PDA

View Full Version : تَوشيحٌ شعري على ضِفَافِ الخير


غريب نجد
23-12-2002, 07:26 PM
تَوشيحٌ شعري على ضِفَافِ الخير
«نَفْحةٌ رمضانية شعرية»
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي

خيالُ مَنْ بكَ في جُنْحِ الدُّجى طافا
فزاد حِسَّكَ بالأحداثِ إِرهافا؟
يا راحلاً وشَغَافُ القلب تَتْبَعُه
أوقفتَني عند باب الحزنِ إِيقافا
جرَّأْتَ حزني فزار القلبَ متَّخذاً
في كلِّ ناحيةٍ مَشْتى ومُصطافا
رحّلْتَ أفراحَ قلبي واختبأْتَ لها
في كلِّ مُنْحَدرٍ تلقاه خُطَّافا
ما بالُ عينكَ ترعى النجمَ ساهرةً
وما لطرفكَ لا يَسطيعُ إِطرافا
كأنما وُكِلَتْ باللَّيل ترصده
عيناكَ، بدراً وأفلاكاً وأَسْدافا
أو أنَّ دائرةَ الظلماء قد وَكَلَتْ
إلى الجفون على الظَّلْماءِ إِشرافا
سهِرتَ حتى رآك النوم أُمْنيةً
بعيدةً صَعُبَتْ مَرْمَىً وأهدافا
مالي أراكَ تُداري ألفَ خاطرةٍ
من الحنين ومن شكواكَ آلافا
أخفيْتَ شوقكَ حتى قال قائلُه:
أَجْحَفْتَ بالشوق في الأعماق إِجحافا
ألستَ عازفَ لحنِ الحبِّ في زمنٍ
صار الهوى فيه بين الناس عَزَّافا
أرسِلْ قوافيكَ ألحاناً مكرَّمةً
تأبى هبوطاً معانيها وإِسفافا
يارُبَّ قافيةٍ تُصغي القلوبُ لها
وتملأ النَّفسَ إِعجاباً وإِطرافا
وربَّ قافيةٍ أَدْنَتْ إليكَ مُنَىً
وأزلفتْ منكَ مَنْ تهواه إِزلافا
دَعْ عنكَ مَنْ يسلبون الصدق رونقَه
في العالَمين ومَنْ يُثنون أَعطافا
ودَعْك ممَّن يُسيئون الظُّنون بلا
عدلٍ، ومَنْ يملؤون الأرض إِرجافا
ومن يرَوْن سواداً لا بياضَ له
ومَن يُميلون نحو الشرِّ أَكنافا
فأمَّةُ الخير مثلُ الغيثِ يمنحنا
ويمنح الأرضَ خِصْباً كلَّما وافى
لا ينبُتُ اليأس في بستان همَّتها
وكيف يَيْأَسُ مَنْ للجنّةِ اشتافا؟
أرسِلْ نشيدك حُبَّاً طاب منبعُه
لقاصدٍ، وجناحاً منك رَفْرَافا
إنْ قدَّم الناسُ أشواكاً إليك فلا
تنظر إِليها وقدِّمْ أنتَ أَفوافا
يا من يُسيِّر رَكْبَ الصِّدق في زمنٍ
ما زال جيش الدَّعاوى فيه زحَّافا
دَعِ القصائدَ تفتَحْ كلَّ نافذةٍ
لكي تمجِّد مَنْ أعطى ومَنْ عافى
فَضْلُ المهيمن بحرٌ لا حدودَ له
فيه الَّلآلىءُ لايعرفْنَ أصدافا
بالعدلِ يمنَعُ أو يُعطي العبادَ فما
قضى بجَوْرٍ على عبدٍ ولا حَافا
في كل مجتمعٍ فقرٌ ومَخْمَصَةٌ
ما كلُّ ريشٍ تراه العينُ هَفْهَافا
فالأرضُ منذ مشينا في مناكبها
ترى من الناس ألواناً وأصنافا
ترى على ظهرها من يعبثون بها
والمصلحين وأعداءً وأَحلافا
قد قسَّم اللهُ أقدار العباد فلن
ترى جميعَ عباد الله أَشرافا
ولن ترى كلَّ ما في الأرض من شجرٍ
نخلاً، ولا كلَّ نَبْتِ الأرض صَفْصَافا
يا من هَدَمْتَ جداراً، ما بناه سوى
إيقاعِ عَصْرٍ لأخلاقِ الهدى جَافى
هذا حبيبُ قلوب المؤمنين أتى
بالصَّوَْم، يُدْلِفُ بالخيرات إِدْلافا
إقرأْ له سُوَرَ القرآن خالصةً
للهِ، فجراً، وأنفالاً، وأعرافا
أَدِرْ كؤوسَ القوافي بالوفاءِ له
وللذين زكَوْا بالخير أَوصافا
قل للذي مدَّ كفَّاً للضعيف ومَنْ
رعى يتيماً ومحتاجاً به طافا
ومن رعى من حقوق الناس ما خفيَتْ
آثاره، وحَبَا أَمْناً لمن خافا
أنعشْتَ آمال مسكينٍ قضى زمناً
ترى المعاناةُ جَفْناً منه ذرَّافا
أيقظْتَ مَنْ كان مشغولاً بثروته
عن المساكين، تبذيراً وإِسرافا
ومَنْ تشاغل عنهم لايُحِسُّ بهم
مهما رأى سائلاً منهم وطوَّافا
فَتَحْتَ بوَّابةً كانتْ مغلَّقةً
بصمتِنا، وجعلْتَ الصَّمْتَ هتَّافا
وإنَّما تطلب الدُّنيا وساكنُها
ممَّن يَلُونَ أمورَ الناسِ إِنصافا
ما فازَ مَنْ سار في الدُّنيا على جُرُفٍ
هارٍ، وصدَّق بالأَوهامِ عَرَّافا
يا باذل المالِ، قل للممسكين به
والجامعين بكفِّ البُخْل أَطرافا
لا يحفظ المالَ حرصُ الباخلين به
فالبخل يُتْلِفُ مالَ المرءِ إِتلافا
تلفَّتوا يَمْنَةً أو يَسْرَةً لترَوْا
كم أسرةٍ لم تجد للشمل إِيلافا
هناكَ مَنْ يرفعون الصَّبرَ أَلْوِيَةً
بِيْضَاً، فما يسألون الناسَ إِلحافا
يظنَّهم مَنْ يراهم أغنياءَ وقد
طَوَوْا عن الناس ما يشكون إِعفافا
يا باذلَ المالِ للإِحسان نِلْتَ به
من مالكِ المُلكِ إحساناً وإِخلافا
أبشرْ بضِعْفِ الذي قدَّمتَه وأَضِفْ
إليه من خالقِ الأكوانِ أَضعافا
مَنْ مدَّ كفَّاً إلى المحتاجِ مُسْعِفةً
رأى من اللهِ يومَ الدين إِسعافا

كهرمانة العين
23-12-2002, 09:14 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


أخي الفاضل غريب نجد ...حياك الله في سوالف الشعر والأدب ...وشكرا لك أخي لوردك لهذه القصيدة الرائعة ..للمبدع دائما الدكتور عبد الرحمن العشماوي ...ونحن ننتظر منك المزيد من المشاركات الجميلة ...:)


تقبل تحياتي:)

عشاق
24-12-2002, 12:23 PM
هلا بك اخوي غريب نجد وهذه الامرة الأولى التي اراك هنا وان شاء الله ما تكون الأخيره :)