PDA

View Full Version : رحلةٌ في عَـالم الطـُـهـر - 2


شروق
10-03-2003, 01:55 PM
قـد نخطيء اليوم .. وقـد نستمر في الخطأ والغـفـلة.. ويتمكن الشيطان من جوارحنا كلها

يتمكن من أعـيننا : بالنـظر الى الحرام ، وبألـسنتـنا : بقـول الفـُحش والغـيبة ، وبأيدينـا : الى التعاطي مع كل أمر محرم ، وبأرجلنا : بالسعي الى طـريق الرذيلة ، وبأجسادنا : بالانغـماس في الذنب ، وبأرواحنا : بالبُعـد عـن ذكر الله .

لا نسلم من ابليس وهـو الذي أقـسم عـلى ربه - عـز وجل - أنه لن يترك بني آدم : ( بعـزتك وجلالك لا أبرح أغـوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم ) وهـذا جـواب الرحمن لنا قـبل أن يكون لاٍبليس: " وعـزتي وجلالي لا أبرح أغـفـر لهم ما استغـفـروني "

أرأيت كم هي رحمة الله بعـباده !!؟ .. أرأيت محـبة الله لعـبده وهـو الغـني عـنا !

استمع الى نداء الله في قـوله : " يُحِـبُـهم ويُـحِـبّونه " .. ألم تـتسـاءل : لم قـدّم حُـبَّـه عـلى حُـبـِنا له !!؟؟

هـو خالقـُنا .. هـو رازقـُـنا .. وهـو الغـني عـنا .

ونحن المخـلوقـون .. ونحـن المرزوقـون .. ونحـن المحتاجـون اٍليه .

هـو الحـبُ : أخـذٌ وعـطـاء .. فهـو الذي تكرّم عـلينا بذاك الحـب .. ونحـن الذين أخـذنا منه ذاك العـطاء .

كـلُ النِعـم.. في أجسادنا ... وفي كل ماحـولنا .. هي حـب الخالق لنا
لذا وَجَـب عـلينا العـطاء المقابل بقـدر ذاك الحـب والعـطـاء - وان لـم نستـطع - .. بشُـكر النِـعـَم ودوام ذِكر المُـنعـِم .. والرجـوع اٍليه .

* * * *

التوبة لنا ... كمقـيص يوسف ليعـقـوب أرأيت قميص يوسف .. بشارة ليعـقـوب بسلامة يوسف عليهما السلام !!؟
كذلك التوبة هـي بشارة للعـبد بالمغـفـرة !

أرأيت قميص يوسف كيف كان سبباً في رد بَصَر يعـقـوب عليه السلام ..
كذلك الانابة الى الله هي طــُهر وشهادة ميلاد جـديدة للعـبد يـرتـدُّ بها الى بصـيرته ورحمة الله !

كلُّ سبع ٍ سِمان.. لهُـنّ سبعٌ عِجاف، وكلُّ سبع سنبلات خضر لهُـنّ أخرُ يابسات ...
وكل ذنب لـه توبة .. اٍن لجأ العـبد الى الله تعالى

نحن كالسبع العـجاف بالذنب والمعـصية ، وكالسبع السمان بالانابة والتـوبة
وكـالسنبلات اليابسات في الغـفـلة ... وكالخـُضر في رحـمات الله

* * * *

يقـول أشرف الخـلق - صلى الله عليه وسلم – :" اللهم بارك لأمتي في بكورها " والبكور .. هـو تنـفـّس الصباح ، بـزوغ النـور ، تغـاريد الأطيـار ، وتفـتـّح الأزهار ...

فـلتكن التوبة والاٍنـابة في بكورها ... ليعُـد العـبد الى الله في أول ذنبه .. حتى لا ينغـمس في ذنبٍ أعـظم منه

ليرجع الى الله بالتوبة يستغـفـره ، ويسأله المغـفـره عـما مضى وانقـضى ، ليتذلل له ويطلب الثبات في الانابة عـندها :

سيتـنـفـّس الصباحُ في قـلبـِه ، وسيبزغ النـورُ في روحِـه ، وتـغـرِّد الأطيارُ في فضاءاتِـه ، وتـتـفـتح الأزهارُ في جـوارحِـه

عـندها سيشعـر بالسلام الداخـلي .. وبنـور الله يمـلأُ داخـله وحـوالـَيه


* * * *

أخي / أختي .. هُـزّوا بجـِذعِ نخـلةِ الاٍنـابة .. تـُساقِـط عليكم مغـفـرةً هـنيّـة !

