PDA

View Full Version : حنين الذكريات ."قصه" ..بعد غيبتي


حروف سوالف
21-07-2003, 06:03 PM
لا شعوريا وبينما كنت أقلب أوراق مكتبي إذ وقعت عيني على ذاك الدرج المغلق منذ فتره طويلة ، كنت أغلقته وكأني أريد أغلق ذكريات رحلت وانطوت .

راودتني نفسي في فتح ذاك الدرج ، الحنين للذكريات هكذا داخلي كان ينطق ونفسي كانت تصرخ .

فتحت الدرج بهدوء وأخرجت تلك الوريقات وبعض الأشياء الغريبة ملف شهادتي الدراسية وبعض الهدايا والأشياء المميزة (على الأقل بالنسبة لي).

وجدت تلك العلبة ،علبه صغيرة جدا ، هممت بفتحها ولكن ...دموعي سالت على خدي دون وعي مني لم أعد أشعر بنفسي أتذكر تلك اللحظات المرة ،ويا ليتني أنسى.

أتذكرك جيدا يا صاحبي فلم أنساك ولن أنسى ذلك الموقف ما حييت .

كنا نعمل في المنطقة الشرقية تخرجت أنا وهو من الجامعة في نفس الفصل وبالصدفة حصلنا على وضيفتين في نفس المكان في شركه كبرى ،كان مترددا للقبول فالبعد عن الأهل كان صعبا ،بالإضافة إلى أنه الابن الأكبر لوالديه ، أقنعته أخيرا وذهبنا للعمل هناك .

كانت أيام سعيدة، وتجربه جديدة ..مضى سنه تقريبا على بقائنا هناك كونا خلالها علاقات مميزه ومن بين تلك العلاقات ربطتنا علاقة مميزه مع زميلنا سالم .
كانت الأجازة الصيفية قد بدأت ،اتخذنا قررا بأخذ إجازة جماعية (نحن الثلاثة).

عادل وسالم كانا يريدونها للزواج بينما أنا فلأن عادل سيذهب فسأذهب معه .

يوم الجمعة سنذهب لمدينتنا حيث سيعقد قران عادل هناك يوم الاثنين المقبل بينما سالم كان زواجه يوم الخميس .
بقينا ليوم الخميس كان عادل كثير الخروج للسوق ..أشترى الكثير من الهدايا والأشياء .

صباح الخميس استيقظت مبكرا ..
وجدت عادل في غرفه الجلوس سارحا يفكر ..
أنا: صباح الخير .
عادل(كان مستندنا على الأريكة وممسكا بمسبحة مطأطأ رأسه وكأن شيء قد همه): أهلا بك صباح الخير.
أنا: الم تنم ؟!.
عادل: بلى ولكني لم أنم جيدا .
أنا: قلق ؟!.
عادل: قليلا .
أنا: مما ؟!
كان يستند على الأريكة خلفه فأعتدل في جلسته .
عادل: الموضوع خاص بك .
أنا: بي أنا؟!
عادل: نعم ,سأتزوج خلال أيام ثم نأتي أنا وهي للعيش هنا ..وأنت تبقى لوحدك في هذا المكان ؟!.
أنا(أحسست بغصة في حلقي الموضوع كان بسيطا ولا يستحق ولكن طريقه كلام عادل كانت تؤلمني ):عادل ...دعك من هذا الكلام فهذه سنه الحياة فهل ستبقى لي وحدي ؟!.
عادل: لما لا تتزوج ؟!.
أنا(مع ابتسامه عريضة): أعتقد أنك الوحيد الذي تعلم وضعي .
عادل: شيطان دخل رأسك يضع هذه الأفكار .
أنا: أنت تعلم ما حدث وتعلم قصتي ...
عادل: أنسى تلك الأيام أنسى نوره ، أتعلم أنها تريدك أن تتزوج لان ذلك يسعدك ،إذا كانت تحبك فستتمنا زواجك .
أنا: أنسى الموضوع يا عادل ، أرجوك أنسى الموضوع .
عادل (وقد عادل ليستند على الأريكة):كما تريد .
يتبع ..
في ذاك اليوم أيقض عادل الروح في داخلي كنت أتوقع أنه يفكر في هذا الموضوع .
التزمن الصمت قليلا ،خرجت أنا أهيم على وجهي في الشوارع ..لا أعالم أين أذهب ..قررت الذهاب إلى البحر فهو المكان الوحيد الذي يجعلك تسترخي ..فكرت في نوره وفي تلك الأيام الرائعة معها ، كنت قد اشتريت خاتما لها لم أكن اعلم أن الموت سيأخذها مني ..كان ذلك بعد تخرجي من الجامعة مباشره ،تلقيت اتصلا من والدتي تعدوني الحضور للبيت أحسست وقتها أن نبره صوت والدتي كان متعبا ،كان يكتم خبرا سيء .
وما أن دخلت البيت حتى رأيت ذاك المنظر المفزع ،أختي وأمي كانتا جالستين يبكيان ، سألتها ما الخبر ؟!..وبهدوء أتتني الإجابة ..نوره ماتت !!!!!.......
أنهرت وقتها لم أعد أعي ما يقولون لم أشعر بنفسي آلا في المستشفى وأنا أحتضنها أخر مره ..لم أكن قد احتضنتها قبل هذه المرة ، كانت المرة الأولى والأخيرة ...
بقيت بعدها عده شهور وانتهزت فرصه السفر والعمل خارج مدينتي ...
نسيت موضوع الزواج نهائيا ولكني لن أنسى ذلك الوجه القمري ووجنتها الباردتين .

