aziz2000
28-01-2003, 09:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جاء في سورة الصافات، عند الحديث عن هلاك قوم لوط :"وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِين، وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ"... معلوم أن المرور في وضح النهار أدعى إلى الاعتبار، ومعلوم أنّ المرور بالليل لا يسمح بالنظر والتأمل، فما السّر، في تخصيص الليل والصباح؟ واللافت للنظر أن الآية تختم بقوله تعالى :" أَفَلا تَعْقِلُونَ" ولم تختم :" أَفَلا تُبْصِرُونَ" لأنه لو استخدم العقل لتوصل الناس إلى أسرار هذا الإهلاك، وما فيه من آيات لأهل التفرّس، الباحثين عن سمات الأشياء وخصائصها:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ".
جاء في سورة الحجر في حق مدائن قوم لوط:" وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ" فهي إذن تقع في طريق ثابت لم يندرس، وهو طريق مطروق يعرفه العرب في زمن الرسالة، ومعلوم أن أكثر الروايات التاريخية تشير إلى سدوم والتي تقع في فلسطين، جنوب البحر الميت، ويبدو أنها كانت تقع في طرق القوافل المسافرة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، والذي يزور تلك المنطقة يلاحظ تضاريس غريبة توحي بإمكانية حصول قلب كما جاء في القرآن الكريم: " فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا".
جاء في سورة القمر، في حق قوم لوط:" وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ.." إذن حصل إذهاب للأبصار، وهذا يجعلنا نفهم بشكل أفضل الوصية التي جاءت بها الملائكة:" فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ..." لأن الالتفات قد يذهب بالبصر، أمّا زوجة لوط فسوف تلتفت:" إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُم..." وقد كانت هذه الوصية مشددة، بحيث لا بد أن يسير لوط عليه السلام خلف أهل بيته حتى يطمئن إلى التزامهم :" فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَد.." وحتى لا يكون ذهابهم إلى الجهة غير الصحيحة جاء تتمة الآية :" وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ"، إذ يبدو أن العذاب كان يتعلق باشعاعات تذهب بالأبصار، ومن هنا لا يجوز الالتفات، ولا بد من اللجوء سريعاً وقبل طلوع الفجر خلف المناطق الجبلية، بحيث تصبح الجبال حاجزاً يمنع من وصول هذه الاشعاعات في حالة التفات البعض خطأ.
جاء في سورة هود:" إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْح" فالصبح هو موعد نزول العذاب بقوم لوط، أمّا عند شروق الشمس فيكون قلب المدينة ودفنها بمن فيها:" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِين، فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا" يبدو أن من حِكَم هذا الدفن طمر تلك المواد المشعّة التي تشكل خطراً على الناس الذين يمرّون بالمنطقة، ويمكن التدليل على ذلك بقوله تعالى من سورة القمر :" وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ" فهو إذن عذاب له استقرارفي الأرض واستمرار، بل بقيت فيها العلامات الواضحة ذات الدلالات البينة:" وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " فاستخدام العقل ومعطيات العلم يمكن أن يقودنا على ضوء الآيات القرآنية إلى التوصل إلى تلك التفاصيل التي جاءت بها الآيات القرآنية، ليكون ذلك إعجازاً تاريخيا.
من أراد أن يبحث عن تلك المواد المشعة المدفونة، عليه أن يقيس ذلك بالليل، أو في الصباح وقبل شروق الشمس، لأن الشروق يجعل أشعة الشمس تطغى على تلك الأشعة المحتملة الوجود، وقد يلزم الحذر بالليل والصباح، لأن فعالية ذلك الأمر المجهول كانت في الصباح قبل طلوع الشمس :" وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ " وفي الصباح وقبل طلوع الشمس تكون حدقة العين متسعة تسمح بدخول كمية أكبر من الأشعة. واللافت للنظر أن القرآن الكريم نص على أن قوم لوط قد أمطروا بحجارة من طين، ثم نص على أن هذه الحجارة هي من سجيل، وأنّ هذا السّجيل منضود، ثم إنّ هذه الحجارة معالجة لأمثال أولئك الذين أسرفوا في المعاصي.
ذهب الكثير من المفسرين إلى أنّ سجيل تعني الطين المتحجّر، وجعلوا ذلك من تفسير القرآن بالقرآن، والذي نراه أن هذا قد يكون غير صحيح، لأن كل آية تلقي ضوءاً على معنى جديد، وبما أن من معاني السّجل في اللغة العربية الإرسال، وكذلك العطاء، بل إن بعض أهل الاختصاص قالوا إنه مثل الشيء الرَّسِل، أو مثل العطية في الإدرار، فلا يبعد أن الكلام هنا عن مواد صلبة ذات إشعاع مستمر مسترسل، وذات إدرار لا يتوقف. وهذه المواد الصلبة المشعة قد تكون مغلفة بطين عند سقوطها من السماء، ثم هي مكونة وفق نظام يحقق فعاليتها بدليل قوله تعالى :" سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ " ثم هي معالجة لتحقق الأهداف :" مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ".
جاء في سورة الأعراف:" فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ"
تكررت كلمة (الغابرين) في القرآن الكريم سبع مرّات وعند الحديث عن امرأة لوط التي هلكت مع من هلك. وغبر من الأضداء فهي تعني ذهب، وتعني بقي، وهي هنا بمعنى بقي، ويمكن أن يشير هذا إلى حقيقة بقاء قوم لوط في صيغة مستحثّات في باطن الأرض. نعم إنها إشارات نرى أنها تستفز أهل الاختصاص من أصحاب العقول، وقد يحسن أن نختم بما ختمت به قصة قوم لوط في سورة القمر :" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟"
بقلم : بسّام جرار
http://www.noon-cqs.org/xlogo.GIF (http://www.noon-cqs.org/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جاء في سورة الصافات، عند الحديث عن هلاك قوم لوط :"وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِين، وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ"... معلوم أن المرور في وضح النهار أدعى إلى الاعتبار، ومعلوم أنّ المرور بالليل لا يسمح بالنظر والتأمل، فما السّر، في تخصيص الليل والصباح؟ واللافت للنظر أن الآية تختم بقوله تعالى :" أَفَلا تَعْقِلُونَ" ولم تختم :" أَفَلا تُبْصِرُونَ" لأنه لو استخدم العقل لتوصل الناس إلى أسرار هذا الإهلاك، وما فيه من آيات لأهل التفرّس، الباحثين عن سمات الأشياء وخصائصها:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ".
