ابن الهواشم
03-01-2003, 08:31 AM
هذا مقال .. للحبيب علي الجفري في تبيين فتنة الروافض والرد عليها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
"و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه"
الحمدلله الذي شيد هذا الدين, و الصلاة و السلام على إمام المرسلين, و على عتـرته الطاهرين , و على صحبه الأراكين, و على تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. السلام على من إتبع الهدى.. و بعد,
فإنا قد أردنا تجنب الإصتدام بالرافضة تجنبا للفتنة , وكفاية لشر الإختلاف, إذ أن الأمة فيها ما فيها. و لكن ما دام الأمر قد وصل إلى استغلال الحوارات للطعن في أئمة الإسلام , و لترويج بدعة الرافضة و أباطيلهم. أقول: أنّا تجنبنا الخوض معهم لما رأيناه من قبح العبارات التي يتبادلونها مع نظرائهم من النواصب و المجسمة, ولكن لا بد من إظهار الحق إذا نطق صوت الباطل في زمان علا فيه صوته. و إنّا و إن كنّا نكره إدارة مثل هذا الحوار على مثل هذه الساحات تجنبا لتشتيت الأمة فوق الشتات الذي قد حل بها. و لكن حديث الرافضي عن الأئمة أوجب علينا تبيين ما يأتي:
أولا: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت.
ثانيا: تبيين قبح ما ذهبوا إليه في نهجهم.
ثالثا: بيان مسلك أهل السنة في إتباع أئمة الهدى.
و ذلك في سلسلة نسأل الله الإعانة على إتمامها. فنقول و بالله التوفيق:
المقصد الأول: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت:
إن الرافضة يزعمون أنهم أتباع لأهل البيت و ينتسبون زورا و بهتانا إليهم وذلك يتضح فيما يأتي :
أولا: أن جميع مرويّاتهم منقطعة الإتصال بسلاسل العتـرة, حيث لم يروي عن الإمام الثاني عشر محمد المهدي ابن الحسن العسكري و هو خاتمة الأئمة بزعمهم, لم يروي عنه رجل واحد من العتـرة!! فجميع الذين يروون عنه من غيـر العتـرة . و وجه الاستغراب ليس في وجود رواة من غير العتـرة, و لكن حيث أن المذهب كما يدّعون هو مذهب العتـرة, فكيف لم يوجد حتى راو واحد من العتـرة عن هذا الإمام؟؟ هل عدمت الثقة في معاصري هذا الإمام من أهل البيت ؟؟ أم انعدمت الكفاءة في الرواية ؟؟ أم عقمت نساء أهل البيت عن ولادة أهل صدق الحرص في الرواية عن أبناء عمومتهم؟؟ كيف و هم الذين قيل فيهم : فهم الكثير الطيب المدعو لهم من جدهم حين الزفاف ألا تعي و لكن المفتـرين كذبا على الإمام محمد المهدي ابن الإمام حسن العسكري , ممن ادعوا الأخذ عنه في غيبته الصغرى يعلمون حق العلم أن سفن النجاة من أهل البيت لن يشاركونهم الكذب على الأئمة. أما نحن أهل السنة, بالرغم من الحرب التي كان يعانيها أهل الحق من قبل الحكام الظلمة, و بالرغم من أن مرويّاتنا كانت معلنة و لم تكن سرية تحاك في ظلمة الإخفاء , فإن لدينا من السلاسل الذهبية ما يروي فيها عدد من المعاصرون من أهل البيت, حسنيون و حسينيون , أحاديث صحاحا بسلاسل ذهبية , كل من فيها هم من العتـرة المطهرة لم يدخل فيهم سواهم. بل لا يزال فينا من الكثيـر الطيب من ذرية المصطفى من يتـرجم له بأنه تأدب بأبيه, و كذلك تأدب أبوه بأبيه, وهكذا دواليك كل واحد منهم يقول أدبني أبي إلى الكرّار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, الذي تأدب بابن عمه سيد المرسلين القائل "أدبني ربي فأحسن تأديبي" على شرط أن يكون جميع من في السلسلة معلومة أخبارهم , مثبتة تراجمهم. ْْ
ْو إني هنا أطلب من الرافضة أن يسردوا لنا سلسلة واحدة من معاصريهم المنتسبين إلى العتـرة متصلة نهايتها إلى الحبيب صلى الله عليه و سلم , كل من فيها من العتـرة.