جلست أتأمل البحر ،ضللت أفكر في كلام عادل وأفكر ..حتى اتخذت قراري الأخير ..قررت كتم الخبر حتى نخرج من حفل زواج سالم ..
وليتني لم أنتظر ..لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير هكذا قالها خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ...

عدت لعادل فإذا هو على جلسته ولكن أحسست بشيء غريب ...يبدو نائما ؟!..
لقد كان ساهر طوال الليل ..كانت أود تحريكه لوضع مريح في النوم وما ان لمسته حتى سقط من مكانه ...............................................
وسقط معه قلبي المسكين ، صرخت بل جننت صراخا ..أرجوك عادل لا تتركني وحدي أرجوك ..ولكنه لم يجب ..ولا أضنه سيجيب ..سقطت دمعتي بل انهمرت دموعي ..كنت أحرك يديه أحرك جسده أضرب على خديه ..كنت أتمسك بقشة نعم بقشه ...ولكن لا حراك ......
توقفت عندي الدنيا وتوقف الزمن ..ولكن دموعي لم تتوقف ..ها هو صاحبي الأخر يرحل وقت تركني خلفه أهيم في عالم لا أعلم ما يخفي ليله ولا كيف سيكون نهاره .

اتصلت بسالم ، أتاني ودموعه تسبقه ..وفي يوم زواجه يتوفى صاحبه !!!...
كانت ليله تعيسة ..
كان سيؤجل زواجه ولكنني رفضت بل صرخت في وجهه ..
لو كان عاد عادل للحياة لصرخ في وجهك لا تفعل ...
انتهت أيامي في هذه المدينة ..ذهبت لبيت الزوجية الذي لم يكتمل ..الأثاث وكل شيء كامل ولكن العروسين !!!!....احدهم رحل بلا رجعه والآخر لا يعلم مصيره ...
فكرت في حال تلك المسكينة ..فانا اعلم تعلقهم ببعضهم ..واعرف معنى الحرمان ..عايشت موقفها وعايشت حالها تماما ...انهمرت دموعي وقتها وأنا اقلب أوراق عادل وجدت أقصوصة ورق كتب فيها بعض الكماليات وكتب أسفلها تاريخها حملتها معي ...وحملت معي بعض الأشياء ..وأودعت الباقي للجمعية الخيرية ..انتقلت بعدها للعيش خارج بلادي ...كنت أعمل في فرع للشركة ..حتى شعار الشركة كان يذكرني بعادل ...مضت الأيام لا تسأل عن حال ...انجلت سنه كاملة لم تبرأ جروحي ولكن الحنين لوطني أعادني ..استقبلني سالم في المطار وفي رحلتي لمنزلنا قال لي كلمات تذكرت بعدها كلمات عادل تذكرت تلك النبرة تذكرت ذاك الجرح القديم ..