جاء في سورة الحجر في حق مدائن قوم لوط:" وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ" فهي إذن تقع في طريق ثابت لم يندرس، وهو طريق مطروق يعرفه العرب في زمن الرسالة، ومعلوم أن أكثر الروايات التاريخية تشير إلى سدوم والتي تقع في فلسطين، جنوب البحر الميت، ويبدو أنها كانت تقع في طرق القوافل المسافرة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، والذي يزور تلك المنطقة يلاحظ تضاريس غريبة توحي بإمكانية حصول قلب كما جاء في القرآن الكريم: " فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا".
جاء في سورة القمر، في حق قوم لوط:" وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ.." إذن حصل إذهاب للأبصار، وهذا يجعلنا نفهم بشكل أفضل الوصية التي جاءت بها الملائكة:" فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ..." لأن الالتفات قد يذهب بالبصر، أمّا زوجة لوط فسوف تلتفت:" إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُم..." وقد كانت هذه الوصية مشددة، بحيث لا بد أن يسير لوط عليه السلام خلف أهل بيته حتى يطمئن إلى التزامهم :" فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَد.." وحتى لا يكون ذهابهم إلى الجهة غير الصحيحة جاء تتمة الآية :" وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ"، إذ يبدو أن العذاب كان يتعلق باشعاعات تذهب بالأبصار، ومن هنا لا يجوز الالتفات، ولا بد من اللجوء سريعاً وقبل طلوع الفجر خلف المناطق الجبلية، بحيث تصبح الجبال حاجزاً يمنع من وصول هذه الاشعاعات في حالة التفات البعض خطأ.
جاء في سورة هود:" إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْح" فالصبح هو موعد نزول العذاب بقوم لوط، أمّا عند شروق الشمس فيكون قلب المدينة ودفنها بمن فيها:" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِين، فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا" يبدو أن من حِكَم هذا الدفن طمر تلك المواد المشعّة التي تشكل خطراً على الناس الذين يمرّون بالمنطقة، ويمكن التدليل على ذلك بقوله تعالى من سورة القمر :" وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ" فهو إذن عذاب له استقرارفي الأرض واستمرار، بل بقيت فيها العلامات الواضحة ذات الدلالات البينة:" وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " فاستخدام العقل ومعطيات العلم يمكن أن يقودنا على ضوء الآيات القرآنية إلى التوصل إلى تلك التفاصيل التي جاءت بها الآيات القرآنية، ليكون ذلك إعجازاً تاريخيا.
من أراد أن يبحث عن تلك المواد المشعة المدفونة، عليه أن يقيس ذلك بالليل، أو في الصباح وقبل شروق الشمس، لأن الشروق يجعل أشعة الشمس تطغى على تلك الأشعة المحتملة الوجود، وقد يلزم الحذر بالليل والصباح، لأن فعالية ذلك الأمر المجهول كانت في الصباح قبل طلوع الشمس :" وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ " وفي الصباح وقبل طلوع الشمس تكون حدقة العين متسعة تسمح بدخول كمية أكبر من الأشعة. واللافت للنظر أن القرآن الكريم نص على أن قوم لوط قد أمطروا بحجارة من طين، ثم نص على أن هذه الحجارة هي من سجيل، وأنّ هذا السّجيل منضود، ثم إنّ هذه الحجارة معالجة لأمثال أولئك الذين أسرفوا في المعاصي.
ذهب الكثير من المفسرين إلى أنّ سجيل تعني الطين المتحجّر، وجعلوا ذلك من تفسير القرآن بالقرآن، والذي نراه أن هذا قد يكون غير صحيح، لأن كل آية تلقي ضوءاً على معنى جديد، وبما أن من معاني السّجل في اللغة العربية الإرسال، وكذلك العطاء، بل إن بعض أهل الاختصاص قالوا إنه مثل الشيء الرَّسِل، أو مثل العطية في الإدرار، فلا يبعد أن الكلام هنا عن مواد صلبة ذات إشعاع مستمر مسترسل، وذات إدرار لا يتوقف. وهذه المواد الصلبة المشعة قد تكون مغلفة بطين عند سقوطها من السماء، ثم هي مكونة وفق نظام يحقق فعاليتها بدليل قوله تعالى :" سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ " ثم هي معالجة لتحقق الأهداف :" مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ".
جاء في سورة الأعراف:" فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ"
تكررت كلمة (الغابرين) في القرآن الكريم سبع مرّات وعند الحديث عن امرأة لوط التي هلكت مع من هلك. وغبر من الأضداء فهي تعني ذهب، وتعني بقي، وهي هنا بمعنى بقي، ويمكن أن يشير هذا إلى حقيقة بقاء قوم لوط في صيغة مستحثّات في باطن الأرض. نعم إنها إشارات نرى أنها تستفز أهل الاختصاص من أصحاب العقول، وقد يحسن أن نختم بما ختمت به قصة قوم لوط في سورة القمر :" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟"
بقلم : بسّام جرار
http://www.noon-cqs.org/xlogo.GIF (http://www.noon-cqs.org/)