ثانيا: أن الذين يدّعون الرواية عن أئمة الهدى من أهل البيت في العصور المتقدمة , عند الرجوع إلى تراجمهم و سيـرهم , نجد أن كثيـرا من الغموض يكتنفهم مع شدة من التناقض في ترجمتهم و الإخبار عنهم في كتب الرجال المعتمدة لدى الرافضة. و ليس هذا في المتأخرين منهم , كما هو الحال في سائر كتب الرجال عندهم, و عند كثيـر من الفرق بما فيهم أهل السنة , فإن الإختلاف في تعديل أو جرح الرجال أمر معمول به لدى الجميع, لكن لا يمكن فيمن يروي عن معصوم كما يدعون. حيث أن جميع من يروون عن المعصوم صلى الله عليه و سلم عندنا , هم عدول ثقات , اعتمد أهل السنة روايتهم.
ثالثا: افتقارهم إلى كتاب صحيح واحد يروونه عن الحبيب صلى الله عليه و سلم , و عتـرته المطهرة و هنا يفرض سؤال نفسه: كيف يدعي قوم المحافظة على منهج تلقوه عبر اثني عشرة جيل من أئمة المعصومين , ثم يعجزون عن إثبات كتاب صحيح واحد يروونه عنهم؟؟ أليس هذا يثبت نقلا و عقلا بجميع المقايييس قبح هذا الكذب على أهل البيت؟؟؟ و لا تقل لي أن كتاب الكافي كتاب صحيح عن أهل البيت بزعم أن الإمام الثاني عشر يقول أن "ما في الكافي لشيعتنا كافي" فإن هذه الكلمة أثبت بطلانها علماؤكم قبل غيـرهم حيث ذكروا أن الكافي مليء بالأحاديث الموضوعة على النبي و أهل البيت. و لعلك إذا أردت الإنصاف تقر هذا الأمر إذا وقفت على رواية في الكافي التي يزعم رواتها عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه بأنه عندماسئل عن زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فأجاب -و حاشاه من ذلك- بقوله "ذاك فرج غصبناه" !!! لا أدري أي مؤمن يدعي محبة أهل البيت يستطيع أن ينسب مثل هذه القولة إليهم. و لولا خوف الإطالة لسردنا للقاريء شنائع مما ينسبه الروافض لأهل العترة في أمهات كتبهم, و نعود الآن إلى ما كنا بصدده فنقول: كيف تصح نسبة نهجكم إلى أهل البيت و لا يوجد لديكم كتاب واحد ترتضونه في صحة الرواية عنهم و عن من وثّقوه؟؟ و حتى تكون منصفا و صادقا فلا تعتذر بأن الظروف التي مر بها المسلمون, و خصوصا أصحاب العتـرة كانت من الشدة بحيث يتعذر معها ضبط و تدوين كتاب صحيح.. فإن هذا لا يصلح عذرا إلا لمن كان أمره ظاهرا لا خفاء فيه. أما من كان تلقيه يقوم على التكتم و الإخفاء فما الذي يمنعه من ضبط أموره ما دامت محفوظة في أمن الإخفاء ؟ و أيضا يقال كيف يكون المنهج الحق الذي حفظه الله على الأمة عاجزا عن تدوين كتاب صحيح يوثق به في الرواية عن الأئمة؟ و كيف يتـرك الأمر لاجتهادات في كل عصر تتغيـر بل و ينقض بعضها البعض. و من الغريب أنكم تدلسون على الناس في أخذكم بهذه التناقضات و التحريفات التي تتوالى في كل زمن بحجة أن في ذلك مسايرة للعصر و تغيـره و تجدد الأمور و الأحوال فيه. و هذا باطل من وجهين :
الوجه الأول:أن هناك متغيـرات في العصر تتعلق باكتشافات و اختراعات , بوسائل و أوضاع تتطور بتطور الزمن و هذه لم يغلق أحد باب الإجتهاد دونها, إلا أن الذي نعنيه هنا أن هناك ثوابت و أحكام في الدين لا تتغيـر بتغيـر العصور لعدم تعلقها بالمتغيـرات, و لكن حاجتكم إلى من يجتهد فيها بتجدد العصور يعود إلى أن القواعد التي بنيت عليها لم تكن ثابتة صحيحة اتصالاتها بالحق الذي لا يتبدل و الذي جرى على لسان المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, و لذلك كلما تجدد زمان يظهر عجزها عن مناسبة الزمان الذي تجدد. لأنها باطل لا يستند إلى الدين الذي يصلح لكل زمان و مكان. و شأنها في ذلك شأن المناهج الباطلة التي يحتاج أصحابها إلى تغييـرها في كل زمان حتى تساير حاجات أتباعه. فليس الاعجاز في منهج يكمن في كونه يسمح لأتباعه بأن يبدلوه و يغيـروه في كل زمان بما يناسب الزمان, و إلا لكان النصارى هم أهل الحق لأنهم من المرونة بمكان بحيث لايزال مجتهدوهم إلى هذا الزمان يغيـرون في أحكامهم و قواعدهم ليجاروا متطلبات الزمان ساترين بذلك بطلان ما اعتمدوا عليه من أحكام و قواعد. و لكن الاعجاز الذي يدل على صحة الاستنباط للثوابت و الأحكام التي لا تتعلق بالمتغيـرات المادية في العصر, أنها مهما توالت الأزمان لا تزداد إلا ثبوتا و صحة تبين ملاءمتها للزمن.
