لمياء
30-05-2003, 02:53 AM
.. من رسائله إليها ..
.. الرسالة الرابعة ..
.. أميرتي الغائبة ..
.. فاجأتني النافذة هذا الصباح .. بنهارٍ ربيعيٍّ مشرق ..
.. الحقول تموج أمامي .. في مرح مع النسيم صاخب ..
.. الشمس تشاكس الأطيار .. لتصدح بأعذب الألحان ..
.. فتغار الفراشات .. تتجاذب و الزهرة الرحيق ..
.. كل ما حولي صاخب فرح ..
.. هادر يموج بالحياة ..
الأطيار .. الأزهار .. الأشجار .. حتى حشرات الحديقة ..
..
منذ متى تسللت أصابع الربيع الشقية تنثر الفرح ألواناً في كل مكان ..
.. و متى غافلني الكون ..
.. ليستبدل ردائه الأبيض الكئيب .. بهذه الحلل الزاهية ..
.. و ذلك الحبور البهىّ الذي اعترى الطبيعة حولي .. فبعث الحياة فيها من جديد ..
.. كلُّ ما حولي منتعش مقبل على الحياة ..
.. و أين كنتُ أنا .. ؟ .. و العالم يضجّ بالسعادة ..
.. أين كنتُ أنا ....!
.. كنتُ أُبحر فيك سيدتي ..
.. كنتُ أبحرُ في غربتي عنكِ .. في وجودكِ و الغياب ..
..في غرفتي .. في بيتي الفسيح .. البارد ..
.. في وحدتي ..
.. و بين أناملي المرتعشة برداً .. و شوقاً ..
.. استقرت رسائلك ..
.. أبحثُ عنكِ فيها ..
.. أبحث عن عيناكِ .. ضحكتكِ العذبة الشقيّة .. دلالكِ .. طفولتكِ .. و عذابي ..
.. حتى برودة نبرتك .. أشتاقها ..
..
.. و حين أجدكِ ..
.. أهرع إلى فهرسة الرسائل حسب تاريخها .. تاريخنا ..
.. أفتح المظروف .. و أخرج الرسالة بتأني ..
.. و كأن ساعي البريد للتو أحضرها ..
.. أقرأ سطراً .. فأُغالب دموعي .. و أغيب ..
.. أغيب في ذكرياتٍ تتجاذبني ..
.. و أغرق في عوالم ما اخترت الخروج منها دهوراً ..
.. تبعثُ الكلمات حية أمامي .. فأسمع صوتكِ ..
.. و يغمرني شذاكِ ..
.. و أراكِ ..
.. أراكِ يا أميرتي ..
.. باسمة .. فأتشبثُ بكِ .. و بلهفةٍ أحادثك ..
.. ها هى ذي أنتِ أمامي ..
.. أعاتبكِ .. عتاباً رقيقاً .. و أنتقي كلماتي ..
.. أخاف غضبك .. و الرحيل ..
.. و أهرع للنوافذ و الأبواب أوصدها ..
.. أخاف غضبك و الرحيل ..
.. و إن كنتِ طيفاً حضرتِ ..
.. أخاف يا أميرتي .. و ما بقى لي إلا الخوف .. و أمل لقياكِ ..
..
.. أتيتني فجأةً من بين السطور .. و لا حق لك في الذهاب أبداً قبل أن تسمعي مني ..
.. اسمعيني .. أوّد أن أحكي ..
.. قرار الفراق قرارك .. و ما سمعتِ ..
.. و قرار البقاء قرارك .. و ما وفيتِ ..
.. و قرار الهروب قرارك .. و ذاك الوعد الوحيد الذي التزمتِ ..
..
.. أنا سعيدٌ بوجودك .. و إن كان وهماً ..
.. دعيني إذاً أعدّ فنجان قهوتك المفضل ..
.. و دعيني أُخبر الحسّون أنك هنا .. لطالما شاطرني أحزاني بألحانه الشجيّة ..
.. فليُنشد للفرح الآن .. و لكِ ..
..
.. أتساءل دائماً ..
.. ما الذي أغضبكِ مني .. ؟
.. و لماذا استحققتُ منكِ كل هذا الجفاء ..
.. سائلتكِ مراراً .. " لماذا الرحيل؟ " ..
.. و ما "لماذا " من إجابة ..
.. و الآن .. ما أقوى حتى على هذا السؤال ..
.. أخاف منكِ .. وعليكِ ..
.. أخاف أن ترحلي .. و لو وهماً حضرتِ ..
.. أيتها الساحرة .. التي تأتي من حيث لا أدري ..
