PDA

View Full Version : فض الاشتباك بين ليلتين (( جنون ))


اديب
30-06-2003, 11:53 AM
في ليلة ربيعية .. سلمت فيها جفني لقبضة النوم ..
في تلك الليلة زارني في أحلامي فتاتان هما البدر جمالا .. والشمس حسنا وبهاء ..

كنت متأكد أني شاهدتهما .. لكن أين لا أدري ؟!!

حاولت أن أعيد ذاكرتي إلى الوراء .. أرهقت تفكيري ..لعلي أن أفلح ..
لكن عبثا ذهبت محاولاتي تتطاير وكأنها أشبه بورقة خريفية في مهب الريح ..

وإذ ذاك لم يكن هنالك من بد من سؤالهما :

قالت الأولى ـ وقد تلحفت بكل غطاء ممكن .. وتدثرت بكل لباس متوفر ـ :
أنا ليلة شتوية .. أنا الحسن البارق .. ذلك الحسن الذي ألغى وجود الأخريات من أترابي .. ذلك الحسن الذي حولهن إلى وصيفات وسراب..

( وأثناء حديثها .. كانت الفتاة الأخرى ترمقها بعينيها .. والشرر يتطاير منهما .. )
فلم تدع لها مجالا لتكمل حديثها .. لتخطف منها دفة الكلام بقولها ـ وكانت تلبس الخفيف اللطيف .. وتتمايل بمشيتها .. وقد غطت شعرها بشال شفاف ـ : أنا ليلة صيفية .. أنا موطن النعومة والراحة ..
لن أتستر خلف الكلام الجميل .. ولن أتحدث كثيرا .. فالجمال لا يحتاج لدليل .. والمعروف لا يعرف ..

( وتوقفت في حديثها وكأنها أرادت أن تلجم لسان الأخرى )
ولكن هيهات .. فالأخرى لم تستسلم بعد .. لقد ردت ليلة الشتاء بقولها بسخرية :
لا أدري من أين جئت بهذا الحكم ؟!! أنت جميلة !! ههههههه .. يا ألهي !!
متى صار القصر موطنا للجمال .. والطول الممشوق يأتي بعده مرتبة !! لا أدري متى تغيرت معادلات الجمال !!
( وكان بحديثها هذا تشير إلى قصر ليل الصيف .. وطول ليال الشتاء )

هنا زاد غضب ليلة الصيف فصرخت عاليا :
الطول يا أنت .. عندما يكون بهذا الشكل فهو ليس ميزة بل عيب ..
فالطول الفارع مدعاة للسخرية .. وفي بعض الأحيان بنعت صاحبه بالسذاجة والحمق ..
ثم قصري ليس عيبا .. فأنا شأني شأن اللحظات السعيدة .. تلك التي تمر ساعاتها سريعة وقصيرة دونما أن نشعر ..
أما أنت .. ومن رتابة ساعاتك الطويلة .. فأحسبك كليلة كئيبة .. من شدة كآبتها أضحى فجرها هو الفرج من بؤسها ..

( وهنا تدخلت لأفض الاشتباك .. وحاولت أن أخفف شيئا من وطأة الحديث القاسي .. وألطف جو المقابلة ..
فقلت : بل أنتما عينان في رأس واحدة )

فتبسمت لذلك ليلة الشتاء تبسم ينذر بحديث صارخ بعده قالت فيه :
يدعوكم الدفء النائم في ليلي إلى مقاربة الحبيب .. والتحرر من قيود الصقيع .. فتعيشون لحظات الدفء .. بكل عظمتها ومجدها .. وحتى عنفوانها ..
فالدفء يزيد المشاعر حرارة وو ......
( وهنا قاطعتها ليلة الصيف .. وكأنها تريد أن تكمل حديثها )
فقالت : و... ثم تتحول إلى رماد من شدة لهبها .. هههههه
أ هذه هي مكافأة السمار في ليال الشتاء .. لالالالا .. لا أصدق أني أقف في مقارنة هنا ..
أنا .. نعم أنا .. تلك الليلة التي يعيشها العشاق كل لحظة .. ويذهب عنهم لذة نومها .. بحث عن قمرها .. ليلبسوا محبوباتهم ثوبه ..
أما أنت .. فمـــاذا ؟؟؟
أنت التي يهرب قمرك من المواجهة والواجهة .. ويلتحف غطاء الغيوم .. وكأنه يعلم أنه يقف في مكان ليس مكانه .. فيفضل الهرب إلى عالمي ..
( ورفعت ليلة الصيف يديه بإشارة النصر .. أو هكذا توقعت )

