PDA

View Full Version : ولولي .. ولولة !


الطارق
10-02-2003, 12:55 AM
ولولي ولولة ..
سمعتم قطعا بتلك الأغنية !
قطعاً تساءلتم كثيرا مثلي ماذا تعني الكلمة من معنى !
ولربما دار في فكر بعضكم أن هذا العنوان مأخوذ من الولولة !
وهي كما عرفها أحدهم بأنها أخذت من الولية عندما تصرخ وتولول على فقد عزيز أو حبيب

أو اعتقد البعض أنه شبيه لكلمات التوجع المعروفة لدينا عند الغناء من أمثال :
يا ليل .. يا عين .. ودان دانه وغيرها !

لكن قطعا سيعلم الكثير أن هذه الكلمة لا معنى لها وهي شبيه لتلك المعاني في غناءنا الحديث ( وقد يضعها البعض كجزء من أدب الحداثة ) التي احتار كل المفسرون في كشف شفرتها وحل ألغاز معانيها ،، والمثال الشهير في هذا أغنية المغني الشعبي أحمد عدوية ابتاع (( السح الدح امبو )) !

وبرغم أني اعترف أني شغلت لبرهة بكل هذا الإبهام الذي يسير عليه مطربينا إلا أني اعترف بصدق أنه اعترضني أمر أشد من هذا شغلني كثيرا !

قد تتساءلون وما هذا الذي شغلني كل هذا القدر وحتى على جزء مهم من تطور أغانينا العربية والتي يهيمن عليها شكل الرمزية اللفظية المستحدثة!

الحقيقة أن ما شغلني يتعلق في جزء منه بمقولة ذكرها ابن خلدون أخذت أكررها واسترجعا واقلبها في عقلي وأحاول قدر ما أستطيع أن اجعلها تتوافق مع حقائق واقعنا الغنائي والحضاري في عصرنا الحديث دون جدوى !
وجدت أن هناك تناقض بين النظرية التي وضعها ابن خلدون وواقع حالنا الآن !

قطعا ترغبون في ذكر نظرية ابن خلدون لتعاينوا ذلك التناقض بينها وبين واقعنا الغنائي الحديث :

يقول ابن خلدون : (( وهذه الصناع " صناعة الغناء " آخر ما يحصل في العمران من الصنائع لأنها كمالية في غير وظيفة من الوظائف إلا وظيفة الفراغ والفرح . وهي أيضا أول ما ينقطع من العمران عند اختلاله وتراجعه ))

هل لاحظتم تلك الجملة الأخيرة (( وهي أيضا أول ما ينقطع من العمران عند اختلاله وتراجعه ))

والمتتبع للحالة العربية في هذا الزمن يعلم جيدا أن العمران العربي أو المجتمع العربي والسياسة العربية تشهد انهيار وتراجع شديد ، ورغم هذا فأنا نرى أن هناك إقبال كبير على الغناء يؤكده الحضور البين على شاشة المحطات الفضائية وكثرة الحفلات الغنائية في الكثير من المدن والعواصم العربية والعائد المالي الجيد الذي يجنيه المغنين وكان هذا سببا في انظمام كوكبة من كافة أشكال التخصصات إلى الركب الغنائي ( ومن بين تلك الأصوات ينطبق عليهم صخب الحمير ) وكان من أشهرهم بلا شك شعبلا ، وأخرهم هويدا !

إذا الواقع العربي يؤكد أن النظرية الخلدونية كانت على خطأ في هذا تماما بل على العكس من هذا نجد أن هناك إقبال على الغناء ودعم غير محدود من رجال الأعمال وحادثة توزيع سيارات البي أم دبليو على المغنيين تزيد من تأكيد هذا ..

بل العجيب في الأمر أننا نجد أن هناك انهيار في جميع المجالات ( السياسية ، الحضارية ، العلمية ، العمرانية ، الثقافية ، الأدبية .. الخ ) وضعف العائد المادي لممتهني تلك التخصصات بعكس ممتهني الغناء !

إذا هل أخطأ ابن خلدون في نظريته تلك ؟!

سؤال يتبادر بالفعل للدارس لنظريات ابن خلدون ذلك العبقرية العربية المسلمة التي ابتكرت علم الاجتماع ( العمران ) !

الحقيقة كل الوقائع تؤكد أن ابن خلدون قد اخطأ إلا إذا حدث تصحيف وكانت الجملة الأخيرة كالتالي : (( وهي أيضا آخر " بدل أول " ما ينقطع من العمران عند اختلاله وتراجعه ))

ورغم هذا فهذا يختلف مع واقع حديث ابن خلدون في فصله ذاك عن الغناء مما يؤكد أنه لا مجال للتصحيف في هذه الحالة !

حسنا يبدولي أن ابن خلدون دون جدال قد اخطأ في نظريته هذه وشاهد هذا زماننا هذا الذي أصبح الغناء هو الحرفة التي تطلع دهب كما يقول المصريين !

مهلا يبدولي أن هناك أمر ما ، أو نظرية ربما تكون متممه لهذه النظرية الخلدونية وقد تفسر الأمر وقد تكشف هذا الغموض في هذه القضية !

هناك قصة تنسب لجحا في قول وفي قول أخر لأشعب بل وقيل لهبنقة أن كنت أذكر ..
تقول القصة أن جحا أو أشعب أو هبنقة :

كان يغني بدانق ويصمت بدرهم ( يعني بالعامية يغني بعشرة ريال وينطم بخمسطعش ريال وفي كل الأحوال هو الربحان !)

إلا تعتقدون أن هذه النظرية قد تميط شيء من الواقع الغنائي في عالمنا العربي ؟!