الوجه الثاني: أن منهجا يتلقى على مدى اثني عشر جيلا من المعصومين كما تدّعون, كيف يتأتى أن يتبدل بل و إلى حد التناقض و التعارض؟ فإن منهجا يلقي أسسه معصوم واحد , و يجتهد في قواعده أئمة متعددون , يقبل أن يختلف هؤلاء في الفروع و كلهم على الحق و ذلك لأمرين: الأول: أن معصوما واحدا يلقي منهجا متكامل في 23 سنةمن المعقول أن يكون ما يلقيه أسسا يبنى عليها. الثاني : أن من يبني على هذه الأسس ممن لم يدعي و لم يدعي أحد له العصمة, يمكن أن يحصل بينهم اختلاف في فروع و يجمع بينهم فيها نسق واحد, يثبت توالي الأزمان و تغيـر المتطلبات عظمة ابداعها و تناسقها و تغطيتها لحاجة أمة هي خير أمة أخرجت للناس. و لكن الغريب الذي لا يقبله عاقل منصف أن يعجز اثنا عشر اماما توالوا على مدى القرون, يدّعي من ينسب إليهم عصمتهم, عن وضع منهج متكامل يجمع بين شيعتهم على قلب واحد. هذا و إن ساحة هؤلاء الأئمة منزهة عما ينسب إليهم .
يتبع ...
بسم الله الرحمن الرحيم
"و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه"
الحمدلله الذي شيد هذا الدين, و الصلاة و السلام على إمام المرسلين, و على عتـرته الطاهرين , و على صحبه الأراكين, و على تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. السلام على من إتبع الهدى.. و بعد,
فإنا قد أردنا تجنب الإصتدام بالرافضة تجنبا للفتنة , وكفاية لشر الإختلاف, إذ أن الأمة فيها ما فيها. و لكن ما دام الأمر قد وصل إلى استغلال الحوارات للطعن في أئمة الإسلام , و لترويج بدعة الرافضة و أباطيلهم. أقول: أنّا تجنبنا الخوض معهم لما رأيناه من قبح العبارات التي يتبادلونها مع نظرائهم من النواصب و المجسمة, ولكن لا بد من إظهار الحق إذا نطق صوت الباطل في زمان علا فيه صوته. و إنّا و إن كنّا نكره إدارة مثل هذا الحوار على مثل هذه الساحات تجنبا لتشتيت الأمة فوق الشتات الذي قد حل بها. و لكن حديث الرافضي عن الأئمة أوجب علينا تبيين ما يأتي:
أولا: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت.
ثانيا: تبيين قبح ما ذهبوا إليه في نهجهم.
ثالثا: بيان مسلك أهل السنة في إتباع أئمة الهدى.