.. أما ترفقتِ بكهلٍ ما سقته الدنيا إلا مُرَّ كؤوسها ..
.. أيتها الصامتة .. إلا عن حديثٍ تريده هى ..
.. متى ستصلكِ كلماتي .. ؟ ..
.. أما آن لها أن تفعل .. !!
.. أم ما عادت ديارك هى ذات الديّار .. ؟! ..
.. و ما عادت تلك الأماسي .. تشدّك و الحنين ..
.. أمسياتنا معاً ..
.. الشرفة و الزهور .. فنجانىْ القهوة .. و لعبتنا المفضلة ..
.. أتذكرينها ..
.. حين كنتِ تجزئين اسمك و اسمي ..
.. و نصنع من حروفها أروع الجمل و الكلمات ..
.. اشتقتُ للعبتنا .. فمذُ رحيلك و أنا أصنع لكِ عوالم من الكلمات .. و ما أجبتِ ..
.. أما آن لكِ .. أن تبعثي لي و لو نزراً يسيراً من حنانك ..
.. أما آن لأذني أن تهنأ بصوتكِ .. و لو لمرة واحدة ..
.. مرة واحدة فقط .. قبل رحيلي ..
..
.. ما زلتُ أقرأك يا طفلتي .. ما زلتُ أقرأك أيتها الرائعة ..
.. و ما زلتُ .. أرعى وهماً .. حباً وليداً .. كهلاً .. تركتيه للموتِ خلفك ..
.. و أبيتُ أنا ..
.. أبيتُ .. إلا أن أحنو عليه و أرعاه .. و أنسيه يتمه .. بعدك ..
.. و حين أعيشك حرفاً ..
.. و حين تذكرّني رياح الشوق بكِ ..
.. و حين تهمس شمس آيار أنها الحقيقة .. و أنك الوهم أنتِ ..
.. أعيدُ ترتيب الرسائل .. و تستعيد نفسي هدوئها ..
.. لأبحث عنكِ من جديد ..
.
.
.. لمياء .. في السابع من آيار لعام 2003 ..
.
.
.. الرسالة الأولى ..
.. ما أجمل.. مساؤنا معاً .. (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=155896)
.. الرسالة الثانية ..
.. نوافذٌ للشوّق .. مشرعة .. (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=145751)
.. الرسالة الثالثة ..
.. هل اقترب .. الشتاء ..؟ (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=154635)
.. الرسالة الرابعة ..
.. أميرتي الغائبة ..
.. فاجأتني النافذة هذا الصباح .. بنهارٍ ربيعيٍّ مشرق ..
.. الحقول تموج أمامي .. في مرح مع النسيم صاخب ..
.. الشمس تشاكس الأطيار .. لتصدح بأعذب الألحان ..
.. فتغار الفراشات .. تتجاذب و الزهرة الرحيق ..
.. كل ما حولي صاخب فرح ..
.. هادر يموج بالحياة ..
الأطيار .. الأزهار .. الأشجار .. حتى حشرات الحديقة ..
..
منذ متى تسللت أصابع الربيع الشقية تنثر الفرح ألواناً في كل مكان ..
.. و متى غافلني الكون ..
.. ليستبدل ردائه الأبيض الكئيب .. بهذه الحلل الزاهية ..
.. و ذلك الحبور البهىّ الذي اعترى الطبيعة حولي .. فبعث الحياة فيها من جديد ..
.. كلُّ ما حولي منتعش مقبل على الحياة ..
.. و أين كنتُ أنا .. ؟ .. و العالم يضجّ بالسعادة ..
.. أين كنتُ أنا ....!
.. كنتُ أُبحر فيك سيدتي ..
.. كنتُ أبحرُ في غربتي عنكِ .. في وجودكِ و الغياب ..
..في غرفتي .. في بيتي الفسيح .. البارد ..
.. في وحدتي ..
.. و بين أناملي المرتعشة برداً .. و شوقاً ..
.. استقرت رسائلك ..
.. أبحثُ عنكِ فيها ..
.. أبحث عن عيناكِ .. ضحكتكِ العذبة الشقيّة .. دلالكِ .. طفولتكِ .. و عذابي ..
.. حتى برودة نبرتك .. أشتاقها ..
..
.. و حين أجدكِ ..
.. أهرع إلى فهرسة الرسائل حسب تاريخها .. تاريخنا ..
.. أفتح المظروف .. و أخرج الرسالة بتأني ..
.. و كأن ساعي البريد للتو أحضرها ..
.. أقرأ سطراً .. فأُغالب دموعي .. و أغيب ..
.. أغيب في ذكرياتٍ تتجاذبني ..