أقصد هنا أن حال الأغنية العربية والمغنين العرب كحالة أشعب ( أو جحا أو هبنقة ) صاحب الصوت المنكر الذي يكسب في كلتا الحالتين ! وهم ( أي المغنين العرب ) يكسبون في كلتا الحالتين وإن كان صاحب الصوت النشاز يلقى ربحية أكبر !

بقى أن نذكر أن جحا أو هبنقة أو أشعب عرف عنهم الحمق ( أو الهبل أو العبط )
وفقط علينا أن نسترجع ذلك المثل الشهير العامي الذي يقول :

رزق الهبل على المجانين !

:):):)

البحاري
10-02-2003, 08:07 PM
يا هلا بك :)

إذا غبت نشتاق لجديدك .. ما شاء الله فكر مميز ودائما مواضيع جميلة جدا ..

قبل كم يوم كنت أقول لصديقي ( متخلف :) ) أحسن وسيلة تكون مشهور وبرضه غني :) تحترف الغناء :) لأنه أصبح أسهل شئ :)
العجيب أن الجمهور أصبح يتقبل أي واحد والاعلام يعطيه مساحة كبيرة من البكش هههههه الواحد يصدق انه يغني :)

تحياتي لك :)

الطارق
12-02-2003, 01:32 AM
هلا أخوي البحاري ..
تسلم أخوي ..

لا تنسوني عند احتراف الغناء
في فرقتكم الغنائية :)
يعني صحيح أنا من من ينطبق عليهم
أنكر الأصوات :)

لكن لا ضرر أن تزداد الأصوات الناهقة
صوت واحد في عالمنا العربي !

عوزين نعيش :)

متخلف
13-02-2003, 08:22 AM
يا هلا بالطارق

وحشتنا سوالف .. وجيت أقول أعيد عليكم وحصلت موضوعك الظريف قلت أسلم عليك

أولا كل عام وانت في ألف خير

أخي الكريم ....

ذات مرة كتبت عن الأغاني والحقيقة لم يكن نقدا للاغاني مجملا بقدر ما كان نقدا لأغاني هذه الفترة .

لا أريد ان أدخل في إشكالية التحريم والتحليل لكنني سأتحدث عن شيئ غير ذلك .... وهي علاقة الغناء بالأخلاق .

ما دعاني لذلك هو اهتمامي منذ زمن بعيد على محاولة أن أعرف ماذا يسمع الشخص من طريقة كلامه والعجيب أنني كنت مصيبا في جميع الحالات التي مرت علي .

ما خلصت له أخي الكريم أن احترام الإنسان لنفسه يعتمد على احترامه لما يسمعه .

ادعوك لتنظر الفرق بين (( السح الد امبو )) وبين (( يا فؤادي رحم الله الهوى ... كان صرحا من خلال فهوى ))

ثم قارن أخرى بين (( احب عمرو موسى لانه راجل كويس )) ههههه وبين (( أغدا ألقاك فيا خوف فؤادي من غدي ))

لا أتكلك عن تحريم أو تحليل بل اتحدث عن إضافة للعقل وإضافة للروح .

ولست بصدد الحديث عن تمجيد لشخص ما .. لكنني أذكر ذات مرة كان أحدهم يتحدث عن أم كلثوم فقال (( ربما يوجد حاليا من صوته أفضل منها بمراحل لكن هل توجد الان من عندها القدرة لسماع الشعر العربي القديم وقراءة القرآن بتلك الحلاوة وبذلك التجويد مثلها )) .

عذرا ان ذكرت مالا توافقني فيه ربما أو لا يوافقك غيري لكنما هي خواطر جالت بفكري عندما قرأت ما سطرته انا ملك يا بن خلدون سوالف :)

الطارق
14-02-2003, 02:44 AM
هلا اخي الحبيب متخلف مليون هلا ..
حياك الله أخي الكريم ..
وكل عام وأنت بألف خير ..

كم اشتقنا لك أخي الكريم ولمشاركاتك
وأتمنا أن تكون إقامة دائمة في السوالف وليست تعييدة فقط :)

عن الموضوع :)

لا مقارنة بين الغناء في هذا الوقت وغناء أم كلثوم ..
لكن يقال أنه عندما بدأت ام كلثوم الغناء كان هناك أيضا جو
غنائي شبيه لهذا الزمن ، وإن كان هناك ذويقة للغناء محبين
للطرب ..

وقد رفعت ام كلثوم من قيمة الغناء فبدلا من أن يكون في الكباريهات
وعلى يد الغواني والعوالم ارتفعت به أم كلثوم حتى أصبح صوتها
وكما يقال هو الوحيد الذي وحد وجمع العرب من الخليج إلى المحيط حول المذياع !

فمن الظلم أن تقارن قصيدة الأطلال قمة الغناء العربي
بحماقة أحمد عدوية (( السح الدح امبو )) :)

تميز ابن كلثوم في اختيار القصائد العربية وإلغاءها
وتجويدها كل هذا مع صوتها الجميل جعل لها تلك المكانة
في الغناء العربي ..

بعكس ما يحدث الآن في ساحة الغناء العربي ، غناء
خالي من الذوق والمعاني الجميلة حتى أصبحت الأغاني
شبيهة لبعضها البعض يغلب عليها الصخب والتنطيط :)

على فكرة سوء الوضع لا ينحصر في الغناء بل يشمل الكثير من أشكال
الحياة كالسياسة والثقافة والأدب وقطعا الأخلاق جزء من هذا الإنهيار :)

تحياتي أخوي ..