اللهم اقـبَل توبة كل من تاب .. وثبـِّته عـلى الحـق .. ولا تدَع للشيطان اٍليه سبيلا

ربنا ظـلمنا أنفـسَـنا ، وان لم تغـفِـر لنا وترحمنا لنـكونن من الخـاسرين .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

العائدة
11-03-2003, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،،


اختي الفاضلة (( شروق ))ما شاء الله .... تبارك الرحمن .... نسأل الله ان يبارك لك فيما ملكت يمينك ...

ما أروعها من اشراقات ..... جزاك الله خير الجزاء اختي الكريمة ...
:) :)

نور بوظبي
11-03-2003, 01:53 PM
بارك الله و رعى هذا القلم المبدع الذي أثر في نفسي كثيرا ..


أسأل الله العلي العظيم أن يجعلك من المؤمنات الخاشعات الصادقات ..


كلماتك العذبة .. هجيت مشاعري ..


أسأل الله العلي العظيم أن يقبلنا اليه تائبين نائبين ..


اللهم إنا أنخنا ماطيانا ببابك .. فلا تردنا عن جنابك ..


رعاك الله و حفظك من كل سوء و مكروه


خالص تقديري و احترامي :)

شروق
18-07-2003, 05:44 AM
وعليكم السـلام ورحمة الله وبركاته

قـال الله تعـالى : " يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتني ورجـوتني غـفرت لك على ما كان فـيك ولا أبالي
يا ابن آدم ! لو بلغـت ذنوبـك عنان السماء ثم استغـفـرتني غفـرت لك ولا أبالي
يا ابن آدم ! إنك لـو أتيتني بقِـراب الأرض خطايـا ثم لقـيتني لا تشرك بى شيئا ؛ لأتيتك بقـِرابها مغـفرة .

أيّ رحمة !؟ وأي كرم !؟ وأي فـرصة للعـبد أن يتـوب إلى الله بعـد ذنبه !؟

فـرصتـه الآن .. أن يعـود إلى الله .. أن ينتـصر لنفـسه .. لحياته في الدنيـا والآخـرة

آن له الآن أن يحاسب نفسـه ، على أقـواله وأفـعـاله وحركاته وسكنـاته !!

فجـأة المـوت لا تستـأذن العـبـد ، ولا يمكنـه أن يردهـا ، فـكيف به إن حانت وهـو على الذنب !!!؟

فجـأة الموت .. تأتيه دون مـقـدمـات .. قـد يصبـح ولا يمسي ، أو قـد يمسي ولا يصبـح !!!

فاللهم إنـا تـُبنـا إليـك ، واعتـرفـنـا بذنـوبنـا .. فـارحمنـا واغـفـر لنـا يارحمن يا رحيم

الأخت الكريمة .. العـائدة

بارك الله في عمـرك ورزقـك الفـردوس الأعلى ، تشرفتُ بكلماتـك الطيبة ، وسعـدتُ بدعـائـك الطيب

لكِ تـقـديري ودعـائي إلى الله لكِ بالخير والسلامة والطمـأنينة
...

بو عبدالرحمن
18-07-2003, 08:05 AM
-
الأخت الجليلة المتألقة / شروق
..... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

الله أكبر .. الله أكبر ... ما شاء الله لا قوة إلا بالله

سمع عمر بن عبد العزيز رحمه الله رجلا يتحدث بمنطق حسن فقال :
هذا هو السحر الحلال ..!

وحين قرأت هذا السلسبيل العذب من المعاني ، بهذه العبارات الرشيقة
لم أملك إلا أن أردد كلمة عمر : هذا والله السحر الحلال ..!

هذه المعاني التي تقرأها ولا تشبع منها ...
وتعيدها ولا تمل منها .. وتكرر النظر إليها فتزيدك ألقاً ..
بارك الله فيك حيثما كنتِ .. ونفع الله بك أينما حللتِ ..

كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الأقلام المتألقة المشرقة التي تزرع النور ..
وتجدد الأمل .. وتغرس الثقة .. وتفتح آفاقاً مع الله شجية ..

ولهذا أحسب أني على ثقة أن مثل هذه الكلمات المشرقة والمعاني المتألقة
ستجد من يتبناها ، ويحملها ويبشر بها ...!
كم تعجبني كلمة قرأتها قديماً لسيد رحمه الله يقول فيها :
الناس لا يتبنون الأموات ..! ولكنهم يتبنون الأحياء ..! ..
والمعنى واضح ..
أن الناس لا يمكن أن يتبنوا كلمة ميتة لمعنى باهت ..

وأحسب أن كلماتك ومعانيك حية متوهجة .. ولهذا ستجد من يتبناها
وصور هذا التبني كثيرة ..

