PDA

View Full Version : ثورة الذكريات!


طيور الشوق
29-06-2003, 02:29 AM
أكتب لكِ اليوم بعدما هاجتني رؤياكِ، وهيّض مشهدكِ هذا الصباح ذكرياتٍ جميلة، وأنا الذي كنت أظن أني قد نسيتكِ!
أي آلام أيقظتها من انزواءها في أركاني، وأيّ جروحٍ قديمةٍ نكأتِ ثانيةً، وهي التي كادت أن تلتئم!
كم أحزنني مرآكِ، وأنتِ تمشين في طريقكِ دون أن تلتفتي حولكِ على أمل أن تريني كما كنتِ تفعلين دوماً!
كم آلمني أن أشاهدكِ تمرين أمام عينيّ، دون أن تشعري بوجودي، ودون أن يهديكِ قلبكِ أنني على مرمى نظرةٍ واحدةٍ منكِ، فتجودين عليّ بتلك النظرة التي طالما كانت تسعدني، وذلك الشوق، وتلك اللهفة التي تتقافز في مقلتيكِ كلما رأيتني!

لقد عادت بي الذاكرة إلى الوراء، إلى ذلك اليوم الصيفي القائظ، وذلك المكان المقفر الذي التقينا فيه أول مرة.
كيف كان ذلك الخجل الطفولي يملأ وجناتنا دماً، وذلك العرق الغريب الذي كان يتفصد من جباهنا، وتلك الرجفة اللذيذة التي دبت في أوصالنا حين التقت العينان، وتصافحت اليدان!
أتذكر أيضا -يومها- كيف جفت حلوقنا، وتيبست شفاهنا ونحن نفتتح الحديث لأول مرة، وأتذكر أيضاً تلك الكلمات الساذجة التي قلتها لكِ، والعبارات غير المنطقية التي تفوهت بها، وتعثر الحروف على لساني، وكأني لا زلت طفلاً أتعلم لغة الكلام!
أتذكر جيداً كيف كنت أتحاشى النظر إلى عينيكِ، وكثيراً ما كنت أطرق برأسي إلى الأرض، وكأنها المرة الأولى في حياتي التي أتحدث فيها إلى امرأة!
أتذكر تماماً كيف خانتني اللباقة، وحسن التصرف، فكنت كثيراً ما أقاطعك، وكيف كنت أندهش لحديثك، وأنبهر بكلامك كالبلهاء!

ترى ألا زلتِ تذكرين ذلك أم أن تكاليف الحياة وأعباءها، قد شغلتكِ تماماً، فلم تعودي تلتفتين لماضينا المخملي؟!
أنا لا أريد أن أثير مشاعركِ، أو أود أن أعود بكِ إلى ماضٍ تودين نسيانه رغم كل ما فيه من ورود، وشموع، وأحلام جميلة.
أنا فقط أردت أن أكتب هذه الكلمات، لأنكِ أيقظتِ حبكِ الدفين في قلبي، وأشعلتِ جذوة الوجد المشتعلة تحت رماد روحي!

كيف لي أن أنساكِ، وتلك العبارات التي قلتيها لي لا تزال ترفرف بأجنحتها حول قلبي؟!
كيف لي أن أنسى قولكِ أنني أنا الشخص الوحيد الذي قلبكِ رغماً عنكِ، دون أن تملكِ لذلك صداً أو دفعاً!
كيف لي أن أنسى قولكِ أنني الرجل الوحيد الذي مشيتِ خلفه بانصياع بعد أن اعتدت أن يمشي الرجال خلفكِ بانصياع!
كيف لي أن أنسى قولكِ أن حبي سيظل في قلبكِ ما دام النبض حياً فيه!
هل كنتِ تعين ما تقولين، وهل كنتِ تقصدينه فعلاً، أم أن الأمور قد
تغيرت، وما غاب عن العين، يغيب عن القلب بالضرورة!

هل لا تزالين تذكرينني إذا ما آويتِ إلى فراشكِ، واحتضنتِ وسادتكِ؟!
هل لا زالت تلك الأحلام تراود مخيلتكِ، وطيفي يحلق في سماء غرفتكِ؟!
هل لا زالت تلك البسمة ترفرف على شفتيكِ، وأنتِ تحلمين بي؟!
هل لا زالتِ تنظرين إلى بابِ منزلكِ تمنين النفس أن أكون واقفاً على عتبته؟!
هل لا زالتِ تتوقعين أن تجرّي باب المصعد لتجديني في انتظاركِ داخله؟!
هل لا زلتِ تتشوقين لرؤية تلك الورقة الصفراء ملصقةً على زجاج سيارتكِ؟!
هل لا زالتِ تنتظرين أن تجدي تلك الوردة الحمراء تنام بهدوءٍ على المقعد المجاور لكِ؟!

يا سيدتي إذا كانت رؤياكِ قد فعلت بي كل هذا، فماذا سيفعل بي اللقاء، بل ماذا سيفعل بي سماع الكلام ورؤيته إذا تحركت به شفتاكِ !
لله درك أيتها الحبيبة الغائبة، وسقى الله أياماً كانت بيننا، ورحم الله كل العشاق الذين أحبوا وأخلصوا، وصبروا على ما كان من الحب من شقاء!


الدوحة في 18 حزيران(يونيه) 2003م

إرث أحزان
29-06-2003, 10:02 AM
طيور الدوحة

التفاتات جميلات

وتساؤلات محيرة


دائما انت في تقدم


تحياتي