الهذال
21-08-2003, 01:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة جمعه لأحد الأئمة في محافظة الخرج وهو الشيخ مبارك بن عبيد الحربي إمام وخطيب جامع الفاروق وأيضا المربي والأستاذ. عندما كتب هذا الموضوع بعد الاحداث والتفجيرات التي حصلت في البلاد كتب بعدها خطبة حلل فيها وبين الأخطاء وكانت خطبة مجلله بارك الله له فيها ونفع فيها ولكنها لم تنشر بالصحف إلا قبل فترة وجيزة فعندما كتبتها أحببت أن تقرأوها.
هي الأزمات والمحن، يظهر معها الغث والسمين والنور والظلام، والحق والضلال، والصدق والكذب والإيمان والنفاق.
تجلي الصادق من الكاذب، والمنصف من الظالم والمؤمن من المنافق،
والصديق من العدو والمحب من المبغض، والمصلح من المفسد.
تجلي الأفكار، وتظهر بها الأسرار، وتفضح الأشرار، ويبين خبث الفجار،
وصدق الأبرار، وشموخ الأخيار.
الأزمات والمحن يظهر معها كل فكر رصين وتجلي كل فكر دخيل ومنهج عميل وطرح أصيل يتخذ من الأزمات متنفسا لنشر سمومه وبث أرائه وكيده وجهله وبلائه وسوءه وانحرافه.
الأزمات والمحن مع ما فيها من الشر والبلاء والشدة اللئواء ، إلا أنها في جانبها الأخر تظهر الصادق بجلاء، وتميز المنافق بوضوح.
إن جملة من الكتابات في وسائل الإعلام التي تناولت الحدث تناولته بقلم يزخر بالقبح والشناعة من هجوم على مناهج التعليم في بلادنا، وطعن لهيئات ومؤسسات دينية كأجهزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومناشط الدعوة الإسلامية في المساجد والمنتديات وصبت هذه الأقلام المسعورة والمقالات جام غضبها على هذه القضايا والمسلمات وتعدت للسخرية من التدين وأهله، والاستقامة وشبابها والدعوة وعلمائها، وكأننا نعيش في مجتمع كلهٌٌُ تطرف وغلو, وتكفير وتفجير، وتبديع وتفسيق وإن أقلاما هذا فكر كتابها، ومقالات هذه توجهاتُ أصحابها لحري بالأمةِ إنكارها، وواجب على العلماء وطلبة العلم الرد عليها، ومحتم على المثقفين من أبناء هذا البلد، والأكاديميين من نتاج تعليم هذا الوطن أن يقولوا كلمتهم الحق، دفاعا عن الدين والشريعة، وحماية للأمة، وصيانة للأمن، وحفاظا على المكتسبات والمقدرات، ودرءاً للفتنة، وإخمادا للتطرف. وهذه وقفات حول هذا الموضوع وجلاءً لهذه القضايا:
أولا: إن الدين الإسلامي أساس هذه البلاد، ومصدر عزها، ومنبع حضارتها وسبب أمنٍِها، وأسس نهضتها قامت به هذه الدولةَ عقيدة وديانة، وتمثلته سلوكا ومنهجا وشريعة حياة في مبدأ لا يقبل المساومة ولا الجدال. وهو بحمد الله اختيار ولاة أمرها وشعبها فنحن أمة مسلمة, نتخذ من الكتاب والسنة دستورا ومنهج حياة على فهم سلف الأمة وعلمائها الربانيين، أهل العلم والتقوى والورع ولا نقبل أن يفسر لنا ديننا ، أو يشرح لنا منهجنا أو يبين لنا شريعتنا، أو يفي لنا في قضايانا غر ٌ جاهل أو كاتبٌ فاسق أو مثقفٌ متغرب أو متعالمُ مارق، أو غيرهم من الغالين الجافين أو أصحاب الفكر العلماني أو الحداثي. فلدينا بحمد الله علماء أجلاء، وطلبة علم أصفياء. ونحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
ونحن أمة مأمورة بالتمسك بهدي رسولها صلى الله عليه وسلم نفخر بذلك ونفاخر به بين الأمم فتقصير الإزار وإعفاء اللحى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحجاب المرأة المسلمة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإغاثة الملهوفين، ومساعدة المنكوبين وتوعية الجاليات المسلمة وغيرها كل ذلك ما هو نهج محمدي، وسنن نبوية، نتمثلها في قيمنا وأخلاقنا وهدينا وسلوكنا ونعلنها في بلادنا أمام الملأ. وعلى مسمع العالم بتأييد من الولاة والعقلاء، والأكاديميين الصُلحاء في توجه تفخر به هذه البلاد، ونفاخر به في منهج وسط بين الإفراط والتفريط والتكفير والتغريب.