.. و أغرق في عوالم ما اخترت الخروج منها دهوراً ..
.. تبعثُ الكلمات حية أمامي .. فأسمع صوتكِ ..
.. و يغمرني شذاكِ ..
.. و أراكِ ..
.. أراكِ يا أميرتي ..
.. باسمة .. فأتشبثُ بكِ .. و بلهفةٍ أحادثك ..
.. ها هى ذي أنتِ أمامي ..
.. أعاتبكِ .. عتاباً رقيقاً .. و أنتقي كلماتي ..
.. أخاف غضبك .. و الرحيل ..
.. و أهرع للنوافذ و الأبواب أوصدها ..
.. أخاف غضبك و الرحيل ..
.. و إن كنتِ طيفاً حضرتِ ..
.. أخاف يا أميرتي .. و ما بقى لي إلا الخوف .. و أمل لقياكِ ..
..
.. أتيتني فجأةً من بين السطور .. و لا حق لك في الذهاب أبداً قبل أن تسمعي مني ..
.. اسمعيني .. أوّد أن أحكي ..
.. قرار الفراق قرارك .. و ما سمعتِ ..
.. و قرار البقاء قرارك .. و ما وفيتِ ..
.. و قرار الهروب قرارك .. و ذاك الوعد الوحيد الذي التزمتِ ..
..
.. أنا سعيدٌ بوجودك .. و إن كان وهماً ..
.. دعيني إذاً أعدّ فنجان قهوتك المفضل ..
.. و دعيني أُخبر الحسّون أنك هنا .. لطالما شاطرني أحزاني بألحانه الشجيّة ..
.. فليُنشد للفرح الآن .. و لكِ ..
..
.. أتساءل دائماً ..
.. ما الذي أغضبكِ مني .. ؟
.. و لماذا استحققتُ منكِ كل هذا الجفاء ..
.. سائلتكِ مراراً .. " لماذا الرحيل؟ " ..
.. و ما "لماذا " من إجابة ..
.. و الآن .. ما أقوى حتى على هذا السؤال ..
.. أخاف منكِ .. وعليكِ ..
.. أخاف أن ترحلي .. و لو وهماً حضرتِ ..
.. أيتها الساحرة .. التي تأتي من حيث لا أدري ..
.. أما ترفقتِ بكهلٍ ما سقته الدنيا إلا مُرَّ كؤوسها ..
.. أيتها الصامتة .. إلا عن حديثٍ تريده هى ..
.. متى ستصلكِ كلماتي .. ؟ ..
.. أما آن لها أن تفعل .. !!
.. أم ما عادت ديارك هى ذات الديّار .. ؟! ..
.. و ما عادت تلك الأماسي .. تشدّك و الحنين ..
.. أمسياتنا معاً ..
.. الشرفة و الزهور .. فنجانىْ القهوة .. و لعبتنا المفضلة ..
.. أتذكرينها ..
.. حين كنتِ تجزئين اسمك و اسمي ..
.. و نصنع من حروفها أروع الجمل و الكلمات ..
.. اشتقتُ للعبتنا .. فمذُ رحيلك و أنا أصنع لكِ عوالم من الكلمات .. و ما أجبتِ ..
.. أما آن لكِ .. أن تبعثي لي و لو نزراً يسيراً من حنانك ..
.. أما آن لأذني أن تهنأ بصوتكِ .. و لو لمرة واحدة ..
.. مرة واحدة فقط .. قبل رحيلي ..
..
.. ما زلتُ أقرأك يا طفلتي .. ما زلتُ أقرأك أيتها الرائعة ..
.. و ما زلتُ .. أرعى وهماً .. حباً وليداً .. كهلاً .. تركتيه للموتِ خلفك ..
.. و أبيتُ أنا ..
.. أبيتُ .. إلا أن أحنو عليه و أرعاه .. و أنسيه يتمه .. بعدك ..
.. و حين أعيشك حرفاً ..
.. و حين تذكرّني رياح الشوق بكِ ..
.. و حين تهمس شمس آيار أنها الحقيقة .. و أنك الوهم أنتِ ..
.. أعيدُ ترتيب الرسائل .. و تستعيد نفسي هدوئها ..
.. لأبحث عنكِ من جديد ..
.
.
.. لمياء .. في السابع من آيار لعام 2003 ..
.
.
.. الرسالة الأولى ..
.. ما أجمل.. مساؤنا معاً .. (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=155896)
.. الرسالة الثانية ..
.. نوافذٌ للشوّق .. مشرعة .. (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=145751)
.. الرسالة الثالثة ..
.. هل اقترب .. الشتاء ..؟ (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=154635)