و ذلك في سلسلة نسأل الله الإعانة على إتمامها. فنقول و بالله التوفيق:
المقصد الأول: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت:
إن الرافضة يزعمون أنهم أتباع لأهل البيت و ينتسبون زورا و بهتانا إليهم وذلك يتضح فيما يأتي :
أولا: أن جميع مرويّاتهم منقطعة الإتصال بسلاسل العتـرة, حيث لم يروي عن الإمام الثاني عشر محمد المهدي ابن الحسن العسكري و هو خاتمة الأئمة بزعمهم, لم يروي عنه رجل واحد من العتـرة!! فجميع الذين يروون عنه من غيـر العتـرة . و وجه الاستغراب ليس في وجود رواة من غير العتـرة, و لكن حيث أن المذهب كما يدّعون هو مذهب العتـرة, فكيف لم يوجد حتى راو واحد من العتـرة عن هذا الإمام؟؟ هل عدمت الثقة في معاصري هذا الإمام من أهل البيت ؟؟ أم انعدمت الكفاءة في الرواية ؟؟ أم عقمت نساء أهل البيت عن ولادة أهل صدق الحرص في الرواية عن أبناء عمومتهم؟؟ كيف و هم الذين قيل فيهم : فهم الكثير الطيب المدعو لهم من جدهم حين الزفاف ألا تعي و لكن المفتـرين كذبا على الإمام محمد المهدي ابن الإمام حسن العسكري , ممن ادعوا الأخذ عنه في غيبته الصغرى يعلمون حق العلم أن سفن النجاة من أهل البيت لن يشاركونهم الكذب على الأئمة. أما نحن أهل السنة, بالرغم من الحرب التي كان يعانيها أهل الحق من قبل الحكام الظلمة, و بالرغم من أن مرويّاتنا كانت معلنة و لم تكن سرية تحاك في ظلمة الإخفاء , فإن لدينا من السلاسل الذهبية ما يروي فيها عدد من المعاصرون من أهل البيت, حسنيون و حسينيون , أحاديث صحاحا بسلاسل ذهبية , كل من فيها هم من العتـرة المطهرة لم يدخل فيهم سواهم. بل لا يزال فينا من الكثيـر الطيب من ذرية المصطفى من يتـرجم له بأنه تأدب بأبيه, و كذلك تأدب أبوه بأبيه, وهكذا دواليك كل واحد منهم يقول أدبني أبي إلى الكرّار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, الذي تأدب بابن عمه سيد المرسلين القائل "أدبني ربي فأحسن تأديبي" على شرط أن يكون جميع من في السلسلة معلومة أخبارهم , مثبتة تراجمهم. ْْ
ْو إني هنا أطلب من الرافضة أن يسردوا لنا سلسلة واحدة من معاصريهم المنتسبين إلى العتـرة متصلة نهايتها إلى الحبيب صلى الله عليه و سلم , كل من فيها من العتـرة.
ثانيا: أن الذين يدّعون الرواية عن أئمة الهدى من أهل البيت في العصور المتقدمة , عند الرجوع إلى تراجمهم و سيـرهم , نجد أن كثيـرا من الغموض يكتنفهم مع شدة من التناقض في ترجمتهم و الإخبار عنهم في كتب الرجال المعتمدة لدى الرافضة. و ليس هذا في المتأخرين منهم , كما هو الحال في سائر كتب الرجال عندهم, و عند كثيـر من الفرق بما فيهم أهل السنة , فإن الإختلاف في تعديل أو جرح الرجال أمر معمول به لدى الجميع, لكن لا يمكن فيمن يروي عن معصوم كما يدعون. حيث أن جميع من يروون عن المعصوم صلى الله عليه و سلم عندنا , هم عدول ثقات , اعتمد أهل السنة روايتهم.
ثالثا: افتقارهم إلى كتاب صحيح واحد يروونه عن الحبيب صلى الله عليه و سلم , و عتـرته المطهرة و هنا يفرض سؤال نفسه: كيف يدعي قوم المحافظة على منهج تلقوه عبر اثني عشرة جيل من أئمة المعصومين , ثم يعجزون عن إثبات كتاب صحيح واحد يروونه عنهم؟؟ أليس هذا يثبت نقلا و عقلا بجميع المقايييس قبح هذا الكذب على أهل البيت؟؟؟ و لا تقل لي أن كتاب الكافي كتاب صحيح عن أهل البيت بزعم أن الإمام الثاني عشر يقول أن "ما في الكافي لشيعتنا كافي" فإن هذه الكلمة أثبت بطلانها علماؤكم قبل غيـرهم حيث ذكروا أن الكافي مليء بالأحاديث الموضوعة على النبي و أهل البيت. و لعلك إذا أردت الإنصاف تقر هذا الأمر إذا وقفت على رواية في الكافي التي يزعم رواتها عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه بأنه عندماسئل عن زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فأجاب -و حاشاه من ذلك- بقوله "ذاك فرج غصبناه" !!! لا أدري أي مؤمن يدعي محبة أهل البيت يستطيع أن ينسب مثل هذه القولة إليهم. و لولا خوف الإطالة لسردنا للقاريء شنائع مما ينسبه الروافض لأهل العترة في أمهات كتبهم, و نعود الآن إلى ما كنا بصدده فنقول: كيف تصح نسبة نهجكم إلى أهل البيت و لا يوجد لديكم كتاب واحد ترتضونه في صحة الرواية عنهم و عن من وثّقوه؟؟ و حتى تكون منصفا و صادقا فلا تعتذر بأن الظروف التي مر بها المسلمون, و خصوصا أصحاب العتـرة كانت من الشدة بحيث يتعذر معها ضبط و تدوين كتاب صحيح.. فإن هذا لا يصلح عذرا إلا لمن كان أمره ظاهرا لا خفاء فيه. أما من كان تلقيه يقوم على التكتم و الإخفاء فما الذي يمنعه من ضبط أموره ما دامت محفوظة في أمن الإخفاء ؟ و أيضا يقال كيف يكون المنهج الحق الذي حفظه الله على الأمة عاجزا عن تدوين كتاب صحيح يوثق به في الرواية عن الأئمة؟ و كيف يتـرك الأمر لاجتهادات في كل عصر تتغيـر بل و ينقض بعضها البعض. و من الغريب أنكم تدلسون على الناس في أخذكم بهذه التناقضات و التحريفات التي تتوالى في كل زمن بحجة أن في ذلك مسايرة للعصر و تغيـره و تجدد الأمور و الأحوال فيه. و هذا باطل من وجهين :
الوجه الأول:أن هناك متغيـرات في العصر تتعلق باكتشافات و اختراعات , بوسائل و أوضاع تتطور بتطور الزمن و هذه لم يغلق أحد باب الإجتهاد دونها, إلا أن الذي نعنيه هنا أن هناك ثوابت و أحكام في الدين لا تتغيـر بتغيـر العصور لعدم تعلقها بالمتغيـرات, و لكن حاجتكم إلى من يجتهد فيها بتجدد العصور يعود إلى أن القواعد التي بنيت عليها لم تكن ثابتة صحيحة اتصالاتها بالحق الذي لا يتبدل و الذي جرى على لسان المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, و لذلك كلما تجدد زمان يظهر عجزها عن مناسبة الزمان الذي تجدد. لأنها باطل لا يستند إلى الدين الذي يصلح لكل زمان و مكان. و شأنها في ذلك شأن المناهج الباطلة التي يحتاج أصحابها إلى تغييـرها في كل زمان حتى تساير حاجات أتباعه. فليس الاعجاز في منهج يكمن في كونه يسمح لأتباعه بأن يبدلوه و يغيـروه في كل زمان بما يناسب الزمان, و إلا لكان النصارى هم أهل الحق لأنهم من المرونة بمكان بحيث لايزال مجتهدوهم إلى هذا الزمان يغيـرون في أحكامهم و قواعدهم ليجاروا متطلبات الزمان ساترين بذلك بطلان ما اعتمدوا عليه من أحكام و قواعد. و لكن الاعجاز الذي يدل على صحة الاستنباط للثوابت و الأحكام التي لا تتعلق بالمتغيـرات المادية في العصر, أنها مهما توالت الأزمان لا تزداد إلا ثبوتا و صحة تبين ملاءمتها للزمن.
الوجه الثاني: أن منهجا يتلقى على مدى اثني عشر جيلا من المعصومين كما تدّعون, كيف يتأتى أن يتبدل بل و إلى حد التناقض و التعارض؟ فإن منهجا يلقي أسسه معصوم واحد , و يجتهد في قواعده أئمة متعددون , يقبل أن يختلف هؤلاء في الفروع و كلهم على الحق و ذلك لأمرين: الأول: أن معصوما واحدا يلقي منهجا متكامل في 23 سنةمن المعقول أن يكون ما يلقيه أسسا يبنى عليها. الثاني : أن من يبني على هذه الأسس ممن لم يدعي و لم يدعي أحد له العصمة, يمكن أن يحصل بينهم اختلاف في فروع و يجمع بينهم فيها نسق واحد, يثبت توالي الأزمان و تغيـر المتطلبات عظمة ابداعها و تناسقها و تغطيتها لحاجة أمة هي خير أمة أخرجت للناس. و لكن الغريب الذي لا يقبله عاقل منصف أن يعجز اثنا عشر اماما توالوا على مدى القرون, يدّعي من ينسب إليهم عصمتهم, عن وضع منهج متكامل يجمع بين شيعتهم على قلب واحد. هذا و إن ساحة هؤلاء الأئمة منزهة عما ينسب إليهم .
يتبع ...