لكن ليلة الشتاء لم ترفع المنديل الأبيض بعد .. لازال هنالك نفس ينبض ..
قالت فيه : وأي أنتصار هذا ؟!! وعلى ماذا ؟!! على أشباح الماضي ؟ وقصص الأولين ؟!!
الانتصار يا عزيزتي لا يتحقق بالكلام .. ولا بقطع هامات الليال ..
الانتصار بإختصار يعني أن تكون ضمن المتميزين ..
ببساطة هو يعني أن تكون على رأس القائمة .. ومقدمة الطابور ..
ولا أظن أن هنالك من صدارة إلا والمطر رأسها ..
ذلك الذي يهطل فيجعل كوكبنا العابس يبرق ..
ويجعل أحاديثنا الروتينية ترعد وتزبد ..
ويحول مشاعرنا الكامنة إلى شلالات متدفقة ..
فتكتب من مائها قصائد العشاق .. وملاحم السمار ..
فأين أنت من المطر ؟؟!!!!

( وهنا وعلى غير العادة لم تتحدث ليلة الصيف طويلا )
أجابت فقط :
أسألوا القمر .. أسألوه لماذا يزورني دائما ؟!!
( وكأنها بهذا تشير إلى عدم مقدرة ليل الشتاء مصافحة القمر لتواريه خلف غيوم المطر )

ــ هنا تدخل جرس ساعتي .. وقاطع مسلسل حوارهما .. وأوقف تتابع أحاديثهما ..
وكأنه فضل أن لا يتضايق منهما أحد ..

فأستنهضت جسدي من ركوده .. ومع استنهاضي المثقل إذ بي أسمع صوتا خافتا .. لم أستطع معرفته ..
وعندما أستوضحت الأمر إذ به لساني يتمتم ببيت من خاطرة كتبتها منذ أمد يقول :

لما ألمحــك ..

ألمح سماء بوسطه قمر

وألمح غيمه ويا مطــر

فعلا ما أجمل المطر .. والقمر !!



تحياتي
جنون قلمي
أخوكم ،،

إرث أحزان
30-06-2003, 03:45 PM
اديب

آه ياليت لي بمثل حلمك

انا إن حلمت حلمت بكوابيس آخر النهار

ليس صبحا سعيدا ولا ليلا شاعري

تحياتي لما يدفق علينا من قلمك المتميز

وأسلوبك الجذاب

ملحوظات بسيطة :
=====================
وإذ ذاك لم يكن هنالك من بد من سؤالهما :
=========================

لو استغنيت عن من التي قبل بد لكان اجمل
وإذ ذاك لم يكن هنالك بد من سؤالهما :


========================
لتخطف منها دفة الكلام بقولها
========================

الاستعارة هنا مستغربة نوعا ما فهل تخطف الدفة ؟!!

لو قلت أزاحتها عن الدفة لكان أولى

=========================
( وتوقفت في حديثها وكأنها أرادت أن تلجم لسان الأخرى
==========================

هل اللجام يلجم الفم أم اللسان ؟!!
لو قلت تلجم فمها لكان أروع

========================
ثم قصري ليس عيبا .. فأنا شأني شأن اللحظات السعيدة .. تلك التي تمر ساعاتها سريعة وقصيرة دونما أن نشعر ..
=======================

هنا تشبيه قمة في الروعة أردت أن أشكرك عليه ....

عبارات قمة في الروعة :

أنا ليلة صيفية .. أنا موطن النعومة والراحة ..
لن أتستر خلف الكلام الجميل .. ولن أتحدث كثيرا .. فالجمال لا يحتاج لدليل .. والمعروف لا يعرف ..

أما أنت .. ومن رتابة ساعاتك الطويلة .. فأحسبك كليلة كئيبة .. من شدة كآبتها أضحى فجرها هو الفرج من بؤسها ..


تمنيت لو أقتبست جميع الموضوع وكدت أفعل

الحقيقة وتمنيت لو عندي مطرقة أكسر بها ساعتك التي قطعت الحوار

أخي الكريم إبدااااااااااااااااعك لا تحرمنا منه

تحياتي

حروف سوالف
30-06-2003, 07:13 PM
اتمنا فعلا ان اقراء لك المزيد اخي اديب ..
تحياتي لك اخوك حروف سوالف

إرث أحزان
01-07-2003, 04:24 PM
حروف الحب

ماهذا ؟؟!!

اتمنا فعلا ان اقراء لك المزيد اخي اديب ..

أقرأ هكذا الظاهر ما عندكم دش تشوف قناة اقرأ :p :p

تحياتي

لمياء
03-07-2003, 01:55 AM
.. خيالٌ مبدع .. و رائق ..

.. و ما الإبداع إلا ضربٌ من الجنون ..

.. فدعك قلمك يعتمر الجنون .. و أرنا إبداعك ..

.. أخي المشرف الأدبي .. شكر الله لك نصائحك الغاليات ..

.. و نفعك الله بعلمك و إيانا ..

.. أرق تحية ..