حدَّث به الشيخُ أحمدُ ذاكر قالَ: كنتُ في ناحيةِ بني غامد في الحجازِ جالسًا تحتَ شجرةٍ أدعو الله رافعًا يديَّ فأقبلَ إليَّ واحدٌ وقال بصوتٍ عالٍ: لِمَ تعبُدُ الشجرةَ، وهذا الإنكارُ منهُ وتكفيرهُ لهُ ناشئ من مجردِ سوءِ الظن بالرجلِ كَفَّره من غير أن يَسمَعَ منه ما يقولُ، ولم يكن هذا في بلدٍ من بلادِ المسلمينَ قبل ظهورِ محمد بن عبد الوهاب في نجدِ الحجازِ، ثم ازدادَ أتباعُهُ غلوًّا ولا يزالونَ يزدادونَ غلوًّا إلى يومِنَا هذا." اهـ.

-31 ما الدليل على أن الاستعاذة بغير الله ليست شركاً ؟
أخْرجَ أحْمدُ في المُسْنَدِ بإسْنادٍ حَسَنٍ كَما قَالَ الحَافِظُ ابنُ حجَرٍ أنَّ الحارِثَ بنَ حسَّانٍ البَكْرِيَّ، قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بالله ورَسُولِه أَن أَكُونَ كَوافِدِ عَادٍ، الحديث بطُولِهِ دليلٌ يُبطِلُ قولَ الوهابيةِ: الاستعاذَةُ بغيرِ الله شِركٌ.


-32 أذكر قصة الحارث بن حسان البكري لما قدم إلى رسول الله وقال له "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" ؟
الحارثُ بن حسَّان البكريُّ قالَ: "خرجتُ أشكو العلاءَ بن الحضرميَّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمررتُ بالرَّبذةِ فإذا عجوزٌ من بني تميمٍ منقطع بهَا، فقالت لي: يا عبدَ الله إنَّ لي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حاجةً فهلاَّ أنتَ مبلّغي إليهِ، قال: فحملتُها فأتيتُ المدينةَ فإذا المسجدُ غاصٌّ بأهلِهِ، وإذا رايةٌ سوداءُ تخفِقُ وبلالٌ متقلّدٌ السَّيفَ بين يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم،

فقلتُ: ما شأن الناس، قالوا: يريدُ أن يبعثَ عمرو ابن العاص وجهًا، قال: فجلستُ، قال: فَدَخَلَ منزلهُ أو قالَ رَحلَهُ، قال: فاستأذنتُ عليه فأَذِنَ لي فدخلتُ فسلَّمتُ، فقال: "هل كانَ بينكم وبينَ بني تميمٍ شيء"، قال: فقلتُ: نعم، قالَ: وكانت لنا الدَّبرة عليهم، ومررتُ بعجوزٍ من بني تميمٍ منقطعٍ بها فسألتني أن أحمِلَها إليكَ وهاهي بالبابِ، فأَذِنَ لها فَدَخَلَت فقلتُ: يا رسولَ الله إن رأيتَ أن تجعلَ بيننا وبينَ بني تميمٍ حاجزًا فاجعَل الدَّهناء، فَحَمِيَت العجوزُ واستوفزت، قالت: يا رسولَ الله فإلى أينَ تضطر مُضَرُكَ، قال: قلتُ: إنما مثلي ما قالَ الأوّل: معزاء حَملَت حتفَهَا، حملْت هذه ولا أشعرُ أنها كانت لي خصمًا، أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ،

قال: "هيه وما وافدُ عادٍ" وهو أعلمُ بالحديثِ منهُ ولكن يستطعمهُ، قلتُ: إن عادًا قحطوا ـ أي انقطعَ عنهم المطرُ ـ فبعثوا وافدًا لهم يُقالُ له قيل، فمرَّ بمعاوية بن بكر فأقامَ عندَهُ شهرًا يسقيهِ خمرًا وتغنّيه جاريتانِ يُقالُ لهما الجرادتانِ، فلما مَضَى الشهر خرجَ إلى جبالِ تِهامة ـ يَطلبُ المطرَ من الله، لأن هؤلاءِ كانوا مع شركِهم يعظّمونَ مكَّةَ ـ فنادَى: اللهم إنكَ تعلمُ أني لم أجئ إلى مريضٍ فأداويهِ ولا إلى أسيرٍ فأفاديهِ، اللهم اسقِ عادًا ما كنتَ تسقيهِ، فمرَّت بهِ سحابات سودٌ ـ والغالبُ أن السّحابةَ السوداء هي التي تحمِلُ المطرَ، فَرحَ فقالَ الآن ينزلُ المطرُ
ـ فنودِيَ منها ـ أي ناداهُ المَلَكُ قائلاً ـ: اختر، فأومأَ إلى سحابةٍ منها سوداء فَنُودِيَ منها: خُذها رَمادًا رَمدَدًا لا تبقي من عادٍ أحدًا، قال: فما بلغني أنه بعثَ عليهم من الريحِ إلا قدر ما يَجري في خاتَمي هذا حتى هلكوا، قالَ أبو وائل: وصدقَ، قال: فكانت المرأةُ والرجلُ إذا بعثوا وافدًا لهم خالوا: لا تَكُن كوافِدِ عادٍ" ا.هـ

الهيكل
29-12-2003, 12:04 PM
-33 ما وجه الدليل في قول الحارث بن حسان البكري لرسول الله "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد"على جواز الاستعاذة بغير الله ؟
وجهُ الدليلِ في هذا الحديثِ أنَّ الرسولَ لم يَقُل للحارثِ أشركتَ لقولِكَ "ورسولِهِ"، حيثُ استعذتَ بي وقد جَمَعَ الحارثُ الاستعاذةَ بالرسولِ مع الاستعاذةِ بالله وذلكَ لأن الله هو المستعاذُ بهِ على الحقيقةِ وأما الرسولُ فمستعاذٌ بهِ على معنى أنه سببٌ، فتبينَ للحارثِ أن حاجتَها مثلُ حاجتِهِ، هو جاءَ ليطلُبَ مِنَ الرسولِ أرضًا من الأراضي وهي نفس الشيء كانَ في قلبِهَا أن تطلُبَ من الرَّسولِ، فلما أوصَلَهَا إلى الرَّسولِ فإذا بها تذكُرُ للرّسولِ ما عندَها ما كانَ في ضميرِها أي في قلبِهَا، فقالَ الصَّحابي: أعوذُ بالله ورسولِهِ أن أكونَ كوافِدِ عادٍ، يعني أعوذُ بالله أن أكونَ خائبًا في أملي الذي أمَّلتهُ، معناهُ هذه المرأةُ تريدُ أن تَسبِقَني إلى ما هو حاجتي.

-34 ما الرد على من قال "نحن لا ننكر الاستعاذة بالرسول في حياته في حضرته إنما ننكر الاستعاذة به بعد موته" ؟
الاستعاذةُ معنى واحد إن كان طلبُها من حي حاضرٍ أو غائبٍ فكيفَ يكونُ طلبُها من الحاضِرِ جائزًا ومن الغائِبِ شركًا هذا غيرُ معقولٍ، فإنَّ المؤمِنَ إن استعاذَ بحيّ أو ميتٍ فإنّهُ يرَى المستعاذَ به سببًا أي أنه ينفَعُ المستعيذَ بهِ إن شاءَ الله أي إن كتبَ الله أنه ينفعهُ، وهذا المعنى لا فرقَ به بينَ أن يكونَ المُستَعاذُ به حيًّا حاضرًا أو ميتًا غائبًا، فلا الحيُّ الحاضِرُ المستعاذُ به خالقٌ للإعاذة ولا الميت قالَ الله تعالى:{هل من خالقٍ غير الله}، وأينَ معنى عبادةِ غيرِ الله في هذا أليسَ معنَى العبادة لغةً وشرعًا نهاية التَّذَللِ يا مكفّرِينَ لأمةِ الهُدَى بلا سببٍ، افهَموا معنَى العبادَة ثم تَكَلَّموا.

-35 أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله ؟
عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعِيْنُوا عِبادَ الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ
.
هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جوازِ الاستغاثَةِ بغيرِ الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عبادَ الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. المَلِكُ الحيُّ الحاضِرُ إذا استغيثَ بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياءُ والأنبياءُ إذا إنسان استغاثَ بهم بعد وفاتِهِم يغيثونَهُ بإذنِ الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ. " اهـ.

-36 يقول ابن تيمية " قول أغثني يا رسول الله شرك إن كان في غيابه أو بعد وفاته". فما الرد على ابن تيمية والوهابية القائلين "لم تستغيث بغير الله، الله لا يحتاج إلى واسطة" ؟
أما ابن تيمية فيقولُ: قولُ أغثني يا رسولَ الله شركٌ إن كانَ في غيابِهِ أو بعد وفاتِهِ، عندهُ لا يجوزُ التّوسلُ إلا بالحيّ الحاضِرِ، يقول ابن تيمية والوهابية لِمَ تستغيثُ بغيرِ الله تعالى، الله تعالى لا يحتَاجُ إلى واسِطَةٍ، فيقالُ في الرَّدّ عليهم: كذلكَ المَلِكُ الله تعالى لا يحتاجُ إليه ليغيثَكَ وكذلكَ الملائِكَةُ الله لا يحتاجُ إليهم ليغيثوكَ، فما أبعد ابن تيمية وأتباعه عن الحَقّ حيثُ إنهم وَضَعوا شروطًا لصِحَّةِ الاستغاثَةِ والاستعانة بغيرِ الله ليست في كتابِ الله ولا في سنّةِ رسولِ الله، وكلُّ شرطٍ ليسَ في كتابِ الله فهو باطِلٌ وإن كانَ مائَة شرطٍ. هذا والعجبُ من ابن تيمية ثَبَتَ عنه أمرانِ متناقضانِ وهو أن القولَ المشهورَ عنه المذكور في أكثرِ كتبِهِ تحريم الاستغاثَةِ بغيرِ الحيّ الحاضِرِ، وصرَّحَ في كتابِهِ الكلم الطَّيب باستحسانِ أن يقولَ من أصابَهُ خَدَرٌ في رجلِهِ "يا محمدُ"، وكتابُهُ هذا الكلم الطيب ثابِتٌ أنه من تأليفِهِ فما أثبَتَهُ في هذا الكتابِ هو موافِقٌ لِعَمَلِ المسلمينَ السلفِ والخلفِ، وأما الوهابية الذين هم أتباعُ ابن تيمية مجمعونَ على أن قول يا محمد شركٌ وكُفرٌ.


37 ما الدليل على أن الميت ينفع بعد موته ؟
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حَياتِي خَيْرٌ لَكُم ومَمَاتي خَيرٌ لَكُم تُحْدِثُونَ ويُحْدَثُ لَكُم، وَوفَاتي خَيرٌ لَكُم تُعْرَضُ عَليَّ أعْمالُكُم فَما رَأيتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ الله علَيهِ وما رأيتُ مِنْ شَرّ استَغْفَرْتُ لَكُم"، رَواهُ البَزَّارُ ورِجالُهُ رجالُ الصَّحيحِ.

هذا الحديثُ يدلُّ على أن النَّبيَّ ينفعُ بعدَ موتِهِ خلافًا للوهّابيّةِ القائلينَ بأنهُ لا ينفع أحدٌ بعد موتِهِ، فإنهُ عليه الصلاةُ والسلامُ لما قال: "ومماتي خيرٌ لكم" أَفهَمَنَا أنه يَنفعنَا بعد موتِهِ أيضًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، كما نَفَعَنَا موسى عليه السّلامُ ليلةَ المعراجِ لما سألَ النَّبيَّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: ماذا فَرَضَ الله على أمتِكَ؟، فقال له: "خمسينَ صلاةً"، قال: ارجِع وَسَل التَّخفيفَ فإنّي جَرَّبتُ بني إسرائيلَ فرضَ عليهم صلاتانِ فلم يقوموا بهما، فَرجعَ فطلَبَ التَّخفيفَ مرَّةً بعد مرَّةٍ وفي كلّ مرَّةٍ كانَ موسى عليهِ السلامُ يقولُ لهُ: ارجِع فَسَل التّخفيفَ، إلى أن صاروا خمس صلواتٍ بأجرِ خمسينَ، فهل يشكُّ عاقلٌ بنفعِ موسى عليه السَّلام لهذهِ الأمَّةِ هذا النّفعَ العظيمَ، وقد كانَ موسى توفيَ قبلَ ليلة المعراجِ بأكثر من ألف سنةٍ، فهذا عملٌ بعد الموتِ نَفَعَ به أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وأما قولُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "تُحدِثُونَ ويُحدَثُ لكُم" فمعناهُ يحصلُ منكم أمورٌ ثم يأتي الحكمُ بطريقِ الوحي مِن رسولِ الله.

ثم يؤكّدُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسّلامُ نفعهُ لأمَّتِهِ بعد وفاتِهِ قولِهِ: "ووفاتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالُكُم فما رأيتُ من خيرٍ حمدتُ الله عليهِ وما رأيتُ من شَرّ استغفرتُ لَكُم"." اهـ.

الهيكل
29-12-2003, 12:05 PM
- -38 ما الدليل على بطلان قول ابن تيمية: لا يجوز التوسل إلاّ بالحي الحاضر؟
وأَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغيرِ عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلاً كانَ يَخْتلِفُ ـ أي يتَردَّدُ ـ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه، فَلقِي عُثْمانَ بنَ حُنَيْفٍ فشَكَى إلَيْهِ ذلكَ، فقَالَ: ائتِ المِيْضأَةَ فَتَوضَّأْ ثُمّ صَلّ رَكْعتينِ ثمَّ قُلْ: اللّهُمَّ إنّي أسْألُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بنَبِيّنا محمّدٍ نَبيّ الرَّحْمةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِيّ أتَوجَّهُ بكَ إلى رَبي في حَاجَتِي لتُقْضَى لي، ثمَّ رُحْ حتَّى أرُوْحَ مَعَكَ. فانْطلَق الرجلُ ففَعلَ ما قَالَ، ثُمّ أتَى بَابَ عُثْمانَ فَجاءَ البَوَّابُ فأخَذَ بِيَدِه فأَدْخلَهُ على عُثْمانَ بنِ عَفّانَ فأجْلسَهُ علَى طِنْفِسَتِه ـ أي سَجّادته ـ فَقالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ فذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ: مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حتّى كانَت هذِه السَّاعَةُ، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمانَ بنَ حُنَيْفٍ فَقالَ: جَزاكَ الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عُثْمانُ بنُ حُنَيفٍ: والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاهُ ضَرِيرٌ فشَكَى إلَيهِ ذَهَابَ بَصَرِه، فَقالَ: إن شِئْتَ صَبَرْتَ وإنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لكَ، قالَ: يَا رَسُولَ الله إنّه شَقَّ عَليَّ ذَهابُ بَصَري وإنَّهُ لَيْسَ لي قَائِدٌ فقال له: ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضَّأ وصَلّ ركعتينِ ثمّ قلْ هؤلاءِ الكَلماتِ، ففَعلَ الرجُلُ ما قَال، فوَالله مَا تَفَرَّقْنا ولا طالَ بِنا المجْلِسُ حَتّى دخَلَ علَيْنا الرّجُلُ وقَد أبْصَرَ كأنَّهُ لَم يكنْ بهِ ضُرٌّ قَطُّ قالَ الطَّبرَانِيُّ في "مُعْجَمِه": والحَدِيْثُ صَحِيْحٌ، والطَّبرَانيُّ مِنْ عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ، ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيْحًا: الحَدِيثُ صَحِيْحٌ، إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ، وكذلكَ أخرجه في الصغيرِ وصححهُ.

فَفِيهِ دَليلٌ أنَّ الأَعْمَى تَوسَّلَ بالنَّبي في غَيْرِ حَضْرَتِهِ بدَليلِ قَوْلِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ: "حَتَّى دَخَلَ علَيْنا الرَّجُلُ"، وفيْهِ أنَّ التَّوسُّلَ بالنَّبي جَائِزٌ في حَالَةِ حَيَاتِه وبعْدَ ممَاتِه فبَطَل قَوْلُ ابنِ تَيْميةَ: لا يَجُوزُ التَّوسلُ إلا بالحَيّ الحَاضِرِ، وكلُّ شَرْطٍ لَيْسَ في كِتابِ الله فهُوَ بَاطِلٌ وإنْ كَانَ مِائَةَ شَرطٍ.

هذا الحديثُ فيه دلالةٌ واضحةٌ على جواز التوسل بالنبيّ في حياته وبعد مماته في حضرته أو في غير حضرته.


-39 ما الدليل على أن قول ابن تيمية "ليس التوسل الوارد في حديث الأعمى توسلاً بذات النبي بل بدعائِه" مخالف للأصول ؟
وأما قولُ ابنِ تيميةَ ليسَ التوسلُ الواردُ في الحديثِ توسلاً بذاتِ النبيّ بل بدعائِهِ فهوَ دعوى باطلةٌ، لأنَّ التوسلَ نوعٌ من أنواعِ التبركِ، الرسولُ ذاتهُ مباركةٌ وءاثارُهُ أي شعرُهُ وقلامةُ ظفرِهِ والماءُ الذي توضأَ به ونُخامَتُهُ وريقُهُ مباركٌ، لأنَّ الصحابةَ كانوا يتبركونَ بذلكَ كما وَرَدَ في الصحيحِ فكأنَّ قولَ ابنِ تيميةَ هذا ينادي بأنَّ الصحابةَ ما كانوا يعرفونَ الحقيقةَ بل كانُوا جاهلينَ وما قَالهُ مخالفٌ للأصولِ، فإنَّ علماءَ الأصولِ لا يُسَوّغونَ التأويلَ إلا لدليلٍ عقلي قاطعٍ أو سمعي ثابتٍ، وكلامُ ابنِ تيميةَ معناهُ أنه يجبُ تقديرُ محذوفٍ فالحديثُ عندهُ يُقدَّرُ فيهِ محذوفٌ فيكونُ التقديرُ على موجَبِ دَعْوَاهُ اللهمَّ إني أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بدعاءِ نبيّنا وكذلك يا محمدُ إني أتوجهُ بكَ إلى ربي يلزَمُ منهُ التقديرُ إني أتوجَّهُ بدعائِكَ إلى رَبّي، والأصلُ في النصوصِ عدمُ التقديرِ والتقديرُ لا يُصارُ إليه إلا لدليلٍ وَهَذَا المعروفُ عندَ علماءِ الأصولِ فابنُ تيميةَ حُبّبَ إليهِ الشذوذُ وخَرْقُ الإجماعِ من شدّةِ إعجابِهِ بنفسِهِ. " اهـ.

- 40لِمَ انحرفَ أبو حيان الأندلسي عن ابن تيمية بعد أن كان يحبّه وقد امتدحه ؟
ابنُ تيميةَ حُبّبَ إليهِ الشذوذُ وخَرْقُ الإجماعِ من شدّةِ إعجابِهِ بنفسِهِ، ومنْ فَرْط إعْجَابهِ بِنفسِهِ أنه ذُكِرتْ مسئلةٌ نحْوِيةٌ عندَهُ فقيلَ له هكذا قالَ سيبويهِ فقالَ سيبويهِ يكذبُ، ومَن ابنُ تيميةَ في النَّحوِ حتى يكذّبَ إمامَ النحوِ لأنهُ خَالَفَ رأيَهُ، وهذا خفيفٌ بالنسبةِ لتخطئةِ عليّ بن أبي طالبٍ في سبعَ عَشرَة مسألة، فلهذا انحرَفَ عنه أبو حيانَ النحْويُّ بعد أنْ كَانَ يحبُّهُ وقد امتدَحَهُ بقصيدةٍ ثم لما رَأَى منهُ تكذيبَ سيبويهِ ورأى كتابَهُ الذي سَمَّاهُ كتابَ العرشِ الذي ذَكَرَ فيه أنَّ الله قاعدٌ على الكرسيّ وأَنَّهُ أَخْلَى موضعًا للرسولِ ليقعدَهُ فيه زادتْ كراهيتُهُ له فَصَارَ يلعنُهُ حتَّى ماتَ، ذكرَ ذلكَ الحافظُ محمدُ مرتضى الزبيديُّ، وأبو حَيَّانَ إمامٌ في القراءاتِ والنحوِ والتفسيرِ.


- 41 لِمَ وَصَفَ الذهبيُّ ابنَ تيمية في رسالتِهِ "بيانُ زَغَلِ العلمِ والطَّلبِ" بأنّهُ أهلَكَهُ فَرْطُ الغرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءُ بالأكابرِ؟
وَصَفَ الذهبيُّ ابنَ تيمية في رسالتِهِ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطَّلبِ بأنّهُ أهلَكَهُ فَرْطُ الغرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءُ بالأكابرِ وما قالَهُ الذهبيُّ صحيحٌ لأنَّ ابنَ تيميةَ انتقصَ سَيّدَنَا عليًّا بقولِهِ إنّ حروبَهُ ما نفعَتِ المسلمينَ بل ضَرَّتْهُم في دينِهم ودنياهُم، وبقولِهِ إن القتالَ مَعَهُ ليسَ بواجبٍ ولا مستحب، وابنُ تيميةَ يعلمُ أن الله تَعالى قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وعليٌّ داخلٌ في هذِهِ الآيةِ بلْ هو أولُ من امتَثَلَ الأمرَ الذي في هذِهِ الآيةِ فقاتَلَ من بَغَى عَليه، وقد أجمعَ أهلُ السنةِ على أن عَليًّا مصيبٌ في حروبِهِ الثلاثةِ وقعةِ الجملِ ووقعةِ صِفّينَ ووقعةِ النَّهْروان، ويؤيدُ ذلك حديثُ رسول الله: "إن منكمْ من يقاتِلُ على تأويلِهِ كما قاتلتُ على تَنْزِيله"، فقيلَ: مَنْ هُوَ؟ فقالَ: "خَاصِفُ النعل"، وكانَ عليٌّ يخصِفُ نَعْلَهُ. ففي هذا الحديثِ تصويبُ قتالِ عليّ وهذا الحديثُ صحيحٌ ثابتٌ أخْرَجَهُ ابنُ حبانَ وغيرُه. ورسالةُ الذهبيّ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطلبِ صحيحةُ النسبةِ إليه لأنَّ الحافِظَ السَّخَاويَّ نَسَبَهَا للذهبيّ في كتابِهِ "الإعلانُ بالتوبيخِ لِمنْ ذَمَّ التاريخَ" وَنَقَلَ فيه بعضَ ما مَرَّ ذكرُهُ مِنْ وَصْفِهِ لابنِ تيميةَ بأنَّ فرطَ الغَرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءَ بالأكابرِ أهلكهُ، فلا التفاتَ إلى مَنْ يَنفي صحتَهَا ونسبَتَهَا إلى الذهبيّ بلا دليلٍ بل ليرضيَ أتباعَ ابنِ تيميةَ الوهابيةَ لأجلِ المَالِ.

- 42 ما الدليل على أن رسالة الذهبي "بيان زغل العلم والطلب" صحيحة بالنسبة إليهِ؟
رسالةُ الذهبيّ بيانُ زَغَلِ العلمِ والطلبِ صحيحةُ النسبةِ إليه لأنَّ الحافِظَ السَّخَاويَّ نَسَبَهَا للذهبيّ في كتابِهِ "الإعلانُ بالتوبيخِ لِمنْ ذَمَّ التاريخَ" وَنَقَلَ فيه بعضَ ما مَرَّ ذكرُهُ مِنْ وَصْفِهِ لابنِ تيميةَ بأنَّ فرطَ الغَرامِ في رئاسةِ المشيخةِ والازدراءَ بالأكابرِ أهلكهُ، فلا التفاتَ إلى مَنْ يَنفي صحتَهَا ونسبَتَهَا إلى الذهبيّ بلا دليلٍ بل ليرضيَ أتباعَ ابنِ تيميةَ الوهابيةَ لأجلِ المَالِ. " اهـ.