وديننا الحق إنما جاء لحماية الأنفس والعقول والأموال والأعراض والنسل والذرية، جاء لحفظ الأمن والحفاظ على الأخلاق، جاء ليزرع أغلى المثل ويربي على أعظم القيم.
وبلادنا خير مثال، وأعظم برهان تلك هي ثوابتنا التي لا تقبل النقاش فضلا عن أن يطعن بها أو يهمز ويلز أهلها وهذا ما أكده المسئولون في بلادنا في لغة واضحة بينة وكلمات جلية ناصعة.
وإن دولة هذا شأنها، وهذه حضارتها لا تقبل القول بفصل الدين عن الدولة، كما لا تقبل أسلوب الخلط بين الإسلام الحق وبين الانحراف باسم الإسلام، كما لا نقبل أن يقصر الإسلام عن الساحة أو ينتقص أو يزدرى أهله بحجة وجود بعض الغلاة ولكن المنهج المطلوب وقف السلوك الشاذ في جانبيه الإفراط والتفريط والغلو والتغريب ليبقى الإسلام الحق وليبقى هذا الكيان شامخا بحمد الله آمنا بفضل الله جامع بين محافظة على الدين وعقائده، وشريعته وشرائعه مع ما يتطلبه الوقت من تحديث وتطوير مشروعين، في التربية والعليم، والاقتصاد والاجتماع والتخطيط والإعلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة جمعه لأحد الأئمة في محافظة الخرج وهو الشيخ مبارك بن عبيد الحربي إمام وخطيب جامع الفاروق وأيضا المربي والأستاذ. عندما كتب هذا الموضوع بعد الاحداث والتفجيرات التي حصلت في البلاد كتب بعدها خطبة حلل فيها وبين الأخطاء وكانت خطبة مجلله بارك الله له فيها ونفع فيها ولكنها لم تنشر بالصحف إلا قبل فترة وجيزة فعندما كتبتها أحببت أن تقرأوها.
هي الأزمات والمحن، يظهر معها الغث والسمين والنور والظلام، والحق والضلال، والصدق والكذب والإيمان والنفاق.
تجلي الصادق من الكاذب، والمنصف من الظالم والمؤمن من المنافق،
والصديق من العدو والمحب من المبغض، والمصلح من المفسد.
تجلي الأفكار، وتظهر بها الأسرار، وتفضح الأشرار، ويبين خبث الفجار،
وصدق الأبرار، وشموخ الأخيار.
الأزمات والمحن يظهر معها كل فكر رصين وتجلي كل فكر دخيل ومنهج عميل وطرح أصيل يتخذ من الأزمات متنفسا لنشر سمومه وبث أرائه وكيده وجهله وبلائه وسوءه وانحرافه.
الأزمات والمحن مع ما فيها من الشر والبلاء والشدة اللئواء ، إلا أنها في جانبها الأخر تظهر الصادق بجلاء، وتميز المنافق بوضوح.