سالم: لم لا تتزوجها ؟!.
كان صمتي يوحي له بالرفض ولكني كنت موافقا هو الشعور في داخلي لا أعلم ربما أني أحن لتلك المسكينة ..جاوبي كان هدئ ..
أنا: الم تتزوج ؟!.
سالم : كيف وهي تعيش حياه مره بين المستشفيات .
أنا: لا أريد أن أكرر مأساتي .
سالم : إذ حاول أن تفعل شيء ، لو كان عادل هنا لفرح بهذا القرار .
كنا قد وصلنا للمنزل ..أنزلني وهو يشير لي أن أفكر في الموضوع ..مضى أسبوع تقريبا ..والدتي تلح على بالزواج ..وأنا أرفض الموضوع ..
حتى اتخذت قرارا ...
استأذنت والدها وذهبت لها في المستشفى ..كانت تنام بهدوء ..مغطيه وجهها بقطعه قماش سوداء ..أحس بأنها الماسة تغطيها قطعه مخملية ...
صارحتها بموضوعي ..وأخبرتها من أكون وقصصت قصتي ..فوافقت على مض..وفائها لعادل كان يجبرها الرفض .وبعد إصرار مني وإلحاح والديها وافقت ..
مضت الأيام سريعة ..عقد قراني عليها في المستشفى كي أستطيع زيارتها ...
تحسنت حالتها كثيرا ..ولكنها لا تزال حزينة ..عينها الذابلتين تحرك جروحي ..
كان يوم خروجها سعادة لا توصف ..لبست فستانها القديم ..ولبست أنا حلتي الجديدة ..إنسان أخر يحاول أن يصطلح مع الحياة ...نظرت بتفاؤل للحياة نظرت من بورديه ..
رزقنا في الحمل الأول بتؤمين جميلين ..ذكر وأنثى ..
أسمينا الذكر عادل وأسمينا الأنثى نوره ...
أقصوصة عادل ومسبحته ...وخاتمين جميلين ..احدهم كان لنوره والأخر كان من عادل ......
أغلقت بعدها تلك العلبة الصغيرة ..وأغلقت قلبي لينام هادئ ..
ولكن جرحي لم ينغلق أبدا ...

عذرا لتكرر الموضوع ..

حروف سوالف
21-07-2003, 06:43 PM
عذرا على هذا الخلل ..

ابو الفياصل
21-07-2003, 07:03 PM
وش السالفه..!!؟:OO:

انا اللي رديت.! ويجي الرد باسم حروف الحب..!؟:OO: :OO:

ابو الفياصل
22-07-2003, 10:31 PM
السلام عليكم..

ارد مره ثانيه وامري لله:D

ما كنت اقوله هو.

ان القصه جميله جداً جداً.

رغم ان فيها من الخيال والمبالغه الشيء الكثير:)

إلا ان ترابط الاحداث والصياغه كانت رائعه جداً..


تحياتي لك:)

دانا
23-07-2003, 04:59 AM
السلام عليكم

قصة رااائعة ... و لكنها حزينة جدا :(

و ما شاء الله أسلوبك القصصي ممتاز والحوار أيضا :)


تحياتي لك

بنت نت
24-07-2003, 05:05 AM
القصة تبكي:cry:

ابداع ماينوصف كما تعودته منك اخي وفقك الله

وفوووية
26-07-2003, 08:41 AM
رد مقتبس من دانا
السلام عليكم

قصة رااائعة ... و لكنها حزينة جدا :(

و ما شاء الله أسلوبك القصصي ممتاز والحوار أيضا :)


تحياتي لك

حروف سوالف
27-07-2003, 02:36 AM
هلا بالغالي ابو الفياصل ..
تشكر على تواجدك الكريم ..
ولو مع الي صار من لخبطه يا عزيزي :)

تحياتي لك ولكلامك الجميل :)
اخوك حروف سوالف

حروف سوالف
28-07-2003, 08:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اختي الكريمه دانا ..
اتمنا ان انشر شيء اجمل في المستقبل :)
تحياتي لك
اخوك حروف سوالف

حروف سوالف
10-08-2003, 05:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عذرا لتأخري في الرد ..
شاكر تواجدك وأطرائك اختي الكريمه كمبيوتر قيرل ...بس والله ما ودي ابكي احد :)

تحياتي ...
حروف سوالف