- 43 ما الرد على تمسّك بعض الوهابية لدعوى ابن تيمية في رواية حديث الترمذي الذي فيه :"اللهمَّ شفّعْه فِيَّ وشفعني في نفسي" بأنَّه لا يتبرك بذات النبي؟
وأما تمسكُ بعضِ الوهابيةِ لِدعوى ابنِ تيميةَ هذه في روايةِ حديثِ الترمذيِ الذي فيه: "اللهمَّ شَفعْهُ فيَّ وشَفعني في نفسِي"، فلا يفيدُ أنه لا يُتبركُ بذاتِ النبي، بل التبركُ بذاتِ النَّبيّ إِجماعٌ لم يخالفْه إلا ابنُ تيمية، والرسولُ هو الذي قالَ فيه القائلُ:

وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بوجهِهِ *** ثِمَالُ اليَتَامى عِصْمَةٌ للأَرَامِلِ
أَوْرَدَهُ البُخَاريُّ.

- 44 ما الدليل على أن تركَ التوسل بالنبي بعد موته ليس فيه دلالة على منع التوسل بغير الحيّ الحاضر؟
وأمَّا تَوسُّلُ عُمرَ بالعَبَّاسِ بعدَ مَوتِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فليسَ لأَنَّ الرّسُولَ قدْ مَاتَ، بلْ كانَ لأجْلِ رِعَايةِ حَقّ قَرابَتِه مِنَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، بدَليلِ قَولِ العبّاسِ حِينَ قَدَّمَهُ عُمَرُ: "اللّهُمَّ إنّ القَوْمَ تَوجَّهُوا بي إلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبيّكَ"، فَتَبيَّنَ بُطْلانُ رأْيِ ابنِ تَيْمِيَةَ ومَنْ تَبِعَهُ مِنْ مُنْكِرِي التَّوسُلِ. رَوى هذا الأَثَرَ الزُّبَيرُ بنُ بكَّار كما قالَ الحافظُ ابن حجر، ويُسْتَأنسُ لَهُ أَيضًا بِما رَواهُ الحاكِمُ في المستَدْرَكِ أنَّ عُمرَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَطَب النَّاسَ فقالَ: "أيُّها النَّاسُ إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرَى للعَبّاسِ مَا يَرَى الولَدُ لِوَالدِه، يُعَظّمُهُ ويُفَخّمُهُ ويَبَرُّ قَسَمَهُ، فاقْتَدُوا أيُّها النّاسُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في عَمّهِ العبَّاسِ واتّخِذُوه وسِيلةً إلى الله فِيما نَزَلَ بكُم"، فَهذا يُوضِحُ سَببَ تَوسُّلِ عُمَرَ بالعَبّاسِ.

يُفهَمُ من هذا أن توسُّلَ عمر بالعبَّاسِ كانَ لرعايةِ حَقّ قرابتِهِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتركُ توسُّلِ عمرَ بالنَّبي في ذلكَ الموضِعِ ليسَ فيه دلالةٌ على منعِ التَّوسُّلِ بغيرِ الحيّ الحاضِرِ، فقد تَرَكَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المباحَاتِ فهل دلَّ تركُهُ لهَا على حرمتِها؟ وقد ذَكَرَ العلماءُ في كتبِ الأصولِ أن تركَ الشيء لا يَدُلُّ على منعِهِ. وقد أرادَ سيدنا عمرُ بفعلِهِ ذلكَ أن يبيّنَ جوازَ التَّوسُّلِ بغيرِ النبيّ صلى الله عليه وسلم من أهلِ الصَّلاحِ ممَّن تُرجَى بركتُهُ، ولذا قالَ الحافظُ ابن حجرٍ في فتحِ الباري عَقِبَ هذه القصَّة ما نصُّه: "يستفادُ من قصةِ العبّاسِ استحبابُ الاستشفاعِ بأهلِ الخيرِ والصَّلاحِ وأهلِ بيتِ النُّبوَّةِ".اهـ.
- 45 ما الردّ على دعوى بعض المشوشين أنّ الحديث المذكورَ في إسنادِه أبو جعفر هو رجل مجهول؟
لا التِفَاتَ بَعْدَ هَذا إلى دَعْوَى بَعْضِ هَؤلاءِ المُشَوّشِيْنَ أنَّ الحدِيثَ المذْكُورَ في إسنَادِهِ أبو جَعْفَرٍ وهوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ، ولَيْسَ كَما زَعَمُوا بل أبو جَعْفرٍ هَذا هُوَ أبو جَعْفَرٍ الخِطْمِيُّ ثِقَةٌ.


- 46 ما الردّ على دعوى ناصر الدين الألباني أن مراد الطبرانيّ بقوله:"والحديث صحيح" القدر الأصلي وهو ما فعله الرجل الأعمى في حياة رسول الله فقط وليس مراده ما فعله الرجل أيام عثمان بن عفان بعد وفاة الرسول؟
وكذلكَ دَعْوَى بَعْضِهم وهوَ نَاصِرُ الدّينِ الأَلْبانيُّ أنَّ مُرادَ الطَّبرَانيّ بقَولِه: "والحدِيْثُ صَحِيْحٌ" القَدْرُ الأَصْلِيُّ وهوَ مَا فَعلَهُ الرَّجُلُ الأَعْمَى في حَياةِ رسُولِ الله فَقَط، وَلَيْسَ مُرادُه ما فَعلَهُ الرَّجُلُ أيّامَ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ بَعْدَ وفاةِ الرسولِ وهذا مردودٌ، لأَنَّ عُلَماءَ المُصْطَلح قَالُوا: الحَدِيْثُ يُطلَقُ علَى المَرْفُوعِ إلى النّبيّ والمَوقُوفِ على الصَّحابَةِ، أي أنَّ كَلامَ الرسولِ يُسَمَّى حَدِيْثًا وقَولَ الصَّحابِيّ يُسَمَّى حَدِيثًا، ولَيسَ لَفْظُ الحَدِيثِ مَقْصُورًا على كلامِ النّبيِ فَقط، وهَذا المُمَوِّهُ كلامُهُ لا يُوافِقُ المُقَرَّرَ في عِلْمِ المُصْطَلَحِ فَليَنْظُرْ مَنْ شَاءَ في كِتَابِ تَدْرِيْبِ الرَّاوِي والإفْصَاحِ وغَيرِهما مِن كُتُبِ المُصْطَلَحِ، فإنَّ الألبانيَّ لم يجرهُ إلى هذهِ الدَّعوى إلا شِدة تعصبهِ لهواهُ وعَدم مبالاتِهِ مخالفة العلماءِ كَسَلَفِهِ ابن تيمية.
وقَد نَصَّ على ذلكَ غَيرُ وَاحدٍ مِنْ عُلَماءِ الحَديثِ، مِنْهُم الحَافِظُ ابنُ حَجر العَسْقَلانيُّ كما نقلَ عنه السيوطيُّ في تَدْرِيبِ الرّاوِي، وابنُ الصَّلاحِ في مُقَدّمَتِهِ في عُلومِ الحَديثِ.

- 47 حديث :"إذا سألْت فاسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ بالله" ليس فيه دليل على منع التوسل بالأنبياء والأولياء. اشرح ذلك ؟
أَمَّا حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ الذي رواهُ التّرمذيُّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: "إذَا سَألْتَ فاسْألِ الله وإذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله" فلََيسَ فيهِ دَليلٌ أيْضًا علَى مَنْعِ التَّوسُّلِ بالأَنبياءِ والأَوْلياءِ لأنَّ الحديثَ معناهُ أن الأوْلى بأن يُسألَ ويُسْتَعانَ بهِ الله تَعالى، وليسَ مَعناهُ لا تَسْألْ غيرَ الله ولا تَسْتَعِنْ بغَيْرِ الله. نَظِيْرُ ذَلِكَ قَولُه صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَاحِبْ إلا مُؤْمِنًا ولا يأكُلْ طَعامَكَ إلا تَقِيٌّ"، فكَما لا يُفهَمُ مِنْ هَذا الحَديثِ عَدَمُ جَوازِ صُحْبَةِ غَيرِ المُؤمنِ وإطْعامِ غَيرِ التَّقِيّ، وإنَّما يُفْهَمُ مِنهُ أنَّ الأَوْلَى في الصُّحبَةِ المُؤمنُ وأنَّ الأَوْلَى بالإطْعامِ هُوَ التَّقيُّ، كذلكَ حَديثُ ابنِ عبَّاسٍ لا يُفهَمُ مِنهُ إلا الأوْلَوِيّةُ وأمّا التَّحريمُ فلَيسَ في هَذا الحَدِيثِ." اهـ.

الهيكل
29-12-2003, 12:07 PM
- 48 ما الدليل على أنّ حديث ابن عباس لو ورد بلفظ النهي فليس كل أداة نهي للتحريم؟
المتوسلُ القائلُ "اللهم إني أسألكَ بنبيكَ أو بأبي بكرٍ أو بأويسٍ القَرني أو نحوِ ذلك سأَلَ الله لم يسأل غيرهُ فأينَ الحديث وأين دعواهُم، ثم إن الحديثَ ليس فيه أدَاة نهي لم يَقُل الرسولُ لابنِ عبّاسٍ لا تسأل غيرَ الله ولا تَستَعِن بغيرِ الله، ولو وَرَدَ بلفظِ النهي فليسَ كل أداة نهي للتحريمِ كحديثِ الترمذي وابنِ حبانَ: "لا تُصَاحِب إلا مؤمنًا ولا يَأكُل طعامَكَ إلا تَقيٌّ"، فهذا الحديثُ مع وجودِ أداةِ النهي فيه ليسَ دليلاً على تحريمِ أن يطعمَ الرجلُ غير تقي، وإنما المعنَى أن الأولى أن تطعمَ طعامَكَ التقيَّ. فكيفَ تَجَرأت الوهابيةُ على الاستدلالِ بهذا الحديثِ لمنعِ التوسلِ بالأنبياءِ والأولياءِ، ما أجرأَهُم على التحريمِ والتكفيرِ بغيرِ سببٍ، ومن عَرَفَ حقيقتَهُم لا يَجعل لكلامِهِم وزنًا.


- 49 ما الدليل عل أنّ وضع الكف على الشبيكة ليس شركًا؟
ثَبَتَ عن أبي أيوب الأنصاري أنه جَاءَ إلى قبرِ الرسولِ فَوَضَعَ وجهَهُ عليهِ للتبركِ وهذا لا شَك عندهُم من أكبرِ الكفرِ والشركِ، وحاشا لله أن يكون أبو أيوب أشركَ بالله لذلكَ ولا يَخطُرُ هذا ببالِ مسلمٍ، فلم ينكر عليهِ أحدٌ من الصحابَةِ ولا أحدٌ من أهلِ العلمِ من السلفِ بل ولا مِنَ الخلفِ، فإذا كانَ وضع الوجهِ على قبرِ الرسولِ للتبركِ لا يُعَدُّ شركًا فكيفَ وضعُ الكَف على الشبيكةِ التي هي بينَ القبرِ وبينَ الزائرِ، فإنا لله وإنا إليه راجعونَ اللهم إليكَ المُشتَكَى.



-50 ما الدليل على أن التوسل يسمى استغاثةً ؟
لا فَرقَ بينَ التَّوسُّلِ والاسْتِغاثَةِ، فالتَّوسُّلُ يُسَمَّى استِغاثةً كمَا جاءَ في حَدِيْثِ البُخَاريّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ الشَّمسَ تَدْنُو يَومَ القِيامةِ حَتّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فبَيْنَما هُمْ كذَلكَ اسْتَغاثُوا بآدَمَ ثمَّ مُوسَى ثمَّ بمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم" الحديث في روايةِ عبدِ الله ابن عمرَ لحديثِ الشفاعَةِ يوم القيامَةِ، وفي روايةِ أنسٍ رُوِيَ بلفظِ الاستِشفَاعِ وكلتَا الروايتينِ في الصحيحِ فَدَلَّ ذلك على أن الاستشفاعَ والاستغَاثَةَ بمعنًى واحدٍ فسَمَّى الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم هذا الطَّلَبَ مِنْ ءادَمَ أَن يَشْفَعَ لَهُم إلى رَبّهِمُ اسْتِغَاثةً.

هذا الحديثُ فيه دليلٌ على أن التوسُّلَ يأتي بمعنَى الاستغاثَةِ وفي بعض الرّواياتِ لهذا الحديثِ: "يا ءادمُ أنتَ أبو البشرِ اشفَع لنا إلى رَبّنا" وفي هذا ردٌّ على من جَعَلَ التَّوسلَ بغيرِ الله شركًا. الاستشفاعُ والتوسُّلُ والاستغاثَةُ والتوجُّهُ والتجوُّهُ بمعنًى وَاحِدٍ، وقد قالَ الحافظُ تقيُّ الدّين السُّبكيُّ في شفاءِ السَّقَامِ: التَّوسُّلُ والتَّوجُّهُ والاستغاثَةُ والاستعانَةُ بمعنًى واحدٍ.


-51 ما الدليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى المطرَ غيثًا مُغيثاً ؟
الرسولُ سمَّى المَطَر مُغِيثًا، فقد رَوَى أبو داودَ وغيرُهُ بالإسنادِ الصَّحيحِ أنّ الرسولَ قال: "اللهمَّ اسقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَريعًا نافِعًا غيرَ ضارّ عاجِلاً غيرَ آجِلٍ"، فالرسولُ سَمَّى المَطَرَ مُغيثًا لأنّه يُنْقِذُ مِن الشّدّةِ بإذنِ الله، كذلكَ النبيُّ والوَليُّ يُنقِذان مِنَ الشّدَّةِ بإذنِ الله تَعَالى.


-52 ما الدليل على جواز طلب ما لم تجرِ به العادةُ بين الناس؟
الدليلَ على جوازِ طَلَبِ ما لم تَجر بهِ العادةُ بينَ الناسِ فمن ذلكَ ما رواهُ مسلمٌ من أن ربيعةَ بن كعبٍ الأسلميَّ الذي خَدَمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ رسولُ الله من بابِ حُبّ المكافأةِ: "سَلني" فطلبَ مِن رسولِ الله أن يكونَ رفيقهُ في الجَنةِ، فقالَ له: أسألُكَ مرافقتكَ في الجنةِ، فلم يُنكِر عليهِ رسولُ الله بل قالَ لهُ من بابِ التَّواضُعِ: "أَو غير ذلكَ"، فقال الصَّحابيُّ: هُوَ ذاكَ، فقال له: "فَأعِنّي على نَفسِكَ بكثرَةِ السُّجودِ"، وكذلك سيدنا موسى عليهِ السلامُ حينَ طَلَبت منهُ عجوزٌ من بني إسرائيلَ أن تكونَ معهُ في الجنةِ لم يُنكِر عليها ذلكَ، رَوى ذلكَ عنهُ ابن حبّانَ في صحيحهِ وغيرُه. فَمِن أينَ لابن تيميةَ وأتباعِهِ أن يبنوا قاعدةً وهو قولُهُم "طَلَبُ ما لم تَجر بهِ العادةُ مِن غيرِ الله شركٌ"." اهـ‘.

_________ انتهى المقال المنقول جزى الله خيراً كاتبه وناقله وقارئه وناشره________


والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

شمايل
30-12-2003, 04:26 AM
السلام عليكم

الهيكل

أضحكتني كثيييييييييييييييراً ، في الردود الأولي كنت تستشهد بأدلة لابن تيمية و ابن القيم الجوزية و تأتي بها ناقصة و بأنهم مقرين على المتصوفين ثم في ردودك الأخيرة تنتقد ابن تيمية و ترد عليه و تصف أهل السنة والجماعة بالوهابية و هذا ما يقوم به المتصوفون
:damp: :damp:

على العموم إنتظر قليلاً ، إن شاء الله نرد على الشبه التي وضعتها ، حتى لا تلبس على العامة


ملاحظة ..

كما عهدناك ، خلطت الحابل بالنابل ، و ما أتيته في الردود الأخيرة يكفي و الله لفضح الصوفيين و سوء معتقادتهم التي تخرج عن الملة و العياذ بالله

الهيكل
30-12-2003, 08:18 AM
اختي شمايل

ارجو الرد بادله اولا

وثانياً الصوفية على مذهب اهل السنة والجماعه

لاتلبسي على الناس ودعيك من التهجم وارجو ان تقرئئ كل ماكتبته بوضوح

هل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقط هي على مذهب اهل السنه والجماعه وبقية العلماء اين ذهبو



تحياتي للجميع

شمايل
30-12-2003, 08:59 AM
الهيكل

عجيب أمرك

تطلب مني أن أرد عليك بالأدلة و أعتقد أن ما نقلته لك عن العلماء الأفاضل بشأن الصوفيه يكفي بهذا الشأن ، ثم تقول لي هل مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقط على منهج أهل السنة والجماعة ، و أقول لك هل قرأت و سمعت الروابط التي وضعهتا لك و هل هؤلاء أيضاً لا يعتبرون علماء

في بداية حديثك نقلت أدلة لشيخ الإسلام ابن تيمية و أتيت بها ناقصة و مبتوره ، و غالطت في معنى الصوفية ، و اكتفيت بالمعنى اللغوي

ثم قلنا لك أننا لا نقصد المعنى اللغوي إنما نعني ما يفعله المتصوفون من أمور شركية تمس العقيدة مثل الإستغاثة بالأموات و التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم و بالأموات و زيارة القبور و شدة المغالاة للصوفين للنبي صلى الله عليه و سلم و بأن روحه تحضر بينهم و الكثير من البدع التي قام بها الصوفيين

و أكرر نقلت لك المصادر موثوقة بما قال العلماء و بالأدلة الصحيحة

ثم نقلت لنا بعض عقائد الصوفية الخاطئة كعيقدة التوسل و أتيت لنا بأدلة أضعف من سابقتها و بعضها مكذوب حتى تخلط على العامة و نقلت لنا الردود على ابن تيمية مع أنك استشهدت في البداية بابن تيمية (و هنا تغالط نفسك بشكل كبير جداً )

طلبت مني أن أرد بالأدلة
( مع أنني رددت سابقاً ) ، و لكنك ترغب بالمزيد

و أقولك أبشر بالخير ، الأدلة و لله الحمد كلها موجودة على بطلان عقيدة التوسل بالأموات و الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم و ستجد هذه الأدلة و أنت مغمض العنين ، لأن هذا الأمر يدخل في عقيدة أهل السنة و الجماعة ، لكن انتظر لأني مشغولة قليلاً بالعمل و أتمنى من الأعماق أن تسمع الأشرطة التي في الموضوع و ستجد هذه الأدلة أيضاً موجودة في هذه الأشرطة و لكن أرجو أن تحاول أن تسمع


و تقول أن الصوفية على مذهب أهل السنة و الجماعة

فأقول لك أنصحك بسماع عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، لتعلم ما هي عقيدة أهل السنةوالجماعة


تطلب مني أن أقرأ ما نقلته جيداً و أقول لك لقد قرأته جيداً و ضحكث كثيييييييييييييراً ، لأن والله ما نقلته يكفي لفضح الصوفيين و سوء معتقادتهم فكأنك حكمت على نفسك بنفسك

مرة أخرى انتظر كل الأدلة إن شاء الله الموثوقة ، و لكن كما قلت مشغولة قليلاً بالعمل و بإذن الله ستجدها قريباً

النعمان
30-12-2003, 10:22 AM
السلام عليكم

رايت ردود الهكيل الذي اخذ يقص ويلصق بلاعلم هداه الله

وانا اتحداه في النقاش بالحجة والبيان لابالنسخ واللصق ..

ولكن في هذه الفترة ظروف قاهرة تمنعني من الكتابة والرد الآن

فانتظروني

اخوكم

النعمان

بشاير
31-12-2003, 11:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صحيح ما قلت يا أخت شمايل

في البداية أثنى الأخ الهيكل على شيخ الإسلام ابن تيمية واستدل بقوله

وتفاجأة في رده الثاني وهو يذم فيه وفي معتقده

سبحان الله ويا ليته تكرم بالسكوت لكان خيرا له ولكنه وقع فيمن وضح للناس دينهم .... في أعلام هذه الأمه

مثل الشيخ الألباني والشيخ محمد بن عبدالوهاب

رحمهم الله رحمة واسعه وأنار قبورهم بما قدموه للناس من علم

ولقد تعجبت كثيرا من أدلته ومن سبه في العلماء ومشابهة قوله بقول الروافض ... حسبنا الله ونعم الوكيل

والعجب العجاب إغفال هؤلاء الناس للأيات الموجودة في سورة الإسراء والتي يقول الله فيها

(قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً .. أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )

وغيرها من الأيات

ولا نعلم هل للأخ الهيكل تفسير لهذه الأية من تفاسيره الغريبة

بصراحة أنا في غاية الإستغراب من تحليله ومن إجاباته عن الأسئلة التي وضعها والأغرب وقوعه في مشايخ وعلماء هذه الأمة .... الذين نسأل الله أن يثيبهم عنا خير الثواب وان ينير قبورهم كما أناروا طريق الناس وأبعدوهم عن البدع

البراء
03-01-2004, 12:32 PM
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

ارفق بنفسك أخي الهيكل فقد قصصت كتاباً وألصقته وكان يكفيك أن تأتي ببرهان كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نعهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام اشتغاث أو توسل بأحد الأنبياء من قبله وقد مر عليه الصلاة والسلام بمحن لم تمر بإنسان قبله أو بعده .

ولاتجعل غيرتك على الجفري ومشايخه سواء عمر حفيظ أو كما يحلو لك ( الحبيب عمر ) أو محمد علوي المالكي الذي كان لإبن عمه فضيلة الشيخ سمير المالكي رد على بعض خرافاته وانحرافاته في مذكرة للأسف اني فقدتها . أقول لاتجعل غيرتك عليهم تعمي بصيرتك عن الهدي الذي ارتضاه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم .

وقولك بأن التوسل بالأولياء والصالحين جائز
أقول لك التوسل بالله مباشرة أدعى وأولى بأن يُستجاب له .

مرة أخرى أدعوك لزيارة الروابط التي أرفقتها في ردي الأول سائلاً الله لي ولك الهداية .

البراء

النعمان
04-01-2004, 02:47 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

عندما وضعت الموضوع وصورة الجفري تهافت البعض متهماً أياي بالكذب والتدليس وانني وهمت في الصورة ..

ولكن ابى الله الا ان يتم نوره ويظهر صدق كلامي ودليلي ..

فقد وضع الاخ الحبيب ابو البراء روابط لموقع شبكة المجهر وفي احد المقاطع المرئية الجفري وهو يترنم بالدفوف ويهز من فرط الوجد ..

وهل نحسن الظن من أهل البدع !!

انهم يستخدمون التقية كما يستخدمها الروافض ..

يظهرون مالا يعتقدون ..والله المستعان ..

والبعض قال ( شعليك فيه صوفي ولا حيريري )

أقول :

ان الله اوجب علينا طاعته ومرضاته ومن أهم الواجبات واحتم المتحتمات والزام اللوزام الدفاع عن العقيدة وتوحيد الناس لعبادتهم لربهم جل وعلا ..

فلا كرامة لمن يحاول ان يثير الشبهات والبدع الشركية منها ..

بل نفضحه كما فعل سلفنا الصالح رحمهم الله ..

ثم جاء المدعو ( الهيكل ) الذي لمست منه السذاجة لدرجة عجيبة !!

فلنتأمل لكلامه هداه الله للصراط المستقيم ..

( دع الخلق لخالقهم) !!

يعني نترك لتحذير من أهل البدع من اجل عيونك !!
هل هذه هي العلمانية ..دع مالقيصر لقيصر وما لله لله ؟؟

لو تركنا الناس لخالقهم كما تقول لما قام آمر بالمعروف ولا ناه عن المنكر ..

ولكثر الفساد في البر والبحر ..

وقال ايضاً :
(اخي العزيز لما لم تتكلم عن اليهود او عن امريكا وشارون وخليفته بوش )

جوابي :

انني سبق وكتبت ..

ولكن الصوفية والرافضة اخطر من اليهود لانهم يتظاهرون بالإسلام وهم منه براء ..
يدمرون الإسلام من الداخل كما فعل ابن سبا لعنه الله ..

وبالنسبة لمحد علوي مالكي المرتد لعنه الله ..

فهذا زنديق معاصر وخبيث فاجر ..عامله الله بما يستحق ..