إن جملة من الكتابات في وسائل الإعلام التي تناولت الحدث تناولته بقلم يزخر بالقبح والشناعة من هجوم على مناهج التعليم في بلادنا، وطعن لهيئات ومؤسسات دينية كأجهزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومناشط الدعوة الإسلامية في المساجد والمنتديات وصبت هذه الأقلام المسعورة والمقالات جام غضبها على هذه القضايا والمسلمات وتعدت للسخرية من التدين وأهله، والاستقامة وشبابها والدعوة وعلمائها، وكأننا نعيش في مجتمع كلهٌٌُ تطرف وغلو, وتكفير وتفجير، وتبديع وتفسيق وإن أقلاما هذا فكر كتابها، ومقالات هذه توجهاتُ أصحابها لحري بالأمةِ إنكارها، وواجب على العلماء وطلبة العلم الرد عليها، ومحتم على المثقفين من أبناء هذا البلد، والأكاديميين من نتاج تعليم هذا الوطن أن يقولوا كلمتهم الحق، دفاعا عن الدين والشريعة، وحماية للأمة، وصيانة للأمن، وحفاظا على المكتسبات والمقدرات، ودرءاً للفتنة، وإخمادا للتطرف. وهذه وقفات حول هذا الموضوع وجلاءً لهذه القضايا:
أولا: إن الدين الإسلامي أساس هذه البلاد، ومصدر عزها، ومنبع حضارتها وسبب أمنٍِها، وأسس نهضتها قامت به هذه الدولةَ عقيدة وديانة، وتمثلته سلوكا ومنهجا وشريعة حياة في مبدأ لا يقبل المساومة ولا الجدال. وهو بحمد الله اختيار ولاة أمرها وشعبها فنحن أمة مسلمة, نتخذ من الكتاب والسنة دستورا ومنهج حياة على فهم سلف الأمة وعلمائها الربانيين، أهل العلم والتقوى والورع ولا نقبل أن يفسر لنا ديننا ، أو يشرح لنا منهجنا أو يبين لنا شريعتنا، أو يفي لنا في قضايانا غر ٌ جاهل أو كاتبٌ فاسق أو مثقفٌ متغرب أو متعالمُ مارق، أو غيرهم من الغالين الجافين أو أصحاب الفكر العلماني أو الحداثي. فلدينا بحمد الله علماء أجلاء، وطلبة علم أصفياء. ونحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
ونحن أمة مأمورة بالتمسك بهدي رسولها صلى الله عليه وسلم نفخر بذلك ونفاخر به بين الأمم فتقصير الإزار وإعفاء اللحى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحجاب المرأة المسلمة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإغاثة الملهوفين، ومساعدة المنكوبين وتوعية الجاليات المسلمة وغيرها كل ذلك ما هو نهج محمدي، وسنن نبوية، نتمثلها في قيمنا وأخلاقنا وهدينا وسلوكنا ونعلنها في بلادنا أمام الملأ. وعلى مسمع العالم بتأييد من الولاة والعقلاء، والأكاديميين الصُلحاء في توجه تفخر به هذه البلاد، ونفاخر به في منهج وسط بين الإفراط والتفريط والتكفير والتغريب.
وديننا الحق إنما جاء لحماية الأنفس والعقول والأموال والأعراض والنسل والذرية، جاء لحفظ الأمن والحفاظ على الأخلاق، جاء ليزرع أغلى المثل ويربي على أعظم القيم.
وبلادنا خير مثال، وأعظم برهان تلك هي ثوابتنا التي لا تقبل النقاش فضلا عن أن يطعن بها أو يهمز ويلز أهلها وهذا ما أكده المسئولون في بلادنا في لغة واضحة بينة وكلمات جلية ناصعة.
وإن دولة هذا شأنها، وهذه حضارتها لا تقبل القول بفصل الدين عن الدولة، كما لا تقبل أسلوب الخلط بين الإسلام الحق وبين الانحراف باسم الإسلام، كما لا نقبل أن يقصر الإسلام عن الساحة أو ينتقص أو يزدرى أهله بحجة وجود بعض الغلاة ولكن المنهج المطلوب وقف السلوك الشاذ في جانبيه الإفراط والتفريط والغلو والتغريب ليبقى الإسلام الحق وليبقى هذا الكيان شامخا بحمد الله آمنا بفضل الله جامع بين محافظة على الدين وعقائده، وشريعته وشرائعه مع ما يتطلبه الوقت من تحديث وتطوير مشروعين، في التربية والعليم، والاقتصاد والاجتماع والتخطيط والإعلام.