منها : ..أن ينقلها قارئ إلى غيره .. يقرأها متفاعلا بها ومعها كأنها كلماته !!
أو يصورها على آلة الطابعة مرات كثيرة ليوزعها هنا وهناك ..!
أو ينسخها ليرسلها عبر البريد الشخصي إلى من يحب ..!
أو يرسلها عبر القوائم البريدية ، فتصل إلى أناس لا يمكن أن تتصوري اين هم !
أو ينقلها إلى منتديات أخرى هنا وهناك ، إما بالإشارة إليك ، وإما بعدمها ..!
ونحو هذه الصور من صور التبني ...

وهذا يدفعنا إلى أن نتذكر ما ورد عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
رب كلمة يقولها المرء لا يلقي لها بالا.. من رضا الله .. يرفعه الله بها درجات في الجنة ..

فهنيئاً لك .. ثم هنيئاً لك ... وعليك من ثم :
أن تحمدي الله كثيراً وكثيراً جدا .. فقد أنعم عليك بنعمة قل من يتحصل عليها
اسأل الله أن يتقبل منا ومنكم .. وأن يرضى عنا وعنكم .. وأن يغفر لنا ولكم
وأن يبارك فينا وفيكم .. حيثما كنا وكنتم ..

لم أجد ما أقوله حول المعاني الواردة .. فقد اكتملت حلتها وحليها ..
وعز عليّ أن أخرج دون أن اسجل كلمة ..
فكان أن يسر الله هذه الكلمات التي ترين ..

وسرها وغايتها :

أن أدفعك إلى دائرتين : الأولى : أن تعرفي فضل الله الكبير عليك ، وتسجدي بين يديه شكرا له على ما حباك..
والثانية : أن أحملك أمانة هذا القلم الرائع الذي تملكين ..وهذا النضج الفكري الذي تتمتعين به ..
وأسأل الله أن يشرح صدرك .. وينير قلبك .. ويفتح ينابيع المعاني على قلبك ..
حتى نرى شلال النور من هذا القلم المتميز المتألق ..

كلمة أخيرة ..
أتوجه بها إلى المشرف _ أن كان يمر بكلمتي هذه _ :

هذا موضوع جدير أن يبقى ثابتاً لفترة ...
فالمعاني رائقة راقية .. والعبارات حلوة رشيقة .. والعرض جميل بديع
فمن حق مثل هذا الموضوع أن يثبت ..
لتتكحل به عيون ، وتشرب من معينه قلوب .. وتتردد عليه نفوس ..
وبالله التوفيق ..

شروق
24-12-2005, 06:47 PM
الأخت الكريمة .. نـور بوظبي
بدءً إعتذارٌ لكِ لتأخري بالـرد .... وبـعـد
جزاكِ الله خيرًا على طيب كلماتك وبركة دعـائك

مََن ذا الذي يعرف مغفرة الله لذنوبه ..ولا يعجل اٍليه ليرضى عنه !!
مَن ذا الذي دعاه الله ليعفو عنه .. وأعرض عنه افتقارًا واستكبارا !!
مَن ذا الذي يناديه الله - من فوق سبع سماوات - ويصم أذنيه ، ويفقأ عينيه ، ويحجُر على قلبه عن نداء ربِّه !!
مَن ذا الذي يحتويه الله برحماته .. ولا يطير اٍليه على أجنحة الشوق !!
مَن ذا الذي وجد الماء طُهرًا أمامه .. وأعرض عنه .. وتيمَم صعيدًا !!
مَن ذا الذي فُتِحت له أبواب الرحمات ، وأستكثر على نفسه أن يكون في زمرتهم !!
ماذاك - والله - اٍلا من افتقر الخير لنفسه .. وسوّف توبته .. وأعرَض عن رحمات ربـِّه ، واٍن له معيشةً ضنكا !!
مَن وجد الله في قلبه ، واستشعر مَعِيّة الله له في كل زمان ومكان ، أقبل الله عليه بفرحة ٍ، وطمأن نفسه وقلبه وروحه بسكينته وبمحبته
* * * *
أسأل الله تعالى أن يقبل دعـاءك لنـا ولكِ ولجميع المسلمين والمسلمات
وأن يقبل توبة كل تائبٍ عائدٍ لله طالبـًا رحمته ومغفرته
وأن يغفر لنـا ولهم ما مضى ، وأن يثبتنـا على طريق الحق؛؛؛ اللهم آمين
لكِ خالص دعائي وتقديري ومحبتي

* * * ولمَن أراد الإطلاع على بداية هذه الإشراقات فهي على الرابط التالي * * *
أوّلُّ الغـيث .. نـدى
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=155895&page=1&pp=25