قد صدر بيان من هيئة كبار العلماء في الصوفي الضال محمد علوي مالكي

لقد أصدرت هيئة كبار العلماء قراراً بعدد 86 في 11/ 11/1401هـ جاء فيه ما نصه :

في الدورة السادسة عشر المنعقدة بالطائف في شوال عام 1400هـ نظر مجلس هيئة كبار العلماء فيما عرضة سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد مما بلغة من أن لمحمد علوي مالكي نشاطاً كبيراً متزيداً في نشر البدع والخرافات والدعوة إلى الضلال والوثنية وأنه يؤلف الكتب ويتصل بالناس ويقوم بالأسفار من أجل تلك الأمور واطلع على كتابه الذخائر المحمدية وكتابة الصلوات المأثورة وكتابة أدعية و صلوات .

كما استمع إلى الرسالة الواردة إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد من مصر وكان مما تضمنته :

(( وقد اظهر في الأيام الأخيرة طريقة صوفية في شكلها لكنها في مضمونها أضل ما عرفناه من الطرق القائمة الآن وان كانت ملة الكفر واحدة .

هذه الطريقة تسمى الهاشمية والسدنة العلوية والساسة الحسنية الحسينية , وهو يعتزل الناس في صومعة له ويمرون عليه صفوفاً ويسلمون عليه ويحدثونه ويمنحهم البركات ويكشف لهم المخبوء بالنسبة لكل واحد وهذا كله وراء ستار , فهم يسمعون صوته ولا يرون شكله , ولكن الذي علية عرفناه يقيناً لا يقبل الشك أن الشيخ محمد علوي المالكي المكي الحسني يتصل بهم اتصالاً مباشراً ويزور شيخهم المتحجب ويدخل عليه و يختلي به ويخرج من عنده بعد ذلك طائفاً باتباعه في البلاد متحدثاً معهم محاضراً فيهم خطيباً بينهم كأنه نائب عن الشيخ المزعوم ثم يختم زياراته بالتوجه إلى ضريح أبي الحسن الشاذلي الشيخ الصوفي المدفون في أقصى بلاد مصر ومعه بطانة من دهاقنة التصوف في مصر وهو ينشر بينهم مؤلفاته التي اطلعنا على بعضها فاستوقفنا منها كتابة الذخائر المحمدية , وانه أنكر عليه وعلى اتباعه وقد ذكر للمشايخ انه له وجهه نظر في بعض المسائل , أما الأمور الشركية فيقول انه نقلها عن غيره و أنها خطأ فاته التنبيه عليه .))

وقد تبين للمجلس صحة ما ذكر من كون محمد علوي داعية سوء يعمل على نشر الضلال والبدع وأن كتبه مملوءة بالخرافات والدعوة إلى الشرك والوثنية .

ورأى أن يعمل على إصلاح حاله وتوبته من أقواله وأن يبذل له النصح ويبين له الحق .

و استحسن أن يحضر المذكور لدى سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء , وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد ومعالي الشيخ سليمان بن عبيد الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين لمواجتهه بما صدر منه من العبارات الإلحادية والصوفية وإسماعه الكتاب الوارد من مصر ومعرفة جوابه عن ذلك وما لديه حول ما ورد في كتبه .

فلا كرامة لمرتد ..
لا اريد ان اطيل في محمد علوي ماكي لانه احقر من ان اضيع وقت القارى فيه ...

وللحديث بقية ..

الهيكل
05-01-2004, 08:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم



شمايل :) لا جديد

======
الاخت بشاير نحن لانسب احد ارجو ان تقرائي الموضوع بوضوع من كتاباتي

=================

الاخ البراء محاورتك جيدة ومهذبه وارجو ان يكون هناك حوار بيننا في المستقبل وتنمياتي لك بالتوفيق

=======================

الهيكل
05-01-2004, 08:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


النعمان لا تتهجم على العلماء وبالنسبه لموضوع السيد العلامه محمد علوي مالكي

يااخي اتقى الله ليس من حق اي مخلوق ان يكفر مسلم


عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلـم قـال :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري [ رقم:25]

ومسلم [ رقم : 22].


قال الله تعالى في كتابه الكريم :
( ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمناً... ) النساء : 94 .


قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كفر مسلم فقد باء باحدهما )




اتقى الله يانعمان ولا تاخذه العزة بالنفس



وارجو منك اذا اردت ان تتناقش ان تحافظ على الفاظك وشكراً يبان اخلاق المرء من حديثه


تحياتي

النعمان
05-01-2004, 02:26 PM
الحمد لله مذل أهل الكفر واالبدعة والصلاة على الرسول الكريم الذي جاء بالحق والصراط المستقيم وبعد :

قال المدعو الهيكل (( النعمان لا تتهجم على العلماء وبالنسبه لموضوع السيد العلامه محمد علوي مالكي ))


اقول : من قال ان النكرة محمد علوي مالكي شيخ أو عالم حتى يدخل في هذه القاعدة وهذا القول بل هو مبتدع ضال رضيت أم ابيت ..

ولست انا من كفره بل علماء أفاضل ثقات ..

هئية كبار العلماء هم من كفر المالكي ياهيكل ..

انا مستعد ان التطف معك بالنقاش ولكن اذا لمست منك الحق و النقاش الموضوعي العلمي ..

اذا عاهدتني على ذلك سيكون الكلام بهدوء اكثر ..

ولكنك جئت ونسخت كتاب كاملاً ووضعته دفعة واحدة وكان بك الأولى ان تناقش وتحاور لا تقص ولا تلصق لان الصغار يعرفون القص واللصق ..


وأسمح لي ان أعرف القراء الكرام بمحمد علوي المالكي حتى نعرف من صدق قوله انا أم انت ..

وذلك في الرد القادم ..

النعمان
05-01-2004, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الكافي لمن سأل عن محمد بن علوي المالكي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فهذا الموضوع كتبته استجابة لطلب الأخ الفاضل أبي لجين إبراهيم وفقه الله حيث طلب مني جزاه الله خيرا معلومات عن محمد بن علوي المالكي ، فأقول وبالله التوفيق :
ـــــ
* أسمه ومولده :
هو محمد بن علوي بن عباس المالكي ، ولد بمكة ـ حرسها الله ـ وما زال يعيش فيها حالياً مع كل أسف ، ومنها ينشر أباطيله إلى كافة العالم الإسلامي .
ويزعم أنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد شكك في ذلك بعض قرابته ممن هم على عقيدة أهل السنة والجماعة ! .
وسواء صح نسبه أم لم يصح ، فهذا لا ينفعه ما دام أنه على عقيدة تخالف العقيدة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه " رواه مسلم ، وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر قال: كنا قعوداً عند رسول الله، فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال : هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون " . ( حديث رقم 4242) وصحح العلامة الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " ( 3 / 5 ) .
ويذكر بعض أهل العلم عن والده علوي المالكي أنه كان من أهل السنة ولهذا كان يسمح له بالتدريس في الحرم ، وكان له دروس ومواعظ يلقيها عبر الإذاعة السعودية .
ولكن المطلع على كتبه يجد أنه كان صوفيا أيضاً ولكن ؛ كان يتظاهر بالسنة فأنظر مثلاً كتابه " مجموع فتاوى ورسائل " فقد قرر فيه جواز الاحتفال بالمولد النبوي ( ص180 ـ181 ) ودافع فيه عن ابن عربي الصوفي الضال المضل وأخذ يفسر عبارات ابن عربي الكفريه حتى يجعلها من الكلام الصحيح الذي لا غبار عليه (ص190) ، إلى غير ذلك من الأمور المنكرة .
وقد ذكر الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في أحد أشرطته ان علوي والد محمد دعاه يوما إلى منزله فوجدهم يحتفلون بالمولد النبوي !!
وهكذا بالنسبة لمحمد بن علوي فقد كان يخفي الكثير من معتقداته الباطلة حتى اغتر به كثيرا من أهل العلم ، حتى فضحه الله والحمد لله .
ـــــــ
* عقيدته :
ليس لمحمد بن علوي المالكي كتاب يوضح عقيدته في باب الأسماء والصفات ولكنه يثني كثيراُ في كتبه على الأشاعرة فأنظر كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" ( ص111) .
فقد وصف الاشاعرة بقوله : ( الاشاعرة : هم أئمة أعلام الهدى من علماء المسلمين الذين ملأ علمهم مشارق الأرض ومغاربها وأطبق الناس على فضلهم وعلمهم ودينهم ، هم جهابذة علماء أهل السنة وأعلام علمائها الأفاضل الذين وقفوا في طغيان المعتزلة .

هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية : " والعلماء أنصار علوم الدين والأشاعرة أنصار أصول الدين " " الفتاوى الجزء الرابع .. الخ ) .

والعبارة التي نسبها لشيخ الإسلام ابن تيمية ليست له ! !
بل هي للإمام العز بن عبد السلام رحمه الله نقلها عنه شيخ الإسلام ثم بين ان العبارة ليست على إطلاقها ! وقد نبه على هذا الموضوع الشيخ صالح آل الشيخ جزاه الله خيراً في كتاب " هذه مفاهيمنا " ( ص 230 ـ 232 ) .

وقال المالكي أيضاً في " مفاهيم يجب أن تصحح " ( هامش ص113 ) : ( أنظر ما كتبه شيخنا العلامة الشيخ محمد علي الصابوني في مسألة الأشاعرة من بحوث طويلة ومهمة ) اهـ .
والصابوني هذا قد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم أنظر كتاب "التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير" للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله فقد ذكر أسماء من رد على الصابوني .
ـــــــ
* مذهبه الفقهي :
وأما في الفقه فهو – أي محمد بن علوي - مالكي المذهب ولهذا ينتسب إليه ، كما يلاحظ اهتمامه بأقوال المالكية في كثير من كتبه .
ـــــــ
* تصوفه ! :
يعتبر المالكي حالياً حامل راية التصوف في بلاد الحرمين ـ حرسها الله ـ فهو من القلائل الذين صرحوا بعقيدة التصوف بقوة وعلانية في بلاد التوحيد ! !
فأنظر كتابه " مفاهيم يجب أن تصحح " ( ص 107 ـ 110 ) من الطبعة الرابعة فقد أثنى على التصوف ، وهو يدعو في كتبه إلى الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وبغيره من الأولياء ، كما أنه يدعو إلى شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ! وكتب في ذلك كتابه " شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد " .

وهو يحث أيضاً على إحياء الاحتفالات المبتدعة أمثال الاحتفال بالمولد النبوي وكتب في ذلك رسالته " حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف " و" البيان والتعريف في ذكرى المولد الشريف " .
كما أن له كتاب بعنوان " الذخائر المحمدية " قد نشر فيه كثيرا من معتقدات الصوفية في الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تحتوي على الغلو المنهي عنه في صحيح السنة النبوية ! !
وسيأتي معنا إن شاء الله بعد قليل بعض الأمثلة من عقيدة الرجل توضح هذا الأمر !
ــــــــ
* من معتقداته الباطلة !
إليك أخي الفاضل بعض الأمثلة التي تظهر لك مدى ما وصل إليه هذا الرجل من ضلال ، نسأل الله العافية :
ـ من أشنع معتقدات هذا الضال المضل أنه يصرح بأن الشخص لا يعتبر مشركا ولو استغاث بغير الله أو اعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أو في غيره أنه يتصرف في الكون إلا إذا اعتقد الاستقلالية فيمن طلب منه الإغاثة أو اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الولي يتصرف في الكون استقلالا من دون الله فقط !!.
فقد قال في كتابه "مفاهيم يجب أن تصحح" ( ص90 ) من الطبعة الرابعة : "ان من أشرك مع الله جل جلاله غيره في الاختراع والتأثير فهو مشرك سواء كان الملحوظ معه جماداً أو آدمياً نبياً أو غيره ، ومن اعتقد السببية في شيء من ذلك اطردت أو لم تطرد ، فجعل الله تعالى لها سببا لحصول مسبباتها ، وأن الفاعل هو الله وحده لا شريك له فهو مؤمن ، ولو أخطأ في ظنه ما ليس بسبب سببا لأن خطأه في السبب لا في المسبب الخالق المدبر جل جلاله وعظم شأنه ) اهـ .

وعلى كلامه هذا فإن مشركي قريش لم يقعوا في الشرك !! لأنهم لم يكونوا يعتقدون الإستقلالية في آلهتهم !
وإليك نماذج من غلوه في الرسول صلى الله عليه وسلم :
ـ يقول في "الذخائر" ( ص241 ) واصفاً النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأوتي علم كل شيء حتى الروح والخمس التي في آية : ( إن الله عنده علم الساعة ) ) .
ـ وقال في "شفاء الفؤاد " ( ص79، 97) عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذ لا فرق بين موته وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عندي جلي لا خفاء فيه ) .
ـ ونقل في " شفاء الفؤاد " ( ص235 ) قول الشاعر واصفاً النبي صلى الله عليه وسلم :
( كلما لحت للملائك خروا *** في السموات سجداً وبكياً ) .
ـ وقال في " الذخائر " ( ص235 ) : ( خُصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أول النبيين خلقاً ) .
ـ وقال ( ص235) : ( وخَلْق آدم وجميع المخلوقات لأجله ) .
ـ نقل في " شفاء الفؤاد " ( ص 203 ) قول الشاعر مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم ـ مقراً له ـ : ( وانظر بعين الرضا لي دائماً أبداً ، واستر بفضلك تقصيري مدى الأمد واعطف علي بعفو منك يشملني ، فإنني عنك يا مولاي لم أحد )
ـ وأعتبر من خرج إلى زيارة القبر النبوي أنه مهاجر إلى الله ورسوله كما في " شفاء الفؤاد " ( ص55 ) ) .
ـ ونقل في " شفاء الفؤاد " ( ص96 ـ 97 ) كلام ابن الحاج عن زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام مقراً له : ( فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع ، وليحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره ) . . . إلى أن قال : ( ويستغيث بهم ، ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك فإنهم باب الله المفتوح ، وجرت سننه سبحانه وتعالى بقضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم ، ومن عجز عن الوصول إليهم فليرسل بالسلام عليهم ، ويذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه وستر عيوبه ، فإنهم السادة الكرام ، والكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم ) .
ثم قال : ( وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه ، فكل ما ذكر يزيد أضعافه ، أعني في الانكسار والذلة والمسكنة لأنه الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ولا يخيب من قصده ولا من نزل بساحته ولا من استعان أو استغاث به إذ أنه عليه الصلاة والسلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة ) .
ـ ونقل في " شفاء الفؤاد " ( ص109 ) قول الشاعر :
( أنت الشفيع وآمالي معلقة **** وقد رجوتك يا ذا الفضل تشفع لي
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له **** إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي ) .
ـ ونقل في " الذخائر " ( ص 190 ) قول الشاعر مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم :
( عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا أسأل )
ـ وقال في "شفاء الفؤاد" ( ص189 ـ 190) ضمن آداب زائر القبر النبوي :
( ومنها ، أن يتوجه بعد ذلك ، ( أي بعد صلاة التحية ) ، إلى الضريح الشريف مستعيناً بالله في رعاية الأدب بهذا الموقف المنيف ، فيقف بخضوع ووقار وذلة وانكسار غاض الطرف مكفوف الجوارح واضعاً يمينه على شماله كما في الصلاة ) ! .
ـ ونقل في "شفاء الفؤاد" ( ص131) قول ابن حجر المكي في ذكر شروط زيارة القبر الشريف : ( ينبغي ضبط الزيارة بما ضبط به الأئمة الاستطاعة في الحج ) .
ـ وقال أيضاً "شفاء الفؤاد " (131 ـ 132) : ( فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات ) إلى أن قال : ( فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات ) .
ـ ذكر "شفاء الفؤاد " ( ص 185 ) الآداب التي ينبغي الإتيان بها على من أراد زيارة القبر النبوي ، جاء فيها : ( إخلاص النية فينوي التقرب بالزيارة وينوي معها التقرب بشد الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه ) .
فجعل الأصل شد الرحل لزيارة القبر النبوي ، ثم ينوي معها التقرب بشد الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه ! !
ـ ونقل في "شفاء الفؤاد " ( ص 205 ) قول الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم :
( بنور رسول الله أشرقت الدنا *** ففي نوره كل يجيء ويذهب ) .
ـونقل أيضاً في "شفاء الفؤاد " ( ص232) قول الشاعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم :
( أنت سر الله والنور الذي *** سار موسى نحوه في طور سين
فهـو نـور لا يسـامى إنه *** قـبس من نـور رب العالمين
كيف لا والسيد الهادي به *** يـغمر الـدنيا بنـور مستبين )
يقول هذا والله عز وجل يقول: ( الله نور السموات والأرض . مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) الآية ( النور: 35 ) ، والله عز وجل يقول أيضاً : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ( الزمر : 69 ) .
والمالكي يقول : "بنور رسول الله أشرقت الدنا " !!
ـ كما أن المالكي يقول بأن روح النبي صلى الله عليه وسلم تحضر مجالس الذكر ! ، والتي منها ـ حسب زعمه ـ مجالس المولد النبوي ! !
فقد قال في كتابه " الذخائر " ( ص309 -310 من الطبعة الثانية ) تحت عنوان ( حضور روحانية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( وقلت في مجلس من مجالس الخير : روحانية المصطفى صلى الله عليه وسلم حاضرة في كل مكان ، فهي تشهد أماكن الخير ، ومجالس الفضل ، والدليل على ذلك أن الروح من حيث هي روح غير مقيدة في البرزخ ، بل منطلقة تسبح في ملكوت الله ، وهذا عام في جميع أرواح المؤمنين ، مع ملاحظة أن إطلاقها وسياحتها تختلف باختلاف أهليتها ، شأنها في ذلك شأنها لما كانت في الدنيا فمنها القريب ، ومنها البعيد ومنها الحاضر مع حضرة الحق ، ومنها الغائب ، ومنها الشاهد ، ومنها المظلم ، ومنها المنوّر ، ومنها الخفيف ، ومنها الكثيف ، وهي هكذا في البرزخ ، انطلاقها وسياحتها وحضورها واستجابتها بحسب مقامها ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " نسمة المؤمن على طائر تسبح حيث تشاء " أو كما قال ، ( رواه مالك ) .
وروحه صلى الله عليه وسلم أكمل الأرواح ، فهي لذلك أكمل في الحضور والشهود .. الخ ) .
وقال مثل ذلك في رسالته "حول الاحتفال بالمولد النبوي" ( 26 ـ 27 )
بل صرح فيها بأن روح الرسول صلى الله عليه وسلم وروح خلص المؤمنين تحضر مجالس المولد النبوي !!
و استدل ضمن ما استدل على هذا الكذب الصريح والافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بحديث حرف معناه !!
حيث قال : ( والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" نسمة المؤمن على طائر تسبح حيث تشاء " أو كما قال ، ( رواه مالك ) )
والإمام مالك روى هذا الحديث ولكن ليس بهذا اللفظ وإنما بلفظ : "إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " !
فهذا الحديث يتحدث عن أرواح المؤمنين في الجنة !! وليس في الحياة الدنيا ! .
وزيادة في التلبيس قال ( أو كما قال ( رواه مالك ) ) فهو ينقل هذا الحديث بالمعنى حتى لا يؤاخذه أحد في زعمه ، وهذا لا يعفيه من تهمة التحريف وذلك لثلاثة أسباب :
الأول : أنه حرف المعنى فالحديث يتكلم عن أرواح المؤمنين في الجنة وهذا جعله في الدنيا .
ثانياً : أن محمد بن علوي هو مالكي المذهب فيفترض فيه أنه يكون حافظاً أو على الأقل مستحضراً لموطأ الإمام مالك الذي نقل منه الحديث ، وخصوصاً أن محمد بن علوي متخصص في علم الحديث !!.
السبب الثالث : أن هذا التحريف قد وقع في الطبعة الثانية من الكتاب أيضاً !
ومنها نقلت كلامه والفرق بين الطبعة الأولى والثانية قرابة العشر سنوات !! فما هو عذره .

وقد رد عليه في هذه المسألة الشيخ علي رضا بن عبدالله بن علي رضا حفظه الله في كتابه " المباحث العلمية بالأدلة الشرعية " ( ص106 - 107 ) .
ـ وقال في" الذخائر " ( ص 136 ـ 137 ) بإمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ! ! حيث ذكر صيغاً مبتدعة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم زعم أن من قالها فإنه لا يموت حتى يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة .
ـ وقال في " الذخائر " ( ص 146 ) بإمكانية أن يرى عامة أهل الأرض الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة ! ! حيث قال : ( إن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ممكن لعامة أهل الأرض في ليلة واحدة ، وذلك لأن الأكون مرايا ، وهو صلى الله عليه وسلم كالشمس إذا أشرقت على جميع المرآيا ظهر في كل مرآة صورتها ، بحسب كبرها وصغرها ، وصفائها وكدرها ، ولطافتها وكثافتها . . . الخ ) .
ـ ومن المنكرات التي وقعت في كتبه وتدل على مدى ما وصل إليه هذا الرجل من ضلال ما جاء في كتابه "المختار من كلام الأخيار"
( ص134) نقلاً عن السري السقطي ! ! :
( رأيت كأني وقفت بين يدي الله عز وجل ، فقال : يا سري خلقت الخلق فكلهم ادعوا محبتي فخلقت الدنيا فذهب مني تسعة أعشارهم وبقي معي العشر فخلقت الجنة ، فهرب مني تسعة أعشار العشر وبقي معي عشر العشر ، فسلطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة أعشار عشر العشر فقلت للباقين معي : لا الدنيا أردتم ولا الجنة أخذتم ولا من النار هربتم فماذا تريدون ؟
قالوا : إنك لتعلم ما نريد . فقلت لهم : فإني مسلط عليكم من البلاء بعدد أنفاسكم ما لا تقوم به الجبال الرواسي أتصبرون ؟ قالوا : إذا كنت أنت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقاً ) .
ونقل في ( ص135 ) عن علي بن الموفق أنه قال : ( اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفاً من نارك فعذبني بها ، وإن كنت تعلم أني أعبدك حباً مني لجنتك فاحرمنيها ، وإن كنت تعلم أني إنما أعبدك حباً مني لك ، وشوقاً إلى وجهك الكريم فأبحنيه وأصنع بي ما شئت ) .
وقال أيضاً في (ص144) : ( سئل النورى عن الرضا فقال عن وجدي تسألون أو عن وجد الخلق ؟ فقيل : عن وجدك ؟ فقال : لو كنت في الدرك الأسفل من النار لكنت أرضى ممن هو في الفردوس ) !! .
ونقل في (ص161) قصة دون ذكر المرجع كما هي عادته في هذا الكتاب عن شخص حضر عند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقال له : ( رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت : هل أتاك منكر ونكير ؟ قال : أي والله وسألاني من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ قال فقلت : ألمثلي يقال هذا ، وأنا كنت أعلم الناس هذا في الدنيا ؟! فقالا – أي منكر ونكير - : صدقت فنم نومة العروس ، لا بأس عليك ) إلى آخر هذه الخرافات التي اعتبرها من كلام الأخيار !! نسأل الله العافية .
ـــــــ
* موقف أهل العلم من هذه الانحرافات :
وقد وقف أهل العلم وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أمام هذه الأباطيل موقف قوي والحمد لله فقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرار بعدد 86 في 11/11/1401هـ بخصوص محمد بن علوي المالكي ذكره الشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله في كتابه "حوار مع المالكي" جاء فيه :
( في الدورة السادسة عشرة المنعقدة بالطائف في شوال عام 1400هـ نظر مجلس هيئة كبار العلماء فيما عرضه سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مما بلغه من أن لمحمد علوي مالكي نشاطا كبيرا متزايدا في نشر البدع والخرافات والدعوة إلى الضلال والوثنية وأنه يؤلف الكتب ويتصل بالناس ويقوم بالأسفار من أجل تلك الأمور واطلع على كتابه " الذخائر المحمدية " وكتابه " الصلوات المأثورة " وكتابه " أدعية وصلوات "
كما استمع إلى الرسالة الواردة إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من مصر وكان مما تضمنته :
( وقد ظهر في الأيام الأخيرة طريقة صوفية في شكلها لكنها في مضمونها من أضل ما عرفناه من الطرق القائمة الآن وإن كانت ملة الكفر واحدة .
هذه الطريقة تسمى ( العصبة الهاشمية والسدنة العلوية والساسة الحسنية الحسينية ) ويقودها رجل من صعيد مصر يسميه أتباعه ( الإمام العربي ) وهو يعتزل الناس في صومعة له ويمرون عليه صفوفا ويسلمون عليه ويحدثونه ويمنحهم البركات ويكشف لهم المخبؤ بالنسبة لكل واحد وهذا كله من وراء ستار فهم يسمعون صوته ولا يرون شكله اللهم إلا الخاصة من أحبابه وأصحابه فهم المسموح لهم بالدخول عليه وعددهم قليل جدا وهو لا يحضر مع الناس الجمع ولا الجماعات ، ولا يصلي في المسجد الذي بناه بجوار صومعته ويعتقد أتباعه أنه يصلي الفرائض كلها في الكعبة المشرفة جماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم .
ويعتقدون كذلك أنه من البقية الباقية من نسل الأئمة المعصومين ، وأن المهدي سيخرج بأمره .
وقد أنشأ لطريقته فروعا في بعض مدن مصر يجتمع روادها فيها على موائد الأكل والشرب والتدخين ويأمرون مريديهم بحلق اللحى وعدم حضور الجماعة في المساجد وذلك تمهيداً لإسقاط الصلاة نفسها ويخشى أنهم امتداد لحركة باطنية جديدة فإن هناك وجه شبه بينهم وبين خصائص الباطنية .
فإنهم بالإضافة إلى ما سبق محظور على أتباعهم إذاعة أسرارهم والسؤال عن أي شيء يرونه من شيوخهم كذلك الاسم الذي سموا به حركتهم والشعار الذي اتخذوه لها هو ( فاطمة ، علي ، الحسن ، الحسين ) ومما يؤيد ذا الظن أنهم يجاورون الضاحية التي دفن فيها ( أغاخان ) زعيم الإسماعيلية حيث لا تنقطع أتباع الإسماعيلية عن زيارة قبره والاتصال بالناس هناك وقد دفن أغاخان في مصر لهذه الغاية .
وقد ازداد أمر هؤلاء في نظرنا خطورة حين علمنا أن لهم اتصالات ببعض أفراد في السعودية وقد هيأت لبعض أتباعهم فرص عمل في المملكة عن طريق هؤلاء الأفراد الذين لم نتعرف على أسمائهم بعد نظرا للسرية التي يحيطون بها حركتهم ونحن في سبيل ذلك ان شاء الله .
ولكن الذي وقفنا عليه وعرفناه يقينا لا يقبل الشك أن الشيخ ( محمد علوي بن عباس المالكي المكي الحسني) يتصل بهم اتصالاً مباشرا ويزور شيخهم المحتجب ويدخل عليه ويختلي به ويخرج من عنده بعد ذلك طائفا باتباعه في البلاد متحدثا معهم محاضرا فيهم خطيبا بينهم كأنه نائب عن الشيخ المزعوم ثم يختم زيارته بالتوجه إلى ضريح أبي الحسن الشاذلي الشيخ الصوفي المعروف المدفون في أقصى بلاد مصر ومعه بطانة من دهاقنة التصوف في مصر وهو ينشر بينهم مؤلفاته التي اطلعنا على بعضها فاستوقفنا منها كتابه المسمى " الذخائر المحمدية " وتحت يدي الآن نسخة منه بل الجزء الأول وهو يقع في 354 صفحة من الحجم الكبير ذي الطباعة الفاخرة وطبع بمطبعة حسان بالقاهرة ولا يوزع عن طريق دار نشر وإنما يوزع بصفة شخصية وبلا ثمن .
والذي يقرأ هذا الكتاب يجد المؤلف هداه الله قد أورد فيه كل المعتقدات الباطلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن بطريق ملتو فيه من المكر والدهاء ما فيه حتى لا يؤخذ على المؤلف خطأ شخصي فهو يذيع تلك العقائد ويشيعها عن طريق النقل من بعض الكتب التي أساءت إلى الإسلام في عقيدته وشريعته ، والتي وصلت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى درجة من الغلو ما قال بها كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل ورد بشأنها
النهي الصريح عن مثل هذا الزيغ والزيف والضلال ) ثم ذكر أمثلة مما جاء في الكتاب من الضلال وختم رسالته بقوله ( ونحن إنما نهتم بتعقب مثل هذه الأخطاء والخطايا من أجل أن ننبه إلى خطورتها وخطرها من باب نصح المسلمين وإرشادهم وتحذيرهم مما يخشى منه على العقيدة الصحيحة والإيمان الحق وإنما نكتب لكم به كذلك لتتصرفوا حياله بما فيه الخير للإسلام والمسلمين فكما أن مصر مستهدفة من أعداء الإسلام بحكم عددها وعدتها وإجماعها من حيث الأصل على السنة فإن السعودية مستهدفة بنفس القدر إن لم يكن أكثر بحكم موقعها من قلوب المسلمين وبحكم عقيدتها القائمة على حماية جناب التوحيد وعلى توجيه الناس إلى السنة الصحيحة واهتمامها بنشر هذه العقيدة في كل مكان .
فلا أقل من أن ننبه إلى بعض مواطن الخطر لتعملوا على درئه ما استطعتم ، والظن بكم بل الاعتقاد فيكم سيكون في محله إن شاء الله فإن الأمر جد خطير ، كما رأيتم من بعض فقرات الكتاب . اهـ ) ، وقد تبين للمجلس صحة ما ذكر من كون محمد علوي داعية سوء ويعمل على نشر الضلال والبدع وأن كتبه مملوءة بالخرافات والدعوة إلى الشرك والوثنية ، ورأى
أن يعمل على إصلاح حاله وتوبته من أقواله وأن يبذل له النصح ويبين له الحق واستحسن أن يحضر المذكور لدى سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، ومعالي الشيخ سليمان بن عبيد الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين لمواجهته بما صدر منه من العبارات الإلحادية والصوفية وإسماعه الكتاب الوارد من مصر ومعرفة جوابه عن ذلك ، وما لديه حول ما ورد في كتبه .
وقد حصل هذا الاجتماع وحضر المذكور في المجلس الأعلى للقضاء يوم الخميس الموافق 17/10/1400هـ . وأعد محضر بذلك الاجتماع تضمن إجابته بشأن تلك الكتب ، وما سأله عنه المشايخ مما جاء فيها ، وجاء في المحضر الذي وَقَّعَ فيه أن كتاب " الذخائر المحمدية " ، وكتاب " الصلوات المأثورة " له ، أما كتاب " أدعية وصلوات " فليس له وأما الرجل الصوفي الذي في مصر فقد قال إنه زاره ومئات من أمثاله في الصعيد ولكنه ليس من أتباعه ويبرأ إلى الله من طريقته وأنه لم يلق محاضرات في مصر وأنه أنكر عليه وعلى أتباعه ، وقد ذكر للمشايخ أنه له وجهة نظر في بعض المسائل ، أما الأمور الشركية فيقول إنه نقلها عن غيره وأنها خطأ فاته التنبيه عليه .
ولما أستمع المجلس إلى المحضر المذكور وتأكد من كون الكتابين له ، وعلم اعترافه بأنه جمع فيها تلك الأمور المنكرة ناقش أمره وما يتخذ بشأنه ورأى أنه ينبغي جمع الأمور الشركية والبدعية التي في كتابه " الذخائر المحمدية " ، مما قال فيها أنها خطأ فاته التنبيه عليه وتطبق على المحضر ، ويكتب رجوعه عنها ويطلب منه التوقيع عليه ثم ينشر في الصحف ويذاع بصوته في الإذاعة والتلفزيون فإن استجاب لذلك ، وإلا رفع لولاة الأمور لمنعه من جميع نشاطاته في المسجد الحرام ومن الإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة كما يمنع من السفر إلى الخارج حتى لا ينشر باطله في العالم الإسلامي ، ويكون سببا في فتنة الفئام من المسلمين ، وقد قامت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بقراءة كتابيه المذكورين اللذين أعترف أنهما له ، ومن إعداده وتأليفه ، وجمع الأمور الشركية والبدعية التي فيهما ، وإعداد ما ينبغي أن يوجه له ، ويطلب منه أن يذيعه بصوته ، وبعث له عن طريق معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 788/2 وتاريخ 12/11/1400 هـ فامتنع عن تنفيذ ما رآه المجلس وكتب رسالة ضمنها رأيه ووردت إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مشفوعة بكتاب معالي الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين رقم 2053/19 وتاريخ 26/12/1400 هـ .
وجاء في كتاب معاليه أنه اجتمع بالمذكور مرتين وعرض عليه خطاب سماحة الشيخ عبدالعزيز وما كتبه المشائخ ولكنه أبدى تمنعا عما اقترحوه وأنه حاول إقناعه ولم يقبل وكتب إجابة عما طلب منه مضمونها التصريح بعدم الموافقة على إعلان توبته .

وفي الدورة السابعة عشرة المنعقدة في شهر رجب عام 1401هـ في مدينة الرياض نظر المجلس في الموضوع وناقش الموقف الذي أتخذه حيال ما طلب منه ، ورأى أن يحاط ولاة الأمور بحاله والخطوات التي اتخذت لدفع ضرره وكف أذاه عن المسلمين ، وأعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيانا يشتمل على جملة من الأمور الشركية والبدعية الموجودة في كتابه "الذخائر المحمدية " منها ( ثم ضرب بعض الأمثلة ، ثم قال ) وقد رفع البيان إلى صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء مشفوعا بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 1280/2 وتاريخ 28/7/1401هـ .

وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس المنعقدة في شهر شوال عام 1401هـ أعيدت مناقشة موضوعة بناء على ما بلغ المجلس من أن شره في ازدياد وأنه لا يزال ينشر بدعه وضلالاته في الداخل والخارج ، فرأى أن الفساد المترتب على نشاطه كبير ، حيث يتعلق بأصل عقيدة التوحيد التي بعث الله الرسل من أولهم إلى آخرهم لدعوة الناس إليها ، وإقامة حياتهم على أساسها ، وليست أعماله وآراؤه الباطلة في أمور فرعية اجتهادية يسوغ الاختلاف فيها ، وأنه يسعى إلى عودة الوثنية في هذه البلاد وعبادة القبور ، والأنبياء والتعلق على غير الله ، ويطعن في دعوة التوحيد ، ويعمل على نشر الشرك والخرافات والغلو في القبور ، ويقرر هذه الأمور في كتبه ويدعو إليها في مجالسه ، ويسافر من أجل الدعوة لها في الخارج . إلى آخر ما جاء في قرار المجلس ) انتهى نقلاً من "حوار مع المالكي " للشيخ عبدالله بن منيع ـ حفظه الله ـ ( ص9 ـ 18 ) باختصار.
كما كتب عدد من أهل العلم كتباً في الرد على كثير من معتقداته الباطلة ، سأذكر ما وقفت عليه منها بعد قليل إن شاء الله .
ــــــــ
* إصراره على الباطل ! :
ولكن المشاهد مع كل أسف أن المالكي ما زال مصراً حتى الآن على تلك الأباطيل رغم نصح أهل العلم له ، فقد ألف كتابه " مفاهيم يجب ان تصحح " و"شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد " كما طبع كتابه " الذخائر المحمدية " طبعة ثانية وهي تحتوي على مقدمة للمالكي وتعليقات لشخص يدعى جمال فاروق جبريل محمود الدقاق نال فيها من كبار العلماء في المملكة مع كل أسف ولم يتراجع عن شيء مما جاء في الطبعة الأولى وهذه الطبعة هي التي عندي حالياً.

ومن مؤلفاته أيضاً "شرف الأمة المحمدية " و" الإنسان الكامل " و " في رحاب البيت الحرام " و"وهو بالأفق الأعلى" و" المدح النبوي بين الغلو والإنصاف " والإنصاف عنده طبعاً أن تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم كما تشاء ولكن لا توصله إلى مقام الرب عز وجل أو أن تقول فيه أنه ابن الله فقط !! كما له رسالة بعنوان " البيان والتعريف في ذكرى المولد النبوي الشريف"ومن مؤلفاته أيضاً " تحقيق الآمال فيما ينفع الميت من الأعمال" .
وكتبه ولله الحمد مازالت ممنوعة عندنا في السعودية ولكنه يطبعها خارج السعودية مثل الإمارات ومصر ويقوم بتوزيعها على طلابه ومحبيه سرا نسأل الله أن يريح المسلمين من شره.
ــــــــ
* ردود أهل العلم عليه :
وقد كتب بعض أهل العلم ردوداً قوية عليه ـ والحمد لله ـ وقفت
منها على ما يلي :
* أولاً : الردود عليه في موضوع الاستغاثة والشرك :
1 ـ "هذه مفاهيمنا رد على كتاب مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد علوي المالكي" تأليف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية .
وتجد هذا الكتاب في الموقع التالي
http://www.ansar.org/books/mfahem.htm
2 ـ " جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر" لـ سمير ابن خليل المالكي وهو أحد أقرباء محمد بن علوي المالكي لكنه من أهل السنة والحمد لله وقد طبع هذا الرد في مذكرة طبعت بالكمبيوتر وموجود عندي نسخة منها ، وقد قمت بحمد لله بنقله في عدة ساحات عبر الإنترنت .
وقد قام الأخ ناظر جزاه الله خيرا بإضافته في موقعه التالي :
http://kotob.hypermart.net/
3 ـ " كمال الأمة في صلاح عقيدتها " للشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله رد فيها على بعض ما جاء في كتاب " الذخائر المحمدية " ، وهي أول رسالة كتبت في الرد على محمد بن علوي المالكي .
4 ـ شريط "الرد على شركيات المالكي " للشيخ سفر الحوالي وهو عبارة على تنبيه على بعض ما جاء في كتاب محمد بن علوي مالكي " شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد ".
وتجد الشريط في الموقع التالي :
http://www.islamway.com/ara/lessons.php?lesson_id=584&scholar_id=58
5 ـ كما أن للشيخ سفر الحوالي رسالة صغيرة تقع في أربعة عشر صفحة كتبها للشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ وكبار العلماء بالمملكة وطلبة العلم جمع فيها بعض المواضع الشركية في كتاب " شفاء الفؤاد " .
6 ـ " وجاءوا يركضون .. مهلاً يا دعاة الضلالة " للشيخ أبي بكر الجزائري وهو رد على بعض دعاة الخرافة ممن كتبوا في الدفاع عن المالكي .

* ثانياً : الرد عليه في موضوع المولد :
1 ـ "حوار مع المالكي في رد منكراته وضلالاته" للشيخ عبدالله بن منيع وتقديم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية .
2 ـ " الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي" للشيخ حمود التويجري رحمه الله / ط دار اللواء .
3 ـ "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله / ط الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ، وهذا الكتاب ـ من وجهة نظري ـ هو أفضل كتاب في هذه المسألة .
وقد طبع الكتابان الأخيران بالإضافة إلى عدة كتب أخرى في مجلدين بعنوان :
"رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي" ( مجموعة من العلماء) / ط
دار العاصمة بالرياض ويتضمن بالإضافة إلى الكتابين السابقين :
ـ " المورد في عمل المولد " للعلامة الفاكهاني رحمه الله .
ـ "حكم الاحتفال بالمولد النبوي والرد على من أجازه" للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله .
ـ "حكم الاحتفال بالمولد النبوي" للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
ـ "الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف" للشيخ أبوبكر الجزائري .
ـ " الاحتفال بالمولد بين الاتباع والابتداع " للشيخ محمد بن سعد بن شقير .
4 ـ بلغني أن هناك شريطين في الرد على محمد بن علوي المالكي في موضوع المولد لسمير المالكي ولكني مع كل أسف لم استطع الحصول عليها حتى الآن .

* ثالثاً : الرد عليه في موضوع التصوف بشكل عام :
1ـ " الرد على الخرافيين " ( دراسة عن الصوفية ) للشيخ سفر الحوالي .
وهي في الأصل خمسة أشرطة للشيخ سفر الحوالي تحمل نفس العنوان وقد نشرت في بعض المواقع .
وتجده في الرابط التالي على صيغة ملف وورد :
http://www.saaid.net/Warathah/safar/sf5.zip

2 ـ شريط "شرح العقيدة الطحاوية " ( شريط رقم 265/1) ( للشيخ سفر الحوالي ) وهو رد على بعض ما جاء في كتاب " المختار من كلام الأخيار " .

* رابعاً : كتب جاء فيها ردود على بعض معتقدات المالكي :
1 ـ " الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية " للشيخ جيلان بن خضر العروسي ـ حفظه الله ـ حيث رد في ( 2 / 869 ) على المالكي في مسألة الاستغاثة .
2 ـ " التبرك المشروع والتبرك الممنوع "للشيخ علي العلياني ـ حفظه الله ـ رد في بعض فصوله على المالكي في مسألة التبرك .
3 ـ " المباحث العلمية بالأدلة الشرعية " الشيخ علي رضا بن عبدالله بن علي رضا ـ حفظه الله ـ حيث رد في ( ص106 ـ 107 ) على قول المالكي بإمكانية حضور روح الرسول صلى الله عليه وسلم مجالس المولد النبوي .
4 ـ كما يوجد في العدد العشرين من مجلة " الحكمة " دراسة للشيخ عبدالغفار محمد حميدة بعنوان " المولد النبوي وما فيه من الأحاديث الواهية والبدع والخرافات " وهي دراسة نافعة تقع ( من صفحة 23 إلى صفحة 131) وقد رد فيها على بعض ما جاء في كتب وأشرطة محمد بن علوي المالكي وغيره من خرافات حول المولد النبوي .
ــــــــ
* بعض أتباعه :
و لمحمد بن علوي المالكي اتباع في بعض الدول الإسلامية مع كل أسف أذكر منهم على سبيل المثال :
1 ـ محمد الخزرجي وزير الأوقاف الإماراتي السابق وقد قام بطبع عدة مؤلفات لمحمد بن علوي المالكي أثناء توليه الوزارة مثل " مفاهيم يجب أن تصحح " و " شفاء الفؤاد في زيارة خير العباد " وقد كتب مقدمة للكتابين .
2 ـ عيسى بن مانع الحميري من دولة الإمارات انظر كتابه "بلوغ المأمول في الاحتفاء والاحتفال بمولد الرسول" فقد أثنى في مقدمته على المالكي كثيراً ! .
3 ـ ممدوح بن سعيد بن محمود من مصر ويعيش في الإمارات حاليا حسب علمي فقد استمعت إلى ندوة سجلها لي بعض الاخوة من تلفزيون دبي وهي تدور حول الاحتفال بالمولد النبوي تحدث فيها ممدوح بن سعيد في الاستديو ومحمد بن علوي المالكي عبر الهاتف وشريط الندوة موجود عندي على شكل شريط مسجل ، وقد أثنى فيها ممدوح بن سعيد على المالكي .
ولتعلم مدى ما بلغ هذا الرجل من جهل راجع مقدمة كتاب " آداب الزفاف " للعلامة الألباني رحمه الله طبعة المكتبة الإسلامية بالأردن ، وكتاب "دراسات علمية في صحيح مسلم ، وهو المسمى بـ كشف المعلم بأباطيل كتاب " تنبيه المسلم " " للشيخ علي الحلبي حفظه الله .
4 ـ عمر بن حفيظ في اليمن ، وهذا الضال – اعني عمر بن حفيظ – وصل إلى الضلال والشرك إلى مدى بعيد ، حيث يقول بعقيدة الحلول نسأل الله العافية ، وفي النية إن شاء الله كتابة موضوع عن هذا الضال المضل ، فأسأل الله الإعانة .
5 ـ عبدالعزيز بن محمد بن الصديق الغماري من المغرب .
فقد كتب مقدمة لكتاب " إعلام النبيل بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل " لراشد المريخي ، والتي دافع فيه عن المالكي .
6 ـ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري من المغرب .
فقد كتب تقريظا لكتاب " التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار " لعبد الحي العمروي وعبدالكريم مراد .
ولتعرف حال هؤلاء الغماريين راجع كتاب " كشف المتواري من تلبيسات الغماري للشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري حفظه الله .
7 ـ يوسف بن هاشم الرفاعي من دولة الكويت فقد كتب رداً على كتاب الشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله "حوار مع المالكي" واسمه " الرد المحكم المنيع على شبهات ابن منيع " فضح نفسه فيه !!! ولتعرف مدى ضلال هذا الرجل راجع رسالة " البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي ومقدمة البوطي من الكذب الواضح والتضليل " للشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ وهي من منشورات دار العاصمة بالرياض، وكذلك كتاب " الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال " للشيخ عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ وهو من منشورات دار ابن الأثير بالرياض .
وتجد رد الشيخ الفوزان حفظه الله على هذا الرفاعي في الرابط التالي
كما تجد جزء من رد الشيخ عبد المحسن حفظه الله في الرابط التالي
8 ـ راشد المريخي من البحرين فقد ألف كتاباً بعنوان" إعلام النبيل
بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل" دافع فيه عن المالكي .
( 9 – 10) عبدالكريم المغربي وعبدالحي العمراوي فقد ألفا كتاباً بعنوان " التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار".
وقد رد على الأربعة المذكورين في الأخير الشيخ أبي بكر الجزائري في كتابه "وجاءوا يركضون مهلا يا دعاة الضلالة " .
11 ـ محمد بن حسنين مخلوف مفتي مصر سابقاً .
12 ـ أحمد بن عمر بن هاشم مدير جامعة الأزهر حالياً ! !
فقد كتبا هذين الأخيرين تزكية لكتاب محمد بن علوي المالكي "مفاهيم يجب أن تصحح" وقد نشرت في مقدمة الكتاب .
13 ـ عبيد محمد أمين كردي نزيل المدينة فقد استمعت لبعض أشرطة الموالد التي يقيمها المالكي وكان ضمن من يلقون الكلمات في تلك المجالس عبيد محمد أمين كردي .
14 ـ الدكتور محمد عبده يماني ، انظر كتابه "علموا أولادكم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم" فقد أحال فيه إلى بعض كتب المالكي .
15 ـ صالح كامل التاجر المعروف فقد سمعت من كثير من الأشخاص سواء ممن يحضرون الموالد أو هم من أهل السنة يقولون بان صالح كامل متأثر بالمالكي ، كما بلغني أنه قام في احدى السنوات ببث احتفالا أقامه محمد ابن علوي المالكي بمناسبة المولد النبوي ! ! عبر احدى قنواته الفضائية التي تنشر الخرافات باسم الدين كما أنها تنشر الفساد الخلقي في نفس الوقت ! ! .
ــــــــــ
* بعض أقوال العلماء في محمد بن علوي االمالكي وكتبه :
1 ـ قال الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ في مقدمته لكتاب الشيخ عبدالله بن منيع ـ حفظه الله ـ "حوار مع المالكي في رد منكراته وضلالاته " ( ص5 ـ 6 ) :
( فقد اطلعت على أمور منكرة في كتب أصدرها محمد علوي مالكي ، وفي مقدمتها كتابه الذميم الذي سماه " الذخائر المحمدية " … ( إلى أن قال ) وقد ساءني كثيرا وقوع هذه المنكرات الشنيعة والتي بعضها كفر بواح من محمد علوي المذكور ) كما وصفه في نفس المقدمة بقوله : ( وبين ـ أي الشيخ ابن منيع ـ للناس ما عليه المذكور ـ أي المالكي ـ من سوء عقيدة وخبث اتجاه وبعد عن الحق والصواب ) اهـ .
كما وصف المالكي في نفس المقدمة بـ ( المبتدع الضال ) .
2 ـ قال الشيخ عبدالله بن منيع في كتابه "حوار مع المالكي" ( ص8 ) :
( لقد كنت في شهري جمادى وشهر رجب من عام 1402هـ في إجازة وفي إحدى زياراتي لسماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ناولني هذه الرسالة ـ يقصد رسالة "حول الاحتفال بالمولد النبوي " للمالكي ـ وطلب مني أثناء تمتعي بالإجازة أن أرد عليها بعد أن أبدى استياءه واستنكاره وغضبه وتمعره من هذا الرجل ، ومكابرته وسوء معتقده وخروجه عن ربقة الإسلام بما ينشره من شركيات وضلالات ومنكرات ) .
3 ـ قال الشيخ عبدالله بن منيع ـ حفظه الله ـ في كتابه " حوار مع المالكي" ( ص7 ) تحت عنوان ( تقديم وإعذار ) : ( فكم يعز علينا أن نستثقل نسبة أوصاف التكريم والتقدير لرجل كان أمل الاستقامة والصلاح وسلامة المعتقد ، لنشأته في بيئة ذهب عن كثير من أهلها أدران البدع
ومظاهر المنكرات ؛ وتدرجه في المراحل الدراسية حتى النهائية إلا أنه مع الأسف بعد أن شب عن الطوق ووصل إلى درجة يفترض أنها بداية النضج الفكري أخذ ينحدر في فكره وعلمه ومعتقده ونوع اتجاهه إلى حال من السخافة وسوء المعتقد والدعوة إلى الذرائع الموصلة إلى الوثنية والجاهلية بما يقوله بلسانه ويكتبه بقلمه ويقرره في مجالس تعليمه وبما ينشره هذه الأيام من مؤلفات فيها الإثم وسوء المعتقد تدعو حالها إلى اعتباره في طليعة الدعاة إلى البدع والخرافات والشرك بالله في الوهيته وربوبيته .. الخ ) .
4 ـ قال الشيخ أبوبكر الجزائري ـ حفظه الله ـ في كتابه "وجاءوا يركضون مهلاً يا دعاة الضلالة " ( ص38 ) : ( نصب نفسه – أي محمد بن علوي المالكي – داعياً إلى البدعة والضلالة .. الخ ) .
5 ـ قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ حفظه الله في كتابه "هذه مفاهيمنا رد على كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح " " ( ص8 ) واصفاً كتاب " مفاهيم يجب أن تصحح" :
( ولما كان هذا الكتاب يعبر فيه كاتبه عن رأيه وفيه من الشطاط عن فهم التوحيد ما فيه ، ومن عدم الفهم لدعوة الشيخ – يقصد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – ما فيه ، ومن الخوض في الدفاع عن الداعين أصحاب القبور من الأنبياء والصالحين ، وفي تجويز ما قال الفقهاء في باب " الردة " إنه كفر بالإجماع ، ولما لكاتبه من تبع ومريدين استعنت الله في كشف ذلك ،
وبيان الحق فيه ، وبيان أن ما جوزه الكاتب في " مفاهيمه " من الشرك الذي بُـعِثَ الرسلُ جميعاً وآخرهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لقمعه .. الخ ) .
6 ـ وصفه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ حفظه الله ـ بداعية الضلال حيث قال في تقديمه لكتاب "الصارم المنكي في الرد على السبكي" للإمام ابن عبدالهادي رحمه الله والذي حققه عقيل المقطري وطبع في "مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع" ( ص5 ) :
( وإني أنصح من يريد أن يرد على دعاة الضلال في زماننا هذا كمحمد علوي مالكي وأشياعه أن يكون أول مرجع لهم هو "الصارم المنكي في الرد على السبكي" .. الخ ) .
7 ـ قال الشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني ـ رحمه الله ـ في كتابه العجاب "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية " ( 3 / هامش صفحة 1797 ) :
( ألف محمد علوي المالكي أحد الدعاة إلى القبورية في عصرنا هذا كتابه القبوري "مفاهيم يجب أن تصحح" برهن فيه على أنه ملبس مدلس قبوري خرافي .. الخ ) .
ــــــــــ
* قبل الختام :
وقبل أن أنهي هذا الموضوع ، أرى أنه يستحسن أن أنقل قصيدة كتبها عبيد آل رمال الشمري جزاه الله خيرا بعد أن اطلع على النصيحة المزعومة التي كتبها يوسف بن هاشم الرفاعي الخرافي الكويتي إلى علماء نجد ، والتي كتب مقدمة لها محمد بن سعيد بن رمضان البوطي والتي أشرت إليها فيما مضى .
وهي بعنوان " نظم القصيد في الدفاع عن أهل التوحيد وقمع أهل الشرك والتنديد " حيث قال فيها جزاه الله خيراً :
عنـاوين بزور الشهد تبدو ** بها السم الزعاف لنا يعدُّ
مزخرفة مزوقة بنصح ** عجوز جملت والخد جعدُ
وقد لبس الخؤون ثياب ودٍ ** وتحت ثيابه الخصم الألدُّ
وأبدا الذئب إشراق ابتسامٍ ** وفي فكيه أنياب وحـدُّ
وإبليس الطريد يقول نصحاً ** لآدم ( كل فذاك الأكل خلدُ )
وفرعون المريد يقول أخشى ** يبدل دينكم موسى ويعدو
وما أهديكم إلا رشـاداً ** ووعظي فيكم نصح ورشدُ
ويـأتينا قبـوري مهـين ** رفـاعي له في الصدر حقدُ
يقول : نصيحتي علماء نجد ** نصيحة من له في القلب وُدُّ
دعوا الأوثان تعبدها البرايا ** دعوا قبر النبي فمنه مــدُّ
دعوا آثار أحمد نـجتبيها ** فزلفانا بأحمد تُستـمــدُّ
نريد الشرك عندكم ولكن ** يلاقينا بكم عن ذاك سـدُّ
لعمري سدكم سد منيع ** يواجهنا قبيل السد جـنـدُ
دياركم ديار مقفرات ** من الإشراك والتنديد جردُ
فآثار الكرام محقتموهـا ** وما من مشهد إلا يُهَــدُّ
فلا بئـر ولا بيت ودار ** ولا قبر يحج له ولحــدُ
فـأي عقيدة تدعو لهذا ** وأي شريعة في ذاك تبدو ؟!!
تتبعنا ، بحثنا ، بل نبشنا ** شريعة أحمد فلها المَرَدُّ !
فلم نر قط فيها من دليل ** يؤيد فعلكم أو مـا يشدُّ
مغامرة ، مؤامرة ، وكيد ** وظلم منكم يعلوه حِقدُ
ألا يا أمة جارت علينا ** وتقطع للطريق وتَسْتَبِدُّ
تكلمنا لأنا قد أمتنا ** غطارفة على التوحيد رَصدُ
فما بكم (ابن سحمان) المثنى ** ولا(عبداللطيف) بكم (وسعدُ)
وليس (حمود) فيكم (وابن باز) ( ** ( وألبانيكم) ما عاد يبدو
أجيبكم أيـا عمرو الخزاعي ** وأعجلك الجواب فذاك نقدُ
أصوغ قصيدة عصماء جاءت ** كصعق البرق يتلو الصعق رعدُ
تزلزل عرشكم وتهد صرحاً ** لكم فيغيظ صوفي عــُرُدُّ
عليك دوائر السوء استدارت ** وساء لكم بذاك الشرك وِرْدُ
تحاول جاهداً إحيـاء دين ** له الرسل الكرام أتت تقدُّ
وتدعو للتنكب عن هدانا ** لكي يحيا (يعـوق) بنا (وَوَدُّ)
إذا شئت الجحيم فذا سبيل ** مضى فيه من الكفار حشد
فتلك (ثمود) تسبقكم و (عاد) ** إلى ما كان أخزى فاستعدوا
رأيت عبـادة الأوثان تحلو ** لكل مذبذب بالزيغ يعـدو
فتألفها قلوب كافرات ** تملكـها بـذل الشرك قيدُ
وجوه خاشعات عاملات ** يُـرى من كدها نسك وزهد
جهنم دارها تصلى وتُسقى ** حـميماً لا يـطـاق ولا يُرَدُّ
لهم فيها خلود لا فنـاء ** وليس لهـم بـذاك الخـلدِ حَدُّ
مـجدد ملة الأوثان فيها ** يجـر بحـرهـا قـصباً تُمـَدُّ
هـو ابن لحي الفتان قدماً ** نـعم ولأنـت للفتـان عَضدُ
ورثت الشرك عن سادات كفر ** فبئس الإرث شرك يُسْتَجَدُّ
بعيد عن ضحى التوحيد ساعٍ ** بليل الكفر إذ عيناك رُمْدُ
ولغتم في بلاد الله حتى ** شكى من رجسكم"هند" و"سندُ"
و"شام"و" العراق"و"مصر"تشكو ** بل " الحرمان " يشكو ما يُنَدُّ
إذا الصوفي حل بأرض قوم ** فما للقوم إلا أن يشدُّوا
لأن روائح الصوفي تؤذي ** وهل بمعاطن الخنـزير وَرْدُ
أيا ثور الكويت ملكت قرناً ** كسيراً لا يسن ولا يحدُّ
تجابه فيه أهل الحق طُرّاً ** فهل ينهد من قرنيك طودُ
أأعلفك الردى " البوطي " حتى ** سكرت بسكرة فغشاك مَيدُ
رماه الله ثم رماك أخرى ** بثالثة الأثافي ذو تقـدُّ
فما " البوطي " ذا علم شريف ** ولا يرجى به القول الأَسدُّ
ضرير للضرير مضى دليلاً ** فهل للعمي بعد التيه عودُ
مقدمة تزيدك كيل غي ** وقبضة سامري منك تبدو
أعباد القبور أذاك حق ** لربي أن يساوى فيه ندُّ
أذاك الحق أن يُدعى ضعيف ** ويعرض عن كريم لا يَرُدُّ
قريب قادر رب رحيم ** غني واحد أحد وفردُ
أفاض على العباد من العطايا ** وفضل الله لا يحصيه عدُّ
فلا حق الإله عرفتموه ** وليس لكم عن الكفران بدُّ
رغبتم عن عبادته فزغتم ** وساوركم من الكفران إدُّ
أقول نعم ..! لنا سد منيع ** هو التوحيد ذا الأمر الأشدُّ
لنا نور ونبراس مضيء ** لنا عز ومفخرة ومجدُ
به قامت سماوات وأرض ** به انقسم الأنام شقاً وسعدُ
ورايات الجهاد به تسامت ** وللرايات غايات وقصدُ
أجيبوني لماذا الرسل جائت ** وفي أي الخصومات اسْتُبِدُّوا
وما لرسولنا يدعو فيَؤُذى ** ويلفيه من الأقوام طرد
أكانوا منكرين فعال ربي ** وهل للرَّزق والإنعام جُحْدُ
فلا والله بل كل مُقِرُّ ** ولكن في ألوهته يَنِدُّوا
وأنتم بالألوهة قد كفرتم ** وكل منكموا بالشرك يحدو
خسرتم في تنسككم فأنتم ** كذات الغزل تنقض ما تَشدُّ
فمن شاء الإله هداه رُشداً ** ومن أشقاه ما عقباه حَمْدُ
فتباً للألي حادوا فزاغوا ** عن النور المبين وعنه صُدُّوا
وتباً للعداة دعاة شرك ** لهم في جملة البلدان جِدُّ
فلن يروى غليل القوم حتى ** تُرى الأكوان بالإشراك تبدو
أما يكفيهمو من ذاك شرك ** بمقبرة البقيع نراه يغدو
أما في المسجد النبوي صوت ** بتلك البردة الرعناء يشدو
أما للمصطفى نرنوا دعاء ** ونحو ضريحه الأيدي تُمَدُّ
أما في مكة للشرك رأسٌ ** وطاغـوت على الإسلام ضدُّ
هو العلوي لا أعلاه ربي ** بل الزنديق من بالشرك جَلْدُ
وذا قارون كامل (واليماني) ** فللأقوام في الإعلام جُهدُ
أليس لهم مع (التبليغ) فرع ** وفي (الإخوان) تأسيس مُعَدُّ
أيا صوفية رميت بشهب ** ثواقب مـن شريعتنا تَهُدُّ
ألا موتي بغيظك إن فينا ** غطارفة على التوحيد رَصدُ
أجبتكموا أيا عمرو الخزاعي ** وخذ مني القصيد فذاك نَقدُ
ترقب في غدٍ سترى علانا ** وإن تنعر بأنفك يا عُرُدُّ
بل ارقب يا عدو الله سيفاً ** قريباً لا يرق فذاك وعدُ

وهذه القصيدة نقلتها من موقع ( العصرانيون ) .
ــــــــ
* الخاتمة :
وفي الختام أرجو أن أكون قد أفدتكم بشيء حول هذا الرجل الضال المضل الذي أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يريح المسلمين من شره و شر أمثاله .
وصلى الله وسلم على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

نقلاً عن الأخ : أبو معاذ
منتدى أنا المسلم

البراء
05-01-2004, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تقرأ ماجاء في هذا الكتاب بروية وهدوء وضع نصب عينيك انك تقرأه لإتباع الحق وليس الهوى واعلم بأننا ضد العقيدة المنحرفة التي لم ينزل الله بها من سلطان دون النظر إلى صاحبها سواء أكان المالكي أو حتى لو كان من ابائنا وأمهاتنا فالحق أحق أن يتبع وأظنك توافقني في هذا .

أخي أرجو أن تفتح الرابط وتطبع الكتاب المرفق وتقرأه كما طلبت منك .

جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر (http://kotob.hypermart.net/jalaabasaer.htm)
مع دعائي لمن أرشدني لرابط الكتاب بالمغفرة .

البراء

النعمان
05-01-2004, 04:17 PM
جزاك الله خير اخي البراء

للعم الكتاب الذي تفضلت بوضع رابطه لابن عم محمد علوي مالكي ..

شاكر لك ردك

شمايل
06-01-2004, 02:28 AM
الهيكل ، لا تأخذك العزة بالإثم و يكفي ما جاء به النعمان و البراء جزاهم الله خيراً
***********************************

http://www.saaid.net/Doat/ehsan/102.zipالرد على الخرافيين ـ لفضيلة الشيخ سفر الحوالي (http://www.saaid.net/Doat/ehsan/102.zip)

الإستغاثة و الرد على محمد علوي المالكي .. الحلقة الأولى ،للموحد (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/6.htm)

الإستغاثة و الرد على محمد علوي المالكي - الحلقة الثانية، للموحد (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/7.htm)

الإستغاثة و الرد على محمد علوي المالكي- الحلقة الثالثة، للموحد (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/8.htm)

الإستغاثة و الرد على محمد علوي المالكي- الحلقة الرابعة، للموحد (http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/9.htm)


**************************
حقيقة التصوفوموقف الصوفية من أصول العبادة والدين
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان



حقيقة التصوف

لفظ التصوف والصوفية لم يكن معروفا في صدر الاسلام وإنما هو محدث بعد ذلك أو دخيل على الاسلام من أمم أخرى . قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ في مجموع الفتاوى : (*( أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة ، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ ، كالامام أحمد بن حنبل ، وأبي سليمان الداراني وغيرهما ، وقد روي عن سفيان الثوري أنه تكلم به ، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري ، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي ، فإنه من أسماء النسب كالقرشي والمدني وأمثال ذلك ، فقيل : إنه نسبة إلى أهل الصفة ، وهو غلط ، لأنه لو كان كذلك ، لقيل : صفي ، وقيل نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله ـ وهو أيضا غلط فإنه لو كان كذلك لقيل : صوفي ، وقيل نسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن بشر بن طابخة ، قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة من الزمن القديم ينسب إليهم النساك ، وهذا وإن كان موافقا للنسب من جهة اللفظ فإنه ضعيف أيضا ، لأن هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى . ولأن غالب من تكلم باسم الصوفي لا يعرف هذه القبيلة ولا يرضى أن يكون مضافا إلى قبيلة في الجاهلية ، لا وجود لها في الاسلام وقيل ـ وهو العروف ـ أنه نسبة إلى الصوف ، فإنه أول ما ظهرت الصوفية في البصرة . وأول من ابتنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد ، وعبد الواحد من أصحاب الحسن ، وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار . )*) وقد روى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده عن محمد بن سيرين أنه بلغه أن قوما يفضلون لباس الصوف ، فقال : (*( إن قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح بن مريم ، وهدي نبينا أحب إلينا وكان " صلى الله عليه وسلم " يلبس القطن وغيره ، أو كلاما نحوا من هذا ، ثم يقول بعد ذلك : هؤلاء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة وهي لباس الصوف فقيل في أحدهم صوفي ، وليس طريقهم مقيدا بلبس الصوف ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ـ لمن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال )*) . إلى أن قال : (*( فهذا أصل التصوف ، ثم إنه بعد ذلك تشعبوتنوع )*) .إنتهى وكلامه (1) .. ـ يرحمه الله ـ يعطي أن التصوف نشأ في بلاد الاسلام على يد عباد البصرة .. نتيجة لمبالغتهم في الزهد والعبادة ثم تطور بعد ذلك ـ والذي توصل إليه بعض الكتاب العصريين ـ أن التصوف تسرب إلى بلاد المسلمين من الديانات الأخرى كالديانة الهندية والرهبانية النصرانية وقد يستأنس لهذا بما نقله الشيخ عن ابن سيرين أنه قال : (*( إن قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح بن مريم ، وهدي نبينا أحب إلينا . )*) فهذا يعطي أن التصوف له علاقة بالديانة النصرانية ؛؛ ويقولون الدكتور // صابر طعيمة \\ في كتابه : " الصوفية معتقدا ومسلكا " : ويبدوا أنه لتأثير الرهبنة المسيحية التي كان فيها الرهبان يلبسون الصوف وهم في أديرتهم كثرة كثيرة من المنقطعين لهذه الممارسة على امتداد الأرض التي حررها الاسلام بالتوحيد أعطى هو الآخر دورا في التأثير الذي بدا على سلوك الأوائل (2) .. وقال الشيخ " إحسان إلهي ظهير" ـ يرحمه الله ـ في كتابه : " التصوف ، المنشأ والمصادر" (*( عندما نتعمق في تعاليم الصوفية الأوائل والأواخر وأقاويلهم المنقولة منهم والمأثورة في كتب الصوفية القديمة والحديثة نفسها نرى بونا شاسعا بينها وبين تعاليم القران والسنة ، وكذلك لا نرى جذورها وبذورها في سيرة سيد الخلق محمد " صلى الله عليه وسلم " وأصحابه الكرام البررة خيار خلق الله وصفوة الكون ، بل بعكس ذلك نراها مأخوذة مقفبسة من الرهبنة المسيحية والبرهمة الهندوكية وتنسك اليهودية وزهد البوذية . (3) .. ويقول الشيخ : عبد الرحمن الوكيل ـ يرحمه الله ـ في مقدمة كتاب : " مصرع التصوف " : (*( إن التصوف أدنأ وأوألأم كيدا ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسله ، إنه قناع المجوس يتراءى بأنه لرباني ، بل قناع كل عدو صوفي للدين الحق فتش فيه تجد برهمية وبوذية وزرادشتية ومانوية وديصانية ، تجد أفلاطونية وغنوصية ، تجد فيه يهودية ونصرانية ووثنية جاهلية (4) .. )*) ومن خلال عرض اراء هؤلاء الكتاب المعاصرين في أصل الصوفية ، وغيرهم مما لم نذكره كثيرون يرون هذا الرأي . يتبين أن الصوفية دخيلة على الاسلام ، يظهر ذلك في ممارسات المنتسبين إليها ـ تلك الممارسات الغريبة على الاسلام والبعيدة عن هديه ن وإنما نعني بهذا المتأخرين من الصوفية حيث كثرت وعظمت شطحاتهم . أما المتقدمون منهم فكانوا على جانب من الاعتدال ، كالفضيل بن عياض ، والجنيد وإبراهيم بن أدهم وغيرهم .


موقف الصوفية من العبادة والدين

للصوفية ـ خصوصا ـ المتأخرين منهم منهج في الدين والعبادة يخالف منهج السلف ، ويبفعد كثيرا عن الكتاب والسنة . فهم قد بنوا دينهم وعبادتهم على رسوم ورموز واصطلاحات اخترعوها ، وهي تتلخص فيما يلي :

1 ـ قصرهم العبادة على المحبة ، فهم يبنون عبادتهم لله على جانب المحبة ، ويهملون الجوانب الأخرى ، كجانب الخوف والرجاء ، كما قال بعضهم : أنا لا أعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من ناره ـ ولا شك أن محبة الله ـ تعالى ـ هي الأساس الذي تبنى عليه العبادة . ولكن العبادة ليست مقصورة على المحبة كما يزعمون ، بل لها جوانب وأنواع كثيرة غير المحبة كالخوف والرجاء والذل والخضوع والدعاء إلى غير ذلك ، فهي كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية .. (*( اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة )*) ..

ويقول العلامة ابن القيم

وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان

ولهذا يقول بعض السلف : من عبدالله بالحب وحده هو زنديق ، ومن عبده بالرجاء وحده هو مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ، ومن عبده بالحب والخوف والرداء فهو موحد . وقد وصف الله رسله وأنبياءه ، بأنهم يدعون ربهم خوفا وطمعا ، وأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ، وأنهم يدعونه رغبا ورهبا . قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ : (*( ولهذا قد وجد في نوع من المتأخرين من انبسط في دعوى المحبة حتى أخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة والدعوى التي تنافي العبودية )*) .. وقال أيضا : (*( وكثير من السالكين سلكوا في دعوى حب الله أنواعا من الجهل بالدين ، إما من تعدى حدود الله ، وإما من تضييع حقوق الله . وإما من إدعاء الدعاوى الباطلة التي لا حقيقة لها . (5) .. )*) ، وقال أيضا : (*( والذين توسعوا من الشيوخ في سماع القصائد المتضمنة للحب والشوق واللوم والعذل والغرام كان هذا أصل مقصدهم ، ولهذا أنزل الله اية المحبة محنة يمتحن بها المحب ، فقال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} .. ( ال عمران ) ، الأية : ' 31 ' . فلا يكون محبا لله إلا من يتبع رسوله ، وطاعة الرسول ومتابعته لا تكون إلا بتحقيق العبودية ، وكثير ممن يدعي المحبة يخرج عن شريعته وسنته ، " صلى الله عليه وسلم " ، ويدعي من الخيالات ما لا يتسع هذا الموضوع لذكره ، حتى يظن أحدهم سقوط الأمر ـ وتحليل الحرام له )*) .. ، وقال أيضا : (*( وكثير من الضالين الذين اتبعوا أشياء مبتدعة من الزهد والعبادة على غير علم ولا نور من الكتاب والسنة وقعوا فيما وقع فيه النصارى من دعوى المحبة لله مع مخالفة شريعته وترك المجاهدة في سبيله ونحو ذلك . انتهى .
فتبين بذلك أن الاقتصار على جانب المحبة لا يسمى عبادة بل قد يؤول بصاحبه إلى الضلال بالخروج عن الدين

2 ــ الصوفية في الغالب لا يرجعون في دينهمة وعبادتهم إلى الكتاب والسنة والاقتداء بالنبي ، " صلى الله عليه وسلم " ، وإنما يرجعون إلى أذواقهم وما يرسمه لهم شيوخهم من الطرق المبتدعة ، والأ ذ كار والأوراد المبتدعة ، وربما يستدلون بالحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة لتصحيح ما هم عليه ، بدلا من الاستدلال بالكتاب والسنة ، هذا ما ينبغي عليه دين الصوفية . ومن المعلوم أن العبادة لا تكون عبادة صحيحة إلا إذا كانت مبنية على ما جاء في الكتاب والسنة . قال شيخ الاسلام ابن تيمية ويتمسكون ( يعني الصوفية ) في الدين الذي يتقربون به إلى ربهم بنحو ما تمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لا يعرف صدق قائلها ، ولو صدق لم يكن معصوما ، فيجعلون متبوعهم وشيوخهم شارعين لهم دينا ، كما جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينا ... انتهى .
ولما كان هذا مصدرهم الذي يرجعون إليه في دينهم وعبادتهم ، وقد تركوا الرجوع إلى الكتاب والسنة صاروا أحزابا متفرقين . كما قال ـ تعالى ـ : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } .. ( الأنعام ) ، الأية : ' 153 ' . فصراط الله واحد ، لا انقسام فيه ولا اختلاف عليه ، وما عداه فهو سبل متفرقة تتفرق بمن سلكها ، وتبعده عن صراط الله المستقيم ، وهذا ينطبق على فرق الصوفية فإن كل فرقة لها طريقة ، خاصة تختلف عن طريقة الفرقة الأخرى . ولكل فرقة شيخ يسمونه شيخ الطريقة يرسم لها منهاجا يختلف عن منهاج الفرق الأخرى ، ويبتعد بهم عن الصراط المستقيم . وهذا الشيخ الذي يسمونه شيخ الطريقة يكون له مطلق التصرف وهم ينفذون ما يقول ولا يعترضون عليه بشيء . حتى قالوا : المريد مع شيخه يكون كالميت مع غاسله وقد يدعي بعض هؤلاء الشيوخ أنه يتلقى من الله مباشرةما يأمربه مريدية وأتباعه .

3 ــ من دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم فيتقيدون بها ، ويتعبدون بتلاوتها ، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القران الكريم ، ويسمونها ذكر الخاصة . زأما الذكر الوارد في الكتاب والسنة فيسمونه ذكر العامة . فقول لا إله إلا الله . عندهم هو ذكر العامة ، وأما ذكر الخاصة : فهو الاسم المفرد :: الله :: وذكر خاصة الخاصة :: هو :: قال شيخ الاسلام ابن تيمية : ومن زعم أن هذا الدين ، أي قول لا إله إلا الله ذكر العامة وأن ذكر الخاصة ـ هو الاسم المفرد ـ وذكر خاصة الخاصة :: هو :: أي الاسم المضمر فهو ضال مضل . واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله ـ تعالى ـ { قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } .. ( الأنعام ) ، الأية : ' 91 ' من بين أبين غلط هؤلاء ، بل من تحريفهم للكلم عن مواضعه ، فإن الاسم :: الله :: مذكور في الأمر بجواب
الاستفهام في الأية قبله ، وهو قوله ـ تعالى ـ : { من أنزل الكتب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس } إلى قوله ـ تعالى ـ { قل الله } أي الله هو الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى . فالاسم :: الله :: مبتدأ خبره دل عليه الاستفهام ، كما فينظائر ذلك . نقول . من جارك ؟ فيقول : زيد . وأما الاسم المفرد مظهرا ومضمرا فليس بكلام تام ، ولا جملة مفيدة ، ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي ، ولم يذكر ذلك رسول الله ، " صلى الله عليه وسلم " ، ولا يعطي القلب نفسه معرفة مفيدة ، ولا حالا نافعا ، وإنما يعطيه تصورا مطلقا لا يحكم فيه بنفي ولا إثبات . إلى أن قال : وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر بالاسم المفرد وبـ ـ :: هو :: في فنون من الاتحاد ، وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال : أخاف أن أموت بين النفي والاثبات ، حال لا يقتدي فيها بصاحبها ، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به ، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه ، إذ الأعمال بالنيات ، وقد ثبت أن النبي ، " صلى الله عليه وسلم "، أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله . وقال : (( من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة )) ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود . بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد ، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة ، وأدخل في البدعة ، وأقرب إلى إضلال الشيطان ، فإن من قال :: ياهوياهو:: ، أو :: هو :: ، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه ، والقلب قد يهتدي وقد يضل ـ وقد صنف صاحب الفصوص (6) .. كتابا سماه كتاب : " الهو " وزعم بعضهم أن قوله ـ تعالى ـ : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ } .. ( ال عمران ) ، الأية : ' 7 ' . معناه : وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو ، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل . فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء . حتى قلت لبعض من قال شيئا من ذلك لو كان هذا كما قلته لكتبت الأية وما يعلم تأويل هو منفصلة (7) .. ، أي كتبت :: هو :: منفصلة عن : تأويل ...

4 ــ غلو المتصوفة في الأولياء والشيوخ خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة . فإن عقيدة أهل السنة والجماعة موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه ـ قال ـ تعالى ـ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } .. ( المائدة ) ، الأية : ' 55 ' . وقال ـ تعالى ـ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء } .. ( الممتحنة ) ، الأية : ' 1 ' . وأولياءالله هم المؤمنون المتقون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ويجب علينا محبتهم والاقتداء بهم واحترامهم ـ وليست الولاية وقفا على أشخاص معينين . فكل مؤمن تقي فهو ولي لله ـ عز وجل ـ ، وليس معصوما من الخطأ ، هذا معنى الولاية والأولياء ، وما يجب في حقهم عند أهل السنة والجماعة ـ أما الأولياء عند الصوفية فلهم اعتبارات ومواصفات أخرى ، فهم يمنحون الولاية لأشخاص معينين من غير دليل من الشارع على ولايتهم ، وربما منحو الولاية لمن لم يعرف بإيمان ولا تقوى ، بل قد يعرف بضد ذلك من الشعوذة والسحر واستحلال المحرمات ، وربما فضلوا من يدعون لهم الولاية
على الأنبياء ، صلوات الله عليهم وسلامه عليهم ، كما يقول أحدهم :
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي

ويقولون : إن الأولياء يأحذون من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول ، ويدعون لهم العصمة . قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ وكثير من الناس يغلط في هذا الموضع فيظن في شخص أنه ولي الله ، ويظن أن ولي الله يقبل منه كل ما يقوله ، ويسلم إلبه كل ما يقوله . ويسلم إليه كل ما يفعله ، وإن خالف الكتاب والسنة . فيوافق ذلك الشخص . ويخالف ما بعث الله به الرسول الذي فرض الله على جميع الحلق تصديقه فيما أخبر وطاعفه فيما أمر . إلى أن قال وهؤلاء مشابهون للنصارى الذين قال الله فيهم : ـ { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .. ( التوبة ) ، الأية : ' 31 ' . وفي المسند وصححه الترمذي عن عدي بن حاتم في تفسير هذه الأية ، لما سأل النبي ، " صلى الله عليه وسلم " ، عنها ، فقال : ما عبدوهم ، فقال النبي ، " صلى الله عليه وسلم " ، أحلوا لهم الحرام ، وحرموا عليهم الحلال ، فأطاعوهم . وكانت هذه ، عبادتهم إيلهم ، إلى أن قال : وتجد كثيرا من هؤلاء : في اعتقاد كونه وليا لله ، أنه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة ، مثل أن يشير إلى شخص فيموت أو يطير في الهواء إلى مكة أو غيرها ، أو يمشي على الماء أحيانا أو يملأ إبريقا من الهواء ، أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فراه قد جاءه فقضى حاجته ، أو يخبر الناس بما سرق لهم أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك . وليس في هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله . بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته للرسول ، " صلى الله عليه وسلم " ، وموافقته لأمره ونهيه . وكرامات أولياء الله أعظم من هذه الأمور . وهذه الأمور الخارقة للعادة ، وإن كان قد يكون صاحبها وليا لله ، فقد يكون عدوا لله ، فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين ، وتكون لأهل البدع ، وتكون من الشياطين ، فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله . بل يعتبرأولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة ، ويعرفون بنور الايمان والقران ، وبحقائق الايمان الباطلة ، وشرائع الاسلام الظاهرة . مثال ذلك أن هذه الأمور المذكورة وأمثالها قد توجد في أشخاص ويكون أحدهم لا يتوضأ ولا يصلي الصلوات المكتوبة ، بل يكون ملابسا للنجاسات معاشرا للكلاب ، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والزابل ، رائحته خبيثة لا يتطهر الطهارة الشرعية ولا يتنظف . إلى أن قال : فإذا كان الشخص مباشرا للنجاسات والخبائث التي يحبها الشيطان ، أو يأوي إلى الحمامات والحشوش التي تحضرها الشياطين ، أو يأكل الحيات والعقارب والزنابير واذان الكلاب التي هي خبائث وفواسق أو يشرب البول ونحوه من النجاسات التي يحبها الشيطان ، أو يدعو غير الله فيستغيث بالمخلوقات ويتوجه إليها أو يسجد إلى ناحية شيخه ، ولا يخلص الدين لرب العالمين ، أو يلابس الكلاب أو النيران أو يأوي إلى المزابل والمواضع النجسة أو يأوي إلى المقابر ولا سيما إلى مقابر الكفار من اليهود والنصارى والمشركين ، أو يكره سماع القران وينفر عنه ، ويقدم عليه سماع الأغاني والأشعار ، ويؤثر سماع مزامير الشيطان على سماع كلام الرحمن ، فهذه علامات أولياء الشيطان لا علامات أولياء الرحمن (8) ... انتهى .
ولم يقف الصوفية عند هذا الحد من منح الولاية لأمثال هؤلاء بل غلوا فيهم حتى جعلوا فيهم شيئا من صفات وتقربوا إليهم بأنواع النذور، وهتفوا بأسمائهم في طلباتهم ، هذا منهج الصوفية في الولاية والأولياء .

5 ــ من دين الصوفية الباطل تقربهم إلى الله بالغناء والرقص ، وضرب الدفوف والتصفيق . ويعتبرون هذا عبادة لله . قال الدكتور // صابر طعيمة \\ في كتابه : " الصوفية معتقدا ومسلكا " : أصبح الرقص الصوفي الحديث عند معظم الطرق الصوفية في مناسبات الاحتفال بموالد بعض كبارهم أن يجتمع الأتباع لسماع النوتة الموسيقية التي يكون صوتها أحيانا أكثر من مائتي عازف من الرجال والنساء ، ومبار الأتباع يجلسون في هذه المناسبات يتناولون ألوانا من شرب الدخان ، وكبار أئمة القوم وأتباعهم يقومون بمدارسة بعض الخرافات التي تنسب لمقبوريهم ، وقد انتهى إلى علمنا من المطالعات أن الأداء الموسيقي لبعض الطرق الصوفية الحديثة مستمد مما يسمى .. (*( كورال صلوات الآحاد المسيحية )*) .. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية : مبينا وقت حدوث هذا . موقف الأئمة منه ومن الذي أحدثه ... اعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة ، لا بالحجاز ولا بالشام ، ولا باليمن ، ولا مصر ، ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية ، وبدف ولا بكف ، ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية . فلما راه الأئمة أنكروه فقال : الشافعي رضي الله عنه : خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه " التغبير " يصدون به الناس عن القران ، وقال يزيد بن هارون : ما يغبر إلا فاسق ، ومتى كان التغبير ؟ ... وسئل الامام أحمد فقال : أكرهه هو حمدث ، قيل : أتجلس معهم ، قال ، لا . وكذلك سائر أئمة الدين كرهوه ، وأكابر الشيوخ الصالحين لم يحضروه ، فلم يحضره إبراهيم بن أدهم ولا الفضيل بن عياض ، ولا معروف الكرخي ، ولا أبو سليمان الدارني ، ولا أحمد بن أبي الحواري ، والسري السقطي وأمثالهم والذين حضروه من الشيوخ المحمودين تركوه في اخر أمرهم ، وأعيان المشايخ عابوا أهله ، كما فعل ذلك عبد القادر والشيخ أبو البيان ، وغيرهما من المشايخ ، وما ذكره الشافعي ـ يرحمه الله ـ من أنه من إحداث الزنادقة ، كلام إمام خبير بأصول الاسلام ، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدع إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة ، كابن الراوندي والفارابي وابن سينا وأمثالهم إلى أن قال : وأما الحنفاء أهل ملة إبراهيم الخليل ، الذي جعله الله إماما ، وأهل دين الاسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا غيره ، المتبعون لشريعة خاتم الرسل محمد ، " صلى الله عليه وسلم " ، فليس فيهم من يرغب في ذلك ولا يدعو إليه ، وهؤلاء هم أهل القران والايمان والهدى والسعد والرشاد والنور والفلاح وأهل المعرفة والعلم واليقين والاخلاص لله والمحبة له والتوكل عليه والخشية له والانابة إليه . إلى أن قال : ومن كان له خبرة بحقائق الدين وأحوال القلوب ومعارفها وأذواقها ومواجيدها عرف أن سماع المكاء والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة : إلا وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه فهو للروح كالخمر ، للجسد ولهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر فيجدون لذة بلا تمييز ، كما يجد شارب الخمر بل يحصل لهم أكثر وأكبر مما يحصل لشارب الخمر ، ويصدهم ذلك عن ذكر اله وعن الصلاة أعظم مما يصدهم الخمر ويوقع بينهم العداوة والبغضاء أعظم من الخمر . وقال أيضا : وأما الرقص فلم يأمر الله به ولا رسوله ، ولا أحد من الأئمة ، بل قد قال الله في كتابه : { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} .. ( لقمان ) ، الأية : ' 19 ' . وقال في كتابه : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً } .. ( الفرقان ) ، الأية : ' 63 ' . أي بسكينة ووقار ، وإنما عبادة المسلمين الركوع والسجود . بل الدف والرقص لم يأمر الله به ولا رسوله ، ولا أحد من سلف الأمة ، قال : وأما قول القائل هذه سبكة يصاد بها العوام فقد صدق فإن أكثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة لأجل الطعام والتوانس على الطعام ، كما قال الله ـ تعالى ـ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } .. ( التوبة ) ، الأية : ' 34 ' . ومن فعل هذا فهو من أئمة الضلال الذين قيل في رؤوسهم : { رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا. رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } .. ( الأحزاب ) ، الأيتان : ' 67 ، 68 ' . وأما الصادقون منهم يتخذونه شبكة ، لكن هي شبكة مخرقة ، يخرج منها الصيد إذا دخل فيها ، كما هو الواقع كثيرا ، فإن الذين دخلوا في السماع المبتدع في الطريق ولم يكن معهم أصل شرعي شرعه الله ورسوله ، أورثهم أحوالا فاسدة .. انتهى .كلامه (9) .. فهؤلاء الصوفية الذين يتقربون إلى الله بالغناء والرقص يصدق عليهم قول الله ـ تعالى ـ : { الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً} .. ( الأعراف ) ، الأية : ' 51 ' .

6 ــ ومن دين الصوفية الباطل ما يسمونه بالأحوال التي تنتهي بصاحبها إلى الخروج عن التكاليف الشرعية نتيجة لتطور التصوف ، فقد كان أصل التصوف ، كما ذكره ابن الجوزي : رياضة النفس ، ومجاهدة الطبع ، برده عن الأخلاق الرذيلة ، وحمله على الأخلاق الجميلة ، من الزهد والحلم والصبر ، والاخلاص والصدق . قال وعلى هذا كان أوائل القوم ، فلبس إبليس عليهم في أشياء ، ثم لبس على من بعدهم من تابعيهم ، فكلما مضى قرن زاد طمعه في القرن الثاني ، فزاد تلبسه عليهم إلى أن تمكن من المتأخرين غاية التمكن ، وكان أصل تلبيسه عليهم أن صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل ، فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات ، فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة ، فرفضوا ما يصلح أبدانهم ، وشبهوا المال بالعقارب. ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى إنه كان فيهم من لا يضطجع ، وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة ، وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري ، ثم جاء أقوام فتكلموا لهم في الجوع والفقر والوساوس والخطرات وصنفوا في ذلك ، مثل الحارث المحاسبي ، وجاء اخرون فهذبوا مذهب الصوفية وأفراده بصفات ميزوة بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيق . ثم مازال الأمر ينمى ، والأشباح يضعون لهم أوضاعا ويتكلمون بمواقعاتهم ـ وبعدوا عن العلماء ورأوا ما هم فيه أو في العلوم حتى سموه العلم الباطن ، وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر ، ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه . فكأنهم تخايلوا شخصا مستحسن الصورة فهاموا به . وهؤلاء بين الكفر والبدعة ، ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق ففسدت عقائدهم . فمن هؤلاء من قال بالحلول ، ومنهم من قال بالاتحاد ، وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سننا .. انتهى (10) .. وسئل شيخ الاسلام ابن تيمية عن قوم داموا على الرياضة مرة فرأوا أنهم قد تجوهروا ، فقالو لا نبالي الآن ما علمنا ، وإنما الأوامر والنواهي رسوم العوام ، ولو تجوهروا لسقطت عنهم ، وحاصل النبوة يرجع إلى الحكمة والمصلحة ، والمراد منها ضبط العوام ، ولسنا نحن من العوام ، فندخل في حجر التكليف لأنا قد تجوهرنا وعرفنا الحكمة فأجاب : لا ريب عند أهل العلم والايمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلطه ، وهو شر من قول اليهود والنصارى . فإن اليهودي والنصراني امن ببعض الكتاب وكفر ببعض . وأولئك هم الكافرون حقا ، كما أنهم يقرون أن لله أمرا ونهيا ، ووعدا ووعيدا ، وأن ذلك متناول لهم إلى حين الموت ، هذا إن كانوا متمسكين باليهودية والنصرانية المبدلة المنسوخة ، وأما إن كانوا من منافقي أهل ملتهم كما هو الغالب على متكلميهم ومتفلسفتهم كانوا شرا من منافقي هذه الأمة ، حيث كانوا مظهرين للكفر ومبطنين للنفاق فهم شر ممن يظهر إيمانا ويبطن نفاقا . والمقصود أن المتمسكين بجملة منسوخة فيها تبديل خير من هؤلاء الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي عنهم بالكلية ، فإن هؤلاء خارجون في هذه الحال من جميع الكتب والشرائع والملل ، لا يلتزمون لله أمرا ولا نهيا بحال ، بل هؤلاء شر من المشركين المتمسكين ببقايا من الملل كمشركي العرب الذين كانوا متمسكين ببقايا من دين إبراهيم ، عليه السلام ، فإن أولئك معهم نوع من الحق يلتزمونه . وإن كانوا مع ذلك مشركين ، وهؤلاء خارجون عن التزام شيء من الحق بحيث يظنون أنهم قد صاروا سدى لا أمر عليهم ولا نهي ـ إلى أن قال : ومن هؤلاء من يحتج بقوله : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} .. ( الحجر ) ، الأية : ' 99 ' . ويقول معناها : اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة ، فإذا حصل ذلك سقطت العبادة ، وربما قال بعضهم : اعمل حتى يحصل لك حال ، فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة ، وهؤلاء فيهم من إذا ظن حصول مطلوبة من المعرفة والحال استحل ترك الفرائض وارتكاب المحارم . وهذا كفر كما تقدم إلى أن قال : فأما استدلالهم بقوله ـ تعالى ـ : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .. ( الحجر ) ، الأية : ' 99 ' فهي عليهم لا لهم قال الحسن البصري : (*( إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت )*) : واقرأ قوله : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .. ( الحجر ) ، الأية : ' 99 ' وذلك أن اليقين هنا الموت وما بعده باتفاق علماء المسلمين ، وذلك قوله : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } إلى قوله تعالى { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ } .. ( المدثر ) ، الأيات : ' 42 ، 47 ' . فهذا قالوه في جهنم ، وأخبروا أنهم كانوا على ما هم عليه من ترك الصلاة والزكاة والتكذيب بالآخرة ، والخوض مع الخائضين ، حتى أتاهم اليقين . ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يكونوا مؤمنين بذلك في الدنيا ، ولم يكونوا مع الذين قال الله فيهم : { وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } .. ( البقرة ) ، الأية : ' 4 ' . وإنما أراد بذلك أنه أتاهم ما يوعدون وهو اليقين ... انتهى (11) .. فالآية تدل على وجوب العبادة على العبد منذ بلوغه سن التكليف عاقلا : إلى أن يموت . وأنه ليس هناك حال قبل الموت ينتهي عندها التكليف كما تزعمه الصوفية .


لتحميل الكتاب كاملاً، حقيقة التصوفوموقف الصوفية من أصول العبادة والدين
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان (http://saaid.net/book/jass.php?id=905&data=http://www.saaid.net/book/2/421.zip)

شمايل
06-01-2004, 02:30 AM
قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ : اعلم أن نواقض الإسلام عشرة , الأول : الشرك في عبادة الله تعالى , قال الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وقال تعالى : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر .
قال الشارح ـ حفظه الله ـ : الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين , أما بعد فهذه النواقض العشرة التي ذكرها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هي مبطلات للإسلام سميت نواقض لإن الإنسان إذا فعل واحدا منها انتقض إسلامه ودينه , وانتقل من كونه مسلما مؤمنا على كونه من أهل الشرك والأوثان نسأل الله السلامة والعافية . وهذه النواقض والمبطلات تبطل الدين والتوحيد والأيمان كما تبطل نواقض الطهارة الطهارة فالإنسان إذا كان متوضئا متطهرا , ثم أحدث فخرج منه بول أو غائط أو ريح بطلت طهارته وانتقضت وعاد محدثا بعد أن كان متطهرا , فكذلك المسلم المؤمن والموحد إذا فعل ناقضا من نواقض الإسلام انتقض إسلامه ودينه وصار وثنيا من أهل الأوثان , بعد أن كان من أهل الإسلام , وإذا مات على ذلك صار من أهل النار . وإذا لقي الإنسان ربه بهذا الشرك لا يغفر له كما قال تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وهو يحبط جمبع الأعمال , قال تعالى : (( ولو أشركو لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) , وقال سبحانه : (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) . والجنة على المشرك حرام كما قال تعالى تعالى : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) فالشرك يبطل جميع الأعمال , ويخرج صاحبه من ملة الإسلام , ويخلد صاحبه في النار , والجنة حرام على من لقي الله به نسأل الله السلامة والعافية .
هذه النواقض أولها الشرك بالله عز وجل فمن أشرك بالله في أي نوع من أنواع العبادة فقد انتقض إسلامه ودينه , كأن يدعوا غير الله أو يذبح لغير الله , ولهذا مثل المؤلف قال: ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر , أو للرسول أو لملك من الملائكة أو لغير ذلك , وكأن يدعو غير الله أ, يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله , أو يركع لغير الله , أو يسجد لغير الله , أو يطوف بغير بيت الله تقربا بذلك الغير , أو أي نوع من أنواع الشرك , فإذا أشرك في عبادة الله أحدا من المخلوقين فإنه ينتقض إسلامه ودينه . هذا هو الناقض الأول نسأل الله السلامة والعافية .

قال الإمام ـ رحمه الله ـ : (( الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة , ويتوكل عليهم كفر إجماعا )) .
قال الشارح ـ حفظه الله ـ هذا الناقض الثاني نوع من الشرك , والشرك أعم , وهذا خاص ولهذا ذكره , وإن كان داخلاً فيه , إلا أنه خاص كأن يجعل بينه وبين الله واسطة محمد , يدعوه يقول يا محمد أغثني . ويا محمد أشفع لي عند ربي . فجعل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , واسطة بينه وبين الله أو يجعل ملكا من الملائكة أو وليا أو جنياً أو قبراً , أو يدعو الشمس أو القمر فيجعلهم بينه وبين الله وسائط , فيدعوه حتى يكون بينه وبين الله واسطة , أو يذبح له أو ينذر له ويدعوه ليكون بينه وبين الله واسطة , ويزعم أنه يقربه إلى الله , كما قال تعالى : (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم )) يعني قائلين : ما نعبدهم ((إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) والله تعالى كفرهم وكذبهم بهذا القول (( إن الله يحكم بينهم فيما فيه يختلفون . إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار )) فهم كَذَبَة في هذا القول , وهم كفار بهذا العمل قال سبحانه : (( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم و يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )) فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أو يذبح لهم أو ينذر لهم أو يتوكل عليهم فإنه كافر بإجماع المسلمين . نسأل الله السلامة والعافية .

قال الإمام ـ رحمه الله ـ (( الثالث : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم , أو صحح مذهبهم كفر )) .
قال الشارح ـ حفظه الله ـ : هذا الناقض معناه : أنه لا يعتقد كفر المشركين . فالمشركون عام يشمل جميع أنواعه الكفار ؛ فكل كافر مشرك . فمن لم يكفر الكافر فهو كافر مثله . من لم يكفر اليهود أو لم يكفر النصارى أو لم يكفر المجوس أو لم يكفر الوثنيين , أو لم يكفر المنافقين أو لم يكفر الشيوعيين فهو كافر , وكذلك من شك في كفرهم قال : أنا ما أدري , اليهود يمكن أن يكونوا على حق , أو يمكن أنه يجوز للإنسان أن يتدين باليهودية , أو بالنصرانية , أو بالإسلام كلها أديان سماوية . كما يوعوا بعض الناس إلى التقارب بين الأديان الثلاث . من اعتقد هذا الاعتقاد فهو كافر ؛ لا بد أن يعتقد أن اليهود كفار , وأنهم على دين باطل , وتتبرأ منهم ومن دينهم , وتبغضهم وتعاديهم في الله . وكذلك النصارى لا بد أ، تعتقد كفرهم , وكذلك الوثنيون , والمجوس , وجميع أنواع الكفرة . وكذلك أيضا يكفر لو شك في كفرهم كأن يقول : لا أدري هل اليهود كفار أم ليسوا كفارا , يمكن ا، يكونوا على حق هذا يكفر . لا بد أن يجزم , ويعتقد كفرهم جزماً . وكذلك إذا صحح مذهبهم قال : هم على دين صحيح أو على دين حق فيكون كافراً مثلهم ؛ وذلك لأن من لم يكفر المشركين فإنه لم يكفر بالطاغوت , وليس هناك توحيد إلا بأمرين : إيمان بالله , وكفرٌ بالطاغوت فالذي لم يكفر المشركين , واليهود , والنصارى لم يكفر بالطاغوت ؛ فلا يصح له توحيد , ولا إيمان فلا بد منن أمرين في التوحيد كفر بالطاغوت , وإيمان بالله وهذ1 موجود في كلمة التوحيد لا إله إلا الله لا إله : هذا كفر بالطاغوت , إلا الله : هذا إيمان بالله ؛ لأن لا إله إلا الله نفي لجميع أنواع العبادة لغير الله . والكفر بالطاغوت هو إنكار عبادة غير الله ونفيها , والبراءة منها , ومن أهلها , ومعاداتهم هذا معنى الكفر بالطاغوت , فال بد من عداوة المشركين وبغضهم في الله , قال الله تعالى عن إبراهيم : (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفر بكم وبدا بيننا وبينكم العداواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده )) . فهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصاً له الدين وأن تتبرأ من عبادة من سوى الله وأن تنكرها وتبغضها وتبغض أهلها وتعاديهم .

قال الإمام ـ رحمه الله ـ : (( الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر )) .
قال الشارح ـ حفظه الله ـ : من اعتقد أن هناك هديا أحسن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كأن يقول : الفلاسفة أو الصابئة أو الصوفية طريقتهم أحسن من طريقة محمد صلى الله عليه وسلم فهذه الطريقة فيها الهداية أو مماثلة لهداية النبي صلى الله عليه وسلم فهذا كافر ؛ فإنه ليس هناك هدي أحسن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لإنه لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى فمن قال إن هناك هديا أحسن من هدي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو مماثل له كأن يتدين أو يطلب الطريق إلى الله عن طريق الفلاسفة أو طريق الفلسفة أو الصبو (( الصابئة )) أو التصوف أو غير ذلك فهذا كافر مرتد . وكذلك إذا اعتقد أن هناك حكما أحسن من حكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأن يعتقد أن الحكم بالقوانين أحسن من الحكم بالشريعة فهذا مرتد بإجماع المسلمين . وكذلك إذا اعتقد أن الحكم بالقوانين مماثل لحكم الشريعة يكفر أيضا .

وكذلك إذا اعتقد أن الحكم بالشريعة أحسن من الحكم بالقوانين , لكن يجوز الحكم بالقوانين كأن يقول : الإنسان مخير يجوز له أن يحم بالقوانين , ويجوز له أن يحكم بالشريعة , لكن الشريعة أحسن فهذا يكفر بإجماع المسلمين فالإنسان ليس مخيرا , وهذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة ؛ فالحكم بالشريعة هذا أمر واجب على كل أحد وهذا يقول : إنه ليس بواجب وأنه يجوز للإنسان أن يحكم بالقوانين فهذا يكفر ولو قال : إن أحكام الشريعة أحسن . فعلى هذا :
إذا حكم بالقوانين واعتقد أنها أحسن من حكم الشريعة كفر
وإذا حكم بالقوانين واعتقد أنها مماثلة لحكم الشريعة كفر
وإذا حكم بالقوانين واعتقد أن حكم الشريعة أحسن من الحكم بالقوانين لكن يجوز الحكم بالقوانين كفر أيضا
ففي الحالات الثلاث كلها يكفر .
********************
من شرح نواقض الإسلام (*)
الشيخ عبد العزيز الراجحي

شمايل
06-01-2004, 02:48 AM
العقيدة الصوفية باطلة
العقيدة الصوفية باطلة
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم س . ج

وفقه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فقد وصلتني رسالتك وصلك الله بهداه ، وما ذكرته فيها كان معلوما

وأخبرك بأن العقيدة الصوفية التي تقضي بأن الله في كل مكان عقيدة باطلة مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم ، وهي العقيدة الصحيحة من الإيمان بأن الله سبحانه في السماء فوق العرش عال على جميع الخلق ، كما قال سبحانه في كتابه العزيز - القرآن الكريم -: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى الآية من سورة طه ، وقوله سبحانه في سورة الأعراف : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية في سبع آيات من القرآن الكريم ، وهاتان الآيتان من جملة السبع ، وقال تعالى : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا الآية .

والآيات في هذا المعنى كثيرة ، فنوصيك بتدبر القرآن الكريم؛ لأن فيه الهدى والنور والتوجيه إلى كل خير ، كما قال سبحانه : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وهكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الدلالة على كل خير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ويسرني أن أبعث إليك الكتب التالية :

1- نسخة من كتاب فتح المجيد .

2- نسخة من كتاب العقيدة الواسطية .

3- نسخة من القواعد الأربع .

4- نسخة من كتاب التوحيد .

5- نسخة من كتاب كشف الشبهات .

6- نسخة من ثلاثة الأصول .

7- بعض أجزاء من كتابي ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة )

نفعك الله بما فيها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


******************************************
اهتمام مشايخ الصوفية بالقباب والأضرحة

اهتمام مشايخ الصوفية بالقباب والأضرحة
س 129 يقول السائل: عندنا من مشايخ الصوفية من يهتم بصنع القباب والأضرحة، والناس يعتقدون فيهم الصلاح والبركة، فإن كان هنا الأمر غير مشروع فما هي نصيحتكم لهم، وهم قدوة في نظر السواد الأعظم من الناس، أفيدونا بارك الله فيكم؟

الجواب: النصيحة لعلماء الصوفية ولغيرهم من أهل العلم أن يأخذوا بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعلموا الناس ذلك، وأن يحذروا اتباع من قبلهم فيما يخالف ذلك، فليس الدين بتقليد المشايخ ولا غيرهم، وإنما الدين ما يؤخذ عن كتاب الله وعن سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وعما أجمع عليه أهل العلم، من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، الدين هكذا يؤخذ لا عن تقليد زيد وعمرو.

وقد دلت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه لا يجوز البناء على القبور، ولا اتخاذ المساجد عليها، ولا اتخاذ القباب، ولا أي بناء، كل ذلك محرم بنص الرسول عليه الصلاة والسلام، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا.

وفي الصحيحين عن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور، فقال عليه الصلاة والسلام: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله فأخبر عليه الصلاة والسلام أن الذين يتخذون المساجد على القبور هم شرار الخلق، وهكذا من يتخذ عليها الصور لأنها دعاية للشرك، لأن العامة إذا رأوا عليها المساجد والقباب عظموا المدفونين، واستغاثوا بهم، ونذروا لهم، ودعوهم من دون الله، وطلبوا منهم المدد والعون، وهذا هو الشرك الأكبر.

وفي حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، الذي خرجه مسلم في الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم ما نصه: إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك هكذا رواه مسلم في الصحيح.

فدل ذلك على فضل الصديق رضي الله عنه، وأنه أفضل الصحابة وخيرهم، وأنه لو ساغ للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ خليلا لاتخذه خليلا رضي الله عنه، ولكن الله جل وعلا منعه من ذلك حتى تتمحض محبته لربه سبحانه وتعالى، فإن الخلة أعلى المحبة.

وفي الحديث دلالة على تحريم البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وعلى ذم من فعل ذلك من جهات ثلاث:

الأولى: ذمه من فعل ذلك.

الثانية: قوله صلى الله عليه وسلم: فلا تتخذوا القبور مساجد

الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: فإني أنهاكم عن ذلك

فحذر من البناء على القبور من هذه الجهات الثلاث، بقوله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ثم قال: ألا فلا تتخذوا القبور مساجد يعني لا تتأسوا بهم، فإني أنهاكم عن ذلك- وهذا تحذير صريح من البناء على القبور واتخاذها مساجد-، والعلة والحكمة في ذلك ما قاله أهل العلم أنه وسيلة وذريعة إلى الشرك الأكبر، وإلى عبادة أهل القبور، وصرف الدعاء، والنذور، والاستغاثة، والذبائح لهم، وطلب المدد منهم والعون، كما هو الواقع الآن في بلدان كثيرة عند السائل في السودان، وفي مصر، وفي الشام، والعراق.

****************************************
حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور

حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ، أما بعد :
فقد سئلت عن حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور؟ ، فأجبت بما يلي : إذا كانت الزيارة لسؤال الموتى والتقرب إليهم بالذبائح والنذر لهم والاستغاثة بهم ودعوتهم من دون الله فهذا شرك أكبر . وهكذا ما يفعلونه مع من يسمونهم بالأولياء سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، حيث يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم أو يضرونهم أو يجيبون دعوتهم أو يشفون مرضاهم ، كل هذا شرك أكبر والعياذ بالله . وهذا كعمل المشركين مع اللات والعزى ومناة ومع أصنامهم وآلهتهم الأخرى .

والواجب على ولاة الأمر والعلماء في بلاد المسلمين أن ينكروا هذا العمل ، وأن يعلموا الناس ما يحب عليهم من شرع الله ، وأن يمنعوا هذا الشرك وأن يحولوا بين العامة وبينه ، وأن يهدموا القباب التي على القبور ويزيلوها؛ لأنها فتنة ولأنها من أسباب الشرك ولأنها محرمة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور ، وأن تجصص ، وأن يقعد عليها ، وأن يصلى إليها ، ولعن من اتخذ عليها المساجد فلا يجوز البناء عليها لا مساجد ولا غيرها ، بل يجب أن تكون بارزة ليس عليها بناء كما كانت قبور المسلمين في المدينة المنورة ، وفي كل بلد إسلامي لم يتأثر بالبدع والأهواء .

أما زيارة القبور للذكرى والدعاء للميت والترحم عليه فذلك سنة في حق الرجال من دون شد رحل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة خرجه مسلم في صحيحه . وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وخرج الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال " السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

نشر هذا السؤال وجوابه بالمجلة العربية التي تصدر بالرياض

***********************************
حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به

حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني ، منحني الله وإياه الفقه في الدين ، وأعاذنا جميعا من طريق المغضوب عليهم والضالين آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد وصلني كتابكم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق وجميع ما شرحتم كان معلوما .

وقد وقع في كتابكم أمور تحتاج إلى كشف وإيضاح ، وإزالة ما قد وقع لكم من الشبهة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة وقوله صلى الله عليه وسلم : من دل على خير فله مثل أجر فاعله وغيرهما من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب .

وقد أرشد إلى ذلك مولانا سبحانه في قوله عز وجل : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقوله سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فأقول : ذكرتم في كتابكم ما نصه : (ومع احترامي وتقديري لجهودكم في هذا السبيل خطر ببالي بعض الملاحظات ، أحببت أن أبديها لكم راجيا أن يكون فيها خير الإسلام والمسلمين ، والاعتصام بحبل الله المتين في سبيل تقارب المسلمين ، ووحدة صفوفهم في مجال العقيدة والشريعة .

أولا : لاحظتكم تعبرون دائما عن بعض ما شاع بين المسلمين من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ، وآله ، وبعض الأولياء كمسح الجدران ، والأبواب في الحرم النبوي الشريف وغيره شركا ، وعبادة لغير الله . وكذلك طلب الحاجات منه ومنهم ، ودعاؤهم وما إلى ذلك . إني أقول : هناك فرق بين ذلك ، فطلب الحاجات من النبي ومن الأولياء ، باعتبارهم يقضون الحاجات من دون الله أو مع الله ، فهذا شرك جلي لا شك فيه ، لكن الأعمال الشائعة بين المسلمين ، والتي لا ينهاهم عنها العلماء في شتى أنحاء العالم الإسلامي .

من غير فرق بين مذهب وآخر ، ليست هي في جوهرها طلبا للحاجات من النبي والأولياء ، ولا اتخاذهم أربابا من دون الله ، بل مرد ذلك كله - لو استثنينا عمل بعض الجهال من العوام - إلى أحد أمرين : التبرك والتوسل بالنبي وآثاره ، أو بغيره من المقربين إلى الله عز وجل


( نشرت في جريدة المسلمون ونشرت أيضا في جريدة النور المغربية في 20/7/1416 هـ عدد 375. )
********************************
[ التوسل المشروع والتوسل الممنوع ]
[ التوسل المشروع والتوسل الممنوع ]
2 - يخلط بعض الناس بين التوسل بالإيمان بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ومحبته وطاعته، والتوسل بذاته وجاهه كما يقع الخلط بين التوسل بدعائه، عليه الصلاة والسلام، في حياته وسؤاله الدعاء بعد مماته، وقد ترتب على هذا الخلط التباس المشروع من ذلك بالممنوع منه، فهل من تفصيل يزيل اللبس في هذا الباب، ويرد به على أصحاب الأهواء الذين يلبسون على المسلمين في هذه المسائل؟

الجواب: لا شك أن كثيرا من الناس لا يفرقون بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع بسبب الجهل وقلة من ينبههم ويرشدهم إلى الحق، ومعلوم أن بينهما فرقا عظيما، فالتوسل المشروع هو الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب، وخلق من أجله الثقلين، وهو عبادته- سبحانه- ومحبته ومحبة رسوله، عليه الصلاة والسلام، ومحبة جميع الرسل والمؤمنين والإيمان به وبكل ما أخبر الله به ورسوله من البعث والنشور، والجنة والنار، وسائر ما أخبر الله به ورسوله.

فهذا كله من الوسيلة الشرعية لدخول الجنة والنجاة من النار، والسعادة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك دعاؤه- سبحانه- والتوسل إليه بأسمائه وصفاته ومحبته، والإيمان به وبجميع الأعمال الصالحة التي شرعها لعباده، وجعلها وسيلة إلى مرضاته والفوز بجنته وكرامته، والفوز أيضا بتفريج الكروب وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة، كما قال الله- عز وجل-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وقال- سبحانه-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا وقال- عز وجل-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا وقال- عز وجل-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وقال- سبحانه-: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وقال- تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ الآية هو العلم والهدى والفرقان. والآيات هذا المعنى كثيرة .

ومن التوسل المشروع التوسل إلى الله- سبحانه- بمحبة نبيه، صلى الله عليه وسلم، والإيمان به، واتباع شريعته؟ لأن هذه الأمور من أعظم الأعمال الصالحات، ومن أفضل القربات، أما التوسل بجاهه، صلى الله عليه وسلم، أو بذاته، أو بحقه، أو بجاه غيره من الأنبياء والصالحين أو ذواتهم أو حقهم، فمن البدع التي لا أصل لها بل من وسائل الشرك، لأن الصحابة- رضي الله عنهم- وهم أعلم الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبحقه لم يفعلوا ذلك، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولما أجدبوا في عهد عمر- رضي الله عنه- لم يذهبوا إلى قبره، صلى الله عليه وسلم، ولم يتوسلوا به ولم يدعوا عنده؟ بل استسقى عمر- رضي الله عنه- بعمه، صلى الله عليه وسلم، العباس بن عبد المطلب أي بدعائه فقال- رضي الله عنه- وهو على المنبر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون رواه البخاري في صحيحه.

ثم أمر- رضي الله عنه- العباس أن يدعو فدعا وأمن المسلمون على دعائه فسقاهم الله- عز وجل.

وقصة أهل الغار مشهورة وهي ثابتة في الصحيحين، وخلاصتها أن ثلاثة ممن كان قبلنا أواهم المبيت والمطر إلى غار، فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، ولم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوه - سبحانه- واستغاثوا به وتوسل أحدهم ببر والديه، والثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة، والثالث بأدائه الأمانة. فأزاح الله عنهم الصخرة وخرجوا، وهذه القصة من الدلائل العظيمة على أن الأعمال الصالحة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب والخروج من المضائق، والعافية من شدائد الدنيا والآخرة.

أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان أو ذاته، فهذا من البدع المنكرة، ومن وسائل الشرك، وأما دعاء الميت والاستغاثة به فذلك من الشرك الأكبر. والصحابة- رضي الله عنهم- كانوا يطلبوا من النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يدعو لهم، وأن يستغيث لهم إذا أجدبوا، ويشفع في كل ما ينفعهم حين كان حيا بينهم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم، لم يسألوه شيئا بعد وفاته، ولم يأتوا إلى قبره يسألونه الشفاعة أو غيرها، لأنهم يعلمون أن ذلك لا يجوز بعد وفاته، صلى الله عليه وسلم، وإنما يجوز ذلك في حياته، صلى الله عليه وسلم، قبل موته ويوم القيامة حين يتوجه إليه المؤمنون ليشفع لهم ليقضي الله بينهم ولدخولهم الجنة، بعدما يأتون آدم، ونوحا، وإبراهيم، وموسى ، وعيسى، عليهم الصلاة والسلام، فيعتذرون عن الشفاعة، كل واحد يقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، فإذا أتوا عيسى، عليه الصلاة والسلام، اعتذر إليهم وأرشدهم إلى أن يأتوا نبينا محمدا، صلى الله عليه وسلم، فيأتونه فيقول: أنا لها أنا لها لأن الله- سبحانه- قد وعده ذلك فيذهب ويخر ساجدا بين يدي الله عز وجل- ويحمده بمحامد كثيرة ولا يزال ساجدا حتى يقال له: ارفع رأسك وقل تسمع، وسل تعط، واشفع تشفع.

وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو حديث الشفاعة المشهور، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله- سبحانه- في قوله - تعالى- في سورة الإسراء: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، وجعلنا الله من أهل شفاعته إنه سميع قريب.

( تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام )
***********************************

حكم التوسل بالجاه وبالبركة وبالحرمة
حكم التوسل بالجاه وبالبركة وبالحرمة
س 162 هل التوسل يجوز بالجاه وبالبركة وبالحرمة؛ كأن يقول الإنسان: اللهم افعل لي كذا بجاه الشيخ فلان أو ببركة الشيخ فلان أو بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.

الجواب: التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق ليس بجائز عند جمهور أهل العلم، لأن التوسلات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع، ولم يرد في الشرع ما يدل على هذه التوسلات.

فلا يقول الإنسان: اللهم اغفر لي بحق فلان، أو بحق محمد، أو بحق الصالحين، أو بحق الأنبياء، أو بجاه الأنبياء، أو بحرمة الأنبياء، أو ببركة الأنبياء أو ببركة الصالحين، أو ببركة علي، أو ببركة الصديق، أو ببركة عمر، أو بحق الصحابة، أو حق فلان، كل هذا لا يجوز، هذا خلاف المشروع وبدعة، وهو ليس بشرك لكنه بدعة، لم يرد في الأسئلة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم.

وإنما يتوسل بما شرعه الله من أسماء الله وصفاته، ومن توحيده والإخلاص له، ومن الأعمال الصالحات، هذه هي الوسائل. قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]، فتقول: اللهم اغفر لي برحمتك إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن إليّ، اللهم أدخلنا الجنة برحمتك وفضلك وإحسانك، اللهم أنجني من النار واعفُ عني يا رحمن يا رحيم يا عفو يا كريم، وما أشبه ذلك.

أو بالتوحيد والإخلاص لله، وتقول: اللهم اغفر لي لأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، لأنك الواحد الأحد مستحق العبادة، أو تقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، كما جاء الحديث الشريف بهذا السؤال، فلا بأس بهذا، فهذا وسيلة شرعية.

أو تتوسل بأعمالك الطيبة فتقول: اللهم اغفر لي بإيماني بك ومحبتي لك، أو بإيماني بنبيك ومحبتي له صلى الله عليه وسلم، اللهم ارحمني بطاعتي لك واتباعي لشريعتك، اللهم ارحمني ببري بوالدي. اللهم ارحمني بعفتي عن الفواحش، اللهم ارحمني بأداء الأمانة ونصحي لله والعباد، وما أشبه ذلك.

ومن هذا الباب ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة أواهم المبيت إلى غار - وفي رواية أخرى أواهم المطر إلى غار- في الجبل فدخلوا فيه، فانحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم، وكانت صخرة عظيمة لا يستطيعون دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فدعوا الله سبحانه وتعالى، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهم أهلا ولا مالا (والغبوق اللبن الذي يشربه الناس بعد العشاء، وكان هذا من عادة العرب سقي الضيوف والأهل اللبن في الليل). يقول: كنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا في آخر الليل، - يعني إلا متأخرا فوجدهما نائمين، فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما، فلم يستيقظا حتى برق الفجر. قال: اللهم إن كنت تعلم أنني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء ولكن لا يستطيعون أن يخرجوا.

وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني أردتها على نفسها فأبت عليّ، ثم إنها ألمت بها سنة- أي حاجة-، فجاءت إليّ تطلب الرفد فقلت لها إلا أن تمكنيني من نفسك، "فاتفق معها على مائة وعشرين دينارا" فمكنته من نفسها، فلما جلس بين رجليها قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفا من الله وترك الذهب وترك الفاحشة، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة زيادة لكن لا يستطيعون الخروج.

ثم قال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء فأعطيت لكل أجير حقه إلا واحدا ترك أجره، فثمرته له- أي نمَّيته له- حتى صار له إبل وبقر وغنم ورقيق، ثم جاء يطلب أجره فقلت له: كل ما تراه من أجرك، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت له: إني لا أستهزئ بك، كله من أجرك فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا بأسباب هذه الدعوات وهذه الأعمال الصالحة.

فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب ولا بأس به، ووسيلة صالحة، أما الدعاء بحق فلان أو بجاه فلان أو بركة فلان، أو حرمة فلان، فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة، فالواجب تركه، وهو ليس من الشرك ولكنه من البدع، فالواجب ترك هذا، وهو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم، والله المستعان.

( نور على الدرب )

******
يتبـــــــع

شمايل
06-01-2004, 02:52 AM
الرسالة الأولى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد:

فقد نشرت صحيفة المجتمع الكويتية في عددها 15 الصادر في 19/ 4/ 1390 هـ أبياتا تحت عنوان ( في ذكرى المولد النبوي الشريف ) تتضمن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والاستنصار به لإدراك الأمة ونصرها وتخليصها مما وقعت فيه من التفرق والاختلاف ، بإمضاء من سمت نفسها (آمنة) ، وهذا نص الأبيات المشار إليها:-

يا رسول الله أدرك عالما

يشعل الحرب ويصلى من لظاها

يا رسول الله أدرك أمة

في ظلام الشك قد طال سراها

يا رسول الله أدرك أمة

في متاهات الأسى ضاعت رؤاها


إلى أن قالت :-

يا رسول الله أدرك أمة

في ظلام الشك قد طال سراها

عجل النصر كما عجلته

يوم بدر حين ناديت الإله

فاستحال الذل نصرا رائعا

إن لله جنودا لا تراها


( الله أكبر ) هكذا توجه هذه الكاتبة نداءها واستغاثتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طالبة منه إدراك الأمة بتعجيل النصر ، ناسية أو جاهلة أن النصر بيد الله وحده ، ليس ذلك بيد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من المخلوقات ، كما قال الله سبحانه في كتابه المبين: وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وقال عز وجل: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وقد علم بالنص والإجماع أن الله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان تلك العبادة والدعوة إليها كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال عز وجل: الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ فأوضح سبحانه في هذه الآيات المحكمات أنه لم يخلق الثقلين إلا ليعبدوه وحده لا شريك له ، وبين أنه أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للأمر بهذه العبادة والنهي عن ضدها ، وأخبر عز وجل أنه أحكم آيات كتابه وفصلها لئلا يعبد غيره سبحانه ، والعبادة: هي توحيده وطاعته بامتثال أوامره وترك نواهيه ، وقد أمر الله بذلك في آيات كثيرة منها قوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية وقوله عز وجل: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ

والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها ، فوجب إخلاصه لله وحده كما قال عز وجل: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وقال عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم ، لأن (أحدا) نكرة في سياق النهي فتعم كل من سوى الله سبحانه.

وقال تعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره ، ثم قال عز وجل: فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ فإذا كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين فكيف بغيره ؛ والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر كما قال سبحانه: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ وقال تعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام وغيرها شرك بالله عز وجل ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة إليها ، وهذا معنى "لا إله إلا الله" فإن معناها لا معبود بحق إلا الله ، فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده كما قال الله سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وهذا هو أصل الدين وأساس الملة ، ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل كما قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

ودين الإسلام مبني على أصلين عظيمين
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله وحده.

والثاني: أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم ، أو دعا الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلك من المخلوقات أو استغاث بهم أو تقرب إليهم بالذبائح والنذور أو صلى لهم أو سجد لهم : فقد اتخذهم أربابا من دون الله وجعلهم أندادا له سبحانه ، وهذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله ، كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمدا رسول الله ، وقد قال الله عز وجل: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا وهذه الأعمال هي أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل ، وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها تكون يوم القيامة هباء منثورا لكونها لم توافق شرعه المطهر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته.

وهذه الكاتبة قد وجهت استغاثتها ودعاءها للرسول صلى الله عليه وسلم وأعرضت عن رب العالمين الذي بيده النصر والضر والنفع وليس بيد غيره شيء من ذلك.

ولا شك أن هذا ظلم عظيم وشرك وخيم ، وقد أمر الله عز وجل بدعائه سبحانه ووعد من يدعوه بالاستجابة وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم ، كما قال عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ أي صاغرين ذليلين ، وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة ، وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم ، فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله فكيف تكون حال من دعا غيره وأعرض عنه وهو سبحانه القريب المجيب المالك لكل شيء والقادر على كل شيء ، كما قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن الدعاء هو العبادة ، وقال لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله أخرجه الترمذي وغيره ، وقال صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار رواه البخاري ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الذنب أعظم ؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك والند هو النظير والمثيل ، فكل من دعا غير الله أو استغاث به أو نذر له أو ذبح له أو صرف له شيئا من العبادة سوى ما تقدم فقد اتخذه ندا لله ، سواء كان نبيا أو وليا أو ملكا أو جنيا أو صنما أو غير ذلك من المخلوقات .

أما سؤال الحي الحاضر بما يقدر عليه والاستعانة به في الأمور الحسية التي يقدر عليها فليس ذلك من الشرك بل من الأمور العادية الجائزة بين المسلمين ، كما قال تعالى في قصة موسى : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ وكما قال تعالى في قصة موسى أيضا : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأمور التي تعرض للناس ، ويحتاجون فيها إلى أن يستعين بعضهم ببعض ، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا فقال في سورة الجن : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا وقال تعالى في سورة الأعراف : قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة وهو صلى الله عليه وسلم لا يدعو إلا ربه ولا يستغيث إلا به ، وكان في يوم بدر يستغيث بالله ويستنصره على عدوه ويلح في ذلك ، ويقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني حتى قال الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه "حسبك يا رسول الله فإن الله منجز لك ما وعدك وأنزل الله سبحانه في ذلك قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فذكّرهم سبحانه في هذه الآيات استغاثتهم به ، وأخبر أنه استجاب لهم بإمدادهم بالملائكة ، ثم بيّن سبحانه أن النصر ليس من الملائكة وإنما أمدهم بهم للتبشير بالنصر والطمأنينة ، وبيّن أن النصر من عنده فقال: وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وقال عز وجل في سورة آل عمران : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فبين في هذه الآية أنه سبحانه هو الناصر لهم يوم بدر فعلم بذلك أن ما أعطاهم من السلاح والقوة وما أمدهم به من الملائكة كل ذلك من أسباب النصر والتبشير والطمأنينة وليس النصر منها بل هو من عند الله وحده ، فكيف يجوز لهذه الكاتبة أو غيرها أن توجه استغاثتها وطلبها النصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض عن رب العالمين المالك لكل شيء والقادر على كل شيء ؟!

لا شك أن هذا من أقبح الجهل بل من أعظم الشرك ، فالواجب على الكاتبة أن تتوب إلى الله سبحانه توبة نصوحا وذلك بالندم على ما وقع منها والإقلاع منه والعزم على عدم العود إليه تعظيما لله وإخلاصا له وامتثالا لأمره وحذرا مما نهى عنه ، هذه هي التوبة النصوح ، وإذا كانت من حق المخلوقين وجب في التوبة أمر رابع وهو رد الحق إلى مستحقه أو تحلله منه ، وقد أمر الله عباده بالتوبة ووعدهم قبولها كما قال تعالى : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقال في حق النصارى: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وقال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تجب ما كان قبلها ولعظم خطر الشرك وكونه أعظم الذنوب وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة ولوجوب النصح لله ولعباده حررت هذه الكلمة الموجزة ، وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين جميعا ، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في الدين والثبات عليه ، وأن يعيذنا والمسلمين من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه...

شمايل
06-01-2004, 02:59 AM
إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله



( الرسالة الثانية )
عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، وفقني الله وإياهم للتمسك بدينه والثبات عليه آمين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

- أما بعد: فقد سألني بعض الإخوان عما يفعله بعض الجهال من دعاء غير الله سبحانه والاستنجاد به في المهمات ، كدعاء الجن والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم وشبه ذلك ، ومن ذلك قول بعضهم: ( يا سبعة خذوه) يعني بذلك سبعة من رؤساء الجن ، ( يا سبعة افعلوا به كذا) ، ( اكسروا عظامه اشربوا دمه مثِّلوا به) ، ومن ذلك قول بعضهم: ( خذوه يا جن الظهيرة يا جن العصر) وهذا يوجد كثيرا في بعض الجهات الجنوبية ، ومما يلتحق بهذا الأمر دعاء الأموات من الأنبياء والصالحين وغيرهم ، ودعاء الملائكة والاستغاثة بهم ، فهذا كله وأشباهه واقع من كثير ممن ينتسب إلى الإسلام جهلا منه وتقليدا لمن قبله ، وربما سهل بعضهم في ذلك بقوله: هذا شيء يجري على اللسان لا نقصده ولا نعتقده.

وسألني أيضا عن حكم مناكحة من عرف بهذه الأعمال وذبائحهم والصلاة عليهم وخلفهم ، وعن تصديق المشعوذين والعرافين ، كمن يدعي معرفة المرض وأسبابه بمجرد إشرافه على شيء مما مس جسد المريض كالعمامة والسراويل والخمار وأشباه ذلك.

والجواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهم إلى يوم الدين ، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد خلق الثقلين ليعبدوه دون كل ما سواه وليخصوه بالدعاء والاستغاثة والذبح والنذر وسائر العبادات ، وقد بعث الرسل بذلك وأمرهم به وأنزل الكتب السماوية التي أعظمها القرآن الكريم ببيان ذلك والدعوة إليه وتحذير الناس من الشرك بالله وعبادة غيره ، وهذا هو أصل الأصول وأساس الملة والدين وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله لأن معناها لا معبود بحق إلا الله ، فهي تنفي الألوهية- وهي العبادة- عن غير الله ، وتثبت العبادة لله وحده دون ما سواه من سائر المخلوقات ، والأدلة على هذا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا ، منها قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقوله: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فبين سبحانه في هذه الآيات أنه خلق الثقلين لعبادته ، وأنه قضى أن لا يعبد إلا هو سبحانه وتعالى ، ومعنى قضى: أمر وأوصى ، فهو سبحانه أمر عباده وأوصاهم في محكم القرآن وعلى لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يعبدوا إلا ربهم ، وأوضح جل وعلا أن الدعاء عبادة عظيمة من استكبر عنها دخل النار ، وأمر عباده أن يدعوه وحده ، وأخبر أنه قريب يجيب دعوتهم ، فوجب على جميع العباد أن يخصوا ربهم بالدعاء لأنه نوع من العبادة التي خلقوا لها وأمروا بها ، وقال عز وجل : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس أن صلاته ونسكه- وهو الذبح- ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له ، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله كما لو صلى لغير الله لأن الله سبحانه جعل الصلاة والذبح قرينين ، وأخبر أنهما لله وحده لا شريك له ، فمن ذبح لغير الله من الجن والملائكة والأموات وغيرهم يتقرب إليهم بذلك فهو كمن صلى لغير الله ، وفي الحديث الصحيح يقول النبي عليه الصلاة والسلام: لعن الله من ذبح لغير الله

وأخرج الإمام أحمد بسند حسن عن طارق بن شهاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيء أقرب قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للآخر قرب قال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة فإذا كان من تقرب إلى الصنم ونحوه بالذباب ونحوه يكون مشركا يستحق دخول النار ، فكيف بمن يدعو الجن والملائكة والأولياء ويستغيث بهم وينذر لهم ويتقرب إليهم بالذبائح يرجو بذلك حفظ ماله ، أو شفاء مريضه ، أو سلامة دوابه وزرعه ، أو يفعل ذلك خوفا من شر الجن أو ما أشبه ذلك ؟ فهذا وأشباهه أولى بأن يكون مشركا مستحقا لدخول النار من هذا الرجل الذي قرب الذباب للصنم. ومما ورد في ذلك أيضا قوله عز وجل: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ وقال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

أخبر الله سبحانه في هاتين الآيتين أن المشركين اتخذوا من دونه أولياء من المخلوقات يعبدونهم معه بالدعاء والخوف والرجاء والذبح والنذر ونحو ذلك زاعمين أن أولئك الأولياء يقربون من عبدهم إلى الله ويشفعون لهم عنده ، فأكذبهم الله سبحانه وأوضح باطلهم وسماهم كذبة وكفارا ومشركين ونزه نفسه عن شركهم فقال جل وعلا: سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ فعلم بذلك أن من اتخذ ملكا أو نبيا أو جنيا أو شجرا أو حجرا يدعوه مع الله ويستغيث به ويتقرب إليه بالنذر والذبح رجاء شفاعته عند الله وتقريبه لديه أو رجاء شفاء المريض أو حفظ المال أو سلامة الغائب أو ما شابه ذلك فقد وقع في هذا الشرك العظيم والبلاء الوخيم الذي قال الله فيه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ والشفاعة إنما تحصل يوم القيامة لأهل التوحيد والإخلاص لا لأهل الشرك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه وقال صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وأنا اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا


وكان المشركون الأولون يؤمنون بأن الله ربهم وخالقهم ورازقهم ، وإنما تعلقوا على الأنبياء والأولياء والملائكة والأشجار والأحجار وأشباه ذلك يرجون شفاعتهم عند الله وتقريبهم لديه كما سبق في الآيات ، فلم يعذرهم الله بذلك ولم يعذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنكر الله عليهم في كتابه العظيم وسماهم كفارا ومشركين وأكذبهم في زعمهم أن هذه الآلهة تشفع لهم وتقربهم إلى الله زلفى وقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الشرك حتى يخلصوا العبادة لله وحده عملا بقوله سبحانه: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله أي: حتى يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه ، وكان المشركون يخافون من الجن ويعوذون بهم فأنزل الله في ذلك قوله: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا قال أهل التفسير في الآية الكريمة.

معنى قوله: فَزَادُوهُمْ رَهَقًا أي ذعرا وخوفا؛ لأن الجن تتعاظم في نفسها وتتكبر إذا رأت الإنس يستعيذون بها ، وعند ذلك يزدادون لهم إخافة وإذعارا حتى يكثروا من عبادتهم واللجوء إليهم ، وقد عوض الله المسلمين عن ذلك: الاستعاذة به سبحانه وبكلماته التامة ، وأنزل في ذلك قوله عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وقوله جل وعلا: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ومما تقدم من الآيات والأحاديث يعلم طالب النجاة والراغب في الحفاظ على دينه والسلامة من الشرك دقيقه وجليله: أن التعلق بالأموات والملائكة والجن وغيرهم من المخلوقات ، ودعاءهم والاستعاذة بهم ونحو ذلك من عمل أهل الجاهلية المشركين ومن أقبح الشرك بالله سبحانه ، فالواجب تركه والحذر من ذلك والتواصي بتركه والإنكار على من فعله ، ومن عرف من الناس بهذه الأعمال الشركية لم تجز مناكحته ولا أكل ذبيحته ولا الصلاة عليه ولا الصلاة خلفه حتى يعلن التوبة إلى الله سبحانه من ذلك ، ويخلص الدعاء والعبادة لله وحده.

والدعاء: هو العبادة بل مُخُّها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة وفي اللفظ الآخر الدعاء مخ العبادة وقال سبحانه: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ونهى الله سبحانه المسلمين عن التزوج بالمشركات من عُبَّاد الأوثان والجن والملائكة وغير ذلك حتى يؤمنَّ بإخلاص العبادة لله وحده وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به واتباع سبيله ، ونهى عن تزويج المشركين بالنساء المسلمات حتى يؤمنوا بإخلاص العبادة لله وحده وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه ، وأخبر سبحانه أن الأمة المؤمنة خير من الحرة المشركة ولو أعجبتْ من ينظر إليها ويسمع كلامها بجمالها وحسن كلامها ، وأن العبد المؤمن خير من الحر المشرك ولو أعجب سامعه والناظر إليه بجماله وفصاحته وشجاعته وغير ذلك ، ثم أوضح أسباب هذا التفضيل بقوله سبحانه: أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ يعني بذلك المشركين والمشركات ؛ لأنهم من دعاة النار بأقوالهم وأعمالهم وسيرتهم وأخلاقهم ، أما المؤمنون والمؤمنات فهم من دعاة الجنة بأخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم ، فكيف يستوي هؤلاء وهؤلاء ؟.

وقال جل وعلا في شأن المنافقين وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ فأوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المنافق والكافر لا يصلى عليهما لكفرهما بالله ورسوله وهكذا لا يصلى خلفهما ولا يجعلان أئمة للمسلمين لكفرهما وعدم أمانتهما وللعداوة العظيمة التي بينهما وبين المسلمين ولأنهما ليسا من أهل الصلاة والعبادة ؛ لأن الكفر والشرك لا يبقى معهما عمل ، نسأل الله العافية من ذلك . وقال عز وجل في تحريم الميتة وذبائح المشركين: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ نهى عز وجل المسلمين عن أكل الميتة وذبيحة المشرك لأنه نجس فذبيحته في حكم الميتة ولو ذكر اسم الله عليها لأن التسمية منه باطلة لا أثر لها لأنها عبادة والشرك يحبط العبادة ويبطلها حتى يتوب المشرك إلى الله سبحانه ، وإنما أباح عز وجل طعام أهل الكتاب في قوله سبحانه: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ لأنهم ينتسبون إلى دين سماوي ويزعمون أنهم من أتباع موسى وعيسى وإن كانوا في ذلك كاذبين ، وقد نسخ الله دينهم وأبطله ببعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة ، ولكن الله جل وعلا أحل لنا طعام أهل الكتاب ونساءهم لحكمة بالغة وأسرار مرعية قد أوضحها أهل العلم ، بخلاف المشركين من عُبّاد الأوثان والأموات من الأنبياء والأولياء وغيرهم لأن دينهم لا أصل له ولا شبهة فيه بل هو باطل من أساسه فكانت ذبيحة أهله ميتة ولا يباح أكلها ، وأما قول الشخص لمن يخاطبه: (جن أصابك) (جن أخذك) (شيطان طار بك) وما أشبه ذلك.

فهذا من باب السب والشتم وذلك لا يجوز بين المسلمين كسائر أنواع السب والشتم وليس ذلك من باب الشرك ، إلا أن يكون قائل ذلك يعتقد أن الجن يتصرفون في الناس بغير إذن الله ومشيئته ، فمن اعتقد ذلك في الجن أو غيرهم من المخلوقات فهو كافر بهذا الاعتقاد؛ لأن الله سبحانه هو المالك لكل شيء والقادر على كل شيء وهو النافع الضار ولا يوجد شيء إلا بإذنه ومشيئته وقدره السابق ، كما قال عز وجل آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس بهذا الأصل العظيم: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فإذا كان سيد الخلق وأفضلهم عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ، فكيف بغيره من الخلق ؟ والآيات في هذا المعنى كثيرة.

شمايل
06-01-2004, 03:04 AM
تنبيهات مهمة

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى فضيلة الأخ المكرم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفقه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد تأملت ما ذكرتم في رسالتيكم المؤرختين في 20 ربيع الآخر سنة 1406 هـ وفي 7 / 6 / 1406 هـ ، وقد سرني كثيرا حرصكم على البحث عن الحق الذي هو ضالة المؤمن ، ولا شك أن الحق لا يرتبط بالمذهبية ، كما أنه لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون به .

أما الملاحظات التي استشكلتموها وهي :

( الملاحظة الأولى ) :

ما ذكرتم في ص 144 من الكتاب وهو ( لا مانع من أن نلتمس منهم البركة والخير ) وقصدكم بذلك أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وأمثالهم ، وقد أشكل عليكم أن يكون هذا من الشرك الأكبر وذكرتم ما فعلته أم سليم وأم سلمة وأبو أيوب الأنصاري من التماس البركة في جسد النبي ، ولا شك أن هذا تبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يقاس عليه غيره؛ لأمرين : -

الأول : ما جعله الله سبحانه في جسده وشعره من البركة التي لا يلحقه فيها غيره .

الثاني : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع غيره كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من كبار الصحابة ، ولو كان غيره يقاس عليه لفعله الصحابة مع كبارهم الذين ثبت أنهم من أولياء الله المتقين بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة ، وهذا يكفي ، دليلا على ولايتهم وصدقهم وقد اجتمعت الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه ، كما أن من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم الشهادة لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم لا يعلمون حقيقة أمره وخاتمة عمله ، وما دام لا يدري ما يفعل الله به كيف يطلب منه البركة والخير كما أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته مع أنه سيد ولد آدم وجاء بالخير كله من الله سبحانه ولمزيد الفائدة أذكر بعض ما قاله أهل العلم في هذه المسألة .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في " فتح المجيد " ( وأما ما ادعاه بعض المتأخرين من أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين فممنوع من وجوه : منها : أن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وأفضل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة وما فعله أحد من الصحابة والتابعين مع أحد من هؤلاء السادة ولا فعله التابعون مع سادتهم في العلم والدين وهم الأسوة ، فلا يجوز أن يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الأمة ، وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها غيره . ومنها : أن في المنع من ذلك سدا لذريعة الشرك كما
لا يخفى ) . اهـ .

ولا شك أن الشرك خطره عظيم والنفوس ضعيفة والشيطان حريص على التلبيس عليها وجرها إلى الشرك كما ذكر الله سبحانه ذلك عنه في آيات كثيرة ، ولذلك دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام لما يعلم من عظيم خطره ودقته وضعف النفس أو غفلتها وأنه يحبط العمل مع أن الله سبحانه برأه منه وشهد له بالإخلاص واتخذه خليلا واختار ملته لهذه الأمة وهي إخلاص العبادة لله وحده والبراءة من الشرك بأنواعه ، كما أن الشرك أول ما نشأ في قوم نوح عليه السلام هو بسبب التبرك بالصالحين ، ففي صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه : وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا الآية ، قال : ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت ) .

وقد روى الترمذي رحمه الله وغيره بسند صحيح من حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم

قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث في كتابه " إغاثة اللهفان " ( فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله تعالى مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها فما الظن بالعكوف حول القبر والدعاء به ودعائه والدعاء عنده فأي نسبة للفتنة بشجرة إلى الفتنة بالقبر لو كان أهل الشرك والبدعة يعلمون ) انتهى بحروفه . وهذا هو الأصل الأصيل في منع التبرك بالمخلوقات إلا ما استثناه الشارع - ومن ذلك التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه وغيرهما مما مس جسده استثناء - من هذا .

وقد سمى الله سبحانه وتعالى الذين يطيعون من جادلهم من أهل الباطل في حل ما لم يذكر اسم الله عليه مشركين وذلك في قوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ وليس هذا عبادة لهم ولا دعاء لهم من دون الله ولكنهم طاعوهم في تحليل ما حرم الله فكانوا بذلك من المشركين ، فكيف بمن يرجو البركة من الأموات ويدعوهم من دون الله أو مع الله سبحانه .

والمقصود أن الشرك بالله أمره عظيم وخطره جسيم ولذلك جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة إليه من أي باب ، مثل : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقبرة ، وشد الرحال لزيارة المقابر ، وتجصيص القبور واتخاذها عيدا - أي زيارتها في أوقات محددة متكررة كما يتكرر العيد - واتخاذ السرج عليها إلى غير ذلك .

صدرت من مكتب سماحته بالرياض في 26 / 11 / 1406هـ برقم 3127 / 1 .

شمايل
06-01-2004, 03:28 AM
كتب ستفيدكم بإذن الله في شأن العقيدة

شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الشيخ (http://www.saaid.net/book/jass.php?id=714&data=http://www.saaid.net/book/1/260.zip)

كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ،للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى (http://www.saaid.net/book/jass.php?id=124&data=http://www.saaid.net/book/119.zip)

القول المفيد على كتاب التوحيد ، لفضيلة الشيخ محمد العثمين رحمه الله (http://www.saaid.net/book/jass.php?id=81&data=http://www.saaid.net/book/77.zip)

النعمان
06-01-2004, 07:06 AM
جزاك الله خير اختي الفاضلة شمايل على هذه الرودو القيمة ..

الهيكل
06-01-2004, 07:35 AM
انتم تقولون ان عقيدة الشيخ العلامه السيد محمد علوي مالكي
ابن العالم علوي مالكي الذي كان يدرس في الحرم المكي الشريف



انهم كفرة وان هيئة كبار العلماء كفروه

اقول لكم وبصوت عالي جدا

انه رجل عالم من اهل السنه والجماعه

النعمان
06-01-2004, 04:45 PM
(( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ))

قلنا وقالوا .......وماذا بعد !!

لقد اتيت لك باقوال محمد علوي مالكي وفتوى العلماء فيه ..

فهل أصدق كلامك وانت لاتعرف !! واكذب هيئة كبار العلماء ..

عندي اقتراح ياهيكل :

انت تزعم انك صوفي فتعال نتناقش في التصوف وفي التوسل والاستغاثة مما سبقك بها شيخ المالكي ..

انتظر الموافقة حتى نعرف الحق مع من

شمايل
07-01-2004, 02:39 AM
رد مقتبس من الهيكل
انتم تقولون ان عقيدة الشيخ العلامه السيد محمد علوي مالكي
ابن العالم علوي مالكي الذي كان يدرس في الحرم المكي الشريف



انهم كفرة وان هيئة كبار العلماء كفروه

اقول لكم وبصوت عالي جدا

انه رجل عالم من اهل السنه والجماعه


و ما ينفع قولك بالنسبة لما قاله الله تعالى و قاله رسوله الكريم - صلى الله عليه و سلم- و ما جاء به علمائنا الأفاضل

إن كنت جاهلاً ، فأنت الآن تعلم و قد ذهبت حجتك

و إن أخذتك العزة بالإثم ، فلا نقول إلا هداك الله و أصلحك

الهيكل
07-01-2004, 07:27 AM
الاحتفال بالمولد

فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للامام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب أو كما قال



المصدر

http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=367&volume=1&page=297

النعمان
09-01-2004, 04:27 AM
ايها الهكيل ..

باختصار شديد :

هل ثبت ان الرسول احتفل بمولده !!

هل ثبت عن الخلفاء الراشدين فعل المولد !!

هل ثبت عن الصحابة ذلك !!


وبالنسبة لكلام احمد بن حنبل ..

هات المصدر من الكتب المعتمدة ..

انتظر التوثيق والرد

النعمان
15-01-2004, 04:34 AM
اين الهيكل ؟؟

هل هرب من الاجابة على اسئلتي !!